المسجد ط§ظ„ط¥ظ„ظƒطھط±ظˆظ†ظٹ.. ط¢ظپط§ظ‚ ط¯ط¹ظˆظٹط© متجددة
بقلم – أمل خيري
يُعَدّ ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ المؤسسة الإسلامية الأولى التي أدت أدواراً متميزة ومتعددة في تاريخ حضارة الإسلام عبر العصور المختلفة. فعلى مدى التاريخ منذ بدء الدعوة الإسلامية ظل ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ منارة إشعاع روحي وثقافي وتعليمي واجتماعي وأخلاقي، فلم يكن داراً للعبادة فحسب، بل مدرسةً للتربية والتعليم، كما كان داراً للغريب وابن السبيل ومنتدى للشورى والقضاء ومركزاً للعلاج والتخطيط للحروب واستقبال الوفود والسفراء… أي أنه كان مكاناً يجمع بين جميع المسلمين لتدبير أمور دينهم
ودنياهم.
وتواجه المساجد الآن مجموعة من
العقبات في سبيل الدعوة تتابعت على مدى السنين وبتأثير من الغزو الثقافي الغربي والتشويه الإعلامي، فتراجع الدور الدعوي للمساجد وانصرف كثير من ط§ظ„ط´ط¨ط§ط¨ عنه، واقتصرت المساجد على أماكن لإقامة الشعائر الدينية خصوصاً لكبار السن، وفي ظل التضييق الأمني على المساجد بات الأمر أكثر جدية لمحاولة ابتكار أساليب ط¬ط¯ظٹط¯ط© تقوم بدورها الإيجابي في تفعيل دور ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ الحقيقي في حياة المسلمين، وبخاصة ط§ظ„ط´ط¨ط§ط¨ الذي هو وقود الدعوات ومحركها الأول.
وفي ظل العصر الرقمي الذي نحيا فيه بات تأثير التكنولوجيا واضحاً في سائر مجالات الحياة، ولعبت شبكة الإنترنت دوراً فعالاً في بناء المجتمعات الافتراضية، وفي تنمية طرق التواصل التفاعلية بين الأفراد، مخترقةً بذلك حواجز الزمان والمكان، وبرزت مفاهيم ط¬ط¯ظٹط¯ط© غيرت نظرتنا للحياة كالتجارة الإلكترونية والدفع ط§ظ„ط¥ظ„ظƒطھط±ظˆظ†ظٹ والإعلام ط§ظ„ط¥ظ„ظƒطھط±ظˆظ†ظٹ والتدريب ط§ظ„ط¥ظ„ظƒطھط±ظˆظ†ظٹ والكتاب الإلكتروني، بل والدعوة الإلكترونية.
وأصبح كل ما يعيش على أرض الواقع يمكن تفعيله في الفضاء الشبكي، ومن هنا تأتي أهمية مفهوم "المسجد الإلكتروني" باعتبار دور ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ المحوري في المجتمع الإسلامي.
مما لا شك فيه أن الإنترنت أصبحت تتغلغل في كافة الأنشطة التي نمارسها يوميًّا، ويتزايد أعداد مرتادي الشبكة يوميًّا زيادات هائلة، وتتنوع الخدمات التي تتيحها الإنترنت بدءاً من تصفح البريد ط§ظ„ط¥ظ„ظƒطھط±ظˆظ†ظٹ والأخبار، وانتهاء بإقامة مجتمعات تفاعلية عبر الشبكة.
وبالنظر إلى تراجع دور ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ في المجتمع المعاصر فكيف يمكن الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة وخدمات الإنترنت في تفعيل دور المسجد؟..
قبل ط§ظ„ط¥ط¬ط§ط¨ط© على هذا السؤال ينبغي أن نحدد أولاً المقصود بمفهوم ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ الإلكتروني.
