تلقيت دعوة كريمة من السيد مدير إعدادية الجاحظ لحضور نشاط مواز يتعلق بالاحتفال باليوم العالمي للشعر، وقد دأبت هذه المؤسسة على الاحتفال بهذا اليوم لوجود أساتذة يحملون هم الشعر فيها ومنهم الأستاذ الشاعر محمد لقاح الذي أنهى مشواره التدريسي ولكنه استطاع أن يترك بصماته في هذه المؤسسة ومنها هذا التقليد المرتبط بالاحتفال بالشعر سنويا . وهذه التظاهرة الفنية تدخل ضمن ما يعرف بالأنشطة ط§ظ„ظ…ظˆط§ط²ظٹط© للأنشطة الدراسية الصفية. والملاحظ أن الوعي بالأنشطة ط§ظ„ظ…ظˆط§ط²ظٹط© لا زال نادرا في العديد من المؤسسات ط§ظ„طھط±ط¨ظˆظٹط© سواء في أوساط المتعلمين أو في أوساط الأطر الإدارية والتربوية. فقد لا يجاوز النشاط الموازي عند البعض خروجا عن المألوف في ظروف خاصة ، وبمناسبات خاصة بل قد يعتبره البعض مضيعة للوقت ، وقد يتخذ منه البعض مناسبة للغياب ، وقد يتخذ منه البعض مطية لأغراض خاصة إلى غير ذلك من التخريجات ، والحقيقة أن النشاط الموازي هو نشاط من صميم ط§ظ„ط£ظ†ط´ط·ط© ط§ظ„طھط±ط¨ظˆظٹط© ، ولا بد له من برامج على غرار البرامج الدراسية . فكثيرا ما تعترض المدرسين أمور يضطرون لعدم الخوض فيها لضيق الوقت ، أو يعدون بتناولها في مناسبات أخرى ، أو يمرون بها مرور الكرام وهي من الأهمية بمكان ، وتظل عالقة بأذهان المتعلمين يشدهم الشوق إليها باستمرار ويثيرونها في عدة مناسبات طمعا في أن تثار من جديد . وهذه الأمور مجالها المناسب هو ط§ظ„ط£ظ†ط´ط·ط© ط§ظ„ظ…ظˆط§ط²ظٹط© للأنشطة الدراسية. ومشكلة ط§ظ„ط£ظ†ط´ط·ط© ط§ظ„ظ…ظˆط§ط²ظٹط© هو أنها لا تحظى بغلاف زمني كما هو شأن ط§ظ„ط£ظ†ط´ط·ط© الدراسية ذلك أن حصر السنة الدراسية في 34 أسبوعا من الاشتغال بالفصول الدراسية على برامج ط§ظ„ط£ظ†ط´ط·ط© الدراسية لا يفسح المجال للأنشطة ط§ظ„ظ…ظˆط§ط²ظٹط© مما يجعل إنجازها مستحيلا بل يوحي بأنها من النوافل إن لم يعتقد أنها من البدع . وكان من المفروض أن تخصص نسبة من الحصص الدراسية للأنشطة الموازية ضمن الغلاف الزمني للموسم الدراسي. وبالرغم من غياب تصور واضح عن ط§ظ„ط£ظ†ط´ط·ط© ط§ظ„ظ…ظˆط§ط²ظٹط© لدى العديد من أطراف ط§ظ„ط¹ظ…ظ„ظٹط© التعليمية التعلمية نجد البعض يحملون هم هذه ط§ظ„ط£ظ†ط´ط·ط© على غرار ما كان في الماضي حيث كانت ط§ظ„ط£ظ†ط´ط·ط© ط§ظ„ظ…ظˆط§ط²ظٹط© تحظى بالعناية القصوى. ولقد كانت البعثات الدراسية الأجنبية وتحديدا الفرنسية بعيد الاستقلال تولي أهمية كبيرة لهذه ط§ظ„ط£ظ†ط´ط·ط© على اختلاف أنواعها الفكرية والثقافية والفنية والرياضية. ولا زلت أذكر مثلا ط§ظ„ط£ظ†ط´ط·ط© السينمائية ط§ظ„ظ…ظˆط§ط²ظٹط© حيث كان الأساتذة الأجانب يوجهون عناية المتعلمين لحضور عروض سينمائية قصيرة سواء في القاعات السينمائية أوفي الفضاءات الثقافية وكانوا يحضرونها إلى جانب تلاميذهم ويجعلون منها موضوع نقاش خلال الحصص الدراسية ، وكانت تؤتي أكلها بإذن ربها . كما كانت هناك أشكال متعددة من ط§ظ„ط£ظ†ط´ط·ط© ط§ظ„ظ…ظˆط§ط²ظٹط© في شكل عروض ومحاضرات ، وأمسيات فنية وشعرية ومسرحية ، وفي شكل مسابقات ثقافية ورياضية وخرجات ورحلات ….