إنها أعظم قصة نجاح عرفتها البشرية
إنها قصة خير خلق الله
قصة من قال الله فيه (وإنك لعلى خلق عظيم)
فقد بعث النبى وحيدا فى وقت قد ملأه الفساد وقل من يعبد الله
وآذاه قومه حتى أقاربه ؛ وقالوا عنه شاعر وقالوا عنه مجنون وقالوا ……وقالوا……………..
بل وعذبوا أصحابه
بل ورموه بالحجارة
بل وحاصروه فى شعب أبى طالب وقاطعوه
بل وتآمروا على قتله
بل أخرجوه من أرضه
بل وقاتلوه بأنفسهم وجمعوا له الأحزاب
وبل …….وبل ……………….وبل ………………
ورغم كل ذلك ……………………………..
صار أكثر الناس أتباعاً
وصار يملك قلوب الناس منذ مئات السنين وحتى الآن
بل صار ط£ظپط¶ظ„ القادة العسكريين
بل ووصل دينه كما بشر مابلغ الليل والنهار
بل وننتظر أن يملك أتباعه الدنيا بعد أن يفيقوا
بل إن أتباعه هم من زينت لهم الجنان
بل ونرغب فى مرافقته فى الجنان
بل ورفع الله له ذكره فقال – تعالى -:(ورفعنا لك ذكرك)
بل إن من أراد أن يعرف الحق فإنه يعرض نفسه على هداه
وفوق ذلك فقد زكاه ربه ونصره وثبته وكفل لمن يتبعه النصر
فقد قال – عز وجل – (إنا لننصر رسلنا والذين ءامنوا فى الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد)
بل قد أوتى مالم يؤت نبى من قبل : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أوتيت خمسا ، وقد روي ستا ، وروي فيه ثلاثا وأربعا وهي تنتهي إلى أكثر من سبع ، قال فيهن : لم يؤتهن أحد قبلي ، بعثت إلى الأحمر والأسود ، ونصرت بالرعب مسيرة شهر ، وجعلت أمتي خير الأمم ، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، وأتيت الشفاعة ، وبعثت بجوامع الكلم ، وبينا أنا نائم أوتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت بين يدي ، وزويت لي مشارق الأرض ومغاربها ، وأعطيت الكوثر وهو خير كثير وعذب ، ولي حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة ، آنيته عدد نجوم السماء ، من شرب منه لم يضمأ بعدها أبدا ، وختم بي النبيون .
بل إن المسلمين يذكرونه ليلاً ونهاراً.
بل ملك وفتح الكثير ولكن أحبه كل من اتبعه من رءاه ومن لم يراه .
بل ………………………….وبل ……………………وبل ……………………….
ومهما ذكرنا له من نجاحات فإننا لا نؤديها
فقد حقق مالم يحققه أحد ومالن يحققه أحد
فكيف ذاك ………………….؟
أتعرفون ……………….؟
سأقول لكم سببً من أسباب نجاحه :
إنها الأخلاق التى قد بعث ليتمها –صلى الله عليه وسلم – :
فقد كانت أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مستمدة من القرآن الكريم ، ذلك أن السيدة عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم قالت لسائلها : أما تقرأ القرآن ؟ قال : بلى . فقالت : كان خلقه القرآن .
وإذا كان خلق النبي صلى الله عليه وسلم هو القرآن وما جاء به ، فهيا بنا نتعرف على طرف من هذه الأخلاق :
التواضع :
لذلك فقد روي عن أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال :
) كان رسول الله يعلف الناضج ، ويعقل البعير ، ويقم البيت ، ويحلب الشاة ، ويخصف النعل ، ويرقع الثوب ، ويأكل مع خادمه ، ويطحن عنه إذا تعب ، ويشتري الشيىء من السوق فيحمله إلى أهله ، ويصافح الغني والفقير والكبير والصغير ، ويسلم مبتدئاً على كل من استقبله ، من صغير أو كبير ، وأسود وأحمر ، وحر وعبد)
ومن تواضعه عليه الصلاة والسلام أنه كان في سفر ، وأمر أصحابه بطهو شاة ، فقال أحدهم : علي ذبحها ، وقال آخر : علي سلخها ، وقال ثالث : على طبخها ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( وعلي جمع الحطب )) فقالوا يا رسول الله ، نكفيك العمل ، فقال : (( علمت أنكم تكفونني ، ولكن أكره أن أتميز عليكم ، وإن الله سبحانه وتعالى يكره من عبده أن يراه متميزاً بين أصحابه ))
[ شرح الزرقاني 4 : 265 ]
وقد قال عليه الصلاة والسلام) : التواضع لا يزيد العبد إلا رفعةً ، فتواضعوا يرفعكم الله(
الصدق :
لقد كان الصدق من صفات الرسول صلى الله عليه وسلم في الجاهلية والاسلام ، فقد كانت قريش تعرف محمداً قبل أن يتنزل عليه الوحي بـالصادق الأمين .
وحتى عندما بدأت الرسالة ، وأراد أن يدعو قريشاً اعترفت بصدقه قبل أن يتكلم عن رسالته ، فعندما صعد الصفا وقال : (( يا صباحاه )) ، كي تجتمع له قريش ، فاجتمعت على الفور وقالوا له : مالك ؟
قال : (( أرأيتم إن أخبرتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم ، أما كنتم تصدقونني ؟ ))
قالوا : بلى ، ما جربنا عليك كذباً .
قال : (( فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ))
وها هو هرقل ملك الروم وإمبراطور الروم يسأل أبا سفيان في ركب من قريش بعد صلح الحديبية فيقول : هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ فقال أبو سفيان : لا ، فقال ملك الروم : ما كان ليدع الكذب على الناس ويكذب على الله .
[ تاريخ الطبري 3 : 86 ]
وفي القرآن الكريم الصدق صفة وصف بها الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : ((وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا )) الاحزاب : 22 ]
قال الله تعالى : ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين))
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( عليكم بالصدق ، فإن الصدق يهدي إلى البر ، والبر يهدي إلى الجنة . . ))
[ رواه البخاري ومسلم وغيرهما ]
: الوفاء
• حديث عبدالله بن أبي الحمساء إذ قال : بايعت النبي صلى الله عليه وسلم ببيع قبل أن يبعث وبقيت له بقية فوعدته أن آتيه بها في مكانه فنسيت ثم تذكرت بعد ثلاث ، فجئت فإذا هو في مكانه، فقال : )يا فتى لقد شققت علي أنا هنا منذ ثلاث أنتظرك (
• وروى البخاري في الأدب المفرد عن أنس بن مالك قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتي بهدية قال 🙁 اذهبوا بها إلى بيت فلانة فإنها كانت صديقة لخديجة ، إنها كانت تحت خديجة)
أي وفاء هذا ياعباد الله ؟ إنه يكرم أحباء خديجة وصديقاتها بعد موتها رضي الله عنها .
العدل :
• وكان عليه الصلاة والسلام يعدل ويتحرى العدل بين زوجاته ثم يعذر إلى ربه وهو مشفق خائف فيقول :
(( اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك ))
• وكان الحسن يقول :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأخذ أحداً يقرف أحد ، ولا يصدق أحد على أحد .
والقرف : التهمة والذنب .
الكرم
• إن الكرم المحمدي كان مضرب الأمثال ، وكان صلى الله عليه وسلم لا يرد سائلاً . فقد سأله رجل حلة كان يلبسها فدخل فخلعها ، ثم خرج بها في يده وأعطاه إياها.
• ففي صحيح البخاري ومسلم عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال
: (( ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط فقال لا .
• وقال أنس بن مالك رضي الله عنه : (( ما سئل رسول الله شيئاً قط فقال لا ))
الزهد
قال عليه الصلاة والسلام لعمر وقد دخل عليه فوجده على فراش من أدم حشوه ليف فقال : إن كسرى وقيصر ينامان على كذا وكذا ، وأنت رسول الله تنام على كذا وكذا ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :
((مالي وللدنيا يا عمر ، وإنما أنا ****ب استظل بظل شجرة ثم راح وتركها))
أدبه وحسن عشرته :
• قال أنس بن مالك : خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنوات فما قال لي أف قط ، وما قال لشيء صنعته لم صنعته ؟ ولا لشيىء تركته لم تركته
• ووصفه علي رضي الله عنه فقال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أوسع الناس صدراً ، وأصدق الناس لهجة ، وألينهم عريكة ، وأكرمهم عشره .
• وقالت عائشة رضي الله عنها : ما كان أحد أحسن خلقاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دعاه أحد من أصحابه ولا أهل بيته إلا قال : (( لبيك أي أجاب دعوته .
