الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيد المرسلين
أخواتي الغاليات ..
أضع بين أيديكن هذا الكتاب القيم والثمين
وهي هدية مني لكن ..فأقبولوها مني بود..
أسأل الله أن ينفعكن به ويسعدكن في الدنيا والآخرة
وأسأل الله تعالى أن يوفقني في إتمامه لكّن ..
وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم ..
اللهم آمين…
للشيخ ..د. ط¹ط§ط¦ط¶ القرني.
** الإهـــــــداء **
إلى كل مسلمة رضيت بالله رباً , وبالإسلام ديناً
وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً..
إلى كل فتاة سلكت طريق الحق , وحملت رسالة الصدق ,
إلى كل مربية جاهدت بكلمتها , وحافظت على قيمها ,
وزكت نفسها ..
إلى كل أم ربَّت أبنائها على التقوى , وأنشأتهم على السُّنّة ,
وحببت إليهم الفضيلة ..
إلى كل مهمومة حزينة …
اسعدي وافرحي بقرب الفرج , ورعاية الله ,
وعظيم الأجر , وتكفير السيئات ..
;jhf hsu] hlvhi ggado uhzq hgrvkd
وعلى وصحبه ومن والاه ، بعد:
فهذا كتاب يناشد المرأة أن تسعد بدينها ، وتفح بفضل الله عليها ،
وتستبشر بما عندها من نعم ، انه بسمة أمل ، نسيم رجاء ،
وإشراقة بشرى ، لكل من ضاق صدرها ، كثر همها ،
زاد غمها ، يناديها بانتظار الفرج ، وترقب اليسر بعد العسر ،
ويخاطب عقلها الذكي ، وقلبها الطاهر ، وروحها الصافية ،
ليقول لها :
اصبري واحتسبي ، لا تيأسي ، لا تقنطي ،
تفاءلي ، فإن الله معك ، والله حسبك ،
الله كافيك ، والله حافظك وليك .
أختاه :
أقرئي هذا الكتاب ، ففيه الآية المحكمة ،
والحديث الصادق ، والقول الفصل ، والقصة الموحية ،
البيت المؤثر ، والفكرة الصائبة ، التجربة الراشدة ،
أقرئي هذا السجل ليطارد فيك فلول الأحزان ، وأشباح الهم،
وكابوس الخوف والقلق ، طالعي هذا الديوان
ليساعد على تنظيف الذاكرة من ركام الأوهام ، أكوام الوساوس ،
ويدلك على رياض الإنس ، وبستان السعادة ، وديار الإيمان ،
وحدائق الأفراح ، وجنات السرور ،
عسى الله أن يسعدك في الدارين بمنه وكرمه انه جواد كريم .
وقد جعلته كنزاً يحوي حليا زاهيا تتجملين به ، فيه من بريق الحسن ،
ولمعان الجمال ، وسناء الحق ، ما يفوق وميض الذهب ،
و إغراء الفضة ، سميت فصوله بأسماء الحلى ، من سبائك ،
وعقود ، وفرائد ، ومرجان ، وجمان ، وجواهر ،
وخواتم ، والماس ، وزبرجد ، وياقوت ، درر ،
ولآلي ، وزمرد ، وعسجد .
فإذا كان هذا الكتاب عندك فلا عليك من كل زخرف دنيوي ،
وزينة جوفاء ، ومظاهر زائفة ، وموضات تافهة ،
فتحلي بهذه الحلية ، والبسيها في مهرجان الحياة ،
وتزيني بها في عرس الدنيا ، وفي أعياد السرور ،
ومواسم الأفراح ، وليالي البهجة ،
لتكوني – إن شاء الله – ( أسعد امرأة في العالم ) :
يا اسعد الناس في دين وفي أدب بلا جمان لا عقد لا ذهب
بل بالتسابيح كالبشرى مرتلة كالغيث كالفجر كالإشراق كالسحب
في سجدة ، في دعاء ، في مراقبة في فكرة بين نور اللوح والكتب
في ومضة في سناء الغار جاد بها رسول ربك للرومان والعرب
فأنت اسعد كل العالمين بما في قلبك الطاهر المعمور بالقرب
إن سبيل سعادتك يكمن في صفاء معرفتك نقاء ثقافتك ،
وهذا لا يحصل بالقصص الرومانسية الخيالية
التي تجر القارئ إلى الخروج من واقعه والذهاب بعيدا عن عالمه ،
وقد تجدين فيها أحلاما وردية ، وخمرة أوهام مسكرة ،
ولكن ثمارها إحباط وانفصام في الشخصية ، وكآبة قاتلة ،
بل ما هو اخطر من ذلك كقصص ( أجاثا كريستي )
التي تعلم الخداع والجريمة والنهب والسلب
وقد طالعت سلسلة ( روائع القصص العالمي )
وهي مترجمات منتقاة من القصص الخلابة الجذابة ،
الحائزة على جائزة نوبل ، فألفيتها مشوبة
بكثير من الأغلاط الكبرى والحماقات .
ولا شك أن في بعض روائع القصص العالمي روايات جيدة ،
من حيث رقي الفن القصصي والعمل الروائي ..
كرواية( الشيخ والبحر ) لآرنست همنغواي ،
وأشباهها من القصص التي جانبت الفحش والرذيلة ،
وسلمت من غوائل الانحطاط الأخلاقي والإسفاف الأدبي.
فحق على كل راشدة أن تطالع التراث القصصي الراشد :
مثل كتب الطنطاوي والكيلاني والمنفلوطي الرافعي و أمثالهم ،
ممن لديه طهر ، وعنده ضمير حي ، ويحمل رسالة واعية ،
وإنما ذكرت هذا : لأنني حرصت على نقاء كتابي من لوثة الأجنبي ،
وسم المنحرف ، وغثاء التافهين ، فكم من ضحية لمقالة ،
وكم من قتيل لرواية ، والله الحافظ .
وعلى كل حال ، فلا أجَلَّ ولا أحسن من قصص الله في كتابه ،
ورسوله صلى الله عليه وسلم في سنته ،
التاريخ المجيد للأبرار من الخلفاء والعلماء والصالحين ،
فسيري على بركة الله ، فأنت السعيدة بما عندك من دين وهدى ،
وبما لديك من عقيدة وميراث.
أهلاً بك .. محجبة محتشمة وقورة رزينة.
أهلاً بك .. متعلمة مطلعة واعية راشدة .
أهلاً بك .. وفية أمينة صادقة متصدقة.
أهلاً بك .. صابرة محتسبة تائبة منيبة .
أهلاً بك ..ذاكرة شاكرة داعية واعية .
أهلاً بك .. تابعة لآسية ومريم وخديجة .
أهلاً بك .. مربية للأبطال ،ومصنعاً للرجال .
أهلاً بك .. راعية للقيم ، حافظة للمثل.
أهلاً بك ..غيورة على المحارم ، بعيدة عن المحرمات.
نعم .. لكلمتك الطيبة التي تبني الصداقات الشرعية وتذهب الأحقاد.
نعم ..لصدقة متقبلة تسعد مسكينا ، وتفرح فقيرا ، وتشبع جائعاً.
نعم ..لجلسة مع القرآن تلاوة وتدبرا وعملا وتوبة واستغفاراً .
نعم ..لكثرة الذكر والاستغفار، وإدمان الدعاء ، وتصحيح التوبة .
نعم .. لتربية أبنائك على الدين ،وتعليمهم السنة ، و إرشادهم لما ينفعهم .
نعم ..للحشمة والحجاب الذي أمر الله به ، وهو طريق الصيانة والحفظ.
نعم ..لصحبة الخيِّرات ممن يخفن الله ، ويحببن الدين ، ويحترمن القيم.
نعم .. لبر الوالدين ، وصلة الرحم ، و إكرام الجار ، وكفالة الأيتام .
نعم .. للقراءة النافعة ، والمطالعة المفيدة ، مع الكتاب الممتع الراشد .
