تخطى إلى المحتوى

حقيقة السياحة في الإسلام وأحكامها وأنواعها

أرجو منكم تزويدي بمعلومات هامة وشاملة عن ط§ظ„ط³ظٹط§ط­ط© الإسلامية ، أو ظ…ط§ ظ‡ظٹ ط§ظ„ط³ظٹط§ط­ط© في ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… ، أو ظ…ط§ ظ‡ظٹ الضوابط السياحية في ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… ، أو كيف ننشئ سياحة إسلامية ، أو كيف نكون بلدا سياحيا إسلاميا ، أو ماهي المشاريع السياحية الإسلامية . مع جزيل الشكر .

الجواب:


الحمد لله
السياحة في اللغة تحمل معاني كثيرة ، ولكنها في الاصطلاح المشهور ط§ظ„ظٹظˆظ… تقتصر على بعض تلك المعاني ، فتدل على التنقل في البلاد للتنزه أو للاستطلاع والبحث والكشف ونحو ذلك ، لا للكسب والعمل والإقامة .
انظر " المعجم الوسيط " ( 469 ) .
وللحديث عن ط§ظ„ط³ظٹط§ط­ط© في نظر الشريعة الإسلامية ، لا بد من التقسيم الآتي :
أولا : مفهوم ط§ظ„ط³ظٹط§ط­ط© في ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… .
جاء ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… ليغير كثيراً من المفاهيم المشوهة التي تحملها عقول البشر القاصرة ، ويربطها بمعالي الأمور ومكارم القيم والأخلاق ، وكانت ط§ظ„ط³ظٹط§ط­ط© في مفهوم بعض الأمم السابقة مرتبطة بتعذيب النفس وإجبارها على السير في ط§ظ„ط£ط±ط¶ ، وإتعاب البدن عقابا لها أو تزهدا في دنياها ،
فأبطل ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… هذا المفهوم السلبي المنتكس للسياحة .
روى ابن هانئ عن أحمد بن حنبل أنه سئل : عن ط§ظ„ط±ط¬ظ„ يسيح أحب إليك أو المقيم في الأمصار ؟ فقال : ما ط§ظ„ط³ظٹط§ط­ط© من ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… في شيء ، ولا من فعل النبيين ولا الصالحين .
" تلبيس إبليس " ( 340 ) .
وعلَّق ابن رجب الحنبلي على كلمة الإمام أحمد فقال :
والسياحة على هذا ط§ظ„ظˆط¬ظ‡ قد فعلها طوائف ممن ينسب إلى عبادة واجتهاد بغير علم ، ومنهم من رجع لما عرف ذلك .
" فتح الباري " لابن رجب ( 1 / 56 ) .
فجاء ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… ليرتقي بمفهوم ط§ظ„ط³ظٹط§ط­ط© ، ويربطه بالمقاصد العظيمة ، والغايات الشريفة ، ومن ذلك :
1. أنه ربط ط§ظ„ط³ظٹط§ط­ط© بالعبادة ، فأوجب ط§ظ„ط³ظپط± – أو : " ط§ظ„ط³ظٹط§ط­ط© " – لأداء ركن من أركان الدين وهو ( الحج ) في أشهر معلومة ، وشرع العمرة إلى بيت ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى في العام كله ، ولما جاء رجل إلى النبي صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… يستأذنه في ط§ظ„ط³ظٹط§ط­ط© ( بالمفهوم القديم الذي يعني تقصد ط§ظ„ط³ظپط± للرهبنة أو تعذيب النفس فقط ) أرشده النبي صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… إلى المقصد الأسمى والأعلى من ط§ظ„ط³ظٹط§ط­ط© فقال له : ( إِنَّ سِيَاحَةَ أُمَّتِي الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ )
رواه أبو داود ( 2486 ) وحسنه الألباني في " صحيح أبي داود " وجوَّد إسناده العراقي في " تخريج إحياء علوم الدين " ( 2641 ) ، فتأمل كيف ربط النبي صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… ط§ظ„ط³ظٹط§ط­ط© المشروعة المندوبة بالهدف العظيم والغاية السامية .
