تخطى إلى المحتوى

قوانين البيت المسلم

  • بواسطة

[align=center]بسم ط§ظ„ظ„ظ‡ ط§ظ„ط±ط­ظ…ظ† الرحيم

قوانين ط§ظ„ط¨ظٹطھ المسلم
للأستاذ: سعيد حوى

الحمد لله، والصلاة والسلام على ط±ط³ظˆظ„ ط§ظ„ظ„ظ‡ وآله وأصحابه

ربنا تقبل منا، إنك أنت السميع العليم

إن تسلسل التركيز في الدعوة إلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ينبغي أن يكون على ط§ظ„ط¨ظٹطھ ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ… بعد التركيز على الشخصية الإسلامية. وقد نالت الشخصية الإسلامية حظها من التركيز بينما كانت التأليف حول ط§ظ„ط¨ظٹطھ ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ… أقل من ذلك، ومع قلته فقد أغفل الكثير مما يجب أن يصاغ به ط§ظ„ط¨ظٹطھ المسلم

ط§ظ„ظ‚ط§ظ†ظˆظ† الأول: في النظافة والطهارة.

ط§ظ„ظ‚ط§ظ†ظˆظ† الثاني: في التنظيم والترتيب وحسن الهندام والهيئة.

ط§ظ„ظ‚ط§ظ†ظˆظ† الثالث: في خفض الصوت وكتمان الأسرار وعدم الإزعاج.

ط§ظ„ظ‚ط§ظ†ظˆظ† الرابع: في تنظيم العلم والعبادة.

ط§ظ„ظ‚ط§ظ†ظˆظ† الخامس: في الاقتصاد في الطعام والشراب واللباس والمعيشة.

ط§ظ„ظ‚ط§ظ†ظˆظ† السادس: في العلاقات وآداب التعامل.

ط§ظ„ظ‚ط§ظ†ظˆظ† السابع: في العناية بالصحة والرياضة.

ط§ظ„ظ‚ط§ظ†ظˆظ† الثامن: في حماية ط§ظ„ط¨ظٹطھ وأهله من الشذوذ والانحراف والحرام والمكروه والضرر.

ط§ظ„ظ‚ط§ظ†ظˆظ† التاسع: في الإحسان إلى الجار وإكرام الضيف وصلة الأرحام.

ط§ظ„ظ‚ط§ظ†ظˆظ† العاشر: في مراعاة الأدب في الدخول والخروج.

القانون ط§ظ„ط£ظˆظ„ في النظافة والطهارة

قال ط±ط³ظˆظ„ ط§ظ„ظ„ظ‡ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ وسلم: "إن ط§ظ„ظ„ظ‡ طيب، نظيف يحب النظافة، ظƒط±ظٹظ… يحب الكرم، جواد يحب الجود فنظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود".من أولى ميزات ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ… في نفسه وفي بيته وفي دائرة بيته نظافته، وقد يشترك غير ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ… مع ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ… بالنظافة ولكن ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ… يتميز بالطهارة، والطهارة حكم شرعي مرتبط بأسبابه قد يتلازم مع النظافة وقد لا يتلازم، فالكحول مثلاً منظف ولكنه غير مطهر إلا أن ارتباط الطهارة بالماء في الغالب يجعل هناك تلازماً إلى حدٍ كبير بين الطهارة والنظافة فالمسلم يعني بالطهارة والنظافة بآن واحد، وهذا ما يجعله متميزاً عن أصناف الناس، فهو يتحاشى الأوساخ والنجاسات، ويزيلها حسية ومعنوية. ولتحقيق النظافة والطهارة في النفس يلاحظ ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ… أن يكون على طهارة البدن دائماً ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، قال ط¹ظ„ظٹظ‡ الصلاة والسلام: "….. ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن".

ومع المحافظة على طهارة البدن فإن ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ… يحرص على طهارة الثياب ومع الحرص على طهارة الثوب والبدن ونظافتهما فإن ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ… يحرص على الطهارة والنظافة في بيته، ومن ثَمَّ فإنه يلاحظ طهارة ط§ظ„ط¨ظٹطھ وطهارة أدواته وطهارة أثاثه ما أمكن، ويتعين ط¹ظ„ظٹظ‡ تخصيص مكان الصلاة بمزيد عناية في الطهارة، ويراعى أن تكون سلال المهملات كافية حتى لا تبعثر الأوساخ في البيت، ويخص الحمام والمرحاض بمزيد عناية، ويلاحظ تراكم الغبار على كل شيء في ط§ظ„ط¨ظٹطھ فينظف، ومع ملاحظته النظافة داخل بيته فهو يحرص على النظافة في ما يحيط بالبيت، فيلاحظ أن يبقى فناء ط§ظ„ط¨ظٹطھ نظيفاً من الأوساخ والأقذار والغبار، وكل ما يؤذي النظر من مناظر. وليلحظ ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ… لتحقيق النظافة ما يلي:

أولاً: أن يُعوِّدَ ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ… نفسه وأهل بيته ألاّ يلقوا شيئاً من الأوراق أو المستعملات إلا في سلات المهملات وخاصة الأوراق ط§ظ„طھظٹ يستعملها للطهارة فلا يلقيها داخل الحمام إلا في سلة المهملات. ومما يحسن أن يلاحظ بألاّ تلقى أوساخ المطبخ إلا في المكان المخصص لها وضمن صندوق خاص ذي ط؛ط·ط§ط، بعيداً عن متناول أيدي الأطفال، وأن ينظف الصندوق ومكانه دائماً ويعقمان. ومن المناسب ألا تلقى أوساخ الأواني المستعملة في مصارف المياه مثلاً لئلا تؤدي إلى انسدادها، ويستحسن أن تتلقى بمصفاة توضع تحت صنابير المياه عند التنظيف، ثم تلقى بقايا الطعام وغيرها في مكان آخر مناسب لها.

ثانياً: أن تنظم ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© أوقات غسيل الثياب وغسيل أدوات الطعام وكل ما يتَّسخ في ط§ظ„ط¨ظٹطھ في مواعيد محددة.

ثالثاً: يلاحظ أهل ط§ظ„ط¨ظٹطھ الأشياء ط§ظ„طھظٹ يتجمع ظپظٹظ‡ط§ الغبار فيخصوها بالنظافة.

رابعاً: أن تكون هناك مواعيد محددة لكنس ط§ظ„ط¨ظٹطھ بما يتفق مع وضع أهل البيت.

خامساً: أن ينظم أهل ط§ظ„ط¨ظٹطھ غسل أجسامهم حيث لا يمر أسبوع بدون اغتسال ومن السنة الاغتسال كل يوم جمعة، واستعمال السواك لتنظيف الأسنان وتقوية اللثة فإن لم يكن فاستعمال الفرشاة مع المعجون، وهذا يحافظ على الأسنان من التسوس والتلف ويساعد على بقاء رائحة الفم طيبة واستعمال السواك سنة يستحسن اتباعها والمحافظة عليها.

سادساً: أن ينظم أهل ط§ظ„ط¨ظٹطھ أمر التخلص من النفايات بحيث لا تؤذيهم ولا تؤذي غيرهم. وأهم ما يلاحظ في النظافة: المطبخ والحمام والعقوبات ط§ظ„طھظٹ تصيب ط§ظ„ط¨ظٹطھ ط¨ط³ط¨ط¨ إهمال تهويته.

سابعاً: وقد يصاب أحد من أفراد ط§ظ„ط¨ظٹطھ ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ… بالوسوسة بنظافة أو الطهارة فيغلو في ذلك، وقد يصاب بالتساهل فيفرط وكل منهما يحتاج إلى علاج، والعلاج في العلم، ولكن علاج الوسوسة يختلف عن علاج التساهل، فالموسوس يُعرّف على رخص المذاهب في الطهارة، والمتساهل يعرف على ما ورد في السنة في التشديد في الطهارة، والوسوسة تضييع للمال والجهد والوقت، فهي طھط¯ط®ظ„ أصحابها في دائرة الإسراف لذلك كان علاجها ضرورياً وذلك من خلال التعرف برخص المذاهب، ومن رخص المذاهب أن هناك قولاً قوياً عند ط§ظ„ظ…ط§ظ„ظƒظٹط© بأن الطهارة من النجاسة الحسية في الثوب والجسم والمكان سنة وليست فريضة، ومن الرخص في ظ…ط°ظ‡ط¨ ط§ظ„ظ…ط§ظ„ظƒظٹط© أن الماء ولو كان قليلاً إذا أصابته نجاسة فلم طھط؛ظٹط± لونه أو طعمه أو ريحه يبقى طاهراً. ومن رُخَصِ ظ…ط°ظ‡ط¨ الحنفية أن حبل الغسيل ولو كان نجساً إذا كان جافاً ونشر ط¹ظ„ظٹظ‡ الغسيل فإن الغسيل لا يتنجس. ومن رُخَصٍ ظ…ط°ظ‡ط¨ الحنفية أن سجاد (الموكيت) إذا كان ملصقاً بالأرض فله حكم الأرض، فجفاف النجاسة وزوال أثرها مطهر له. ومن رُخَصِ ظ…ط°ظ‡ط¨ الحنفية أنه إذا أصيب ثوب أو مكان بنجاسة ولم يعرف مكانها، فأي مكان غلب على الظن أنه هو وغسل طهر به الشيء. ومن رخص ظ…ط°ظ‡ط¨ الحنفية أن السجاد أو الحصير إذا كان نجساً وجفّ وداس ط¹ظ„ظٹظ‡ المتوضئ برجله المبلولة ولم ظٹط¸ظ‡ط± أثر النجاسة على رجله، فإن ذلك لا ينجسها. ومن رخص ظ…ط°ظ‡ط¨ الشافعية أن ظˆط±ظˆط¯ الماء على النجاسة الحكمية كالبول الناشف يطهر النجاسة ويبقى الماء طاهراً، وفروع هذه المسألة كثيرة، فإذا أصيب حصير أو سجاد ببول مثلاً، ونشف فإنه يكفي أن يصب ط¹ظ„ظٹظ‡ الماء، فيطهر المكان ويبقى الماء طاهراً، فإذا ترك المكان للجفاف يطهر تلقائياً، ولو أن ثوباً أصيب بنجاسة حكمية فصب على المكان ماء فالمكان طهر والماء طاهر، فما تناثر منه على ط¨ظ‚ظٹط© الجسد أو الثوب فهو طاهر، ولو أن امرأة وضعت ثياب طفلها في الغسالة الخالية ثم صبت عليها ماءً، فالثياب تطهر والماء طاهر، فما أصابها منه طاهر لا يُنجِّس، وإذا فاض الماء في إناءٍ فيه ثياب نجسة بحيث صبّ من جوانب الإناء طهر الإناء وما فيه عند الحنفية. إن معرفة رخص المذاهب نوع علاج للوسوسة. ومن رخص المذاهب أن الكحول أو الخمرة أو ما ينتج عن الكحول من ط¹ط·ظˆط± وأدوية ليست نجسة نجاسة حسية، فالخمر نفسها عند هؤلاء نجسة نجاسة معنوية، لكن مثل هذه المسائل نعرف عليها من أصيب بالوسوسة ليشفى منها، أما المتساهل فندربه على المحافظة العملية على طهارته ونظافته.[/align]


r,hkdk hgfdj hglsgl >>>> Hlh l`if hglhg;dm hglvHm hggi hgH,g hgjd hgfpj hgvplk hgrhk,k j]og fsff jydv frdm d/iv vs,g ugn ugdi y’hx u’,v tdih ,v,] ,sgl ;vdl

[align=center]باسم الله الرحمان الرحيم
القانون الثاني في الترتيب وحسن الهندام والهيئة

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "…. وإنكم قادمون على إخوانكم فأصلحوا رحالكم وأحسنوا لباسكم حتى تكونوا شامة في أعين الناس، فإن الله لا يحب التفحش".لاحظ قوله عليه الصلاة والسلام: "إنكم قادمون على إخوانكم فأصلحوا رحالكم وأحسنوا لباسكم حتى تكونوا شامة في أعين الناس" فإصلاح الرحل يقابل في عصرنا إصلاح السيارة، وهي بيت الإنسان الخارجي، وإصلاح اللباس يدخل فيه ما يحسن منظر الإنسان للآخرين، هذا أدب المسلم مع رحمه وإخوانه وهو أدبه داخل بيته، فمن دخل بيتك لا ينبغي أن يقع بصره على شيء مستنكر ولا مستقبح، وهذا يقتضي ترتيباً وتجميلاً وحسن هندام، وينبغي أن يكون هذا أدب أهل البيت جميعاً، فالمرأة أمام زوجها وأمام أولادها ينبغي أن تكون قدوة وكذلك الرجل بالنسبة لأهل بيته، وكذلك سكان البيت ينبغي أن يُؤدبوا على ذلك، إلا لعارض أو لعمل، فالمسلم يلبس لكل حالة لَبوسها. لقد اعتدنا من بعض شيوخنا سواء جئناهم في ليل أو نهار أن يكونوا على أحسن هيئة، وأن يكون كل شيء عندهم مرتباً، فهم كالجندي في حسن ترتيبه وفي استعداده الدائم للقيام بالواجب، وقد اعتاد كثيرون من الناس الفوضى في حياتهم وعدم المبالاة في مظاهرهم، تجد الطاولة بغير نظام والمكتبة بغير نظام، واللباس مبعثراً أو ليس في محله المتعارف عليه، وتقع العين هاهنا على فوضى وهاهنا على منظر غير مريح، وتجد أحياناً امرأة تبقى في لباس نومها بعد الاستيقاظ، وتجد طفلاً في فوضاه وفي أوساخه وكل ذلك يتنافى مع الأدب. هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظف أسامة وهو طفل لأنه رآه على غير نظافة وهذه عائشة تنصح المرأة بأن تُحسن منظرها في عين زوجها، وهذا ابن عباس يأمر الرجل أن يتزين لزوجته كما تتزين المرأة لزوجها.

وبالجملة فإن أدب الرجل في بيته وخارج بيته: حسنُ الترتيب وحسن الهندام إلا لعارض… ومن أجل حسن الترتيب وحسن الهندام داخل البيت، فليلاحظ أهل البيت المسلم ما يلي:

أولاً: أن يكون كل شيء في البيت مرتباً، وأن يرتب كل شيء بعد نومٍ أو عمل، وأن يكون لكل شيء محله الخاص به، وإذا استعمل فإنه يُرجع إلى محله بعد الاستعمال.

ثانياً: أن يعتاد كل فرد في البيت ألا يبعثر أغراضه وأن يضع كل غرض من أغراضه الخاصة في المحل المعتاد.

ثالثاًً: أن تعطى كل غرفة حقها في الترتيب بما يناسب حالها سواء في ذلك غرفة الضيوف أو غرفة النوم أو المكتبة أو المطبخ.

رابعاً: أن يكون كل ما على الطاولات من كتب أو أوراق أو غيرها مرتباً.

خامساً: أن يسارع أهل البيت بعد الاستيقاظ من النوم إلى لباسهم المعتاد، وأن يُرتب أمر الأولاد بما يعوّدهم الترتيب وحسن الهندام وحسن الهيئة.

لاحظ أن فقهاء المسلمين لم يولوا الترتيب حقه فحسب بل أعطوا الترتيب مستحقه، فمثلاً: يجعلون كتب العربية تحت كتب العلوم الشرعية، وكتب العلوم الشرعية تحت المصحف، فلا يكتفون بالترتيب، بل يلحظون حق الأشياء في الترتيب. ومن المهم أن نتذكر أن ترتيب أمر النوم ضروري وخاصة بالنسبة للصغار مع ما يتفق مع الواجبات الدينية والدنيوية والقواعد الصحيحة، وينبغي أن يراعى في النوم التفريق بين الأولاد وخاصة التفريق بين الذكور والإناث.[/align]

[align=center]باسم الله الرحمان الرحيم

القانون الثالث في خفض الصوت وكتمان الأسرار وعدم الإزعاج

إن أهل البيت الواحد جيران وزيادة، وخلطاء وزيادة، وأرحام وزيادة، ومن هاهنا يتأكد في حقهم ألا يؤذي بعضهم بعضاً، ومن أهم المزعجات والمؤذيات الضجيج في البيت، ورفع الصوت. فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ولا يجهر بعضكم على بعض في القرآن"، فمن باب أولى ألا يشوش بعضنا على بعض فيما سوى ذلك. فالبيت المسلم لا يسمع أهلُه ما يؤذيهم أو يشوش عليهم أو يزعجهم، ولا يسمع منه جيرانه مثل ذلك، وتطبيقات ذلك كثيرة. فأحياناً يفتح أحدهم الراديو والتلفزيون بما يشوش على الآخرين في الدار وخارجها، وأحياناً يقرأ أحدهم بصوت عالٍ مما يشوش على أهل الدار وعلى الناس في الخارج. وأحياناً يفتح أحدهم المكبر أو المذياع بما يشوش على مجمع الناس، وأحياناً يتناقش أهل البيت مع بعضهم أو مع غيرهم بصوت عالٍ بما لا تفهم منه حكمة وبما يتنافى مع أدب الجلسات، وأحياناً يترك للصغار أن يبكوا والضيوف جلوس ولا يهتم أهل البيت بذلك، وأحياناً ترفع المرأة صوتها داخل البيت والضيوف جلوس والجيران يسمعون، وكل ذلك مستنكر مستغرب مخل بالأدب. لقد قال الأستاذ البنا في إحدى وصاياه: "لا ترفع صوتك فوق ما يحتاجه السامعون فإنه رعونة وإيذاء"، فرفع الصوت بالنقاش أو بالضحك والقهقهة أثر عن رعونة النفس ودليل على أنها لم تتهذب ولم يستطع صاحبها أن يضبطها بالضوابط الشرعية، كما أن رفع الصوت فيه إيذاء للغير لأنه يدل على عدم الحشمة وعلى عدم احترام السامعين وهو خروج عن أدب الكلمة وعن طريق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكلام.

وهناك أدب عظيم ينبغي أن تنتبه إليه المرأة خاصة: وهو ضرورة التحكم في صوتها وفي كلامها، فمن المعروف أن بعض العلماء يعتبرون صوت المرأة عورة إذا تكلمت لغير ضرورة أو حاجة، أو تكلمت بلهجة خاضعة، قال الله تعالى: {فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض}. وقد دأب أهل الفضل والمروءات أن يُربّوا النساء على ألا يسمع الضيوف أصواتهن وألاّ يسمع الجيران أصواتهن، وقد دأبت فضليات النساء على مراعاة هذا المعنى، بل اعتاد بعض الفضليات أن يكتفين بنقر الباب إذا جاءهم طارق ويسمعن دون أن يتكلمن، وهذا أدب صعب ولذلك لم يأخذ طابع التعميم، ولكنه مستحسن عند أهل الكمال. ومما يحدث عادة بين الجيران أن يتشاجر الأطفال، فينتقل الشجار إلى النساء ثم إلى الرجال، وقد يكون ذلك بين الأقارب فتتقطع بذلك الأرحام وذلك كله من نقصان العقول ونقصان التربية، فلو كانت تربية الأطفال كاملة ما تشاجروا ولو كانت العقول كاملة ما انتقل الشجار إلى الكبار. وإيذاء الجوار كبيرة تدخل صاحبها النار، وفي الحديث عن أبي هريرة قال: قال رجل "يا رسول الله إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها قال: هي في النار. قال: يا رسول الله فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصدقتها وصلاتها وإنها تصدق بالأتوار من الأقط ولا تؤذي جيرانها بلسانها قال: هي في الجنة".وإيذاء الجوار يتصور بالتشويش عليهم، ووضع الأذى في طريقهم أو عند بيوتهم، أو في عدم مراعاة أوضاعهم كإظهار الفرح حين يحزنون وعدم المبالاة حين يمرحون، إلى غير ذلك مما يتنافى مع راحة الجار. وبناءً على ما مر فليلاحظ أهل البيت المسلمون ما يلي:

أولاً: إذا أرادت المرأة حاجةً من رجال البيت وهم مع ضيوفهم فلتقرع الباب بدلاً من النداء.

ثانياً: إذا قرع الباب وكان في البيت ذكور فهم الذين يتولون الرد وإلاّ فلتجب النساء بأقل قدر ممكن من الكلام وبصوت لا يظهر فيه أثر لضعف.

ثالثاً: إذا تحاور الكبار فيما بينهم أو الصغار فيما بينهم أوالكبار مع الصغار فليكن ذلك بخفض صوتٍ. وإن مما ينبغي أن يعتاده أهل البيت المسلم الكلام الهامس بحيث يقابلون باستغراب أي رفع للصوت سواء في ذلك المناقشات أوالحوار أو الطلب.

رابعاً: أن يتجنب أهل البيت كل ما يزعج من تشويش أو إيذاء أو رفع الصوت.

خامساً: ألا يستعمل أحد حاجيات البيت مع ضجيج ممكن اجتنابه.

سادساً: ألا يعامل الأطفال بعدم مبالاة إذا بكوا.

سابعاً: وإن مما ينبغي أن يعتاده أهل البيت المسلم كتمان الأسرار، فكل ما يجري في البيت لا ينبغي أن يتحدث عنه أهله ومن أهم ما ركز عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ألا يتحدث الزوجان عما يدور بينهما، فقد جاء في الحديث الذي أخرجه مسلم وأبو داود "شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرّها". إن هذا الحديث الشريف معلم من معالم تربية البيت المسلم، لقد جرت عادة بعض النساء أن يتحدثن إذا اجتمعن بما لا ينبغي من أمور الحياة الزوجية الخاصة، وبما يدخل في دائرة اللغو أو السفه وهذا عيب كبير، كما جرت عادة بعض أهل البيت أن يفضحوا ما يجري في البيت مما يسيء إلى سمعته، وقد يتحدثون عن بعض أهليهم بما يسيء إلى سمعتهم، وهذا مما ينبغي أن يحتاط فيه أهل البيت المسلم، فكما أن خفض الصوت مطلوب، فكتمان الأسرار مطلوب. [/align]

[align=center]باسم الله الرحمان الرحيم

القانون الرابع في تنظيم العلم والعبادة

ليس هناك أهم من قضيتين في حياة البيت المسلم هما: (تنظيم العلم وتنظيم العبادة). وأهم ما يدخل في باب العلم العلوم المفروضة والعلوم المطلوبة، وأهم ما يطالب به المسلم في باب العبادات إقامة الفرائض والواجبات والسنن والآداب، وينبغي أن يتعاون أهل البيت على إقامة هذين المطلوبين ليكون أهل ذلك البيت مذكورين عند الله في الملأ الأعلى ينطبق عليهم قول الله تعالى في الحديث القدسي: "ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه".قال تعالى لنساء النبي صلى الله عليه وسلم: {واذكرن ما يتلى عليكن من آيات الله والحكمة}. فهاهنا مفهوم ومضمون، أما المفهوم: فيدل على أن هناك تالياً يتلو عليهم القرآن والحكمة، فهناك إذن تعليم، وأما المضمون: فهو أمرهن بالتذكر، فهناك إذن تعلم. ومن هاهنا كان لابد من تنظيم العلم والتعليم الشرعيين بأن يكون لأهل البيت جلسات علمية تفقيهية. وقد يكون البيت المسلم مقراً لدروس نساءٍ ورجالٍ من غير أهل البيت، وقد يكون لأهل البيت حضور في مجالس للعلم في المسجد أو في بيوتٍ أخرى. المهم هو تنظيم العلم داخل البيت بحيث يشمل كل سكانه: الأطفال والرجال والنساء، وينبغي أن يكون هناك طموح عند أهل البيت بأن يحصل كل منهم ثقافة إسلامية، وثقافة معاصرة، وثقافة تخصّصية. ومما يدخل في تنظيم العلم أن يكون في كل بيت مكتبة، وأن يكون هناك اعتياد على المطالعة، وأن يكون هناك دفع نحو تلقي العلم. ومع تنظيم العلم فلابد من تنظيم العبادة وخاصة الصلوات وقراءة القرآن وشغل الأوقات بالأذكار والدعوات، واعتياد صيام الفرائض والنوافل، وأهم شيء يحتاج إلى مزيد تذكير وتركيز هو اعتياد إقامة الصلوات في أوقاتها، واعتياد إقامة الجماعة في البيت لمن فاته حضور الجماعة في المسجد. ومن المناسب أن يشعر أهل البيت جميعاً بمزيد الاهتمام بالمناسبات الأسبوعية، كأن يظهر اهتمام الجميع بيوم الجمع في الإكثار من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، وغسل الجمعة، والتبكير إلى الصلاة فيه، وأن يذكر بسنية صيام يومي الإثنين والخميس وصيام يوم عرفة وتاسوعاء وعاشوراء، ومن المستحسن التذكر بالمناسبات الإسلامية في بعض الشهور كفتح القدس في رجب وحادثة الإسراء والمعراج فيه، ومن المناسب الاحتفالات بالمناسبات الإسلامية والابتهاج بها كذكرى المولد النبوي، وينبغي أن تخص المناسبات السنوية بمزيد من عناية كصوم رمضان وقيامه وإقامة سننه ونوافله والاهتمام بأشهر الحج. والمناسب أن تربط العبادة بالعلم الخاص بكل مناسبة كأن تقرأ السيرة للشمائل في شهر المولد، وكان أحد زملائنا يبعث من يدرس السيرة والشمائل بعد كل صلاة في شهر المولد. ولعله من المناسب أن تزداد الدروس العلمية في المساجد أو في البيوت في بعض المناسبات.[/align]

[align=center]باسم الله الرحمان الرحيم

القانون الخامس في الاقتصاد في الطعام والشراب واللباس والمعيشة
مامن سنةٍ ولا فريضة تترك إلا ويترتب على تركها عقوبة فطرية، ومامن محرم يرتكب إلا وتترتب عليه عقوبة فطرية، فترك سنة السواك عقوبته تلف الأسنان، وعقوبة عدم الاعتدال في الطعام والشراب تلف الأجسام، وهكذا في كل مخالفة لدين الفطرة توجد عقوبة فطرية. والمسلم مكلف بالنسبة للطعام والشراب:

أولاً: بعدم الإسراف: {كلوا واشربوا ولا تسرفوا}.

ثانياً: بألا يأكل أو يشرب ما يضره وبالأخص المحرم.

ثالثاً: بأن يأكل ويشرب باعتدال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه، حسب الآدمي لقيمات يقمن صلبه، فإن غلبته نفسه فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه".
رابعاً: ألا تظهر فيه السمنة، وقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم جيلاً في معرض الإنكار فقال: "ويظهر في السّمن" فالمسلم مكلف في نفسه وفي أهل بيته أن يراعي هذه الأمور، وهذا يقتضي مراعاةً لما يدخل للبيت من طعام أو شرابٍ ويقتضي تنظيمها للأكل والشرب، ولنوعية الطعام والشراب، وتنظيماً لوجبات الطعام وكميتها. فالسمنة أثر عن أخذ الجسم طعاماً فيه حُريرات كثيرة.

ومن هاهنا فلابد أن يراعي في نوعية الطعام وكميته ألا تكون أكثر من حاجة الجسم، والعبرة للمحصلة النهائية لمقدار الحُرايرات. والاكتفاء بإقامة الصلب تقتضي أن يكون الطعام والشراب فيهما ماتمس حاجة الجسم إليه من أنواع البروتينات والفيتامينات وهذا يقتضي تخير نوع الطعام. ولابد أن يلاحظ في الطعام والشراب الأثمان المعقولة والمقدار المعتدل، وأن يكون طيب المنبت طيب المطعم فلا ضرر ديني ولا دنيوي. وهكذا فإن تنظيم الطعام والشراب يدخل في باب السياسات اليومية المهمة، ولابد من رعاية أهل البيت صغاراً وكباراً في هذا الموضوع المهم. ومما تجدر ملاحظته أن يبعد البيت وأهله عن الدخان فضلاً عن غيره من المأكولات أو المشروبات المحرمة، وأن تعالج قضية النهم، وأن يعوّد أهل البيت على مجاهدة النفس في الطعام والشراب بحيث لا يكون هناك إفراط ولا تفريط، ومع تنظيم الطعام والشراب في البيت لابد أن تنظم الرياضة، فهي المكملة لدور الطعام والشراب وهي التي يمكن أن تزيل الآثار الضارة للطعام والشراب. والرياضة طريق من طرق الوصول إلى القوة التي ندب إليها المسلم. ففي الحديث الصحيح: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف"..وعلى هذا فينبغي أن تدخل الرياضة في البرنامج اليومي لأهل البيت، بحيث لا يمر يوم على أهل البيت إلا وللقادر فيه رياضته اليومية، وأبسط أنواع الرياضة رياضة المشي، وينبغي أن يُخص الأطفال بمزيد عناية في الرياضة، فقد جاء في الأثر "علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل ومروهم أن يثبوا على الخيل وثباً". فالرشاقة وأنواع الرياضات التي توصل إلى القوة، كل ذلك مطلوب ويجب أن يربى أهل البيت عليه. إنه كما ينظم أهل البيت أورادهم في الذكر وتلاوة القرآن ينبغي أن ينظموا أوقات الرياضة، وينبغي على رب الأسرة أن يوجه أولاده نحو اكتساب المهارات في أنواع من الرياضة خاصة الرياضات التي تجعل الجسم رشيقاً وقوياً، وأن يختار لأولاده النوادي الأمينة على أجسادهم وأخلاقهم.