• ووصفه ابن أبهي هالة وهو صحيح : كان دائم البشر ، سهل الخلق ، لين الجانب ، ليس بفظ ولا غليظ ، ولا سخاب ، ولا فحاش ، و عياب ، ولا مداح ، يتغافل عما لا يشتهي ولا يؤيس منه . وكان يجيب من دعاه ، ويقبل الهدية ممن اهداه ، ولو كانت كراع شاه ويكافىء عليها .
• قال البراء بن عازب رضي الله عنه: "كان رسول الله أحسن الناس وجهاً وأحسنهم خَلقاً"
• وحسبنا في بيان أدبه صلى الله عليه وسلم وحسن عشرته وجميل مخالطته قول ربه تبارك وتعالى فيه :
: ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)) [ المائدة : 159 ]
فجزاه الله عن أمته خير الجزاء .
وإليكم بعض من الآداب المحمدية :
• كان عليه الصلاة والسلام إذا أحزنه أمرٌ فزع إلى الصلاة ، لجأ إليها ، و كان يحب
الخلوة بنفسه للذكر و التفكر و التأمل و مراجعة أمره .
• لا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها
• يسألُ الناس عما في الناس ، ليكون عارفاً بأحوالهم و شؤونهم
• و كان النبي صلى الله عليه وسلم يرقع ثوبه ، و يخصف نعله ، و يأكل مع العبد ، و يجلس على الأرض ، و يصافح الغني و الفقير .. و لا يحتقر مسكيناً لفقره .. و لا ينزع يده من يد أحد حتى ينزعها هو ، و يسلم على من استقبله من غني و فقير ، و كبير و صغير .
• و كان عليه الصلاة والسلام أشجع الناس ، و كان ينطلق إلى ما يفزع الناس منه ، قبلهم ، و يحتمي الناس به ، و ما يكون أحدٌ أقرب إلى العدو منه
• عن انس رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يمر بالصبيان فيسلم عليهم – رواه البخاري واللفظ له ومسلم.
• وكان صلى الله عليه وسلم يحمل ابنا ابنته وهو يصلي بالناس إذا قام حملها وإذا سجد وضعها وجاء الحسن والحسين وهما ابنا بنته وهو يخطب الناس فجعلا يمشيان ويعثران فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما حتى ووضعهما بين يديه ثم قال صدق الله ورسوله(وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) (لأنفال:28) نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان فيعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما.
• ومن ذلك شفقته بمن يخطئ أو من يخالف الحق وكان يُحسن إليه ويعلمه بأحسن أسلوب ، بألطف عبارة وأحسن إشارة ، من ذلك لما جاءه الفتى يستأذنه في الزنى.
فعن أبي أُمامة ـ رضي الله عنه ـ قال: إن فتىً شاباً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه فقال له: (ادنه)، فدنا منه قريباً، قال: (أتحبّه لأمّك؟) قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: (ولا الناس يحبونه لأمهاتهم) قال: (أفتحبه لابنتك؟) قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لبناتهم) قال: (أفتحبه لأختك؟) قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لأخواتهم). قال: (أفتحبه لعمتك؟) قال: لا والله، جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لعماتهم). قال: (أفتحبه لخالتك؟) قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لخالاتهم) قال: فوضع يده عليه، وقال: اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصّن فرجه) فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء. رواه أحمد.
• وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يمازح العجوز، وكان جُلُّ ضحكه التبسم، بل كلُّه التبسم، فكان نهايةُ ضحكِه أن تبدوَ نواجِذُه.
هذا طرف من أخلاقه –صلى الله عليه وسلم –
أرأيتم كيف قاد الدنيا وكيف مدحه كل من عرفه حتى من لم يتبع دينه
وأخيرا من أراد ط§ظ„ظ†ط¬ط§ط فى الدنيا والآخرة فعليه بهدى النبى –صلى الله عليه وسلم –
كيف لا وقد قال الله – عزوجل- (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)
فهلا نتأسى بأخلاقه وقد قال –صلى الله عليه وسلم-
• في الصحيحين ((إن من خياركم أحسنكم خلقا((
• وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا( .
• وقال صلى الله عليه وسلم: ((أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه((
فلنقرأ إخوتى سيرته ولنتعلم منها فإن من سار على هديه ساد الدنيا ولنا فى التاريخ عبرة.
واعذرونى على الاطالة ولكن الحديث فى مقام رسول الله يحلو ولا يمل.
ولا تنسونا من صالح الدعاء
Htqg rww hgk[hp ugn hgh’ghr