لا .. لتقديم المال وجمعه على صحتك وسعادتك ونومك وراحتك.
لا .. لتتبع أخطاء الآخرين واغتيابهم ونسيان عيوب النفس.
لا .. للانهماك في ملاذ النفس ، و إعطائها كل ما تطلب وتشتهي.
لا .. لضياع الأوقات مع الفارغين ، و إنفاق الساعات في اللهو .
لا .. لإهمال الجسم والبيت من النظافة ، والروائح الذكية ، والنظام.
لا .. للمشروبات المحرمة ، والدخان والشيشة ، وكل خبيث.
لا .. لتذكر مصيبة مرت ، أو كارثة سبقت ، أو خطأ حصل .
لا .. لنسيان الآخرة والعمل لها ، والغفلة عن تلك المشاهد .
لا ..لإهدار المال في المحرمات،والإسراف في المباحات،
والتقصير في الطاعات .
ويتوب على من تاب ، ويقبل من عاد.
الوردة الثانية : ارحمي الضعفاء تسعدي ،
و أعطي المتحاجين تشافي ، ولا تحملي البغضاء تعافي.
الوردة الثالثة : تفاءلي ، فالله معك ،
والملائكة يستغفرون لك ، والجنة تنتظرك .
الوردة الرابعة : امسحي دموعك بحسن الظن بربك ،
واطردي همومك بتذكر نعم الله عليك .
الوردة الخامسة : لا تظني بأن الدنيا كملت لأحد ،
فليس على ظهر الأرض من حصل له كل مطلوب ،
وسلم من أي كدر .
الوردة السادسة :كوني كالنخلة عالية الهمة ،
بعيدة عن الأذى ، إذا رُمِيَتْ بالحجارة ألقت رطبها .
الوردة السابعة :هل سمعت أن الحزن يعيد ما فات ،
وان الهم يصلح الخطأ ، فلماذا الحزن والهم ؟!
الوردة الثامنة : لا تنتظري المحن والفتن ،
بل انتظري الأمن والسلام والعافية إن شاء الله .
الوردة التاسعة : أطفئي نار الحقد من صدرك بعفو عام
عن كل من أساء لك من الناس .
الوردة العاشرة : الغسل والوضوء والطيب والسواك
والنظام أدوية ناجحة لكل كدر وضيق.
تقع على الزهور الفواحة والأغصان الرطبة .
الزهرة الثانية : ليس عندك وقت لاكتشاف عيوب الناس ،
وجمع أخطائهم .
الزهرة الثالثة : إذا كان الله معك فمن تخافين ؟
وإذا كان الله ضدك فمن ترجين ؟!
الزهرة الرابعة : نار الحسد تأكل الجسد ،
وكثرة الغيرة نار مستطيرة.
الزهرة الخامسة : إذا لم تستعدي اليوم ، فليس الغد ملكا لك .
الزهرة السادسة :انسحبي بسلام من مجالس اللهو والجدل.
الزهرة السابعة :كوني بأخلاقك أجمل من البستان .
الزهرة الثامنة :ابذلي المعروف فانك اسعد الناس به .
الزهرة التاسعة : دعي الخلق للخالق ، والحاسد للموت ، والعدو للنسيان .
الزهرة العاشرة : لذة الحرام بعدها ندم وحسرة وعقاب .
السبيكة السادسة:أنت بما عندك فوق ملايين النساء !!
سيكفيك – عمن اغلق الباب دونه وظن به الأقوام – خبزٌ مقمّرٌ
تفكري في العالم بأسره ، أما يوجد في المستشفيات
أسرَّةٌ بيضاء يرقد عليها آلاف من البشر
أصابهم المرض من سنوات ، واجتاحتهم الحوادث من أعوام ؟ .
أما في السجون آلاف من الناس وراء الحديد ،
كدرت عليهم حياتهم وذهبت لذتهم ؟
أما في دور العناية والمستشفيات أناس ذهبت
عقولهم وفقدوا رشدهم فصاروا مجانين ؟
أليس هناك فقراء يسكنون في الخيام الممزقة
وفي الأكواخ لا يجدون كسرة خبز ؟
أليس هناك نساء أصيبت الواحدة منهن
فمات جميع أبنائها في حادث واحد ؟
أو امرأة ذهبت بصرها أو سمعها ، أو بترت يدها أو رجلها ،
أو ذهب عقلها ، أو أصيبت بمرض عضال من سرطان ونحوه ،
وأنت سليمة ، معافاة ، في خير ، وسكينة ، وأمن ، ورضىً ؟
فاحمدي الله على نعمه ، ولا تصرفي أوقاتك فيما
لا يرضي الله عز وجل من الجلوس طويلا أمام القنوات الفضائية ،
وما فيها من رخص ، وزيف ، وبضاعة مزجاة ،
ومادة تافهة ، تورث القلب الأسقام والأحزان ،
وتعطل الجسم عن أداء وظيفته ،
ولكن خذي النافع المفيد ، مثل محاضرة ، أو ندوة ،
أو برنامج طبي نافع ، أو أخبار تهم المسلم والمسلمة ،
أو نحو ذلك ،
واجتنبي هذه التفاهات التي تعرض ،
وهذا المجنون الذي يصدر ، فإنها تسقط الحياء والحشمة والدين .
إشراقة : دعي الظالم لمحكمة الآخرة حيث لا حاكم إلا الله !!
ومضة : من ساعة إلى ساعة الفرج!!
السبيكة السابعة : ابني لك قصرا في الجنة !!!
أطعت مطامعي فاستعبدتني ولو إني قنعت لكنت حرا
انظري كم مر من أجيال ؟ هل ذهبوا بأموالهم ؟
هل ذهبوا بقصورهم ؟. هل ذهبوا بمناصبهم ؟
هل دفنوا بذهبهم وفضتهم ؟
هل انتقلوا إلى الآخرة بسياراتهم وطائراتهم ؟
لا .. !
جردوا حتى من الثياب والأغطية ،
وأدخلوا بأكفانهم في القبر ، ثم سئل الواحد منهم :
من ربك ؟ من نبيك ؟ وما دينك ؟
فتهيئي لذلك اليوم ، ولا تحزني ولا تأسفي على شيء
من متاع الدنيا ، فإنه زائل رخيص ،
ولا يبقى إلا العمل الصالح ،
قال سبحانه وتعالى :
)مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل:97)
إشراقة : المرض رسالة فيها بشرى ، والعافية حالة لها ثمن !!
ومضة : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
السبيكة الثامنة : لا تمزقي قلبك بيديك..؟!
إن كان عندك يا زمان بقية ما يهان به الكرام فهاتها !
اجتنبي كل ما يقتل الوقت ، من مطالعة لمجلات خليعة ،
وصور عارية ، وأفكار بائسة ، أو كتب إلحادية
أو روايات ساقطة في عالم الأخلاق ،
ولكن عليك بالنافع المفيد ، كالمجلات الإسلامية ،
والكتب النافعة ، والدوريات البناءة ، والمقالات التي تنفع
العبد في الدنيا والآخرة ، فإن بعض الكتب والمقالات
تورث في النفس شكا ، وفي الضمير شبهة وانحرافا ،
وهذه من آثار الثقافة المنحرفة المنحلة التي وفدت علينا
من العالم الكافر ، والتي اجتاحت بلاد الإسلام .
واعلمي أن الله عز وجل عنده مفاتح الغيب ،
وهو الذي يفرج الهم والغم فالحِّي عليه بالدعاء ،
وكرري هذا الدعاء دائما وأبدا :
" اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ،
وأعوذ بك من العجز والكسل ،
وأعوذ بك من البخل والجبن ،
وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال "
فإذا كررت هذا الحديث كثيرا ، وتأملت معانيه ،
فرج الله عنك كربك وهمك وغمك بإذن الله .
إشراقة : اغرسي في الثانية تسبيحة ،
وفي الدقيقة فكرة ، وفي الساعة عملاً .
