ابني منطوٍ … ابني كاذب … ابني يسأل أسئلة محرجة… إلخ.
ونقطة الانطلاق للتغلب علي هذه المشكلات أن يكون لدي الأبوين قدرٍ كافٍ من المعرفة بهذه المشكلات،وأسبابها، ومظاهرها، ومدي خطورتها من عدمه، ووسائل علاجها، فعلي كل أبوين ألا يتهاونا في معالجة مثل هذه المشكلات؛لأنها تحفربمخالبها في شخصية الطفل، فتمسخها وتطمس فطرتها، وتشوه كمالها.
وسنقوم بعرض تلك المشكلات تباعا
(1)
والخوف الطبيعي المعقول مفيد للإنسان، فإذاكان الفرد منا لا يخاف النار؛ فقد تحرقه أو تقضي عليه، لكن هناك من الخوف ما هومَرَضي، بل إن من الخوف ما هو قاتل !!.. فالخوف المبالَغ فيه والمتكرر لأي سبب يكون خوفًا غيرطبيعي.
– مشاهدة المناظرالعنيفة أوالمرعبة، واستماعه إلي القصص المخيفة، وهذا يبين خطورة قصص الجن والعفاريت، وكذلك أفلام الرعب والقصص البوليسية.
– فقد الحب والرعاية، حيث تكثرمخاوف الأطفال من فقد أمه أو أبيه، أو فقد الأمن بهجر والده له، أو انفصال أمه عن أبيه، ومما سيقع عليه من أذى وكراهية وحرمان.
– الخوف بالعدوى، فحالات الخوف كغيرها من الحالات الانفعالية تنتقل من فرد إلي آخر بالتأثير، فالكثير من الأمهات يظهرن الخوف والهلع أمام أطفالهن، مثل خوفهن من الحيوانات الأليفة، فينشأ أطفالهن علي الخوف من هذه الحيوانات.
– المبالغة في الخوف والقلق من الآباء علي الأبناء،فإذا رأي الصغير علي وجه أمه الارتباك وشحوب اللون إذا جرح جرحًا صغيرًا، أو وقععلي الأرض؛فإنه سيصاب بالذعر والخوف، وبهذا ينشأ الطفل شديد الخوف علي نفسه.
– البيئة العائلية المليئة بالتهديدات والمشاجرات والخلافات، والتي تزعزع اطمئنان الطفل وتجعله ينشأ علي الخوف.
وأكثرمخاوف الأطفال شيوعًا تكون من الأشياءالمحسوسة؛ مثل الخوف من العسكري أو الطبيب، بينما المخاوف غير المحسوسة تكون أقل شيوعًا، مثل الخوف من الموت والعفاريت.. إلخ.
وتلك أمورغالبًا ما يكون السبب في نشوئها لدي الأطفال هم الآباء أنفسهم.
ويخطأ الأب والأم عندما يُخَوِّفان الطفل من شيء بهدف الضحك والتسلية، فهذه قسوة لا نظير لها،فما أقبح أن يصرخ الطفل خوفًا،والأب والأم يضحكان من خوفه.
(2) أطفال يخافون خوفاعاديًّا: قد يكون الخوف شعورًا طبيعيا يحسه كل من الطفل والبالغ عندما يخاف مما يخاف منه أغلب من في سنه كالخوف من حيوان مفترس.
(3) أطفال يخافون خوفا مَرَضِيًّا: وهو خوف شاذ مبالغ فيه ومتكرر أو شبه دائم مما لا يخيف أغلب من في سن الطفل، وقد يكونوهميّا (Phobia)…إلخ
بعد السنة الثانية: صياح، وهروب،ورعشة، وتغيرات في ملامح الوجه، والكلام المتقطع، وقد يصحبه عرق وتبول لاإرادي.
التعرف علي مدي تأثير الخوف عند الأطفال بمقارنته بدرجة مخاوف الآخرين:
– الخوف من الظلام طبيعي لطفل الثالثة، أما إذا نتج عنه فزع شديد، وفقد الطفل اتزانه، كان خوفا شاذَّا في ضوء التقاليد السائدة.
– مرحلة الحضانة والطفولة المبكرة مرحلة هامة لزرع الشعور بالأمن والطمأنينة.
– كبح جماح الطفل في التعبير عن الخوف،والضغط عليه لضبط انفعالاته بالتخويف، يحول دون نموه وجدانيّا نحو حياة غنية بالخبرات،ويؤدي به إلي الضحالة الانفعالية والانطواء.
– دفع الطفل في المواقف التي تخيفه بهدف مساعدته للتغلب علي الخوف لا يجدي معه، وقد يضره بشدة.
– الطفل الأكثر ذكاءً في البداية يخاف من أشياء كثيرة بسبب نمو مدركاته واستطلاعه لما حوله، ومع تقدم السن تقل هذه المخاوف غير المنطقية وهناك نوع من الخوف يطلق عليه اسم الفوبيا (Phobia) وهذه الفوبيا لها عدة صورمنها:
* الخوف من المجهول.
* الخوف من الفشل.
* الخوف من الموت المرتبط بالتهديد.
وعمومًاالخوف من الأشياء التي لا تمثل تهديدًا حقيقيًا وفعليا للإنسان في الحاضر.
والطفل يخاف من الأماكن الغريبة الشاذة، ويخاف الوقوع من مكان مرتفع،ويخاف الغرباء، كما يخاف الحيوانات والطيور التي لم يألفها، ويخاف تكرار الخبرات المؤلمة كالعلاج والعمليات الجراحية مما يخاف منه الكبار في بيئته سواء كانت مخاوف واقعية أو وهمية أو خرافية، ويخاف الظلام، والدخان المتصاعد من النار، ويخاف الغول،ويخاف تصديق الأطفال للتهديدات المحيطة مثل: سأذبحك وسأصل الكهرباء إلي جسمك،العفريت ينتظرك في هذا المكان.
بعض الأطفال يعانون من الخوف مع معظم المواقف،وهؤلاء يعانون من ضعف الثقة بالنفس، وعدم الشعور بالأمن والطمأنينة، وقد يصاحبها ظهور مخاوف غير واقعية،وأعراض أخري كعدم القدرة علي الكلام والتهتهة والانطواء والخجل والاكتئاب والتشاؤم وتوقع الخطر.
(3) النقد والزجر والتوبيخ والضرب.
(4) التنشئة الاعتمادية.. التي لا تدفع الطفل إلي التعرف بمفرده علي مواقف الحياة.
(5) تسلط الآباء وسيطرتهم.
