الأجازة الصيفية
بقلم :د. رياض بن محمد المسيميري
====
إنَّ الحمدَ لِله نحمدهُ ونستعينهُ, ونستغفرهُ, ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسنا, ومن سيِّئاتِ أعمالِنا, منْ يَهدهِ اللهُ فلا مُضلَ لـهُ, ومنْ يُضلل فلا هاديَ لـه . وأشهدُ أنَّ لا إله إلا ط§ظ„ظ„ظ‡ وحدهُ لا شريكَ لـه, وأشهدُ أنَّ محمداً عبدهُ ورسوله .
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَـمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) (آل عمران:102).
(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) )النساء:1) .
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً )) (الأحزاب:70-71) .
أما بعدُ : فإن أصدقَ الحديثِ كتابُ الله, وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… وشرَّ الأمورِ مـُحدثاتُها, وكلَّ محدثةٍ بدعة, وكلَّ بدعةٍ ضلالة, وكلَّ ضلالةٍ في النار
أما بعد ، ط£ظٹظ‡ط§ ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ…ظˆظ† :
ففي هذه الأيام, يتطلَّعُ أقوامٌ إلى الإجازةِ الصيفيةِ بفارغِ الصبر فهم يخرمونَ حقائبَهم، ويُعدُّون تذاكَرهم استعداداً لقضاءِ الإجازةِ خارجَ البلاد.
حيثُ تتنافسُ لندن وباريس وأسبانيا وجنيف وغيرها من عواصِم العالمِ ومنتجعاتِه, على اصطيادِ السُياحِ المسلمين, وتقديمِ كلِّ ما يعشقونه من أسبابِ البلاءِ والشرِ, والفتنه, حتى أضحى السفرُ إلى ط§ظ„ط®ط§ط±ط¬ بدعوى السياحة والنزهة، أضحى مصيبةً من مصائب المسلمين وفواجعهم، تضاف إلى رصيدهمُ الضخم من المصائبِ والكوارث الاجتماعية, في عصرِ الانحطاطِ والتخلفِ, والهزيمةِ النفسيةِ المُرَّة,
أيها ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ…ظˆظ† : وممَّا يزيدُ الأمرَ سوءً, والبلاءَ بلاءً, هو قيام البعض باصطحاب أُسرِهم وفَلَذاتِ أكبادِهم، إلى تلكَ البلادِ البائسة, والبيئاتِ الموبوءةِ الملوثة, معرضينَ أنفسَهم وأهاليهِم إلى مخاطرَ عقديةٍ, وأخلاقيةٍ وسلوكية, لا يعلمُ مداها إلا اللهُ جلَّ جلاله. بل وأسوأُ من ذلك أن يجازفَ بعضُهم فيرسلُ أولادَه وبناتِه لوحدِهم إلى هناك, حين تُجبره ط¸ط±ظˆظپ عملِه على البقاء أو يفنى رصيدُه من الإجازات, أو يُفضلُ اختيارَ وجهةٍ ط£ط®ط±ظ‰ بمفرده, تمنحُه مزيداً من الحريةِ والانطلاقة, فيا حسرةً على العباد !
وبادئ ذي بدء ط£ظٹظ‡ط§ الأحبة في ط§ظ„ظ„ظ‡ فإنَّنا حين نطرحُ موضوعاً كهذا, ونناقشُ قضيةً كهذه، ونُحذرُ من السفرِ إلى الخارج، فإنَّنا لا نُلقي الكلامَ جُزافاً، ولا ننطلقُ من عواطفَ وانفعالاتٍ جيَّاشة, ولكنَّنا ننطلقُ من منطلقاتٍ شرعية, وأدلةٍ ثابتةٍ في الكتاب والسُنَّة, تُحرِّمُ السفرَ إلى بلادِ الكُفارِ أو الإقامَة بين ظهرانيهم .
