تخطى إلى المحتوى

تعالو نعيد النظر في تربية ابنائنا

السلام عليكم و رحمته و بركاته

نتمنى نفعكم بهاد الموضوع

صناعة الفرد الداعية المؤثر الذي يؤثر ولا يتأثر، وصناعة القائد خاصة، تحتاج إلى وقت، تحتاج إلى صفات لا يمكن زرعها في يوم وليلة، إنها لا تحتاج إلى شدة، لكنها تحتاج إلى: حب، قدوة، حوار، مرونة، تدريب، تدريج، متابعة غير لصيقة بين الحين والحين، تشجيع، قوة إرادة، قوة إيمان، صحبة صالحة، تجارب وخبرات، بيت مسلم سعيد آمن هانئ ينشأ فيه، تنمية مواهب، متابعة الأحداث الداخلية والعالمية، ثقافة، علم، عمل وإنتاج، صحة ورياضة وترويح حلال.
هذا هو ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم لصناعة الأمة.. رجالها ونسائها، ولصناعة القادة منها، لها وللعالم كله:
كان قدوة كما يقول: "خذوا عني مناسككم" جزء من حديث أخرجه البيهقي وغيره.
كان صادقا آمنا مستبشرا متفائلا، يقول: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك؛ فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة" أخرجه الترمذي.
كان ودودا، يسأله عمرو بن العاص رضي الله عنه: أي الناس أحب إليك؟ فيقول: "عائشة"، فيسأله: فمن الرجال؟ فيقول صلى الله عليه وسلم: "أبوها" أخرجه البخاري ومسلم.
كان لينا رفيقا مرنا بسيطا، كما يقول عنه ابن عباس رضي الله عنه: "كان صلى الله عليه وسلم ألين الناس جناحا.." جزء من كلامه أخرجه الحاكم.
كان مرحا، كما تقول عنه عائشة رضي الله عنها: "..كان بساما ضحاكا.." جزء من كلامها أخرجه ابن عساكر.
كان متحاورا، كما يقول عنه أبو هريرة رضي الله عنه: "ما رأيت أحدا أكثر مشاورة لأصحابه من النبي صلى الله عليه وسلم" أخرجه ابن حبان.
كان متدرجا، ففي مسند الإمام أحمد عن جابر رضي الله عنه قال: اشترطت ثقيف – قبيلة ثقيف – على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا صدقة عليهم ولا جهاد، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "سيتصدقون ويجاهدون".

وقال الإمام ابن حجر العسقلانى في كتابه "فتح الباري" عند شرحه لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ وأبى موسى الأشعري رضي الله عنهما : "يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا" قال: "وكذلك الإنسان في تدريب نفسه على العمل إذا صدقت إرادته، لا يشدد عليها بل يأخذها بالتدريج والتيسير، حتى إذا أنست بحالة ودامت عليها، نقلها إلى حال آخر، وزاد عليها أكثر من الأولى، حتى يصل إلى قدر احتمالها ولا يكلفها بما تعجز عنه".
كان مشجعا، يقول لعبد الله بن عمرو بن العاص منشطا له على قيام الليل بركعتين أو أكثر: "يا عبد الله، لا تكن مثل فلان؛ كان يقوم الليل فترك قيام الليل" أخرجه البخاري ومسلم.
كان مدربا، يمسك ذقن الفضل بن عباس رضي الله عنه ويدير وجهه جانبا عن امرأة وضيئة – أي جميلة – لتدريبه على غض البصر، أخرج القصة البخاري ومسلم.
كان مقويا للإيمان، يقول: "استعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أنى فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل" جزء من حديث أخرجه مسلم.
كان مروحا عن نفسه وعمن حوله، يتسابق مع عائشة زوجته، يتسامر مع زوجاته، يلعب مع أحفاده الحسن والحسين، يتزاور، يسافر.
كان معينا لغيره كريما، يقول: "من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له" أخرجه مسلم.
كان منميا للمواهب، يقول: "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت – أي أعلمهم بالمواريث المفروضة، وأقرؤهم أُبيّ بن كعب، ولكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح".
كان مهتما بنشر العلم، يقول: "مَن سُئل عن علم فكتمه أُلجم يوم القيامة بلجام من نار" أخرجه الترمذي.
كان مستعينا بربه إذا نزلت به أو بالمسلمين أي نازلة، عازما على مقاومتها وإصلاحها بجهوده وجهودهم وعون الله ربهم.
بهذه الأخلاق صنع الرسول صلى الله عليه وسلم الأخلاق، وبها كوّن جيلا من السعداء في حياتهم، الدعاة لغيرهم لهذه السعادة في الدنيا والآخرة.
فإذا أردتِ صناعة صحابي سعيد قائد؛ فكوني معه مثلما كان الرسول صلى الله عليه وسلم مع صحابته الكرام:
* فكوني قدوة لها في كل أقوالك وتصرفاتك، كوني سعيدة ناجحة في حياتك، فستكون مثلك مع الوقت وستقلدك؛ لأن كل الناس يبحثون عن السعادة، فلما يعلمون أن السبب هو الإسلام اتبعوه بكل سهولة ويسر.
* كوني صادقة آمنة مستبشرة متفائلة، ستضفين عليها الصدق والأمن والاستبشار والتفاؤل؛ لتستخرجي منها صدقها وأمنها واستبشارها وتفاؤلها، فتكون أفعالها ومشاعرها وكلماتها كلها صادقة آمنة مستبشرة متفائلة.
* كوني ودودة، تكسبين قلبها وتحرّكين فطرة الخير فيها، فليس في فطرة الإنسان شر، فقد أكد ذلك الله تعالى في قوله: (ونفس وما سواها)، قال الإمام ابن كثير في تفسيرها: "خلقها سوية مستقيمة على الفطرة القويمة"، وإنما الشر يأتي من الشيطان حينما يوسوس للعقل، فيستجيب له ولا يقاومه ويحرك النفس نحوه.
* كوني هينة لينة رفيقة بسيطة مرنة متدرجة، فتبدئين معها بالأخف على نفسها ثم بالأصعب، وهذا الأخف هو الذي تختاره هي وتحدده ولست أنت، فقد تبدأ مثلا بالوفاء بالوعود والمواعيد لأنها ترى من نفسها إقبالا وقدرة عليه، أو تبدأ بغيره، واتركي لها المدة؛ فقد تكتسب هذا الخلق في أسابيع، أو أشهر، أو حتى سنوات!! أو تكتسب غيره أو أقل أو أكثر.