أقصد بالمسجد ط§ظ„ط¥ظ„ظƒطھط±ظˆظ†ظٹ "نشر ط±ط³ط§ظ„ط© ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ باستخدام الأدوات التي توفرها شبكة الإنترنت، وبالاستفادة من تكنولوجيا الاتصال التفاعلية الحديثة".
ولأن بيوت ط§ظ„ظ„ظ‡ في ط§ظ„ط£ط±ط¶ المساجد فرسالة ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ هي نفسها ط±ط³ط§ظ„ط© الإسلام؛ لذا فإن الهدف من ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ ط§ظ„ط¥ظ„ظƒطھط±ظˆظ†ظٹ هو تفعيل دور ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ ونشر ط±ط³ط§ظ„ط© الإسلام الشاملة، بالاستفادة من الإمكانات التي تتوافر في الفضاء الشبكي.
وقد بدأت بعض المحاولات المتواضعة من قبل مساجد في الوطن العربي، ولكنها ما زالت في طور التجريب وفي مرحلة المهد مقارنة بدور ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ ط§ظ„ط¥ظ„ظƒطھط±ظˆظ†ظٹ في المجتمعات الغربية على سبيل المثال، حيث نلحظ أن مواقع هذه المساجد العربية متواضعة وخدماتها بسيطة وتستخدم وسائل بدائية، وعلى العكس فإن المساجد والمراكز الإسلامية في الغرب قد قطعت شوطًا لا بأس به في مجال تقديم الخدمات للجاليات الإسلامية ربما يعود ذلك لشعور المسلمين هناك بأنهم أقلية؛ لذلك كان البحث عن وسائل لتجميع الجهود تداركاً للذوبان في المجتمع، فيتزايد هنا دور ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ المحوري في حياة المسلمين.
وحديثنا هنا يقتصر على المساجد في الأقطار العربية، حيث يمثل ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ…ظˆظ† أغلبية فكيف يمكن تفعيل ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ ط§ظ„ط¥ظ„ظƒطھط±ظˆظ†ظٹ ودوره الدعوي في حياة المسلمين؟
أولاً: إنشاء ط§ظ„ظ…ظˆظ‚ط¹ ط§ظ„ط¥ظ„ظƒطھط±ظˆظ†ظٹ للمسجد:
تلعب ط§ظ„ظ…ظˆط§ظ‚ط¹ الإلكترونية دوراً حيويًّا وهامًّا في تفعيل دور المسجد؛ نظراً للإقبال الهائل على شبكة الإنترنت؛ لذا فإن موقع ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ ط§ظ„ط¥ظ„ظƒطھط±ظˆظ†ظٹ يُعَدّ ضرورة عصرية تحشد لها الجهود المادية والتقنية وتعتمد على إستراتيجية العمل الطوعي، وبالتالي فإن تخصيص جزء من التبرعات التي يقبلها ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ يمكن توجيهه لإعداد فريق يقوم بتطوير موقع للمسجد من الناحية التحريرية والتقنية، كما يمكن تخصيص وقفية لنفقات استضافة ط§ظ„ظ…ظˆظ‚ط¹ وحجز "الدومين" وتصميم الموقع.
ولا عجب في ذلك فقد لعبت الأوقاف الدور الأكبر عبر العصور في إنشاء المساجد وتمويل أنشطتها وخدماتها، ولا شك أن ط§ظ„ظ…ظˆظ‚ط¹ ط§ظ„ط¥ظ„ظƒطھط±ظˆظ†ظٹ يُعَدّ من الخدمات التي يقوم بها ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ لخدمة قطاع من رواد ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ لا يمكن إغفاله.
