مطلقات في عمر الزهور
l’grhj td ulv hg.i,v glh`h Hovn lpsk hggi hgjd hgpdhm hgv[g hgvplhk hg.,h[ hg.,[dm hgw,vm hgkshx hgktsd hsjrvhv j[vfm fsff []d]m ]dkkh sigm .,[m ugn udk tdih ;lh ;dt
أعرف أنه لم يكن ذنبي أني لم أشعر بأي حب تجاهه. إلا أنني أحمد الله أن الانفصال قد تم منذ البداية قبل أن يكتب الله لي أن أحمل في أحشائي طفلاً منه.. أعرف أن أحلامي تهاوت.. وأن اللقب كان مخيفاً لي في البداية.. وكنت متخوفة من ردة فعل من حولي.. إلا أنني اعتدت على هذا الآن..
ربما لو لاحظت حولك.. لوجدت أن الطلاق، لم يعد ذلك الأمر النادر والغريب في مجتمعنا. فقد انتشر بشكل كبير جداً. وأصبحت هناك الكثير والكثير من حالات الطلاق لفتيات صغيرات وفي بداية سني زواجهن. وهذا يعتبر مؤشراً خطيراً يستدعي البحث فيه. فلم تعد هناك عائلة تخلو من حالة طلاق لشاب أو فتاة حديثة الزواج. ولكن الغريب في الأمر أن الأسباب بدأت تظهر بشكل مختلف عن السابق، فلم تعد هناك أسباب قوية، بل كثيراً ما تكون أسباباً غير وجيهة ولا تنبئ إلا عن (دلع) البنات وبحثن عن المثالية الزائفة في الحياة الزوجية، وعدم تحملهن لأي عقبة في بداية طريق حياتهن الزوجية، دون أن نغض البصر عن الأسباب الأخرى المتعلقة بالزواج.
الطلاق في عالم الفتيات.. يبدو منطقة محظورة تخشى الفتيات السؤال عنه، كما تُحرج الفتيات المطلقات من الحديث عنه، لذا حاولنا دخوله وكشف أغواره والبحث عن أسبابه في هذا التحقيق الذي نأمل أن يقدم شيئاً لحل هذه المشكلة الاجتماعية.
i
هل الطلاق نهاية
مريض نفسي . . . يقفل علي الأبواب
تقول سارة س. (23 سنة): تزوجت بعد إنهائي للسنة الأولى في الجامعة، كان أهلي سعداء جداً بهذا الزواج. والحق يقال أننا لم ندقق في السؤال عنه كثيراً لأن أهله من عائلة معروفة، ولكن بعد الزواج وبعد عودتنا من شهر العسل بدأت ألاحظ عليه تصرفات غريبة، فهو يمنعني من الخروج إلا للضرورة القصوى وحتى عند ذهابي لأهلي كان يتصل كل فترة ليتأكد من وجودي هناك، ويمنعني حتى من الخروج معهم إلى أي مكان. ورغم أنني حاولت أن أجاريه وأطيعه في كل ما يريد، إلا أنه استمر في شكه وحرصه الغير طبيعي، حتى وصل به الأمر لأن يغلق نوافذ المنزل بالمفتاح بحجة أنه لا يريد الغبار، لكني فهمت أنه يخشى أن أطل منها!!!
وذات مرة عندما خرج، صادف أن مرت والدتي قرب منزلي وأرادت زيارتي، فلما أردت فتح الباب لها، اكتشفت أنه مقفول بالمفتاح، فاكتشفت أنه يقفل علي حتى الأبواب، ولا تسألي عن حرجي أمام أمي حين لم استطع فتح الباب لها، ولكنني تعللت لها بأن المفتاح ضائع.. وما أن عاد حتى صارحته بما اكتشفته وأنا أبكي، ففوجئت به يضربني كالمجنون، وعلمت عندها أنه إنسان غير طبيعي. فأسرعت بالاتصال على أهلي الذين أتوا مسرعين لينقذوني منه، رغم هيجانه الشديد.. وعندما أنهرت تماماً وصارحتهم بكل شيء منذ البداية.. فما كان منهم إلا سارعوا بإنهاء إجراءاتي والتفاهم مع أهله حتى طلقني. وقد علمت بعد فترة أنه كان يعالج نفسياً منذ أن كان يدرس في الجامعة وقد فصل منها بسبب اختلاله النفسي خلال تلك الفترة. لكن لا أقول سوى حسبي الله على أهله الذين غشونا وخدعونا ولم يخبرونا بعلته النفسية.
لم أدخل مزاجه . .
