تخطى إلى المحتوى

أرضعيه هم الآخرة والدعوة في مهده

  • بواسطة

الشروق

الشروقكثير من الأمهات تلك التي تحرص على إيقاظ طفلها قبل موعد ذهابه إلى المدرسة بوقت طويل، حتى يتمكن من تناول فطوره ولبس ملابسه، وفي كل صباح تضع حلقة في أذنه: ذاكر يا بني واجتهد كي تنجح وتأخذ الشهادة لتجد لك مكاناً في الجامعة ثم وظيفة ممتازة ثم تبني بيتاً وتتزوج، تلك هي الوصية وذلك الهدف الذي تربي الأم طفلها كي يصل إليه.
مَن مِن الأمهات التي ترضع طفلها هم الدعوة في مهده؟ ثم بعد فطامه تربي نفسها أولاً على تعويده على الواجبات الشرعية المطلوبة منه، تغرس في نفسه الطرية منذ الصغر حب السنة النبوية وحب صاحبها فيصبح وهي تردد على مسمعيه أذكار الصباح، توضئه وتدفعه للمسجد كي يصلي الفجر، تحثه كي يطوي ركبتيه في حلقة القرآن. تنهره إذا مد يده اليسرى إلى الطعام ولم يسم "يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك". وإذا حل المساء أسمعته أذكار المساء وإذا وضع جنبه للنوم أسمعته المعوذتين وورد النوم.
من منا تلك الأم التي ترسل في يد ابنها طعاماً للجار الفقير؟ من منا تلك الأم التي تولي أبنائها عناية خاصة؟ وترى أنهم عماد الأمة مستقبلاً وهم أحفاد السلف الصالح، تحتسب الأجر في تربيتهم، تدفعهم إلى المعالي، ترسخ في نفوسهم القيم الفاضلة، تروى لهم سيرة الرسول ودعوته وصبره ومعاناته وسيرة ومعاناة أصحابه والعلماء الأخيار حتى تغرس في نفوسهم الصافية محبة هذا الدين ومحبة حمله.
من منا تلك الأم التي إذا سمعت الآذان للصلاة دفعت ابنها للصلاة دفعاً؟
من منا من تحمل هم تنشئة طفل قلبه معلق بالمساجد؟
لا يزال المسجد أهم جامعة عرفتها البشرية، بدءًا من مسجد قباء، الذي بناه الرسول-صلى الله عليه وسلم-، ومرورًا بالمساجد التاريخية- المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، والمسجد النبوي-، وغيرها الكثير والكثير.
وقد أثبت المسجد أنه المكان الطبيعي القادر على صناعة شخصيات إسلامية ساهمت في حمل لواء الدعوة عبر كل هذه القرون، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾ التوبة الآية18.
وحتى نُعيد للمسجد رسالته ودوره ليعود لنا بأمثال أطفال الصحابة لابد أن نمهد الطريق للأبناء للوصول إليه والتعلق به، وأن نغرس في نفوسهم معنى الشاب ذي القلب المعلق بالمسجد؛ ليكون أبناؤنا ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
فهذا "جابر بن سَمُرة"- رضي الله عنه- قال: "صليت مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الصلاة الأولى (يعني صلاة الظهر)، ثم خرج إلى أهله فخرجت معه فاستقبله ولَدان، "فجعل صلى الله عليه وسلم يمسح خدَّي أحدهما واحدًا واحدًا"،قال جابر: وأما أنا فمسح خدَّيَّ فوجدت يدَه بردًا وريحًا، كأنما أخرجها من جونة عطار"، فالمسجد هو النواة التي تُخرج لنا شبابًا ناشئين في طاعة الله.


Hvqudi il hgNovm ,hg]u,m td li]i gidi

ما شاء الله
موضوع رائع أختي، جزاك الله خيرا على التذكرة وبارك الله فيك وفي أبناءك
في انتظار كل ما هو مفيد منك عزيزتي

صحيح اختي قليل من الأمهات من تعلم ابنه هده القيم

بسم الله الرحمان الرحيم
جعلها الله في ميزان حسناتك و جزاك عنا كل خير

بالفعل اختي على كل ام ان تغرس القيم الدينية في ابنها مند الصغر لكن هناك امهات سامحهن الله لا يهتمن بذلك

بارك الله فيكن اخواتي على مروركن الطيب واطلالتكن الرائعة

جزاك الله خير

بوركت أختي أم أيوب وجزاك الله الجنة والخير كله
فعلا اننا في حاجة لتذكير الامهات بغرس القيم الاسلامية النبيلة في الاطفال
منذ سن مبكرة ليترعرع على تطبيقها. وفي إنتظار مزيدك أختي

الشروق

ما شاء الله
موضوع رائع أختي، جزاك الله خيرا على التذكرة وبارك الله فيك وفي أبناءك
في انتظار كل ما هو مفيد منك عزيزتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.