مقال للدكتورفيصل ط§ظ„ظ‚ط§ط³ظ… ، لمس عقلي وقلبي
غَورَبة ط§ظ„ط·ظپظ„ العربي
لا بد من الاعتراف أولاًً أن كلمة عولمة كلمة مضللة، لأنها قد تعني جعل العالم قرية واحدة متفاعلة، أو أن تتأثر الأمم بعضها بعض وتتفاعل، وتتبادل النماذج الثقافية. وهذا غير صحيح أبداً، فهي عولمة النموذج الأوحد. لهذا كان لا بد عند ط§ظ„طط¯ظٹط« عن ط£ظ†ظˆط§ط¹ العولمة ط§ظ„طھظٹ تجتاح بلداننا أن نستبدلها بكلمة "غوربة"، أي التغريب أو الأمركة، وخاصة على الصعيد الثقافي. ولو أخذنا ط§ظ„ط·ظپظ„ ط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹ تحديداً لوجدنا أنه لم يتعولم بل تغورب. أين هو التأثير الصيني أو الهندي أو الياباني أو الروسي أو التايلندي على أطفالنا؟ لا يوجد أبداً. فقد أصبح النشء ط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹ الجديد، وخاصة الذين يتعلمون في مدارس إنجليزية، وما أكثرهم، ظ†ط³ط®ط© طبق الأصل عن التلاميذ الأمريكيين والبريطانيين، ليس في ط§ظ„ظ„ط؛ط© فحسب، بل في الاهتمامات والتصرفات والتفكير وحتى الهوية.
من هو المثل الأعلى للطفل العربي؟ من هو بطله المفضل؟ من هو مطربه أو من هي مطربته أو ممثله أو ممثلته المفضلة؟ قلما تجد شخصية ط¹ط±ط¨ظٹط© بين هؤلاء، إلا ما ندر. فكل الشخصيات الكرتونية أو السينمائية أو التلفزيوينة ط§ظ„طھظٹ تعلق بها أطفالنا هي شخصيات غربية. هل يعرف أولادنا غير "سوبرمان" و"باتمان" و"سوبر زورو" و"سوبرمان" و"فانتاستك فور" و"كيم بوسبل" و"طرزان" و"لايون كنغ" و"أكشن مان" و"ذا إنكريدابلز" و"ننجا تيرتلز" و"بيكومون" و"هالك" و"توم أند جيري" و"بوب آي" وغيرهم؟ حاول أن طھط¯ط®ظ„ أي محل ألعاب، فلا ترى أي ألعاب عربية.
والخطير في الأمر أن الشركات ط§ظ„طھظٹ تطلق تلك الرموز السينمائية والكرتونية والتلفزيونية الأمريكية بارعة إلى أقصى الحدود في تصميمها وترويجها، بحيث يتعلق ط§ظ„ط·ظپظ„ بحبائلها بسرعة هائلة. فلو اشتريت لطفلك لعبة "سبايدر مان" كل يوم لما ملـّها، وظل ظٹط·ظ„ط¨ ط§ظ„ظ…ط²ظٹط¯ منها. وحتى ط§ظ„ط£ط·ظپط§ظ„ الصغار ط¬ط¯ط§ظ‹ الذين لا تتجاوز أعمارهم السنتين يبدون اهتماماً منقطع النظير بالألعاب ط§ظ„طھظٹ تطلقها الشركات السينمائية للترويج لأبطالها مثل "باتمان" و"سبايدرمان". وكثيراً ما تساءلت: ما الذي يجعل طفلاً في سنته الثانية يتولع بتلك الشخصيات السينمائية والتلفزيونية بهذا الشكل الرهيب؟ فقد كنت ألاحظ أن ط§ظ„ط·ظپظ„ يبدأ بالصراخ وتحريك يديه، كونه لا يتكلم بعد، كي يلفت انتباه والدته أو والده كي يأتي له باللعبة في المجمعات التجارية الكبرى. وقد وصل الولع بتلك الشخصيات إلى حد أن أطفالنا يحاولون تقليدها في المنزل، فيصعدون على الأريكة ويهبطون على ط·ط±ظٹظ‚ط© "سبايدرمان"، أو يحاولون تقليده في الطيران. وكم اندهشت لقيام طفل لا يتجاوز العام ونصف العام من العمر بالجلوس لمشاهدة أفلام "باتمان" و"سبايدرمان" من أولها حتى آخرها، ومن ثم يحاول أن يطلق أصواتاً ويطير مثلها. لا أدري كيف يمكن لثقافاتنا أن تتنافس مع تلك الشركات الرهيبة على عقول أطفالنا، خاصة أنها داخلة في تحالف أيضاً مع شركات الأكل والشراب الغربية المعروفة ط§ظ„طھظٹ تقدم للأطفال وجبات مرفقة بهدايا هي عبارة عن ألعاب ومجسمات لشخصيات فنية أمريكية شهيرة؟