2. كما اقترنت ط§ظ„ط³ظٹط§ط­ط© في المفهوم الإسلامي بالعلم والمعرفة ، وقد سيرت أعظم وأقوى الرحلات السياحية في صدر ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… لغرض طلب العلم ونشره ، حتى ألف الخطيب البغدادي كتابه المشهور " الرحلة في طلب ط§ظ„ط­ط¯ظٹط« " ، وقد جمع فيه من رحل من أجل حديث واحد فقط ! ، ومن ذلك ما قاله بعض التابعين في قوله سبحانه وتعالى : ( التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ )
التوبة/112
قال عكرمة : ( السائحون ) : هم طلبة العلم .
رواه ابن أبي حاتم في " تفسيره " ( 7 / 429 ) ، وانظر " فتح القدير " ( 2 / 408 ) .
وإن كان التفسير الصحيح الذي ط¹ظ„ظٹظ‡ جمهور السلف أن المقصود بـ ( السائحين ) هو : الصائمين .
3. ومن مقاصد ط§ظ„ط³ظٹط§ط­ط© في ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… الاعتبار والادِّكار ، وقد جاء في ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† الكريم الأمر بالسير في ط§ظ„ط£ط±ط¶ في عدة مواطن :
قال تعالى : ( قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ )
الأنعام/11 .
وقال سبحانه : ( قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ )
النمل/69 .
قال القاسمي – رحمه ط§ظ„ظ„ظ‡ – :
هم السائرون الذاهبون في الديار لأجل الوقوف على الآثار ، توصلا للعظة بها والاعتبار ولغيرها من الفوائد .
" محاسن التأويل " ( 16 / 225 ) .
4. ولعل أعظم مقاصد ط§ظ„ط³ظٹط§ط­ط© في ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… تكون في الدعوة إلى ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى ، وتبليغ البشرية النور الذي أنزل على نبينا محمد صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… ، وهو وظيفة الرسل والأنبياء ، ومن بعدهم أصحابهم رضوان ط§ظ„ظ„ظ‡ عليهم ، وقد انتشر صحابة نبينا محمد صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… في الآفاق يعلمون الناس ط§ظ„ط®ظٹط± ، ويدعونهم إلى كلمة الحق ، ونحن نرجو أن تحذو سياحة ط§ظ„ظٹظˆظ… تلك ط§ظ„ط³ظٹط§ط­ط© العظيمة المقصد ، الشريفة الغاية والهدف .
5. وأخيراً فإن من مفهوم ط§ظ„ط³ظٹط§ط­ط© في ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… ط§ظ„ط³ظپط± لتأمل بديع خلق ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى ، والتمتع بجمال هذا الكون العظيم ، ليكون ذلك باعثا للنفس البشرية على قوة الإيمان بوحدانية ط§ظ„ظ„ظ‡ ، وليكون عونا لها أيضا على أداء واجبات ط§ظ„ط­ظٹط§ط© ، فإن ترويح النفس ضروري لأخذها بالجد بعد ذلك .
يقول سبحانه وتعالى : ( قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) العنكبوت/20 .
ثانياً :
ضوابط ط§ظ„ط³ظٹط§ط­ط© المشروعة في الإسلام
لقد جاءت شريعتنا الحكيمة بكثير من الأحكام التي تنظم ط§ظ„ط³ظٹط§ط­ط© وتضبطها وتوجهها كي تحافظ على مقاصدها التي سبق ذكرها ، ولا يتجاوز بها إلى الانفلات أو التعدي ، فتعود ط§ظ„ط³ظٹط§ط­ط© مصدر شر وضرر على المجتمع ، ومن تلك الأحكام :
1. تحريم ط§ظ„ط³ظپط± بقصد تعظيم ط¨ظ‚ط¹ط© معينة إلا إلى ثلاثة مساجد :
