لأن ط§ظ„ظ…ظˆطھ هو أحد حقائق الحياة.. لا بد من مواجهة ط§ظ„ط·ظپظ„ به حين يتعرض لذلك لاسيما إذا شهد هذا ط§ظ„ط·ظپظ„ وفاة أحد المقربين له خاصة من أفراد الأسرة..
يعتقد خبراء التربية انه لا يمكن أن تكون هناك طريقة سحرية تضمن لنا عدم إصابة ط§ظ„ط·ظپظ„ بالخوف والقلق والشكوك من الموت، ولكن عندما نواجه ط§ظ„ط·ظپظ„ بهدوء ونتحدث إليه باطمئنان فإن الإحساس بالأمان ينتقل من الكبار وبالأخص الوالدين إلى أعماق الطفل..
كيف نفسر ط§ظ„ظ…ظˆطھ للطفل؟
عادة ما يكون مصدر التساؤل هو موت أحد أقارب ط§ظ„ط·ظپظ„ أو أحد أصدقاء العائلة، حيث تعتبر مواضيع ط§ظ„ظ…ظˆطھ لدى الصغير مواضيع ساكنة لا تستثار دون مثيرات وعادة ما تكون إجابة الوالدين أو الكبار على أسئلة ط§ظ„ط·ظپظ„ حول من غيبه ط§ظ„ظ…ظˆطھ أنه ذهب إلى الجنة أو أن الله كان قد أودع هذا الشخص لدينا كهدية ثم استعادها منا.. وغيرها من الإجابات التي توصل ط§ظ„ط·ظپظ„ بالله عز وجل
طفل ما قبل المدرسة
يعتقد علماء النفس أن مثل هذه الإجابات قد تقنع طفلا يذهب إلى المدرسة ويكون قد سمع الكثير عن الله وعن الجنة والنار ويوم القيامة، ولكن ما الذي يمكن أن يقنع طفلا لم يصل سن المدرسة.
يعتبر علماء النفس أن ط§ظ„ط·ظپظ„ دون السادسة يعيش في حالة من الضبابية وعدم الفهم أمام الموت… انه عديم الخبرة ويجهل الإحساس الذي يفرق بين ماهو واقعي وحقيقي وبين ما هو خيالي؛ وهذا الجهل يجعله يعيش في قلق شديد وتوتر مرهق عندما يواجه أمرا لا يعرف عنه شيئا.
إن ط§ظ„ط·ظپظ„ بين 2إلى 4أعوام يتميز بحب الاستطلاع ويكون على قدر كبير من الحساسية المرهفة ولديه قدرة كبيرة على الخيال وهو يشعر بإحساس قوي بأنه يعتمد اعتمادا كليا على والديه ويخاف خوفا شديدا من أي خطر عليهما لأن ذلك الخطر قد يعني انفصاله عنهما، لذلك فإن فكرة الذهاب بدون عودة إلى عالم آخر وفكرة الملائكة يحملون الإنسان بجسده ولحمه ودمه إلى جوار الله الغفور الرحيم فكرة تزعج ط§ظ„ط·ظپظ„ في السن المذكور تحديداً وتزلزل إحساسه بالأمان دون أدنى شك إضافة إلى أن ط§ظ„ط·ظپظ„ في هذا العمر يطبق كل شيء على نفسه سواء كان خيرا أو شرا فمثلاً ط§ظ„ط·ظپظ„ عندما يشاهد إنسانا يقود سيارة فإنه فوراً يتخيل نفسه في مكان الرجل ويتخيل كيف يمكن أن يقود السيارة بنفسه؛ كما يتخيل مدى السعادة التي يلقاها من هذه العملية ويبدأ في تمثيل دور السائق وبالمقابل عندما يرى هذا ط§ظ„ط·ظپظ„ شخصا مشلولا مثلاً أو معاقا فانه يخاف وينزعج وتظهر عليه علامات القلق، حيث يتخيل نفسه هو ذلك المعاق؛ وكذلك عندما يسأل عن ط§ظ„ظ…ظˆطھ فيكون سؤاله الأول هل سأموت أنا أيضاً؟ وهذا هو السبب في صعوبة الأمر.. بمعنى قلب الأمور إلى شخصه …. ولأن لديه رغبة قوية في أن يبقى حيا وأن يظل إلى جوار والديه فإنه من المستحيل وصف ط§ظ„ظ…ظˆطھ بطريقة تحول دون قلقه أو إزعاجه..
