متى يكون الطفل مستعدا للتدريب على المرحاض ؟
يقول الدكتور مصطفى هيكل أستاذ طب ط§ظ„ط£ط·ظپط§ظ„ بجامعة القاهرة: "هناك الحقيقة البسيطة التي يجب أخذها بعين الاعتبار، هي أن طفلك يجب أن يكون جاهزا جسديا ونفسيا وعاطفيا لفهم عملية استعمال المرحاض، وبالتالي القدرة على التحكم بها، وإذا ما بدأت أو شرعت في طھط¯ط±ظٹط¨ طفلك قبل تلك المرحلة فالغالب هو الفشل في عملية التدريب، فالطفل الذي يتدرب على استعمال المرحاض قبل السنتين هو حقا ذلك الطفل الذي تتدرب أمه على مساعدته في استعمال المرحاض، وليس تركه ليصبح مدربا على استعماله بنفسه. ويشدد الدكتور هيكل على أهمية الاستعداد النفسي والعاطفي؛ لأن إحساس الطفل بذاته يبدأ بالظهور عند بلوغه سن السنتين، بحيث نجد أن إرادة التحكم بالذات والجسد تبدو أكثر أريحية من رغبة الطفل في إرضاء الأم والطفل.
البنات تنجح أولا!
يؤكد الدكتور هيكل أنه لا يمكن طھط¯ط±ظٹط¨ الطفل العادي بنجاح على استعمال المرحاض قبل وصوله إلى سن ثلاثين شهرا، وبينما يتم غالبا طھط¯ط±ظٹط¨ الطفلة الأنثى مع وصولها سن السنتين إلا أنه لا يجب طھط¯ط±ظٹط¨ ط§ظ„ط£ط·ظپط§ظ„ الذكور قبل بلوغهم سن الثالثة أو بعد ذلك، وقد يحدث استثناء لهذه الحالات عند أطفال آخرين قد يكونون بين جيرانك أو أتراب طفلك. والحقيقة أنه لا يمكن لأي طفلين اثنين حتى في العائلة الواحدة أن يكونا جاهزين لاستعمال المرحاض في السن ذاته، هنالك الوقت الصحيح لبدء تلك العملية إلا أنها تختلف من طفل إلى آخر، وأي سن تحت الأربع سنوات يبدو طبيعيا لبدء استعمال ط§ظ„ط£ط·ظپط§ظ„ للمرحاض.
المبادئ الأساسية لتدريب الطفل على استعمال المرحاض:
تشرح الدكتورة صفاء الجبرتي ـ المدرس بكية طب القصر العيني ـ المبادئ الأساسية لتدريب الطفل على استعمال المرحاض.
1 – الاتفاق بين الأب والأم على الأساليب التي يجب إتباعها لتحقيق ذلك التدريب، والشيء المهم الذي يجب الاتفاق عليه هو وجوب عدم معاقبة الطفل في حال عدم تجاوبه مع التدريب الذي يتلقاه وفي أي مرحلة من مراحل ذلك التدريب.
2 – لابد من الانتظار حتى تبدو إشارات تدل على استعداد الطفل للتدريب، ومن أمثلة هذه الإشارات: عندما يتمكن الطفل من التعبير بإبداء الانزعاج من الحفاضات المبللة والمتسخة، وهنا لا يجب أن تمزجي بين شعورك نفسك بالانزعاج من الاتساخ وشعور طفلك بذلك. عندما يصبح الطفل قادرا على إظهار إرادته بعدم التبول أو التغوط لمدة ساعتين على الأقل، بحيث يستيقظ في الصباح "جافا " دون آثار لأي تبول أو تغوط أو حتى بعد استيقاظه من غفوة قصيرة خلال النهار. فعندما يرغب الطفل في إرضاء أمه، وعندما يبدأ الشعور الاجتماعي عند الطفل بمعنى ضبط سلوكه عند وجود الآخرين في محيطه بحيث يشعر بالحياء عندما يتبلل حفاضه أو يتسخ، وعندما يصبح الطفل قادرا على إبلاغ أمه أو الإشارة إليها بحاجته إلى التبول أو التغوط.. فهنا يجب أن تكافئ الأمر طفلها على ذلك بعبارات مديح بحيث تمهد الطريق للشروع في تدريبه على استعمال المرحاض.
