الدورة ط§ظ„طھط£ظ‡ظٹظ„ظٹط© ظ„ظ„طظٹط§ط© ط§ظ„ط²ظˆط¬ظٹط© 1- (( دعوة الإسلام إلى الزواج )) بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا ظ…طظ…ط¯ وعلى صحبه أجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا، اللهم انفعنا بما علمتنا، اللهم زدنا علما وعملا متقبلا يا أكرم الأكرمين، أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، نسألك علم الخائفين منك، وخوف العالمين بك . وبــعـد: الإسلام أيها الإخوة، كما قال العلماء هو عقيدة وشريعة وأخلاق. في ديننا ثلاثة أمور بحثها الشرع: 1- بحث في العقائد: في وحدانية الله تعالى وقدرته وعظمته وفي نبوة سيدنا ظ…طظ…ط¯ صلى الله عليه وسلم، وفي اليوم الآخر والقضاء والقدر، فهذا كله من العقيدة. 2- وبحث في الأخلاق: في الصدق والأمانة والوفاء بالوعد والإحسان إلى الناس وغيرها الكثير… 3- وبحث في التشريع: ومن جملة البحوث في التشريع بحث كبير في الإسلام هو ((أحكام الأسرة)) بدءاً من المراحل التي هي قبل الزواج مروراً بالزواج وانتهاء بوفاة أحد الزوجين أو انحلال عقد الزواج بطلاق أو غيره. وعنوان درس اليوم وهو الدرس الأول (( دعوة الإسلام إلى الزواج)) لقد دعا الإسلام إلى الزواج من خلال أربعة أمور: 1- تناول القرآن أحكام الزواج والأسرة وما يتعلق بها من خلال (146) آية وهذا يدلك أن هذا الأمر مهم، بأنه كتاباً ينزل من السماء فيه (146) مادة تحدثك عن الأسرة والزواج والأب والأم والأولاد والنفقات والإرضاع وما شابه لاشكَّ أنَّ أمر الأسرة أمرٌ مهم. وإن ربع المادة الفقهية تتحدث عن أحكام الأسرة ، وكتب الفقه مليئة ، تتحدث عن الخُطبة والزواج ، وعن حقوق الزوجين وعن حقوق الأولاد وعن أحكام انحلال الزواج ، وعن أحكام أموال من نفقات . والنبي صلى الله عليه وسلم تحدث عن ذلك من خلال أحاديث لا تكاد تحصى, لكثرة هذه الأحاديث ووفرتها ، ففي هذا الطرح الكثيف من الإسلام للزواج والأُسرة وما يتعلق بهما دليل على أهمية هذا الأمر ودعوةٌ نحو هذا الزواج . 2- دعا الإسلام إلى الزواج من خلال أجور كبيرة رتبها للمتزوجين وهناك أجور سنذكر بعضها لا ينالها إلا المتزوجون ، أي أن الشاب الأعزب محروم من كل هذه الأجور ، وكذلك الفتاة التي لا زوج لها محرومة من كل هذه الأجور، لذلك أنت إذا وجدت صعوبة في الزواج لا يمنعك هذا من الزواج ، وابق مجتهداً لأنَّه أمامك أجوراً كبيرة عالية . وهذه الأجور نجملها بستة أمور: أجـر الإنـفـاق: الأجر في الإنفاق على العيال والزوجة، لأن أفضل النفقة هي ما ينفقه المؤمن على زوجته وأولاده. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دينار أنفقته على عيالك، ودينار أنفقته على أصحابك، ودينار أنفقته في سبيل الله أفضلها الذي أنفقتها على عيالك)). فالمبلغ المالي الذي تنفقه على زوجتك ، وعلى أولادك أعظم من المبلغ المالي الذي تنفقه في الجهاد في سبيل الله ، هذا أجرٌ لا يناله إلا المتزوج وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إذا أنفق المسلم نفقةً على أهله، وهو يحتسبها، كانت له صدقة )) [الترمذي] الآن أيها الإخوة إذا أنت كنت زوجاً ، وكنت تراقب هذه المعاني في قلبك وأنت تنفق على أولادك وزوجتك ، ستنال هذه الأجور ، لذلك لن يخطر في بالك أبداً أن تقطع رابطة الزواج التي سماها الله ميثاقاً غليظا ، مهما فعلت زوجتك ، والزوجة أيضاً إذا راقبت هذه المعاني ، لن يخطر على بالها أبداً أن تطلب من زوجها والعياذ بالله تعالى