(6) اضطراب الجو العائلي ومنازعات الوالدين.
(7) النقص الجسماني (عرج – حول – طول مفرط – قصر شديد – تشوه – سمنة مفرطة – انخفاض درجةالذكاء- والتأخر الدراسي).
(8) النشأة في بيئة تعاني من القلق النفسي والخوف وعدم الثقة.
(9) تكرار الفشل والإخفاق.
(2) إذا صادف الطفل ما يخيفه يجب علي الأم ألا تساعده علي النسيان حتى لا تصبح مخاوف مدفونة،فبالتفهم والطمأنينة وإجابة الأسئلة التي تُحيِّرهُيستطيع التخلص من مخاوفه.
(3) تربية روح الاستقلال والاعتماد علي النفس في الطفل.. بالتقدير وعدم السخرية وعدم المقارنة.
(4) توفير جوعائلي هادئ ومستقر يشبع حاجاته النفسية.
(5) اتزان وهدوء سلوك الآباء (بلا هلع ولا فزع) في المواقف المختلفة خاصة عند مرضه، أو إصابته بمكروه؛ لتفادي الإيحاء والتقليد والمشاركة.
(6) مساعدته علي مواجهة مواقف الخوف – دون إجبار أو نقد – وتفهمه حقيقة الشيء الذي يخافمنه برقة وحنان.
(7) إبعاده عن مثيرات الخوف (المآتم- الروايات المخيفة– الخرافات– الجن والعفاريت-.. إلخ(8) عدم الإسراف في حثه علي التدين والسلوك القويم بالتخويف من جهنم والشياطين حتى لا يزيد شعوره بالضيق والخوف.
(9) مساعدته علي معرفة الحياة وتفهم ما يجهل، وبث الأمن والطمأنينة في نفسه.
(10) تنشئته علي ممارسة الخبرات السارة كي يعتاد التعامل بثقة وبلاخوف.
(11) عدم قلق الآباء علي الأبناء،والتقليل من التحذير وعدم المبالغة والاستهزاء والحماية الزائدة.
(2) العلاج النفسي بالكشف عن مخاوفه ودوافعه االمكبوتة، وتصحيح مفاهيمه.
(3) العلاج الجماعي بتشجيعه علي الاندماج مع الأطفال وتفاعله الاجتماعي السليم.
(4) علاج مخاوف الوالدين وتحسين الجو المنزلي.
(5) تعاون المدرسة مع الآباء في علاج الأطفال وعدم استعمال التخويف والضرب في المدرسة.
(6) علي الأم أن تعلم ولدها دائما الخشية من الله -عز وجل- حتى يرق قلبه، وتصير التقوى صفة لازمة له، قال تعالي:
{وأما من خاف مقام ربه ونهي النفس عن الهوى. فإن الجنة هي المأوي**
[النازعات: 40- 41].
وقال: {ولمن خاف مقام ربه جنتان**
[الرحمن: 46]
وتعلمه الخوف من المعاصي:قال تعالى:
[الأنعام: 15]
la;ghj hgh’thg ,hg,rhdm lkih>>jhfu,kh lkihjhfu,kh
التأخر الدراسي
التأخر الدراسي مشكلة تربوية اجتماعية يعاني منها التلاميذ، ويشقي بها الآباء في المنازل، والمعلمون في المدارس وهي من أهم المشكلات التي تشغل المهتمين بالتربية والتعليم في العالم؛ لأنها تحدد إمكانيات الدول المادية والبشرية، ويتضح حجم المشكلة إذا عرفنا أن (20) تلميذًا من بين كل(100)تلميذ يعانون من هذه المشكلة.
ويقصد بالتأخر الدراسي قلة التحصيل الدراسي للطفل بالمقارنة بمستوي زملائه.
فالطفل المتأخر دراسيَّا:
هو التلميذ الذي يكون مستوى تحصيله دون مستوي نظرائه ممن هم في مثل سنه، أو يكون مستوي تحصيله أقل من مستوى ذكائه العام.
سمات وخصائص المتأخرين دراسيًا:
أولاً:السمات والخصائص العقلية.
– نقص الذكاء،ويكون أقل من المتوسط.
– عدم القدرةعلي التركيزوالانتباه،وضعف الذاكرة.
– ضعف التفكيرالقائم علي الاستنتاج، واضطراب الفهم.
– القدرةالمحدودة علي التفكير الابتكاري والتحصيل.
– عدم القدرة علي التفكير المجرد واستخدام الرموز.
– الفشل في الانتقال المنظم من فكرة إلي أخري.
– التحصيل بصفةعامة دون المتوسط، وفي مواد خاصة ضعيف.
ثانيًا: السمات والخصائص الجسمية:
– الإجهاد والتوتر والكسل.
– الحركات العصبية والتوتر.
– ضعف الصحةالعامة.
– ضعف الحواس كالسمع والبصر والشم والتذوق.
ثاًلثا: السمات والخصائص الانفعالية:
– العاطفة المضطربة والقلق والخمول والبلادة.
– الاكتئاب وعدم الثبات الانفعالي.
– الشعوربالذنب والشعور بالنقص والفشل والعجز واليأس.
– الغيرة والحقد والخجل.
– الاستغراق في أحلام اليقظة وشرود الذهن والعدوان.
– الانسحاب من المواقف الاجتماعية والانطواء.
رابعا:السمات والخصائص الشخصية والاجتماعية:
– القدرة المحدودة في توجيه الذات، أو التكيف مع المواقف الجديدة أوالمتغيرة.
– الانسحاب من المواقف الاجتماعية، ومن ثم الانطواء والعزلة والسلبية والانحراف.
هناك أسباب تتعلق بالتأخر الدراسي منها ما يتعلق بالطفل، ومنهاما يتعلق بالمدرسة أوالمنزل، بالإضافة إلي وجود أسباب أخري مساعدة لهذه المشكلة.
أولا: الأسباب التي تتعلق بالطفل:
(1) أسباب عقلية:
والمراد منها هوضعف الذكاء العام للطفل، والذي يعد من أقوي الأسباب في التأخر الدراسي.
(2) أسباب جسمية:
والمراد منها هو اضطرابات النمو الجسمي، وضعف البنية والصحة العامة،والأمراض الطفيلية المزمنة، واضطرابات إفرازات الغدد، والعاهات الجسمية كطول البصروقصره وعمي الألوان،بالإضافة إلي حالات الاضطراب التي تصيب اللسان وأجهزة الكلام،مما يسبب صعوبة النطق.
