بسم الله الرحمن الرحيم
الدكتور عصام بن هاشم الجفري
الحمدلله الذي خلقنا من عدم وكبرنا من صغر وقوانا من ضعف وبصرنا من عمى وأسمعنا من صمم وأغنانا من فقر وعلمنا من جهل وهدانا من ضلالة ،اللهم لك الحمد بالقرآن ولك الحمد بالإيمان ولك الحمد بالأهل والمال والمعافاة كبت عدونا وأظهرت أمننا ومن كل ما سألناك ربنا أعطيتنا ، فلك الحمد ربي حتى ترضى ولك الحمد بعد الرضى ولك الحمد على حمدنا إياك . أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .أما بعد : فاحرصوا عباد الله على تقوى الله تفوزوا وتسعدوا يقول ربكم جل وعلا :{.. وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِي يَاأُوْلِي الْأَلْبَابِ}.أمة الإسلام مشكلة بدأت تظهر في طظٹط§ط© الناس ويعاني أغلب الناس منها،وقد يعرف البعض حقيقة تلك المشكلة بينما ينشغل قوم بظواهر المشكلة ويحاولوا علاجها دون الالتفات إلى الجوهر،هذه القضية هي قضية ط§ظ„ظپط±ط§ط؛ في طظٹط§ط© ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ…ط© المعاصرة ؛وقد يقول قائل ط§ظ„ظپط±ط§ط؛ نعمة فما بال إمامنا يجعل منه مشكلة،فأقول نعم إن ط§ظ„ظپط±ط§ط؛ نعمة لمن عرف قدره وعرف كيف يستغله ولكن المصطفى r أخبرنا بقوله :(( نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغ))([1])وممن غبن في نعمة ط§ظ„ظپط±ط§ط؛ طائفة من النساء وأسباب حدوث هذا ط§ظ„ظپط±ط§ط؛ كثيرة منها توفر الخدم،ومنها توفر الأجهزة الحديثة التي وفرت الكثير من الوقت والجَهْد،ومنها عدم معرفة ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ…ط© المعاصرة بدورها المطلوب منها تجاه بيتها وزوجها وأولادها فنجد تلك الفتاة التي تزوجت حديثاً واشترطت على زوجها في العقد احضار خادمة! فالخادمة تكنس والخادمة تغسل والخادمة تطهو الطعام،والخادمة تعتني بالأولاد تطعمهم إذا جاعوا وتسقيهم إذا عطشوا وتميط عنهم الأذى،وتسليهم إذا ملوا،وتسهر عليهم إذا مرضوا،وينام الأطفال في حجرها إذا أمسوا ويصبحون على صوتها إذا استيقظوا،وما أعظم ما أصاب الأطفال من ذلك حيث يتعلق الأطفال بالخادمة لأنهم وجدوا عندها الحنان الذي افتقدوه من قلب أمهم القاسي،ونسمع عن طفل سافرت خادمة البيت فتأثر وامتنع عن الطعام والشراب حتى مات !! ونرى أطفالاً تعلقوا بالخادمة بعد أن أمضت معهم عامين كاملين ثم انتهت مدتها وسافرت،فأصيبوا بصدمة نفسية عنيفة؛كتلك التي يصاب بها الطفل الذي يفقد أمه،ثم حضرت أخرى فتعلقوا بها وفي نهاية مدتها سافرت فتعرضوا لصدمة أخرى وهكذا حتى تصاب نفسياتهم بشروخ عميقة،ولعلنا نعاني من بعض صور في المجتمع من جيل تربية الخدم،وليس المقام مقام عرض آثار تربية الخدم لكن وددت أن أعرض نموذجاً لتفريط ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© في دورها ثم تشتكي الفراغ،بل وحتى الخادمة تحضر للزوج كأس الماء إن طلبه وتلك الزوجة العزيزة دورها تناول الطعام والشراب فقط!!لكنها تعاني من مشكلة ضاغطة اسمها ط§ظ„ظپط±ط§ط؛ فمع نومها الساعات الطويلةلازال عندها وقت طويل من الفراغ، وكم من البيوت هدمت يوم أن وجد الرجل من الخادمة عناية لم يجدها من زوجته،وتجد الفتاة التي انتهت من دراستها الجامعية وهي في انتظار الوظيفة مثل الرجل فالخادمة والوالدة تقومان بكل ما يلزم المنزل وتلك الفتاة تعاني من الفراغ،بل حتى الطالبة على مقاعد الدراسة تأتي من المدرسة وتنتهي من واجباتها الدراسية ولأن ليس لها دور آخر فهي تعاني من ساعات طويلة من ط§ظ„ظپط±ط§ط؛ !! وترتب على ذلك أن تعالت أصوات تطالب بأن تكون هناك أماكن تقضي فيها ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© وقت ط§ظ„ظپط±ط§ط؛ !! وأصبحت ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© تطالب زوجها بإلحاح أن يُحضر لها لاقطات فضائية (دش) تقضي أمامه ساعات ط§ظ„ظپط±ط§ط؛ !! أصبحت تطالب بالخروج للأسواق لتمضية وقت الفراغ،أصبحت تكثر الخروج لزيارة صديقاتها لقتل الفراغ،أضحت تطيل المكالمات الهاتفية تمضية لوقت الفراغ،أصبحت تطلب الخروج للدراسة للعمل لأي شيئ بسبب شعورها بالفراغ القاتل،وهذا الشعور بالفراغ قد يكون الخطوة الأولى نحو انحراف ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© ! كما أن كثرة خروج ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© من بيتها يوقعها في الفتن والانحراف يقول r :((الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ فَإِذَا خَرَجَتِ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ))([2])فما بالكم وهي تكثر الخروج مع رجل أجنبي مثل السائق،وإذا نظر المرء فيما حوله كيف تقضي ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ…ط© المعاصرة وقت فراغها لوجدها إمام قنوات أو مجلات تثير كوامن الغرائز أو في محادثة هاتفية فارغة أو جولات في الأسواق معرضة للفتنة أو ماشابه ذلك من عوامل هدم الإيمان في نفوسهن إلا ما رحم ربي،أيها الأحبة في الله إن ط§ظ„ظپط±ط§ط؛ خطر على الذكور فضل عن الإناث،وهو خطر وحده فكيف إذا افتقد التوجيه السليم لا بل وخالطه ما يفسد الأخلاق ويهيج الغرائز.المرأة الفارغة من الإيمان التي تعاني من فراغ الأوقات كالعلبة الفارغة يلعب بها الهوى يمنة ويسرة.وأقول أحبتي أن هناك من انشغل بالعرض عن المرض فتنازل عن أساسيات في الحفاظ على العرض والأهل فترك نساؤه يجبن الأسواق عرضة لكل ذئب جائع أو تركهن فريسة لخطر القنوات أو المعاكسات الهاتفية ونحوها وما علم أن أصل الداء هو في ط§ظ„ظپط±ط§ط؛ الذي تعاني منه ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© في حياتنا المعاصرة؛وما نتج هذا ط§ظ„ظپط±ط§ط؛ في الحقيقة إلا يوم أن غفل المجتمع عن دور ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© الحقيقي في بناء الأمة فلا يتصور امرأة مسلمة تؤدي الدور المطلوب منها أن تجد وقتاً من ط§ظ„ظپط±ط§ط؛ لكن لما جُهلت الأساسيات،وتبدلت الأولويات،وفُرِّط في المسئوليات حدث ما حدث.أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ(6)}
الخطبة الثانية
الحمدلله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيماً لشأنه وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه.أما بعد:فلا يفهم أحبتي في الله أن القصد مما قدمت من الكلام حبس النساء أو عدم احضار من الخدم من يعينهم على أمورهم،لكن أقول أن الأمور تقدر بقدرها بلا إفراط ولا تفريط،والهدف هو عدم وجود أنثى أو ذكر في المنزل في حالة فراغ طويل قدر الإمكان،وأتساءل لماذا لا يتم توزيع مهام العمل في المنزل بين الأم وبنياتها وأولادها إن لزم الأمر ففي ذلك جانب تربوي عظيم للأولاد وتكبر البنت التي تعودت العمل في المنزل على غير ما تكبر عليه تلك التي تعودت النوم والكسل وتكون أنجح بإذن الله في حياتها ويكون الذكر أكثر قدرة على تحمل المسئولية من ذلك الذي نشأ منعماً مرفهاً وهذا واقع مشاهد،وقد يتحرج البعض من ذلك رحمة بالأولاد لكنه في الواقع يضرهم أكثر مما ينفعهم.ومن وسائل الحد من أوقات ط§ظ„ظپط±ط§ط؛ لدى النساء المسارعة بتزويج البنيات حتى ينشغلن بأمور منازلهن وأولادهن بدلاً من ط§ظ„ظپط±ط§ط؛ في بيوت الأباء والتعرض للفتن وهذا بالطبع إذا حضر لها الزوج الذي يرضى دينه وأمانته وقد حث على ذلك نبينا بقوله :((إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ كَانَ فِيهِ(أي من قلة المال) قَالَ إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ))([3])ومن طرق التقليل من أخطار ط§ظ„ظپط±ط§ط؛ منع وسائل الفساد من دخول المنزل كالمجلات الماجنة أو القنوات أو أشرطة الغناء ونحوها،ومن ذلك أيضاً التوجيه السديد في استثمار ط§ظ„ظپط±ط§ط؛ فيما يعود على ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© بالخير في دنياها وأخراها كتعلم مهنة الخياطة والتطريز ونحوها،وضع برنامج مع النساء في المنزل لحفظ القرآن أو شيء من الحديث ونحوها على أن تكون له جوائز محفزة تجعل منهن يسارعن لاستغلال أوقات فراغهن في تحقيق ذلك البرنامج،دمجهن في المحافل العامة أو الخاصة ذات الطابع الإيماني من مدارس لتحفيظ القرآن مسائية أو محاضرات نسائية دورية وما شابه ذلك،بيان فضل استغلال الوقت وأن الدنيا إنما هي معبر للأخرة ، المتابعة الدقيقة للبرنامج اليومي للمرأة.والقائمة تطول وإنما هي إيماءات أحببت أن ألفت فيها النظر لهذه القضية والله الموفق والمعين وفي الختام أوصي بسماع شريط للشيخ سعيد بن مسفر بعنوان ط§ظ„ظپط±ط§ط؛ في طظٹط§ط© ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ…ط© .