الهنوف (22سنة): حين تزوجت بعد تخرجي من الثانوية العامة، كنت طفلة سعيدة بالزواج، ولم أهتم إلا بالجهاز والحفل وماذا سألبس وكيف أتزين.
وعلي العكس كان زوجي إنساناً جدياً عاقلاً وكان أستاذاً في الجامعة. وبعد الزواج اتضحت الهوة الكبيرة بيننا. إذ كان يحب القراءة والجلوس في المكتبة بينما أنا لا أطيق القراءة وغير مثقفة بصراحة. وكان يحاول أن يحادثني في بعض الأمور فيجدني أصغر من أن أفهم ما يقول، إذ لم أكن على اطلاع في أي مجال.
وشيئاً فشيئاً بدأ اهتمامه بي يقل، وازداد انجذابه لكتبه وخروجه عن المنزل، حتى اقتنعت بأنه لا يحبني . حتى أنني عندما حملت لم أشعر به يفرح مثل أي زوج ينتظر مولوداً من زوجته. ثم بدأ ينام خارج المنزل وعند أهله أحياناً، وعندما تعرضت للإجهاض ومكثت في بيت أهلي عدة أسابيع لم يزرني سوى مرة واحدة ولم يطلب مني الرجوع للمنزل، فشعرت أن أمراً ما سيحدث وبالفعل فوجئت به يتصل ويبلغني بكل صرامة بأننا يجب أن ننفصل.. ولا أتذكر تفاصيل ما حدث بعدها..
واعانكن الله على حالكن
وجهة النظر التى اريد بيانها هو ان المطلقه لا تنظر للطلاق على انه شيء شاذ
او الطلاق عيب او نقص
بالعكس كلمة مطلقه هذه كلمة قرانيه نزلت من فوق سبع سماوات
انزلها الله تعالى بواسطة الروح الامين جبريل
على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم
لتكون باب رحمة للمرأة المتعبه والمرهقة الضائع كيانها
فهل بعد كل هذا التكريم نقول نعتزل الناس؟
وبعد ان منّ بها الله عليها تقول اشعر بالحزن؟
لا يا أختى الحبيبه اياكي ان تنظرى للأمر هذه النظرة اليائسة
احسني بالله الظن
واعلمي انه مع العسر يسرا مع العسر يسرا
وان الله تعالى عند ظن العبد به
فاسعدى اختاه بفضل الله ورحمته بالامه الاسلاميه ان شرع لها الطلاق
وتخيلي حالكى ان لم يكن الطلاق مشرعا؟
واحسني بالله الظنون تجدين هذه الظنون الحسنة تحولت الى احداث سعيده
قريييييييييييييبه جدا
اختاه ابشري واسعدي
فانتى تخلصتى من واقع مرير وفتح لك ابوا الامل من اوسع مصارعيه لواقع جديد
تستفيدين به من خبرات الماضي الاليم حتى تحيين واقع سعيد مبنى على تجربة
تعلمتى منها الكثير وسيجر ذلك عليكي الخير الذى لا يعد ولا يحصي
اختى المطلقه ارسمي البسمة على شفتيكي دائما
وارسمي خطط لمستقبل سعيد
خططي لنفسك واهلكى ومجتمعك واقع جديد
وابحثي عن اسباب فشلك و غيركى وابحثي عن علاج هذا الاسباب
ادرسي احوالك ومن حولكى دراسه علميه واقعيه
وحاولي تغير نفسك وتغير مجتمعك بناء على ما توصلتي له
واعلمى ان من يخوض التجربه ويكون من اهل الخبره
ينتظره مئات والاف من اناس لم يخوضوا التجارب المريره ليتعلموا منه الكثير
اختاه لا تجلسي يائسه تنتظرين ظلم الناس واضطهادهم لان ذلك
سيكون بمثابة باب تفتحيه للشر على نفسك
قومي اختاه وانهضى وابشري وتفائلي واعطى يد العون لكل من حولك فهم بانتظارك
حتى يتعلموا منكى الحكمة وحسن الخلق ويتأدبوا على يدكي باداب الاسلام
التى غاب عنها من كان سببا فى طلاقك
وتذكرى دائما اختاه ان الله اذا احب عبدا ابتلاه
وان الذهب حتى ينقى من الشوائب لا يكون ذلك الا بحرقه في النار
وان اصحاب التجارب المريره هم اكثر الناس تقديرا لقيمة الحياة
وهم اصبر الناس على الاحداث المريره وهم في معية الله ان صبروا
وهم اهل الحكمة والحنكة وعلى هذا هم اولى الناس بقيادة العالم
وابشركي اختى المطلقه
ان انجح السيدات فى جميع المجالات هن المطلقات
لانها تملك الخبره والوقت والحرية والطاقة على النجاح والتفوق والعطاء المبدع
الطبيعى أن يتزوج المرء – سواء أكان ذكراً أو أنثى – لكن غير الطبيعى حدوث الطلاق فى مرحلة مبكرة قد تبدأ ليلة الزفاف و قد تقع خلال الأعوام الأولى من الزواج ..