ومضة : أمَّن يجيب المضطر إذا دعاه ..؟!
السبيكة التاسعة : أنت تتعاملين مع رب كريم جواد.!!
لعل الليالي بعد شَحْطٍ من النَّوى ستجمعنا في ظل تلك المآلف
استبشري خيرا ، فإن الله قد أعد لك ثوابا عظيما ،
وهو القائل – سبحانه وتعالى – :
)فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى)
(آل عمران: من الآية195) ،
فالله – سبحانه – وعد النساء كما وعد الرجال ،
واثنى على النساء كما أثنى على الرجال ؛ فقال :
)إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)
(الأحزاب: من الآية35) الآية ،
فدل على أنك شقيقة الرجل وقرينته ،
وأن أجرك محفوظ عند الله ،
فلك من أفعال الخير في البيت والمجتمع
ما يوصلك إلى رضوان الله عز وجل ،
فاضربي أحسن الأمثلة ، وكوني نبراسا لأبناء أمتك ،
ومثلا ساميا لهم .
اجعلي قدوتك في الحياة آسية امرأة فرعون رضي الله عنها ،
ومريم عليها السلام ، وخديجة وعائشة وأسماء
وفاطمة رضي الله عنهن جميعا ،
فهؤلاء وأمثالهن مختارات طيبات ، مؤمنات قانتات ،
صائمات قائمات ، رضي الله عنهن وأرضاهن ،
فكوني على ذاك المنهج ، وطالعي سيرهن الرائدة
تجدي الخبر والبرد والسكينة .
إشراقة :
امسحي دمع اليتيم لتفوزي برضوان الرحمن وسُكْنَى الجنان .
ومضة : أليس الصبح بقريب؟
السبيكة العاشرة : أنت الرابحة على كل حال..!!
قل للذي بصروف الدهر عيَّرنا هل عاند الدهر إلا من له خطر ؟!
عليك بالاحتساب ، فإن وقع عليك هم أو غم
أو حزن فاعلمي انه كفارة للذنوب ،
وإن فقدت أحد أبنائك فاعلمي أنه شافع عند الواحد الأحد ،
وإن أصابتك عاهة أو مرض في الجسم
فاعلمي أنه بأجره عند الله ، وأنه محفوظ لك عند الواحد الأحد ،
الجوع بأجره ، والمرض بثوابه ، والفقر بجزائه عند الله عز وجل ،
فلن يضيع عند الواحد الأحد شيء ،
والله عز وجل يحفظ هذا ، كما يحفظ الوديعة
لصاحبها حتى يؤديها في الآخرة .
إشراقة : الصلاة كفيلة بشرح الصدر وطرد الهم .
ومضة : فخذ ما أتيتك وكن من الشاكرين.. !!
العقد الأول : عددي مواهب الله عليك..!!
وإني لأرجو الله حتى كأنني أرى بجميل الصبر ما الله صانع
إذا أصبحت فتذكري أن الصباح قد أطل على آلاف البائسات وأنت منعمة ،
وعلى آلاف الجائعات وأنت شبعانة ،
وعلى آلاف المأسورات وأنت حرة طليقة ،
وعلى آلاف المصابات والثكلى وأنت سعيدة سالمة ،
كم من دمعة على خد امرأة ، وكم من لوعة في قلب أم ،
وكم من صراخ في حنجرة طفلة ، وأنت باسمة راضية ،
فاحمدي الله على لطفه وحفظه وكرمه .
اجلسي جلسة مصارحة مع نفسك ،
واستخدمي الأرقام والإحصائيات :
كم عندك من الأشياء والأموال والنعم والمسرات والمبهجات ؛
جمال ومال وعيال وظلال وسكن ووطن ومنن ،
ضياء وهواء وماء وغذاء ودواء ،
فافرحي ، واسعدي ، واستأنسي .
إشراقة : اشتري بالريال دعاء الفقراء وحب المساكين..!!
ومضة : ارضي بما قسم الله لك تكوني أغنى الناس..!!
العقد الثاني : قليل يسعدك ولا كثير يشقيك..
وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت ، أتاح لها لسان حسود
عمرك المحسوب هو عمر السرور والفرح والرضا
والسكينة والقناعة ، أما الجشع والطمع والهلع
فليس من عمرك أصلا ؛
فهو ضد صحتك وعافيتك وجمالك ،
فحافظي على الرضى عن الله ، والقناعة بالمقسوم ،
والإيمان بالقدر ، والتفاؤل بالمستقبل ،
وكوني كالفراشة خفيفة الظل ، بهيجة المنظر ،
قليلة التعلق بالأشياء ، تطير من زهرة إلى زهرة ،
ومن تل إلى تل ، ومن روضة إلى روضة ،
أو كوني كالنحلة ، تأكل طيباً وتضع طيبا ،
وإذا سقطت على عود لم تكسره ، تمس الرحيق ولا تلسع ،
تضع العسل ولا تلدغ ، تطير بالمحبة ، وتقع بالمودة ،
لها طنين بالبشرى ، وأنين بالرضوان ،
كأنها من ملكوت السماوات هبطت ، ومن عالم الخلود وقعت .
إشراقة : الله يحب التوابين ؛ لأنهم رجعوا إليه وشكوا الحال عليه..
ومضة : الحمد لله الذي أذهب عني الحزن..
العقد الثالث : انظري إلى السحاب ولا تنظري إلى التراب..!!
لولا اشتعال النار فيما جاورت ما كان يُعرف طيب عَرْفِ العودِ
كوني صاحبة همة عالية ، أرجوك في الصعود دائما ،
أرجوك بالاستمرار أبدا ، احذري الهبوط والسقوط ،
واعلمي أن الحياة دقائق وثواني ،
وكوني كالنملة في الجد والمثابرة والصبر ،
حاولي دائما ، توبي فإن عدت إلى الذنب فعودي إلى التوبة ،
احفظي القرآن فإن نسيت فعودي إلى حفظه مرة ثانية وثالثة .. وعاشرة ،
المهم أن لا تشعري بالفشل والإحباط ؛
لأن التاريخ لا يعرف الكلمة الأخيرة ،
والعقل لا يعترف بالنهاية المرة ، بل هناك محاولة وتصحيح .
إن العمر كالجسم يمكن أن تجرى له عملية جراحية تجميلية ،
إن العمر كالبناء يمكن أن يرمَّم ، وأن يشاد من جديد ،
وأن يجمل بالطلاء والدهان فإياك ومدرسة الفشل والإخفاق ،
وأزيلي من ذهنك توقعات المرض ، والكوارث ،
والمصائب ، والمحن ،
والله يقول : ) وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)
(المائدة: من الآية23)
إشراقة : ترك المعصية جهاد ، والمداومة عليها عناد..!!
ومضة : بشر الذين آمنوا…
العقد الرابع : كوخ بإيمان ولا قصر مع طغيان..!!
إني وإن لمت حاسدي فما أنكر أني عقوبة لهم
إن امرأة مسلمة تعيش في كوخ ، تعبد ربها ،
وتصلي خمسها ، وتصوم شهرها ،
أسعد من امرأة تعيش في قصر شاهق بين العُبدان
والقيان والعيدان والكيزان ،
وإن مؤمنة في بيت من شعر ، على خبز الشعير ،
وعلى ماء الجرة ، معها مصحفها ومسبحتها ،
أسعد عيشاً من امرأة تعيش في برج عاجي ،
وفي غرفة مخملية ، وهي لا تعرف ربها ،
ولا تذكر مولاها ، ولا تتبع رسولها .
أجل افهمي معنى السعادة ؛ فليس هو المعنى الضيق
المحرف الذي يتوهمه كثير من الناس ،
فيظنونه في الدولار والدينار والدرهم والريال ،
والمفروشات ، والملبوسات ، والمطعومات ،
والمشروبات ، والمركوبات ، كلا وألف كلا ! ..
