بسم الله الرحمن الرحيم
في مثل هذه الأيام من كل عام، يفِد إلى الأراضي المقدسة بالمملكة العربية السعودية المسلمون من أنحاء العالم لأداء فريضة الحج. ولموسم ط§ظ„طط¬ طابع مميز، حيث ينشط الحجيج ويؤدون مناسكهم التي تتطلب جهداً بدنيا كبيرا. كما يوجد بعض التغيرات التي تصاحب هذه الفترة الزمنية مثل التغير في مواعيد تناول الطعام ونوع وكمية المتناول منه.
«الشرق الأوسط» حاورت الدكتور خالد علي المدني، استشاري ط§ظ„طھط؛ط°ظٹط© بوزارة الصحة السعودية ونائب رئيس الجمعية السعودية لعلوم الغذاء والتغذية حول ط§ظ„طھط؛ط°ظٹط© ط®ظ„ط§ظ„ ظپطھط±ط© الحج، فيقول ان ط§ظ„طھط؛ط°ظٹط© المثالية والجيدة ط®ظ„ط§ظ„ ظپطھط±ط© أداء مناسك ط§ظ„طط¬ تحقق مجموعة من الأهداف، منها:
ـ توفير العناصر الغذائية اللازمة لاحتياجات جسم الحاج، التي تشمل البروتينات والكربوهيدرات والدهنيات والفيتامينات والعناصر المعدنية والماء، وهذا يتحقق بتنويع مصادر الغذاء مع زيادة استهلاك الخضروات والفاكهة.
ـ تحسين مستوى ط§ظ„طھط؛ط°ظٹط© للحجاج، بحيث تكون كافية دون إفراط أي أن تكون بالكمية اللازمة لاحتياج الفرد حسب عمره وجنسه وما يبذله من طاقة.
ـ تجنب حدوث التسمم الناتج عن تلوث الغذاء باتباع الطرق والإرشادات الصحية السليمة وتحضير وإعداد الأطعمة مع النظافة، فالنظافة واجبة في كل شيء في حياة الإنسان المسلم وهي أوجب ما تكون في الغذاء، حيث ان كثيراً من الأمراض تنتقل عن طريق الطعام أو الشرب الملوث.
* الغذاء المفضل > ما هو الغذاء المفضل في ظپطھط±ط© الحج؟
ـ ظپطھط±ط© ط§ظ„طط¬ مميزة، حيث يؤدي الحجيج مناسكهم في أيام معدودات، إضافة إلى ما يتطلبه أداء المناسك من جهد بدني كالطواف والسعي ورمي الجمرات والانتقال بين بقاع المشاعر المقدسة، لذا يلزم الحاج تناول وجبات غذائية تساعده على الحفاظ على توازن الطاقة في الجسم والاحتفاظ بكمية سوائل تعوض الفاقد منه مع الحرص على عدم الإمساك ط®ظ„ط§ظ„ ظپطھط±ط© الحج، وذلك من ط®ظ„ط§ظ„ اتباع التالي:
ـ تناول الفاكهة والخضروات الطازجة بعد غسلها جيداً، لتوفير المصدر الجيد للفيتامينات والأملاح المعدنية والطاقة والألياف الطبيعية التي تجنب الفرد الإمساك.
ـ تناول التمور مع منتجات الألبان (زبادي، أجبان، لبن) لمد الإنسان بوجبة غذائية عالية القيمة الغذائية سهلة الهضم.
ـ تناول الخبز الكامل (الحب)، الذي يمد الفرد ببعض الفيتامينات والألياف والطاقة.
ـ تناول المياه والعصائر والمشروبات باستمرار لتعويض ما يفقده الجسم من السوائل.
أما بالنسبة لبعض المرضى مثل مرضى داء السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو المرضى الذين يعانون من ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.. الخ، من الأمراض ذات العلاقة بالتغذية، فيجب على المريض في هذه الحالة الحفاظ على الحمية الغذائية الموصوفة من قبل اختصاصي ط§ظ„طھط؛ط°ظٹط© مع تناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب المعالج في مواعيدها، كما يجب مراعاة أن وجود الحجاج في خيام مفتوحة قد يعرضهم للغبار أو الأتربة مما قد يؤدي إلى حدوث حساسية لديهم (إذا كان لديهم استعداد لذلك)، كما قد يتعرض الحاج لتناول أطعمة جديدة عليه قد تكون محدثة للحساسية لديه.