كشدة الحياء، والقلق وعدم الاستقرار.
ثانيًا: الأسباب التي تتعلق بالمدرسة:
– سوء توزيع التلاميذ في الفصول وعدم مراعاة التناسق والتجانس أثناء توزيعهم.
– عدم الانتظام في الدراسة،وذلك بتكرارالغياب والتأخر.
– كثرة تنقلات المعلمين وعدم استقرارهم.
– الإدارة الدكتاتورية والتنظيم السيئ بالمدرسة.
– طريقة التدريس والمناهج التي لاتتمشى مع أهداف التربية الحديثة، وعدم إدراك الفروق الفردية بين التلاميذ.
ثالثا: الأسباب التي تتعلق بالمنزل، ومنها:
– المستوي الاقتصادي الذي يلعب دورًا خطيرًا في عملية التأخر الدراسي أوعدمه.
– المستوي الثقافي كأن يكون الطفل مثلا في بيئة لا تهتم بالتعليم، مع عدم توفر الجو المناسب له عندالمذاكرة.
– الجوالمنزلي: والمقصود منه كثرة المشاحنات والخلافات داخل الحياةالمنزلية، أواستبداد الآباء والتفريق بين الأبناء في المعاملة، أو قسوة زوج الأم أو زوجة الأب، أو التدليل أو الإهمال، أو العقاب المستمر، أو الابتعاد عن غرس القيم الدينية.
كل هذا يسبب القلق والاضطرابات للطفل مما يؤثر علي حياته، ويكون نتيجةذلك تأخرهالدراسي.
رابعًا: العوامل المساعدة للتأخر الدراسي:
هناك بعض العوامل التي تسهم في تأخر الطفل دراسيًا وذلك:
كفقدان التوازن العاطفي، وانحطاط المستوي الثقافي في المنزل، وعدم المواظبة علي الحضورفي المدرسة، والفقر المادي في المنزل.
1- دورالمدرسة:
للمدرسة دور كبير في التغلب علي مشكلة التأخر الدراسي وذلك عن طريق:
– الاهتمام بالفروق الفردية.
– التقليل من عدد التلاميذ في الفصول ذات المستوي العلمي الضعيف مع زيادةعددالمعلمين.
– الاهتمام بالتوجيه التربوي والمزيد من الإعداد الجيد للمعلم.
– محاولة تضييق الفجوة بين الدراسة النظرية وواقع المجتمعات.
– الاهتمام بالنواحي الاجتماعية وحلما يواجه الأطفال الذين يعانون من التأخر الدراسي من مشكلات.
– الاهتمام بالمناهج الدراسية، وطرق التدريس، ووسائل الإيضاح التعليمية.
– الاهتمام بالنواحي الصحية للتلاميذ،وعمل فحوص دورية لهم.
– أن تهيئ المدرسة الجو المدرسي الصالح وفق حاجاتهم ورغباتهم وميولهم وزيادة ألوان النشاط المحبب إليهم.
– أن يسمح للأطفال بممارسة ألوان النشاط والحركة داخل الفصل، وبفناء المدرسة، وسط الهواء الطلق والشمس الساطعة في بعض الأوقات، مع تزويدهم ببعض الألعاب التعليمية الهادفة.
– ويختلف علاج التأخر الدراسي باختلاف السبب، فإذا كان السبب ضعف حيوية الطفل فإنه يعرض علي طبيب المدرسة أو الوحدة العلاجية.
وإذا كان السبب هو ضعف البصر، يعرض علي الطبيب المختص، ويجلس الطفل قريبا من السبورة.
أما إذا كان التأخر بسبب انحرافات مزاجية وعوامل نفسية، فيستعان بالعيادات النفسية،ويفضل وجود مرشد وموجه نفسي في كل مدرسة يعاون المعلمين.
– وهناك حالات يكون سببها المعلم،نتيجة طريقته في التدريس، أو قسوته، أو الازدحام في الفصل، مما يؤدي إلي عدم استفادة الأطفال منه، لذلك عليه أن يطور من طرق تدريسه، وأن يفهم نفسيات ومشكلات التلاميذ، وأن يعد لكل منهم بطاقات تبين حالاتهم ومشاكلهم، ويبين العلاج الذي يناسبهم.
وفي بعض الحالات يفضل عمل مجموعات دراسية لهؤلاء التلاميذ لتعويض مافاتهم بسبب المرض أوالغياب.
2– دورالأسرة:
أما عن دور الأم والأسرة في علاج التأخر الدراسي فيجب مراعاة مايلي:
– العمل علي تنمية ذكاء الطفل.
– الاهتمام بتغذيته جيدًا.
– العمل علي تخليص الطفل مما يعانيه من اضطرابات نفسية، وتصحيح علاقته بالمجتمع والناس من حوله.
– العمل علي تنقية الجو الأسري الذي يعيش فيه من الخلافات والمشاحنات، وتنمية إحساسه بالأمان والاستقرار.
– متابعة الطفل من خلال زيارته بالمدرسة، والاطلاع علي كتبه وكراساته، والوقوف علي مستواه الدراسي.
– العمل علي ترغيب الطفل في المدرسة والدراسة.
العدوان
والعدوانهو القيامبأفعال عدوانيةنحو الآخرين، وما يعادلها من عداء معنوي، وهو محاولة تخريب ممتلكاتالآخرين. كما أنه ضرب منالسلوك الاجتماعي غير السوي يهدف إلي تحقيق رغبة صاحبه فيالسيطرة.
فالعدوانسلوك مرضي موجه للإيذاء والإيلام وإلحاق الضرر، وإذانظرناإليه من الجانبالإيجابي نجده وسيلة لأن يثبت الطفل فيه ذاته، ويعتبر تعويضًا عنالإحباط الذي يعانيه الشخصالمعتدي.
والعدوانيأخذ أشكالا شتي، وتأثيره قد يكونسلبيّا، وقد يكون إيجابيّا، فالعدوان السلبي يكون موجها نحو الذات (نحوالطفلنفسه)، ويكون الطفلعندئذ عنيدًا وغير متعاون، بخلاف العدوان الإيجابي، فهو يتمثلفي الاعتداء علي الآخرينأو تدمير ممتلكاتهم.
أماالعدوان من حيث القوة، فقديكون سافرًا أو مكبوتًا، فالسافر ينصب مباشرة علي المنافس، ويتخذأشكالاً متفاوتةالخطورة (كالاعتداء، والمشاجرة، وكلمات التحقير… إلخ)
أما العدوان المكبوتفتختفي فيه النزعة العدوانية في اللاشعور، وقد يعبر عنها بأساليبغيرمباشرة.