السعادة رضا قلب ، راحة ضمير ، قرار نفسي ،
فرحة روح ، انشراح بال ، صلاح حال ،
استقامة خُلق ، تهذيب سلوك ، مع قناعة وكفاف .
إشراقة : كيف يرتاح من آذى مسلماً أو ظلم عبداً ؟!
ومضة: وتوكل على الحي الذي لا يموت..
العقد الخامس : وزعي الأوقات على الواجبات!!
عسى الهم الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب
جربي حظك مع كتاب نافع ، أو شريط مفيد ،
قراءة واستماعا ، أنصتي لتلاوة عطرة من كتاب الله ،
عل آية واحدة تهز كيانك ، وتنفذ إلى أعماقك ،
وتخاطب وجدانك ، فيكون معها الهداية والنور ،
ويذهب معها اليأس ، والشك ، والشبهة ،
والقنوط ، طالعي في دواوين السنة ،
و أقرأي كلام الحبيب في ( رياض الصالحين ) ؛
لتجدي الدواء الناجع ، والعلم النافع ،
الذي يحصنك من الزلل ، ويحفظك من الخلل ،
ويشافيك من العلل ؛ فدواؤك في الوحي كتابا وسنة ،
وراحتك في الإيمان ، وقرة عينك في الصلاة ،
وسلامة قلبك في الرضا ، وهدوء بالك في القناعة ،
وجمال وجهك في البسمة ، وصيانة عرضك في الحجاب
وطمأنينة خاطرك في الذكر .
إشراقة : احذري دعاء المظلوم ودموع المحروم!!
العقد السادس : سعادتنا غير سعادتهم!!
سيُعافى المريض بعد سُقامٍ ويعود الغريب بعد غياب
من قال : إن الموسيقى اللاهية ، والأغنية الهابطة ،
والمسلسل الهدام ، والمسرحية العابثة والمجلة الخليعة ،
والفلم المشبوه ، تورث السعادة والسرور ؟
كذب من قال ذلك !…
إن هذه الوسائل مفاتيح الشقاء ،
وطرق الكآبة وأبواب الهموم والغموم والأحزان ،
باعترافات موثقة ممن مارسها وعرفها ثم تاب منها ،
فأهربي من هذه الحياة التعيسة البئيسة ،
حياة العابثين اللاغين المنحرفين عن صراط الله المستقيم ،
وتعالي إلى تلاوة خاشعة ، وقراءة نافعة ،
وموعظة دامعة ، وخطبة ساطعة ، وصدقة رابحة ،
وتوبة صادقة ، تعالي إلى جلسات روحانية ،
وأذكار ربانية ، عل الله أن يتوب عليك ،
فيملأ قلبك سكينة وأمنا وطمأنينة .
إشراقة : القلب السليم لا شرك فيه ولا غش ولا حقد ولا حسد!!
ومضة : ربِّ اِشْرَحْ لِي صَدْرِي !!
العقد السابع : اركبي سفينة النجاة !!
يا إله الكون قد أسلمت لك رب فارحم ضعفنا ما أرحمك
لقد طالعت عشرات القصص للفنانين والفنانات ،
واللاهين واللاهيات ، واللاغين واللاغيات ،
والعابثين والعابثات ، الأحياء منهم والأموات ،
فقلت : وا أسفاه ، أين المسلمون والمسلمات ،
والمؤمنون والمؤمنات ، والصادقون والصادقات ،
والصائمون والصائمات ، والعابدون والعابدات ،
والخاشعون والخاشعات ؟!
هل يتسع العمر المحدود القصير كي يضيع بهذه الطريقة
من العبثية والهامشية ويصرف في سوق الإهمال والمعصية ؟
هل لك عمر آخر غير هذا العمر ؟
هل عندك أيام غير هذه الأيام ؟
هل لديك العهد الوثيق من الله أنك لن تموتي ؟ ..
كلا والله ،
بل هي الأوهام والظنون الكاذبة ، والأماني الفاشلة ،
فحاسبي النفس إذن ، وجددي المسيرة ، وحثي الخطا ،
والحقي بالقافلة ، واركبي سفينة النجاة.
إشراقة : المرأة العاقلة تحول الصحراء إلى حديقة غناء!!
ومضة : وإن الفرج مع الكرب !!
العقد الثامن : مفتاح السعادة سجدة !!
ولست أرى السعادة جمع مال ولكن التقي هو السعيد
أول صفحات السعادة في دفتر اليوم ،
وأول بطاقات المعايدة في سجل النهار صلاة الفجر ،
فابدئي بصلاة الفجر يومك ، وافتتحي بصلاة الفجر نهارك ،
حينها تكونين في ذمة الله ، في عهد الله ، في حفظ الله ،
في رعاية الله ، في أمان الله ، وسوف يحفظك من كل مركون ،
ويرشدك إلى كل خير ، ويدلك على كل فضيلة ،
ويمنعك من كل رذيلة ،
لا بارك الله في يوم لم يبدأ بصلاة الفجر ،
لا حيَّا الله نهارا ليس فيه صلاة فجر ، إنها أول علامات القبول ،
وعنوان كتاب الله ، ولافتة النصر والعز والتمكين والنجاح .
فهنيئا لكل من صلى الفجر ، طوبى لكل من صلى الفجر ،
قرة عين لمن حافظ على صلاة الفجر ،
وبؤسا وتعاسة وخيبة لمن أهمل صلاة الفجر.
إشراقة : الجدل العقيم والنقاش التافه يذهب الصفاء والبهاء !!
ومضة : ألم نشرح لك صدرك !؟
العقد التاسع : عجوز تصنع الرموز..
أتاك على قنوط منك غوث بمن به اللطيف المستجيب
كوني كالعجوز عند الحجاج يوم وثقت بربها ،
يوم سجن الحجاج ابنها ، وحلف بالله للعجوز أن يقتله ،
فقالت في ثقة وحزم وشجاعة وإقدام :
( لو لم تقتله مات ) !
وكوني كالعجوز الفارسية في توكلها على الله
يوم غابت عن كوخ دجاجها ونظرت إلى السماء وقالت :
اللهم احفظ كوخ دجاجي فإنك خير الحافظين !
وكوني في صمد أسماء بنت أبي بكر
وقد رأت ابنها عبد الله بن الزبير مقتولا مصلوبا
فقالت كلمتها المشهورة : أما آن لهذا الفارس أن يترجل ؟! ..
وكوني كالخنساء قدمت أربعة في سبيل الله ،
فلما قتلوا قالت : الحمد لله الذي شرفني بقتلهم شهداء في سبيله ..
انظري لهؤلاء النسوة وتاريخهن المجيد وسيرتهن الحافلة .
إشراقة : خذي من النسيم رقته ،
ومن المسك رائحته ، ومن الجبل ثباته !!
ومضة : ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنت الأعلون.!!
العقد العاشر : حتى تكوني أبهى إنسانة في الكون !!
وكل الحادثات وإن تناهت فموصول بها فرج قريب
أنت بجمالك أبهى من الشمس ، وبأخلاقك أزكى من المسك ،
وبتواضعك أرفع من البدر ، وبحنانك أهنأ من الغيث ،
فحافظي على الجمال بالإيمان ، وعلى الرضا بالقناعة ،
وعلى العفاف بالحجاب ، واعلمي أن حليك ليس الذهب
والفضة ولا الألماس ، بل ركعتان في السحر ،
وظمأ الهواجر صياماً لله ، وصدقة خفية لا يدري بها إلا الله ،
ودمعة حارة تغسل الخطيئة ،
وسجدة طويلة على بساط العبودية ،
وحياء من الله عند نوازع الشر وداعي الشيطان ،
فالبسي لباس التقوى فإنك اجمل امرأة في العالم
ولو كانت ثيابك ممزقة ، وارتدي عباءة الحشمة
فإنك أبهى إنسانة في الكون ولو كنت حافية القدمين ،
وإياك وحياة الفاجرات الكافرات الساحرات العاهرات السافرات ,
فإنهن وقود نار جهنم : )لا يَصْلاهَا إِلَّا الْأَشْقَى) (الليل:15).