الأخطر أن يتحول الطلاق المبكر إلى ظاهرة جعلت من الأسرة كائناً هشاً و انعكست آثارها على المجتمع بأكمله فصار المجتمع ضعيفاً لا يستطيع حماية أفراده أو تقويمهم فى ظل زيادة نسبة التفكك التى تحدث بسبب الطلاق الذى ارتفعت نسبته خلال الــ 50 عاماً الماضية من 7 % إلى 40 % طبقاً لإحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة و الاحصاء و التى تُشير إلى وقوع 240 حالة طلاق فى اليوم الواحد ..
و إذا كان إجمالى عدد المطلقات فى مصر يصل إلى 2.5 مليون مطلقة فإن النسبة الأكبر من هؤلاء تخص المتزوجات حديثاً ممن تتراوح أعمارهن بين العشرين و الثلاثين … و هو ما يدعونا للتوقف لدراسة تلك الظاهرة .
ربما تكون تجارب المطلقات الصغيرات مفتاحاً للوقوف على أسباب ظاهرة الطلاق المبكر … و قد قابلت مثيرات منهن . حكين لى عن دوافع أسباب الطلاق .. و رغم أن كثيراً من التجارب كانت مبنية على حب إلا أن رصاصة الطلاق كانت هى الحل الأرحم و البديل لاستمرار نزيف المشاعر الانسانية تحت سقف مهدد بالأنهيار و ربما الانفجار فى أية لحظة .
– قالت لى صاحبة تلك التجربة : تزوجت فى السادسة عشرة من عمرى هرباً من الفقر و الجوع الذى حاصرنا أنا و إخواتى بعد وفاة أمى بعد رحلة طويلة مع المرض و الحسرة التى أصابت أمى بعد أن هرب أبى من تحمل مسئولية الصغار بحجة أنه سيسافر للعمل و اختفى دون أن نعلم عنه شيئاً فقررت الارتباط بأول شخص يتقدم لى بعدما سبقتنى أختى الكبرى فى الزواج ، و تم الزواج الذى أسفر عن طفلين فى عمر الزهور و بدأت الحياه فى الانحدار بعدما عرف زوجى طريقه للمخدرات و بدأ يعاملنى بقسوة و امتنع عن الانفاق على و على أبنائه الصغار ، و فى جلسة معاتبة له محاولة منى لإصلاحه لم يكلف نفسه خاطراً سوى أن يرمى يمين الطلاق و أصبحت مطلقة فى الواحد و العشرين .
– أما هذه السيدة الصغيرة فتروى بعيون شاردة حزينة تجربتها المأساوية فقد تم طلاقها بعد شهرين فقط من زواجها لتصبح مطلقة فى شهر العسل و قالت لى : تخرجت فى الجامعة لأشق طريقى فى الحياة العملية التى كانت بالنسبة لى نافذة للعالم الذى طالما حلمت به لأكون كياناً قوياً فعالاً وسط المجتمع هرباً من الجهل الذى يسود جو عائلتى التى ترى أن البنت مصيرها لبيتها و زوجها و أن العمل لن يضيف إليها جديداً بل سوف يعطلها عن تكوين أسرة … و بالفعل تمت خطبتى على الشخص الذى وجدوا انه مناسب ( و يقدر يفتح بيت ) .. و تم الزواج بالفعل لاصطدم بالواقع و يصدق حدسى فالرجل الذى تزوجته لا يصلح للزواج أصلاً و اضطررت تحت ضغوط المعيشة معه إلى طلب الطلاق ،و هو لم يتردد فى التفكير و أرسل لى ورقة طلاقى لأصبح مطلقة بعد شهرين من الزواج .
– تلك التجار مجرد نماذج لعشرات الحالات و ربما تكون الأسباب و الدوافع متعددة لكنها فى النهاية تدعونا للتساؤل حول ظاهرة الطلاق المبكر !!