طلاقاً ، لأنها تخطط في زواجها لمكانٍ عالٍ عند الله في الآخرة . أجـر تطبيق سنة النبي صلى الله عليه وسلم: فعن أنس بن مالك قال :" جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أخبروا كأنهم تقالّوها فقالوا وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا؛ وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر؛ وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أنتم الذين قلتم كذا وكذا،أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني )) [البخاري] فالشاب الذي يعزف عن الزواج لأنه صعب ، هذا شابٌ خالف سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، بينما الشاب الذي يبقى يسعى باتجاه الزواج ، ويجتهد جُهده ، هذا شاب قادمٌ نحو اتباع سنة سيدنا ظ…طظ…ط¯ صلى الله عليه وسلم ونحو طرقته صلى الله عليه وسلم في الحياة . فالشاب المتزوج الذي يحافظ على زوجته ، هذا شابٌ يتابع رسول الله في أعماله ، فأنت لك أجر كبير بتطبيق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم . أجر إعانة الزوجة على طاعة الله الشاب غير المتزوج ممكن أن يعين صاحبه على طاعة الله ، ممكن ان يعين أخاه أو جاره على طاعة الله ، لكنه يفقد أن يعين زوجته على طاعة الله ، فإذا تزوج نال هذه الرتبة ، لذلك الإسلام حبَّبنا ودفعنا نحو الزواج. عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت، نضح في وجهها الماء، و رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء)) [مستدرك الحاكم] هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. فأنت ببركة إعانة زوجتك على طاعة الله تنال دعوة من سيدنا ظ…طظ…ط¯ صلى الله عليه وسلم ، والآن كلنا يجتهد أن يقول لأخيه ادعو لي ، وأحياناً تقول لرجل تتوسم فيه الصلاح ادعو لي ، فكيف بك بدعاء سيدنا ظ…طظ…ط¯ صلى الله عليه وسلم لك أيها المتزوج. الأجر في تربية الأولاد: أكبر العلماء لا يستطيع أن ينال هذا الأجر إذا لم يتزوج وينجب الأولاد. أحد العلماء كان محافظاً على سنة النبي صلى الله عليه وسلم, فقال فاتنتي سنة واحدة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم, قيل له ما هي؟ قال :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلاعب الحسن والحسين ويركبهما على ظهره أما أنا فلم أرزق الأولاد فلم أتمكن من ذلك. عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ثم من عال ثلاث بنات فأدبهن وزوجهن وأحسن إليهن فله الجنة ))[سنن أبي داوود] وفي رواية : (( من يلي من هذه البنات شيئاً فأحسن إليهن ، كن له سِتراً من النار )) [البخاري] لماذا يسعى أحدنا إلى اتباع كل شرع الله ؟ لأجل أن يدخل الجنة ويُحجب عن النار ، فإذا أنت تزوجت ورعيت بناتك ، فبناتك لكَ سترٌ من النار. أجر موت أحد الأولاد والوالد والوالدة على قيد الحياة أو أحدهما: قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم: غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوماً من نفسك، قال: فوعدهن يوماً فوعظهن وأمرهن وكان من جملة ما قال: ((ما من امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجاباً من النار، قالت امرأة واثنتين قال: واثنتين))[البخاري] فهذا أجرٌ لا يناله إلا الرجل المتزوج أو المرأة المتزوجة. أجر المرأة خاصة في طاعة زوجها: الله سبحانه وتعالى جعل إدارة البيت المسلم بيد الرجل تكريماً له والمرأة منقادة للرجل والمسلم منقاد لأمر ربه,وبذلك