والعدوانمن حيث شكل التعبير قد يكون ماديَّا، وقد يكون لفظيّا، فالماديهو الاعتداء علي الآخرينباليد وما شابه ذلك، أو بتدمير ممتلكاتهم، أما العدواناللفظي فيكون بتوجيه الألفاظ الخارجة، مثل السباب،والتهكم، والسخريةوالمشاجرة.
وتبدوملامح هذه المشاجرة بين الأطفال عندما يقوم أحدهم بتعطيلأوتخريب لعبة زميله، أوالسيطرة عليها، وهي تكثر بين الذكور، بينما تتسم مشاجرةالطفلة مع الطفلة بالشكل اللفظي والاعتراض الكلامي،وذلك لنمو قدرتها اللغوية فيالتعبير عن مشاعر غضبها وقلقها.
العوامل التي تسبب العدوان:
هناكعوامل عديدةتؤدي إليالعدوان منها:
– فقدان الشعور بالأمن نتيجةالحرمان والإحباط.
– تهديد وامتهان الذاتوفقدان الاعتبار.
– المشكلاتالأسرية.
– التشوهاتالخِلْقية.
– الحماية الزائدة والتدليلالزائد.
– ثورة وعصبية الأب لأتفهالأسباب.
– غياب أو ندرة فرصالتعبير.
– غياب الحرية أوتقييدها.
– غيابالسلطة الضابطة أواضطرابها.
– تغير السلطة الضابطة أوتعددها.
– تنميةالبوادر العدوانيةبإهمالها؛ أو التكاسل عن علاجها.
– الكراهية الشديدةأوالغيرة.
– التربية الخاطئة والتعليمالمغلوط.
أساليبالكشف عنالعدوان:
يمكنالتعرف علي الميول العدوانية عند الطفل من خلال الأساليبالتالية:
– ملاحظة الطفل أثناء لعبهبالعرائس والدمى، ومن خلال رسوماته.
– منخلال القصص التي يقصهاالطفل استجابة لسلسلة من الصور التي تعرض عليه.
– صورالتعبير عنالعدوان وهي كثيرة منها ما يكون بالوجه، أو باليد، أو بالقدم،أوباللسان، أو بالتمردوالعصيان، أو بالعناد والتحدي، أو بالفشل في الدراسة، أوبالخيانة.
العواملالمؤثرة في السلوك العدواني:
هناكعوامل كثيرة تؤثر فيالسلوك العدواني، منها: ما يعود إلي الطفل نفسه وذلك من خلال سنه، أوأصدقائه، أوذكائه، أوتعليمه، أو مستواه المعيشي وتكوينه النفسي والاجتماعي، ومنها ما يعود إليالأسرة من خلال عملالوالدين وانشغالهما، بالإضافة إلي العلاقات الأسريةالهشة،ومنها عوامل خارجيةكوسائل الإعلام المختلفة.
وقد يظهرالعدوان إذا غابت الأم،وخاف الطفل فيصيح ليعبر عن ذاته ووجوده، والطفل يكثر الكلام ليعلن عنوجوده، ويلفتالنظر إليه،كما أن العدوان نوع من تحقيق القدرة وتأكيد الذات، وهي خاصية إنسانيةيحتاج إليها الإنسان،وعدمها يعرضه للفشل في تحقيق وجوده وإمكانياته.
وقد يكونالعدوان تدريبا للطفل ليكون مستعدَّا في الوقت المناسب للدفاع عن بقائهووجوده،وتأكيد ذاته، وقديكون العدوان كنوع من المقاومة للحقيقة، مثل مقاومة الشخص لكشفحقيقة نزعاته ومواقفهالسلبية، وتكون المقاومة في شكل عدواني سافر، وقد يرجعالعدوان إلي الحاجة إلي الحرية، فالصغار يثورون طلبًاللحرية، ويستخدمون في ذلكالعناد والمخالفة ورفض الطعام والتخريب …. إلخ.
كما يلاحظأيضا أن مشاهدةالأطفالللعنف في وسائل الإعلام يؤثر بشكل كبير علي سلوك الأطفال.
والطفل الذييشعر بتقبل والديه له ينجح في التكيف مع بيئته، بخلاف الطفل الذي لايشعر بتقبلوالديه له،فإنه يميل إلي العدوانية، أي أن اتجاه التقبل الوالدي يرتبطبالعدوانيةارتباطًاسالبًا، كما أن اتجاه التفرقة الوالدي يرتبط بالعدوانية ارتباطًاموجبًا.
علاج مشكلةالعدوان:
علي الأممعرفة الأسباب الحقيقية التي تؤدي إليخلق السلوك العدواني لدي الأطفال، وعليها تعليمهم موقف الإسلام من هذاالسلوكالمرفوض، فالاسلاميحرم العدوان بجميع أشكاله، وليس أدل علي ذلك من قولهتعالي: {وَلا تَعْتَدُوا إِنَّالله لا يُحِبُّ المُعْتَدِين** [البقرة: 190]. كما حرم كلأشكال التعاون في هذاالأمر الأثيم، قال تعالي: {وتعاونوا علي البر والتقوىولاتعاونوا علي الإثموالعدوان**[المائدة: 2]. وعليها أن تعلم أولادها حبالآخرين،لقوله (: (لا يؤمنأحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) [متفق عليه]. وتدربهم عليالعطاء وتساعدهم علي منحالهدايا، قال ( (تهادوا تحابوا) [أبو يعلي]. وغير ذلك منالأخلاق التي تضاد السلوكالعدواني لدي الصغار وتبغضهم فيه.
الى اللقاء مع مشكله جديدة
الكذب داء خطير إذا استشرى في المجتمع، ترك أثرًا مدمرًا عليه. لذلك اعتبره الإسلام من صفات المنافقين، قال رسول الله (: "أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن؛ كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا ائتمن خان، وإذا حدّث كذب،وإذا عاهد غَدَر، وإذاخاصم فَجَر"
[متفق عليه].
والكذب سلوك مكتسب، وليس سلوكًا موروثًا، وهو عند الأطفال أنواع مختلفة تختلف باختلاف الأسباب الدافعة إليه، ومن هذه الأنواع:
الكذب الخيالي:
الطفل الصغيرلا يميز بين الحقيقة والخيال، ومن هنا فإن كلامه يكون قريبًا من اللعب،فيتحدث وكأنه يلعب ويتسلى، ويكون حديثه نوعًا من التعبير عن أحلام طفولته أومايطلق عليه (أحلام اليقظة) التي تعبر عن رغباته وأمنياته التي يصعب التعبير عنها في الواقع.