– د . محمد شهاب استشارى الطب النفسى يرى ان الفقر .. الجهل .. و التدليل أو الرفاهية قد تكون عوامل مساعدة على حدوث الطلاق و ليست أسباباً رئيسية ، و يقول إن الطلاق المبكر ناتج عن زواج مبكر و هو يعنى أن الزوج و الزوجة قد يكونان فى سن صغيرة و هو ما يعنى انعدام الخبرة الحياتية و خاصة إن كان سن الزواج صغيراً ، أما إذا كانت الزوجة صغيرة و الزوج يكبرها بسنوات كثيرة فليست هناك مشكلة فقد تمر سفينة الحياه بسلام لأن الرجل هو رمز المسئولية و العطاء و رمز القدوة فى أسرته فيستطيع بخبرته و فطنته تجاوز بعض المشكلات و الخلافات التى قد تطرأ على الحياة الزوجية .
– على جانب آخر يشير د . شهاب إلى أن الضغط النفسى على الفتاه لقبول الزواج يتسبب فى حدوث القلق و التوتر لها فيغلق عليها دائرة الاختيار بين البدائل فتندفع فى الزواج و تفشل و إن كان ذلك الأسلوب يرجع إلى المستوى الطبقى و الثقافى للأسرة .
– أما د . يوسف صبرى أستاذ علم النفس الإكلينيكى بجامعة القاهرة فيقول : إن نسبة الطلاق فى ارتفاع بوجه عام ، و تلك الظاهرة لم تكن موجودة من قبل أما أبرز أسبابها فهى الأسباب الإجتماعية و منها : عدم التوفيق فى الإختيار لأن الإندفاع و السرعة فى اختيار شريك الحياه تؤدى إلى مفاجأة و صدمة بعد الزواج بسبب اختلاف الطباع و المزاج و الميول فتحدث قطيعة نفسية لا يستطيعون التعايش معها ثم يحدث الطلاق .
– أيضاً هناك عوامل بيولوجية أى عدم التوافق الجنسى بين الزوجين و مما لا شك فيه أن الزواج نظام اجتماعى جنسى فالجنس حاجة طبيعية مثل الطعام و الشراب ، و عدم التوافق الجنسى بين الزوجين قد يؤدى إلى فتور فى العلاقة الزوجية التى هى فى الاساس علاقة واقعية متكاملة الأركان و حدوث خلل فى أى ركن من ركائزها قد يؤدى للفشل .
– و ترى الدكتورة سامية خضر رئيس قسم الاجتماع و الفلسفة بكلية التربية جامعة عين شمس – أن الطلاق منتشر أكثر فى اللطبقات الراقية عنه فى الطبقات المتوسة أو الفقيرة و ذلك بسبب انعدام المسئولية التى تنعدم معها أهم الأسس و المبادئ التى تكفى لإقامة أسرة أو بيت ، و تضيف د .سامية أن نسبة الطلاق فى الطبقات الفقيرة قليلة أو تكاد تكون منعدمة بالمقارنة بمثيلاتها فى الطبقة الراقية و ذلك بسبب النظرة المشوهة التى تتعرض لها الفتاه المطلقة فى المجتمع الذى دائماً ينظر بعين الشك فلا تجد مفراً سوى التحمل حتى لا تحمل لقب مطلقة .
– و تقول د . سامية هناك آثار اجتماعية تحاصر الفتاه بعد الطلاق ، فالمجتمع ينظر إليها دائماً على أنها متهمة و ليست ضحية ، كما يشعر أهل الفتاه أنها أصبحت عبئاً عليهم و خاصة انها تحمل لقب مطلقة فلن تتمتع بقدر الحرية الذى كان متاحأ لها من قبل … اضافة إلى ذلك فإن زميلاتها و صديقاتها يؤثرن تجنبها .. و لن تجد الترحيب كسابق عهدها حرصاً على أزواجهن أو من اهلهن الذين يحذرون الفتيات غير المتزوجات من أن يكون لهن صديقات مطلقات فتفتقد الدفء و السند الفكرى .
المصدر جريدة ليلة العمر
ازدادت فى الفترة الأخيرة حالات الطلاق بين الأزواج من الشباب قبل الزفاف وذلك لأسباب كثيرة، منها المغالاة فى المهور وتأثيث مسكن الزوجية .وأزمة الإسكان، وأيضا غياب الدين والاختلاط الزائد عن الحد مما يؤدى إلى فتور العاطفة وتفكير الشاب فى الإرتباط بأخرى .وفى هذا التحقيق نناقش هذه الظاهرة .
يؤكد د .أحمد المجدوب أستاذ علم الاجتماع : إن الزواج فى عصرنا الحالى قائم على أسس خاطئة ، فلا يتحرى أهل الفتاة عن العريس ، ولا يبحثون عن أصله ونسبه أو عن خلقه ودينه ، وإنما أصبح التركيز على المادة هو الأساس ، فبقدر ما يحقق الرجل مطالب أهل العروس من مسكن مؤثث بأحدث الكماليات وسيارة فارهة ،ومهر مغالى فيه إلى حد كبير ، بقدر ما يلاقى من القبول والاستحسان.
