ثقافة الاعتذار فن من فنون التعامل مع الآخرين، يأتي من باب التأدب مع الذات والآخر، وهو فعل نبيل ولطيف يساعدنا على تحسين العلاقات التي قد أصابها الخدش أو سوء الفهم أو الخلاف، ويساعد على تجديد العلاقات وإعادة المياه لمجاريها، وهو فن راقٍ له قواعده الخاصة التي لا يجيدها إلا أصحاب النفوس الراقية.
فحين تردد "أنا آسف"، "يمكن أن تقبل اعتذاري"، فأنت بذلك تتحدث بقلبك ومشاعرك كلها ندم على ما اقترفته في حق الآخر، وأحياناً تقولها عندما تشعر بأن الطرف الآخر استاء من تصرف ما صدر منك، فلذلك جميل أن نراعي مشاعر من حولنا ولا نتثاقل الاعتذار مهما كانت المواقف.
ومن شروط الاعتذار أن يكون حقيقيا غير مزيف، أما أنك تعتذر بلسانك وبأسلوب غير لائق فقط لأنك مجبر على الاعتذار فهذا الأمر غير مقبول نهائياً، ولا يساعد على إصلاح العلاقة، بل من الممكن أن يزيدها توتراً وابتعاداً، فلذلك عليك أن تذهب للاعتذار وأنت تعترف بداخلك بالخطأ تجاه الآخر، كما أنه لا داعي لمزيد من التبرير للخطأ الذي ارتكبته تجاه الآخر، فإن التبرير المبالغ به قد يشوه صورة الاعتذار وقد لا يُقبل، كما أنك مُلزم بالاعتذار وليس الطرف الآخر ملزما بأن يقبله منك، فلذلك عندما تعتذر لا تنتظر ردة فعله بعد اعتذارك، بل الأهم أن تتذوق حلاوة الشعور بالتسامح تجاه الآخرين، فما عليك هو الاعتذار، أما قبول الاعتذار أو رفضه من قبل الآخر فهو أمر متعلق بشخصية المعتذر منه وليس بك، فكن جريئاً وبادر بالاعتذار لتنال الأجر، واغسل صحائفك قبل كل شيء لتعيش بسلام وأمان.
نحن بحاجة لنشر ثقافة الاعتذار في مجتمعنا، في أسرنا في ذواتنا، كما علينا أن نربي أبناءنا وندربهم على كيفية استخدام كلمات الأسف والاعتذار، ونبين لهم أهميته في الحياة، وأنه دليل للقوة وليس دليلا للضعف، كما يعتقد البعض، كما علينا أن نمارسه أمامهم كلما اقتضى الموقف حتى لو كان الخطأ منهم تجاهنا.
همسة:
اعتذر واشترِ خواطر من يستحق، ولا تجعل أيام الخصام تطول فتبني حواجز بين القلوب، فيصعب عليك إزالتها بعد ذلك.
erJJJJJJJJJJJJJJhtm hghujJJJJJJJJJJJ`hv
تبارك الله عليك