تخطى إلى المحتوى

ضرب الزوجة عنف وخنوع

الشروق
ضرب ط§ظ„ط²ظˆط¬ط© .. عنف وخنوع


يشكل ظ…ظˆط¶ظˆط¹ " العنف ضد المراة" أحد المحاور الأساسية في توصيات مؤتمر بكين 95، الذي تعد محاوره الاثنا عشر الركيزة الأساسية لعمل وتحركات الهيئات النسائية التحررية في بلدان العالم .

ويدخل ظ…ظˆط¶ظˆط¹ ضرب ط§ظ„ط²ظˆط¬ط© ، في إطار " العنف الأسري" الذي يُعَرَّف وفق أدبيات الأمم المتحدة بأنه "العنف الجسدي والجنسي والنفسي الذي يقع في إطار الأسرة، بما في ذلك الضرب المبرح، والإساءة الجنسية للأطفال الإناث في الأسرة( أي تفضيل الذكور على الاناث في المعاملة)، والعنف المتصل بالمهر(أي عقد قران الفتاة مقابل مبلغ من المال)، والاغتصاب في إطار الزوجية(أي مجامعة الزوج لزوجته بدون رضاها)، وبتر الأعضاء التناسلية للإناث(أي ختان الاناث). وغيره من الممارسات التقليدية المؤذية للمرأة، والعنف خارج نطاق الزوجية، والعنف المتصل بالاستغلال".

ويدخل في العنف الأسري أيضاً عملية الإنجاب المتواصل, وعدم تحديد النسل, وارتفاع معدل الإنجاب, والزواج المبكر، على اعتبار أن في هذا الفعل "إكراه على الزواج يحرم الطفلة من حقوقها في التعليم ويحمّلها أعباءً نفسية واجتماعية وصحية، ويصيبها أو يحتمل أن يصيبها بسببه ضرر نفسي أو صحي أو جنسي" .
إن هذا التوسع في تعريف العنف الأسري الذي تطالب الأمم المتحدة بتطبيقه لم يراع اختلاف الثقافات والبيئات، كما لم يراعِ خصوصيات المجتمعات والأفراد، ومن بينها المجتمعات الإسلامية التي لا تعتبر العلاقة الجنسية بين الزوج والزوجة, دون رضا الزوجة, نوعاً من العنف الجنسي. فالزوجة مأمورة وفق الشرع الإسلامي بإطاعة زوجها إذا دعاها في أي وقت من الأوقات، لقول ط±ط³ظˆظ„ ط§ظ„ظ„ظ‡ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ وسلم (إذا دعا ط§ظ„ط±ط¬ظ„ زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على التنور).
إن التساؤلات التي يمكن ان تطرح في قضية " ط§ظ„ط¹ظ†ظپ ط¶ط¯ ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© " عديدة، ولعل ابرزها ذلك التساؤل الذي يدور حول الهدف من اثارة قضية ط§ظ„ط¹ظ†ظپ ط¶ط¯ ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© في المجتمعات الإسلامية اليوم مع وجود قضايا أخرى لا تقل عنها أهمية.

وللإجابة على هذا التساؤل يمكن ذكر بعض هذه الأهداف التي تتعلق بالناحية الشرعية بشكل خاص والتي من بينها :