ويضيف د.المجدوب :كما أن البعد عن الدين هو أهم أسباب ازدياد الطلاق قبل الزفاف ، فالرسول صلى الله عليه وسلم وضع المبادئ الأساسية للزواج وجعل الدين والخلق هما الأساس لبناء الأسرة المسلمة ، فقال عليه الصلاة والسلام : " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة فى الأرض وفساد كبير" ، وكان المجتمع المصرى فى الماضى شأنه شأن المجتمعات الإسلامية فيه تضامن أسرى ، والزواج كان مشروعا عائليا وليس فرديا ، ولذلك كان الزواج مستقرا ، ولم نكن نسمع عن أية حالات طلاق بكثرة لأن الأسر كانت تختار صاحب الدين والخلق ، كما أن الأم كانت تربى ابنتها تربية إسلامية وتعرفها بحقوقها وواجباتها تجاه زوج المستقبل ، ولا شك أن البعد عن الدين وراء كل الكوارث التى نعانى منها الآن ولابد أن نعود إلى الدين مرة أخرى لنضمن السعادة الزوجية .
وأنصح البنات والشباب بأن يتقوا الله ويختاروا طبقا للمبادئ والقواعد التى وضعها الإسلام ، وأن يلتزموا بما أمر الله عز وجل به وبما أمر رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ،لضمان حياة زوجية مستقرة قائمة على المودة والرحمة .
البعد عن المظهرية
أما الدكتورة آمنة نصير عميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالإسكندرية : فترى أن المظهرية والمباهاة أصبحتا من مقتضيات الأسرة المعاصرة رغم علم هذه الأسر بضيق حال الشباب .
وتقول :انتشار الطلاق المبكر قبل الزفاف يأتى نتيجة للعسر المالى أو عدم توفر المسكن وما يتبعه من أثاث حسب ما تهوى العروس والأسرة ،وهى مسألة نعتبرها رغبة إنسانية لا حرج فيها إذا لم تزد عن الحد المعقول ، وأقول لهذه الأسر لابد من بساطة البداية فلا تتشبثوا بالشقة الواسعة أو بالأثاث المغالى فيه ، وإنما نعود إلى بساطة الإسلام ، فعندما يتقدم من نرضى دينه وسمعته فعلى الأسرة أن تستوعب هذا الدرس الحكيم فى تبسيط المطالب والبعد عن المغالاة ، سواء فى المظهر أو فى إعداد الأفراح أو فى تكوين البيت ، فالأهم من كل هذه الأمور هو صيانة بناتنا و شبابنا وإعادة السكينة والاستقرار لهذه الأسر بشئ من الرضا ، والقناعة وعدم المغالاة ، حتى لا يهتز المجتمع بأكمله .
ونحن فى حاجة ملحة لإعادة الثقافة الإسلامية الحقيقية فى بساطة تكوين البيت ، ونترك لشبابنا الصعود فى تكوينه درجة درجة ، والمسألة تحتاج كما قلت إلى إعادة الوعى والمسئولية والثقافة الإسلامية الحقيقية ،.. مع بث الوعى لدى المجتمع بأن المغالاة فى المظهرية فى تكوين بيوت أولادنا مرض عضال علينا أن نتفاداه قبل فوات الأوان وضياع أولادنا ومستقبلهم المستقر .
فيسروا ولا تعسروا لبناء مستقبل سعيد لأولادكم .
أزمة السكان
ويوضح د .محمد رأفت عثمان أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر أن أزمة الإسكان الحادة التى يعانى منها مجتمع المدن الآن ،من أهم أسباب الطلاق قبل الدخول .ويقول : كثيرمن الشباب يحتاج للحصول على مسكن الزوجية إلى سنوات طويلة ،وفى هذه الفترة يحدث الملل بين الزوجين مما يؤدى إلى التفكير فى عدم إتمام مشروع الزواج .كما أن الاختلاط الزائد بين الرجل والمرأة يؤدى إلى فتور العاطفة بين الطرفين خصوصا من ناحية الرجل ،وقد يدفعه إلى التفكير فى الانفصال والارتباط بفتاة أخرى .
وعلاج هذه المشكلة هى عدم إطالة فترة الخطبة ، وأن تعمل الدولة على تيسير حصول الشباب على المسكن الملائم لدخولهم ، وذلك بتشجيع الاستثمار فى مجال الإسكان المتوسط لمحدودى الدخل .