كيف تدربين طفلك؟
تضيف الدكتورة صفاء الجبرتي: عندما تشعرين أن طفلك وصل إلى المرحلة المناسبة التي يمكن عندها تدريبه فعليا فما عليك إلا إتباع الآتي:
o اصطحبي طفلك إلى غرفة ا لحمام. والعامل الأكثر إفادة في هذا المجال يكون اصطحاب الأب أو الإخوة الذكور الطفل الذكر إلى الحمام، واصطحاب الأم أو الأخوات للطفلة الأنثى.
o حاولي أن تساعدي طفلك على إدراك ووعي أحاسيس البلل أو ما قبله إلى الأحاسيس التي توافق الشعور بضرورة التبول أو التغوط
o وجهي له بعض الملاحظات عندما تشعرين أن طفلك يتوقف للحظات قصيرة شاردا خلال لعبه أو مشيه مما قد يشير إلى عدم راحته ويعكس رغبته البيولوجية غير الواعية بضرورة التبول أو التغوط.
o من الأفضل استعمال عبارات خاصة يفهمها طفلك على الفور بدلا من توجيه ملاحظة مباشرة فظة أو حتى قد تطلبين منه بكل لطف أن يبلغك عن تبلل حفاضه أو اتساخه.
o عندما تقومين بتغيير الحفاض فمن الأفضل أن يكون ذلك في غرفة الحمام بدلا من غرفة نوم طفلك.
o استخدمي تعبيرا سهلا ومناسبا يشير إلى الأعضاء التناسلية بحيث يفهمها طفلك، على ألا ترتبط معاني هذه الكلمات بالاتساخ والاشمئزاز والحياء.
o تحدثي مع طفلك عن المزايا الحسنة لاستعمال المرحاض، مثل التخلص من الوقت الطويل الذي يستغرقه تغيير الحفاض للطفل مما قد يمنعه من متابعة لهوه
o ناقشي معه أهمية التدريب على استعمال المرحاض كإحدى الفترات المهمة في نموه الجسدي والعقلي.
o دعي طفلك يتمرن على إنزال سرواله الداخلي عند شعوره بضرورة التبول أو التغوط، هذا إلى جانب تمرنه على كيفية ارتداء ونزع ثيابه الداخلية في يوم واحد
نصائح لتدريب ط§ظ„ط£ط·ظپط§ظ„ على استعمال المرحاض :
بينما يطلق الدكتور "محمد حسن" ـ اختصاصي طب ط§ظ„ط£ط·ظپط§ظ„ ـ عدة نصائح لتدريب ط§ظ„ط£ط·ظپط§ظ„ على استعمال المرحاض بتخصيص يوم كامل لتدريب الطفل دون الاهتمام بأي موضوع آخر، ويؤكد أنه يمكن ممارسة التدريب في غرفة المطبخ حيث يسهل الغسيل، واتباع أهم الخطوات:
o يمكن للأهل إعطاء الطفل لعبة على عدم البلل مما يشير عندها للطفل بتطبيق الطريقة ذاتها على نفسه.
o يمكن زيادة كمية السوائل التي يتناولها الطفل مما يزيد من تبوله، وفقا لنظرية تقول إنه كلما ازداد تبول وبلل الطفل كلما تعلم بمدة أسرع كيفية استعمال المرحاض.
o يتم تزويد الأهل بلائحة من الأقوال التي يمكن أن يعتمدوها فيما يخص طھط¯ط±ظٹط¨ الطفل وترتبط معظم هذه التعبيرات بضرورة وزمن ذهاب الطفل إلى المرحاض مثل: "اذهب الآن".
o يجب أن يتعلم الطفل أولا كيف يذهب إلى المرحاض في المرحلة الأولى وينزع ثيابه ويقعد على المرحاض لمدة عشر دقائق أو حتى حصول التبول عنده، وبحيث يتولى الطفل تنظيف نفسه بنفسه، ويعود لارتداء ثيابه بنفسه أيضا.
o من الممكن استخدام المكافأة والمنافسة لتشجيع الطفل.
o يمكن إبداء الانزعاج من الطفل عندما يحصل خطأ ما، ولكن دون عقاب، وعندها يطلب من الطفل إعادة التمرين بالذهاب إلى المرحاض حوالي عشر مرات من أماكن مختلفة داخل المنزل؛ كي يتعلم كيفية الإحساس بنفسه ومعرفة البلل أو الجفاف والتمييز بينهما .
o وأخيرا أن يتعلم كيف ينفذ التنظيف الضروري لنفسه طبعا.
