«أف، غلقة، مالي نفس، طفش، مزاجي متعكر، الحياة روتين، ملل، ما أعرف إيش أسوي، زهقان، نقد، تشاؤم» كلمات نسمعها كل يوم في كل مجلس أو تغريدة أو نقرأها بالصحف
من الصباح الى المساء، وأكثر الرسائل التي نقرأها أو نسمعها سلبية، وقليل منها ايجابية، ونفس هذا الاسلوب حصل معي في جلسة عائلية، فقلت: لهم التفتوا حولكم وعيشوا نعم الله تعالي عليكم وكونوا متفائلين، فرد علي أحدهم: وكيف نكون ايجابيين وأنت كما ترى الأوضاع من حولنا سياسيا سيئة، واقتصاديا متدهورة، وتربويا منحدرة، واعلاميا مضلله؟ فقلت له: اذا كان كل ما تراه في انحدار، فكيف ترى ظ†ظپط³ظƒ اذن؟ فاستغرب من سؤالي وارتبك قليلا وأنا أنظر اليه، ثم قال: فاجأتني بسؤالك، فقلت له: أكرر سؤالي مرة أخرى، وأنت كيف ترى ذاتك؟ فأجاب اجابة ديبلوماسية، فقلت له: انه من السهل علينا أن ننتقد ولكن من الصعب أن نرتقي بأنفسنا ونركز على ذواتنا فنغيرها، ولو درسنا حياة المصلحين والناجحين لرأينا أنهم قليلي الكلام كثيري العمل، ونحن صرنا كثيري الكلام قليلي العمل. وانتهى الحوار.
ان التفكير في الذات وتنميتها وتطويرها هو الأساس الذي يهرب منه الناس بحيل كثيرة من خلال كثرة الجلسات وطول السهرات والانشغال بالجوالات والقيل والقال، كل ذلك هروبا من مواجهة النفس والذات، فاذا جلسوا وحدهم في السيارة أو الطائرة أو في غرفة الانتظار، فانهم يشغلون أنفسهم بأي شيء حتى لا يفكروا بذواتهم، وتبدأ أنفسهم تحاسبهم على تقصيرهم، ولهذا هم يتهربون من مواجهة ذواتهم، وأذكر بالمناسبة رجلا قال لي يوما: أنا أهرب من نفسي، فلما تحدثت معه اكتشفت أنه مقصر ولا يريد أن يحاسب نفسه على تقصيره، بينما لو جلس مع ذاته جلسة واحدة ونظفها من الشوائب، فانه سينطلق محبا لذاته وللآخرين، وهذا ما حصل معه والحمد لله، وقد طرح سؤالا وهو: ما الأفكار التي تساعدنا على الشعور بالسعادة والراحة والاطمئنان ونكون ايجابيين ومتفائلين؟
فأجبته بأن أول خطوة أن نحب الجلوس مع أنفسنا وذواتنا، وثانيا أن نوقف ألسنتنا عن كثرة النقد والشكوي، وأن نعيش مع الطبيعة ونرسم ونتغنى ونلعب ونذكر الله ونتطوع في عمل خيري ونساعد المساكين ونسافر لنغير المزاج والبيئة ونلعب وننظر للأمور بصورة ايجابية ونصادق من تأنسنا صحبته، ونكون متوازنين غير متهورين، ولا نكثر من تأنيب ضميرنا، ونسعى لتحقيق أهدافنا وأحلامنا، ونتعلم شيئا جديدا، ونأكل غذاءا صحيا ونتعلم من أخطائنا، ونرتاح وننام مبكرا، ونحافظ على الصلاة بوقتها ونردد أذكار الصباح والمساء، ونوقف أنفسنا عن كثرة لوم أنفسنا، ونعيش يوما من غير تلفاز، ونخرج للبحر أو للبر ونلعب مع الأطفال ونستمتع بلحظات السعادة التي نعيشها ولو كانت لدقائق، ونتعرف على أصدقاء جدد، ونعمل بعض أعمالنا بأنفسنا، ونذهب للصالون فحلاقة الشعر تضفي شعورا بالتغيير، فهذه ثلاثون فكرة كتبتها تساعدنا على أنفسنا والحياة، ولا تشعرنا بروتين الحياة.
ومن يتأمل سيرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يجد أنه على الرغم من كثرة المشاكل حوله الا انه أكثر الناس تبسما، وهذه الابتسامة ليست مجاملة، وانما هي حقيقية، ونستطيع أن ندرب أنفسنا عليها، فالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم عاش معاناة كثيرة، فقد توفيت زوجته وتوفيت بناته قبل وفاته صلى الله عليه وسلم عدا فاطمة رضي الله عنها، وتوفي بعض أحفاده، وتآلبت عليه القبائل وتعرض للاضطهاد وأخرج من بلده أكثر من مرة والمؤامرات تحاك ضده يوميا من المنافقين والكفار، ومع ذلك كله كان لديه سلام داخلي ومرتاح البال، وكان أكثر ما يُرى متبسما عليه الصلاة والسلام، فما هذه المعادلة التي عاشها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم؟ وهل نستطيع نحن أن نعيشها اليوم؟
والجواب على السؤال الأول أن هذه المعادلة تقتضي ايمانا بالله وتوكلا عليه وتفويض الأمر اليه مع العيش مع أحداث الحياة ومعاناتها ومرارتها، فهي خلطة ايمانية انطلاقا من أبرز صفات المؤمنين «الايمان بالقدر خيره وشره»، ولكن هذه التربية نحن لم نتلقها، ولهذا نحتاج الى أن نربي أنفسنا عليها، وأما الجواب على السؤال الثاني فنعم نحن نستطيع على الرغم من كثرة المآسي أن نعيش بسلام داخلي وابتسامة دائمة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلمنا المستحيل، وانما نتعلم منه الممكن، فلنبدأ من الآن بابتسامة ونحن نقرأ نهاية المقال.
بقلم الدكتور جاسم المطوع
(أتمنى أن يفيدكن ط§ظ„ظ…ظ‚ط§ظ„ كما استفادت منه للسبيل عابرة…)
jtqgd Hkdrjd ttd i`h hglrhg lh d[ug;A jpfdk kts; , pdhj;>> hggrhx pdhj; Y`h
فعلا اختي فان الدكرى تنفع المومنين مشكوووورة جزييل الشكر على النقال الرائع مااحوجنا لمتل هاته المواضيع كي نرتقي لانفسنا شخصيا ارى قلة الكىم وكترة العمل بصمت من الرقي للانسان ما تعرفت على انسان كتير الصمت الا ووجدت داخله نقاء ورقي وكلام قليل محكم اتمنى ان نكون من ممن يعملون ويخلصون في عملهم ونتكلم لضرورة مع الاختفاط بالابتسامة التب هي في حد داتها صدقة