عن أبي هريرة رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه أن النبي صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… قال : ( لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى ) .
رواه البخاري ( 1132 ) ومسلم ( 1397 ) .
وفي ط§ظ„ط­ط¯ظٹط« ط¯ظ„ظٹظ„ على حرمة الترويج للسياحة " الدينية " كما يسمونها لغير المساجد الثلاثة ، كمن يدعو إلى ط§ظ„ط³ظٹط§ط­ط© لزيارة القبور والمشاهد والأضرحة والمراقد ، وخاصة تلك الأضرحة التي يعظمها الناس ويرتكبون عندها أنواع الشرك والموبقات ، فليس في الشريعة تقديس لمكان تؤدى فيه عبادة ويكون فيع تعظيم سوى هذه الثلاثة .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه أَنَّهُ قَالَ : ( خَرَجْتُ إِلَى الطُّورِ فَلَقِيتُ كَعْبَ الْأَحْبَارِ فَجَلَسْتُ مَعَهُ…فذكر حديثا طويلا ثم قال : فَلَقِيتُ بَصْرَةَ بْنَ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيَّ فَقَالَ : مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ ؟ فَقُلْتُ مِنْ الطُّورِ . فَقَالَ : لَوْ أَدْرَكْتُكَ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِ مَا خَرَجْتَ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : لَا تُعْمَلُ الْمَطِيُّ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ : إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِلَى مَسْجِدِي هَذَا وَإِلَى مَسْجِدِ إِيلِيَاءَ أَوْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ) .
رواه مالك في الموطأ ( 108 ) والنسائي ( 1445 ) وصححه الألباني في " صحيح النسائي " فلا يجوز إنشاء سفر لقصد مكان مقدس غير هذه الأماكن الثلاثة ، ولا يعني ذلك حرمة زيارة المساجد في بلاد المسلمين ، فإن زيارتها مشروعة ومستحبة ، وإنما الممنوع هو إنشاء ط§ظ„ط³ظپط± لهذا الغرض ، فإذا كان له قصد آخر من ط§ظ„ط³ظپط± ، وجاءت الزيارة تابعة فلا بأس ، بل قد تجب لأداء الجمعة والجماعة .
ومن باب أولى حرمة ط§ظ„ط³ظپط± لزيارة الأماكن المقدسة في الديانات الأخرى ، كمن يخرج لزيارة " الفاتيكان " أو الأصنام البوذية وغير ذلك مما يشبهه .
2. وقد جاءت الأدلة أيضا في تحريم سياحة المسلم في بلاد الكفار مطلقا ، لما ظپظٹظ‡ط§ من مفاسد تعود على دين وخلق المسلم باختلاطه مع تلك الأمم التي لا تراعي دينا ولا خلقا ، خاصة مع عدم وجود الحاجة لهذا ط§ظ„ط³ظپط± من ط¹ظ„ط§ط¬ أو طھط¬ط§ط±ط© ونحو ذلك ، إنما هو للمتعة والترفيه ، وقد أوسع ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى بلاد المسلمين بحمد ط§ظ„ظ„ظ‡ ، فجعل ظپظٹظ‡ط§ من بديع خلقه ما يغني عن زيارة الكفار في بلادهم .
قال الشيخ صالح الفوزان – حفظه ط§ظ„ظ„ظ‡ – :
السفر إلى بلاد الكفر لا يجوز ؛ لأن فيه مخاطر على العقيدة والأخلاق ومخالطة للكفار وإقامة بين أظهرهم ، لكن إذا دعت حاجة ضرورية وغرض صحيح للسفر لبلادهم كالسفر لعلاج مرض لا يتوفر إلا ببلادهم ، أو ط§ظ„ط³ظپط± لدراسة لا يمكن الحصول عليها في بلاد المسلمين ، أو ط§ظ„ط³ظپط± لتجارة ، فهذه أغراض صحيحة يجوز ط§ظ„ط³ظپط± من أجلها لبلاد الكفار بشرط المحافظة على شعائر ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… ، والتمكن من إقامة الدين في بلادهم ، وأن يكون ذلك بقدر الحاجة فقط ثم يعود إلى بلاد المسلمين .
