تخطى إلى المحتوى

المرأة بين الأنوثة والأمومة

  • بواسطة

الشروق

الشروق

المرأة بين ط§ظ„ط£ظ†ظˆط«ط© والأمومة


منذ ولادتها تُرهن البنت بصورة يحملها المجتمع للمرأة

تحدّد وظائفها في الحياة ومعايير جمالها

وتعمل التنشئة الاجتماعية على تعميق وتكريس هذه الصورة ؛
حتّى تقتنع بها الفتاة نفسها؛ فتكيّف نفسها على أساسها .

ورغم المشترك بين النساء كونيا ؛فإن هناك خصوصيات مجتمعية
تنقلها الثقافة متمثّلة في العادات والأمثال .

تكبر البنت ومعها تكبر هذه الصفات ؛وعلى أساسها يتمّ اختيارها للزواج ؛
الكل ينصحها بالتجمل والطاعة والعناية بجمالها …(كوني جميلة واصمتي)
أحيانا تتمّ تهيئتها ـ نفسيا وتربويا واجتماعيا ـ
للمسؤوليات التي تنتظرها كزوجة وكأمّ وكإنسانة لها كيان وحقوق ورغبات ؛
وأخرى يطلقونها كالقافز إلى البحر وهو لا يتقن السباحة .
وبعد الزواج تبدأ رحلة جديدة ملؤها السعادة أو التعاسة
تبعا لاستجابة أو اتفاق مواصفاتهاوواقع الحياة الزوجية .
ويبدأ بعدها البحث عن سبيل لتأكيد الذات
في عالم لا يعترف بالمرأة / الزوجة إلّا أمّا



بين ط§ظ„ط£ظ†ظˆط«ط© والأمومة
نساء على المحكّ


خاصيتان تجتمعان في ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© ، قد تبدوان منفصلتين ؛
لكنهما مرتبطتان في مخيال المجتمع : كلّ امرأة أمّ بالضرورة ؛
وهذا شرط وجودها .
.ولذلك فبمجرّد ما يمر شهر أو بضعة أشهرعلى الزواج
حتّى تنهال عليها الأسئلة ،ومع بدايتها ـ الأسئلة ـ
تنتقل من الانشغال عن نفسها إلى التفكيرفي الإنجاب .
وتختلف السلوك وردود الفعل حسب الحالات

الشروق

الحالة الأولى :

تنجب فتفرح لأنّ المولود سند وضمان استقرار ،

خصوصا إن كانت خلفتها ذكورا ـ في بعض الأوساط ـ .
أمّا إن أنجبت بنتا وأبتعتها بأخرى ثم ثالثة فيبدأ مركزها في الاهتزاز ،
وتصبح : المسكينة التي لا تنجب سوى البنات ،

الأمر الذي قد يؤدّي بالزوج إلى البحث عن زوجة ثانية تنجب له الولد
ـ الذي به يستمرّ اسمه ؛ متناسيا أو جاهلا أنّ ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© ليست مسؤولة
عن تحديد جنس الجنين
وتستمرّ المعاناة ـإلى أن يمنّ ط§ظ„ظ„ظ‡ عليها بالولد الذكر

مادام الإيمان بأنّ الأولاد من الجنسين هبة من ط§ظ„ظ„ظ‡ ضعيفا عند البعض

﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ *
يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ﴾.النحل 58

ويأتي الولد ، فتنشغل به لأنّه يملأ حياتها فهو سرّ وجودها ،
به تكتمل أنوثتها ومكانتها .
قد يشاركها زوجها هذه الفرحة والاهتمام ؛ وقد يفسد مجيء الأولاد العلاقة بينهما
لأنّ بعض الأزواج يغارون من العناية المفرطة بالابن ،
لأنّ هناك أمهات يهملن أنفسهن والبيت ويتمحور اهتمامهن على الأولاد
وهذه من مداخل التوتّر ومن مقدمات العلاقات غير الصحية بين الأمّ والأولاد
التي تترتب عليها تبعية الأولاد واراتباطهم غير الصحي بأمّهاتهم
.الذي يكون له تأثير سلبي على حياتهم المستقبلية .
وقد تكون الزوجة نبيهة ، فتجمع وتوفق بين كل مسؤولياتها
وذلك من خلال تدبير مشاعرها ووقتها
وتوزيعها حسب حاجة كلّ عضو في الأسرة .