إشراقة : في كل مكان تجدين ظلاما في حياتك ,
ما عليك إلا أن تنيري المصباح في نفسك !!
العسجدة السادسة : بيتك مملكة العز والحب !!
قل هو الرحمن آمنا به وأتبعنا هاديا من يثرب
أيتها العزيزة الغالية : إلزمي بيتك إلا من أمر مهم ،
فإن بيتك سر سعادتك : )وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ )(الأحزاب:الآية33)
ففي بيتك تجدين طعم السعادة ،
وتحافظين على ناموس شرفك ووقارك وحشمتك ،
فإن المرأة الهامشية هي التي تكثر من الخروج
إلى الأسواق من غير ضرورة ، فهمها متابعة الموضات ،
ومراقبة الأزياء ، ودخول المحلات التجارية ،
والسؤال عن كل جديد وغريب ، ليس لها هم ديني ،
ولا رسالة دعوية ، ولا همة في المعرفة والعلم والثقافة ،
بل هي مسرفة مبذرة ، همها المأكول والملبوس ،
فحذار حذار من هجران البيت ، لأنه منزل السرور ،
ومحل الأمن والراحة ، وكهف الانس ،
وكعبة السلامة من الناس ، فاجعلي من بيتك جامعة للمحبة،
ومنطلقا للعطاء الطيب المبارك .
إشراقة : لا تُفْضي بمتاعبك إلا لأولئك الذين يساعدونك
بتفكيرهم وكلامهم الذي يجلب السعادة !!
ومضة : عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير!!
العسجدة السابعة : ليس عندك وقت للثرثرة!!
البدر يضحك والنجوم تصفق فعلام تقتلنا الهموم وتخنق ؟!
اتركي الجدل والدخول في نقاش عقيم حول أمور محتملة ؛
لأن ذلك يضيق الصدر ويكدر الخاطر ،
ولا تحاولي إقناع الناس دائما في مسائل
تقبل وجهات النظر ، بل اطرحي رأيك بهدوء
وبدون صخب ولا إلحاح ولا تشنج ،
وابتعدي عن كثرة الردود والانتقادات ؛
لأنها تفقدك راحة البال ، وتنقل عنك صورة غير لائقة ،
فقولي كلمتك اللينة المحببة في رفق وهدوء ،
حينها تملكين القلوب وتعمرين الأرواح ،
كما إن مما يورث الهم والحزن اغتياب الناس
وهمزهم ولمزهم وتنقصهم ، وهذا يذهب الأجر
ويجمع عليك الإثم ، ويفقدك الاطمئنان ،
فاشتغلي بإصلاح عيوبك عن عيوب الناس ،
فإن الله لم يخلقنا كاملين معصومين ،
بل عندنا جميعا ذنوب وعيوب ،
فطوبى لمن أشغله عيبه عن عيوب الناس.
إشراقة : على الأم التي يسقط ولدها من مكان عالٍ
أن لا تضيع الوقت في النحيب والصراخ ،
بل عليها أن تسعى حالا لتضميد جراحه !!.
ومضة : اعلمي أن ما أصابك لم يكن ليخطئك !!
العسجدة الثامنة : كوني مشرقة النفس يحيِّكِ الكون !!
أتحسب أن البؤس للمرء دائم ولو دام شيء عدَّه الناس في العجب
انظري للحياة نظر المحب المتفائل ،
فالحياة هدية من الله للإنسان ، فأقبلي هدية الواحد الأحد ،
وخذيها بفرح وسرور ، اقبلي الصباح بإشراقه وبسمته الرائعة،
اقبلي الليل بوقاره وصمته ، اقبلي النهار بسنائه وضيائه،
عبي الماء النمير حامدة شاكرة ،
استنشقي الهواء فرحة مسرورة ، شمي الزهرة مسبحة ،
تفكري في الكون معتبرة ، استثمري العطاء المبارك في الأرض،
في باقة الزهر ، في طلعة الورد ،
في هبة النسيم ، في نفحة الروض ، في حرارة الشمس ،
في ضياء القمر ، حولي هذه العطاءات والنعم إلى
رصيد من العون على طاعة الله ، والشكر له على نعمه ،
والحمد له على تفضله وامتنانه ،
إياك أن يحاصرك كابوس الهموم وجحافل الغموم
عن رؤية هذا النعيم ، فتكوني جاحدة جامدة ،
بل اعلمي أن الخالق الرازق – جل في علاه –
ما خلق هذه النعم إلا ليستعان بها على طاعته
وهو القائل :
)يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحا)
إشراقة : أفضل الكرم وأنقاه يكون
من أولئك الذين لا يملكون شيئا ،
ولكنهم يعرفون قيمة الكلمة والابتسامة ،
وكم أناس يعطون وكأنهم يصفعون !!
ومضة : ومن يتق الله يجعل له مخرجا!!
العسجدة التاسعة : ما تمت السعادة لأحد وما كمل الخير لإنسان!!
أطردي الهم بذكر الصمد واهجري ليل الهوى وابتعدي
إنك تخطئين كثيرا إذا توهمت أن الحياة لابد أن تكون
لصالحك مائة بالمائة ، فهذا لن يتحقق إلا في الجنة ،
أما في الدنيا فإن الأمر نسبي ؛ فلن يتم كل ما تريدين ،
بل سوف يقع شيء من البلاء والمرض والمصيبة والامتحان ،
فكوني شاكرة في السراء ، صابرة في الضراء ،
ولا تعيشي في عالم المثاليات بحيث تريدين صحة بلا سقم ،
وغني بلا فقر ، وسعادة بلا منغصات ،
وزوجا بلا سلبيات ، وصديقة بلا عيوب ،
فهذا لن يحصل أصلا ،
وطني نفسك على غض الطرف عن السلبيات
والأخطاء والملاحظات ، وانظري إلى الإيجابيات والمحاسن ،
وعليك بحسن الظن والتماس العذر والاعتماد على الله فقط ،
أما الناس فليسوا أهلا للاعتماد عليهم وتفويض الأمر إليهم :
)إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً )
إشراقة : لا تقبلي بوجود مناطق مظلمة في حياتك ،
فالنور موجود وليس عليك إلا أن تديري الزر ليتألق!!
ومضة : ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا !!
العسجدة العاشرة : ادخلي بستان المعرفة..
أيها الشامت المعيِّر بالدهر أأنت المبرَّأ الموفور؟
إن من أسباب سعادتك تفقهك في دينك ،
فإن تعلم الدين يشرح الصدر ، ويرضي الرب ،
وكما قال عليه الصلاة والسلام :
((من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين )) ،
فاقرأي كتب العلم الميسرة النافعة
التي تزيدك علما وفهما للدين كرياض الصالحين ،
وفقه السنة ، وفقه الدليل ، والتفاسير الميسرة ،
والرسائل المفيدة ، واعلمي أن أفضل أعمالك
هو معرفة مراد الله عز وجل في كتابه ،
ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته ،
فأكثري من تدبر القران ومدارسته مع أخوانك ،
وحفظ ما تيسر منه ، والاستماع إليه ، والعمل به ؛
لأن الجهل بالشريعة ظلمة في القلب ، وضيق في الصدر ،
فلتكن عندك مكتبة – ولو كانت صغيرة – فيها كتب قيمة نافعة ،
وأشرطة مفيدة ، وحذار من ضياع الوقت
في سماع الأغنيات ، ومشاهدة المسلسلات ،
فإن كل ثانية من عمرك محسوبة عليك ،
فاستثمري الوقت في مرضاة الله عز وجل .
إشراقة : أشد الصعاب تهون بابتسامة إنسان واثق !!
[CENTER]اللؤلؤة الأولى : تذكري الدموع المسفوحة والقلوب المجروحة!!
