بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمداً بلا حد ولا انتهاء،والصلاة أعذبها والسلام أزكاها على أشرف الأنبياء محمد
ابن عبد الله،وعلى آله وصحبه الكرام،أما بعد:
وقفت على شاطئ أحزاني و أمواج الأسى تلطمني والحروف تبعثرت على لساني …وفؤادي يتقطع إرباً إرباً …،فصراحة لا أدري من أين أسطر كلامي؟! ..وهل يا ترى سيكفي حبري المتألم أم سأكتب بدمعي الحزين..،وها هو خاطري قد ضج بأفكار شتى …………..
فإليكِ أيتها الجوهرة الفريدة،والكنز الثمين،أيها الصدر الدافئ الحنون،فسأسطر لكِ هذه الكلمات التي ربما هي قاسية وغليظة نوعاً ما ،ولكني والذي نفسي بيده إني أتكلم وكلي أسى لما أعيشه من واقع مرير ،فالتمسي عذري لكلماتي القاسية ،فيا أيتها الأم سامحني وأنصتي لكلماتي جيداً ……
لاشك وأنكِ سمعت بشيء يسمى مرحلة المراهقة ولا ريب أنكِ مررتِ بها، ولكن يا ترى ما حالكِ مع ابنتكِ المراهقة التي حرمت من حقوق كثيرة،وضاعت وهدرت أخلاقها بسبب إهمالكِ ورغم المبالاة منكِ إلا أنكِ عتبتيها ولمتيها وكأنها هي المسؤول ..،فدعني أيها الأم أقف معكِ متحدثة بلسان إحدى المراهقات…
لاشك أن الإنسان يمر بمراحل عدة منها مرحلة المراهقة تلك المرحلة التي تتعرض فيها الفتاة لتغيرات داخلية وخارجية،وتكون أفكارها مضججة،ومزاجها معكر غالباً ،وقلقة غالباً،والتي تمر فيها الفتاة بمشاكل وتيارات كثيرة،ولكن المراهقات صنفان فصنف انغمس في الشهوات والملذات وآخر وهو قلة من قليل التزمت بما أمر الله،وهذا بالتأكيد يرجع لتربية الأم،فالواجب على الأم اتجاه ابنتها المراهقة ما يلي:1-توعية الفتاة وتحذيرها مما أمامها حتى لا تقع الفتاة فريسة لصديقات السوء،فيا أيها الأم رحمة بتلك الفتاة المسكينة التي إن لم توعيها وقعت في شباك الخبيثات فسردن لها قصص الحب والغرام-والعياذ بالله-وزين لها طريق العهر والفجور-والعياذ بالله-.
2-إذا صدر من ابنتك سلوك أو تصرف سيء لا تشتميها وتعاقبيها وتقولي لها حرام أو عيب قبل أن تفهميها وتناقشيها فيما صنعت وتبيني لها خطر ما صنعت،فما الجدوى من وراء عقابها دون أن تعلم الفتاة خطر ما صنعت فربما تتعود الفتاة على العقاب وتصر على ماهي عليه،وربما فعلته بعيداً عن نظركِ..
3-ازرعي في نفسها التوكل على الله،واللجوء إليه في الخطوب.
4-حببيها في الالتزام بأمور الشرع،ورغبيها في الحجاب الشرعي الكامل،وحذريها من دعاوي الغرب،ودعاوي الفساق.
5-صاحبي ابنتك تلك المرحلة،ولاطفيها،ولا تكوني عبوسة الوجه أمامها،ولا تزرعي الرعب في قلبها،ولا تكوني قاسية عليها فتلجأ لغيركِ فينصحها بما يضرها،وربما تلجأ لشاب لتجد عنده الكلمات الرقيقة والابتسامة وغير ذلك ، فكوني صديقة لها كما قال أحد الحكماء(إذا راهق ابنك فصادقه).