* نصائح وإرشادات > ما هي النصائح والإرشادات الغذائية؟
ـ هناك العديد من النصائح والإرشادات الغذائية التي يجب اتباعها أثناء أداء مناسك ط§ظ„طط¬ تشمل:
ـ تناول الطعام في أماكن معروفة وعدم تناوله من الباعة الجوالين في الطرقات.
ـ غسل اليدين جيدا قبل تناول الطعام وعدم التكاسل أو الاستخفاف بهذه النصيحة، فكثيراً ما يكون سبب التسمم الغذائي عدم الاهتمام بغسل الأيدي، وبالطبع سوف يحرم الحاج من إكمال أداء مناسك الحج.
ـ الابتعاد قدر الإمكان عن تناول الأطعمة غير المطهية مثل بعض الأسماك الصدفية.
ـ الابتعاد عن تناول السلطات المحضرة مسبقاً من المايونيز وسلطات البيض أو الدجاج أو التونة، حيث تكون أكثر عرضة للتلوث أو الفساد.
ـ تجنب الأطعمة التي تكون سريعة الفساد إذا تركت ظپطھط±ط© بعد الطهي مثل الأسماك أو الدجاج أو «الكبسة».
ـ تناول اللبن المبستر أو المعقم المغلي جيداً، ويفضل شراء العبوات الصغيرة وعدم الاحتفاظ بالعبوة بعد فتحها.
ـ عدم الإكثار من تناول الأطعمة أكثر مما تم التعود عليه، فإن ذلك قد يسبب بعض الاضطرابات الهضمية والشعور بالغثيان.
ـ التأكد دائماً من أن أدوات الطعام نظيفة وخالية من الأوساخ والتربة.
ـ التأكد دائما من أن مياه الشرب آتية من مصدر صحي وسليم، كذلك تجنب تناول الثلج المصنوع من هذه المياه، ويكون من الأفضل تناول المياه المعبأة والمشروبات التي تبيعها شركات معروفة.
ـ عدم تناول أي طعام غريب وهذا يشمل جميع الأطعمة حتى الفاكهة ويمكن تناول هذا الطعام بعد أداء مناسك الحج، لكن ليس قبله فالأطعمة التي تؤكل لأول مرة قد تسبب بعض الاضطرابات الهضمية أو الحساسية الغذائية.
ـ التأكد من نظافة المائدة ومفرشها والفوط التي توضع عليها فقد تكون مصدراً لنقل الجراثيم أو العدوى في حالة عدم نظافتها.
ـ حفظ ما تبقى من الأطعمة في مكان نظيف مبرد بعيداً عن الأوساخ والحرارة.
hgjy`dm oghg tjvm hgp[ hgd] [lhg
أمراض شائعة طيلة العام تنتشر لتوفر الظروف المناخية والبيئية المناسبة
تعتبر التهابات الجهاز التنفسي من الأمراض الشائعة في فترة الحج، وذلك لتوفر عدد من العوامل المساعدة على انتقالها من الإنسان المصاب إلى السليم، ويصعب تفاديها في الحج مثل الازدحام الشديد وتجمع أعداد كبيرة من الناس في أماكن ضيقة مغلقة، والإرهاق الشديد وقلة الراحة والنوم.
وهذه الأمراض تسبب آلاماً في الحلق وارتفاعاً في درجة الحرارة والزكام، إضافة إلى آلام في الجسم والمفاصل وسعال في بعض الحالات. ويمكن التخفيف من هذه الأعراض بالإكثار من شرب السوائل المعتدلة الحرارة، وبتناول المسكنات وخافضات الحرارة مثل (الباراسيتامول) عند الشعور بارتفاع في درجة الحرارة أو بآلام في الجسم، وإذا استمرت الأعراض أو ساءت بعد 48 ساعة أو صاحبتها تغيراتٌ في التركيز الذهني، فعلى المريض مراجعة اقرب مركز صحي دون تأخير.