1- السعي لإبطال الأحكام الشرعية المحفوظة في الكتاب والسنة، وهذا العمل يقوم به فريقان ، فريق يهدف إلى الاثبات بأن الدين الإسلامي هو دين ارهابي يدعو إلى العنف في كل تعاليمه بما ظپظٹظ‡ط§ تلك المتعلقة بالمرأة. وفريق آخر يدعو إلى فتح باب الاجتهاد من جديد والنظر إلى النصوص الثابتة نظرة تاريخية تتماشى مع النظرة المعاصرة للمرأة التي يسعى العالم الغربي لإقرارها وفق مؤتمرات الأمم المتحدة .
2- العمل على رفض فكرة القوامة التي يدعو إليها الإسلام والتي تفرض على ط§ظ„ط±ط¬ظ„ أن يكون هو المسؤول عن بيته واسرته، ومن بين هذه الأسرة المرأة ط§ظ„ط²ظˆط¬ط© والأم والبنت . وهذا الرفض لمبدأ القوامة يأتي بهدف تفكيك الأسرة المسلمة التي ما زالت الحصن الأخير والقوي الذي يقف في وجه المخططات العالمية الهادفة إلى انحلال المجتمع المسلم.
3- العمل على سحب الامتيازات التي منحها الإسلام للرجل.ومن بينها الحق في تعدد الزوجات والطلاق والنفقة والعدة والطاعة, وما إلى ذلك من امور ميّز الإسلام بها ط§ظ„ط±ط¬ظ„ عن المرأة على سبيل التكليف وليس التشريف كما يرى البعض.
ما ورد سابقا كان مقدمة مهمة لتعريف القارئ ببعض جوانب القضية دون ان يكون الهدف من ورائه انكار او رفض وجود العنف في المجتمعات الإسلامية، ولكن الاعتراف بوجود تلك الظاهرة لا يعني ابدا وجود ربط بينها وبين الدين، بل على العكس من ذلك فإن ظهورها وانتشارها إنما هو بالدرجة الأولى دليل على ابتعاد المسلمين عن أحكام الدين الإسلامي الذي كرم المراة ورفع من شأنها منذ أكثر من ألف و اربعمائة سنة .

ضرب ط§ظ„ط²ظˆط¬ط© في الإسلام

حرص الإسلام على كرامة المرأة زوجةً كما حرص عليها بنتاً. لهذا شدد ط±ط³ظˆظ„ ط§ظ„ظ„ظ‡ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ وسلم على حماية ط§ظ„ط²ظˆط¬ط© وحسن معاملتها في بيت زوجها ، وقد تجلى هذا التكريم في أمور عدة ، منها :
1- جعل ط§ظ„ط²ظˆط¬ط© الصالحة من ط£ط³ط¨ط§ط¨ ط§ظ„ط³ط¹ط§ط¯ط© في ط§ظ„ط­ظٹط§ط© الدنيا ، فقد ورد عن ط±ط³ظˆظ„ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ الصلاة والسلام قوله : " ثلاثة من ط§ظ„ط³ط¹ط§ط¯ط© ، وثلاثة من الشقاء ، فمن ط§ظ„ط³ط¹ط§ط¯ط© المرأة الصالحة تراها فتعجبك وتغيب عنها فتأمنها على نفسها ومالك".
