الوسم: اللغة

كتاب الموجز في ظ‚ظˆط§ط¹ط¯ ط§ظ„ظ„ط؛ط© العربية

كتاب جامع يضم بحوثاً في ظ‚ظˆط§ط¹ط¯ ط§ظ„ظ„ط؛ط© ط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹط© ، وفي كل بحث من بحوث الكتاب ما يجب على كل طالب معرفته من ظ‚ظˆط§ط¹ط¯ ط§ظ„ظ„ط؛ط© ط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹط© ولكل بحث ملحق خاص بالشواهد المناسبة منسوبة إلى قائليها، ويشتمل الكتاب على بحوث في الأفعال والأسماء، وبحوث صرفية وبحوث عامة.

المؤلف سعيد الأفغاني

حجم الكتاب : 625 ك ب

https://www.imanway1.com/f/book/arabic.exe

أولاً : ما البدل؟
البدل : تابع يُقصد بالحكم دون المبدل منه.. وإنما يُذكر المبدل منه تمهيداً لذكره وسُمِّي بدلاً لأنه يُمكنك أن تُحِلَّه مَحَلَّ المبدل منه مستغنياً عنه.
هذا التعريف يحتاج لتوضيح وبيان هيا بنا نفصله سوياً ونبسطه خطوة بخطوة .. وبالأمثلة طبعاً ..
1. البدل تابع .. درست فيما سبق من مناهج النحو في الصفين الأول والثاني الإعدادي توابع ثلاثة وهي :
– النعت
– التوكيد
– العطف
وهذا العام أنت بصدد دراسة التابع الرابع ألا وهو (البدل) فأول خطوة فهمنا أن البدل هو المتمم للتوابع الأربعة (النعت – التوكيد – العطف – البدل)
2. البدل يقصد بالحكم دون المبدل منه:
تأمل المثال الآتي

ما علاقة كلمة (القائد) بكلمة (حسام) ؟
ألا تلاحظ أن كلمة (القائد) ممهدة لكلمة (حسام) ؟
ألا تلاحظ أنني قصدت من كلمة (القائد) كلمة (حسام) ؟
أيمكن أن نمهد بكلمة (حسام) لكلمة (القائد)؟
أيهما يمكن جعله تمهيداً الاسم الحقيقي؟ أم وظيفته مثلاً ؟
هيا بنا نجيب عن الأسئلة السابقة :
أولاً كلمة (القائد) هي الممهدة لكلمة (حسام) لأن (حسام) هي الاسم الحقيقي ولا يمكن أن تكون تمهيداً لكلمة (القائد) ولكن العكس صحيح.
ثانياً : مما سبق يتأكد لنا أن المقصود بالحكم هو كلمة (حسام) فالبدل هو (حسام) والمبدل منه (القائد)
ثالثاً : فإذا قلنا (جاء حسام القائد) أتكون كلمة (القائد) هنا بدلاً؟ بالطبع لا لأننا كما ذكرنا لا يمكن أن أمهد بالاسم الحقيقي لاسم أقل منه أهمية وقوة في الجملة أليس كذلك؟
3. وسُمِّي بدلاً لأنه يُمكنك أن تُحِلَّه مَحَلَّ المبدل منه مستغنياً عنه:
سمي البدل بدلاً لماذا؟
لأنني ببساطة يمكن أن أحذف كلمة (القائد) تماماً وأستبدلها بكلمة (حسام) لأنها الأقوى والأكثر تأثيراً
وهنا اختلف البدل عن بقية التوابع في شيء أكيد ألا وهو :
في بقية التوابع يمكننا أن نحذف المتقدم أي (النعت – التوكيد – المعطوف) ولكننا لا يمكننا أن نحذف من الجملة (المنعوت – المؤكد – المعطوف عليه)
أما في حالة التابع الرابع وهو (البدل) الذي يمكن حذفه هو (المبدل منه) وليس (البدل) أي يمكنني حذف كلمة (القائد) لتحل كلمة (حسام) محلها.