ألم تر أن الليل لما تكاملت غياهبُه جاء الصباحُ بنوره
قال أحد الأدباء :
إن كنت تعلمين أنكِ أخذت على الدهر عهداً
أن يكون لك كما تريدين في جميع شؤونك وأطوارك
وألا يعطيك إلا ما تحبين وتشتهين ،
فجدير بك أن تطلقي لنفسك في سبيل الحزن عنانها
كلما فاتك مأرب واستعصي عليك مطلب ،
وإن كنت تعلمين أخلاق الأيام في أخذها وردها ،
وعطائها ومنعها ، وأنها لا تنام عن منحة تمنحها
حتى تكرَّ عليها راجعة فتستردها ،
وأن هذه سنتها وتلك خلتها في جميع أبناء آدم ،
سواء في ذلك ساكن القصور وساكن الأكواخ ،
ومن يطأ بنعله هام الجوزاء ومن ينام على بساط الغبراء ،
فخفضي من حزن ، وكفكفي من دمعك ،
فما أنت بأول إنسانة أصابها سهم الزمان ،
وما مصابك بأول بدعة طريفة في جريدة المصائب والأحزان .
إشراقة : انقطعي عن تأمل الذنب ،
وتأملي الصفة الحسنة التي ستضعينها مكانه !!
ومضة : بالبلاء يستخرج الدعاء!!
اللؤلؤة الثانية : هؤلاء ليسوا في سعادة !!
اشتدي أزمة تتفرجي قد آذن ليلك بالبلج
لا تنظري لأهل الترف وأهل البذخ والإسراف في الحياة ،
فإن واقعهم يرثى له ولا يفرح به ،
فإن أناسا كان همهم الإسراف على أنفسم وملذاتهم وشهواتهم ،
واستفراغ الجهد في طلب المتعة ، ومطاردة اللذة ،
سواء كانت حلالا أو حراما ، وهؤلاء ليسوا في سعادة ،
إنما هم في ضنك وفي هم وفي غم ،
لأن كل من انحرف عن منهج الله ،
وكل من ارتكب معاصي الله ، فلن يجد السعادة أبدا ،
فلا تظني أن أهل الترف والبذخ والإسراف في نعيم وفي سرور ،
..لا …!!
إن بعض الفقيرات الساكنات في بيوت الأكواخ والطين
أسعد حالا من أولئك الذين ينامون على ريش النعام ،
وعلى الديباج والحرير ، وفي القصور المخملية ؛
لأن الفقيرة المؤمنة العابدة الزاهدة أسعد حالا
من المنحرفة الصادة عن منهج الله .
إشراقة : إن السعادة موجودة فيك ،
ولهذا يجب أن توجهي جهودك إلى نفسك .!!
ومضة : فاعلم أنه لا إله إلا الله..
اللؤلؤة الثالثة : الطريق إلى الله أحسن الطرق!!
ربما تجزع النفوس لأمر ولها فرجة كَحلِّ العقالِ
ما السعادة ؟ هل السعادة في المال ؟
أم في الجاه والنسب ؟
إجابات متعددة … ولكن دعينا ننظر إلى سعادة هذه المرأة :
اختلف رجل مع زوجته .. فقال : لأشقينك ،
فقالت الزوجة في هدوء : لا تستطيع ،
فقال لها : كيف ذلك ؟
قالت : لو كانت السعادة في مال لحرمتني منه ،
أو في حلي لمنعتها عني ،
ولكن لا شيء تمتلكه أنت ولا الناس ،
إني أجد سعادتي في إيماني ، وإيماني في قلبي ،
وقلبي لا سلطان لأحد عليه إلا ربي .
هذه هي السعادة الحقيقية .. سعادة الإيمان ،
ولا يشعر بهذه السعادة إلا من تغلغل حب الله
في قلبه .. ونفسه .. وفكره ،
فالذي يملك السعادة – حقيقة – هو الواحد الأحد ،
فاطلبي السعادة منه بطاعته عز وجل .
إن الطريق الوحيد لكسب السعادة إنما هو
في التعرف على الدين الصحيح الذي بعث به
رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فمن عرف هذا الطريق فليس يضره أن ينام في كوخ ،
أو يتوسد الرصيف ، أو يكتفي بكسرة خبز ،
ليكون أسعد إنسان في العالم ،
أما من ضل عن هذا الطريق فعمره أحزان ،
وماله حرمان ، وعمله خسران ، وعاقبته خذلان .
إشراقة : إننا نحتاج إلى المال لنعيش ،
ولكن هذا لا يعني إننا يجب علينا أن نعيش لأجل المال!!
ومضة : اللهم إني أسالك العفو والعافية..
اللؤلؤة الرابعة : إذا ضاقت الدروب فعليك بعلام الغيوب..
إذا ضاق بك الأمر ففكر في ألم نشرح
قال ابن الجوزي :
" ضاق بي أمر أوجب غما لازما دائما ،
وأخذت أبالغ في الفكر في الخلاص من هذه الهموم بكل حيلة ،
وبكل وجه ، فما رأيت طريقا للخلاص ..
فعُرِضَت لي هذه الآية :
) وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً)(الطلاق:2) ،
فعلمت أن التقوى سبب للمخرج من كل غم ،
فما كان إلا أن هممت بتحقيق التقوى فوجدت المخرج ..".
قلت : التقوى عند العقلاء هي سبب كل خير ،
فما وقع عقاب إلا بذنب ، وما رفع إلا بتوبة ،
فالكدر والحزن والنكد إنما هو جزاء على أفعال قمت بها ،
من تقصير في صلاة ، أو غيبة لمسلمة ،
أو تهاون في حجاب ، أو ارتكاب محرم .
إن من يخالف منهج الله لابد أن يدفع ثمن تقصيره ،
وأن يسدد فاتورة إهماله ، فالذي خلق السعادة
هو الرحمن الرحيم فكيف تطلب السعادة من غيره ؟
ولو أن الناس يملكون السعادة لما بقي في الأرض
محروم ولا محزون ولا مهموم.
إشراقة : ابعدي عن تفكيرك كل وضعية يائسة
وانسي وجنودها ، وركزي على النجاح ،
عندها لا يمكن أن تخفقي !!.
ومضة : أنا عند ظنّ عبدي بي!!
اللؤلؤة الخامسة : اجعلي كل يوم عمرا جديدا.!!
إذا غامرت في شرفٍ مروم فلا تقنع بما دون النجومِ
إن البعد عن الله لن يثمر إلا علقما ،
ومواهب الذكاء والقوة والجمال والمعرفة تتحول كلها
إلى نقم ومصائب عندما تعرى عن توفيق الله وتحرم من بركته ،
ولذلك يخوّف الله الناس عقبى هذا الاستيحاش منه ، والذهول عنه .
قد تكون سائرا في طريقك فتقبل عليك سيارة
تنهب الأرض نهبا وتشعر كأنها موشكة على تحطيم بدنك
واتلاف حياتك ، فلا تر بدا من التماس النجاة وسرعة الهرب …
إن الله يريد إشعار عباده تعرضهم لمثل هذه المعاطب
والحتوف إذا هم صدفوا عنه ،
ويوصيهم أن يلتمسوا النجاة ـ على عجل – عنده وحده :
)فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ*
)وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِين).
وهي عودة تتطلب أن يجدد الإنسان نفسه ،
وان يعيد تنظيم حياته ، وان يستأنف مع ربه علاقة افضل ،
وعملا اكمل ، وعهدا يترجمه بهذا الدعاء :
(( اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك ،
وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ،
أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي ،
وابوء بذنبي ، فاغفر لي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت )).
إشراقة :إذا أخفقت في عمل من أعمالك عليك
ألا تستسلمي لليأس ،ولا تقلقي
ولا يساورك الشك في أن حلا سيأتي !!
اللؤلؤة السادسة : النساء نجوم السماء وكواكب الظلماء!!