تستمر الحياة ط§ظ„ط²ظˆط¬ظٹط© والأسرية. والمرأة في طاعتها لزوجها تنال الأجر العظيم, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة)) [الترمذي] وقال صلى الله عليه وسلم: ((إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، دخلت جنة ربها)) [البزار و أحمد.] 3- ومن الأمور التي دعا الإسلام من خلالها إلى الزواج: أنه عاقب من يسلك طريقاً لقضاء حاجته الجسدية بخلاف طريق الزواج، وذلك من خلال إقامة الحد عليه. يعني أنا عندما أعاقب من يكذب، يعني أنني أشجِّع الصادقين، وعندما يعاقب المدرس الكسولين في الصف، يعني أنه يكافئ المجتهدين، فالإسلام فَرَضَ حدوداً على الزنا –والعياذ بالله- وعلى من قضى شهوته الجسدية في ميله نحو النساء بمسربٍ غير مسرب الزواج،يعني أنَّه يُشجِّع على الزواج. 4- يسر الإسلام أمور الزواج من خلال تخفيف المهور ودعوة الناس إلى مساعدة من يريد الزواج من الشباب المسلم. الآن ماذا إذا لم يتزوج الناس ؟ في دراسة أجرتها إحدى المراكز في باريس ، وجدوا أن هناك عزوفاً عن الزواج الشرعي في الدول الأوربية قاطبةً ، الشباب عازفون عن الزواج لا يريدون الزواج ، ماذا يعني هذا ؟ أين سيفرغون هذه الدوافع ؟ سيفرغونها باتجاهاتٍ خاطئة ، أو سيعانون الكبت فيقدمون نحو الانتحار أ أو إنهاء حياتهم ، وبالتالي لن يوجد مواليد جدد ستأتي إلى هذه البلدان ، وبالتالي ستنقرض الشعوب ، لذلك هناك صيحات في بعض الدول الأوربية لأنه يوجد دراسات انه بعد 30 عام هناك دول أوربية ستنقرض ، أي لم يعد هناك دولة أبداً ، يوجد أرض ومعمل وسيارات وطائرات واموال ولكن لا يوجد ( إنسان) لعدم وجود الأسرة . لذلك أنشؤوا جامعات عنوانها (( جامعات الأسرة )) لتعزيز دور الأسرة ، وتقول إحدى المدرسات في هذه الجامعة : يجب علينا أن نُشجع ونضغط على الشباب حتى يتزوجوا ( ضغط + زواج إجباري) لكل هذا أيها الأخوة قال لنا الإسلام : يا أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أدعوكم نحو الزواج ، ولكم أجورٌ عالية في الزواج ، وكل من ساعد شاباً على الزواج سينال مثل هذه الأجور ، وصلاح كونكم وصلاح حياتكم في الزواج .
1 ]v,s hg],vm hgjHidgdm ggpdhm hg.,[dm gd hg];j,v hgado lpl] odv hgauhg gdgn hgwpd
الدورة التأهيلية للحياة الزوجية 2- ((حـكم الـزواج ودوافعه)) بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى صحبه أجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا، اللهم انفعنا بما علمتنا، اللهم زدنا علما وعملا متقبلا يا أكرم الأكرمين، أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، نسألك علم الخائفين منك، وخوف العالمين بك . وبــعـد: نحن في الدرس الثاني من دروس الدورة التأهيلية للحياة الزوجية ،وهذه الدروس لها أهمية للإخوة الشباب، والمتزوجين حديثا ولها أهمية للكبار، ولها أهمية للذين تزوجوا منذ زمن بعيد. ودرس اليوم عن حكم الزواج ودوافعه. أولاً- حـكم الـزواج الزواج يختلف حكمه من شخص لآخر، وترد على الزواج أحكام أربعة:(الوجوب – السنة- الكراهة – الحرام ). 1- الـوجـوب: يكون الزواج واجباً على كل من قدر على الزواج وتاقت نفسه إليه وخشي إن لم يتزوج على نفسه الوقوع في الزنا فالزواج في حقه فرض. والمقصود بالقدرة: 1-القدرة الجسدية 2- الـقدرة المالية. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج…))[متفق عليه] وهذا الخطاب عام يشمل الشاب والفتاة فهو واجب في حقهما وواجب في حق من يرعاهما؛ وذلك بأن يدفعهما لذلك ويساعدهما في ذلك أيضاً. الآن عندما نقول أن الزواج واجب في حقِّ هذا الشاب أو هذه الفتاة، هو واجب في حقهما، وواجب في حق من يرعاهما، أي أن والد الشاب يجب عليه أن يدفع ولده نحو الزواج، ويجب عليه أن يُعين ولده بالزواج، ووالد الفتاة كذلك عليه (واجب) يعني إذا لم يفعل آثم سيعاقب. يعني كرجل وجب عليه صوم رمضان فلم يصم، ما حكمه؟ /ارتكب فعلاً كبيراً هذا/ ترك واجباً، كرجل وَجَبَتْ عليه صلاة العشاء فلم يصل، الآن والد هذه الفتاة إذا علم من ابنته ميلاً شديداً نحو الزواج، وأنَّها إنْ لم يتهيّأ لها الزواج، يُخشَ عليها أن تقع في الحرام، وقد جاءها الشاب المناسب، يجب عليه شرعاً أن يُزوِّجها، وإذا قال هذا الأب سأنتظر لعله يأتيني شاب أحسن، مرتَّبه أعلى، بيته بحيٍّ أفضل، قدراته العلمية أنفع، شكله ألطف، إذا أخَّر هذا الأمر، فإنَّه يأثم هذا الأب، ولو كان من المصلين والصائمين والحاجّين والمعتمرين. وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [النور:32] والآيم:يطلق على كل من لا زوج لها وكل من لا زوجة له. فإذا عجز الشباب عن الزواج لسبب من الأسباب سواءً كان السبب مادياً أو تعسيرا من أولياء البنات أثموا وأثم جميع أغنياء المسلمين. وإذا خاف الشاب على نفسه من العنت وليس عنده قدرة على الزواج ولم يعينه على ذلك أحد فعليه: بالـعفة أولاً: قال تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ [النور:33] وبالصوم ثانياً: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كنا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نجد شيئاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج. فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج . ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)) [متفق عليه] يقول الله سبحانه وتعالى مخاطباً الآباء: …وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [ النور:33] كل أبٍ يرد الخطَّاب الأكفاء فهو يدعو ابنته إلى البغاء.وكل أم تمنع ابنتها من الزواج إذا جاءها الكفء فهي تدعوها إلى الزنا. وقد ورد ثلاث لا يُؤخرن: 1-الصلاة إذا حضرت 2-الجنازة إذا قدمت. 3-البكر إذا جاءها الكفء. 2- الـسنـة: يكون الزواج سنة ومستحباً لمن قدر عليه وتاقت نفسه إليه، لكنه لا يخاف على نفسه من الوقوع في الزنا , والفتاة إذا كان عندها قدرة جسدية على الزواج، وتاقت نفسها إلى الزواج، لكن لا تخاف على نفسها العَنَتْ (لا تخاف على نفسها الوقوع في الحرام) هذه يُسَنْ لها أن تتزوج. إذا تزوجت أُجِرَتْ. ولها أن تؤخِّر لكنَّ العلماء متَّفقون بأنَّ الزواج أفضل. الأفضل أن تتزوج هذه الفتاة. وهذا الشاب الأحسن أن يتزوج. فالزواج أفضل إذا تيسرت له أسبابه لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخلو من زوجة طوال حياته بعد موت السيدة خديجة رضي الله عنها. فُسنَّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الزواج. وتذكرون حديث الثلاثة الذين جاؤوا إلى بيوت النبي صلى الله عليه وسلم، سألوا عن عبادته، قال فكأنَّهم تقالُّوها، قالوا وما عليه، لقد غفر الله له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر. قال أحدهم: أمْا أنا فسوف أصوم ولا أفطر (خلاص طوال عمري صيام) وقال الثاني أما أنا فسوف أصلي ولا أنام (طيلة الليل صلاة ما في نوم) قال الثالث (والشاهد هنا): أنا لن أتزوج النساء، سوف أتفرَّغ للعبادة. /لن أتزوج النساء/. بَلَغَ الأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم: «أما إني أتقاكم لله وأعلمكم بالله» لا أحد يزاود على رسول الله صلى الله عليه وسلم «أما أنا فأصوم وأفطر، وأقوم وأنام، وأتزوج النساء -(والشاهد هنا)- فمن رَغِبَ عن سُنَّتي فليس مني » أنتم جماعة سيدنا محمد صلى الله عليه وأنتم أتباع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيجب تتزوجوا. و من رَغِبَ عن هذه السُّنّة هو ليس من أتباع النبي . فالسّنة أن تتزوج إذا كُنتَ قادراً على الزواج، وتتوق نفسك إلى الزواج. هذا هو الزواج الثاني المُستحبُّ أو المسنون 3-الـكراهة: وهو ثلاثة أنواع: 1*يكره على كل من خاف أن يخل بحقوق الزوجية أن يتزوج 2*وكذلك يكره أن يتقدم الرجل لخطبة فتاة مخطوبة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه))[ متفق عليه]. فلو فعل ذلك كان زواجه مكروهاً, ويروى عن المغيرة بن شعبة وكان من دهاة العرب أنه قال: ما غلبني أحد برأيه إلا فتى من قريش استشرته في خطبة فتاة حسناء,فقال لي:يا أمير المؤمنين لا تصلح لك إني رأيت رجلاً يقبلها , وبعد حين دُعي المغيرة إلى وليمة عرس هذا الفتى على تلك الفتاة فقال له كيف تقول لي ما قلت وأنت اليوم تتزوجها؟ قال نعم: لقد رأيت أباها يقبلها. 3*زواج الغرور. 4- الـحرام: كل من أيقن أنه يظلم زوجته يحرم عليه الزواج, والمطلوب من الزوج (النفقة _ الحق الجسدي).فإذا فقد هاذين الأمرين فلا يجوز له الزواج. في حالة، الزواج يكون فيها محرَّم. إيَّاك أن تُقدم عليه، إِيّاك. قال: كُلُّ من أيقن أنه يظلم زوجه. رجل موقن أنَّه إذا تزوج سيظلم هذه المرأة. أو امرأة موقنة أنَّها إذا تزّوجت ستظلم الزوج. كلُّ من أيقن أنَّه يظلم زوجه، فيحرُمُ عليه الزواج، كيف يظلم زوجه؟ نحن قلنا بأنَّ المرأة مع الرجل تحتاج إلى أمرين، مطلوب منه شرعاً : 1- تحتاج إنفاقاً مالياً. 2- وتحتاج كفاية جسدية. فكلُّ رجل أيقن بأنه لن يستطيع أن يؤدّي لزوجته حقها الجسدي كزوجة، هذا يَحْرُم عليه الزواج ، يعني مريض مرضاً خطيراً يمنعه من قضاء حاجة أهله منه. هذا يَحْرُم عليه الزواج. لو جاء من يساعده ويقول تعال وخذ هذه الفتاة وكذا. يَحرُم، لأنَّ الظلم ظلمات. أو إذا كان الرجل شديد الإمساك بالمال، يمنع عن الزوجة مالها أو ماله، يعرف من نفسه بُخلاً شديداً. هذا يَحْرُم عليه الزواج. يعني يقولون: من أدواء الأدواء في الرجال البُخل. الذي يوقن بأنَّ ما معه من مال مستحيل أن يكفي هذه الفتاة، مستحيل، يعني رقم قليل جداً حتى لا يأتيها بالخبز هذا يحرم عليه الزواج. كل من أيقن أنَّه يَظْلِمُ زوجه /وبالعكس/ فتاة تعرف من نفسها مرضاً يمنعها من الإقبال على الزوج (يمنعها منعاً كلياً). هذه يحرم عليها أن تتزوج، وإذا قرع بابها لا بأس أن تعتذر أنَّها هي مصروفه عن الزواج لشيء آخر. وإلا إذا تزوجت فهي آثمة. وبالمناسبة من كان عنده مرض يمنعه من قضاء حاجة زوجته، أو من كان عندها مرض يمنعها من قضاء حاجة زوجها، وتزوّج دون أن يخبر، فهذا عيبٌ يُفسخ به العقد. يعني شاب مريض بمرض يمنعه من الإقبال على الفتيات، وتزوّج دون أن يخبر أهل العروس، وتبّين للعروس (للزوجة) الأمر، لها أن ترفع الأمر إلى القاضي، فيفصل بينهما. بدون موافقة الزوج. أو /بالعكس/ الزوج لو عقد، وتبيَّن له أنَّ عند هذه الفتاة مرض خطير، لذلك من كان عنده مرض شديد لابُدَّ أن يخبر الطرف الثاني (العائلة الثانية)، إذا كان المرض كبيراً. أما