ففي الحديثِ الثابتِ عنه ط¹ظ„ظٹظ‡ الصلاةُ والسلامُ يقول : ((أنا برئ من مسلم يبيتُ بين ظهرا ني المشركين ، لاتترآى نارُهِما))[ رواه ابن كثير في تفسيره عن أبي جعفر ابن جرير( ج/2 ص231) .].
وأمَّا القرآنُ الكريم ففيه ما تتفطرُ له الأكباد, وترتعدُ له الفرائص, وتصطكُ له الأسنان, فحين تخلفَ نفرٌ من المسلمين عن الهجرةِ إلى المدينة، وآثروا البقاءَ في الأرضِ ط§ظ„طھظٹ ولدوا فيها، والبلادِ ط§ظ„طھظٹ نشأوا في جنباتِها, حيث تخلف أولئك وفضَّلوا البقاءَ بين ظهرا ني المشركين, إذا بالقرآنِ ط§ظ„ظƒط±ظٹظ… ينزلُ متوعداً ومتهدداً أولئك المتخلفين بنبرةٍ حادَّة، ولغةٍ جادة لا يفهمُها إلا العقلاءُ فقط .
((إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً)) (النساء:97) .
فلم يُستثنْ من أولئك إلا المستضعفين من الرجالِ والنساءِ, والولدان, أرأيتَ ط£ظٹظ‡ط§ المسافر هذا الوعيدَ الشديد لأولئكَ المتخلفينَ في مكة, مع أنهم بالتأكيد لم يكونوا سياحاً, أو طُلاَّبَ مُتعة, ولكنَّهم كانوا هم أهلَ البلاد ورثوها كابراً من كابر, ونشاءُوا فيها منذ نعومةِ أظفارهم, ولينِ أكفهم.
أمَّا النبيُ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… وأصحابهُ الطيبين، فقد امتثلوا أمرَ ربهِم فهاجروا من مكة بكلِّ طواعيةٍ واختيار، مع أنَّها أحبُ البلادِ إلى قلوبِهم، وأقربُها إلى نفوسِهم، هاجروا من مكة, يومَ كانتْ مكةُ دارَ كفرٍ وإلحادٍ، فالمسألةُ مسألةُ عقيدة، والقضيةُ قضيةُ جنةٍ ونار، وهما أمران لا يستخفُ بها إلا المغفلون, إذ أنَّ حبَّ أرضٍ ما، أو حبَّ السفرِ إلى هنا أو هناك، لا ينبغي أن يُقدمَ على ما يُحبُه اللهُ ورسولُه مهما كانتْ الأسبابُ والمبررات .
(( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً )) (الأحزاب:36) .
فلا عجبَ إذاً أنْ يخرجَ رسولُ اللهِ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… من بلدهِ وأرضهِ, ثم يقفُ على مشارفِها فيقول : والله يا مكة إنَّك أحبُ البلادِ إلى الله, ولولا أنَّ قومَك أخرجوني ما خرجت, لعلك عرفت الآن ط£ظٹظ‡ط§ المسافر أنَّنا لا ننطلقُ من فراغ، ولا نتقدمُ بين يدي اللهِ ورسولِه،
ولكنَّنا ننطلقُ من أدلةٍ شرعية, ونصوصٍ ثابتة تُحرِّمُ السفَر إلى بلادِ الكفار دون مبرراتٍ مشروعة, ظˆط£ظ†طھ تعلمُ – يا رعاك الله-أنَّ للسفرِ ضريبةً غاليةَ الثمن، يدفعُها المسافرُ على حسابِ عقيدتهِ وأخلاقهِ وسلوكه. فمخاطرُ السفر على العقيدةِ والأخلاقِ والسلوك، لا ينكرُها إلا مكابرٌ أو جاهل، أو شخصٌ لا يريدُ أن يفهم، فأمَّا مخاطرهُ العقدية, فأذكرُ منها جانبين فقط.