ويشدد الدكتور حسن أن نجاح هذا البرنامج مرتبط باستعداد الطفل نفسه لهذا التدريب. حنان الأم..
أما الخبير الاجتماعي الدكتور حامد زهران فيرى أن قدرة الرضيع على ضبط عملية التبرز وتنظيم الوقت الذي تحدث فيه هذه العملية تحتاج إلى مهارة وصبر وحنان من جانب الأم ويجب ألا يصاحبها العقاب أو التأنيب. أما عن عملية التبول فيجب تعويد الرضيع في الربع الأخير من العام الأول الجلوس على الوعاء الخاص بذلك قبل وبعد الأكل والنوم والخروج. ويرى الدكتور زهران أنه كلما بدأ التدريب على الإخراج مبكرا أكثر من اللازم استغرقت عملية التدريب وقتا أطول. ويلاحظ أن ضبط عملية التبول النهاري تتم عادة في منتصف العام الثاني وقد تتأخر حتى سن العامين. أما ضبط عملية التبول الليلي فتتم عادة في منتصف العام الثالث.
يتبع…………….
j]vdf hgH’thg ugn rqhx ph[ji jovdf [hdfi
يعد – التدريب على المرحاض – من الأمور الهامة بالنسبة للطفل ففي الوقت الذي يصارع فيه الطفل ليصبح منفصلاً عن الأم ويتمرن على أن يقول "لا"، يعتقد الأهل أن الوقت حان ليتعود الطفل على استعمال المرحاض. وتختلف المجتمعات في توقيت متى تبدأ بتدريب الطفل كما وتختلف بطريقة التدرب المرحاضي، والحقيقة أن هناك موعد بيولوجي يدلنا على الموعد الذي يمكن البدء فيه بذلك.
نحن نعلم أنه يمكن تدريب الأطفال قبل أن يبلغوا السنة الأولى من العمر لأنهم مزودون بمنعكس معدي كولوني Gastrocolic Reflex وهذا يعمل منذ بداية الحياة، فإذا رغبت الأم، تستطيع أن تدرب ابنها بصورة انعكاسية على استعمال المرحاض منذ بداية الحياة وهذا ينجح بسهولة عند الذين يكون منعكسهم الكولوني قوي فالأم تضعهم على المرحاض البلاستيكي بصورة منتظمة مباشرة بعد أن يأكل وبعد فترة من تكرار ذلك فإن إحساسهم بمقعد المرحاض يحرض حركات الأمعاء وهذه الطريقة غير شائعة، وليست مرغوبة في مجتمعنا، ومن الأفضل للطفل أن يمارس التدريب المرحاضي بصورة إرادية وليست انعكاسية.
ويوجد عدة شروط يجب توفرها قبل بدء التدريب المرحاضي ففي البدء يجب أن يكون تعصيب المصرات اكتمل عند الطفل (أي أصبح قادراً إرادياً على السيطرة على المصرات) وإلا فالأهل سوف يواجهون صعوبات كثيرة. ويمكن معرفة تحقق هذا الشرط بصورة غير مباشرة بملاحظة قدرة الطفل على المشي فعندما يكون الطفل لا يزال يدرج. فسيطرته على مصراته لا تكون كاملة ولكن عندما يصبح بإمكانه الركض باتجاه معين ثم التوقف فجأة أو تغير اتجاهه فجأة فهو المؤشر على اكتمال النخاعين وبالتالي السيطرة على المصرات.