1. البدل المطابق (كل من كل)
2. بدل بعض من كل أو جزء من كل
3. بدل الاشتمال

• البدل المطابق (كل من كل):
  

هيا بنا نتأمل سوياً الأمثلة التالية وقبل تأملنا هيا بنا نسأل الله عز وجل أن ييسر لنا الأمر ويهبنا الفهم والفلاح والسداد آمين يارب العالمين :
الأمثلة :

1. جاء أخوك عمر
2. رأيت المعلم أحمد
3. قرأت عن الفاروق عمر
4. قرأت الكتاب كتاب القراءة
5. أكرم هذا الرجل
6. يأيها الرجل انتبه
7. الاسم نوعان : معرب ومبني
8. أكرموني هؤلاء
9. قرأت عن عمر بن الخطاب

• المثال الأول : البدل (عمر) المبدل منه (أخوك) أما ترى أن (أخوك) جاءت ممهدة لـ (عمر)؟ والكلمتان متطابقتان تماماً فأخوك هو عمر وعمر هو أخوك هذا لا يحتمل الشك والاسم الثاني (عمر) يمكن أن يكون بدلا عن الاسم الأول أليس كذلك ؟

• المثال الثاني :البدل (أحمد) المبدل منه (المعلم) نفس الكلام كما سبق في المثال السابق.
• المثال الثالث : البدل (عمر) المبدل منه (الفاروق) نفس الكلام كما سبق في المثال الأول.
• المثال الرابع: البدل (كتاب) الثانية والمبدل منه (الكتاب) الأولى .. لاحظ هنا يا بني لماذا لم أعرب كلمة (كتاب) الثانية (توكيداً لفظياً) مع أنها تكرار لفظي للكلمة الأولى ؟ هيه هل فكرت؟ هيا سأجيب معك .. الكلمة الثانية ليست مجرد تكرار للكلمة الأولى بل هي موضحة ومفسرة وأعم وأشمل من الكلمة الأولى والتي كانت مجرد تمهيد للكلمة الثانية أما إذا قلت (قرأت الكتاب الكتاب) وسكت .. فكلمة الكتاب الثانية (توكيداً لفظياً ) لا شك ..
  

ومثال على هذه الحالة أيضاً أن أقول :
– نحن نفخر بالدرر درر الإبداع
– قول الحق عز وجل : "اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم)
– يعجبني الكلام كلام الحق.
وهكذا ..

• في المثال الخامس وقع بعد اسم الإشارة اسم معرف بـ (الـ) وهذه من مسلمات النحو ألا وهي إذا وقع المشار إليه معرفاً بالألف واللام بعد اسم الإشارة أعرب المشار إليه (بدل مطابق)
  

ولكن احذر الوقوع في الخطأ لاحظ معي المثال الآتي :
– مصر عظيمة ذكر ذلك المؤرخون.
اسمح لي بالابتسام لك فقد حزرت الفزروة وحللتها
نعم لن تقع في الخطأ وتعرب كلمة (المؤرخون) بدل مع أنها واقعة بعد اسم إشارة (ذلك) ومع أنها معرفة بالألف واللام ولكنها ليست المشار إليه اقرأ الجملة ثانية .. هيه ماذا وجدت؟
مصر عظيمة ذكر ذلك المؤرخون .. هل كلمة (ذلك) تشير إلى كلمة (المؤرخون) أم أن كلمة (المؤرخون) فاعل مرفوع وكل ما في الأمر أن حدث تقديم وتأخير للكلام وأصل الكلام (ذكر المؤرخون ذلك)

• المثال السادس : لن أتناوله بالشرح الكامل الآن ولكني سأعطيه رقم (1) لأنني سأتناوله فيما بعد بالشرح الوافي إن شاء الله تعالى ولكني سأقول فيه كلام عام أرجو أن يجعلك تقع في اضطراب وقلق ..
  