أما الأول : فهو تمييعُ مفهومِ الولاءِ والبراء، وإذابةُ حاجزِ النُفرة من الكُفَّار, والدارسون لقضايا العقيدةِ وأصولِ الدين يدركونَ جيداً, أنَّ معاداةَ الكفارِ وبغضَهم, والنُفرَة منهم وكراهَيتهم، أصلٌ أصيل وركنٌ ركين من أصولِ العقيدة, فإذا كانَ الأمرُ كذلك فلنا أن نتساءلْ, هل من بُغضِ الكفارِ وكراهيتِهم، التسَابقُ إلى السفرِ إلى بلادِهم، والتفاخرُ في طولِ الإقامةِ بين ظهرانيهم ؟!
أجيبوا ط£ظٹظ‡ط§ ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ…ظˆظ† ؟ أفتونا يرحمكم ط§ظ„ظ„ظ‡ !
وأمَّا الجانبُ الثاني : من خطرِه العقدي فهو تعريضُ الأهلِ والأولاد لمخاطِرَ المنصرين المنتشرينَ كالجراد في أماكنِ تجمعِ السُيَّاح، يهدونهم النشراتِ التنصيريه، ويدعونهم إلى عقيدتِهم الوثنية، واعتقادِ ما فيها من الخرافاتِ البَاطلة والخزعبلاتِ التافهة .
ويُرغبونهم في الذهابِ إلى كنائسِهمُ المهجورة وإحياءِِِ الصلواتِ فيها .
ناهيكَ عن برامجِهمُ الترفيهيةِ المجانية, على أنغام الموسيقى والأناشيد ِالكفرية المؤلهةِ للمسيح، والداعيةِ للتثليث, فلا تسل بعد ذلك عن مدى تأثرِ النساءِ والصبيان, وحتى البالغين بذلك السيلِ الجارف من التنصيرِ المركز .
أيها المسافر:
وأمَّا المخاطرُ الأخلاقية:
فما ظَنُّك ببلادٍ تَعدُ الفاحشةُ فيها هي الأصل, والعفةُ شذوذٌ وتخلفٌ ورجعية .
أيُّ فرصةٍ تقدمونها ط£ظٹظ‡ط§ المسافرونَ لأولادكم حين تصطحبونَهم إلى بلادٍ ينتشرُ فيها الزنا، ويُتخذُ البغاء تجارةً وحرفةً تتبناها الدولة، وتُمنح لأجلِها التصاريح، وتُجبى من ورائها الضرائب, أيُ جنايةٍ يرتكبُها أربابُ الأسر حين يسافرون بمراهقيهِم إلى بلادٍ فيها كلُ شيءٍ إلا الفضيلة الا من رحم ربي , وفيها كلُ شيءٍ إلا العفة, وفيها كلُ شيءٍ إلا الطُهرَ والنزاهة
أمَّا حاناتُ الخمور ففي كلِّ شارعٍ وناحيةِ طريق, يشربُها الفُسَّاقُ هناك كما يَشربونَ الماء، ويستنشقونَ روائحَها المنتنة كما يستنشقونَ الهواء, يشربُونها قياماً وقعوداً, جلوساً ورقوداً, غدواً وعشياً وحين يظهرون, فما الذي يردعُ المراهقين الصغارَ والكبار عن طرقِ بابِ التجربة؟
وهم يرونَ إعلاناتِها تملأُ الشوارع, وتُعرض عبرَ وسائلِ الإعلام بطريقةٍ مُغرية وأساليبَ ماكرة .
ما لذي يردعُ مراهقي الشبابِ والكهول عن الرشفةِ الأولى، وخطوةِ الألفِ ميل لتكونَ هي بدايةَ السقوط في شباكِ الإدمان الذي يصعُب علاجُه.