2- الحرص على ترك الحرية التامة للمرأة في اختيار الزوج التي تحب ويميل معه هواها ، ولم يرغمها أن تخضع للعيش مع من لا تحب وتهوى ، وهذا أمر شدد ط¹ظ„ظٹظ‡ ط±ط³ظˆظ„ ط§ظ„ظ„ظ‡ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ وسلم ط¹ظ†ط¯ظ…ط§ قال : " لا تنكح الثيِّب حتى تستأمر ، ولا تنكح البكر حتى تستأذن ، وإذنها صماتها"
3- الوصية بحسن معاملة الأزواج لزوجاتهم بحيث تكون العلاقة بينهم علاقة مودة ورحمة وليست علاقة استبداد وظلم ، قال ط¹ظ„ظٹظ‡ الصلاة والسلام مبيناً هذا المعنى: "خيركم خيركم لأهله وانا خيركم لأهلي " .
فمفهوم الطاعة التي فرضها الإسلام على ط§ظ„ط²ظˆط¬ط© ليست " طاعة خنوع أو نزول عن مستوى الإنسانية كما يزعم بعض دعاة التحرر ، كما انها ليست بالنسبة للرجل قوامة استبداد وظلم وإنما هي علاقة تكامل يشوبها العطف والمودة تنفيذاً لقول ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى : ( ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) الروم/21 .
كما أن هذه الطاعة محصورة بما يرضي ط§ظ„ظ„ظ‡ ورسوله عملاً بقول ط±ط³ظˆظ„ ط§ظ„ظ„ظ‡ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ وسلم " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " .
يتبين مما سبق مدى تكريم الإسلام للزوجة والمكانة التي اعطاها اياها ، فهو لم يكتف بالرفع من شأنها بل إنه نهى عن الإساءة إليها وإهانتها وسوء معاملتها. ومن الأحاديث التي جاءت بهذا النهي قول ط±ط³ظˆظ„ ط¹ظ„ظٹظ‡ الصلاة والسلام: (ما أكرمهن إلا كريم وما اهانهن إلا لئيم). وقوله ايضا: ( لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد، ثم يجامعها في آخر اليوم) .
كل هذا التكريم الذي منحه الإسلام للمرأة تجاهله كثير من المسلمين الذين احتموا باباحة الإسلام للضرب الخفيف في الحالات القصوى,حتى يمارسوا عنفهم غير المشروع ضد زوجاتهم . من هنا تأتي أهمية دراسة الأسباب التي تدفع بالزوج إلى ضرب زوجته, وشرح العوامل التي تدفع ببعض الزوجات إلى الرضا بالعنف الموجه إليهن, مع قدرتهن في كثير من الأحيان على التخلص منه.