وهذا النوع من الخيال لا يعتبر كذبًا، ولا ينذر بانحراف سلوكي أو اضطراب نفسي، وقد يلفق طفل عمره أربع سنوات قصة خيالية، حيث تختلط الأفكار عنده فلا يفرق بين الصواب والخطأ، أوالحقيقة والخيال.. هذه القصة يجب ألا ينظر إليها علي أنها كذب مما نتعارف عليه، حيث إن خياله قادر علي أن يجعل من الأوهام حقيقة واقعة.
الكذب الادعائي:
قد يعاني الطفل من الشعور بالنقص مما يدفعه إلي محاولة التغلب علي ذلك بالكذب، فيبالغ في حديثه عن الأشياء التي يملكها، وفي حديثه عن صفاته وصفات أفراد أسرته، وذلك قد يحقق له مكانة وقيمة وسط زملائه.
مثال ذلك: أن يدعي الطفل أن عنده لعبة كبيرة، ويأخذ في وصفها وحجمها بشيء من التهويل، كما أنه يلجأ إلي الادعاء والمباهاة بما يملك من اللعب، وهذا النوع من الكذب لا ضررمنه،وقد تراه الأم بشكل متكرر في حديث طفلها، كما يلجأ إليه لجذب انتباه الأم وأفرادالأسرة، فيدعي المرض، ليحصل علي درجة كافية من عطف أبويه.
الكذب خوفًا من العقاب: وهذا أكثرأنواع الكذب انتشارًا، وقد يلجأ إليه الأطفال من وقت لآخر خوفًا من العقاب، فقد يكسر الطفل لعبة أخته بطريق الخطأ،فإذا ما سئل عن ذلك أنكر وقوع الحادثة بأكملها، ومن الخطأ في مثل هذه الحالات أن نقسو علي الطفل لأن ذلك لن يحمله علي الاعتراف بأخطائه، أمّا إذا أردنا أن يعترف الطفل بأخطائه فيجب أن نساعده علي ذلك،فيمكن أن تقول له الأم مثلا: لقد كُسرت اللعبة… تري ماذا حدث لها؟مثل هذه العبارة تساعد الطفل أن يعترف ببساطة: أنا كسرتها. إني آسف.. وذلك بدلا من أن تخاطبه فتقول له عبارة: أنت الذي كسرت هذه اللعبة، اعترف أيها الشقي؟!
وعندمايعترف الطفل بقيامه بخطأ ما، فلا ينبغي أن يُعاقب عقابًا قاسيًا، حتى لاندفعهُ إلي الكذب في المرة القادمة.
كذب الانتقام والكراهية:
يكذب الطفل في هذه الحالة لإسقاط اللوم علي شخص ما يكرهه أو يغار منه، ويكون الكذب في هذه الحالة تنفيسًا عن الكراهية المكبوتة في نفس الطفل ضد من يكرهه.
مثلا: الطفل الذي يغار من أخيه غيرة شديدة، قد تدفعه الغيرة إلي تصور أن ضررًا كبيرًاقد حدث لأخيه لمجرد أنَّه وقع وهو يجري مثلا، عندئذ قد يجري إلي أمه وهو يحمل إليها قصة خيالية،بأن أخيه قدجرح جرحًاشديدًا وسال دمه وأُغمي عليه.
عندما تكتشف الأم مثل هذه المبالغات،فلا تُعاقب الطفل أو تصفه بالكذب، بل يكفي أن تقول له: أنت تخشي عليه إلي هذه الدرجة؟ الحمد لله أنه لم يصب بالشكل الذي وصفته، إنه مجرد جرح بسيط،والآن ساعدني علي تنظيف مكان الإصابة وتطهيره.
وهذا النوع من الكذب خطر علي الصحة النفسية للطفل، وقد يكون أحد أعراض حالة نفسية مرضية.
الكذب التقليدي:
يتعلم الأطفال الكثير من الأشياء عن طريق ملاحظتهم للكبار وخاصة الوالدين، فالقدوة وسيلة تربوية مؤثرة، وعلي الأم ألا تكذب علي أطفالها بحجة إسكاتهم عن البكاء، ولقد حذر الرسول ( المربين من الكذب أمام أطفالهم ولو بقصد الإلهاء أو الترغيب، فعن عبد الله بنعامر –رضي الله عنه- قال: دعتني أمي يومًا، ورسول الله ( قاعد في بيتنا، فقالت: ها تعال أعطيك. فقال لها رسول الله (: (وما أردت أن تعطيه؟) قالت أعطيه تمرًا، فقال لهارسول الله (: (أما إنك لو لم تعطيه شيئًا كُتبت عليك كذبة)
[أبو داود].
وكثيرًاما يخدع الآباء الأطفال فيكذبون عليهم في كثير من الأمور، ومن ثم يقلد الأطفال الآباء، ويلجئون إلي نفس السلوك في حياتهم.
مثال ذلك: أن تَعِد الأم الطفل بأنها ستأخذه ليزور أخواله ثم يخرج معها فيفاجأ بأنها ذهبت إلي الطبيب، أو أن يأتي شخص ما ليسأل عن الوالد فتقول الأم بأنه غير موجود، بينما هو جالس أمام طفله ولذا يعرف (بالكذب الإيحائي).
الكذب المزمن:
ويندفع الطفل إليه بطريقة غير شعورية… ويكون الكذب عادة تلازمه في أغلب مواقفه.
والطفل الذي يلجأ إلي هذا النوع من الكذب غالبًا ما يكون فاشلا في حياته المدرسية، يعاني من عدم القبول من الأسرة والزملاء،لاتصافه بالكذب، ورغبة منه في تحقيق ذاته وسد الشعور بالنقص الذي يعاني منه، فقد يلجأ إلي السرقة،لتحقيق نوعا من النجاح.
علاج الكذب:
إذا أردنا أن نعالج كذب الأطفال، فيجب دراسة كل حالة علي حدة، ومعرفة الدافع إلي الكذب، ومن الأهمية أن يكون عُمر الطفل موضوعا في الاعتبار، فإذا كان عمره أقل من أربع سنوات، فعلي الأم ألا تنزعج مما يصوره له خياله، وتسارع إلي مساعدته ليدرك الفرق بين الواقع والخيال.
ويجب علي الأم أن تكون قدوة يحتذي بها الطفل، فلا تقول إلا الصدق،ولاتكذب عليه حتى لا يتعلم الكذب فيكون كذابًا.
