منقووول ….. بتصرف
جاء في كتاب كليلة ودمنة، على لسان دمنة قوله : زعموا أن ثعلباً أتى أَجمة (أي شجراً كثيراً مُلتفّاً) فيها طبل مُعلَّقٌ على شجرة، وكلما هبّت الريح على قضبان تلك الشجرة حرّكتها، فضربت الطبل فَسُمِعَ له صوت عظيم، فتوجّهَ الثعلبُ نحوه لأجل ما سمع من عظيم صوته، فلما أتاه وجده ضخماً، فأيقن في نفسه بكثرة الشحم واللحم، فعالجه حتى شقّه،فلما رآه أجوفَ لا شيء فيه، قال : لا أدري لعل أَفشل الأشياء أجهرها صوتاً.
يبدو أنها حقيقية في هذه الحياة، أن الأجوف الفارغ يصدر أعلى الأصوات، وأن ضخامة الصوت تتناسب طردياً مع حجم الخواء الفكري والعاطفي، ومع حجم الفراغ في رصيد الأعمال والانجازات، وليس ثمة تعبير أبلغ من الذي استخدمه الثعلب في القصة السابقة، حين اعتبر أجهر الأصوات أَفشلها.
كما ان الدماغ البشري ذاته، وهو أعظم مخلوق في الكون كله من حيث تركيبه، ووظائفه، ونتائج عملياته، ومع ذلك فهو لا يُصدِرُ في عمله الدائب المعقد أي صوت !
إذن، فأول دلالات الصوت العالي اشارته غالباً إلى ذلك (التجويف) والفراغ والخواء الكامن خلفه.
أما الدلالات الثانية للصوت الصاخب فهو ارتباطه بالاختلال وعدم التوازن، كما في حال الآلة حين تعطب أو تتآكل أجزاؤها، ولا تتمكن من الدوران الطبيعي، فإنها تصدر زعيقاً عالياً مزعجاً.
وربما كانت أكثر الأوضاع التي يرتفع فيها صوت الانسان تلك التي يكون خلالها في حال من العصبية، والعصبية توتر يشير إلى اختلال في التوازن النفسي، بل إلى اختلال في إفراز الغدد في تلك اللحظة .
أما الدلالة الثالثة التي يشير إليها الصوت العالي، فهي تدني الذوق، وانحدار مستوى الاحساس الجمالي، بل ومخالفة قواعد الأدب الرفيع .
ويسود الصوت المرتفع عادة في المجتمعات الأكثر بدائية وجهلاً وتردياً من حيث مستوى المعيشة وجودتها، ولك أن تأخذ أي مشهد من بيئة مجتمع يسوده الجهل والتخلف وتدني مستوى الحياة، سواء أخذت هذا المشهد من الواقع أو من رواية أو فيلم.
و في النهاية نقول إن الهدوء فنٌ في الحياة لا يتقنه الأكثرون، وإن أسلوب التعبير عن الانفعالات معيار في التفريق بين الرقيّ والدونية.
hotqd w,j; >>>>>v[hxh v[hxh
لطالما لفت انتباهي بعض الناس كيف يتحدثون بصوت منخفض وثقة بالغة تصيبني بالاعجاب فبكلمات دقيقة ونبرة صوت هادئة تنم عن ثقة وترتيب في الافكار تجد ثقافة عالية وذكاء خارق قل مثله عندنا في المغرب ….
و خير ما ختمتي به له معنى عال أختي
و في النهاية نقول إن الهدوء فنٌ في الحياة لا يتقنه الأكثرون، وإن أسلوب التعبير عن الانفعالات معيار في التفريق بين الرقيّ والدونية.