مرضاً بسيطاً ما في مشكلة. يعني واحد مثلاً مريض لنفترض بالسُّكري مثلاً، ولكن ماعنده أعراض شديدة في السكري، ليس بحاجة لأن يقول لأهل الزوجة أنا مريض بمرض السكري. إذا أراد أن يقول فيقل، لأنَّ هذا العيب لا يؤثر على الزواج، إلا إذا كان عنده مشكلة أثَّرت فعلاً على ميله نحو النساء لابُدَّ أن يخبر بها. أما مثلاً شاب مريض، نحن نقول في العاميّة (أنه يقع في الساعة) يعني معه صرع. أو فتاة معها صرع، لا بأس هذا مرض مثل أي مرض كل إنسان بيننا ممكن أن يمرض، لابُدَّ في الحقيقة أن يُخبر الشاب هذه الفتاة، أنه أنا هكذا عندي، هل يناسبكم؟ فإذا وافقوا ليس لهم الرجوع، وإذا وافقت ليس لها الرجوع، أو بالعكس هي تُخبره. ولا يخبأ هذا الأمر. مرة حدثت مشكلة بأن إحدى العوائل أَخْفَتْ عن الزوج هذا الأمر (هذا المرض بالذّات) الحقيقة صار هناك مشكلة كبيرة فيما بعد، وفُرِّق بينهما. فلماذا أنت تُعرِّض ابنتك لهذا الأمر؟ والشيء يعني هذا مرض ممكن أن يقع في كل الناس، لا يعيب أحد على أحد ونسأل الله السلامة لنا ولكم. فالزواج المُحَّرم كُلُّ من أيقن أنه يظلم زوجه جسدياً أو مادياً فإنه يحرم عليه الزواج. والحمد لله رب العالمين
الدورة التأهيلية للحياة الزوجية 3- ((دوافـع الـزواج)) بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا، اللهم انفعنا بما علمتنا، اللهم زدنا علما وعملا متقبلا يا أكرم الأكرمين، أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، نسألك علم الخائفين منك، وخوف العالمين بك. وبــعـد: كل من يقدم على أمر من الأمور لا بد أن هنالك دافع دفعه للقيام بذلك الأمر,والإنسان يسعى لتحقيق ما وراء هذا الدافع, فالزوج إذا لم ينل ما دفعه إلى الزواج سيقع في مشكلة سواء كانت إرادية أو غير إرادية ، وكذلك الزوجة, فكلاهما إذا لم يشبع الدافع الذي دفعه للزواج فهذا سيؤدي إلى فشل الأسرة آجلاً أو عاجلاً. فالمطلوب من كل زوج وكل زوجة أن يتعرفان على دوافع الزواج من أجل إشباع هذه الدوافع. لماذا يتزوج الناس؟لماذا يتزوج الشاب؟ ما الذي يدفعه إلى هذا الأمر؟ ولماذا تتزوج الفتاة؟ ما الذي يدفعها إلى الأمر؟ وأهمية هذا الدرس أيها الأخوة تكمن في أمرين اثنين: الأمر الأول: أنَّ كلّ شابِّ قادم على الزواج، ينبغي أن يعلم لماذا أرادت زوجته التي رضيت الاقتران به، ما الذي دفعها نحو الزواج؟ حتى يُحقق لها أو يُشبع لها هذا الدافع. لأنَّ الزوجة ّإذا لم تنل مقصودها من الزواج، ستصطنع بشكل إرادي أو غير إرادي المشكلات، بأنها ما نالت ما تريد، ويذهبُ الأمر إلى الطلاق. وكذلك كل فتاةٍ قادمة على الزواج، ينبغي عليها أن تعرف لماذا زوجها رَضِيَ أن يقترن بها؟ لماذا رضي الزواج؟ لماذا أقبل؟ ما الذي دفعه؟ لأنَّ من واجباتها أنْ تُشبع له هذا الدافع، لأن هذا الرجل إذا لم يُشبع عنده هذا الدافع سيصطنع المشكلات إرادياً أو بشكل غير إرادي، ويؤدي الأمر إلى خلل كبير في الأسرة. وهذا هو السبب الأول في أهمية هذا الدرس. إذاً ينبغي عليك أيّها الشاب، أيّتها الفتاة أن تتعرف على دوافع الزواج عند زوجك رجلاً كُنْتَ أو امرأةً، حتى تحققّ له إشباعاً لهذا الدافع. وهذا السبب الأول في أهمية هذا الدرس . الأمر الثاني: أن بعض الشباب يذهبون نحو الزواج وتدفعهم دوافع غير صحيحة. -سنعرض لها خلال الدرس- وبعض الفتيات يذهبن إلى الزواج وعندهُنَّ دوافع غير صحيحة، عندهُنَّ توقعات أكبر من الحقيقة، فهذا الدرس ليقول لهذه الفتاة، وليقول لهذا