وعلي الأم وأفراد الأسرة إشباع حاجات الطفل النفسية، وتبصرته بأهمية الأمانة والصدق فيما نقوله ونفعله، ونشجعه علي ذلك.
علي الأم قبل أي شيء خلق جو من الطمأنينة والثقة بينها وبين طفلها، وأن تشجعه علي الصدق، بل وتكافئه علي ذلك.
ولا شك أن الكذب لا يمكن أن يتسلل إلي أسرة تتسم كلها بالصدق، والخطر كل الخطر أن يقوم الكبار بصفة مستمرة ويوميَّا بقول الأكاذيب علي مسمع من الأطفال.
وعلي الأم أن تراعي بعض الأمور التي تساعدها في غرس قيمة الصدق عند طفلها فمثلا:
عليها ألا تأمر طفلها بإخفاء شيء ما عن أبيه؛بحجة أن الأب عصبي، وأن عقابه سيكون شديدًا.
ألا تعوِّ د ابنها علي الكذب، كأن تقول له: إذا اتصلت السيدة فلانة بي، فقل لها أنا لست موجودة، فليس لدي الوقت لمحادثتها.
ألا تُعلِّم طفلها الكذب علي مدرسيه، كأن تصحبه لنزهة، وتطلب منه أن يخبر المدرس أنه كان مريضًا.
***
الى اللقاء مع المشكله القادمه
تعتبر حاجة الطفل إلي النوم حاجة طبيعية؛ ففي الشهر الأول ينام الطفل عشرين ساعة تقريبًا، ثم ينخفض مايحتاجه من ساعات النوم، فتصل إلي (16) ساعة أو أقل في نهاية الشهور الستة الأولي،ثم تنقص تدريجيًا إلي (12) ساعة في سن الرابعة، وإلي ما يقرب من تسع أو عشر ساعات في دور المراهقة ثم إلي ما يقرب من ثماني ساعات فيما بعد.
ويتوقف عدد ساعات النوم عند الإنسان علي حالته الجسمية من حيث الصحة العامة والتغذية، وحالته النفسية من حيث الهدوء والاضطراب، وكذلك الظروف التي ينام فيها الفرد من تهوية ورطوبة شديدة، وما إلي ذلك.
وفي أحيان كثيرة يضطرب نوم الطفل ويقل، ومن مظاهر قلةالنوم: الانقباض، ونوبات الغضب، والكسل، وضعف القدرة علي التركيز، وانعدام الاستقرار، وفقدان التوازن الحركي، وازدياد الحالات العصبية لدي الأطفال في الأيام التي لا ينامون فيها نومًا كافيًا؛ كالتهتهة، ومص الأصابع، وقرض الأظافر.
أسباب عدم النوم عند الأطفال هي:
أسباب غير مرضية: كوجود حشرات بالغرفة كالبعوض والبراغيث، أو إضاءة الغرفة بنور وهّاج ينبه أعصاب الطفل، فيمنع نومه، أو يكون الغطاء ثقيلا في الصيف أو خفيفًا في الشتاء، أو أن تكون الملابس ضاغطة علي جسم الطفل، وخصوصًا حزام البطن واللفة، أو أن يكون الطفل جوعان، أو أن يكون قد تبول أوتبرز ولم يتم تغيير ملابسه.
أسباب انفعالية: كفقدان الطفل للشعور بالأمن، أواختفاء شخص عزيز عليه، أو إجبار الطفل علي النوم، والإسراع في قطع حالات سرور الطفل إذا حانت ساعة النوم.
أسباب مرضية: كسوء الهضم أو الإمساك أو الإفراط في الأكل قبل النوم، أو اضطراب الغدة الدرقية أو وجود ديدان.
وهناك مشكلات أخري عديدة تتعلق بنوم الطفل، ومن أبرزها:
– نقص قدرة الطفل علي الانتقال من حالة اليقظة إلي حالة النوم إلا بمساعدة خارجية، كأن تحمله الأم علي كتفها، أو تهزه، أو تنام بجانبه حتى يستسلم للنوم، أو أن يضع الطفل أصابعه في فمه.
– إقلاق الطفل أثناءنومه لأسباب تافهة كمداعبته، أو لكي يراه الضيوف.
– كثرة طلبات الطفل عند النوم كالأكل، أو اللعب، أو التدليل.
الأم وعلاج اضطرابات النوم:
– أن تتجنب جعل النوم نوعًا من العقاب، فالتهديد بالنوم مبكرًا يخلق مشاعر سلبية لدي الطفل.
– أن يكون موقف الأم نحو نوم الطفل موقفًا طبيعيًا هادئًا.
– أن لا تقلق ولا تتوترإذا رفض الطفل الذهاب إلي النوم.
– أن تراعي حالة الطفل قبل نومه؛ فيكون هادئًامسرورًا، وليس من الحكمة مفاجأة الطفل بمنعه من اللعب ثم إرساله إلي النوم، بل يحسن إنذار الطفل وإعطاؤه مهلة كافية لذلك.
– أن تلتزم بنظام معين للنوم حتى يعتادالطفل عليه.
– أن تحرص علي أن يتعود الطفل في سرير مستقل، وبصفة عامة يجب ألاينام الطفل في غرفة والديه بعد عمر السنة والنصف، لأن ذلك قد يسبب له حالة من الاضطراب النفسي.
– أن تحرص علي قراءة قصة لطفلها قبل النوم، وأن تكون القصة خفيفة وأحداثها هادئة، وبعيدة كل البعد عن الإثارة والخوف، بحيث تساعد الطفل علي الاستسلام للنوم.
– أن تستوثق من أن الطفل لا يعاني من أية صعوبات في الهضم أوأصيب بأية حالة مرضية.
– عدم تخويف الطفل لإجباره علي النوم أو لمواصلة النومإذا استيقظ ليلا. حيث نجد بعض الأمهات يخوفن أطفالهن في هذا الصدد بالعفاريت أوالقطط أو غير ذلك.
الى اللقاء مع المشكلة القادمه
يقلق كثير من الأمهات عندما يجدن أولادهن قد تجاوزوا الرابعة ولا يستطيعون السيطرة علي عملية التبول. ويستطيع الطفل التحكم في عملية التبول النهاري في الشهر الثامن عشر، أما التحكم في عملية التبول الليلي فيستطيع الطفل السيطرة عليها -عادة- في المدة التي تقع بين منتصف العام الثالث ونهايته (2.5- 3 سنوات).
