تخطى إلى المحتوى

خصائص الأسرة المسلمة

خصائص ط§ظ„ط£ط³ط±ط© المسلمة

إن العائلة ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ…ط© التي تريد أن تطبق ظ‚ظˆط§ظ†ظٹظ† الإسلام في ط§ظ„ط£ط³ط±ط© يجب أن تسودها الأمور التالية بشكل جيّد :
الأمر الأول : تبادل المحبة :

ونقصد به ، تبادل الحُب والعطف بين الزوجين من ناحية ، وبينهما وبين الأولاد من ناحية أخرى ، فإن ط§ظ„ط£ط³ط±ط© إذا غادرها الحب ، وهجرها العطف ، لا بُدَّ أن تتفاعل ظپظٹظ‡ط§ عوامل الانهيار والهدم ، فتُهدِّد مصير ط§ظ„ط£ط³ط±ط© .
ولا بُدَّ أن كل ط¯ظ‚ظٹظ‚ط© تَمرُّ عَبْر حياة هذه ط§ظ„ط£ط³ط±ط© تنذر بأن تكون هي تلك الدقيقة التي تتحول ظپظٹظ‡ط§ إلى ركام من أنقاض ورماد ، لأنها تكون دائماً على مسرح خطر معرَّض لِلَهِيب النار ، ولَفَحات البركان .
إن الحب المتبادل يجب أن يرقد في قلب كل واحد من أفراد ط§ظ„ط£ط³ط±ط© ، حتى يكون قنديلاً يضيء له دروب ط§ظ„ط­ظٹط§ط© ، ونبراساً لمسيرته نحو روافد ط§ظ„ط³ط¹ط§ط¯ط© وينابيع الازدهار ، ومنابع ط§ظ„ط®ظٹط± والنعيم ، ومن ثَمَّ يكون مشعل ط§ظ„ط­ظٹط§ط© الفُضلَى في دَرب ط§ظ„ط­ظٹط§ط© الكبير .
إن الحب المتبادل هو العامل الفَعَّال الذي يدفع كل واحد من أفراد ط§ظ„ط£ط³ط±ط© إلى أن يتحمَّل مسؤولياته بِرَحَابة صَدْر .
فكل واحد يشعر بأنه سعيد لأنه يتمتع بعطف الآخرين ، وحُبهم العميق ، ولهذا فإن الإسلام يركّز كثيراً على هذه النقطة .
يقول الإمام الصادق ( ط¹ظ„ظٹظ‡ ط§ظ„ط³ظ„ط§ظ… ) مؤكداً ذلك : ( إِنَّ ط§ظ„ظ„ظ‡ عزَّ وجلَّ لَيرحم الرَّجل لِشِدَّة حُبِّه لولده ) .
كما يؤكد ط§ظ„ط±ط³ظˆظ„ الأعظم ( صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ وآله ) ذلك بقوله : ( أحِبُّوا الصبيان وارحَمُوهم ) ، لأن الحُبَّ والرحمة عاملان أساسيان في توطيد العلاقات ط§ظ„ط¹ط§ط¦ظ„ظٹط© .
الأمر الثاني : التعاون المشترك :

يجب أن يسود التعاون المشترك في المجالات المختلفة بين أفراد العائلة ، لكي لا تُشَلُّ ط§ظ„ط£ط³ط±ط© عن حيويتها ونشاطها بصورة مستمرة .
فإن التعاون يكنس الإرهاق ، ويذيب التذمر من تحمل المسؤوليات ، وكذلك يوطد علاقات أفراد ط§ظ„ط£ط³ط±ط© بعضهم مع بعض ، ولا يدع مجالاً لأن يتسرب التفكك إلى ربوع العائلة ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ…ط© ، التي تلتزم بمبدأ التعاون ، والتكافل الإجتماعيين .
والتعاون بين أفراد العائلة لا بُدَّ وأن يقود سفينة ط§ظ„ط­ظٹط§ط© نحو مرافئ ط§ظ„ط³ط¹ط§ط¯ط© ، ونحو موانئ الرفاه ، والهناء ، والدفء .
التعاون لا بُدَّ أن يحقِّق كل الآمال التي يعيشها جميع أفراد العائلة ، ويترجمها على حلبة الواقع العملي .
التعاون لا بُدَّ أن يجسد كل الأماني التي تدور في سراب الأفكار ، فيمثلها مجسمة نابضة بالحياة .
الأمر الثالث : الاحترام المتبادل :