لذلك يجد الدكتور بنجامين (سبوِك) وهو أحد أشهر أطباء التربية في العالم أنه لا يوجد حل سحري قاطع يشفي من قلق ط§ظ„ط·ظپظ„ بصورة كلمات؛ ويعتقد أن خبراتنا اليومية تبين لنا أن معظم الأطفال تعلموا شيئاً عن ط§ظ„ظ…ظˆطھ وهم دون الخامسة من العمر ودون أن يبدو عليهم ما يدل على أنهم أصيبوا بأكثر من القلق المعقول أو الحيرة المعتدلة..
ويتابع الدكتور سبوك "إنهم باختصار يصنعون لأنفسهم نوعا من التكيف مع فكرة ط§ظ„ظ…ظˆطھ بشكل ما. وقد يتم هذا جزئيا عن طريق الكبت أو الرفض أو الاستنكار وربما الدليل على ذلك ملاحظة أن ط§ظ„ط·ظپظ„ في أول الأمر يسأل بشكل قلق ودائم ثم فجأة يصبح مهتما بأمر آخر ليس له علاقة بالموت؛ وقد يبدو بقية اليوم غير مكترث. وقد يعلن قبل نومه فجأة قائلاً لن أموت أبداً وهو يظن أن في وسعه التحكم في ط§ظ„ظ…ظˆطھ من خلال قراراته..!"
طفولة سن المدرسة
يقول الدكتور سبوك "في أي مرحلة عمرية للشخص عندما يكون الخطر أعظم من قدرتنا على مواجهته فإن العقل يحاول أن ينساه لوقت ما، ولكنه يعود إليه عندما يذكره أي شيء به ويناضل بالتغلب عليه وربما هجره في العقل الباطن والتوهم بنسيانه، ولكن الأمر لدى ط§ظ„ط·ظپظ„ يُحدث زلزلة حادة عندما يعرف ط§ظ„ظ…ظˆطھ لأول مرة والذي لا يستطيع أن يخرجه من ذاكرته هو الاستثناء وليس القاعدة
وملخص ما ذكر أن الطريقة المحددة التي يفسر بها ط§ظ„ظ…ظˆطھ للطفل هي عادة أقل أهمية من درجة القلق الذي يكون مستحوذا على ط§ظ„ط·ظپظ„ قبل أن يسمع بمشكلة ط§ظ„ظ…ظˆطھ والعامل الأكثر أهمية في الموضوع هو موقف الأبوين الأساسي من ط§ظ„ظ…ظˆطھ فالأب الذي يخاف هو نفسه من ط§ظ„ظ…ظˆطھ إلى حد الرعب سواء كان ذلك جهراً أو سراً سوف يجد صعوبة ومشقة في تفسير ظاهرة ط§ظ„ظ…ظˆطھ فلسفيا لطفله، وبالتالي ينتقل الخوف أو الطمأنينة من الأبوين إلى الأبناء لاسيما الصغار سواء استطاع ط§ظ„ط·ظپظ„ أن يفهم معنى كلامهم أم لا.."!
حين يكون الفقيد أحد الوالدين
هذا إذا كان المفقود صديقا حميما أو أحد أفراد الأسرة فالحل هنا بإعطاء ط§ظ„ط·ظپظ„ المزيد من الأمان، ولكن ما الحل إذا كان المفقود هو أحد الوالدين؟!