تسهم بشكل فعال في التخفيف من ضغط الروتين الذي تفرضه ط§ظ„ط£ظ†ط´ط·ط© الدراسية اليومية ولا يمكن تجاهل ما كان لهذه ط§ظ„ط£ظ†ط´ط·ط© ط§ظ„ظ…ظˆط§ط²ظٹط© من تأثير كبير على الروابط بين المتعلمين والمشرفين على تربيتهم من مدرسين وإداريين حيث كانت فرصا لتذويب الجليد كما يقال أو لخلق الحميمية بين مختلف الأطراف مما ينعكس على ط§ظ„ط£ظ†ط´ط·ط© الدراسية اليومية . فكم من متعلمين عدلوا من سلوكاتهم غير المكيفة في مناسبات ط§ظ„ط£ظ†ط´ط·ط© ط§ظ„ظ…ظˆط§ط²ظٹط© سواء تعلق الأمر بالتعثر الدراسي أم بالشغب أم بالغياب أم بغيرها من السلوكات التي تدينها الحياة المدرسية السوية . وكم من مواد دراسية مهملة استطاعت ط§ظ„ط£ظ†ط´ط·ط© ط§ظ„ظ…ظˆط§ط²ظٹط© أن تجعل منها مواد تحظى باهتمام المتعلمين. وصفة موازية التي تلحق بهذا النوع من ط§ظ„ط£ظ†ط´ط·ط© توحي بأنها تسير موازاة مع ط§ظ„ط£ظ†ط´ط·ط© الدراسية مما يعني أنها تقوم مقام أنشطة داعمة لها . فعلى سبيل المثال يقتضي وجود الشعر والمسرح والقصة في ط§ظ„ط£ظ†ط´ط·ط© الدراسية وجود أنشطة موازية تغطي من هذه الفنون ما لا تغطيه ط§ظ„ط£ظ†ط´ط·ط© الدراسية الفصلية مما يجعل الموازاة بين ط§ظ„ط£ظ†ط´ط·ط© أمرا ملموسا. فعندما يقتصر احتكاك المتعلم مع الشعر مثلا على أنشطة الفصل لا يستطيع أن يرتبط به وجدانيا كما يرتبط به من خلال حضور الأمسيات الشعرية بما فيها من احتفالية مؤثرة، وعلى هذا تقاس كل ط§ظ„ط£ظ†ط´ط·ط© الدراسية. والحقيقة أن لبعض المؤسسات ط§ظ„طھط±ط¨ظˆظٹط© في مختلف الأسلاك الدور الرائد في الاهتمام بالأنشطة ط§ظ„ظ…ظˆط§ط²ظٹط© ، ولا زلت أذكر أنشطة أستاذ اللغة الإنجليزية ” مستر عمر” في تأهيلية عبد المؤمن حيث كان تلاميذه في شعبة اللغة الإنجليزية يقدمون عروضا مسرحية من الأدب العالمي بلغة إنجليزية مشرفة . ولا زلت أذكر أنشطة الزميلين فريد فاروق وبنيونس بوشعيب بتأهيلية السلام ، وزلت أذكر ط§ظ„ط£ظ†ط´ط·ط© ط§ظ„ظ…ظˆط§ط²ظٹط© للزملاء محمد خمسي وعبد الله مهادى وعبد الله درفوف وحسن العمال بتأهيلية توسيت . ولا يهدأ بال للأستاذ عكاشة لبخيت الذي ندب نفسه للنشاط الموازي بالرغم من عمله في ملحقة كافيت المتواضعة ، ولا يقل هم الأستاذ عبد العزيز مروان عن هم الأستاذ عكاشة مع أنه في ملحقة لمريجة المتواضعة . ولن يمنعني الشنآن مع أساتذة تأهيلية ابن خلدون أن أشيد بالأنشطة ط§ظ„ظ…ظˆط§ط²ظٹط© فيها والتي حضرت منها عرضا مسرحيا راقيا من إعداد وإنجاز كل من الأستاذ محمد بن بركة ومصطفى بداوي دون أن أغفل أنشطة غيرهم . وخلاصة القول أن ط§ظ„ط£ظ†ط´ط·ط© ط§ظ„ظ…ظˆط§ط²ظٹط© يجب أن يكون لها وجود ضمن الخطط الاستعجالية لتدارك التراجع الدراسي والفتور الذي لم تنجح عشرية الإصلاح في دفعه شريطة أن تتوفر النوايا الحسنة ، والإمكانات وأن تكون ط§ظ„ط£ظ†ط´ط·ط© موازية في مستوى الطموحات والرهانات ، وأن تلمس نتائجها في التحصيل الدراسي . محمد شركي
],v hgHka’m hgl,h.dm td hgulgdm hgjvf,dm