أيها المسافرون : وأمَّا المخدرات، فأنتم تعلمونَ جيداً أنَّ عصاباتِها ومُروجيها
لا يكادُ يخلو منها حيٌ من أحياءِ تلك المدنِ البائسة, يتصيدونَ ضحاياهم بأساليب ملتوية وإغراءاتٍ مدروسة, يُقدمونَ المخدرات في يد، والداعراتِ في اليدِ الأخرى، ليقعَ المُغررون في براثنِهم, ويَسقطونَ في أَسارِهم, فلا تكادُ تقومُ لهم قائمةٌ بعد ذلك, فمن ذا الذي يأمنُ على نفسِه, أو على واحدٍ من أولاده أن تزلَّ به القدم، فيقعُ في شباكِ أولئك المجرمين، إما رغبةً تحت مطارقِ الإغراء, أو رهبةً تحت وَقع التهديد والإكراه، وإذا لم تكن تعرفْ ما المخدرات, فالمخدرات: عينان حمروان، وخدَّان غائران, ووجهٌ مُصفر، وجسمٌ هزيل, وعقلٌ معطل, ومروءةٌ ذاهبة, ورجولةٌ ممسوخة, وكرامةٌ مدفونة, وغيرةٌ مغتالة .
أيها المسافرون:
وأما المخاطرُ الأمنية, فنحنُ وأنتم عاجزونَ عن وصفِ حبلِ الأمنِ المضطرب, وجدارِ الطمأنينةِ المتداعي, ولكن حسبُنا إشاراتٌ عابرة، ولمحاتٌ سريعة, وتذكيرا تٌ عاجلة, علَّها تكونُ كافيةً في تثنيكم عمَّا عزمتم ط¹ظ„ظٹظ‡ من السفر إلى تلكَ الديارِ المخيفة، حمايةً لأنفسكم، وحفظاً لأرواحِكم على الأقل إن لم يكنْ رغبةً في حفظِ عقائدكم وأخلاقكم, أو الوقوف عند حدودِ ربكم ومولاكم, فأنتم تعلمون أنَّ الجريمةَ في تلكَ البلاد لم تعدْ تأخُذ طابعَ الارتجالِ والفردية, ولكنَّها أصبحتْ ط§ظ„ظٹظˆظ… جريمةً مُنظمة وعصاباتٍ مُدربة, وخبراءُ متمرسون جعلوا من الحياةِ جحيماً لا يُطاق، وعذاباً لا يُحتمل, , وانطلقَ المجرمونَ والقتلةُ يسفكونَ دماءَ الناس, وينتهكونَ أعراضَهم في ظلِ غيبةِ الجزاءاتِ الرادعة، والعقوباتِ الحازمة, و بحيث يكفي أن يرى المجرم ساعةَ يدٍ تُعجبُه, أو دولاراً يسيلُ له لُعابه حتى ينقضَ على فريسته بعدةِ طعنات ترديه قتيلاً دونَ أن يتحركَ أحدٌ لإنقاذِه!!! .
وقد بلغ من قوةِ نفوذِ عصاباتِ السرقةِ والإجرام, أن اقتسمتْ الأحياءَ والشوارع, وسيطرتْ كُلُّ عصابةٍ على حيٍ أو منطقةٍ ما, لتمارسَ إجرامَها وابتزازَها لكلِّ من يعبُر مناطقَ نُفوذِها, في غيبةٍ تامةٍ لرجالِ الأمن.
فأيُ نُزهةٍ وسياحةٍ تلك ط§ظ„طھظٹ يبحثونَ عنها في تلك الأجواءِ المخيفةِ المضطربة .
أيها المسلمون:
وقدْ يتشبثُ بعضُ المسافرين بحججٍ واهية، وأعذار ٍساقطة، فيدَّعي بعضُهم رغبَته في تعلمِ اللغةِ الأجنبية, أو إجراءِ الفحوصاتِ الطبي, أو نحوِها من الدعاوى, مع أنَّه يعلمُ جيداً أن تعلمَ اللغةِ الأجنبية أمرٌ ميسور من غير حاجةِ السفرِ إلى هناك, وأمَّا الفحوصات الطبية فلا يعجزُ عنها أصغر مستشفى في بلادنا !
