في صبيحة يوم جميل جمال روحها استيقظت كعادتها تناولت فطورها و وقبلت أمها
رفقة أختها التي تكبرها بسنتين حتى باب المنزل لتذهب بها الى الروض
سقطت
ضحى
ارضا
لم تتعثر
لم يكن هناك أي حاجر بينها و بين الباب
لكنها هوت على الارض لم تستطع النهوض مدت لها امها يدها الا انها عجزت على ان تمدها امسكت بها و اوقفتها
الا انها سقطت مرة ثانية حملتها امها و اسرعت بها إلى اقرب مصحة فحصها الدكتور فاشار عليهم ان يسرعوا الخطى الى
العاصمة حيث هناك مستشفى خاص بالأطفال اتصل الدكتور بسيارة الاسعاف
الا ان والد ضحى ( اخي ) لم ينتظر قدومها فاخذ مقود السيارة و بدا يسارع و يصارع الالم الذي يعتصر بنته و فؤاده
لم يحترم اشارات المرور كان ساعتها فوق القانون بغية انقاذ بنته التي كانت تستقبله عند عودته من العمل
و ترتمي بين احضانه و تسرق الضوء من اختها وامها و تجلب له ملابس المنزل و كاس عصير او ماء هكذا هي
ضحى
وصلوا العاصمة (( الرباط )) استقبلهم احد الدكاترة ، تاثر لحال البنت و اخبره ان حالتها ناذرة الوجود تشكل فريق طبي لدراسة حالتها
استقر رايهم على ان تمكث عندهم و قد جهزوا لها غرفة العناية
بكل معداته الكهربائية و الخيوط التي تتصل بسبابتها فكانت صغيرتي مجردة من الملابس الا من حفاظتها كان شعرها ينسدل من على كتفيها و كانت جميلة و قد جملوها بآلات و كانت عيناها هي التي تتحرك و تضغط عليها بشدة الالم الذي كان يعتصرها
لم نعرف المها الا من ضغط شفتيها الصغيرتين على بعضهما البعض كنا نبكي نبكي لحالها و لحالنا على اننا فشلنا في ادخال البسمة على محياها كما كانت هي
كانت تجلبك من صمتك
من المك
من حيرتك
تدخلك في عالمها رغما عنك
تجعلك تتصابى و لو كنت مديرا او رئيسا او ….
مكثت صغيرتي في العناية المركزة 40 يوما و ليلة لا تتحرك كالجثة الهامدة
كل من راها من الطاقم الطبي الا و يرثي لحالها و يمسح بيديه على راسها ويقبلها و كانت تبادلهم بعينيها و قد تبنى احد الدكاترة مشكلتها بالعناية الكاملة ليل نهار
كان يناديها ب
ملكتي
و قد اصبحت بينهما صداقة حميمية
لن يرشف فنجان قهوة الصباح الا بعد زيارته لها و يلقي عليها التحية باجمل وردة من الحديقة التي تحف المستشفى وكانت تهديه بسمة طفولية بريئة التي كان يفتقدها في زحمة الايام و الضغط اليومي
كنا نزورها من وراء نافذة زجاجية و لا يسمح لنا بالدخول الا بعد ان القيت لها عملية جراحية بعد تعذر التنفس الذي كان سيؤدي بحياتها
طلبت من دكتورها ان المسها و ان اجلس بجانبها كي اقاسمها المها فلما راتني صغيرتي او كما يحلو لي مناداتها blanche neige الثليجة البيضاء طارت فرحا من خلال تغيير لون عينيها و بريقهما لانها تحبني اكثر مني سعدت بمجالستي معها و بدات تتكلم معي بصمت و بدات احكي لها بعض القصص التي كنت اروي لها و بعض الاناشيد التي حَفِظَتْها عني منذ مدة و عدتها انني ساشتري لها لعبة التي تحبها واجابت بان افي بوعدي و لزمت الوعد
اتصل بي اخي هاتفيا و بشرني ان الدكتور سمح لضحى بالخروج الى بيتها
لم اذكر ساعتها غير انني بدات اشكر الله تعالى على نجاتها و معافاتها
استقبلناها في يوم الغد فرحنا بقدومها و تجمعنا حولها كان يوم ميلاد اخر لها