أولا: ط£ط³ط¨ط§ط¨ ضرب الزوج لزوجته

1- ط£ط³ط¨ط§ط¨ تتعلق بالزوج:
تتعدد الأسباب التي تدفع بالزوج إلى توجيه الضرب ضد زوجته، منها الأسباب التالية:
1- الاعتقادات الخاطئة لدى الزوج والتي تجعله يؤمن بمشروعية الضرب استناداً لقول ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى : (… واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن ط§ظ„ظ„ظ‡ كان علياً كبيراً ﴾ (النساء، 34).
إن هذه الآية التي يتخذها البعض حجة تبرِّر ضربهم لزوجاتهم ، ويَنْسَون مرحلتي العِظة والهجر ، آية مشروطة بالضرب غير المبرِّح ، وقد "فسر المفسرون الضرب غير المبرِّح بأنه ضرب غير شديد ولا شاق ، ولا يكون الضرب كذلك إلا إذا كان خفيفاً وبآلة خفيفة ، كالسواك ونحوه " .
أما إذا كان الضرب ضرباً مؤذياً فإن هذا الأمر "مرفوض وغير مقبول شرعاً ، بل هو من التجاوزات التي يُعَزِّر عليها الشارع، ويكون للمرأة بسببها طلب التفريق من الزوج قضاءً ، وإذا ثَبُت ذلك في المحاكم أرغم القاضي الزوجَ المسرفَ على طلاق زوجته ، وإن لم يطلقها طلقها القاضي ، وفرّق بينه وبينها بحكمه " .
2- التربية الخاطئة التي يتلقاها الزوج من بيئته ومجتمعه واسرته والتي تصور له فعل الضرب وكأنه أمر طبيعي يحصل في كل بيت وداخل كل أسرة. وقد يكون الزوج قد تربى في أسرة يضرب ظپظٹظ‡ط§ الأب زوجته وأولاده، مما يجعل هذا الأمر ينطبع في ذهنية الابن منذ الطفولة، ويجعله أكثر عرضة لممارسة هذا العنف في المستقبل.
ومن التصورات الذهنية الخاطئة العائدة إلى سوء التربية, ذلك الاعتقاد بأن في ضرب ط§ظ„ط²ظˆط¬ط© اصلاحاً لها، أو أن ضرب ط§ظ„ط²ظˆط¬ط© يرتبط باثبات الرجولة و فرض الهيبة، وان استخدام الضرب سيجعل المرأة اكثر طاعة للزوج وتنفيذا لأوامره .
3- تفريغ الانفعالات التي يشعر بها الزوج في حياته اليومية مثل الغضب والضغط الذي يلاقيه في المجتمع وخاصة من رؤساء العمل ، والغيرة التي هي انفعال مركب من حب التملك والشعور بالغضب. وتعاني كثير من النساء مما يعرف بغيرة الزوج العمياء التي يراها هو دليل ظ…ط­ط¨ط© بينما هي تراها دليل على شك وعدم ثقة.
4- المشاكل والهموم التي تحيط بالزوج. ومن هذه المشاكل الاضطرابات النفسية والسلوكية التي تفقد الزوج عقله وتخرجه عن طوعه . ومنها ايضا المشاكل الاقتصادية من بطالة وفقر وديون وما إلى ذلك من امور تزيد من الضغوطات النفسية على الزوج وتزيد من شعوره بالعجز والضعف. والمثل يقول:" إذا دخل الفقر من الباب خرج الحب من الشباك". ومنها اخيرا المشاكل الاجتماعية والانحرافات الأخلاقية التي تؤجج الخلافات ط§ظ„ط²ظˆط¬ظٹط© وتؤدي إلى لجوء الزوج إلى العنف كوسيلة من وسائل اثبات الذات وتحقيق الرضا.
5- التأثر بما تعرضه وسائل الإعلام من مشاهد تشجع على العنف، ومن ذلك مشاهدة الأفلام ط§ظ„ط§ط¨ط§ط­ظٹط© التي تدفع الزوج إلى تطبيق ما رأى على زوجته، أو مشاهدة افلام العنف والقتل والخطف والاغتصاب، بل وحتى مشاهدة البرامج والمسلسلات التلفزيونية التي تتعرض لقضايا العنف. واخيرا لا ننسى دور الفتاوى التي تظهر عبر بعض الفضائيات والتي يمكن ان يتخذها البعض حجة في استباحة ممارسة العنف على زوجاتهم.