الشروق

الحالة الثانية : تأخر الإنجاب

كلّما طرح السؤال على امرأة تأخر إنجابها تظهر علامات
تتأرجح بين الرضى بالمقدر والخوف من المستقبل والحزن ،
والإشفاق على النفس من نظرات الآخرين .

وتبدأ النظرات الموزعة بين الخوف والشفقة والتشفي أحيانا .
تحتار المسكينة ؛ خصوصا إن لم تكن عندها دراية بأمور الإنجاب ،
ولا تعرف للسؤال ردّا فتبدأ رحلة البحث عن الولد الذي يأتي أو لا يأتي .
وفي خضمّ عملية البحث هذه ؛ تنتهي رحلة الاهتمام بالنفس ـ بالنسبة لكثيرات ـ؛
وتنشغل الزوجة بالبحث عن وسيلة لتقديم الولد لزوج قد لا تهمّه معاناتها ،
رغم أنّ مشكل الإنجاب قد يكون لسبب يتعلق به ؛
لكن كبرياءه أو أنانيته يمنعانه من الاعتراف أو قبول الواقع وإجراء فحوص للتّأكّد ،
لأنّه أب بالضرورة ؛ والعيب دائما من ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© .

غافلين عن قوله تعالى:
﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾ الشورى 49 و50

الشروق

الحالة الثالثة: ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© العاقر أو العقيمة
أمّا من لم ترزق نعمة الإنجاب ، أوحدثت لها مشاكل بعد الابن الأول
أو تكررت إجهاضاتها فتوسم أو توصم بصفة العاقر ؛
وهي صفة شديدة القسوة ؛شديدة لأنّها محبطة ،
ما دام عدم الإنجاب ـ مجتمعيا ـ دليل عجز عن العطاء ونقصان أنوثة .

وتبدأ الهواجس ، وعلى رأسها هاجس الخوف من المستقبل
والشعور بالدونية والنقص؛ شعور خاص حتى بدون تأثير نظرة المجتمع ،
بسبب قوة رغبة الأمومة عندها ،
وقد يكون الزوج هو الشديد الرغبة في الأولاد ؛
فيحمّل الزوجة مسؤولية عدم تحقيق هذه الرغبة .
وسط هذه التوترات وعدم الاستقرار ،والمضايقات الاجتماعية ،
المتمثّلة في وإخفاء الحوامل حملهنّ مخافة حسدها ،مع ما يرافقه
من كلمات الشفقة القاتلة أو العبارات المهينة .والنظرات والهمسات
التي تولد وساوس قد تؤثّر على صحتها عضويا ونفسيا .

الشروق

وحتى داخل هذه العينة؛ تتوزّع الحالات حسب ردود فعل المرأة
التي لم تنجب كالتالي ـ على سبيل المثال ـ :

***لم تنجب فطلقها زوجها وتزوج كل منهما بعيدا عن الآخر

فأنجبت هي ولم ينجب الزوج ؛وهذا يبين أنّ المشكل فيه هو .

أو أنجب مع زوجته الثانية؛

وهذا يبين إمّا أنّهما لم يأخذا وقتا كافيا أو يسلكا الطريق الصحيح
للبحث عن علاج
أو أنّ ما بينهما من مشاكل وحواجز نفسية كان العائق .
.

***وأخرى طلقت أو توفي زوجها فتزوجت رجلا عنده أولاد
من زوجته المتوفية .؛تتعلق بأبناء الزوج أو أبناء الإخوة ،
وأشدّ ما يكون الارتباط حين تكون ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© شغوفا بالأولاد
والأبناء محرومين من الأمومة حيث يملأ كلّ من الطرفين
الفراغ العاطفي عند الثاني ؛ أو بالأحرى تغذق الأمّ عطفها عليهم .

***اللجوء إلى التكفّل متى سمحت ظروفها ؛
ووافق زوجها أو محيطها العائلي .
كثير من النساء بمجرّد التّأكّد من عدم قدرتها على الإنجاب ،
وحتّى تلبي الرغبة الحارقة في أن تكون أمّا تلجأ إلى التّكفّل ؛
وهو أيضا رحلة طويلة من الإجراءات حتى تحصل على الطفل
الذي تعطيه كلّ حبّها لأنّ من وجوده تستمدّ مبرّر وجودها كامرأة
أن تكون أمّا أو لا تكون .