ويجب ألا يبالغ الأهل فى مطالبهم بالنسبة لتأثيث بيت الزوجية ،ويجب أن يدرك ولى أمر المرأة أن مصلحة الفتاة فى أن يدخل الزوج فى مشروع الزواج وهو مستريح ماديا وليس مثقلا بالديون .
حقوق المطلقة
وعن حقوق المطلقة قبل الدخول يقول د . عثمان:لها نصف المهر فقط ،فإذا كان الزوج قد دفع المهر كاملا ، فله الحق فى استرجاع نصف ما قدمه وإذا كانت الزوجة لم تحصل على المهر فلها أن تطالبه بنصف المهر الذى اتفق عليه ، ويجب أن يلاحظ أن المهر يشمل المقدم والمؤخر لقول الله تبارك وتعالى وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهنا وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون أو يعفوا الذى بيده عقدة النكاح وأن تعفوا أقرب للتقوى ، أما عن حكم الطلاق فى هذه الحالة ، فالطلاق قبل الزفاف يعتبر طلاقا بائنا بينونه صغرى ، بمعنى أنه ليس طلاقا رجعيا يحق للزوج أن يرجعها إلى عصمته فى أثناء العدة ،وإنما الطلاق قبل الدخول لا يوجب عدة على المرأة ، لقول الله عز وجل : (يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا).
جريدة اللواء الإسلامي
في الطلاق.. تعددت الأسباب والمرأة دائما المتهم
رغم إقرارها باستحالة الحياة بينهما كانت تتنهد في كل مرة تحكي لي فيها عن خلافاتها الزوجية وتقول: "قسمتي ونصيبي"، وعندما أسألها لماذا لا تطلبين الطلاق تجيبني "تريدينني مطلقة؟! ألا تعرفين ما يقولونه عن المطلقات؟!"، ساعتها أشعر أن معها حقا، لأنه لن يفهم أحد كيف تطلب الطلاق بعد أن صارت زوجة وأما، وسيحملها الجميع وزر هدم البيت وتشتيت الأولاد، ومهما كانت نوع الشكوى من الزوج فسيقولون لها "تحملي من أجل الأبناء".
لماذا يحمل الجميع المرأة مسئولية فشل العلاقة الزوجية؟ وهل تتفق تعاليم ديننا الحنيف مع نظرة اللوم للمطلقة أم أن التقاليد هي السبب؟ وكيف تتعامل المطلقة مع هذه النظرة وتتغلب عليها؟.
صورة سلبية
ترصد إحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء تزايد نسب المطلقات في الفترة الأخيرة حيث زادت النسبة من 17% عام 1999 إلى 19% عام 2024. ورغم أن الحياة زوجية علاقة بين اثنين فإن فشل العلاقة الزوجية وانتهاءها بالطلاق يقع على كاهل المرأة وحدها كما تقول دكتورة "حنان سالم" -أستاذة الاجتماع بكلية الآداب، جامعة عين شمس بمصر.
وتضيف: نقول في الأمثال "الست تعشش والراجل يطفّش" أي أن المرأة يقع عليها مسئولية استقرار الأسرة رغم أن الرجل -في النصف الثاني من المثل- "يطفّش" أي يهدد الاستقرار!.
وتفسر "د.حنان" اختلال الصورة بأنه في الطلاق تتغير صورة المرأة فهي أمّ رافضة أو مرفوضة، رافضة يعني أنها رفضت الصورة التقليدية لها كزوجة وأم وبالتالي فهي متمردة وليس هناك صورة إيجابية للمرأة المتمردة في المجتمعات العربية، أو مرفوضة أي مرذولة لأنها مطلقة؛ أي أن الرجل هو الذي رفضها وطلقها لأنها غير جديرة ببناء أسرة أو لأنها أخطأت ولا يتم توجيه اللوم للرجل باعتباره السبب في هدم البيت؛ لأن الرجل هو الذي يختار المرأة ويطلبها للزواج أو يرفضها فيطلقها.
وتضيف: غالبا ما تحاط سلوكيات المرأة المطلقة بكثير من الشكوك مقارنة بالفتاة البكر العذراء بسبب شيوع اعتقاد أن المطلقة أقل حصانة في الدفاع عن شرفها وعفتها؛ وبالتالي فهي فريسة سهلة لإقامة علاقة جنسية غير مشروعة، ولذا تتم محاصرتها وممارسة كافة أنواع العنف النفسي والعاطفي والجسدي عليها؛ والسبب في الشكوك أن لها تجربة سابقة في العلاقة الجنسية وتعرف وتشعر بمتطلبات الجسد، وبالتالي تتم محاصرتها خوفا من أن تخطئ أو يستغل أحد ضعفها.
