الوضــــــع الإيجابي:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من السمات المهمة التي ينبغي أن يتحلى بها(المسلم المعاصر)سمة (الإيجابيّة)وهي مغايرة لصفة(السلبية),فماذا نعني هنا بالإيجابية أو الوضع الإيجابي؟0

تعني الإيجابية أموراً عديدة منها:

-القدرة على التحكم بالعواطف,حيث يتم بذلك تجاوز خطوط الغريزة,وهذا التجاوز,يعبر في اتساعه عن مدى استطاعة صاحبه تحقيق إنسانيته من خلال بعده عن(الحيوان)الذي لا يستطيع السيطرة على غرائزه ولا تأخير رغباته,والذي لا يقوى

أيضاً على المخاطرة000ونعني بالسيطرة على العواطف أن يلبس المسلم لكل حالة لبوسها,فليس من الإيجابية أن يحمل الموظف هموم بيته ومشكلاته الخاصة إلى مكتبه أو مصنعه,فالأداء الكفء,يتطلب موظفاً في أحسن أحواله,وفي أعلى درجات لياقته النفسية والبدنية0

كذلك ليس من الإيجابية أن يزعج المرء أهل بيته بمشكلاته مع طلابه أو زملائه أو مراجعيه000الحصول على هذه الوضعية يتطلب تدريب العاطفة وتقوية آلية الضبط الداخلي لديه0

-الفهم العميق لتحديات العصر ومطالبه وأشكال الاستجابة المطلوبة للعيش فيه,إلى جانب الشعور بالقدرة على التغيير:تغيير النفس وتغيير المحيط وتغيير الرؤية للأشياء0

وينطلق الشعور بإمكانية التغيير وضرورته من خلال إدراك أن الله-تعالى-قضى على الكون بالتقلّب والتحوّل وأن يظل في حالة من الصيرورة المستمرة؛كما ينطلق من مبدأ الاستفادة من التجارب السابقة التي خضناها,والتي رأيناها,ومن مبدأ ضرورة الانتقال إلى مرحلة استلهام الحق والخير والفضيلة وتمثلها في السلوك الجيد0إن الرتابة نوع من العدم,وإن الاستسلام للأخطاء,والقنوع بالحالة الحاضرة,نوع من الخروج من المحيط الحي إلى محيط الجماد0

-الصحة النفسية ركن أساسي من أركان الإيجابية؛إذا لا يمكن أن يكون المرء في وضع إيجابي وهو سيشعر بنوع من(السأم الوجودي)أو الحسد أو الغيرة أو الخمول النفسي,أو الحقد على الناس000ومن ثم كان لتزكية النفس وتنقية السرائر المكانة العظمى في الإسلام0

ما من إنسان إلا قد تعتريه أوضاع يفقد فيها لياقته النفسية,لكن المهم ألا يستمر ذلك,ويصبح صفة ملازمة0وللخلاصة من تلك الأحوال شرع الله-سبحانه-التوبة الغسل الشعور بالذّنْب,وشرع النوافل وأعمال البر من أجل الإحساس بتجاوز المصالح الضيقة إلى أفق أرحب,ولتجديد المعاني الروحية ونفض غبار التقاعس والخمول عن نفس المسلم0

12- التقييم الذاتي:

التقييم الذاتي هو في الأصل مفهوم الإنسان لذته,من حيث مظهره وأصوله وقدراته ووسائله واتجاهاته000وهذا المفهوم حين يترسخ,ويبلغ ذروة وضوحه يصبح قوة موجَّهة للسلوك0ويتكون مفهوم الإنسان لذاته من خلال الخبرات التي يكتسبها,ومن خلال الاحتكاك والاتصال بالآخرين0بل إن الناس كثيراً ما يكوَّنون المرآة التي يرى فيها الإنسان ماذا يمكن أن يكون عليه,والآفاق التي يمكن أن يرتادها,أي مجالات نموه الشخصي,وحدود ما يمكن أن ينجزه0

هذه الوضعية تحتم على الواحد منا أن يعيد تقييم نفسه من جديد؛إذ إن من الوارد أن تكون المفاهيم التي كوّنَّاها عن أنفسنا مغلوطة أو مشوَّهة,بسبب رداءة البيئة العامة,أو بسبب المربية التي فهمنا ذاتنا بواسطتها0على المسلم اليوم أن يمتلك القدرة على إعادة فهم ذاته,وإعادة تقويم إنجازاته,وكشف الطاقات الكامنة لديه .

إعادة التقييم هذه ضرورية للتحرير من حتميات البيئة والمفاهيم الخاطئة السائدة,وضرورية أيضاً لكشف جوانب القصور في ذواتنا وأنشطتنا0وفي ظل التحديات المتصاعدة,وظل المتغيرات السريعة,تصبح هذه المسألة أكثر إلحاحاً,ويصبح إهمالها أشد خطورة0

مشكلة المراجعة أنها في أكثر الأحيان,تنتهي إلى اتهام النفس وازدراء الإنسان لإنجازاته الماضية؛مما يجعلها تولَّد نتائج عكسية0ولذا فإن من المهم أن يحتفظ الإنسان بنوع من التقدير لذاته,وبالثقة في قدراته على التحسن والاستفادة من دروس الماضي0وله أن يعد مجرد المراجعة وإعادة التقييم إنجازاً جيداً0

لا أريد أن أتوسع أكثر في ذكر قسمات نموذج المسلم المعاصر,فهي كثيرة,وتقبل الكثير من التفريغ والتفصيل والإضافة,فنكتفي بما ذكرناه هنا0

وسوف يجد القارئ ما يمكن أن يعد امتداداّ لها فيما سنقوله عن مسألة السبق والتقاعس؛ ونسـأل الله العون


hg,qJJJJJJu hgYd[hfd: hgYd[hfd

مشكورة حبيبتي على الموضوع الرائع..فالتحلي بالايمان الصادق هو في حد داته تموضع ايجابي

شكرا اختي menna على النقل الهادف لكن عندي ملاحظة بسيطة بخصوص المواضيع عليك اختي اظهار كلمة منقول في حال ان كان كذلك ولك جزيل الشكر لتفهمك

العفو غاليتي