فليتق ط§ظ„ظ„ظ‡ أولئك، وليعلموا أنهم إنَّما يخادعون أنفسَهم، وأما ط§ظ„ظ„ظ‡ جلَّ جلاله فهو أجلُّ وأعظم من أن يخادعَه أحد، وليتذكروا أنَّهم مسؤولون عن إضاعتِهم الأمانة، وتبد يدِهم الأموالَ الطائلة في أسفارٍ لا مردود من ورائها, لو أحسنوا استخدامَها لروَّحوا عن أنفسهِم ترويحاً بريئاً, ولفرَّجوا عن فقراءِ المسلمينَ وضعفائِهم, إذ ربَّما كانت قيمةُ تذكرةٍ واحدةٍ في الدرجةِ الأولى إلى لندن أو باريس كافيةً لإعاشةِ أسرةٍ بأكملها لمدةِ عامٍ كامل, ولكنْ ما الحيلةُ وقد قستْ القلوبُ، وتبلدتْ الأحاسيسُ، وماتتْ الضمائرُ ، وأصبحَ البعضُ يعيشُ لنفسِه وملذاتِه ورغباته، ولو ماتَ الآخرونَ أو احترقوا، أو طويت بُطونُهم من الجوعِ والفاقةِ والحرمان .
بارك ط§ظ„ظ„ظ‡ لي ولكم بالقرآن العظيم ونفعني وأيا كم بالذكر الحكيم .
واستغفر ط§ظ„ظ„ظ‡ لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمد لله يعطي ويمنع, ويخفض ويرفع, ويضر وينفع, ألا إلى ط§ظ„ظ„ظ‡ تصيرُ الأمور. وأصلي وأسلم على الرحمةِ المهداة, والنعمة المسداة, وعلى آله وأصحابه والتابعين,
أما بعد ُ :
فلسَّفرِ آثارُه الخطيرةِ على الفتاةِ المسلمةِ على وجهِ الخصوص، حيثُ بفسادِها تتمرغُ سمعةُ أهلِها ومكانتُهم بالتراب، ويشقى بها مجتمعُها كُلُه، فما بالك بفتاةٍ تحركُها العاطفة, تتابعتْ أمامَ عينِها مشاهدُ مريبة أصابتها بالذهولِ والدهشةِ, ثم ألِفتهَا واعتادتها, ثم عشقَتها بعد ذلك حتى اهتزتْ ثقتُها بمعتقداتِها وقناعتها, ثم أخذتْ تلك الاعتقاداتُ والقنا عات تتهاوى واحداً بعد الآخر مع كلِّ يومٍ يَمُر عليها في أرضِ المصيف .
ما ظَنُّك ط£ظٹظ‡ط§ المبارك ! وما ظنُّك ط£ظٹظ‡ط§ المسافرُ !! بفتاةٍ ضعيفةٍ مسكينة, وجدتْ نَفسَها فجأةً في مجتمعٍ إباحي تُرتكب الفاحشةُ فيه على قارعةِ الطريق, ظ…ط§ط°ط§ تُراه يجولُ في خاطِرها ويتحركُ في نفسِها وهي ترى نظيرتَها الأوربيةَ والأمريكية قد حسرتْ عن فخذيها وذراعيها، وتأبطتْ ذراعَ شابٍ عربيد يجوبان الشوارع على أنغامِ الموسيقى الصاخبة .
فاتقوا ط§ظ„ظ„ظ‡ ط£ظٹظ‡ط§ المسافرون : واحفظوا بناتِكم ماءَ وجوهِكم قبل أن تقعَ الكارثة , وينكسرَ الزجاج, ودعونا من الكلامِ الفارغ والثقةِ المزعومة, فالمرأةُ هي المرأة, والذئبُ هو الذئب, والشيطانُ حيٌ لم يمت .