صدمة الطلاق
وإذا كانت الصورة التقليدية للمرأة المطلقة بكل هذه السلبية فمن الطبيعي أن يكون لها تأثيرها النفسي السيئ عليها كما يقول د. محسن شعلان -أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة بمصر.
ويضيف أن المطلقة غالبا ما تشعر بتفكك نفسي داخلي وصدمة بسبب شعورها بأنها مرفوضة سواء من زوجها الذي طلقها وتركها أو أصدقائها وأهلها الذين يلومونها ويحملونها سبب فشل الزواج رغم أنها قد لا تكون السبب.
ويقول: رغم أن المرأة عادة لا تطلب الطلاق في مجتمعاتنا العربية إلا بعد أن يفيض الكيل بها وتتيقن من استحالة الحياة مع زوجها؛ لأنه كما نقول في أمثالنا الشعبية "ظل راجل ولا ظل حيطة" وغالبا ما تلجأ المرأة بعد الطلاق للانطواء وقد يصيبها الاكتئاب إذا استسلمت لحالة الرفض واللوم التي يواجهها بها المجتمع؛ خاصة أن كثيرا من المطلقات لا يتزوجن بعد طلاقهن ويفضلن تكريس حياتهن لتربية الأبناء، وأحيانا قد ترغب المطلقة في الزواج مرة أخرى لكنها تخشى فقدان حضانة الأبناء، وبالتالي ليس المجتمع وحده يظلم المرأة ولكن القوانين والتشريعات الرسمية أيضا.
رفقا بالقوارير
يخلو ديننا الحنيف من هذه النظرة المتعصبة للمرأة ولا يحملها فوق طاقتها، بل على النقيض فهو يضع جزءا كبيرا من المسئولية على عائلة الزوجين "المجتمع المحيط" ويطالبهما بالتدخل وإصلاح الشقاق كما يقول المولى عز وجل: "وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا" (النساء: 35).
وإذا تم الطلاق "وهو أبغض الحلال عند الله" فمن الممكن أن تتزوج المرأة بعد انقضاء العدة وبذلك تبدأ حياة أسرية جديدة ولا تكون منبوذة.
ويؤكد د." محسن شعلان" أن المطلقات يمررن بمراحل نفسية عديدة: أولها مرحلة الصدمة حيث تعاني المطلقة من الاضطراب الوجداني والقلق بدرجة عالية.
ثم مرحلة التوتر ويغلب عليها القلق والاكتئاب وسببها هو الشعور بالاضطهاد والظلم والوحدة والاغتراب والانطواء والتشاؤم وضعف الثقة بالنفس وعدم الرضا عن الحياة.
ثم مرحلة إعادة التوافق وفيها ينخفض مستوى الاضطراب الوجداني، وتبدأ المطلقة إعادة النظر في مواقفها في الحياة بصفة عامة، والزواج بصفة خاصة وفي هذه المرحلة تحتاج المرأة إلى إعادة ثقتها بنفسها، وإعادة حساباتها، والتخلص من أخطائها وتعديل وجهة نظرها نحو الحياة بصفة عامة والرجال بصفة خاصة، وتعويض الحرمان وشغل الفراغ الذي خلفه ترك زوجها لها خاصة إذا كانت وحيدة لا تعمل.
وتحتاج المطلقة إلى معونة الأهل والأصدقاء للتغلب على ما تعانيه من صراعات نفسية تولدت عن تجربة الفشل التي عاشتها نتيجة لتغير النظرة إليها، وانخفاض مفهوم الذات لديها، وكذلك لما مر بها من حرمان ومآس طوال حياتها الزوجية الفاشلة.
لذا علينا أن نغير نظرتنا للمرأة المطلقة وأن نستوعب ما حدث لها ونحاول مساعدتها على تخطيه لأنه في النهاية الطلاق حلال وشرعي كما الزواج.
[color=00008B]لو فكرنا قليلاً في أسباب الطلاق لوجدناها محصورة في أسباب رئيسية، هي غالبا:
* عدم وجود الحب بين الزوجين: وفي هذه الحالة يمكن أن تستمر الحياة بينهما كمان يمكن أن يتولد الحب بينهما مع الأيام فلا يجب عليهما التعجل في الطلاق بسبب ذلك. أما إن شعرا باستحالة ذلك مع النفور الشديد وانعدام إمكانية العيش معاً رغم مرور الوقت فلا بأس حينها من التفكير في الانفصال.
