تأملي

قال الله تعالى{وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ }وفي سورة أخرى { وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ } أي أكبرمن كل نعيم

وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين عن أبي سعيد رضي الله عنه وأرضاه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إذا دخل أهل الجنة الجنة ناداهم ربهم فيقولون لبيك ربنا وسعديك والخير كله في يديك فيقول رب العالمين هل رضيتم ؟ فيقولون ومالنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعطي أحد من خلقك ؟ فيقول رب العالمين ـ جل جلاله ـ فإني أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا "

وهذا أعظم نعيم يعطاه أهل الجنة قال ربنا { وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ } أي أكبر من كل نعيم

وأنت أيها المبارك تغدو تروح تمسي تصبح تقيم تسافر تعمل تستريح تتزوج تنجب تتعامل مع الناس بيعاً وشراء .. وغير ذلك من ذهابك وإيابك وغدوك ورواحك

فليكن همك الأجل الأعظم أن يرضى الله جل وعلا عنك فإن من رضي الله عنه لا يضره سخط أحد كائن من كان ، ومن سخط الله جل وعلا عليه لا ينفعه رضوان أحد كائن من كان

وما ابتغى المتقون ولا طلب الصالحون ولا أمل أولياء الله الذين يعرفونه ويخشونه شيء أعظم من رضوان الله ولا لذة للروح أبداً في شيء أعظم من رضوان الله جل وعلا عليها وإن عبداً يمشي على الأرض يرفع قدماً ويضع أخرى الله جل وعلا من فوق سبع سموات راضي عنه هذا عبد نُعم بحق

ولو أن عبداً أوتي من الدنيا ما أوتي عظمه الناس أحبه الناس أجله الناس فرح به الناس ذكره الناس أوتي مالاً والله جل وعلا ساخط عليه لن ينفعه شيء من ذلك كله البتة

فلا تخرجن من بيتك وأنت تؤمل شيء أعظم من رضوان الله قال الله هنا { وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }