هل تعرفين كيف تتناولين طعامك ؟
كل إنسان يعرف كيف يضع الأكل في فمه ولكن كثيرين لايعرفون كيف يتناولون الطعام
هل فاجأك قولي هذا ؟
إن تناول الطعام يعتبر فناً في بعض الأماكن ولكني أتحدث عن شيء مختلف بعض الشيء
فمن أجل الوصول إلى المستوى الملائم للهضم والتمثيل الغذائي فإننا بحاجة لمعرفة كيف نأكل بطريقة صحيحة
هناك من يلتهمون طعامهم إلتهاماً وهناك آباء ينتظرون موعد العشاء لإنتقاد او تهذيب أطفالهم
وهناك أزواج وزوجات يتجادلون في موعد الوجبات
وهناك من يقرؤون كتاباً أو جريدة أثناء تناولهم للطعام ولايدركون ما إذا كانوا يتناولون الطعام أم مناديل المائدة
وأخيراً وليس آخراً هؤلاء الذين يتزاحمون حول التلفاز عند تناول العشاء
إنني لا اقصد هؤلاء الذين يتناولون العشاء الذي سبق تحضيره وهم أمام التلفاز ولكن أقصد هؤلاء الذين يجلسون ويأكلون بينما هم مستغرقون في مشاهدة المسلسل والأحداث الرياضية وبرامج التلفزيون
إن كلاً من القراءة ومشاهدة التلفزيون يتضمنان توظيف الجهاز العصبي والغدد بطريقة قد تعوق عمليتي الهضم والتمثيل الغذائي
إن الإحتفاظ بالوزن المناسب لايعني التناول المستمر لأطعمة منخفضة السعرات وإنما يعني تناول الطعام عند الشعور بالجوع فقط
إننا لسنا مضطرون لأن نأكل لمجرد أن تظل معدتنا مملوءة بالطعام
فبعض الناس يعتقدون أن تناول ثلاث وجبات يومياً ضرورة حتمية وأنا أظن أننا في معظم الحالات نجد أن إغفال وجبة من حين لآخر أو تناول وجبة صغيرة جداً أمر في صالحنا تماما ً
إن تناول الطعام حتى الوصول إلى نقطة إشباع الجوع أهم من رؤية كم الطعام الذي نستطيع أن نأكله
إننا عندما نفرط في تناول الطعام إنما نسيء إستخدام جهازنا الهضمي وإذا لم نتناول الكمية الكافية فإننا نظل جوعى
يمكننا أن نحرم أنفسنا من الطعام لفترة قصيرة ونعيش على الدهون المتراكمة ومخزون البروتينات والنشا الموجود في الجسم ولكننا سرعان ما سنجد أن هناك حدوداً لمخزوننا
لذا فإن النظم الغذائية الصارمة أو النظم الغذائية غير المتوازنة ليست هي الأفضل بالنسبة لنا
إن أوقات الطعام لابد أن تكون مناسبات خاصة وسارة عندما تجتمع الأسرة بأكملها معاً حتى لاتقوم بأي عمل آخر سوى تناول الطعام والإستمتاع بصحبة الآخرين والحديث شيء جيد ولكن لابد أن يكون مقتصراً على الموضوعات الإيجابية الممتعة
فإذا تحدّث طفل كثيراً جداً إلى ان برد طعامه فلابد أن يصر الوالدان بلطف على ان يتناول الطفل طعامه ويؤجل الحديث لوقت آخر
عليكِ بالإهتمام بالطعام من البداية لاحظي الأطباق خاصة تلك تبدو جذابة أو لها رائحة مدهشة وقومي بالإشارة بها بصوت مرتفع
وعندما تبدئي في تناول الطعام أخبري الآخرين عن جودة الطعام
انظري إلى ما تتناولينه ولاحظي لونه وقوامه والرائحة الذكية المنبعثة منه واستشعري نكهته في فمك
عليك أيضاً بمضغ الطعام المضغ الجيد وببطء فإذا كانت لديكِ عادة الإندفاع ضعي شوكتك على المائدة بين كل قضمتين حتى تقومي بمضغ مافي فمك جيداً
أما إذا كنتِ الطاهية فإنني أحثك على تجميل منظر الطعام وأن تجعلي مذاقه لذيذاً
فالجمال عامل مساعد للهضم وعندما تأتي إلى المائدة بنفسك بعد تجهيز وجبة جميلة لاتترددي في ترديد أشياء على غرار ’’ الا يبدو هذا جميلاً ؟ ’’ أو ’’ كل شيء رائحته رائعة ! ’’
ولابد أن تشعري بحرية للقيام بهذا سواء قال أي شخص آخر أي شيء أم لم يقل
إن الطبخ فن ومهارة خاصة ولك ِ كل الحق في أن تفخري بطبخك ِ وأن تستمتعي بمذاقه اللذيذ
لقد كتبت هذه الإقتراحات لا لكي أشجعك على طقوس لامعنى لها بل لأثير العصارات الهاضمة وأستحث المخ والأعصاب لإعداد الجهاز الهضمي للقيام بأداء وظائفه بكفاءة وعندما نستمتع ونهتم بطعامنا أثناء تناوله فإنني اعتقد أن الهضم والتمثيل الغذائي سيكونا اكثر كفاءة وبذلك نحصل على قيمة غذائية أفضل من طعامنا وتقل فرصة الإفراط في تناوله أما عندما نأكل بسرعة فإن عقولنا لاتدرك إشارات التوقف عن الأكل إلى أن نجد أنفسنا قد أفرطنا فيه
وهذه خبرة شائعة لدى الكثير من الأشخاص الذين يعانون من البدانة المزمنة
إن القراءة أو مشاهدة التلفزيون أثناء وقت الطعام يقللان من تنبيه المعدة لإفراز العصارات المعدية واحياناً يضعان الغدد في وضع معاكس للجهاز الهضمي فإذا كان ما تشاهديه او تقرئيه مثيراً فإن الأدرينالين يتدفق من الغدة الكظرية مؤدياً إلى تضييق الأوعية الدموية التي تغذي المعدة والأمعاء مما يعوق الهضم والتمثيل الغذائي
ونصيحتي هي ألا تفعلي ذلك فأنتِ بذلك تضيعين الطعام والمال وتحملي جهازك الهضمي عبئاً وجهداً زائدين.
و من المهم بالنسبة للذين يرغبون بالمحافظة على وزنهم عدم تناول أي وجبة دسمة قبل موعد النوم مباشرة.
hgjp;l hg’fdud td hgh;g
الله اجعلها في ميزان حسناتك
ام ايوب