وإن ألَّمت صروفُ دهرٍ فاستعنِ الواحد القديرا
المرأة المسلمة الصالحة هي التي تحسن معاشرة زوجها
وتطيعه بعد طاعة ربها ،
وقد أثن رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه المرأة ،
وجعلها المرأة المثالية التي ينبغي على الرجل أن يظفر ها ،
فعندما سئل صلى الله عليه وسلم : أي النساء خير ؟
قال : ( ( التي تسره إذا نظر ، وتطيعه إذا أمر ،
ولا تخالفه في نفسها ولا ماله بما يكره )) .
ولما نزل قول الله عز وجل: ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ)
انطلق عمر ، واتبعه ثوبان رضي الله عنهما ،
فأتى عمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
يا نبي الله ، إنه قد كبر على أصحابك هذه الآية!،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء : المرأة الصالحة ؛
التي إذا نظر إليها سرته ، وإذا أمرها أطاعته ، وإذا غاب عنها حفظته ".
وقد قرن رسول الله دخول المرأة الجنة برضا زوجها ،
فعن أم سلمة رضي الله عنها قالت :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة ))
فكوني تلك المرأة تسعدي .
إشراقة : هناك مكان في الصف الأول ،
بشرط أن تضعي في كل ما تعملين
مزيدا من الإتقان والكمال !!.
ومضة : أتاك السرور لأن الفلك يدور!!
اللؤلؤة السابعة : الموت ولا الحرام!!
ولا تجزع وإن اعسرت يوما فقد ايسرت في الزمن الطويل
في الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر بن الخطاب
–رضي الله عنهما – في النفر الثلاثة الذين باتوا في الغار ،
فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار ،
فتوسلوا إلى الله تعالى أن ينجيهم فذكروا صالح أعمالهم ،
يقول الثاني منهم :
(( اللهم إنه كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إلي
–وفي رواية – كنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء ،
فأردتها على نفسها ، فامتنعت مني حتى ألمّت بها سنة من السنين ،
فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار
على أن تخلي بيني وبين نفسها ، ففعلت ،
حتى إذا قدرت عليها – وفي رواية –
فلما قعدت بين رجليها قالت :
"اتق الله ، ولا تفض الخاتم إلا بحقه .."
فهذه الفتاة كانت تقية ولم تمكنه من نفسها ابتداء ،
فلما ضعفت لفقرها اضطرت إلى ما طلب ،
وذكرته بالله تعالى وتقواه ،
وهزت فيه المشاعر الإيمانية وان
عليه – إن أرادها- أن يتزوجها حلالا ولا يقع عليها زنا ،
فارعوى وتاب إلى الله تعالى ،
وكان ذلك سببا في انفراج شيء من
الصخرة يوم سدت باب الغار.
إشراقة : تعلمي أن تتعايشي مع الخوف وسوف يتلاشى!!
ومضة : حياتك من صنع أفكارك!!
اللؤلؤة الثامنة: آيات واشراقات
إني رأيت – وفي الأيام تجربة – للصبر عاقبة محمودة الأثر
قال تعالى : ) سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً)
قال تعالى : )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا
وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
قال تعالى : ) وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ
قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون)
قال تعالى : )وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ
مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ )
قال تعالى : ) إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)
قال تعالى عن نداء ذي النون:
(لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)
هذا هو القرآن يناديك أن تسعدي وتطمئني ،
وأن تثقي بربك ، وأن ينشرح صدرك لوعد الله الحق ،
فالله لم يخلق الخلق ليعذبهم، إنما ليمحصهم ويهذبهم ويؤدبهم ،
والله ارحم بالإنسان من أمه وأبيه ،فاطلبي الرحمة والأنس
والرضا من الله – جل في علاه – ،
وذلك بذكره وشكره وتلاوة كتابه ،
وإتباع رسوله صلى الله عليه وسلم.
إشراقة : استعدي لاستقبال الأسوأ ،
وستكون هديتك الشعور بالتحسن !!
ومضة : يكفي المرأة شرفا أن أم محمد صلى الله عليه وسلم امرأة!!
اللؤلؤة التاسعة : معرفة الرحمن تذهب الأحزان!!
إذا صح منك الودُّ فالكلُّ هينٌ وكل الذي فوق التراب تراب
الله .. أجود الأجودين وأكرم الأكرمين ،
أعطى عبده قبل أن يسأله فوق ما يؤمله ،
يشكر القليل من العمل وينميه ،ويغفر الكثير من الزلل ويمحوه ،
يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شان ،
لا يشغله سمع عن سمع ،ولا تغلطه كثرة المسائل ،
ولا يتبرم بإلحاح الملحين ، بل يحب الملحين في الدعاء ،
ويحب أن يُسال ، ويغضب إذا لم يُسال ،
يستحي من عبده حيث لا يستحي العبد منه ،
ويستره حيث لا يستر نفسه ، ويرحمه حيث لا يرحم نفسه ،
وكيف لا تحب القلوب من لا يأتي بالحسنات إلا هو ،
ولا يذهب السيئات إلا هو ، ولا يجيب الدعوات ،
ويقيل العثرات ، ويغفر الخطيئات، ويستر العورات ،
ويكشف الكربات ،ويغيث اللهفات ، وينيل الهبات سواه ؟
الله .. أوسع من أعطى ، وارحم من استرحم ،
واكرم من قُصد ، واعز من التجئ إليه،
واكف من توكل العبد عليه، ارحم بعبده من الوالدة بولدها،
واشد فرحا بتوبة التائب من الفاقد لراحلته التي عليها
طعامه وشرابه في الأرض المهلكة إذا يئس من الحياة ثم وجدها .
إشراقة : ليكن قرارك بمحاولة بلوغ السعادة
تجربة سارة في حد ذاتها !!.
ومضة : وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون..
اللؤلؤة العاشرة: اليوم المبارك !!
واصبر إذا خطب دهى يأت الإله بالفرج
جربي إذا صليت الفجر أن تجلسي جلسة خاشعة ،
وتستقبلي القبلة عشر دقائق أو ربع ساعة ،
وتكثري من الذكر والدعاء ، اسألي الله يوما جميلا ،
يوما طيبا مباركا فيه ، يوما سعيدا ،
يوما فيه نجاح وصلاح وفلاح ،
يوما بلا نكبات ولا أزمات ولا مشكلات ،
يوما رزقه رغد ، وخيره وافر ، وستره عميم ،
يوما لا كدر فيه ولا هم ولا غم ،
فمن عند الله يُسأل السرور ، ومن عنده يُسأل الرزق ،
ويطلب الخير جل في علاه فهذه الجلسة – بإذن الله –
كفيلة باستعدادك لهذا اليوم الطيب المبارك النافع .
ومما يُوصى به إذا كنت تزاولين العمل ،
أو كنت جالسة أن تسمعي شيئا من كتاب الله ،
من شريط مسجل ، أو من مذياع من قارئ مُخْبِت خاشع ،
جميل الصوت ، يُسمعك آيات الله عز وجل في كتابه ،
فتنصتين لها ، وتخشعين عند سماعها ،
فتغسل ما في قلبك من كدر وشك وشُبَه
وتعودين احسن حالا وبالا ، واشرح صدرا من ذي قبل.
إشراقة : لا تهتمي بالأشياء التي تعجزين عن أدائها ،
بدلا من ذلك امضي الوقت محاولة
تحسين الأشياء التي تستطيعين تحسينها .
ومضة : ألا إن نصر الله قريب !!
الدرة الأولى : المرأة الرشيدة هي الحياة السعيدة!!
عسى فرج يأتي به الله انه له كل يوم في خليقته أمر
يجب على المرأة أن تحسن استقبال زوجها ..
حين يعود إليها ، فلا تضيق إذا وجدته ضائقا أو متعبا ،
بل على العكس تهرع إليه وتلبي طلباته مهما كانت ،
دون أن تسأله عن سبب ضيقه أو تعبه فور عودته إلى بيته ،
فإذا استقر وخلع ثيابه التي يخرج بها ولبس ثياب البيت ،
فقد يبادر هو الى الإفضاء لها بسبب كدره ،
وإذا لم يبادر هو بإخبارها فلا باس من أن تسأله
ولكن بلهجة تشعره فيها بانشغالها عليه
وقلقها بشان حاله التي عاد عليها .