الدكتور سالم الفيفي ـ استشاري الأمراض الصدرية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة ـ، يؤكد أن التهابات الجهاز التنفسي تُعد من أكثر الأمراض شيوعاً طيلة أيام العام ولكنها ستزداد بشكل ملحوظ خلال فصل الشتاء وبداية فصل الربيع وفي الأماكن ذات الكثافة البشرية العالية، كما هو الوضع في منطقة المشاعر المقدسة ومكة المكرمة، فتزداد نسبة الإصابة بها أثناء موسم الحج لتوفر الظروف المناخية والبيئية المناسبة لحدوثها، ومن تلك الأمراض نذكر ما يلي:
* نزلات البرد
* وهي تنتج من إصابة المجاري التنفسية العليا بأحد الفيروسات التي تؤدي إلى التهاب الأغشية المخاطية للأنف والبلعوم والحنجرة وقد يشمل أيضاً التهاب اللوزتين، ويسهل انتقال العدوى من شخص مصاب إلى شخص سليم معافى عن طريق الرذاذ الذي يتطاير خصوصاً عند السعال أو العطس. تبدأ الأعراض بعد عدة ساعات من انتقال العدوى وتتمثل في ارتفاع درجة الحرارة، الام في الحلق، مع صعوبة في البلع وتغير في الصوت (اذا شمل الالتهاب الحنجرة)، يكون الالتهاب مصحوباً بكثرة في إفراز السوائل المخاطية من الأنف. وعادة ما تستمر الاعراض ما بين 2 إلى 4 أيام ثم تخف تدريجياً حتى تختفي تماماً.
يُنصح المصاب بالراحة التامة أثناء فترة الاصابة قدر الامكان، كما يمكنه تناول مُسكن للألم والحرارة عند الحاجة مثل عقار Acetamenophen كما يستطيع تناول بعض المسكنات الموضعية اذا كانت آلام الحلق تُسبب له ازعاجاً ملحوظاً. ولا ينصح إطلاقاً بتناول المضادات الحيوية، حيث ان الغالبية العظمى من نزلات البرد تنتج من الاصابة بأحد الفيروسات التي لا تستجيب للمضادات الحيوية، التي ننصح بها في حالات الالتهاب البكتيرية.
وفي حالة استمرار الاعراض لفترة أطول من المتوقع أو الارتفاع المستمر في درجة الحرارة أو وجود سعال مستمر مصحوب بكميات كبيرة من البلغم أو ضيق في التنفس، فيجب في مثل هذه الحالة مراجعة الطبيب فوراً، حيث قد تكون هذه الأعراض ناتجة عن التهاب بكتيري قد يصيب الشعب الهوائية أو يؤدي الى التهاب في الرئة، حيث يقوم الطبيب في هذه الحالة بإجراء بعض الاختبارات الاضافية مثل زرع للبلغم أو الدم، قياس مستوى الاوكسجين في الدم وعمل أشعة للصدر حسب ما يراه ضرورياً قبل أن يصف مضاداً حيوياً للمريض.
ينصح المريض المصاب بنزلة برد اثناء اداء مناسك الحج بارتداء قناع للفم والأنف خصوصاً في الساعات الأولى من ظهور الاعراض، حيث تكون نسبة حدوث العدوى عالية وذلك بغرض حماية الاشخاص الذين يقيمون معه في نفس الخيمة أو يشاركونه في وسيلة النقل.
* التهاب الرئة قد يحدث التهاب الرئة دون سابق إنذار، أو قد يتبع التهاب المجاري التنفسية العليا، وعادة ما يكون التهاب الرئة ناجماً عن عدوى بكتيرية. ويكون كبار السن عادة أكثر عرضة للاصابة بالتهاب الرئة، كما ان المدخنين والمصابين بأمراض مزمنة مثل السكري أو الفشل الكلوي أو القصور المزمن لوظائف الرئتين أو القلب أكثر عرضة لالتهاب الرئة. وقد يصيب الالتهاب إحدى أو كلا الرئتين. وتتمثل الاعراض الرئيسية في ارتفاع حاد في درجة الحرارة، سعال مصحوب بكميات كبيرة من البلغم ذي اللون الأصفر المائل للاخضرار وقد يكون مصحوباً بنقاط صغيرة من الدم. ويعاني المصاب بالتهاب الرئة الحاد من صعوبة بالغة في التنفس كما قد يحس بآلام تشبه الوخز في جدار الصدر المحيط بالرئة المصابة وخصوصا عند محاولة أخذ نفس عميق.
يتم تشخيص الحالة بعد الحصول على التاريخ المرضي عن طريق الفحص السريري واجراء الاختبارات اللازمة مثل أشعة الصدر وزرع لعينة من الدم والبلغم وتحليل الغازات للدم. ومن ثم يبدأ العلاج الذي يتكون بشكل رئيسي من المضادات الحيوية التي قد تعطى عن طريق الفم أو عن طريق الحقن الوريدية حسب ما تتطلبه كل حالة. تعالج الحالات الخفيفة أو المتوسطة خارج المستشفى أما الحالات الأكثر شدة، فعادة ما تستدعي تنويم المريض واعطاء العلاج تحت اشراف مباشر، خصوصاً كبار السن أو ذوي الامراض المزمنة لما قد يمثله التهاب الرئة أو مضاعفاته من خطورة على حياتهم.
يجب على الإخوة الحجاج مراجعة أقرب مستشفى أو مركز صحي عند الاصابة بالأعراض المذكورة، حيث ان التشخيص والعلاج المبكرين يؤديان إلى تحسن سريع في حالة المريض والى تقليص حدوث المضاعفات.
* الربو .. من الأمراض الطارئة في الحج > يصيب الربو عدداً كبيراً من الصغار والكبار وينتج عن عدة عوامل وراثية وبيئية تؤدي الى زيادة في درجة حساسية الغشاء المبطن للشعب الهوائية عند تعرضه إلى المثيرات التي تؤدي الى التهاب حاد في الشعب الهوائية يؤدي الى ضيق شديد في المجاري والشعب الهوائية.
الدكتور صالح الدَّماس استشاري الأمراض الصدرية والعناية المركزة بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة، يصف الأعراض الرئيسية لنوبات الربو الحاد بأنها ضيق شديد في التنفس مصحوب بصفير أثناء عملية الزفير وسعال مستمر مع بلغم يميل لونه إلى الصفرة وقد تستمر النوبة من عدة ساعات إلى عدة أيام.
ويتم علاج هذه الحالات في غرفة الإسعاف عن طريق البخاخات أو الرذاذ المتطاير الموسع للشعب الهوائية كما قد يحتاج بعض المرضى للتنويم في الحالات الشديدة كما قد يحتاج بعض المرضى لاستخدام عقار الكورتيزون عن طريق الفم أو الوريد لفترة قصيرة.
هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى حدوث نوبات الربو الحادة ومن أهمها عدم الالتزام بأدوية الربو التي تمنع حدوث النوبة أو عدم الاستخدام الصحيح لها. وكذلك التهابات المجاري التنفسية العليا الفيروسية وارتخاء الصمام الوظيفي الذي يفصل بين المريء والمعدة مما قد يؤدي إلى ارتجاع الحامض المعدي والذي قد يؤدي إلى تهيج الشعب الهوائية وحدوث نوبة الربو الحادة. ومن العوامل الأخرى ايضاً التهاب الجيوب الأنفية أو حساسية الأنف.
كما يؤدي التعرض لبعض المؤثرات الخارجية إلى حدوث نوبات الربو مثل الغبار الناتج عن العواصف الرملية أو الذي قد ينشأ داخل المنزل بسبب عملية تنظيف المنازل وكذلك المحاليل ذات الرائحة القوية مثل المبيدات الحشرية والعطور أو التعرض للدخان الناتج عن عملية احتراق كالبخور مثلاً أو دخان السجائر.
وفيما يلي مجموعة من النصائح التي يجب على الحاج اتباعها لتجنب حدوث نوبات الربو:
1 ـ الالتزام الدقيق بأدوية الربو والتأكد من استخدامها بالطريقة الصحيحة واصطحاب كمية كافية منها اثناء التنقل بين المشاعر ويجب ان تكون في متناول اليد بشكل دائم.
2 ـ في حالة وجود غبار أو دخان فإنه يستحسن لبس قناع للفم والأنف وذلك لتقليل كمية الغبار أو الدخان النافذة الى الجهاز التنفسي.
3 ـ تناول الأدوية المثبطة للحامض المعدي اذا كنت ممن يعانون من ارتجاع الحامض المعدي مثل عقار Zantac أو Losec على سبيل المثال وكذلك بخاخات الأنف اذا كنت مصاباً بحساسية الأنف.
4 ـ عدم تناول الأدوية المسكنة للالتهاب أو الألم اذا كنت ممن لديه حساسية من هذه الأدوية مثل عقار فولتارين Voltaren وبروفين Brufen أو الأسبرين Asprin أو ما شابهها حيث ان ذلك قد يؤدي الى نوبة ربو حادة.
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اسمح لي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك واسلوبك الراقي وتالقك
مبرووووووك من الاعماق والى الامام وبالتوفيق يارب