يعتقد الاختصاصيون انه عندما يفقد ط§ظ„ط·ظپظ„ احد أبويه فإن حزن ط§ظ„ط·ظپظ„ يكون غاية في العنف لأن ط§ظ„ط·ظپظ„ يعلن كل يوم حاجته لرؤية من مات وأن صورة الأم والأب تزور خيال ط§ظ„ط·ظپظ„ أكثر من مرة في اليوم الواحد وإن الحزن في هذه الحالة يرفرف عليه بصورة حادة ومرعبة ويؤكدون على إمكانية استمرار ذلك الوضع لشهور طويلة إلى أن تمتلئ حياة ط§ظ„ط·ظپظ„ بعلاقات جديدة تشغل هذا الفراغ العاطفي الذي عانى منه بعد فقد احد والديه.
كما يرون أن ردود أفعال الأطفال تختلف حسب بيئتهم؛ ففي أمريكا مثلاً يعتاد الفرد منذ صغره على إبداء مشاعره بمطلق الحرية ومعظم الأشخاص الذين عاشوا حياة هادئة سعيدة يتركون الفرصة للدموع لتعبر عن الحزن أو خيبة الأمل والشيء الوحيد المشترك في جميع أفراد شعوب العالم وفي مختلف الأعمار خاصة في الطفولة هو الإحساس بالذنب تجاه الشخص المتوفى وقد يبقى هذا الإحساس لمدة طويلة و يختلف باتجاهاته، ولكنه يبقى نفس حجم المرارة والألم كأن يقول الشخص لنفسه لو أنني قمت بعلاجه في وقت مبكر..؟ لو أنني لم أعطه ذاك الدواء؟.. لو أنني لم أغضبه.. لو أنه حظي باهتمام أسري أكبر..؟؟ والكثير من الاتهامات الذاتية التي لا أساس لها من الواقع هي مجرد مشاعر مؤذية للنفس وقد أكتشف المحللون النفسيون أثناء علاجهم للأطفال التعساء جراء فقدهم لذويهم أن المشكلة العظيمة تكمن بشعور هؤلاء الأطفال بعنف الإحساس بالذنب ليس فقط بسبب ما اقترفوه من أعمال عدائية أغضبت والديهم ولكن بسبب أيضاً نواياهم العدائية التي أضمروها حتى وإن لم يترجموها إلى أعمال فالأطفال يتعرضون لمناسبات كثيرة يشعرون فيها بالغضب والسخط كل يوم ويتعرضون أيضاً لألوان من الأذى والعدوان من الأطفال الآخرين فإذا أضيف إلى ذلك ما يلقونه مرارا وتكرار من تأديب الآباء وعقابهم وغضبهم وثورتهم عليهم فإنهم ينتهون بحبس أنفسهم في دائرة الذنب تجاه ذلك الفقيد.. الأمر يحتاج إلى وقت… لذلك فإن الجزء الفطري من ضمير ط§ظ„ط·ظپظ„ والذي كان يتكون ويتشكل في سن من 2إلى 4سنوات يملي عليه أن نواياه الخبيثة التي أخفاها في أعماقه هي التي سببت ط§ظ„ظ…ظˆطھ على أن مقدار الإحساس بالذنب يتفاوت من طفل إلى آخر؛ فالطفل الذي سادت علاقة المحبة والحنان بينه وبين القريب الذي مات يقل إحساسه بالإثم إلى حد كبير عن ط§ظ„ط·ظپظ„ الذي كان يشعر دائماً نحوه بالعداوة لسبب ما؛ وبالمقابل فإن ط§ظ„ط·ظپظ„ الذي ينشأ في ظل أبوين شديدي المراس يكثران من معاقبته يكون ثقل الإحساس بالإثم على ضميره أشق.."
يقول الدكتور سبوك "كلما كبر ط§ظ„ط·ظپظ„ ازدادت معرفته للأسباب الحقيقة للموت بحيث تزيل ذلك الشعور بالنوايا الخبيثة التي يعتقد أنها السبب في حدوث ط§ظ„ظ…ظˆطھ وفي الختام فإن ط§ظ„ط·ظپظ„ الذي تصيبه نوبات الحزن أكثر من الحد الطبيعي ويمتلئ ليله بالكوابيس والخوف والفزع نتيجة الإحساس بالذنب لابد أن نطلب له العلاج النفسي".