الشاب، ينبغي عليكَ أن تجعل دوافعكَ أو (توقعاتكَ) معتدلة، صحيحة، مقبولة، أما إذا ذهبتَ إلى الزواج وأنت تتوقَّع أموراً كبيرة جداً، ففوجئت بواقعٍ أنَّ الأمر أصغر بكثير مما تصوّرت، عندها ستُصدم، لذلك ينبغي عليك أن تُهذِّب من دوافعك، وأن تُعدِّل من توقُّعاتك من زواجك الذي أنت قادم عليه. وهذا هو السبب المهم الثاني. يعني لو أنَّ رجلاً شارك آخر بالتجارة، وهو يتوقعّ بأنَّ هذه الصفقة التي سيُجريها معه سيربح بها عشرات الملايين، فربح عشرات الآلاف، سيُصدم، ولعل شجاراً ونزاعاً يقع بين الشريكين. كذلك الشاب القادم على الزواج، وعنده توقعات كبيرة مرسومة في ذهنه لا علاقة لها بالواقع، عندما يذهب إلى الزواج فلا يجد ما كان يتوقع، فإنه سيُصدم، ولعل شجاراً كبيراً يصير بينه وبين زوجه، أو الفتاة نفس الشيء. لذلك كانت أهمية هذا الدرس «دوافع الزواج» للزواج ستة دوافع: 1_ الـدافع الديني: وهو من أنبل الدوافع التي تدفع الرجل أو المرأة إلى الزواج. ينبغي علينا أيها الأخوة لكل شاب قادم إلى الزواج أو فتاة، أن يضعا ربَّ العالمين بينهما. الحق أنّ عدداً من الشباب يُقدمون على الزواج يدفعهم قول الله تعالى : وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ … [النور:32] يدفعه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: « يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ». [متفق عليه] الديّن هو الذي حرّكه نحو الزواج، يدفعه أنَّ الأنبياء سُنَّتهم الزواج، يدفعه أنَّ الله عز وجل جعل الزواج سُنة في الكون فهو يطمع بامتثال أوامر الله، وأوامر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. فالشاب إذا كان مندفعاً للزواج من هذا الباب، والزوجة كانت لا تكترث بهذا الباب، فإن هناك صِداماً سيقع في الأسرة، لأنّ الشاب ينظر إلى الله في تصرُّفاته في البيت، لكن المرأة لا تنظر إلى الله عز وجل في تصرفاتها في البيت. سيحصل شجار. والحقُّ أنَّ الله عز وجل إذا كان بين الزوجين سلمت مسيرة البيت. لأن الحياة أيها الأخوة مبنيّة على الاختلاف، مستحيل وألف مستحيل أن تتطابق مع زوجتك مئة بالمئة، ومستحيل وألف مستحيل أن تتطابقي مع زوجك مئة بالمئة، بالأفكار، وبالميول، وبالعواطف وبالآراء، وبمخططات المستقبل، مستحيل. هناك قاعدة منطقية تقول : (( إذا انتفى كلُّ فارقٍ انتفتْ الاثنينّية )) يعني أنا وأنت اثنان يوجد فوارق بيننا، إذا انتفى بيني وبينك كلُّ فارقٍ، هذا يعني أننا لسنا اثنان، نحن واحد. أنتَّ وزوجتكَ، أنتِ وزوجُكِ. هناك اختلاف. مستحيل أن لا يكون هناك اختلاف. لو لم يكن هناك اختلاف لما كنتما اثنين، كنتما واحد. الآن الزوج إذا وضع الله نُصب عينيه فإن المركب سيسلم بهذا الاختلاف، فالاختلاف سُنّة الله في هذا الكون، والله أراد للعباد أن يكونوا مختلفين. لذلك إذا زوجتك ما وافقتك في أمر، وكنت تضع الله نُصب عينيك، فتسلم الأسرة من المشاكل. والزوجة إذا وضعت الله عز وجل نُصب عينيها، لها رغبة زوجها لا يرغبها. هي تحب مثلاً الرحلات الجماعية مع الأسرة، زوجها لا يحب أبداً هذه الرحلات. إذا وضعتْ الله نُصب عينيها وقالت لا بأس، إذا كان زوجي لا يُحب، أنا سأتدارس معه في الأمر، إن رضي مع الأيام الطويلة رضي، وإن لم يرضَ سألتزم أمره، وسأضغط على أهوائي رضاً لربي، لأن الله عز وجل جعل رضاه مقروناً برضا الزوج، كما جعل رضاه مقروناً برضا الوالدين. إذا وضعت الله عز وجل نُصب عينيها سيسلم المركب، أما إذا