بسم الله الرحمن الرحيم
هل ظٹظڈظˆظ„ط¯ ط§ظ„ط£ط·ظپط§ظ„ وهم ظٹطط¨ظˆظ† ط³ظ…ط§ط¹ طط¯ظٹط« الناس؟
أحدث دراسة: قدرة الطفل على تمييز أصوات البشر غريزية وجينية وليست مكتسبة
الرياض: د. عبير مبارك
كشف العلماء في كندا عن إجابة محتملة الصواب بشكل كبير، عن واحدة من الأسئلة الساحرة بغرابتها والحائرة بلا إجابة حتى اليوم، وهي هل يكتسب الطفل الوليد صفة تفضيله ط³ظ…ط§ط¹ أصوات طط¯ظٹط« الناس أثناء نموه وتطوره داخل رحم الأم أثناء حملها به، أم أن الطفل ظٹظڈظˆظ„ط¯ وهو يملك القدرة على تمييز لغة تخاطب البشر بالغريزة والفطرة. السؤال رغم سحر الغرابة فيه يمثل جزءاً مركزياً في فهمنا لأصل امتلاك وديناميكية تطوير الميزة الأهم للبشر بين كافة المخلوقات ألا وهي القدرة على التخاطب باللغة.
موضوع تمييز الطفل الحديث الولادة للأصوات عموماً أمر مهم وعلىه نعتمد في فحص قدرة السمع لديه من حين ولادته. لكن الذي تدور حوله الدراسات هو تمييزه لأصوات طط¯ظٹط« الناس، فالشيء المُلاحظ لمن تأمل هو أن استجابة الطفل لحديث أمه وأصوات كلامها، أو انتباهه لغيرها ممن يُخاطبه، هو شيء مميز حينما يُوجه الخطاب إليه كما في المناغاة وغيرها.
ورغم عدم وضوح معرفتنا حتى اليوم هل يفهم الطفل ما نقوله له حينها، أو هل يميز طط¯ظٹط« الفرح عن طط¯ظٹط« الغضب مثلاً، رغم هذا كله إلا أن السؤال هو هل يميز الطفل طط¯ظٹط« الولادة أصلاً بين صوت طط¯ظٹط« التخاطب البشري عن غيره من بقية الأصوات في الحياة من حوله، وإن كان كذلك فمن أين أتته القدرة على هذا، أمن سابق خبرة اكتسبها الطفل من الأصوات التي اعتاد سماعها أثناء إقامته في رحم الأم، أم هي الغريزة؟
* تمييز الصوت
* وكنت قد تحدثت قبل بضعة أشهر في الشرق الأوسط عن دراسة للباحثين من نيوزيلاندا كشفت أن بكاء الطفل ليس يحصل لأول مرة عند ولادته بل أثناء وجوده في بطن أمه خلال مرحلة الحمل، إذْ وفق نتائج دراسات فحص حركات وتعبير الوجه لدى الجنين باستخدام الأشعة فوق الصوتية فإن الطفل يبكي داخل رحم الأم، وكان الباعث على بكاء الطفل حينما رصده فحص الأشعة هو استجابته لأصوات مزعجة يسمعها بعد الشهر السابع مما يدور في المحيط الخارجي الذي تعيش فيه الأم كالصراخ أو غيره مما يُفزعها! واليوم تحاول الدكتورة أثينا فيوليمانوس من قسم النفسية بجامعة ماكغيل في مونتريال بكندا تحديد أن مبدأ نشوء القدرة لدى الطفل على تمييز ومعرفة أصوات طط¯ظٹط« البشر عن غيرها من الأصوات، هو أمر غريزي موجود ضمن جينات لا علاقة له بالخبرة، وهو ما عرضته هذا الأسبوع في المؤتمر السنوي للرابطة الأميركية لتقدم العلوم المنعقد هذه الأيام في سانت لويس بالولايات المتحدة، ونشرته مجلة تطور العلوم في عددها الحالي.
البحث اعتمد على جملة من المقدمات، أولها أن تطور النمو العصبي والبنيوي في الأذن يصل إلي حد ط³ظ…ط§ط¹ أصوات ذات مدى معين من الذبذبات. والثاني أن الجنين على هذا قادر على السماع، ومما يسمعه هو أصوات طط¯ظٹط« الناس حول الأم. والثالث أن ذبذبات موجات أصوات الحديث تمر عبر حواجز البطن والرحم والسائل الذي يسبح فيه الجنين أثناء الحمل، وهي كلها تعمل على جعل الأغلفة هذه كأنها فلتر(مرشح) صوتي ذو مستوى متدن من الجهير، وعلى هذا فإن الطفل ستسمع أذنه وتصل إليها أصوات منخفضة وعميقة، أي أن ذبذباتها دون مستوى 400 هيرتز.