ولو أخذنا الألعاب ط§ظ„طھظٹ تهتم بها ط§ظ„ط¨ظ†ط§طھ العربيات الصغيرات لوجدنا أن معظمهن متعلق إلى حد الهوس بـلعبة "براتس" و "باربي" و"ماي سين" الشهيرة. وهي عبارة عن مجسمات لفتيات جميلات تبيع الشركات المنتجة منها ملايين القطع يومياً وبأسعار باهظة. صحيح أن إحدى الشركات ط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹط© أطلقت لعبة ط¹ط±ط¨ظٹط© متحجبة باسم "فـُلة" للمنافسة مع النماذج الأمريكية ونجحت إلى حد ما، لكنني كم تفاجأت ط¹ظ†ط¯ظ…ط§ رأيت بعض التلميذات العربيات يسخرن من "فلة" ط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹط© ويتهافتن لاقتناء النماذج الغربية ط§ظ„طھظٹ تصنـّع الشركات من كل واحدة منها عشرات الموديلات ومختلف الأشكال. ومن خلال معاينة الدمى ط§ظ„طھظٹ تقتنيها صديقات ابنتي العربيات مثلاً وجدت أنها كلها غربية، ولا وجود لـ"فلة" ط¹ط±ط¨ظٹط© واحدة بينهن.
ولا يقتصر ولع أجيالنا ط§ظ„ط¬ط¯ظٹط¯ط© بالشخصيات الكرتونية والدمى الأمريكية بل يتعداها إلى كل مكونات الثقافة الأمريكية من مطربين وفنانين وممثلين. وقد تجاذبت قبل فترة أطراف ط§ظ„طط¯ظٹط« مع مجموعة من التلاميذ والتلميذات العربيات في إحدى المدارس، وطلبت من إحداهن أن تغني أغنية سريعة، فغنت على الفور أغنية للمطربة الأمريكية لنزي لوهان. فسألتها، ألا تعرفين أغاني لمطربات عربيات، فقالت: I do not care، لست مهتمة بهن. وينطبق الأمر ذاته على الممثلات والأفلام والبرامج التلفزيونية ط§ظ„طھظٹ تتابعها الفتيات. وأرجو ألا يقول لي أحد إن هناك مطربات عربيات كثيرات تتعلق بهن ط§ظ„ظپطھظٹط§طھ العربيات. وهذا صحيح، لكنهن أخطر على الجيل الصاعد من المطربات الغربيات من حيث "الغوربة" والتغريب، فهن يزايدن على المطربات الأمريكيات في كل شيء، إلى حد أنك تترحم على بريتني سبيرز وشاكيرا.
ولو نظرنا إلى قنوات التلفزة الموجهة للأطفال على الستالايت أو الكيبل لوجدنا أنها في معظمها أيضاً أمريكية ويتابعها ط§ظ„ط£ط·ظپط§ظ„ بشغف منقطع النظير. أما القنوات ط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹط© المخصصة للاطفال فليس لها حظ كبير من المشاهدة، خاصة وأن بعضها يقوم بترجمة الأفلام والمسلسلات والبرامج الأمريكية إلى ط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹط© ويدبلجها. فما الفائدة إذا كانت قنوات ط§ظ„ط·ظپظ„ لدينا تقوم بعملية "الغوْربة" نيابة عن الغربيين، ولا تحاول خلق ثقافة تلفزيونية ط¹ط±ط¨ظٹط© خاصة تجتذب ط§ظ„ط£ط·ظپط§ظ„ العرب بها؟ ناهيك عن ط§ظ„ط£ط·ظپط§ظ„ الذين يفضلون متابعة البرامج الغربية دون ترجمة، خاصة وأن معظمهم يتقن ط§ظ„ط§ظ†ط¬ظ„ظٹط²ظٹط© أكثر من العربية.