***اضطرار الزوجة لتزويج زوجها لشعورها بالذنب :
كثير من الزوجات حين يتأكّدن بأنّ مشكل الإنجاب منهن ؛
ورغبة في الحفاظ على أزواجهن وبيوتهن؛
يعمدن إلى اقتراح الزواج على أزواجهن ؛ ومنهنّ من تخطب له ؛
قد تنجح هذه التشكلية الثلاثية
وقد تفشل بسبب الغيرة والصراع على المواقع ؛
وبما أنّ الزوجة الأولى تحمل حنينا للأولاد
فإنّها تسقط فائض عطفها وحبّها
على أبناء زوجها الذين بدورهم يسعدون بتوفّرهم على أمّين بدل واحدة ؛
وتضطر لإخفاء أو تخفيف العناية بنفسها وجمالها تفاديا لغيرة الزوجة /الأم .
قد تشعر الأم بالغيرة والخوف من استحواذ زوجة الأب على أولادها
وتنجح في إبعادهم ؛ فتبدأ سلسلة معاناة جديدة .
وقد يخيّب الأبناء مخططات أمّهم ويحبّون زوجة الأب ؛

بل ينادونها : أمّي

وبالفعل أعرف عائلة مركبة من هذا النوع

انتهى الأمر بالزوجتين صديقتين بعد أن كبر الأولاد وتزوجوا
وتحول اهتمامهما معا إلى الأحفاذ؛
وبقيت أيام الحذر والغيرة من الذكريات المضحكة .

***وبالمقابل ؛ نجد أخرى زوّجت زوجها فأهملها لأنّ الثانية أعطته الولد ،
واستقوت عليهابسلطة الأمومة ؛ فتعيش منبوذة ؛
وقد ينتهي بها الأمر إلى الطلاق إن رفضت التهميش والعيش الذليل .

***وأخرى تقنع بالنصيب وتحاول إخفاء حزنها ؛
وإذا مات الزوج التف حولها الإخوة مدّعين رعايتها
وهم في الواقع يريدون حراسة ممتلكاتها من أن تذهب لآخرين في حال زواجها مرة أخرى
أو تكفّلها بطفل يؤنس وحدتها ويملأ حياتها .

***وأخيرة ترضى بالنصيب وتقنع بأنّ ط§ظ„ظ„ظ‡ لم يرزقها لحكمة لا يعلمها سواه
ولذلك فهي تشعر أنّها ليست أسوأ حالا من أمّ أنجبت الأولاد والبنات ؛
وكنّ ضحايا جحود الأبناء ، فأصبحن يحسدنها
لأنّها لم تتجرّع مرارة جحود الأبناء .
الشروق
سقت هذا ط§ظ„ظ…ظˆط¶ظˆط¹ تعبيرا عن تعاطفي مع المرأة
التي يقسو عليها الزوج والعائلة والمجتمع ،
والتي يختزلها في إحدى وظائفها ملغيا الإمكانات التي تتوفر عليها .

مع ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© التي تنقصها التوعية والتربية الدينية والاجتماعية
التي تؤهلها لتكون زوجة سعيدة صالحة قادرة
على بناء أسرة سليمة القواعد

وأمّا ـ إن رزقها ط§ظ„ظ„ظ‡ ؛ قادرة على تربية أبنائها تربية حسنة
تهيؤهم لحياة سعيدة و لخدمة دينهم وبلدهم .

وسقته بالأساس للدعوة إلى التعامل مع ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© على أنّها كيان إنساني مكتمل الإنسانية ،ــــ وليست دمية أو أداة لتفريخ الأولاد ـــ
وتأهيلها دينيا وتربويا ونفسيا لتكون كذلك .


hglvHm fdk hgHk,em ,hgHl,lm lljum Hojd ltd] l,q,u g;g lk hggi hgl,q,u jfhv; odv odvh [.h; [.h; hggi odvh vhzu ugn ugd; ihv,k ,ltd]m ,hgHl,vlm rvhxm

السلام عليكم شكرا أختي موضوغ غاية في الرقي حفظك الله ومن تحبين من كل سوءالشروق

الشروق

الشروق

موضووع رائع أختي شكرا

موضوع جميل احسنت الاختيااااااار بارك الله فيك

جزاكن الله خيرا أخواتي على المرور الطيب .

موضوغ غاية في الرقي


جزاكن الله خيرا أخواتي على المرور

الشروق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.