2- ط£ط³ط¨ط§ط¨ تتعلق بالزوجة
ينظر كثير من الناس إلى قضية ضرب الزوجات الذي اباحه الشرع الإسلامي، بالشروط التي وردت سابقا، على أنه دليل واضح على ظلم الإسلام للمرأة وتفضيل ط§ظ„ط±ط¬ظ„ عليها، مركزين بذلك على حقوق المرأة و متناسين واجباتها التي لجهل المرأة بها دور كبير في تضاعف احتمال تعرضها للعنف، إضافة إلى ذلك تساهم بعض الاعتقادات الخاطئة والتصرفات السيئة التي تؤمن بها ط§ظ„ط²ظˆط¬ط© او تقوم بها إلى تعرضها للضرب من قبل الزوج، ومن هذه الاعتقادات والتصرفات نذكر ما يلي:
1- الجهل بالأحكام الشرعية التي لا تقتصر في الإسلام على مقتضيات العبادات من صوم وصلاة وزكاة، بل تشمل ايضا المعرفة بحقوق الزوج والتي من بينها: الطاعة، وحفظ المال والعرض والأولاد، والاعتراف بالفضل، وتلبية حاجات الزوج الجنسية ما لم يوجد مانع شرعي مثل الحيض والاحرام والصوم او أي مانع اخر مثل المرض او التعب والارهاق و ما إلى ذلك من ط¸ط±ظˆظپ نفسية صعبة تستوجب من الزوج التلطف في طلب حاجته، ومراعات مقدمات الجماع التي تحدث عنها ط±ط³ظˆظ„ ط§ظ„ظ„ظ‡ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ وسلم بقوله: " لا يقعن أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة، وليكن بينهما رسول، قيل: ما ط§ظ„ط±ط³ظˆظ„ يا ط±ط³ظˆظ„ الله؟ قال: القبلة والكلام".
ويذكر أن تمنّع المرأة عن زوجها في هذا العصر يختلف قليلاً عما سبق خاصة عند المرأة العاملة بوجه خاص التي تعاني من ظاهرة اليوم المزدوج داخل البيت وخارجه ، الأمر الذي زاد من تعرضها للضغوط النفسية وأثقل قدرتها الجسدية ، مما جعلها تمتنع عن زوجها في كثير من الأحيان تحت تأثير التعب والإرهاق .
و من الأمور التي ينبغي على المرأة مراعاتها في الشرع حتى تجنب نفسها العنف الواقع عليها ، حسن اختيار الزوج والذي اثبتت الدارسات أنه يؤدي إلى التوافق الوجداني والجنسي بين الزوجين، كما يؤدي إلى حصول الثقة والاحترام المتبادلين بين الزوجين، الأمر الذي يؤدي بالزوجة إلى عدم استفزاز زوجها بالشكل الذي يؤدي به إلى ممارسة العنف ضدها.
2- استهانة ط§ظ„ط²ظˆط¬ط© بزوجها والتقليل من شأنه ومجادلته وتحقير أفكاره وانتقاد تصرفاته, وخاصة ط§ظ…ط§ظ… الناس, مما يثير سخرية الحاضرين من جهة ويؤدي إلى إحساس الزوج بالدونية من جهة أخرى، ويدفعه إلى الانتقام من زوجته بشكل عنيف في محاولة منه لرد الإذلال واسترداد الكرامة المهانة .
3- المعتقدات الشاذة للزوجة التي تعتقد أنها بمعاندتها لزوجها تثبت ذاتيتها واستقلاليتها، وذلك تطبيقاً للنظريات التحررية التي ينادي بها فريق من الناس وخاصة النساء. هذا النوع من المعتقدات والأفكار قد يثير حفيظة الزوج ضد زوجته في محاولة منه للرد على مزاعمها بشكل عملي. مثال على ذلك: المبالغة في تطبيق فكرة تحرير المرأة التي زُرعت في عقول بعض النساء فتأثرن بها وحاولن تطبيقها داخل أسرهن ، فأصبحن بذلك أكثر عرضة لمواقف عنف من قبل أزواج لا يؤمنون بهذه النظريات.
ومهما كانت الأسباب التي تؤدي إلى ضرب الزوج لزوجته، فإن من المفيد التذكير بأن اي سبب من هذه الأسباب لا يمكن أن يبيح للزوج الحق في ضرب زوجته، فاساس العلاقة ط§ظ„ط²ظˆط¬ظٹط© مبني على السكينة المودة وليس على العنف والتجريح، فإذا فقدت هذه المودة فقد البيت اساسه وبنيانه ، واصبح آيلا للسقوط، وقد ورد في سنن النسائي "أن ثابت بن قيس بن شماس رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه ضرب امرأته، فكسر يدها، -وهي ط¬ظ…ظٹظ„ط© بنت عبد ط§ظ„ظ„ظ‡ بن أبي-، فأتى أخوها يشتكيه إلى ط±ط³ظˆظ„ ط§ظ„ظ„ظ‡ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ وسلم، فأرسل ط±ط³ظˆظ„ ط§ظ„ظ„ظ‡ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ وسلم إلى ثابت، فقال له: "خذ الذي لها عليك، وخلِّ سبيلها"، قال: نعم، فأمر بها ط±ط³ظˆظ„ ط§ظ„ظ„ظ‡ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ وسلم أن تتربص حيضة واحدة، وتلحق بأهلها".