أما الشرط الثاني فإنه من الأمور المساعدة على التدريب المرحاضي بالنسبة للطفل أن يكون قادراً على الاتصال الكلامي بحيث يمكنه أن يخبر أمه متى يريد الذهاب للمرحاض، وذلك شيء أساسي في مجتمعنا بسبب طريقة تصميم المرحاض الإفرنجي الذي غدا شائعاً، فالطفل لا يستطيع استعمال المرحاض لوحده، وإذا وضعنا أنفسنا مكانه لبرهة فالجلوس على المرحاض يمكن أن يكون مخيفاً بشدة بالنسبة للطفل لأن قدماه مرفوعتان عن الأرض ولا يوجد طفل يحب هذا الشعور نهائياً (أي كون قدماه مرفوعتان عن الأرض) بل يحب بقاء قدميه على الأرض كما أن ثقب المرحاض الإفرنجي أو حتى ما يدعى بالمرحاض التركي أو العربي يبدو كبيراً والطفل يخشى السقوط ضمنه ولهذا كله تم استعمال "النونية" potty seat لمنع الطفل من الوقوع بالمرحاض، ولهذا فمن الأسهل للطفل أن يتعلم التدريب المرحاضي باستعمال النونية الموضوعة على الأرض إذ يمكنه الذهاب إليها بنفسه والنظر إليها، مع العلم أن العائلات الأمريكية لا تستعمل النونية، بل تضع الأطفال على المرحاض مباشرة لذلك يمكن لبعضهم أن يصاب بخوف شديد ويمكن أن يحدث لديهم نوع من الرعب أو الرهاب المبكر.
ويجب أن نبقي بذهننا انه لا يوجد عند الطفل إحساساً متميز بجسمه فهو لا يفرق بين حدوده وحدود المحيط وهو يعرف أجزاء جسمه التي يلمسها ويشاهدها أكثر من غيرها وبالتالي فإنه لا يعرف الكثير عن المنطقة الشرجية، لأنه لا يلمسها إلا نادراً، وهو لا يعرف أن البراز ليس جزءاً أساسي "Not an Integral part" من جسمه وان حركات الأمعاء ستجري بصورة منتظمة قابلة للتوقع، فهو عندما يتبرز يشعر وكأنه فقد شيئاً خاصاً به (جزء من جسمهم)، وعندما تبدأ الأم بحث الطفل على إجراء حركات الأمعاء (حتى أي تعبير لطيف تستعمله لهذه الغاية) ثم تبتهج عندما تنجح في ذلك، ومن ثم تلقي البراز بعيداً، سيتساءل الطفل الذي يبلغ السنة ونصف أو سنتين (أن كان ما فعلته شيئاً عظيماً لماذا إذن تتخلص من هذا الشيء) لنتصور هنا شعور هذا الطفل.
إن البراز بالنسبة للطفل هو خسارة شيء وبالتالي لكي يقبل بتلك الخسارة عليه أن يكسب شيئاً إيجابي لتعويضها وهذا الشيء هو حب الأم فهو تنازل وخسر برازه لأنه يرى من الأفضل له خسارة برازه على خسارة حب الأم وهذا ما يسمح للأطفال بالتمرين المرحاضي، والتدريب يكون أكثر فعالية عندما يستعمل الطفل حاجته لحب الأم كدافع للتدريب بدل أن يستعمل الخوف من العقاب أو التأنيب كدافع للتدريب، وبكل الأحوال يمكن أن يدرب الطفل بأي من الطريقتين السابقتين أما التهديد أو التشجيع الإيجابي Positive encouragement ليكون أكثر نضجاً وبالتالي أكثر تقبلاً من الأهل.
وفي هذه السنة الثانية من العمر ينتقل مكان المتعة للطفل Pleasure Area من مكانه في السنة الأولى (أي الجلد والفم) إلى هيكل جسمه عامة ويشكل أكثر دقة فإن متعته تزداد خلال التخلص من البول عبر الإحليل والبراز عبر الشرج ولهذا برر العلماء لـ Freud وصف هذه المرحلة بالمرحلة الشرجية Anal stage من التطور الجنسي النفسي.
وهكذا نلاحظ أن تدريب الطفل على استعمال المرحاض بدون إحداث صراع كبير هو أمر سهل وممكن ولكنه في الواقع ليس سهلاً في مجتمعنا، لأننا عن طريق التدريب المرحاضي للطفل نطبق عليه بطريقة غير مباشرة مجموعة من القيم Unspoken values المعمول بها في المجتمع. ونطبق ضغطاً كبيراً عليه ليتمرن لأننا نعيش بمجتمع ينادي بالنظافة ونرفض القذارة (البراز والبول رمزان للقذارة) ونلاحظ عدد الإعلانات في التلفاز عن الصوابين والعطور ومزيلات الرائحة، فتنرغيب المشاهدين بأن يكون غسيلهم أنظف غسيل كما نركز على رفض الروائح الكريهة.