اختيار الوقت المناسب
تؤكد الأخصائية النفسية عواطف الدريبي ما ذكره الدكتور سبوك وتضيف قائلة: "خبر ط§ظ„ظ…ظˆطھ من الأخبار التي يصعب إخبارها للطفل فكيف نخبره أن جده الذي يحبه مات؟ أو أن أمه التي اعتاد على رعايتها وسنده الأساسي في الحياة لن يراها أبداً… انه أمر في غاية الصعوبة ويستحق أن نوليه اهتمامنا وثقافتنا من أجل التعامل مع الموقف بالطريقة السليمة وقد قدمت الأخصائية النفسية الفرنسية" بياتريس كوبار "دراستها حول أنجح السبل والأساليب التي يفضل أن يتبعها الوالدين لإخبار أطفالهما بالأحداث الخطيرة سواء التي تقع داخل الأسرة أو التي تمس أحد أفرادها.. تقول هذه الأخصائية" اختيار الوقت المناسب لإبلاغ ط§ظ„ط·ظپظ„ أمر مهم للغاية والأهم ألا يشعر ط§ظ„ط·ظپظ„ بأن له ذنباً فيما حدث فالطفولة مرحلة حساسة ويصعب على الصغير استيعاب فكرة ط§ظ„ظ…ظˆطھ ومن هنا تكمن أهمية الوالدين في نقل خبر ط§ظ„ظ…ظˆطھ للطفل الذي فقد فجأة أحد أفراد الأسرة فترى بياتريس بأن التمهيد للموضوع يكون من خلال الشرح لما يحدث وفي نفس الوقت طمأنته كأن يقول الوالدين للطفل أن الفقيد توقف فجأة عن التنفس وعن الحركة ولم يعد يشعر بالجوع أو الألم ومثل هذه التفاصيل التي تبدو غير مهمة بالنسبة للشخص البالغ تساعد ط§ظ„ط·ظپظ„ كثيراً على استيعاب وفهم هذا الحدث الجديد عليه ويجب عدم التردد في الإجابة عن أي أسئلة تفصيلية يطرحها ط§ظ„ط·ظپظ„ .." وبالمقابل تنصح الدراسة بتفادي محاولة إخفاء حداثة ط§ظ„ظ…ظˆطھ لأن ط§ظ„ط·ظپظ„ يدرك مثل هذه الأمور بشكل فطري وبالتالي فإن عدم مصارحته بالحقائق وشرحها بكلمات بسيطة مطمئنة يضاعف من قلقه ومخاوفه.
hgl,j prdrm ;dt kofv hg’tg fih? ]rdrm k[fv
الموت حقيقة مرة لابد منها، واخبار الطفل بموت أحد الأقارب يختلف وقعه عليه بحسب شخصيته و الناس المحيطين به،
سأروي لك تجربتنا الشخصية مع ابن عمي، توفيت جدتي وهو ابن أربعة أشهر،هنا كان مازال صغيرا لايعقل ما يدور حوله، بعدها توفيت أختي وهو ابن سنة ونصف، هنا أيضا ما زال صغير، ولكنه كان يسمع عن الموت، وكان كلما سأل عنها نجيبه بأنها ماتت،
نحن السوسيون لدينا عادة أثناء العزاء قبل أن يخرج الناس ندعو للميت، فكلما أردنا النوم بالليل كان يطلب منا أن ندعو قبل أن ننام
ثم مات جدي وهو ابن ثلاث سنوات، كان جالسا قربه حتى مات، وعندما كانوا يغسلونه كان يستفسر عما يفعلون داخل الغرفة، وكنا نشرح له كل شيء
ثم ماتت جدته (أم أمه) هو وهو ابن الرابعة، سألنا هل ماتت مثل جدي،
كانوا مضطرين للسفر لأنها ماتت بمدينة أخرى، وسبحان الله، كان هو الذي يصبر أمه
عندما وصلوا حضر معهم مراسيم الدفن، وكان واقفا بجانب القبر حتى وضعوا عليها التراب
أظن أنه وصل الى هذه المرحلة في سن مبكرة لأنه عاش الحدث عدة مرات فكان الموت شيئا طبيعيا بالنسبة له
آسفة لأنني أطلت عليك