وقد جرت عادة بعض الناس أن يبدأوا يومهم بالصلاة وبالأوراد وتلاوة القرآن وبالمشي الطويل وتلك عادة حسنة أن يبدأ الإنسان يومه بما يفيد الروح والقلب والجسد. وكما يجب على المسلم أن يراعي عدم الإسراف في الطعام والشراب فإنه ينبغي أن يراعي ذلك في لباسه وفي كل معيشته، فتكديس اللباس والحاجيات غير الضرورية مَضيعةٌ للمال، مَفسدة للنفس، فاللباس بقدر الحاجة، والأثاث بقدر الحاجة، وكل حاجة تشترى للبيت ينبغي أن يفكر فيها ما إذا كانت ضرورية أو لا. فكل ما يستغنى عنه ينبغي ألا يدخل البيت فالاقتصاد نصف المعيشة، ولا شك أن الاقتصاد شيء والشح شيء آخر. فالمسلم منهي عن البخل والشح، ولاشك أن ضرورات عصر تختلف عن ضرورات عصر آخر وضرورات بيت تختلف عن ضرورات آخر. والعبرة ألا يشتري شيء إلا وهو ضروري للاستعمال. وكما يلاحظ ما يدخل إلى البيت، فإنه يلاحظ الاستعمال داخل البيت، فلا يستعمل شيء إلا بقدر وبالضرورة، فلا تضاء الأنوار إلا لحاجة، ولا يسرف في استعمال الماء، ولا يُلقى الطعام إلا لحيوان. وينبغي أن يعتاد أهل البيت جميعاً أن يحاسب بعضهم بعضاً على كل ما هو إسراف ولكن بأدب ولطف.

وكما يلاحظ أهل البيت ما يستعملونه في البيت وما يدخلونه إليه، فإنهم يحافظون على مبدأ الاقتصاد خارج البيت وخاصةً ما له علاقة بشراء السيارات واستعمالاتها. ومما نلفت إليه النظر خاصةً ألا يتورط الإنسان بالدخان أو المسكر أو القمار إلى غير ذلك مما لا ينبغي للمسلم أن يقاربه. ومن جوانب الاقتصاد المهمة تعامل الإنسان مع أغراض البيت عامةً والقابلة للكسر خاصةً، فالتعامل الحسن مع الثياب والستائر يطيل أمد استعمالها وفي ذلك اقتصاد، وتجنب إسراف، والتعامل اللطيف مع أدوات المطبخ يطيل حياتها، والتعامل اللطيف مع الأواني الزجاجية يجنب الإنسان إسرافاً، وقد جرت عادة الكثيرين أن يتساهلوا فيضعوا الأواني الزجاجية بين يدي الأطفال فيكسرونها وهم يضحكون ويضحك الأهل، وذلك سوء أدب من الولد ومن الأهل، صحيح أننا لا نعاقب الطفل إذا كسر معه شيء بشكل اضطراري ولكنا نعاقبه لنجنبه تكرار مثل ذلك.[/align]

ياريت كل بيت مسلم يلتزم بهذه القوانين
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء

وفقك الله ورعاك شكرا على الافادة

شكرا على الموضوع المفيد

وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اختي ام سارة
وجزاك الله خيرا وجعله في موازين حسناتك

c tres important
merci beaucoup

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.