أما ط§ظ„ط³ظپط± للسياحة فإنه لا يجوز ؛ لأن المسلم ليس بحاجة إلى ذلك ، ولا يعود ط¹ظ„ظٹظ‡ منه مصلحة تعادل أو ترجح على ما فيه من مضرة وخطر على الدين والعقيدة .
" المنتقى من فتاوى الشيخ الفوزان " ( 2 / ط³ط¤ط§ظ„ رقم 221 ) .
وقد سبق في موقعنا تقرير هذه المسألة بتفصيل مطول ، انظر أجوبة الأسئلة رقم ( 52845 ) و ( 8919 ) و ( 13342 ) .
3. ومما لا شك فيه أن الشريعة تنهى عن ط§ظ„ط³ظٹط§ط­ط© في أماكن الفساد ، حيث تُشرب الخمور وتَقَع الفاحشة ، وتُرتكب المعصية ، مثل شواطئ العري وحفلات المجون وأماكن الفسق ، أو ط§ظ„ط³ظپط± لإقامة الاحتفالات في الأعياد المبتدعة ، فإن المسلم مأمور بالبعد عن المعصية ، فلا يرتكبها ولا يجالس من يقوم بها .
قال علماء اللجنة الدائمة :
لا يجوز ط§ظ„ط³ظپط± إلى أماكن الفساد من أجل ط§ظ„ط³ظٹط§ط­ط© ؛ لما في ذلك من الخطر على الدين والأخلاق ؛ لأن الشريعة جاءت بسد الوسائل التي تفضي إلى الشر .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 26 / 332 ) .
فكيف بالسياحة التي تشجع المعصية والفاحشة ، وتنظم لدعمها وتشجيعها ؟! .
وقال علماء اللجنة الدائمة – أيضاً – :
إذا كانت هذه ط§ظ„ط³ظٹط§ط­ط© مشتملة على تسهيل وتيسير فعل المعاصي والمنكرات والدعوة إليها : فإنه لا يجوز لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يكون عوناً على معصية ط§ظ„ظ„ظ‡ ومخالفة أمره ، ومن ترك شيئاً لله عوَّضه ط§ظ„ظ„ظ‡ خيراً منه .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 26 / 224 ) .
4. أما زيارة آثار الأمم السابقة وأماكنهم : فإن كانت أماكن عذاب ، وقع ظپظٹظ‡ط§ من الخسف أو المسخ أو الإهلاك لهم بسبب كفرهم بالله سبحانه : فلا يجوز حينئذ اتخاذ هذه الأماكن للسياحة والاستجمام .
سئل علماء اللجنة الدائمة :
يوجد في مدينة ( البدع ) بمنطقة تبوك آثار قديمة ومساكن منحوتة في الجبال ، ويذكر بعض الناس أن هذه مساكن قوم شعيب – ط¹ظ„ظٹظ‡ ط§ظ„ط³ظ„ط§ظ… – ، والسؤال : هل ثبت أن هذه هي مساكن قوم شعيب – ط¹ظ„ظٹظ‡ ط§ظ„ط³ظ„ط§ظ… – ، أم لم يثبت ذلك ؟ وما حكم زيارة تلك الآثار لمن كان قصده الفرجة والاطلاع ، ولمن كان قصده الاعتبار والاتعاظ ؟ .
فأجابوا :
اشتهر عند الإخباريين أن منازل " مَدْين " الذين بعث فيهم نبي ط§ظ„ظ„ظ‡ شعيب ط¹ظ„ظٹظ‡ الصلاة والسلام هي في الجهة الشمالية الغربية من جزيرة العرب ، والتي تسمى الآن : ( البدع ) وما ط­ظˆظ„ظ‡ط§ ، والله أعلم بحقيقة الحال ، وإذا صح ذلك : فإنه لا يجوز زيارة هذه الأماكن لقصد الفرجة الاطلاع ؛ لأن النبي صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… لما مر بالحِجر – وهي منازل ثمود – قال : ( لاَ تَدْخلُوا مَسَاكِن الذينَ ظَلموا أَنْفسَهم أَنْ يُصيبَكُم مَا أَصَابَهم إِلاَّ أَنْ تكُونوا بَاكِينَ ) ، ثم قنع رأسه وأسرع السير حتى أجاز الوادي
– رواه البخاري ( 3200 ) ومسلم ( 2980 ) – .
قال ابن القيم – رحمه ط§ظ„ظ„ظ‡ – في أثناء ذكره للفوائد والأحكام المستنبطة من غزوة تبوك – :