6-لا تنزعجي بكثرة أسئلتها واستفسارها،بل أجبيها حتى لا تلجأ لغيركِ فيضرها،فجوابكِ ليس ضرر عليها بل العكس،فمتى أرادت الجلوس معكِ للحوار وطلب النصائح منكِ افعلي ولا ترفضي.
7-اجعلي لها مكانة في البيت في إبداء رأيها ،ولا تصديها بكلماتكِ المحطمة لها،بل شجعيها على التعبير عن رأيها،وإن كان رأيها صائب اعملي به واشكريها.
8-تحسسي حال رفقا تيها فالقرينات لهن تأثير كبير على الفتاة،وذكريها بأحاديث الرسول –صلى الله عليه وسلم-التي رويت عنه بشأن الرفقة.
9-راقبي تصرفاتها دون أن تحس بكِ ،واغرسي في نفسها الثقة.
10-قومي سلوكها واجعليها أسوة لغيرها.
11-لا تلهكِ الزيارات ومجالس النساء والأفراح عن ابنتكِ المسكينة التي تركتيها وشأنها وأنتِ عنها في سبات عميق.
12-لا تظني أن مظهر ابنتكِ الخارجي،وتقليد الموضة،هو المهم بل الذي تحتاج له الفتاة العطف والحنان والقلب الرحيم والصدر الدافئ الذي تلجأ إليه،فاهتمي بنفسيتها وشخصيتها.
14-لا تتركي لها المجال بلبس البنطال والضيق أمام إخوتها وأبيها وبنات جنسها،فهذا محرم شرعاً،ولا تدعي لها الفرصة بتقليد الغرب،واللهث وراء مل يدعى بالموضة.
15-لاطفيها بكلماتكِ الرقيقة،ونصائحكِ الغالية،وخصصي لها جلسة معكِ ولو كل أسبوع مرة،وعندما تجديها تدرس أو تطالع كتاب أو تمارس هواية معينة احضري لها مشروب ما،واحرصي على الدعاء لها لاسيما عند خروجها من المنزل.
16-لاتكوني متساهلة جداً ولا شديدة جداً بل كوني وسط بين ذلك وضعي كل شيء في موضعه،واعلمي أن خير الأمور الوسط .
17-شجعيها دائماً في تحقيق طموحاتها مهما كانت عالية،واجعلي همتها عالية،وشخصيتها قوية،ولا تحبطيها أبداً بل شجعيها مهما كان هدفها الوصول له صعب مادام في صالح الدين والوطن.
18-تقبلي أعذارها إن صدر منها خطأ واعتذرت لكِ ،وإياكِ أن تردي هداياها ،أو تهديها لأحد،فهذا يؤثر عليها تأثير سلبي
أيتها الأم سطرت لكِ ما سطرت وتركت لذة النوم لأسطر هذه الكلمات بلسان مراهقة متألمة لضياع أخواتها المراهقات اللاتي السبب في ضياعهن الأم لا تقولي لا استطيع بناء تلك المراهقة بيدي،وأن أفعل ما ذكرتي فهو ليس من ورائه جدوى،بل ابحثي عن سبب فشلكِ فإني والله صادقة فيما أقول فها أنا أعيش واقع مر وأرى بأم عيني …..فلتعلمي أن ابنتكِ أمانة في عنقكِ وأنتِ مسئولة عنها أمام الله،وهي جوهرة نفيسة فصونيها واحرصي عليها…….وأعود لكِ أيها الأم بالاعتذار على كلماتي القاسية،وإني لأظن بكِ خيراً .
dh hl hgtjhi hglvhiri
اتمنى الاستفادة للجميع
لاتكوني متساهلة جداً ولا شديدة جداً بل كوني وسط بين ذلك وضعي كل شيء في موضعه،واعلمي أن خير الأمور الوسط
يا رب أصلح لنا في ذرياتنا جميعا ..والله يجيبنا فالصواب
جعله الله في ميزان حسناتك