وتعتبر عملية التبول اللاإرادي عند الطفل شيئًا طبيعيَّا حتى سن الثالثة من عمره، وعندما يتجاوز الطفل هذه السن فإنها تصبح مشكلة يجب معالجتها.
أسباب التبول اللاإرادي: وهي أسباب عضوية، وأسباب نفسية:
1- الأسباب العضوية ومنها:
– أمراض الجهاز البولي: مثل التهاب المثانة البولية، أوالتهاب قناة مجري البول الخارجية.
– تضخم اللوزتين ووجود زوائد خلف الأنف.
– اضطراب الجهاز العصبي أو حساسيته.
– الإمساك المزمن وسوء الهضم.
– نقص كمية السوائل بالجسم، مما يؤدي إلي تركيز البول وارتفاع نسبة الحموضة فيه.
– الضعف العقلي أو البله الشديد عند الطفل.
2- الأسباب النفسية ومنها:
– عدم إحساس الطفل بالأمن بسبب معاملته في البيت أو المدرسة، أو نتيجة لظروف بيئية مضطربة يعيشها الطفل، أو إحساسه بالخوف من الحيوانات، أو من الحكايات والقصص المزعجة.
– شعور الطفل بالغيرة الشديدة، فيلجأ إلي هذه العملية كوسيلة لجذب الانتباه.
– القسوة الشديدة في معاملة الطفل.
– حرمان الطفل من العطف والحنان، فيجعل من التبول حيلة لا شعورية تساعده علي تحقيق ما تعوده من الأم من الاهتمام الشديد بجميع طلباته.
ومن الأسباب الأخرى:
تقصير الأمهات في إكساب أطفالهن العادات الحسنة وإبعادهم عن العادات السيئة، وعدم اكتراثهن بالتبول اللاإرادي للطفل.
علاج التبول اللاإرادي:
– يمكن علاج التبول اللاإرادي ببعض الأمور، منها:
– فحص الطفل فحصًا طبيًا شاملا، فإذا كان السبب عضويَّا، فيجب علاجه علي الفور.
– استبعاد السوائل من طعام الطفل في المساء، ومنع الأطعمة كثيرة التوابل.
– تدريب الطفل علي العادات السليمة وكيفية التحكم في عملية التبول.
– عدم توبيخ الطفل أوالسخرية منه أمام أقرانه وزملائه، لأن ذلك يسبب للطفل إحباطًا نفسيًا، وألا تلجأالأم والمربي في المنزل والمعلم في المدرسة إلي أي عقاب أو تقريع أدبي، بل يجب ألا نجعل الطفل يشعر بأن ما يفعله جريمة أو غلطة كبيرة، لأن ذلك سوف يؤدي إلي تدهورحالته.
– أن تقوم الأمهات بجولات تفتيشية خلال الليل حتى يستطعن الوقوف علي الميعاد الذي يقع فيه التبول، فإذا وقفن علي الميعاد، وجب عليهن أن يوقظن الطفل،وينبهنه للذهاب إلي دورة المياه.
– تشجيع الطفل بكافة الوسائل علي الامتناع عن التبول اللاإرادي.
وعمومًا علي الأمهات أن يسرعن بمعالجة التبول اللاإرادي؛ لأن هناك مشكلات أخري تتعلق به، وتصاحبه العديد من الأعراض النفسية والتي تنتج عن الشعور بالنقص وضعف الثقة بالنفس، وهذه الأعراض تظهر بصور مختلفة منها: الفشل الدراسي، والخجل، والشعور بالمذلة، والميل إلي الانزواء، أو التهتهة، أو أن تكون الأعراض تعويضية: كالعناد والتخريب، والميل إلي الانتقام، وكثرة النقد، وسرعة الغضب، كما يصاحب التبول اللاإرادي في كثير من الحالات: النوم المضطرب أو الأحلام المزعجة، أو الفزع الليلي.
من الأشياء التي تؤرق الأم أمراض الكلام التي قد تصيب طفلها، والتي يمكن أن تؤثر علي شخصيته وتهدد مستقبله.
ومن أهم أمراض الكلام عند الأطفال:
– تأخر الطفل في الكلام وقلة عدد الكلمات التي ينطق بها.
– الحبسة (أي احتباس الكلام) وعدم القدرة علي التكلم.
– الكلام الطفولي والكلام التشنجي.
– الإبدال مثل الثأثأة، والعيوب الصوتية.
– عيوب طلاقة اللسان والتعبير مثل اللجلجة والتهتهة.
– السرعة الزائدة في الكلام ومايصاحبها من إدغام وخلط وحذف.
– عيوب النطق والكلام مثل الخمخمة (الخنف) كنتيجة لتشوه خلقي في سقف الحلق.
– الفقدان الهستيري للصوت وفقدان القدرة علي الكلام نتيجة الخوف من بعض المواقف الصعبة.
وهذه الأعراض كلها قد يصاحبها أعراض حركية،مثل: تحريك الكتفين أو اليدين أو الضغط بالقدمين علي الأرض وارتعاش رموش العينين والجفون وإخراج اللسان والميل بالرأس إلي الأمام أو إلي أي اتجاه، كما قد يصاحبها الأعراض النفسية مثل القلق وعدم الثقة في النفس والخجل والانطواء وسوءالتوافق.
وهناك مجموعة من العوامل تمهد لظهور صعوبات النطق بعضها عضوي، وبعضها نفسي، وبعضها يرجع إلي الوراثة، وبعضها يرجع إلي التقليد والبيئة.
أولاً: الأسباب العضوية:
– اضطراب الأعصاب المتحكمة في الكلام.
– إصابة المراكزالكلامية في المخ بتلف أو نزيف أو ورم.
– اختلال الجهاز العصبي المركزي المتحكم في عملية الكلام.
– عيوب الجهاز الكلامي (الحنك واللسان والأسنان والشفتين والفكين).
– عيوب الجهاز السمعي حيث تجعل الطفل عاجزًا عن التقاط الأصوات الصحيحة للكلمات مما يؤثر بالتالي علي طريقة نطقها فيما بعد.
ثانيًا: الأسباب النفسية:
وهي من أكثر العوامل التي تسبب مشكلات الكلام، وتتركز في:
– التوترالنفسي المصاحب للقلق وعدم الشعور بالأمن والطمأنينة.
– الصراع، والقلق، والخوف المكبوت، والصدمات الانفعالية.
– الشعور بالنقص وعدم الكفاءة.
– قلق الآباءعلي قدرة الطفل علي الكلام.
