تخطى إلى المحتوى

لا أعرف لماذا أحس أحيانا بحزن عميق ورغبة في البكاء، ولا تكون الأسباب كافية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

إنها كلمات قليلة هي التي بيَّنت فيها طبيعة المشكلة التي تعانين منها، ومع هذا فقد أدت قدرًا كبيرًا من المعاني التي تريدين إيصالها.. نعم إنك تشعرين أحيانًا برغبة في ط§ظ„ط¨ظƒط§ط،طŒ وتشعرين ط¨ط­ط²ظ† ط¹ظ…ظٹظ‚ في داخلة نفسك فتتأملين متسائلة: ظ„ظ…ط§ط°ط§ أنا على هذا الحزن؟ ولماذا أنا على هذه الرغبة في أن تتنزل دموعي؟

ولكن الجواب موجود: إنه شعورك بنقص العاطفة، إنه شعورك بالفراغ العاطفي.. نعم يا أختي فأنت تشعرين بأنك بحاجة إلى من يحنو عليك، تحسين برغبة في أن يُعطف عليك بأن يكون لك من يحبك ومن يرعاك، وهذا الشعور له صوره المختلفة، فأنت تريدين ذلك من أهلك القريبين كالوالدين مثلاً والإخوة والأخوات، تريدين أن تشعري بأن هنالك من يعطف عليك تلك العاطفة الصادقة، ولعلك يصيبك بعض الأحيان بعض الوعكات الخفيفة كالزكام أو أمراض البرد فحينئذ تشعرين بشدة افتقارك إلى أن يكون هنالك رعاية من بعض أهلك وأن يُظهر لك الحنان وأن يكون لك يد حانية من بعض أخواتك أو والديك لتمسح على جبينك، فهذه وإن لم تذكريها إلا أنها ظاهرة من خلال هذه الكلمات القليلة.

مضافًا إلى ذلك ما تجدينه في نفسك كأي فتاة صاحبة فطرة سوية، وهو الحنين إلى أن يكون لك الزوج الصالح، إلى أن يكون لك بيت الزوجية، إلى أن تكوني ضامَّة أطفالك إلى صدرك تسبغين عليهم من عاطفتك وتسقينهم من حنانك.

كل هذه المشاعر تختلط في نفسك، فتجدين رغبة في أن تفرغيها بدمعات تسيل على خديك، ولعلك تشعرين برغبة في ط§ظ„ط¨ظƒط§ط،طŒ فإذا بكيت شعرت بازدياد هذه الرغبة لتفرغي من طاقاتك النفسية الكامنة، فهذا هو الذي لديك، ومع هذا يا أختي فإن كل ما لديك لا يدل بحمدِ الله على أنك صاحبة شخصية ضعيفة أو على أنك لديك بعض الأمراض النفسية أو غير ذلك من الأمور، كلا! بل أنت صاحبة فطرة سليمة، تريدين أن تبذلي مشاعرك الكريمة الرقيقة وأن تُبذل لك أيضًا ممن تحبينهم من الأهل والأخوة والأخوات ثم بعد ذلك الزوج – بإذن الله عز وجل – فلتستبشري إذن بفرج الله وبقرب رحمته، وليكن أول خطواتك هي:

1- الفزع إلى الله جل وعلا واللجوء إليه، اشكي بثَّك وحزنك إلى الله، كما قال العبد الصالح يعقوب – عليه الصلاة والسلام – : {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}. وكما قال العبد البر أيوب – عليه الصلاة والسلام -: {أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}. عليك بأن تدعي ربك وأن تلجئي إليه بالدعاء العظيم الذي قال فيه -صلوات الله وسلامه عليه-: (ما أصاب أحداً قط هم ولا حزن فقال: "اللهم إني أمتك بنت عبدك بنت أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي" إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحا. فقالوا: يا رسول الله أفلا نتعلمهنَّ؟ قال: بلى ينبغي لمن سمعهنَّ أن يتعلمهنَّ) أخرجه أحمد في المسند. (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين). (رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري). وأيضًا عليك بهذا الدعاء – دعاء الكرب – (لا إِلَه إِلاَّ اللَّه العظِيمُ الحلِيمُ ، لا إِله إِلاَّ اللَّه رَبُّ العَرْشِ العظِيمِ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّه رَبُّ السمَواتِ، وربُّ الأَرْض، ورَبُّ العرشِ الكريمِ). وأكثري من قول: (حسبنا الله ونعم والوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم). (رب أعني ولا تعن عليَّ، وانصرني ولا تنصر عليَّ، وامكر لي ولا تمكر عليَّ، واهدني ويسر الهدى إليَّ، وانصرني على من بغى عليَّ، رب اجعلني لك شكَّارةً، لك رهَّابةً، لك مطواعةً، إليك مخبتةً أواهةً منيبةً، رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، واهد قلبي وسدد لساني، واسلُلْ سخيمة قلبي)، (حسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).