كان لها موعد اخر مع الزمن
لما راتني طلبت مني ان احملها اخذتها في حضني الا ان المصيبة التي كدت اشل بدوري انني نسيت ان امسك في عمودها الفقري لم يستقم بعد كدت ان يغمى علي لم ينبهني اخي انها لا تستطيع الجلوس او ان عمودها الفقري قوي صدمت اسرعت للغرفة الاخرى بكيت بكيت من اعماق اعماقي بكيت و بكى من حولي لماساتها سالت اخي هل ستعيش هكذا طول حياتها
كان جوابه امرها وامرنا بيد الله تعالى هو القادر على كل شيء
جميلتي تضحك و لا تستطيع ان تمسك اللعبة التي اخذتها لها
اخبرتني انها كانت تسمعني الا انها لم تقو على التكلم وكنت اطلب منها اذا كانت تسمعني فتجبني بسبابتها التي تشعل منها الاضواء وكانت تستجيب لذلك
طلب منه الدكتور الترويض الذي يتطلب منه انذاك حصة في الاسبوع و يذهب بها حتى مدينة الرباط لم يمل اخي او يتعب
كان يحتسب ذلك عند الله اجرا
لمدة اكثر من سنتين و هو على ذلك الحال و كان يضيف بعض الحصص في مدينتنا
لما راها الدكتور نوه اخي بنجاح العملية بنسبة 99% وطلب منه ان حصص الترويض انتهت و ان الله ابتلاه بمرض ابنته التي اصيبت بشلل كامل لم ينفع معه الا التضرع الى الله تعالى و اجتهاد الدكاترة التي احييهم من هذا المنبر
و ارادة اخي التي لم تخر او تفشل واصل حتى النهاية وكذلك عزيمة
جميلي
التي كانت تصر على ان تقف على رجليها و تشقى كما كانت او اكثر
و تعبث
لا زالت شقية
و مشاغبة
الا ان اجتهادها و تفوقها على اقرانها يشفع لها ذلك
و تسرق الضحكة من قلوب الاحباب و الاصحاب
ضحى حبيبتي الان عمرها 17 ربيعا
فهي الان شابة وناضجة
والاولى في الثانوية تدرس العلوم وكل املها ان تكون دكتورة للاطفال
وكذلك بارعة في فن الرسم و الانترنت و الطبخ
عمرها 17 سنة ومع ذلك لا زلت اراها كالبرعومة التي لم تكبر بعد
لا زالت تتدلل على عمتها و صديقتها التي تامنها على اسرارها كفتاة
qpn uk,hk hghlg
هي رسالة اردت أن أوجهها لكل أم
عانت وتعاني مع ابنها او بنتها
لاقول لها ان بالعزيمة والصبر والتضرع الى الله تعالى
فشفاء فلذة كبدك قريب باذن الله
اتمنى الشفاء لكل اطفالنا
فلذات اكبادتا التي تمشي على الارض
هونا عليك اختي
امي
عزيزتي
احتسبي كل ذلك عند الله اجرا وثوابا
من يرى ضحى في تلك الحالة السابقة والان التي هي فيها لا يسعه الا ان يخر ساجدا لله تعالى ويحمده على كل ابتلاء وعافية
الموضوع جعلني ابكي ويعتصر قلبي لحالها لكن الحمد لله ان النهاية جميلة ويا رب تكون نهاية جميع المعناة كدلك سبحان الله يا رب اشفي جميع مرضى اطفال المسلمين يا رب
موضوعك رائع اختي فهو عبارة عن بصمة أمل كبيرة في خضم الالم و الامل التي يحسان به الابوين فهنيئا لابويها وهنيئا لها الله يحفظها يا رب
شكرا لجميل حضورك في متصفحي اختي
ام حفصة
زينة الابرار
اللهم اشفها وشافها واعف عنها وردها اليكم ردا جميلا
طهور ان شاء الله
ستشفى بعون الله تعالى
وما على الله ذلك بعزيز
الله يفرحك بها حتى تشوفيها عروسة و تشوفي وليداتها يارب
اللهم امين اختي
om – saad
الله يسعدكم بسعد ويجعل ايامه كلها سعد ويجعله من مواليد السعد
ويفرحكوم به ويجعله اللهم من حاملي كتاب الله ويقر عينكم به
لك مني اغلى مودة واحترام اختي
ام سعد
شكرا لبهاء حضورك