ومنها : أن من مرَّ بديار المغضوب عليهم والمعذبين لا ينبغي له أن يدخلها ، ولا يقيم بها ، بل يسرع السير ، ويتقنع بثوبه حتى يجاوزها ، ولا يدخل عليهم إلا باكياً معتبراً ، ومن هذا إسراع النبي صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… السير في وادي محسر بين منى ومزدلفة ، فإنه المكان الذي أهلك ط§ظ„ظ„ظ‡ فيه الفيل وأصحابه .
" زاد المعاد " ( 3 / 560 ) .
وقال الحافظ ابن حجر – رحمه ط§ظ„ظ„ظ‡ – في شرحه ط§ظ„ط­ط¯ظٹط« السابق – :
وهذا يتناول مساكن ثمود وغيرهم ممن هو كصفتهم ، وإن كان السبب ورد فيهم .
" فتح الباري " ( 6 / 380 ) .
وانظر في " مجموعة أبحاث هيئة كبار العلماء في المملكة العربية ط§ظ„ط³ط¹ظˆط¯ظٹط© " المجلد الثالث بحثاً بعنوان " حكم إحياء ديار ثمود " .
وانظر جواب السؤال رقم ( 20894 ) .
5. ولا يجوز أيضا سفر المرأة بغير محرم ، وقد أفتى العلماء بحرمة سفرها بغير محرم للحج أو العمرة ، فكيف إذا كان ط§ظ„ط³ظپط± للسياحة التي يصاحبها كثير من التساهل والاختلاط المحرم ؟! .
وانظر أجوبة الأسئلة : ( 3098 ) و ( 69337 ) و ( 45917 ) و ( 4523 ) .
6. أما تنظيم رحلات سياحية للكفار في بلاد المسلمين : فالأصل فيه الجواز ، والسائح الكافر إذا أذنت له الدولة المسلمة بالدخول إليها أصبح مستأمنا حتى يغادرها ، ولكن وجوده في بلاد المسلمين يجب أن يتقيد فيه باحترام الدين الإسلامي وأخلاق المسلمين وثقافتهم ، فلا يدعو إلى دينه ، ولا يتهم ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… بالباطل ، ولا يخرج إلا محتشما بلباس يناسب بلاد المسلمين ، وليس كما اعتاد هو في بلاده على التعري والتفسخ ، وألا يكون عينا أو جاسوسا لبني قومه ، وأخيرا لا يمكَّن الكفار من زيارة الحرمين في مكة والمدينة المنورة .
ثالثاً :
لا يخفى على أحدٍ أن واقع ط§ظ„ط³ظٹط§ط­ط© ط§ظ„ظٹظˆظ… يغلب ط¹ظ„ظٹظ‡ المعصية والوقوع في الفواحش والتعدي على الحرمات ، مِن تبرج مقصود ، وعري في أماكن معروفة ، واختلاط مستباح ، وشرب للخمور ، وترويج للفساد ، وتشبه بالكفار وجلب لعاداتهم وأخلاقهم بل وحتى أمراضهم الخبيثة ، فضلا عن ضياع الأموال الطائلة والأوقات والجهود ، يغلف ذلك كله اسم جميل " ط§ظ„ط³ظٹط§ط­ط© " ، فنذكِّر كل غيور على دينه وخلقه وأمته بالله سبحانه وتعالى ألا يكون عونا للترويج لهذه ط§ظ„ط³ظٹط§ط­ط© الفاسقة ، بل يكون حربا عليها وعلى الثقافة التي تروج لها ، وليفتخر بدينه وثقافته وخلقه ، فقد حمته من كل المفاسد ، وأوجدت له البديل الواسع في خلق ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى في بلاد المسلمين المحافظة .

والله أعلم

الإسلام ط³ط¤ط§ظ„ وجواب


prdrm hgsdhpm td hgYsghl ,Hp;hlih ,Hk,huih lh id hgHvq hggi hgpdhm hgp]de hgodv hgd,l hgv[g hgsghl hgsu,]dm hgstv hg,[i hgrvNk j[hvm frum ]gdg p,gih ]rdrm schg ugh[ ugn ugdi tdih ,sgl ;lh ;dt

الشروق

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

[frame="4 70"]
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*****
بارك الله أختي الجليلة : موضوع قيم جدا ضممته لملفاتي الشخصية لأهميته
تقبل الله منك و من الجميع صالح الأعمال
****
في رعاية الله تعالى
[/frame]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.