واسمحي لها ببعض التقصير لفترات فيما هو ليس بحرام كما سمح الرسول صلى الله عليه وسلم لقبيلة ثقيف ببعض التنازلات مؤقتا – كما سبق أن بينا -؛ لأنهم بكل تأكيد سيحققوننها يوما ما حينما تغمرهم بعض السعادة بتطبيق بعض أخلاق الإسلام، فلماذا لا يطبقونه كله لتتحقق لهم كل السعادة؟!.
* كوني مرحة، حتى تنزعي التوتر من حياتها؛ فتكون بذلك أسلس وأسهل وأسرع انقيادا للإسلام.
* كوني متحاورة معها لا آمرة لها، في كل شيء ممكن؛ لتتعلم منك قبول الرأي الآخر وأخذ النافع منه؛ فالعناد وصلابة الرأي تنشأ غالبا في بيئة من الكبت للآراء أو الرأي الواحد، وعدم التدريب على الشورى، والأخذ برأي الأغلبية حتى ولو كان مخالفا لرأي الفرد، لأن عدة عقول تفكر لا شك أنها ستكون أفضل من عقل واحد.
* كوني منضبطة، فلا تجاوز للحرام، أما ما دون ذلك فتأخذ منه وتطبق قدر استطاعتها، كما يقول الرسول ص لى الله عليه وسلم: "ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم.." جزء من حديث أخرجه البخاري ومسلم.
* كوني متابعة لأحوالها متعاونة معها، فمتابعة الأحوال الشخصية تعطي مزيدا من القرب منها، والتعرف عليها، ومعرفة مفاتيح قلبها، وكيفية توجيهها وتكليفها بما يناسب طاقاتها وإمكاناتها، وحل مشكلاتها وإزالة الموانع والمعوقات التي تعوق تنميتها تربويا وأخلاقيا ونفسيا وأسريا واجتماعيا ونحو ذلك.
* كوني مدربة لها معلمة مورثة، تأخذين بيديها وتعلمينها برفق وخطوة بخطوة، تدربينها مثلا على صور بر الوالدين، أو طرق صلة الأرحام والجيران، أو كيفية التوكل على الله، أو وسائل التفوق والتثقف والعمل المنتج، أو ضوابط التعامل مع الشباب.. إلى غير ذلك مما تحتاجه من أخلاقيات الإسلام، ومما تحتاجه من التدريب على بعض المسئوليات المتدرجة التي في إمكانها، والتي يغلب على ظنك أنها ستنجح فيها حتى لا تيأس من الفشل، وذلك كعلاج متدرج لتدليلها السابق.
* كوني مقوية لإيمانها، فقوته تدفع لكل خير، وذلك بدوام التواصل مع ربها وحبه وطلب العون والرزق والتوفيق منه واللجوء إليه.
* كوني مقوية لإرادة عقلها ونفسها، فإن قوتها تعين على التمسك بالخير ومقاومة الشر، وذلك بما علمنا إياه الإسلام من فعل بعض الشعائر التي تقويها، كصيام يوم أو اثنين أسبوعيا أو حتى شهريا، وكقيام ليلة أو أكثر فيه بركعتين أو أكثر، ومن فعل بعض المعاملات التي تقويها أيضا مثل: غض البصر وحفظ اللسان عن كل قول سيئ وما شابه ذلك.
* كوني مشجعة لها، حتى ولو على القليل من الخير؛ فإن التشجيع يدفع لمزيد من التقدم، بينما التيئيس يدفع لمزيد من الإحباط والتراجع والكسل والفتور والدمار.
* كوني محتضنة لها في صحبة صالحة توفرينها حولها، فإن هذا المناخ الأخوي المتآلف المتحاور الصادق سيكون البيئة التربوية المؤثرة الفعالة لتكوينها وتربيتها، والتي ستتشرب منها تدريجيا وتلقائيا صفاتها الحسنة.
بهذا تصنعينها، وتصنعين جيلا أمثالها بإذن الله، مثلما صنع الرسول صلى الله عليه وسلم جيل الصحابة الكرام، وسيكون لك ولكل من شارك ثواب كل لبنة تضعونها في صناعتها
ايوا بغيت نشو ردودكم و دعواتكم


juhg, kud] hgk/v td jvfdm hfkhzkh jvjdf

[align=center]
بسم الله الرحمان الرحيم

أشكرك كثيرا أختي الفاضلة على الموضوع الرائع
بالفعل من أراد أن يربي أبنائه تربية صحيحة إسلامية ،قيادية عليه أن يعرف الكثير عن رسولنا صلى الله عليه وسلم لأنه قدوتنا الأولى في البشر وإن قلدناه قولا وفعلا وانضبطنا على ذلك نكون في الطريق الصحيح لتربية جيدة للأجيال
[/align]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.