– انظر .. (أيها – أيتها) ستعلم عندما نشرح درس المنادى بإذن الله تعالى أن (أيها – أيتها) سيعربان دائماً منادى مبني على الضم المشكلة الآن ليست في (أيها – أيتها) يقول العلماء ما يأتي :
الاسم الواقع بعد (أيها – أيتها) إذا كان مشتقاً يعرب صفة مرفوعة دائماً
مثال : قول الله عز وجل : "قل يا أيها الكافرون" .. كلمة (الكافرون) نعت مرفوع ..
ولكن إذا كان الاسم الواقع بعد (أيها – أيتها) معرف بـ (الـ) وجامداً .. أعرب بدلاً مطابقاً ..

• في المثال السابع خلاف بين المعلمين ولكنه ليس خلاف بين العلماء .. ما معنى ذلك ؟

انظر معي المثال: الاسم نوعان: معرب ومبني
بعض المعلمين قالوا أن كلمة (معرب) بدل بعض من كل لأنها جزء من كلمة (نوعان)
ولكن علماء النحو وأصحاب الكتب العظيمة في النحو أكدوا خطأ هذا الكلام لماذا؟
أليس كلمة (معرب ومبني) هي هي كلمة (نوعان) ؟
ما النوعان؟ (معرب ومبني) .. وما (معرب ومبني) هما النوعان ..
هذه حالة من حالات البدل المطابق تسمى (بدل تفصيل) ودرسناها في النصوص (تفصيل بعد إجمال) فكل تفصيل بعد إجمال يعتبر بدل مطابق .. والدليل على ذلك قول الله عز وجل :
"لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة رسول من الله يتلوا صحفاً مطهرة"
تأملوا معي كلمة (رسول) فهي شارحة ومفصلة لكلمة (بينة) أي تفصيل بعد إجمال ولهذا فهي تعرب بدلا مطابق..

• في المثال الثامن : تأمل معي ستجد أن كلمة (هؤلاء) بدل من الضمير المتصل (واو الجماعة) في الفعل (أكرموني) ركز قليلاً يا بني وتلك حالة من حالات البدل المطابق أن يكون هناك ضميراً متصلاً ويقع بعده العائد عليه..
  
• الحالة الأخيرة من حالات البدل المطابق هي أن تقع كلمة (ابن) بين علمين كما في قولي (عمر بن الخطاب) في هذه الحالة تعرب بدل مطابق..
• ثمرة الحوار

• اعلم أن البدل المطابق يأخذ علامة إعراب المبدل منه لأنه تابع له فإذا كان المبدل منه مرفوعاً جاء البدل مرفوعاً وإذا كان منصوباً جاء البدل منصوباً وهكذا …

• اعلم أن المبدل منه وهو الاسم الواقع قبل البدل يعرب حسب موقعه في الجملة ولا نقول عنه في الإعراب أنه مبدل منه ..

نموذج إعرابي :

جاء : فعل ماض مبني على الفتح
القائد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة (مبدل منه) قد أذكرها أو لا ..
حسام : بدل مطابق مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

استخرج البدل المطابق من الأمثلة الآتية مبيناً سبب كونه بدل مطابق ثم بين علامة إعرابه..

1. أتى صديقك عادل
2. قدرت علاء بن محمد
3. حققوا هؤلاء النصر
4. قال تعالى : "ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها"
5. تولى الخليفة عمر بعد أبي بكر.
6. قال تعالى : "إن للمتقين مفازاً حدائق وأعناباً"

• أمثلة المجموعة (أ):

1. أكلت الرغيف نصفه.
2. شرحت الدرس بابه الأول
3. استمعت إلى الخطبة معظمها.

• أمثلة المجموعة (ب):

1. أعجبني طالب العلم اجتهاده.
2. شعرت بالشمس دفئها.
3. عرفت الصحابة إخلاصهم .