وهذا ط§ظ„ظ…ظˆظ‚ط¹ ط§ظ„ط¥ظ„ظƒطھط±ظˆظ†ظٹ لا بد أن يشتمل على خدمات أساسية تصنف إلى أقسام رئيسية، مثل:
صفحة التعريف بالمسجد:
وتشتمل على ظ…ط¹ظ„ظˆظ…ط§طھ ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ الأساسية مثل موقعه الجغرافي وتاريخ نشأته وخريطة الوصول إليه وصور حديثة وقديمة للمسجد، خاصة إن كان من المساجد الأثرية أو التاريخية، وتُعَدّ هذه الصفحة بمثابة توثيق لنشأة ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ تستفيد منه الأجيال اللاحقة.
صفحة ط±ط³ط§ظ„ط© الموقع:
وتعرض هذه الصفحة لرسالة ط§ظ„ظ…ظˆظ‚ط¹ ودوره في تفعيل دور المسجد، كما يمكن أن تعرض كلمة إمام ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ لرواد ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ والموقع، ويمكن توضيح أهم الأهداف التي أنشئ من أجلها ط§ظ„ظ…ظˆظ‚ط¹ باعتباره مقاماً دعوياً وفضاءً للتواصل بين ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ والمجتمع فيما يهم شئون الدين والدنيا، ويجيب عن انشغالاتهم المختلفة في التصور والمفهوم والتطبيق.
صفحة أنشطة المسجد:
وتختص بعرض الأنشطة الأساسية التي يقوم بها المسجد، وأهمها الدروس وحلقات العلم والتحفيظ والتجويد وخطب الجمعة والعيدين، وذلك بالإعلان عن مواعيد الدروس، وإتاحة تحميلها من ط§ظ„ظ…ظˆظ‚ط¹ في أي وقت ليستفيد منها رواد ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ الذين حالت ظروفهم دون الحضور، كما يمكن أيضًا إتاحة البث المباشر لهذه الدروس عبر الموقع، وإتاحة الاستماع المباشر لخطب الجمعة؛ لتستمع إليها ط§ظ„ظ†ط³ط§ط، مباشرة أو تحميلها في أي وقت.
صفحة أحداث وفعاليات:
وهذه الصفحة هامة لعرض أهم الأحداث ط§ظ„ط¬ط§ط±ظٹط© والفعاليات التي تتم في ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ كمسابقات ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† الكريم أو المسابقات البحثية أو الرمضانية وغيرها؛ لتيسير ظ…ط´ط§ط±ظƒط© أبناء الحي بهذه الفعاليات، كما يمكن أن تشتمل هذه الصفحة على لوحة إعلانات للمسجد تعرض في شكل جمالي جذاب، وتقدم هذه الصفحة الفرصة لإمام ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ لتوجيه ظƒظ„ظ…ط§طھ تهنئة لرواد ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ بالمناسبات الإسلامية المختلفة.
صفحة الفتاوى والاستشارات:
وتختص هذه الصفحة بتلقي الفتاوى والأسئلة من رواد الموقع؛ ليجيب عنها العلماء، كما يمكن توفير أرشيف بأهم الفتاوى والاستشارات التي يحتاجها المسلم، وخصوصاً تلك الفتاوى اللصيقة بسمات المجتمع الذي يقع فيه المسجد، ففي الغالب مثلاً ستكون الفتاوى اقتصادية وتجارية إذا كان الحي الذي يقع فيه ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ حيًّا تجاريًّا وهذا يبرز خصوصية المكان والناس.
صفحة ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ والمجتمع:
لا ينفصم ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ عن المجتمع الذي أنشئ فيه؛ لذلك لا بد من تفعيل التواصل بين مرتادي ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ والمجتمع من خلال عرض أهم الأنشطة المجتمعية، وحث الزوار على المشاركة ظپظٹظ‡ط§ كالتكافل الاجتماعي ورعاية الأيتام والقوافل العلاجية المجانية ودروس التقوية…
ثانيًا: الخدمات التفاعلية للمسجد الإلكتروني:
من مزايا الخدمات التفاعلية للمسجد ط§ظ„ط¥ظ„ظƒطھط±ظˆظ†ظٹ ضمان بقاء الاتصال بالزوار اتصالاً تبادليًّا مستمرًّا، مما يجعل الرسالة الإعلامية للمسجد تسير في مسارين:
• من مشرفي ط§ظ„ظ…ظˆظ‚ط¹ إلى رواد المسجد.