* الغريزة والخبرة
* وقام الباحثون ببذل الجهد في إجراء دراسة مكونة من قسمين لإثبات أحد السببين ونفي الآخر، أي الغريزة أم الخبرة. واستخدمت الدراسة مجموعة فريدة ومعقدة من الأصوات المشابهة لأصوات الحديث البشري العادي، وصممت كي تحاكي إلي حد كبير أصوات نطق الكلمات المعروفة لكنها ليست كلمات، وذلك للتمكن من تحقيق معرفة وجود قدرة على تمييز أصوات نطق الكلمات الطبيعية عن أصوات مبهمة تشبه أصوات نطق الكلمات. هذا النظام الصوتي كان قد سبق للباحثين من جامعة بريتشكولومبيا بكندا تطويره منذ مدة، ومن مميزاته احتواؤه على أصوات ذات أنواع مختلفة من الذبذبات التي نلحظها في تنوع طبقات الأصوات وحدتها في الأوبرا، كنوع الجهير الأول من أنواع الأصوات الرجالية الذي بلغة الموسيقيين أدنى من الصارخ وأعلى من مجرد علو الصوت، وكنوع صوت الندى الذي يصنفه الموسيقيون ضمن الأصوات النسائية العليا. المهم أن نظام الأصوات كان من الدقة بمكان في محاكاة الصوت عند نطق الكلمات المعروفة.
المرحلة الأولى من الدراسة التي شملت 20 طفلاً، تضمنت مقارنة تأثر الطفل الحديث الولادة ممن يتراوح عمره ما بين 10 و72 ساعة، عند سماعه أصواتا شبيهة بأصوات الكلمات وسماعه أصواتا مقطعة لا معنى لها من أي الكلمات وذات نغمة واحدة. واتخذ الباحثون لقياس التأثير الذي سيبديه الطفل أمراً طريفاً للغاية، ألا وهو مصاصة الكترونية معقمة، فالتأثر والاستجابة قاسوها بمدى تتابع وتيرة عملية مص الطفل ورضاعته من المصاصة هذه، وقاموا بتشغيل مسجل الصوت من كل نوع من النوعين السابقين مرة لمدة دقيقة واحدة ورصدوا مقدار مص الطفل للمصاصة.
وتقول الدكتورة فيوليمانوس: لقد تغيرت وتيرة مص الطفل أثناء انتباهه لتميز الصوت الذي يسمعه، فحينما يسمع صوت كلمات طط¯ظٹط« البشر العادية تزداد وتيرة مصه للمصاصة بنسبة تفوق 15% مما يفعله عند ط³ظ…ط§ط¹ أصوات غير الكلمات، إذْ حينها تقل الوتيرة في المقابل. وبعد إثبات الباحثين أن هنالك فرقا بالنسبة للطفل بين كلا النوعين من الأصوات المتشابهة ظاهرياً والمختلفة في المعنى، حاولوا معرفة مصدر قدرة التمييز هذه، هل هي الغريزة أم التعود. إذْ لو كان أمر التمييز اكتسبه أثناء سماعه لأصوات مختلفة ذات ذبذبات منخفضة داخل الرحم، فإن الطفل سيميز بين الأصوات العديمة المعنى وبين ذات المعنى حينما تكون ذبذباتها منخفضة. أما لو كان الأمر نتيجة وجود غريزة تمييز صوت الكلمات عن الأصوات التي لا معنى لها فإن الطفل لن يميز بين ما كان منخفض الذبذبات سواء من أصوات كلمات ذات معنى أو أصوات الكلمات التي لا معنى لها. وهذا هو لب البحث وأهم أجزائه وأدقها فهماً وأكثرها حاجة لابتكار وسيلة في اختبارها.
* سمع الجنين
* ولذا حينما اختبرت الدكتورة الأمر على 16 من هؤلاء ط§ظ„ط£ط·ظپط§ظ„ الحديثي الولادة وجدت أنهم لا يُبدون أي تمييز أو تفضيل للسماع بين الأصوات المنخفضة الذبذبات سواء ذات معنى أولا معنى لها. مما حدا بها الى القول: لقد بينا أن الجنين لا يميز بين ما يسمعه من أصوات حينما تتم فلترته بالأغلفة المحيطة به ليصل إلي أذنه في النهاية كصوت منخفض الجهور، ولذا فإن التمييز الذي يُبديه حديثو الولادة للأصوات المسموعة ليس أمراً مكتسباً بل هو فطرة غريزية.
ig dE,g] hgH’thg ,il dpf,k slhu p]de hgkhs? d[df