وإذا وجدت الزوجة أن في إمكانها أن تساعد زوجها
في حل المشكلة التي سببت له الضيق فلتبادر إلى ذلك ،
فإنها أن فعلت ستخفف كثيرا عن زوجها ..
سيشعر الزوج بعد هذا أن في بيته جوهرة ثمينة ،
بل اثمن من جواهر الدنيا جميعها ..
إشراقة : لا تبتئسي على عمل لم تكمليه ،
يجب أن تعرفي أن عمل الكبار لا ينتهي !!
ومضة : إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم!!
الدرة الثانية : اعمري هذا اليوم فقط !!
ولا يحسبون الخير لا شر بعده ولا يحسبون الشر ضربة لازب
يقول أحد السعداء :
(( اليوم الجميل هو الذي نملك فيه دنيانا ولا تملكنا فيه ،
وهو اليوم الذي نقود فيه شهواتنا ولذاتنا
ولا ننقاد لها صاغرين أو طائعين .
ومن هذه الأيام ما اذكره ولا أنساه :
فكل يوم ظفرت فيه بنفسي وخرجت فيه من محنة الشك
فيما أستطيع وما لا أستطيع فهو يوم جميل بالغ الجمال.
جميل ذلك اليوم الذي ترددت فيه بين ثناء الناس
وبين عمل لا يثني عليه أحد ولا يعلمه أحد ،
فألقيت بالثناء عن ظهر يدي ، وارتضيت العمل الذي ذكره
ما حييت ولم يسمع به إنسان .
جميل ذلك اليوم الذي كاد يحشو جيوبي بالمال
ويفرغ ضميري من الكرامة ،
فآثرت فيه فراغ اليدين عل فراغ الضمير .
هذه الأيام جميلة ، واجمل ما فيها أن نصيبي منها جد قليل ،
إلا أن يكون النصيب عرفاني باقتدار نفسي على ما عملت ،
فهو إذن كثير بحمد الله .. )).
إشراقة : كوني سعيدة بما في يدك ،
قانعة راضية بما قسمه الله لك ،
ودعيك من أحلام اليقظة التي لا تتناسب
مع جهدك أو إمكانياتك .
ومضة : عفا الله عما سلف ..
الدرة الثالثة : اتركي الشعور بأنك مضطهدة !!
انعَم ولَذَّ فللأمور أواخر أبدا كما كانت لهن أوائل
أنها صفة رائعة تساعد على دحر القلق وعلى النجاح
في الحياة بشكل عام ، وعلى الاحتفاظ بالصداقات
والسعادة مع العائلة ، لأن صاحب الأفق الواسع
يفهم طبائع الناس ، ويقدر المتغيرات ،
ويضع نفسه موضع الآخرين ، ويقدر الظروف
ما خفي منها وما بان .
وبالنسبة لموضوع القلق بالذات فإن صاحب الأفق الواسع
يتفهم الأمور ، ويعلم حين يصاب بمشكلة،
أو لا يتحقق له ما يريد ، أن هذه طبيعة الحياة وأنه..
" ما عليها مستريح"، وأن الإنسان قد يكره أمراً
ويكون فيه الخير ، وقد يفرح بأمر فيكون فيه الشر ،
وان الخير فيما اختاره الله عز وجل .
صاحب الأفق الواسع يحس انه جزء من هذا الكون الواسع ،
وان له نصيبه من الآلام والأحزان ومن السعادة أيضاً ،
فلا يفاجأ ولا ينفجع ، وهو فوق هذا وذاك لا يحس
بعقدة الاضطهاد التي يحس بها صاحب الأفق الضيق ،
الذي يظن أن هذا الشر أو تلك المشكلة قد أصابته وحده ،
أو أن الناس يضطهدونه ، أو أن حظه سيئ دائما ،
صاحب الأفق الواسع لا يحس بشيء من هذه المشاعر ،
وإنما هو يدرك طبيعة الحياة ، ويعلم انه جزء منها ،
فيرضى بها بعد أن يبذل جهده كله في سبيل تحقيق الأفضل .
إشراقة : اسعدي الآن وليس غداً !!.
ومضة : سلام عليكم بما صبرتم..
الدرة الرابعة : ما ألذ النجاح بعد المشقة!!
الغمرات ثم ينجلينا ثمت يذهبن ولا يجينا
يقول أحد الناجحين :
ولدت فقيرا ولازمتني الفاقة مذ كنت في المهد ،
ولقد ذقت مرارة سؤال أمي قطعة من الخبز في حين
انه ليس لديها شيء تعطيه ولا كسرة من الخبز الجاف ،
وتركت البيت في العاشرة من عمري ،
واستُخدمت في الحادية عشرة ، وكنت ادرس شهرا في كل سنة ،
وبعد إحدى عشرة سنة من العمل الشاق
كان لدى زوج ثيران وستة خراف اكسبتني أربعة وثمانين دولارا ،
ولم انفق في عمري يفلسا واحدا على ملذاتي ،
بل كنت أوفر كل درهم أحصله من يوم نشأت
إلى أن بلغت الحادية والعشرين من العمر ..
وقد ذقت طعم التعب المضني حقا ،
وعرفت السفر أميالا عديدة لسؤال إخواني من البشر
كي يسمحوا لي بعمل أعيش منه ،
وقد ذهبت في الشهر الأول بعد بلوغي الواحدة والعشرين
إلى الغابات سائقا عربة تجرها الثيران لأقطع حطبا ،
وكنت انهض كل يوم قبل الفجر وأظل مكبا على عملي
الصعب إلى ما بعد الغسق لأقبض ستة دولارات في نهاية الشهر ،
فكان كل واحد من تلك الدولارات الستة يظهر لي
كأنه البدر في جنح الدجى!..
إشراقة : إذا كنت قد ارتكبت أخطاء في الماضي ،
تعلمي منها ، ثم دعيها تذهب بعد أن تأخذي منها العبرة.!!
ومضة : قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب..
الدرة الخامسة : سوف تتأقلمين مع وضعك!!
غريب من الخلان في كل بلدة إذا عظم المطلوب قل المساعد
اعرف رجلا قطعت قدمه في جراحة أجريت له ،
فذهبت إليه لأواسيه ، وكان عاقلا عالما ،
وعزمت أن أقول له : إن الأمة لا تنتظر منك
أن تكون عداء ماهرا ، ولا مصارعا غالبا ،
إنما تنتظر منك الرأي السديد والفكر النير ،
وقد بقي هذا عندك ولله الحمد .
وعندما عدته قال لي : الحمد لله ،
لقد صحبتني رجلي هذه عشرات السنين صحبة حسنة ،
وفي سلامة الدين ما يُرضي الفؤاد .
يقول أحد الحكماء : إن طمأنينة الذهن لا تتأتى
إلا مع التسليم باسوا الفروض ، مرجع ذلك
– من الناحية النفسية – أن التسليم يحرر النشاط من قيوده …
ثم قال : ومع ذلك فإن الألوف المؤلفة من الناس
يحطمون حياتهم في سورة غضب ،
لأنهم يرفضون التسليم بالواقع المر ،
ويرفضون إنقاذ ما يمكن إنقاذه ،
وبدلا من أن يحاولوا بناء آمالهم من جديد يخوضون
معركة مريرة مع الماضي ،
وينساقون مع القلق الذي لا طائل تحته .
أن التحسر على الماضي الفاشل ،
والبكاء المجهد على ما وقع فيه من الأم وهزائم
هو – في نظر الإسلام – بعض مظاهر الكفر بالله
والسخط على قدره .
إشراقة : الإحباط هو ألد أعدائك ،
انه قادر على تدمير الطمأنينة.!!