أيها ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ…ظˆظ† : وقد يتحجج بعضُهم باعتراض الأُسرة وغضبِ الأبناء، ويتساءلُ عن البديل فأمَّا غضبُ الأسرةِ والأبناء فليس مقدماً على غضبِ اللهِ ونقمتِه .
فامتناعُه عن السفرِ بهم ليس بغضاً لهم, وحنقاً عليهم, وإنما وقايةً لهم من النار واستجابةً لنداء ط§ظ„ط±طظ…ظ† : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )) (التحريم:6) .
ولربِ الأسرة ممارسةُ حقِّ القوامةِ على أهلِه وأولاده,
وإقناعهمِ بالتي هي أحسن, ومداراتهم بالتي هي ألين، فإن استجابوا
وأما البديل:
فهو موجودٌ بحمد الله، فالبديلُ المباح متوفرٌ بكثرة فللترويح البريء ألفُ طريقةٍ وطريقة, فمصائفُنا في الجنوب مضربُ المثلِ في الجمالِ الخلاب, والطبيعةِ الجذابة, والرياضِ الغناء, فضلاً عن أجوائِها المعتدلة ومجتمعِها المسلمِ المحافظ. كما أنَّ الإقامةَ في الطائف تهيئ للمصطافِ الأجواء اللطيفةَ الممطرة, والمصائفَ الجميلةَ الممتعة فضلاً عن القُربِ من المسجِد الحرام, بحيثُ ينزلُ إليه المصطافونَ كلَّ أسبوعٍ أو أسبوعين, يجددونَ إيمانهم ويسعدُون قلوبَهم, ويحفظونَ أولادَهم وذرارِيهم.
هذا إذا كُنَّا نبحثُ عن الترويحِ البريء ,
والمتعةِ المباحة .
أما إذا كانتْ هناك مآربُ أخرى.
فاللهُ يقول : ((اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير)) (فصلت: 40).
اللهم إنَّا نسألُك إيماناً يُباشرُ قلوبنا، ويقيناً صادقاً، وتوبةً قبلَ الموتِ، وراحةً بعد الموتِ، ونسألُكَ لذةَ النظرِ إلى وجهكَ الكريمِ, والشوقُ إلى لقائِكَ في غيِر ضراءَ مُضرة، ولا فتنةً مضلة،
اللهم زينا بزينةِ الإيمانِ واجعلنا هداةً مهتدين,لا ضاليَن ولا مُضلين, بالمعروف آمرين, وعن المنكر ناهين يا ربَّ العالمين, ألا وصلوا وسلموا على من أُمرتم بالصلاة ط¹ظ„ظٹظ‡ إمام المتقين وقائد الغر المحجلين وعلى أله وصحابته أجمعين .
وأرضي اللهم عن الخلفاء الراشدين أبو بكرٍ وعمر وعثمان وعلي
اللهم آمنا في الأوطانِ والدور وأصلحِ الأئمةَ وولاةِ الأمورِ, يا عزيزُ يا غفور, سبحان ربك رب العزة عما يصفون.
=====
المصدر: شبكة نور الإسلام
منقول بتصريف يسير
hgH[h.m hgwdtdm Hlh lh`h Hovn Hdih lkr,g hglsgl,k hggi hgH,g hgjd hgohv[ hgd,l hgvplk hg.[h[ hgw]tdm hgkhs hgkshx hg;vdl f]um ugn ugdi ulvhk /v,t ,Hkj ,sgl ‘vdr ;lh
بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع قيم أختي حسناء الرودانية
بالفعل أغلب من يسافرون في الإجازة لبلاد الغربية هدفهم غير سليم ،ويزداد الأمر سوءا إن اصطحبوا أطفالهم
لأن الأطفال هم في سن التعلم ،وكل ما يبهرهم ويبهر أبائهم قبلهم بالطبح يحفر في الذهن
حسبنا الله ونعم الوكيل في كل مسلم نشأ مسلما ولا يعرف حدوده وواجباته
….أدلةٍ شرعية, ونصوصٍ ثابتة تُحرِّمُ السفَر إلى بلادِ الكفار دون مبرراتٍ مشروعة, وأنت تعلمُ – يا رعاك الله-أنَّ للسفرِ ضريبةً غاليةَ الثمن، يدفعُها المسافرُ على حسابِ عقيدتهِ وأخلاقهِ وسلوكه
[/align]
الموضوعبالغ الاهمية.