• ومرة أخرى من رواد ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ إلى مشرفي الموقع.
والذي بالطبع ينعكس على ط¥ط¯ط§ط±ط© ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ وأئمته ومرتاديه وسبل تطوير وسائل الدعوة داخل المسجد.
وتتعدد وسائل رصد ط¢ط±ط§ط، واتجاهات الزوار عبر الخدمات التفاعلية التي يتيحها ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ ط§ظ„ط¥ظ„ظƒطھط±ظˆظ†ظٹ بما يسمح بقياس رد فعل زوار ط§ظ„ظ…ظˆظ‚ط¹ تجاه الرسالة الإعلامية للمسجد، مما يفيد في تعديل محتوى الرسائل التالية التي يقدمها ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ من خلال وسائل التفاعل المختلفة، والتعرف على الاحتياجات الدعوية الحقيقية لرواد المسجد، ومن أهم هذه الوسائل:
المنتديات:
تسمح بتبادل الخبرات والآراء والاتجاهات، حيث إن ظهور اتجاه عام لدى أبناء الحي من رواد ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ والمشاركين في ط§ظ„ظ…ظ†طھط¯ظ‰ قد يؤدي للتنبه لبعض المشكلات غير المتوقعة، كظهور نزعة تعصب لدى بعض الزوار، أو فهم الإسلام فهماً خاطئاً، أو ظهور سمات سلبية لدى سكان المنطقة فيفيد مشرفي ط§ظ„ظ…ظ†طھط¯ظ‰ التعرف على هذه المشكلات والدفع بآراء تتبنى مفاهيم الوسطية الإسلامية، مما ينبه أئمة ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ للقضايا الحقيقة التي ينبغي توجيه الاهتمام إليها.
المجموعات الإلكترونية:
وتتيح المجموعات الإلكترونية الفرصة لتجميع وحشد الجهود لأبناء الحي الواحد والذين يمكنهم بسهولة الانتقال بين الفضاء الشبكي والواقع الحقيقي فيسهل تبادل الأفكار وأيضاً تنفيذها واقعيًّا في المجتمع المحيط بالمسجد، ومثال ذلك دعوة ط§ظ„ط£ط·ظپط§ظ„ والشباب في ليلة العيد للحضور للمسجد في ساعة معينة لتعليق الزينات، ولأنهم في نفس الحي فإن فرصة التجميع أكبر بكثير.
القوائم البريدية:
وهي إحدى طرق استخدام البريد ط§ظ„ط¥ظ„ظƒطھط±ظˆظ†ظٹ يتمكن من خلاله المستخدم من إرسال رسائل بما لديه من ظ…ط¹ظ„ظˆظ…ط§طھ وآراء في أي قضية محل المناقشة على عدد يقدر بعشرات أو مئات الآلاف من الأشخاص حول العالم بمجرد ضغطة زر واحدة من حاسبه الشخصي، فإذا كان الأمر كذلك فإن إنشاء قائمة بريدية لرواد ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ يُعَدّ من السهولة بمكان بطلب إضافة المتصفح للموقع لبريده ط§ظ„ط¥ظ„ظƒطھط±ظˆظ†ظٹ فتصله ط±ط³ط§ظ„ط© دورية بكل أنشطة وفعاليات ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ وأهم الأخبار.
البث المباشر:
وتُعَدّ هذه خطوة متقدمة يقوم بها موقع ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ والذي يشتمل على بث مباشر لحلقات إذاعية حوارية مع الجمهور أو استشارية مباشرة كتحديد ساعة معينة للاتصال واستقبال الفتاوى والاستشارات؛ ليرد عليها إمام ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ بالبث المباشر وهذه تضيف ميزة تفاعلية تشعر المشاركين ظپظٹظ‡ط§ بالحيوية والتفاعل أكثر مما تتيحه الفتاوى والاستشارات النصية المكتوبة.