فعليك باللجوء إلى ربك جل وعلا والجئي إليه لجوء المؤمنة الصادقة وستجدين المعونة من الله، بل وستجدين طيب السكينة والطمأنينة والشعور بالأمان والشعور بانشراح الصدر، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}. وقال جل وعلا: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}. وقال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، وقال تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}. والخطوة الثانية هي:

2- التعبير عن مشاعرك، إنك بحاجة إلى أن تبذلي هذه المشاعر إلى من تستطيعين؛ فهنالك والداك مثلاً – إن كانا موجودين – أو أخواتك أو صديقاتك، في الأوقات المناسبة وبالألفاظ اللطيفة لتتبادلي معهم هذه المشاعر ولتعبري عنها، فلا تكتميها في نفسك، فإن الإنسان بحاجة إلى أن يعبر عن مكنونات صدره فهو بذلك يرتاح ويجد الانشراح، وهذه جبلة وفطرة في الإنسان، ولذلك أرشدنا النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى أن نعبر عن هذه المشاعر بالطريق السليم المشروع، وهذا لا يكون بالعلاقات المحرمة بين الرجال والنساء الأجنبيات عنهم – كما لا يخفى على نظرك الكريم – ولكن يكون بالأسلوب المشروع بين أهلك من إخوتك وأخواتك، بين صاحباتك وصديقاتك وأخواتك في الله.

فالمقصود هو أن تعبري عن مشاعرك بالقدر المستطاع وبالأسلوب الحسن وألا تكتمي ذلك في صدرك. والخطوة الثالثة هي:

3- أن تشغلي نفسك بالأعمال المفيدة، فهنالك المحافظة على طاعة الرحمن والتي أعظمها الصلوات الخمس المفروضة لاسيما صلاة الفجر، وهنالك بذل الوسع في الدعوة إلى الله جل وعلا والمشاركة النافعة في تحصيل مصالح دنياك، ومنها أمور الدراسة، ومنها كذلك الزيارات الاجتماعية… فكل هذا يعطيك دفعة قوية ويجعلك صاحبة عطاء وثمرة – بإذن الله عز وجل – . والخطوة الرابعة هي:

4- إن أمكن أن تقومي بممارسة بعض أنواع الرياضة الخفيفة كرياضة المشي؛ فإنها تعين على الترويح عن نفسك، كذلك استخدام الطيبات من المطاعم والمشارب على قدر الاستطاعة والمتاح من ذلك، فكل ذلك أيضًا يعين على إسعاد نفسك وإبهاجها وشعورها بالراحة.

وأما عن شعورك ألا أحد يحبك فغيري من هذا الشعور ولا تلتفتي إليه، فأنت بحمدِ الله لديك الأهل ولديك إن شاء الله الوالدان والأخوة، فلا ينبغي أن تظني بهم أنهم لا يحبونك وأنهم لا يرعونك، نعم قد يكون هنالك شيء من التقصير في إظهار هذه العواطف ولكن ليس عن قصد – كما لا يخفى على نظرك الكريم – فتعاملي مع أهلك بنظرة الوداد والعطف والمحبة وستجدين بإذن اللهِ أنك قد خرجت من هذا الأمر.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك، وأن يجعلك من عباد الله الصالحين، وأن يفرج عن عباده المؤمنين، وأن يوفقك لما يحب ويرضى، وأن يزيدك من فضله.
وبالله التوفيق


gh Huvt glh`h Hps Hpdhkh fp.k uldr ,vyfm td hgf;hxK ,gh j;,k hgHsfhf ;htdm gds gyvt jp.k

بارك الله فيك حبيبتي الغالية

الشروق المشاركة الأصلية كتبت بواسطة gizelle الشروق
بارك الله فيك حبيبتي الغالية

حبيبتي مشكورة علا مرورك الجميييييييل

موضوع رائع جـــــــــــــدا تبارك الله عليك و جعله في ميزان حسناتك

بارك الله فيك اختي خالة سندس
موضوع رائع وكلام في محله
جوزيت كل خير

الشروق المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zozita الشروق
بارك الله فيك اختي خالة سندس
موضوع رائع وكلام في محله
جوزيت كل خير

تسللمين يا الغالية

يا اللـــــــــــه أنا بكيت من العنوان قبل أن أقرا الموضوع
فالمرأة دائما مخلوق ضعيف وكثير الحنان
شكرا أختي على هذا الكلام الجميل والرائع
وجزاك الله كل خير

الشروق المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مامات شادي الشروق
يا اللـــــــــــه أنا بكيت من العنوان قبل أن أقرا الموضوع
فالمرأة دائما مخلوق ضعيف وكثير الحنان
شكرا أختي على هذا الكلام الجميل والرائع
وجزاك الله كل خير

فعلا اختي المراة مخلوق ضعيف بسرعة نبكي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.