الموضوع يجب ان يكتب على لا فتة كبيرة مقروءة من طرف الاباء والامهات العاقلين طبعا .
حبيبتي حسناءبورك اختيارك للموضوعالذي سبق ووقع بين يدي لكن الاهم هو انك اتكلت على الله وجعلتيه بين ايدينا في .
السفر انذار وحجة اما لك او عليك لكن هيهات ثم هيهات لمن يتعامل مع ابنائه واسرته كانه ملياردير زمانه كل السعادة تساوي عنده النقوذ.يحل كل المشاكل بالدرهم والهدية الرائعة ان الابناءعندما يفوزون وينتقلون الى الصف الموالي فجزاؤهم سفر الى كندا………..اسبانيا……. .امريكا………تركيا…..الصين ……..ماليزيا………….اجل اعرف اناسا لا هم لهم الا التباهي بالسفريات الممتعة وغرسوا الكبر في قلوب ابنائهم .
وكل ما ذكرفي الموضوع يجب ان نجلس ونتدارسه مع ذوي العقول المحدودة الفهم لكن يبقىردنا هو //حتى يغيروا ما بانفسهم.//
واقتبست هذه الفقرة لعلنا نتقي الله في انفسنا وفي من حولنا .
فليتق الله أولئك، وليعلموا أنهم إنَّما يخادعون أنفسَهم، وأما الله جلَّ جلاله فهو أجلُّ وأعظم من أن يخادعَه أحد، وليتذكروا أنَّهم مسؤولون عن إضاعتِهم الأمانة، وتبد يدِهم الأموالَ الطائلة في أسفارٍ لا مردود من ورائها, لو أحسنوا استخدامَها لروَّحوا عن أنفسهِم ترويحاً بريئاً, ولفرَّجوا عن فقراءِ المسلمينَ وضعفائِهم, إذ ربَّما كانت قيمةُ تذكرةٍ واحدةٍ في الدرجةِ الأولى إلى لندن أو باريس كافيةً لإعاشةِ أسرةٍ بأكملها لمدةِ عامٍ كامل, ولكنْ ما الحيلةُ وقد قستْ القلوبُ، وتبلدتْ الأحاسيسُ، وماتتْ الضمائرُ ، وأصبحَ البعضُ يعيشُ لنفسِه وملذاتِه ورغباته، ولو ماتَ الآخرونَ أو احترقوا، أو طويت بُطونُهم من الجوعِ والفاقةِ والحرمان.
بوركت وبارك الله فيك
بارك الله فيكن أخواتي الحبيبات
ام سارة ..و ,, ام الصالحين
مشاركتن في الموضوع كانت رائعة وجميلة
جزاكما الله الفردوس الاعلى
جزاك الله خيرا لهذه المقالة الرائعة لما فيها من توصيات للاجازة الصيفية وهي مفيدة جدا ……..والدورات التي تقام في المساجد للاولاد مفيدة جدا تعلمهم الكثير من امور ديننا وكذلك في حفظ ما تيسر لهم من القرآن الكريم ….
اللهم سلم يديك واسلوبك واللهم بارك لنا فيك.
أكرمكن الله يا اخواتي
ونفع بكن ونفعكن جزاكن الله عنا خيرا …