وهكذا فالأم تنقل مجموعة من القيم الخفية لطفلها. وتبدأ بالنظر لطفلها على انه قذر وحان الوقت لبدء التمرين المرحاضي وربما بدأت بذلك قبل أن يكون الطفل قد اكتسب السيطرة الإرادية على مصراته أو حتى يمكن أن تقوم بذلك بطريقة سلبية أو عنيفة كما أن بعض الأمهات تتسابق في التبكير على تمرين طفلها وكأنه كلما تمرن الطفل باكراً كان ذلك علامة على تفوقهنَّ.
والأم المرنة تعرف أن التمرين يتطلب وقتاً كما أن الوقت بدء التمرين لا تقرره بنفسها حينما تصاب بالملل من الحفاضات وتبديلها أو غسلها، أو تعتقد أن الطفل قد أصبح كبيراً بما فيه الكفاية لبدء التمرين، ولكن التمرين هو عملية متدرجة ووفق الشروط التي ذكرتها سابقاً لا يحمل أي صعوبة، وإذا كان التمرين يشوش بشكل كبير رغبة الطفل في الاستقلال فمن الأفضل تأجيله قليلاً حتى يكتسب ثقة اكبر بنفسه وإلا فالتمرين يمكن أن يتعارض مع رغبة الطفل في الاستقلال، والأم يمكن أن تصاب بالغضب وتفسر عدم اهتمامه بالتمرين المرحاضي على انه نوع من العصيان، وإذا كان الطفل يتعامل مع أم تحدُّ من قدراته على الانفصال بأوامرها المستمرة وتحديدها الكثير لفعاليته فإنه يدرك أن هذه الناحية لا يمكن للام السيطرة عليها وكأنه يقول لها (لا يمكنك أن تجبريني على فعل ذلك).
وسيدخل في حالة نضال لتحقيق الانفصال وتكوين الفردية المستقلة وهذا النضال سيتجلى في عدم رغبته في التمرين المرحاضي فهو يرفض إجراء حركات الأمعاء في المرحاض وعندما يرفض ذلك تصبح الأم أكثر فأكثر مصرةً على ذلك وكلما أصرت أكثر رفض الطفل ذلك أكثر. وهذا النضال هو حجر الأساس لبعض طباع المرء في المستقبل. ولنتذكر من الآن أن هذا التمرين المرحاضي يؤدي إلى صراع بين الأم والطفل الذي عنده صعوبات من أنواع أخرى فالتمرين المرحاضي ليس هو الأساس في الصراع بل هو تظاهرة له فالمشكلة الأساسية هي رغبة الطفل في الانفصال والاستقلال.
لقد تحدثت سابقاً عن اختلاف التطور بين الصبي والبنت فاكتساب النخاعين يتم عند الفتيات أبكر من الذكور لذلك فتطورهم الجسدي يكون أسرع كما أنهم أقل فعالية من الذكور ولهذا تكون حاجة الأم للسيطرة على فعاليتهن (أي قول لا لهن) أقل، وهذين العاملين يجعلا تمرين الفتاة أسهل فهي قادرة على ضبط المصرات والذهاب إلى "النونية" وأيضاً تؤمن الحركات العضلية البسيطة لإنزال البنطال قبل أن يستطيع الطفل الذكر تأدية هذه الأمور. كما أن صراعها مع الأم يكون أقل في هذه الفترة من الزمن. وهكذا يمكن للأم إذا لم تحدد فعالية الطفل بشدة فرفضه للتدريب يكون اقل.
وهناك ناحية أخرى تسبب مشكلة للتدريب عند الذكر ويمكن علاجها بسهولة فعندما تمرن الأم طفلتها على التبول والتغوط يتم ذلك بوضعية الجلوس وربما فعلت نفس الشيء عند تمرين طفلها -أي تحاول تمرينه على التغوط والتبول بوضع الجلوس- لكن ذلك لا يناسبه فربما شاهد والده أو أحد الذكور يتبول بوضع الوقوف، كما أن التبول بوضعية الجلوس لا يناسبه تشريحياً، فمن الأسهل تدريب الطفل على السيطرة على التبويل إذا علمناه ذلك بوضعية الوقوف، وهذه الفكرة قد لا تخطر على بال الأم لذا يأتي دور الأب الذي يمكن أن يلعب دوراّ هاماً هنا إذا كان يمضي وقتاً كافياً مع الطفل.
من كتاب (كيف نفهم الطفل والمراهق)