تبادل الاحترام ، والتوقير ، والإحسان ، سواءً من جانب الصغير للكبير ، أو من جانب الكبير للصغير ، يزرع بذور الشعور بالشخصية ، ويغرس أوتاداً توطد العلاقات الأُسَرِيَّة بين الأفراد .
فعلى الوالدين أن يرحما الأولاد ، لكي يحترمهما الأولاد من جانبهم ، وكذلك على الأبناء أن يحترموا الآباء ، ويحترم أحدهم الآخر .
ويؤكد ط§ظ„ط±ط³ظˆظ„ الأعظم ( صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ وآله ) على هذه الناحية بقوله : ( وَقِّروا كِباركم ، وارحَموا صِغاركم ) .
كما يؤكدها الإمام علي ( ط¹ظ„ظٹظ‡ ط§ظ„ط³ظ„ط§ظ… ) بقوله : ( وَارحَم من أهلِكَ الصغير ، وَوقِّر الكبير ) .
فالإسلام يبني علاقات ط§ظ„ط£ط³ط±ط© على أساس من الإحسان المتبادل بين الزوج والزوجة ، والزوج والأولاد ، والزوجة والزوج ، والزوجة والأولاد .
ويحدّد ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† الحكيم طرقاً من هذه العلاقة النبيلة ، حيث يخط ضمن آية من آياته : ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ) البقرة : 83 .
وهو يرفض – حينما يرسم العلاقات الأسرية – أن ينشأ التنافر والتضجر بين أفراد العائلة ، أو ينبت التذمر والابتعاد ، فيحرض دائماً أن يقيم الأولاد علاقاتهم على أساس العطف ، والحنان ، والاحترام ، والإحسان .
فقال تعالى : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا ) الإسراء : 23 .
الأمر الرابع : طاعة رَبّ العائلة :

إن إطاعة الأب من قبل جميع أفراد العائلة يمثل النقطة المركزية في ط§ظ„ط£ط³ط±ط© ، لأنه أعرف – بحكم تجاربه وثقافته – بالمصالح الفردية ، والإجتماعية ، لكل واحد منهم .
وطبيعي أن الإسلام يقرّر الطاعة للأب في حدود طاعة ط§ظ„ط®ط§ظ„ظ‚ ، فلو تمرَّد الوالد على مُقرَّرات النظام العام ، وشذَّ عن حدود العقيدة ، وراحت أوامره تنغمس في رافد مصلحي شخصي ، فلا يجوز للأولاد أو الزوجة إطاعته في الأمور العقائدية والدينية .
لأن أوامره لا تحمل حينذاك أية مصونيَّة تقيها من الظلم ، والعصيان والتمرد .
وصرَّح بذلك ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† الحكيم في قوله : ( وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ) لقمان : 15 .
فهنا تنقطع العلاقات العقائدية ، والعملية بينهما ، أمَّا علاقات الحب ، والعطف ، والوِدّ ، والإحسان ، فيجب وصلها مع الأب حتى المنحرف فكرياً ، لئلا تنهار ط§ظ„ط£ط³ط±ط© .
الأمر الخامس : أداء الأب للنفقة :

لا بُدَّ للأب من الإنفاق على العائلة ، وتجهيز الملبس والمسكن للزوجة ، والأولاد ، في مقابل قَيْمومَتِه عليهم .
فإن كل هذه الأسُس توطد علاقات أفراد العائلة ، وتربطهم الواحد بالآخر أكثر فأكثر ، وتجعل منهم جسداً واحداً .
الأمر السادس : أداء حقوق الأب :

