البنات والصيف

الحمد لله، والصلاة والسلام على ط±ط³ظˆظ„ الله، وبعد،

إلى كل فتاة مسلمة:
شهدت لله تعالى بالوحدانية فقالت: أشهد أن لا إله إلا الله، وشهدت لرسوله -صلى الله ط¹ظ„ظٹظ‡ وسلم- بالرسالة فقالت: "وأشهد أن محمدا عبده ورسوله".

أختاه… ألست بمسلمة؟!!

إذا فأنت لك حق علينا حتى لا تمسكي بتلابيبنا يوم القيامة, وتقولي لله تعالى: يا رب سل هذا فيما قتلني؟ سل هذا لم تركني هكذا؟ ظ„ظ…ط§ط°ط§ لم يضربني على يدي؟ ظ„ظ…ط§ط°ط§ جعلني أقتحم النار ولم يحاول إنقاذي؟

فإن قلنا لك يا أختاه :
لم هذا الملبس ط§ظ„ط°ظٹ تلبسينه وتظهرين من خلاله مفاتنك للناس؟ بل أنت في الحقيقة الكاسية العارية ط§ظ„طھظٹ نبأ بشأنها ط§ظ„ط±ط³ظˆظ„ -صلى الله ط¹ظ„ظٹظ‡ وسلم- ط§ظ„ط°ظٹ نشهد له بالرسالة، وأنه مبعوث إلينا ليهدينا إلى صراط ربنا المستقيم، ألست تشهدين له بذلك أم هي ألفاظ أجريتها على لسانك كما أجراها ط§ظ„ظ†ط§ط³ على ألسنتهم دون أن تقفي مع حقوق هذا ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ ط§ظ„ظƒط±ظٹظ… ط§ظ„طھظٹ أوجبها الله تعالى علينا، فقد قال -صلى الله ط¹ظ„ظٹظ‡ وسلم-: (صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن ط§ظ„ط¬ظ†ط© ولا يجدن ريحها وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا)[رواه مسلم].

– فهل أنت من أهل هذا الصنف؟ فأنت كاسية ولكنك عارية, فالأمر لا يحتاج إلى خديعة نفس.
– فهل ترضين أن تكوني وقوداً للنار؟
– هل تأملين وتتمنين أن تحرمي من الجنة؟
– هل ترضين لنفسك ذلك؟

لذا فنحن أيتها ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ…ط© نأمرك بما أمرك به ربك، خالقك ورازقك ط§ظ„ط°ظٹ تعيشين فوق أرضه وتحت سمائه.
فنأمرك بالتستر والحجاب وإياك ثم إياك والتعري والسفور.

قد تتحجج بعض ط§ظ„ظ†ط³ط§ط، بحرارة الصيف، يردن بذلك التماس العذر لأنفسهن في ذلك.

نقول لك :
ألم تسمعي من قول ربك:
﴿ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيرًا جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ﴾[التوبة81،82].
ألم تسمعي من قول رسولك صلى الله ط¹ظ„ظٹظ‡ وسلم: (ناركم جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم), قيل: يا ط±ط³ظˆظ„ الله، إن ظƒط§ظ†طھ لكافية, قال: (فضلت عليهن بتسعة وستين جزءاً كلهن مثل حرها)[البخاري].

قد تقول بعض ط§ظ„ظ†ط³ط§ط، :
إنها لا طھط³طھط·ظٹط¹ أن تتحمل هذه الملابس ط§ظ„طھظٹ تنبعث منها الحرارة على جسدها.

قلنا:
فما بالك بملبس من قطران؟ فما بالك لو قُطع لك ثياب من النار؟
ألا تسمعي لقول ربك: ﴿وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ﴾[إبراهيم49،50].
وإلى قوله سبحانه ﴿فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ﴾[الحج19،20].

أختاه:
-هل تقوي أن تتجرعي كوباً من ماء ساخن (من ماء يغلي)؟.
-فما بالك لو كان شرابك من الحميم –وبماء المهل– وماء صديد، كما وصف لنا ربك شراب أهل النار؟ ﴿وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ﴾[محمد15].

أختاه… أسمعت النصيحة؟.
فنحن ط¹ظ†ط¯ظ…ط§ نأمرك بالتستر والحجاب نأمرك بأمر لو فكرتي فيه لعلمتي أنه ط³ظٹظƒظˆظ† فيه حرماننا كرجال من النظر إلى جسدك العاري، ومن النظر إلى مفاتنك ومحاسنك ط§ظ„طھظٹ تعلقت بها أنظار الرجال.
فهذا الأمر في الحقيقة لصالحك وليس لصالحنا، لأنه ط³ظٹظƒظˆظ† نتيجة تسترك عن الأعين، وستر بدنك عن تلصص الناظرين؛ فيه حرمان لنا.