* الأهل: قد يكون لتدخل أهل الزوج أو الزوجة، أثر في إيذاء أحد الطرفين، وهنا على الزوجة أن تكون عاقلة ومقدرة فلا تأمر زوجها بقطع أهله، وتحاول أن تصبر عليهم، وتتغاضى عما تواجهه منهم من أجل زوجها ومن أجل نجاح حياتها الزوجية.
كما عليها أن تحد من تدخل أهلها أيضاً في أمور زواجهما وتحافظ على سرية مشاكلها.
* وجود صفات سيئة في الزوج: وهي على نوعين بعضها يمكن الصبر عليه ومحاولة تغييره مثل الفقر أو قسوة الطباع والعصبية أو كثرة الخروج من المنزل وعدم الاهتمام ولا يمكن اعتبارها أسباباً للطلاق ويجب على الزوجة أن تنظر لمن هم أسوأ من زوجها في ذلك وتحمد الله على نصيبها. أما بعض الصفات فهي مصائب تدخل ويجب الأهل لنصح الزوج وتهديده إن لم يتركها مثل الشرب. وترك الصلاة وارتكاب المعاصي أو وجود مرض نفسي شديد، فلا يجب أبداً السكوت عنها.
* العناد والتحدي: وهذا السبب خرب بيوتاً كثيرة، إذ كم من امرأة (ركبت رأسها) وأصرت على الطلاق لسبب سخيف، أو أصرت على عنادها حتى هدمت بيتها. لذا فعلى كل متزوجة تبحث عن السعادة ودوام المودة أن تزيل من رأسها مبدأ الكرامة والكبرياء والتحدي، لأن هذه المصطلحات لا مكان لها في التعامل مع الزوج بل هي مواد خطرة قابلة للانفجار في أي لحظة!!
* عدم التكافؤ: سواء في الدراسة والثقافة أو اجتماعياً، وهذا ليس سبباً وجيهاً. إذ رغم أن التكافؤ أدعى للمحبة والتقارب إلا أن عدم وجوده ليس مانعاً للحب. فكم من امرأة أمية عاشت بسعادة مع زوج مثقف، وكم جامعية عاشت بسعادة مع زوجها الذي لا يحمل سوى شهادة الابتدائية. فعدم التكافؤ لا يمنع أن يكون الطرف الآخر أكثر فهماً لشريكه من أي شخص آخر في مثل مكانته. كما أن الإنسان قد يرتاح للشخص بسبب روحه وطبعه لا بسبب ثقافته أو دراسته.
* (دلع البنات): لقد أصبحت أسباب الطلاق في الزمن الحالي تثير العجب، فمن زوجة تطلب الطلاق بسبب اسم المولود إلى أخرى تغار من جلوسه على كمبيوتره، إلى ثالثة تصر على الطلاق بسبب رفضه لأن تعمل خارج المدينة، وأخرى لأنها تريد خادمة، أو تلك التي تريد المزيد من الاهتمام بمشاعرها! إن مثل هذه الأسباب الواهية، تجعلنا نستغرب من طريقة تربية بعض بناتنا اللاتي لا يعرفن الصبر، مع شدة تأثرهن بالإعلام.. إذ على أتفه الأسباب تصرخ بكلمة (طلقني) وكأن الحياة الزوجية لا قيمة لها. وكأن الطلاق أمر سهل.. ولا أبسط منه!!
وبالطبع توجد أسباب أخرى كثيرة، لكن يجب على كل مقدمة على الطلاق أن تفكر ألف مرة في ما إذا كان هناك مجال للصبر والتعايش مع الوضع، وفيما إذا كان هذا السبب يستحق أن تترك زوجها من أجله.
وفي نفس الوقت يجب عليها أن لا تتردد كثيراً في هذا القرار إذا شعرت أنه لا مجال للاستمرار، وأن حياتهما في طريق مسدود، كما في حالة لو كان مدمناً مثلاً، أو مريض نفسياً بشكل لا يمكن علاجه بسهولة.
ولكن ما اكتشفته بعد ذلك لا يمكن السكوت عنه، لقد كان والعياذ بالله يشرب المسكر، نعم كان يأتي في أحيان كثيرة مترنحاً لينهال علي ضرباً، ورغم أني كنت حاملاً، وتحملته سنة كاملة حاولت خلالها أن أنصحه أو أغيره لكن دون فائدة، فآثرت أن أنسحب من حياته قبل أن أنجب منه المزيد من الأطفال الأبرياء.
أما ابني المسكين فهو يعيش مع أمي الآن، بسبب زواجي مرة أخرى من رجل طيب ولله الحمد. لكني أشعر بالخوف في كل لحظة من أن يأخذه والده.[/color]