عندما يقرّر الإسلام حقوق الأب باعتباره سيد ط§ظ„ط£ط³ط±ط© ، لا ينسى أن يضع بين يديه قائمة عن الحقوق المفروضة ط¹ظ„ظٹظ‡ تجاه أفراد العائلة ، من الأولاد ، والزوجة ، على حد سواء ، لكي تتوطَّد العلاقات ط§ظ„ط²ظˆط¬ظٹط© ، والروابط ط§ظ„ط¹ط§ط¦ظ„ظٹط© ، وتبنى على أساس العدالة والمساواة .
فالأب إنما هو كموظف وَكَّلت إليه ط¥ط¯ط§ط±ط© ( مؤسسة العائلة ) ضمن حقوق ، وواجبات معينة ، فعليه مسؤولية طھط´ط؛ظٹظ„ وإصلاح هذه المؤسسة البشرية في إطار تلك الحقوق والواجبات .
والإمام السجاد ( ط¹ظ„ظٹظ‡ ط§ظ„ط³ظ„ط§ظ… ) يرسم للأب واجباته ، وحقوق الآخرين ، حينما يقول : ( وَأمَّا حَقّ ولدك ، فتعلَّم أنه منك ، ومضاف إليك في ط¹ط§ط¬ظ„ الدنيا بخيره وشره ، وإنك مسؤول عما ولَّيته ، من حُسن الأدب ، والدلالة على ربه ، والمعونة له على طاعته فيك ، وفي نفسه ، فمثاب على ذلك ومعاقب .
فاعمل في أمره عمل المتزيِّن بحسن أثره ط¹ظ„ظٹظ‡ في ط¹ط§ط¬ظ„ الدنيا ، المعذّر إلى ربه فيما بينك وبينه بحسن القيام ط¹ظ„ظٹظ‡ ، والأخذ له منه ، ولا قوَّة إلا ط¨ط§ظ„ظ„ظ‡ ) .
وهكذا يقيم الإسلام علاقات ط§ظ„ط£ط³ط±ط© على أساس وطيد ، ويرسم لها ظ‚ظˆط§ظ†ظٹظ† ومناهج تلتقي على خط المساواة والعدالة ، لكي تغمر ط§ظ„ط³ط¹ط§ط¯ط© حياتها ، ولكي تسير نحو ينابيع الهناء والسلامة .
الأسرة في الغرب :

نعود الآن إلى المجتمع الغربي المعاصر ، الذي تفكَّكت فيه الروابط ط§ظ„ط¹ط§ط¦ظ„ظٹط© ، فتقول الإحصاءات : أنَّ معدَّل الرجال والنساء الذين يتزوَّجون في فرنسا لا يتجاوز السبعة أو الثمانية في الألف .
وتقول أيضاً : أن الرابطة ط§ظ„ط²ظˆط¬ظٹط© أصبَحَت أوهن من بيت العنكبوت ، حتى أن مَحكَمة ط¨ظ…ط¯ظٹظ†ط© ( سين ) فَسَخَت ( 294 ) نكاحاً في يوم واحد .
فلماذا هذا الانخفاض الرهيب في نسبة ط§ظ„ط²ظˆط§ط¬ ؟ ولماذا هذه النسبة الضخمة في قضايا الطلاق ؟ الواقع ، أن الأنظمة المادِّية التي هجرت تعاليم الدين الأساسية ، لم ولن تتمكن أن تضع العائلة في سياج مَتين ، يمنعها من الانهيار .
فالدساتير الأُسَريَّة المادية لا طھط³طھط·ظٹط¹ أن تعمل على توطيد العلاقات ط§ظ„ط²ظˆط¬ظٹط© ، لأنها لا طھط³طھط·ظٹط¹ أن تجيب على كل متطلبات ط§ظ„ط£ط³ط±ط© ، سواءً منها ما يرتبط بعلاقات أفراد العائلة ، أو ما يرتبط بالزواج وحده ، والزوجة وحدها .
ومن الطبيعي في مثل ذلك أن يهرب الرجال والنساء من بناء ط­ظٹط§ط© ط²ظˆط¬ظٹط© ، ما دامت تتسربل بالمأساة ، والتعاسة ، والفوضى ، بسبب تمزُّق الزوجين على أثر الانحرافات العريضة ، التي يفعم بها النظام العائلي الغربي .
أما الإسلام ، فهو لا يترك ط§ظ„ط£ط³ط±ط© تسير حسب الأهواء ، وتنجرف مع تيار العواطف ، وإنما يرسم لها خطّاً واضحاً في كل مجال من مجالاتها ، خطّاً يحافظ على توازن البناء الأسري ، خطاً يوثِّق علاقات الحب ، والعطف ، والحنان ، فيما بين أفراد العائلة


owhzw hgHsvm hglsglm hggi hgohgr hgpdhm hgodv hgvs,g hgsghl hgsuh]m hg.,h[ hg.,[dm hguhzgdm hgrvNk fl]dkm fhggi jsj’du jaydg pdhm .,[dm ]rdrm ugn ugdi uh[g uk]lh tdih Y]hvm r,hkdk

جزاك الله خيرا أختي موضوع مميز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.