– الرعاية الزائدة أو التدليل الزائد.
– المبالغة في حرمان الطفل من الحنان وجوعه العاطفي يؤديان إلي النتيجة نفسها.
ثالثًا: الأسباب البيئية:
ترجع عيوب النطق إلي ظروف بيئية مثل:
– تقليد الطفل للكلام المضطرب والنطق غير السليم من قبل الآباء والأمهات.
– تأخر نمو الطفل بصفة عامة أو ضعفه عقليا.
– تعدد اللغات التي يتعلمها الطفل في وقت واحد.
– الكسل والاعتماد الزائد علي الآخرين.
– المشاكل العائلية وتصدع الأسرة.
– سوء التوافق المدرسي أو الاجتماعي.
– التغير المفاجئ في بيئة الطفل؛ كولادة أخ له،أو الالتحاق برياض الأطفال.
أمراض الكلام:
اللجلجة: وهي من العيوب الكلامية الشائعة عند الأطفال والكبار علي السواء، وأسبابها معقدة، ولكن يعد الشعور بالقلق النفسي من أكثر العوامل التي تؤدي إلي ظهور هذا العيب، فالطفل القلق نفسيا يكون متوترًا في المواقف المختلفة، ولذلك قد يتلعثم ويتلكأ في إخراج الكلام بالصورة التامة المطلوبة، وذلك كنتيجة لشدة تخوفه من المواقف التي يخشى مواجهتها.
اللثغ (التكلم بأسلوب غير ناضج): قد يستمر الطفل في التكلم بأسلوب طفولي كنوع من المحاكاة في تقليد أخيه أو أمه، وكذلك قد تحدث هذه الظاهرة عندما يفقد الطفل أسنان الفك قبل ظهور الأسنان الدائمة.
وهذا العيب أكثر العيوب انتشارًا في أطفال ما قبل المدرسة، وغالبية الحالات التي تعاني من اللثغ ترجع إلي أن الكبار ينطقون الكلمات أمام أطفالهم بصورة غير سليمة علي سبيل المداعبة، فيواصل الطفل الكلام بهذه الطريقة الطفولية معتقدًا أن يلقي استحسانًا من الآخرين، لأنه خفيف الظل.
ولما كان الأطفال الذين يظهر لديهم هذا العيب يتعرضون إلي قدر كبير من السخرية، فإن من يعانون منه لأسباب غير عضوية يتغلبون عليه مبكرا قبل دخول المدرسة، أما اللثغ المستمر وعدم المقدرة علي نطق حروف الكلمات بصورة صحيحة، فقد يكون نتيجة للإصابةبصمم جزئي، أو خطأ خلقِي، وإذا حدث ذلك فإن الطفل يصبح في حاجة للعلاج الطبي قبل بدء حياته.
العي: ويعجز فيها الطفل عن النطق بأول كلمة، والسبب يرجع إلي توترالعضلات الصوتية وجمودها، والطفل يبذل مجهودًا كبيرًا حتى يتمكن من نطق أول كلمة في الجملة، لكنه بعد أن يتمكن من ذلك يندفع في كلامه كالسيل حتى تنتهي الجملة، ثم يعودإلي نفس الصعوبة عند بدء الجملة الثانية، وأغلب حالات العي سببها نفسي، وإن كان بعضها تصاحبه أمراض جسمية كاضطرابات الجهاز التنفسي، أو تضخم اللوزتين وغيرذلك.
وتبدأ الحالة في البداية علي شكل لجلجة وحركات ارتعاشية متكررة تدل علي معاناة الطفل من اضطرابات انفعالية واضحة.
والطفل الذي يصاب بالعي تظهر عليه المعاناة والضغط علي الشفتين وتحريك الكفين أو اليدين أو الضغط بالقدمين علي الأرض أو التحرك يمينًا ويسارًا، أو القيام بحركات هستيرية في رموش وجفون العينين.
مضغ الكلام: ويرجع لقلة نشاط الشفتين أو اللسان أو الفك لسبب أو لآخر، فقد يكون السبب عضويا، كعدم نضج وتطور جهاز النطق، أو شلل في أعضاء الصوت أو بعض العضلات خاصة عضلات اللسان.
وقد يرجع هذا العيب لأسباب انفعالية حيث يندفع الطفل في نطق الكلمات بدون وضوح.
عدم الترتيب والتشوش: وذلك بأن يكون كلام الطفل سريعًامشوشًا وغير مرتب، وكثيرًا ما يخلط بينه وبين التهتهة، والفرق بينهما أن هذا العيب يمكن التغلب عليه إذا انتبه الطفل لكلامه، وكان يقظًا لما يقول، أما التهتهة فإن الطفل تسوء حالته أكثر إذا اهتم الطفل بكلامه.
ويوجد هذا العيب أساسًا لدي الأطفال الذين تأخر تطورهم اللغوي.
العلاج: ينبغي علي الأم أن تبحث عن السبب وراء اضطرابات النطق عند الطفل، وعليها أن تتحلى بالصبر، وتتخلى عن القلق، فإن هي تعجلت شفاء طفلها، فإن المرض قد يستمر طويلا، أو قد يفشل العلاج.
– وفي البدايةعليها أن تتأكد من أن طفلها لا يعاني من أمراض عضوية، وذلك بأن تذهب به إلي طبيب متخصص ليقوم بفحص الطفل، وتصحيح ما قد يوجد من خلل في الجهاز العصبي وجهاز الكلام والجهاز السمعي، وكل النواحي العضوية التي تتصل بإخراج الصوت.
– فحص الطفل نفسيَّا، أو العلاج النفسي للكشف عن الصراعات الانفعالية، وإعادة الاتزان الانفعالي والعاطفي للطفل، وتقليل اتجاه الخجل والارتباك والانسحاب عنده، والتي تؤثر علي شخصيته، وتزيد من أخطائه واضطراباته الكلامية.
– إحاطة الطفل بجو من الدفء العاطفي والمحبة وتحقيق أمن الطفل بكافة الوسائل.
– العلاج الجماعي، والعلاج باللعب وتشجيع النشاط الجسمي والعقلي.
– علاج الطفل عن طريق الاسترخاء الكلامي والتمرينات الإيقاعية في الكلام والتدرج من الكلمات والمواقف السهلة إلي الصعبة،وتدريب اللسان والشفتين والحلق، وتمرينات البلع؛ وذلك لتقوية عضلات الجهاز الكلامي،وتمرينات التنفس… وبصفة عامة تدريب الطفل المريض لتقوية عضلات النطق والجهازالكلامي.