الاستبيانات:
وتمثل الاستبيانات الوسيلة المثلى لرصد اتجاهات واحتياجات رواد ط§ظ„ظ…ظˆظ‚ط¹ مباشرة، وبالطبع يكون استهداف الاستبيان حول القضايا والاهتمامات المباشرة بالمحيطين بالمسجد ورواده، كأن يسعى ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ لإقامة أنشطة ط¬ط¯ظٹط¯ط© فيستطلع ط¢ط±ط§ط، رواد ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ حولها، مما يشعر الناس بأن هناك من يسمع لهم ويتعرف على احتياجاتهم الحقيقية فتزداد ألفتهم بالمسجد.
رسائل الجوال:
يتيح الاشتراك في خدمة رسائل الجوال الفرصة لمزيد من التآلف والتعارف بين مرتادي ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ بإرسال رسائل تهنئة في المناسبات الإسلامية المختلفة وتبادل المعلومات السريعة، وربما إتاحة الفرصة لإيقاظ المشتركين ظپظٹظ‡ط§ لصلاة الفجر على سبيل المثال.
ساحة المواهب:
كثير من المواهب تُوأد في مهدها؛ لأنها لم تكتشف في حينها وساحة المواهب في ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ ط§ظ„ط¥ظ„ظƒطھط±ظˆظ†ظٹ تعمل على كشف مواهب مرتادي ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ من خطابة وإلقاء ونظم ط§ظ„ط´ط¹ط± والنثر وكتابة القصص… وغيرها من فنون الإبداع؛ وهذا من شأنه تحقيق العديد من المزايا:
– فهو من ناحية يتيح الفرصة لهذه المواهب لاكتشافها وتنميتها، وخصوصاً لمن يتسمون بالانطواء والخجل ولا يجيدون التعبير عن أنفسهم، فاللقاء هنا من وراء حجاب الإنترنت يتيح انطلاق هذه المواهب والقدرات بلا استحياء.
– ومن ناحية ثانية فإنه يعود بمردود إيجابي على ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ نفسه وتطوير الخدمات التي يقدمها، ففي هذه الساحة مثلاً يمكن التعرف على الأشخاص المتمتعين بالحس الفني أو بالخط الحسن فيشاركوا في تجميل ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ أو كتابة اللوحات الجمالية فيه. وكل هذا يساهم في تقوية الروابط المسجدية.
والآفاق ما زالت تتسع لكل جديد يمكن أن يساهم في تفعيل دور المسجد، ولكن ينبغي التأكيد على أن ما ندعو إليه ليس بديلاً عن دور ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ نفسه، بل إنه الفرصة لتفعيل دور ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ الحقيقي وزيادة ترابط مرتاديه بالمسجد نفسه وببعضهم البعض وبالمجتمع، فسيظل ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ دورًا للعبادة وملتقى للمسلمين إلا أن ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ ط§ظ„ط¥ظ„ظƒطھط±ظˆظ†ظٹ ربما يؤدي دوراً -في الغالب- مفقودًا وهو الدور الاجتماعي والدعوي الريادي للمسجد كما رسمه الإسلام منذ بداية الدعوة الإسلامية.
لذا فإن ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ ط§ظ„ط¥ظ„ظƒطھط±ظˆظ†ظٹ يختلف عن ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ الافتراضي كلية، فالمسجد ط§ظ„ط¥ظ„ظƒطھط±ظˆظ†ظٹ " E-Masjid" هو خدمات إلكترونية لتفعيل دور ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ الحقيقي وتعميق الارتباط به وليس بديلاً عنه، أما ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ الافتراضي "Virtual Masjid" والذي برز في إطار ما يسمى بالـ"سكاند لايف" أو الحياة الافتراضية "Second Life " فهو فضاء افتراضي خيالي موجود على شبكة الإنترنت، ويحاكي دور ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ الحقيقي من حيث إقامة الصلاة والتجول فيه، وتناول المصاحف وحضور الدروس والاستماع إلى الخطب من خلال أسلوب المحاكاة".