——————————–
([1]) البخاري كتاب الرقاق
([2]) أخرجه الترمذي في كتاب الرضاع وقال عنه هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ
([3]) أخرجه الترمذي في باب النكاح وقال هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ
[/frame]
,rj hgtvhy td pdhm hglvHm hglsglm
[frame="1 80"]بارك الله فيكفى انشاء الله ميزان حسانتك[/frame]
لي عودة لإتمام القراءة
:" الواجبات أكثر من الأوقات " . ولكن المشكلة أننا لا نفهم العبادة بمفهومها الصحيح فيستطيع المسلم أن يحول كل عمل يعمله إلى عبادة يأخذ عليها الثواب الجزيل من الله سبحانه وتعالى . والمسلم ينفق وقته هذا فيما يلي وهذا على سبيل المثال لا الحصر :
أولا : أداء الفرائض التي فرضها الله سبحانه و تعالى ، وأداء ما تيسر من السنن و النوافل .
ثانيا : حفظ ما تيسر من القرآن ومحاولة إتمام حفظ القرآن في أقرب وقت . وأن يستعين على ذلك بأحد الشيوخ الذين يجيدون حفظ القرآن ومعرفة أحكام التلاوة الصحيحة .
ثالثا : قراءة ما تيسر من سنة النبي صلى الله عليه و سلم وهي بحر واسع لا يشبع منه
رابعا : الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحب ما يستطيع .
خامسا : السعي في قضاء حوائج إخوانه المسلمين . فيساعد المحتاج . ويزور المريض ويصل الرحم , وغير ذلك.
سادسا : القراءة في كتب العلم سواء كان علما شرعيا يهتم بالعبادات و المعاملات أو غيرها أو علما يهتم بالإكتشافات الحديثة و العلوم الكونية وغيرها,
وكل هذه الكتب تقرب الإنسان من الله سبحانه وتعالى
سابعا: الإهتمام بعملك وتخصصك الدقيق الذي تحصل منه على قوتك .
ثامنا : الإهتمام بالتربية الرياضية لجسمك فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف . وكل هذا عبادة يثاب المرء عليها مادام يخلص النية إلى الله سبحانه وتعالى .
ويضيف فضيلة العلامة الدكتور القرضاوي في معنى العبادة .
لقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن قول الله عز وجل :"ياأيها الناس اعبدوا ربكم . ما العبادة ؟ وما فروعها ؟ فأجاب ـ رحمه الله ـ عن ذلك إجابة مبسطة مفصلة تضمنتها رسالته المعروفة باسم " العبودية " وقد بدأها بقوله :
العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال و الأعمال . الباطنة و الظاهرة . فالصلاة والزكاة و الصيام و الحج . وصدق الحديث و أداء الأمانة وبر الوالدين . وصلة الرحم . والوفاء بالعهود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . والجهاد للكفار و المنافقين . والإحسان للجار واليتيم و المسكين وابن السبيل . والمملوك من الآدميين . والبهائم . والدعاء والذكر والقراءة . وأمثال ذلك من العبادة . وكذلك حب الله ورسوله . وخشية الله والإنابة إليه وإخلاص الدين له , والصبر لحكمه . والشكر لنعمه . والرضا بقضائه . والتوكل عليه . والرجاء لرحمته . والخوف من عذابه . وأمثال ذلك هي من العبادة لله .
وهكذا نجد أن للعبادة كما شرحها ابن تيمية ـ أفقا رحبا . ودائرة واسعة . فهي تشمل الفرائض والأركان الشعائرية من الصلاة والزكاة و الصيام و الحج
وهي تشمل ما زاد على الفرائض من ألوان التعبد التطوعي من ذكر وتلاوة ودعاء واستغفار . وتسبيح وتهليل وتكبير وتحميد .