تخطى إلى المحتوى

لا تقولي أتمنى بل قولي أرجو

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كثير ما نستخدم ألفاظ نعتقد أنها صحيحة لما نهدف إليه …
ومن هذه الألفاظ لفظتي ( الرجاء و التمني ) ..
كثيرا ما نقول ( ط£طھظ…ظ†ظ‰ لك التوفيق ) ..
والآن دعونا ننظر إلى معنى هاتين اللفظتين :

التَّمَنِّي : طلبُ حصول الشيءِ الذي يصعب حصوله أو يستحيل.-: تعلُّقُ النفس بالآمال والأَحلام؛ هو دائم التمنِّي ولا يتحقق له كلُّ ما يتمنى.-:
في البلاغة هو طلب الحصول على البغية التي لايُرجى تحقيقها؛ لَيْتَ أَداةٌ من أدوات التمنّي. ..

أما الرجاء :فالرجاء يكون مع البذل الجهد ،وحسن التوكل ، مع إمكانية حصوله….

قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:

الفرق بين الرجاء وبين التمني: أن التمني يكون مع الكسل، ولا يسلك بصاحبه طريق الجد والاجتهاد.والرجاء يكون مع البذل الجهد ،وحسن التوكل.
الأول: كحال من يتمنى أن يكون له أرض يبذرها، ويأخذ زرعها.
الثاني: كحال من يشق أرضه ويفلحها ويبذرها، ويرجو طلوع الزرع.
فمن عمل بطاعة الله ورجا ثوابه، أو تاب من الذنوب ورجا مغفرته، فهو: الراجي.
ومن رجا الرحمة والمغفرة بلا طاعة ولا توبة، فهو ( مُتَمَـنٍّ ) ، ورجاؤه ، كاذب . وللسالك إلى ربه نظران :
*نظر إلى نفسه وعيوبه، وآفات عمله يفتح عليه باب الخوف .
*ونظر إلى سعة رحمة الله ، وفضله العام والخاص ، به يفتح عليه باب الرجاء .
وقال شيخ الإسلام 🙁 الخوف المحمود : ما عجز العبد عن محارم الله ) "مـدارج السالكـين"انتهى قوله

وفي شرح المتن الأجروميةيقول الشارح :

معنى التمني: في اللغة: هو طلب حصول الشيء المستحيل الذي لا يمكن وقوعه أو هو ليس بمستحيل ولكنه صعب المنال هذا طلبه يسمى تمنياً, أما إن كان الشيء قريباً الحصول أو متوقع الحصول فإن طلبه يسمى ترجيا.. انتهى قوله

سأل سائل في مجلس علميّ ، السّؤالَ التالي :
كما نعلم أن التمني يكون في المستحيلات والترجي في الممكنات
إذن : إذا كان التمني في المستحيلات…هل الموت من المستحيلات في قوله تعالى :
قال تعالى (( قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (94) البقرة
كيف نوافق بين تعريف البلاغيين للتمني وبين الآيات الكثر التي وردت بالتمني .

الجوابُ :
التمني نوع من التطلع، واستبعاد المنتَظَر المترقَّب، والتّرجّي نوع من المُقارَبَة والتّوقّع لِما يجوز أن يقعَ
وأكثر الناس لا يفرقون بين التمني والترجي، والفرق بينهما واضح:
– وهو أنّ التمني يقع على ما يجوز أن يكون ويجوز ألاّ يكون لقولهم: ليت الشبابَ يعود
– والترجي يختص بما يجوز وقوعه، فلا يقال: لعل الشباب يعود
ولهذا فرق النحاة بينهما في باب الجواب بالفاء، وأجازوا أن تقع الفاء جواب التمني في مثل قوله عز وجل: (يا لَيْتَني كُنتُ معَهُم فأفوزَ فوْزاً عظيماً)، ونهوا أن تقع الفاء جواباً للترجي،

أمّا التّمنّي في قولِه تعالى: [قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ] فـقد وردت فيه أقوالُ المفسّرينَ:
– عن عكرمة عن عبد الله بن عباس: لو تمنى اليهود الموتَ لماتوا [تفسير الطبري للآية]
– وذكر الطّبري في موضع آخَر أنّ قوله تعالى: [فتمنوا الموت] إنّما تأويله: تشهَّـوْه وأَريدوه. وقد روي عن ابن عباس أنه قال في تأويله: فَسَلوا الموت. قال الطّبري معلّقاًُ على مقالة ابنِ عبّاس: ولا يُعرَف"التمني" بمعنى"المسألة" في كلام العرب. ولكن أحسب أن ابن عباس وجه معنى"الأمنية" – إذ كانت محبة النفس وشهوتها – إلى معنى الرغبة والمسألة، إذْ كانت المسألة، هي رغبة السائل إلى الله فيما سأله.
– وعن ابن جريج في قوله تعالى : [فتمنوا الموت إن كنتم صادقين]، كانت اليهود أشد فرارا من الموت، ولم يكونوا ليتمنوه أبدا
– وقال القرطبي: [فتمنّوا الموتَ] لتصيروا إلى ما يصير إليه أولياء الله [ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم] أي أسلفوه من تكذيب محمد صلى الله عليه وسلم، فلو تمنوه لماتوا، فكان في ذلك بطلان قولهم وما ادعوه من الولاية.
– وأمّا أما قوله تعالى : [ وَلَن يَتَمَنَّوْهُ ] فخبر قاطع عن أن ذلك لا يقع في المستقبل وهذا إخبار عن الغيب لأن مع توفر الدواعي على تكذيب محمد صلى الله عليه وسلم وسهولة الإتيان بهذه الكلمة ، أخبر بأنهم لا يأتون بذلك فهذا إخبار جازم عن أمر قامت الأمارات على ضده فلا يمكن الوصول إليه إلا بالوحي . [ذَكَرَه الرّازي]
وأخيراً …

وما نيل المطالب بالتمني ***** ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

أرجو أن تعم الفائدة للجميع من خلال هذا الموضوع …


ــــــــــــــــــــــــــــــــــ



gh jr,gd Hjlkn fg r,gd Hv[,

جزاك الله خيرا اختي ام سارة على تبيان الفرق بين الرجاء والتمني بارك الله فيك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير الجزاء على طرحكِ الطيب

وباركِ الله فيك وكتب لك الاجر

دمتِ برعاية الرحمن

[frame="2 90"]
[fot1]وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته [/fot1]

بارك الله فيك على التوضيح
وارجو من الله تعالى ان يجمعنا معك في جنة الخلد
الشروق
[/frame]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك .. فعلا هناك فرق بينهما جزاك الله خيرا

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.