وهذا العالم على الرغم من أنه مفرط في الخيال والبُعْد عن الواقع فإنه يُعَدّ أيضًا وسيلة للدعوة إلى الإسلام في هذا العالم الافتراضي الذي يرتاده الملايين.
إلا أنه بهذه الكيفية ينعكس بمردود سلبي على بيوت ط§ظ„ظ„ظ‡ في الأرض، حيث إن هذا العالم الافتراضي يأخذ الإنسان إلى عوالم خيالية مفرطة البعد عن الواقع، فيصبح ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ الافتراضي وكأنه بديل عن ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ الحقيقي، فالصلاة فيه تغني عن الصلاة في ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ والاستماع للدروس والخطب يغني عن حضورها في ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ والدعوة إلى ط§ظ„ظ„ظ‡ فيه بديلاً للدعوة على أرض الواقع، وفي هذا مظنة انغماس ط§ظ„ط´ط¨ط§ط¨ في هذه العوالم الافتراضية والانصراف عن المساجد.
أما ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ ط§ظ„ط¥ظ„ظƒطھط±ظˆظ†ظٹ فلا يهدف إلى تبديل دور ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ الحقيقي، بل إلى مزيد من تفعيله، فالمسلمون لن يقيموا شعائر الصلاة في ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ الإلكتروني، بل سيدعوهم ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ إلى الصلاة فيه والشباب لن يستبدل العكوف على ط§ظ„ظ…ظˆظ‚ط¹ ط§ظ„ط¥ظ„ظƒطھط±ظˆظ†ظٹ للمسجد بالدعوة إلى ط§ظ„ظ„ظ‡ في ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ نفسه.
يمكن القول إنه في الوقت الذي يُعَدّ فيه الـ"سكاند لايف" والمسجد الافتراضي محاولة للعالمية والكونية المخترقة للحواجز المكانية فيصبح المسلم العربي أشد التصاقًا بمسلم أمريكي مثلاً في الفضاء التخيلي أكثر من ارتباطه بجاره الذي يسكن معه في نفس البيت، ويصبح متابعًا للأحداث العالمية في هذا الفضاء أكثر من متابعته لما يجري في الحي الذي يقطن فيه، ويصبح فرحه لإسلام شخص واحد من بلاد السند أحب إلى قلبه من هداية أبناء جيرانه جميعًا.
فإن "المسجد الإلكتروني" هو محاولة للعودة للمحلية وارتباط المسلمين بأحيائهم السكنية بالعودة لأحضان ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ الذي يناديهم يوميًّا على شبكة الإنترنت، وتجميع شتات نفوسهم وحشد جهودهم، حيث يمثل كل مسجد إلكتروني نسيجاً متفرداً يعبر عن خصوصية المكان والبشر واحتياجاتهم الحقيقية يؤدي فيه ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ…ظˆظ† واجبهم الدعوي تجاه أبناء مجتمعهم من رواد ط§ظ„ظ…ط³ط¬ط¯ على أرض الواقع.
* داعية مصرية، وناشطة إلكترونية
hgls[] hgYg;jv,kd>> Nthr ]u,dm lj[]]m Nvhx lahv;m lug,lhj hgHvq hglsgl,k hgl.d] hggi hgl,hru hglkj]n hgl,ru hgH’thg hg[hvdm hgvplk hgafhf hgauv hgYg;jv,kd hgY[hfm hgkshx hgrvNk []d]m vshgm wtpm a;g tdih Y]hvm ;glhj ;lh
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك أختي وفاء القلوب على مرورك على الموضوع
[/align]