كيس من البطاطا قد يعلِّم الطفل ما لا يعلِّمه له الكلام

كيس من ط§ظ„ط¨ط·ط§ط·ط§ .. قد ظٹط¹ظ„ظگظ‘ظ… ط§ظ„ط·ظپظ„ ما لا ظٹط¹ظ„ظگظ‘ظ…ظ‡ له الكلام

وأنا أعدُّ لبعض الأبحاث قرأت في أحد المواقع عن فكرة ذكية أوصلتْ رسالة ًمهمة ً عن ضرورة العفو والتسامح لمجموعة من الأطفال بطريقة ٍ لم تخلُ من لمسات الإبداع والابتكار …

الفكرة تمحورت حول كيس ٍ من ط§ظ„ط¨ط·ط§ط·ط§ جعلته صاحبة الفكرة كيساً مليئاً بالتجربة النافعة لعقول أولئك الأطفال الذين قد لا يستوعبون الأسلوب الكلامي عن أهمية العفو والصفح عن الآخرين ..

فقد قررت إحدى مُدرِّسات رياض أطفال أن تجعل الأطفال يلعبون لعبة لمدة أسبوع واحد.! فطلبت من كل طفل أن يحضر كيسا فيه عدد من حبات ط§ظ„ط¨ط·ط§ط·ط§ وعليه أن يطلق على كل واحدة من هذه الحبات اسم شخص" يكرهه "
وفي اليوم الموعود أحضر كل طفل كيسا وفيه ط§ظ„ط¨ط·ط§ط·ط§ الموسومة بأسماء الأشخاص الذين يكرهونهم , والطريف في الأمر أن بعضهم أحضر معه حبة واحدة وآخرين أحضروا اثنتين ومنهم من أحضر كيسه مملوءاً وهكذا.. . عندئذ أخبرتهم المُدرِّسة بشروط اللعبة وهي : أن يحمل كل طفل كيس ط§ظ„ط¨ط·ط§ط·ط§ معه أينما يذهب لمدة أسبوع واحد فقط.
وبمرور الأيام بدأ الأطفال يشعرون برائحة كريهة تخرج من أكياسهم ، فزاد عبء ثقل الكيس بالرائحة الكريهة !! وطبعا كلما كان عدد ط§ظ„ط¨ط·ط§ط·ط§ أكبر فالرائحة ستكون أكثر والكيس سيصبح أثقل…!!

بعد مرور أسبوع فرح الأطفال لأن اللعبة انتهت وسألتهم مُدرِّستهم عن شعورهم وإحساسهم أثناء حمل كيس ط§ظ„ط¨ط·ط§ط·ط§ لمدة أسبوع ، فبدأ الأطفال يشتكون من المصاعب التي واجهتهم أثناء حمل الكيس الثقيل ذو الرائحة النتنة أينما ذهبوا ، ثم بعد ذلك شرحت لهم المغزى من هذه اللعبة .
فقد قالت لهم مُدرِّستهم : هذا الوضع هو بالضبط ما تحمله من كراهية لشخص مَّا في قلبك !! فالكراهية ستلوث قلبك وتجعلك تحمل الكراهية معك أينما ذهبت!! فإذا لم تستطيعوا تحمل رائحة ط§ظ„ط¨ط·ط§ط·ط§ لمدة أسبوع فهل تتخيلون ما تحملونه في قلوبكم من كراهية طول عمركم .

ما أحوجنا لمثل هذه الأفكار التي تطور أسلوبنا التربوي ، وتضخ فيه الحياة من جديد ..! إننا لن نجد أفضل من حقل التنشئة والتربية .. لنصب فيه أفكارنا وإبداعاتنا ونركـِّز على كل ما من شأنه أن يجعل حياة أبنائنا مليئة بالإنتاجية والفاعلية ، وثيقة الصلة بالله سبحانه وتعالى .

بقلم د. جاسم المطوع