ثانيا: العوامل التي تدفع ط§ظ„ط²ظˆط¬ط© إلى السكوت عن الضرب:

إن العوامل التي تدفع بالمرأة إلى السكوت عن الظلم الواقع عليها من قبل زوجها متنوعة، منها ما هو نفسي ومنها ما هو اجتماعي أو اقتصادي. ومن هذه العوامل :
1- الاعتقاد الخاطئ بأن الضرب مرتبط بالحب. وهذا التفسير تؤمن به بعض النساء اللواتي يعتقدن بان ازواجهن يضربهن لأنهم يحبونهن . وقد ذكرت صحيفة الخليج خبر موت إحدى النساء في موريتانيا نتيجة ضرب زوجها لها… وقد علقت الصحيفة على هذا الخبر بالقول أن "الإفريقيات في هذه المنطقة يتباهين فخرا بأنهن يتعرضن أكثر للضرب. وكثيرا ما تأتي إحداهن إلى أبيها أو أمها شاكية من زوجها أنه لم يضربها على خطأ ارتكبته لأن معنى ذلك أنه لا يحبها".
2- مشاعر الخوف المتنوعة التي تشعر بها الزوجة. ومن هذه المخاوف الخوف على أطفالها من عنف والدهم، لذلك فيه تفضل تلقي الضرب عنهم، وكذلك الخوف من الوصول إلى الطلاق وما ينتج عنه من نظرات شك وريبة توجه عادة إلى المطلقة . ومنها أيضا الخوف من التعرض لردود فعل انتقامية إذا طلبت الطلاق من الزوج المتسلط القوي . واخيرا الخوف من المجهول لعدم وجود بديل للزوج تعتمد ط¹ظ„ظٹظ‡ المرأة ماديا ، مما يجعلها تصبر وتتحمل العنف مفضلة ظلم الزوج على ظلم الإخوة والاهل أو بعض الأقارب . والمثل الذي ينطبق على هذه الحالة يقول" ظل راجل ولا ظل حيطة".
3- حب ط§ظ„ط²ظˆط¬ط© لزوجها حباً يدفعها إلى الصبر والتحمل بهدف إصلاحه وتعديل تصرفاته . " ففي دراسة أجريت على 52 زوجة تبين أن 70 % منهن ضربن بعد السنة الأولى من الزواج ، إلا أنهن لم يبدأن في التقدم بشكاوى إلى الهيئات الرسمية إلا بعد 12 سنة ، أي بعد أن شعرت باليأس من ط§ظ„ط¹ظ„ط§ط¬ من جهة، أو بعد أن اشتد عنفه بصورة لا تأمن ظپظٹظ‡ط§ على حياتها ، أو لشعورها بوجود مزايا أخرى في الزوج تزيد من تحملها لمساوئه ، وخاصة حين يمارس عنفه ضدها بصورة دورية ، حيث ثمة فاصل زمني متسع بين المرتين من الضرب ، يتمكن الزوج أثناءه من تقديم العديد من الخدمات والمغريات للزوجة على نحو يسمح بتبديد المشاعر المنفرة منه " .
4- القاء ط§ظ„ط²ظˆط¬ط© اللوم على نفسها وسعيها لايجاد المبررات التخفيفية للزوج، كقولها بانه طيب وكريم لكنها استفزته وشجعته على ضربها والاعتداء ط¹ظ„ظٹظ‡ط§ . ومما يساهم في تأجيج مشاعر اللوم هذه موقف المجتمع بشكل عام، والأهل بشكل خاص الذين يحملون المرأة مسؤولية ما يقع عليها من عنف دون النظر الى مسبباته.
ويؤيد هذا الموضوع ذلك المسح الذي أجراه المجلس الوطني لشؤون الأسرة في الأردن وقد جاء فيه أن نسبة كبيرة من النساء الأردنيات يؤيدن ضرب الرجال لزوجاتهم. وقد قدمت النساء مبررات للضرب من بينها" مخالفتها لأوامره, أو غياب ط§ظ„ط²ظˆط¬ط© عن المنزل, أو حرق الطعام, أو الدخول في نقاش مع الزوج, أو عدم احترام فرد من أفراد عائلة الزوج" .
5- فقدان ط§ظ„ط²ظˆط¬ط© للجهة التي تحميها وتساعدها على حل مشكلتها وهذه الجهة قد تكون عائلية أو قانونية او شرعية. فالمحكمة القضائية مثلا تحتاج من أجل اثبات فعل العنف إلى شهادة الشهود وإلى الكشف الطبي وما إلى ذلك من بينات قد تعجز المرأة عن إيجادها خاصة أن فعل العنف لا يتم في الغالب ط§ظ…ط§ظ… الناس.

أخيرا فإن تعرض ط§ظ„ط²ظˆط¬ط© للعنف من قبل زوجها يستوجب منها الوقوف وقفة مع النفس من أجل حسم خياراتها. فاذا رغبت بانقاذ زواجها فذلك يستوجب منها الجلوس مع زوجها جلسة مصارحة، والعمل معه لانجاح زواجهما وهذا يكون بتوفر العوامل التالية:

أ- أن تتوفر لدى الزوج رغبة شديدة في التوقف عن ممارسة العنف ، وأن يقتنع بان العنف أصبح مصدر ضرر له ولعائلته .
ب- أن يتوفر لدى ط§ظ„ط²ظˆط¬ط© الرغبة والامل في إيجاد الحلول المناسبة لمشكلتها . ذلك أن استسلامها للعنف فترة طويلة من الزمن يجعلها تستسلم لقدَرِها وتيأس من وجود طريقٍ يمكن أن يعينها للخلاص مما هي فيه .
ومن وسائل ط§ظ„ط¹ظ„ط§ط¬ المفيدة في مثل هذه الحالة اسلوب الإيحاء الذاتي. وهو يقوم على تغيير ط·ط±ظٹظ‚ط© التفكير واستبدال العبارات السلبية باخرى ايجابية، فيستبدل الزوج فكرة " يجب أن تسمع ط§ظ„ط²ظˆط¬ط© كلامي ", بفكرة " سيزول تأثير عنفي مع زوجتي سريعا بينما الكراهية الناتجة عنه بيننا ستدوم طويلا " . وكذلك تستبدل ط§ظ„ط²ظˆط¬ط© فكرة " إن قاومته سيضربني بشدة " بعبارة "إن واجهته مرة لن يكررها ثانية ".
والحل الثاني يستوجب من المراة خيارا شجاعا وجريئا بطلب الطلاق وانقاذ نفسها وانقاذ عائلتها . فصمتها الذي تعتبره خدمة لأبنائها وحفاظا على أسرتها قد ينقلب عليها وعلى صحة اطفالها النفسية والعقلية ، إذ إنه سيجعل الأولاد يتقبلون مع الوقت فكرة الضرب. وقد يبادرون هم ايضا لضرب أمهم او ضرب زوجاتهم في المستقبل. ويمكن ان تظهر عليهم الأمراض النفسية الخطيرة وعلى رأسها الخوف والقلق وفقدان الاحساس بالأمان.

وفي الختام لا بد من التذكير بأن قضية ضرب ط§ظ„ط²ظˆط¬ط© التي تأخذ كثيرا من الأخذ والرد في هذه الأيام تقع بين أمرين كلاهما مر، الأمر الأول هو الدعوات التحررية التي بالغت في توسيع مفهوم العنف ضد المراة بشكل لا ينسجم مع مفهوم ط§ظ„ط§ط³ظ„ط§ظ… للعلاقات الزوجية, والأمر الثاني هو الممارسات الشاذة لبعض أبناء الإسلام الذين اساءوا فهم وتطبيق بعض النصوص الدينية، فأخذوا من النصوص ما يتناسب مع أهواءهم وأهملوا تلك التي لا ترضي طموحاتهم، وبذلك تناسى هؤلاء قوله تعالى " فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان" واكتفوا بقول ط§ظ„ظ„ظ‡ عز وجل " اضربوهن" والتي ذكرها ط§ظ„ظ„ظ‡ سبحانه وتعالى ضمن سلسلة من الإصلاحات تبدأ بالوعظ والإرشاد وتنتهي بآخر دواء وهو الكي.

منقول

الشروق


qvf hg.,[m >> ukt ,ok,u lpfm Hsfhf l,q,u hggi hlhl hghfhpdm hghsghl hgpdhm hgv[g hgvs,g hgsuh]m hg.,[dm hgugh[ hgukt q] hglvHm [ldgm vs,g wpm ugn ugdi ugdih > /v,t uk]lh tdih ‘vdrm ;lh

[align=center] بسم الله الرحمن الرحيم
حسبنا الله ونعم الوكيل

2- التربية الخاطئة التي يتلقاها الزوج من بيئته ومجتمعه واسرته والتي تصور له فعل الضرب وكأنه أمر طبيعي يحصل في كل بيت وداخل كل أسرة. وقد يكون الزوج قد تربى في أسرة يضرب فيها الأب زوجته وأولاده، مما يجعل هذا الأمر ينطبع في ذهنية الابن منذ الطفولة، ويجعله أكثر عرضة لممارسة هذا العنف في المستقبل.

غالبا هذا المبرر هو الأكثر وجودا

تشكرين أختي حبيبة على الموضوع القيم ،جعله الله في ميزان حسناتك[/align]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً اختي على النصيحة القيمة

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.