ولكن…
لا نرضى لك أن تكوني وقودا للنار، ظˆط£ظ†طھ ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ…ط© ط§ظ„طھظٹ لا نشك في حبك لربك وحبك لدينك، وحبك لرسولك -صلى الله ط¹ظ„ظٹظ‡ وسلم- أليس كذلك؟ أم نحن قد أخطأنا بذلك الطريق؟

فتعقلي وتفكري..
– هل لنا مصلحة في نصيحتك بالتستر والحجاب؟ أم المصلحة لمن قال لك تعر سواء في تحقيق أرباح من مشتريات منه لهذه الملابس ط§ظ„طھظٹ لا تليق بامرأة مسلمة، أو في النظر إلى جسدك، بلا غرامة مالية يقوم بدفعها؟
– أختاه: إن ط§ظ„ظ†ط§ط³ إذا أرادوا التنزه فإن منهم من يذهب إلى حديقة الحيوان – ومن كان راغباً في النظر إلى هذه الحيوانات فانه لايمكن له ذلك إلا بدفع رسوم مالية للدخول– فالنظر للحيوانات من كلب البحر أو الحمار الوحشي أو القردة يلزمه رسوم مالية مدفوعة.

أما النظر إلى جسدك العاري فهذا المشاع بلا رسوم مالية مدفوعة.

أختاه:
– حاولي أن ترقبي نظر الرجال إليك ط¹ظ†ط¯ظ…ط§ يتلصصون في النظر إلى جسدك العاري، فأي مواطن الجسد يتجهون إليه بسهام أنظارهم، ظˆط£ظ†طھ تعلمين ذلك؟
– أما تستحين ظˆط£ظ†طھ تعلمين أن ما حرك هؤلاء تجاهك إلا رغبة دنيئة وحقيرة؟

ماذا قصدت بفعلتك هذه بنفسك؟
-أيحزنك ألا تكوني وقودا للنار؟
-أيحزنك أن يدخل ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† النار ولا تدخلي معه؟
-أيحزنك ألا تكوني مع فرعون وقارون وهامان؟
-أيحزنك ألا تكوني مع أبي لهب وعقبة بن أبي معيط؟

ألا يحزنك :
– أن تفوتك رفقة ظپظٹظ‡ط§ ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ محمد -صلى الله ط¹ظ„ظٹظ‡ وسلم-؟
-أن يفوتك النظر إلى وجه ربك ط§ظ„ظƒط±ظٹظ… يوم القيامة؟

ألا تستمعين؟
-هل نحن ندعوك إلى ط§ظ„ط¬ظ†ط© أم إلى النار؟-هل نحن بذلك ندعوك إلى النجاة أم إلى الهلاك؟
-هل نحن بذلك ندعوك إلى سبيل الرشاد أم إلى سبيل الغي و الضلال؟
-هل نحن بذلك ندعوك إلى الحق أم إلى الباطل؟
-هل نحن ندعوك إلى هذا لأجر سوف نحصل ط¹ظ„ظٹظ‡ منك؟

فوالله… ثم والله…
إنا ندعوك إلى النجاة والى سبيل الرشد.

ولتعلمي :
أن هذه الدنيا متاع، وأن الآخرة هي دار القرار.
أختاه نناديك وندعوك:
إلى لحظة تأمل وروية.

-لماذا لا تحاولين إعطاء نفسك الفرصة في التفكير؟ ولماذا تقاومي برفض الفكرة ابتداء؟ هل تخشين على نفسك أن تستجيبي للهداية؟
– هل هذا بالأمر المنكر؟ هل تخافين أن يعيرك أصحابك؟.
– هل تخافين ألا يرضى عنك الفساق ولا عن ملبسك إن تسترتي وتحجبتى؟.
– هل تخافين أن يقولوا أنك متخلفة؟ -أم تخافين من ماذا؟
– لم هذا الحرص منا والخوف عليك؟
– ظ„ظ…ط§ط°ط§ نحرص على إخراجك من هذا؟
– لما نحرص على ألا تمس النار بدنك؟

فكري :
– ما مصلحتنا في ذلك، فنحن لا نطلب منك أجراً، ولا نحن سنهتدي إلا بهدايتك، فقد هدانا الله تعالى، فله الحمد والمنة على ذلك.

أختاه :
-هل تظنين أننا سوف نسر ط¹ظ†ط¯ظ…ط§ نرى السلاسل والأغلال في عنقك وفي يديك ورجليك، ظˆط£ظ†طھ تسحبين على وجهك في نار جهنم؟
– هل تظنين أننا سوف نكون في سعادة غامرة ط¹ظ†ط¯ظ…ط§ تنقلبين في النار وتتوجعي من لهيبها؟

أختاه…. نناديك :
هيا بنا سويا لقد أوشك الباب أن يغلق فلنسرع في الدخول إلى ط§ظ„ط¬ظ†ط© قبل أن يحال بيننا وبين ما نشتهي.
فننادي:
﴿وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ﴾[فاطر:37].
فيقال لنا
﴿أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ﴾[فاطر:37].

أختاه:
نطلب منك طھط¬ط±ط¨ط© عملية عاهدي ربك أن تقومي بها:
– نحن نريد منك أن تغلقي عليك دارك وأن تكوني ظپظٹظ‡ط§ بمفردك حتى إذا جن الليل لا تقومي بإنارة المكان، ولكن اتركيه في تلك الظلمة الحالكة واغلقي عليك الباب.
– وحاولي أن تبيتي في هذه الظلمة الحالكة بمفردك.
– وانظري إلى حالك، هل تتحملين ذلك، هل تستطيعين ذلك.

فما بالك والقبر :
حيث لا أنيس ولا صاحب ولا رفيق؛ فقد انقطع الأصحاب والأحباب ولم يبق معك إلا عملك.

وختاما :
فستذكرين ما أقول لك وأفوض أمري إلى الله، إن الله بصير بالعباد.