• المقارنة :

• أوجه الشبه بين النوعين :

1. لاحظ معي الكلمات الست الواقعة فوق الخط في الأمثلة السابقة وهي (نصفه – بابه- معظمها – اجتهاده – دفئها – إخلاصهم) ماذا تلاحظ في أواخر تلك الأسماء ؟
   أليست جميعها تنتهي بضمير (عائد/رابط) فهذا الضمير المتصل في الكلمات الست السابقة (الهاء- الهاء – ها – الهاء – ها – هم) بالترتيب يمكن أن نسميه (رابط أو عائد) لأنه يعود على المبدل منه ويطابقه في النوع (تذكيراً / تأنيثاً) ويطابقه في العدد (إفراداً / تثنية / جمعاً) فالهاء في كلمة (نصفه) تعود على كلمة (الرغيف) وكما رأينا أن (الهاء) تطابق (الرغيف) في النوع (تذكيراً) وفي العدد (إفراداً) …

   إذا تشابهت الكلمات الست في أنها تنتهي بضمير (عائد / رابط) يربطها بالمبدل منه الواقع قبلها هذا الضمير يطابق المبدل منه في النوع والعدد.

2. لاحظ علاقة الكلمات الست بما قبلها أي بالمبدل منه ستجد أن العلاقة واحدة أي أن كل كلمة من الكلمات الست تشير إلى شيء له علاقة بالمبدل منه ولكن لا يمكن أن نستبدلها بالمبدل منه كما في حالة البدل المطابق لأنه لا تغني عن المبدل منه كله .. أليس كذلك؟

   إذا تشابهت الكلمات الست في أنها تشير إلى شيء في المبدل منه ولا يمكن استبدالها بالمبدل منه لأنها لا تغني عنه كله كما هو الحال في البدل المطابق.

• أوجه الاختلاف بين النوعين :

1. لاحظ أمثلة المجموعة (أ) وعلاقة البدل فيها بالمبدل منه ستجد أن :
   – البدل جزء من البدل منه يمكن فصله عنه أي أنه جزء يتجزأ.
   – فكلمة (نصف) جزء من الرغيف يمكن فصله، وكذلك كلمة (باب) وكلمة (معظم)، ولذلك سمي هذا البدل بعض من كل أي يمكن فصله عن الكل وهو يأخذ نفس العلامة الإعرابية للمبدل منه ويكون الضمير العائد في محل جر مضاف إليه.
2. وبملاحظة أمثلة المجموعة (ب) سنجد أن الكلمات (اجتهاد – دفء – إخلاص) جزء من المبدل منه ولكن لا يمكن فصله أو تجزئته أي أن المبدل منه يحوي أو يشتمل بداخله البدل بحيث لا يمكن فصله عنه فمن ذا الذي يستطيع أن يفصل (الاجتهاد) عن (الطالب) أو أن يفصل (الدفء) عن (الشمس) ..وهكذا.
   _ مما سبق من ملاحظة يتبين لنا أن الكلمات (اجتهاد – دفء – إخلاص) بدل اشتمال وليس بدل بعض من كل لأن البدل قد اشتمل عليها بحيث لا يمكن فصلها عنه أبداً ..
   

• مما سبق نستنتج ما يأتي :

البدل بعض من كل وبدل الاشتمال يشترط فيهما وجود ضمير (عائد/ رابط) يعود على المبدل منه ويطابقه في (النوع والعدد) ويأخذ البدل علامة إعراب المبدل منه (رفع / نصب / جر)
ووجه الاختلاف بينهما هو أن بدل بعض من كل يدل على أن البدل جزء قائم بذاته من المبدل منه يمكن تجزئته أو فصله ، أما بدل الاشتمال يدل على أن البدل جز ء يشتمل عليه المبدل منه لا يمكن تجزئته ولا فصله عنه.