فلذات أكبادنا: بين الهوية والتبعية

فلذات ط£ظƒط¨ط§ط¯ظ†ط§: بين ط§ظ„ظ‡ظˆظٹط© والتبعية

" إن الدين عند الله الإسلام "

هو النور الذي هدى الله به عباده إلى الطريق المستقيم، دليل العارفين و زاد المُقبلين على رب السموات و الأرضين.

فالإنتساب إلى هذا الدين العظيم، يستوجب الإلتزام بمجموعة من القواعد، ولا يتأتى ذلك إلا بحسن فهم مبادئه و تطبيق أحكامه، باعتباره الركيزة الأساسية المحددة للهوية العربية الإسلامية إلى جانب الإنتماءات القومية للأفراد.

في خضم التغيرات الكثيرة و المتسارعة التي شهدها و لازال يشهدها العالم في جميع الميادين، والتي طبعت الزمان و المكان فغيرت معالم حياة الإنسان وأثرت بشكل كبير على نمط و أسلوب عيشه، أصبحت مسألة ط§ظ„ظ‡ظˆظٹط© على المِحك، خصوصا مع ما تعرض له العالم العربي، بعد سقوط الخلافة في القرن العشرين، من هجمة إمبريالية إستعمارية شرسة مزقت أوصال الأمة إلى دويلات و إمارات وأثرت بشكل خطير على مقومات الأسرة المسلمة فعلى الرغم من حصول معظم البلدان العربية على الإستقلال لازالت الحرب الفكرية قائمة على أشُدِها.

من هنا كان لِزاما على الآباء و الأمهات التجند لحماية ظپظ„ط°ط§طھ أكبادهم من أي استعمار فكري قد يقضي على معالم هويتهم و يجعلهم تبعاً لتفكير و نمط عيش و أسلوب حياة بعيد كل البعد عن تعاليم الشريعة السمحاء.فبإسم التطور و الرقي و الحضارة دأب أعداء الإسلام على بث سمومهم وزرع أفكارهم الخبيثة ومازالت مساعيهم للفتك بعقول الناشئة المسلمة حثيثة لنسف وهدم القيم و الأخلاق بمعاول من حقد دفين، بهدف تجريد أبنائنا و بناتنا من أصالتهم و عروبتهم وفك ارتباطهم بدينهم منهج حياتهم و كنزهم الثمين.

وما نرى، على سبيل المثال لا الحصر، من انشغال شريحة كبيرة من الأولاد والبنات في عمر الزهور بمتابعة ما يُعرض على شاشات التلفاز من أفلام ساقطة و أغاني ماجنة يصل إلى حد الإدمان، ما هو إلا مشهد من مشاهد عديدة تُجلي و بوضوح بعض مظاهر التبعية أو بالأحرى التقليد الأعمى للغرب.فتعلقهم بهذا العفن بلغ درجة رصد أخبار الممثلين و المغنيين و محاولة التشبه بهم سواء في ملبسهم أو مشيتهم أو حتى قصات شعرهم ، وللأسف يجهل الكثير منا حقيقة أصل بعض قصات و تسريحات الشعر وكذا الرموز التي نجدها في بعض أنواع الملابس فقد تكون شعارات تعبر من خلالها بعض المجموعات الشاذة عن معتقداتها الفاسدة ، بل حتى الرسوم المتحركة الموجهة للأطفال دون سن العاشِرة لم تسلم من إيحاءات تُرسخ بُخبث في أذهان صغارنا مظاهر الحياة الغربية كالعلاقات الغرامية في المدارس، اتباع الموضة ،الهوس بالموسيقى وغيرها كثير، ويبقى أخطر ما في الأمر الانتقال من مجرد تقليد للمظهر الخارجي إلى تبني سلوكيات لا تمت لديننا بصلة.

ولا ننسى ما آلت إليه اللغة العربية من تهميش، فنجد أولياء الأمور يحرصون كل الحرص على تعليم أبنائهم لغات أجنية ويفاخرون بطلاقة لسانهم وقدرتهم على الحديث والتواصل بها في كل محفل ونادٍ في حين لا يخجلون من عجزهم على كتابة جملة صحيحة بالفصحى. فيا للمفارقة !!

لذا يجب حماية ظپظ„ط°ط§طھ ط£ظƒط¨ط§ط¯ظ†ط§ و توجيههم ومراقبتهم وتختلف طريقة التوجيه باختلاف مراحلهم العمرية، قال سفيان الثوري: "لاعب ابنك سبعاً وأدِّبه سبعاً وصاحبه سبعاً ثم اتركه للتجارب".

فالحرص على تربية الناشئة تربية صالحة قائمة على حب الله و رسوله وتحبيب الدين إليهم بطريقة سلسة ميسورة وكذا السعي لتلقينهم مبادئ الإسلام وتعويدهم على تطبيق أحكامه منذ الصغر سيغرس في نفوسهم الوازع الديني الذي سيحميهم من مغبة الوقوع في براثن التقليد الأعمى لكل ما ينافي الشرع.

ولا يمكن النجاح في هذه المهمة، إلا إذا كان كل من الأب و الأم على وعي وإلتزام ديني ففاقد الشيء لا يعطيه.

ختاما، ولكي نكون منصفين لا ضير من الإنفتاح على الأمم الأخرى واكتشاف حضاراتهم و تعلم لغاتهم " من تعلم لغة قوم آمن شرهم" و الوقوف على مكمن قوتهم للإستفادة و أخذ الدروس والعبر و للمضي قدما في سبيل النهضة و الرقي، لكن ليس على حساب لغتنا ومبادئنا و هويتنا، فلا نأخذ منهم إلا ما فيه صلاح أمورنا أما كل ما يعارض ديننا فهو رد. قال صلى الله عليه و سلم: { ألا إن رحى الإسلام دائرة فدوروا مع الكتاب حيث دار} .

tg`hj H;fh]kh: fdk hgi,dm ,hgjfudm H;fh]kh

مرورك حبيبتي أحسن تقييم،
بارك الله فيك ونفع بك وزادك تألقا في سماء الإبداع
تحياتي القلبية

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القمراء

السلام عليكم ورحمة الله

عزيزتي سارة موضوعك من أجمل ماقرأت اليوم رائع بكل ماتحمله الكلمة من معنى وتمكنت من الاحاطة بكل جوانب الفكرة فهنيئا لك هذا القلم الرائع.
وصدقت أوافقك الرأي فالموضوع كبير جدا ويحمل في طياته مفارقات غريبة ومخيفة تجعل كل مسلم ,غيور على دينه وعلى هويته, يشعر بالخوف والقلق مما آلت اليه أحوال أطفالنا وشبابنا وأمتنا بصفة عامة من تقليد أعمى وطمس للهوية الأصلية وتشبه مخيف بالغرب و في كل مناحي الحياة… نسأل الله السلامة تقبلي مروري المتواضع ولك أحلى تقييم