إن البرامج الموجهة للأطفال في وسائل إعلامنا ط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹط© لا تختلف عن ط¨ظ‚ظٹط© البرامج، فإذا كانت البرامج الإخبارية والفنية والترفيهية ط§ظ„طھظٹ تجتاح تلفزيوناتنا كلها مستمدة من الثقافة الإعلامية والبرامجية الغربية، فلا يمكن لبرامج ط§ظ„ط·ظپظ„ أن تشذ عن القاعدة، خاصة أنه ليس لدينا تراث برامجي تلفزي يمكن الاعتماد عليه، ناهيك عن أن المحاولات القديمة الرائعة لتأسيس ثقافة تلفزيونية ط¹ط±ط¨ظٹط© للطفل قد تبخرت، مع العلم أن بعض المسلسلات كـ"افتح يا سمسم" لاقى اهتماماً منقطع النظير من جماهير ط§ظ„ط£ط·ظپط§ظ„ من المحيط إلى الخليج. لكن يبدو أننا أميل إلى الاستسهال والتقليد منه إلى الإبداع إعلامياً.
ومع انتشار أجهزة الألعاب الالكترونية كـ"بلي ستيشن" و"غيم بوي" وغيرهما تكرس اهتمام أطفالنا بالثقافة الغربية، فكل الألعاب أبطالها وشخصياتها غربية، خاصة أن الشركات المصنعة لتلك الألعاب استغلت الشخصيات والرموز التلفزيونية والسينمائية الأمريكية وحولتها إلى ألعاب الكترونية مثل "باتمان" و"سبايدرمان" و"فانتاستك فور" و"ستار وارز" و"سوبرمان". دلوني بربكم على لعبة الكترونية ط¹ط±ط¨ظٹط© واحدة! لا يوجد أبداً، فكيف نصنع ونصمم الألعاب الاكترونية إذا كنا ما زلنا في عصر ما قبل التصنيع؟
والأخطر من ذلك أن قسماً كبيراً من ط§ظ„ط£ط·ظپط§ظ„ العرب الذين يدرسون في مدارس غربية في بلادنا ممنوعون من دراسة التاريخ ط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹ والإسلامي، ويتعلمون بدلاً منه التاريخ الغربي، وبذلك ليس لديهم الفرصة للتعرف على رموز الحضارتين ط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹط© والإسلامية وأبطالهما ومكوناتهما. لهذا سيتخرج لدينا عشرات الملايين من الشابات والشباب الجاهلين بحقائق التاريخ ط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹ والإسلامي والمنسلخين بالتالي من جذورهم الأصلية. ومما يزيد الأمر خطورة أن بعض البلدان ط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹط© لم تعد مهتمة بتدريس التاريخ ط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹ والإسلامي العام حتى في مدارسها العربية، واستعاضت عنه بتدريس التاريخ المحلي لكل بلد، مما سيحرم ملايين التلاميذ والطلبة من التعرف على النماذج ط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹط© والإسلامية المشرقة والاقتداء بها واستلهام شخصياتها بدلاً من استلهام شخصيات تاريخية غربية أو سينمائية حديثة مثل "سوبر زورو" و" باتمان". ولا تتفاجؤوا إذا قرأتم قريباً أن الشخصية التاريخية العظيمة صلاح الدين الأيوبي إرهابي كبير.
هل يمكن أن طھط¨ظ†ظٹ مجتمعات ط¹ط±ط¨ظٹط© بلبـّنات أجنبية؟
منقول عن منتذيات الجزيرة توك
yQ,vQfm hg’tg hguvfd Klrhg gg];j,v tdwg hgrhsl Hlh Hk,hu hgl.d] hggym hggi hgH’thg hghk[gd.dm hgjd hgfkhj hgp]de hg[]d]m hgvplhk hguvfdm hgtjdhj jfkd j]og frdm []hW d’gf ugn uvfdm uk]lh t[.x ksom ‘vdrm ;dt
بارك الله فيك عزيزتي ام سارة على هدا الموضوع المهم جدا جدا جدا
سررت بمرورك أختي نقية الروح على الموضوع
نعم أختي الموضوع مهم جدا ومحزن