أبقت الأمر على الأهواء، (أنا هذا ما أريد) وهو أبقى الأمر على الأهواء (أنا هذا ما أريد) سيُكسر هذا العقد الذي قام بين الأسرة. الدافع الديني وهو من أنبل الدوافع التي تدفع شاباً أو فتاة نحو الزواج. وإذا ما كان عند الزوج أو الزوجة هذا الدافع، ينبغي عليك أنت أيها الزوج أن تُذّكر زوجتك بهذا الدافع. يعني المرأة عندما تتجمَّل لزوجها، إذا راقبت بأنَّ الله عز وجل يأجُرها على هذا الفعل، فإنها بهذا وضعت الدافع الديني في الأمر. الزوج عندما يأتي لزوجته بطعام أو بكسوة إذا وَضع (راقب) الدافع الديني، فإن هذا سيُعطي جوّاً ملائكياً في البيت، جوّاً رحمانياً في البيت، إذا علم بأنَّ نفقته مأجورٌ عليها، هذا الدافع الديني سيُقيم صلة مودّة كبيرة روحيّه في البيت. لذلك أيّها الزوج إذا لم تجد للدافع الديني أثراً عند زوجتك، أنت عزِّز عندها هذا الدافع. وأنتِ أيّتها الزوجة إذا لم تجدِ عند زوجكِ دافعاً دينّياً للزواج، ذكِّريه بالله، ذكِّريه بأنّه مأجور، ذكِّريه بأنَّ الله عز وجل يُبارك له في رزقه لأنّه يسعى عليكم، ذكِّريه بأنّكِ شاكرةٌ لَه لأنّه يمتثل أوامر الله عزّ وجل في نفقتهِ عليكم. إذا ذكَّرتيه بالله مراراً وذكَّركِ بالله مراراً، وتعزَّز الدافع الديني في زواجكما، فقد ضمنتما حياةً أكثر توافقاً. وهذا ما يُسمى أيّها الأخوة في الدافع الديني، نسميه نحن في ديننا، نسميه النيّة، يعني أنتّ أحياناً تدعو صديقك إلى بيتك للطعام، ما نيّتُك؟ إذا كانت نيّتُك لأجلِ أن تجذبه إلى طريق الخير، لتأمره بالمعروف، لتنهاه عن المنكر. كلّما أكل لقمةً من بيتك أنت أُجرتْ، وكلُّ تعبٍ تعبته وأنت في إعداد هذه المائدة أنت مأجور /"بالنية"/. أحياناً أنت تنام، ما نيّتُك من النوم؟ إذا كُنتَ تنوي أنَّ نومكَ تريد به أن تتقوّى على طاعة الله. سأرتاح الآن لأجل أن أستيقظ فأتقوّى على الطاعة "على صلاة التهجُّد" نومك عبادة صار. والعلماء قالوا: ما الفارق بين العبادة والعادة؟ النيّةُ. الآن إذا ذهبت مع زوجتكَ إلى نزهة، ونيَّتك إدخال السرور عليها، وهي عبدةٌ من عباد الله تعالى، طيلة النزهة أنت مأجور. لذلك إذا أزعجتك زوجتك أو أولادك قليلاً في النزهة، أو أكثروا من الطلبات. أنتَ تستقبل هذا براحة، أما إذا أزعجوك وأكثروا من الطلبات، رٌبما تضرب الطاولة أمامك . إذا نُزع الدافع الديني، فقد كَثُرَ الشجار في الأسرة. أما إذا وُضِعَ الدافع الديني ترتاح. مرات زوجة زوجها يكون غضوب (كثير الغضب) فإذا راقبتْ الدافع الديني إذا صرخ زوجها، أو إذا تكلَّم بكلمةٍ غير مناسبة بأنَّها تريد أن تتحمَّله تقرُّباً إلى الله تعالى، أن تصبر عليه، لأنَّ لها منزلة عند الله عن وجل لا تنالُها إلا بالصبر، فإنَّها تستقبل هذا الخلق السيئ بأجرٍ عند الله. أما إذا رُفع الدافع الديني، وكلّمها بكلمة، فشيطانُها يقولُ لها: كلّميهِ كلمتين، وإذا رفع صوته مرة، إرفعي صوتك ضعفين. الدافع الديني مرفوع، الدافع الديني منزوع. يعني النبي صلى الله عليه وسلم تعلمون جاءه يهوديّ مرةً، أو (أعرابي) وأمسك بمَجمع ثوبه (ثوب النبي صلى الله عليه وسلم) ولعلَّه كان غيرَ مسلم، قال وجذبه جذبةً قوية ظُلماً وعدواناً وقال: أنتم يا بني عبد المطَّلب قومٌ مُطلٌ. -تماطلون في أداء الحقوق- قام سيدنا عُمر يريد أن يضرب هذا الرجل، * فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال: «يا عُمر دعه، كنتُ أنا وهو أحوجُ إلى غير هذا منك، لو أمرته بحُسن الاقتضاء (يريد مني مالاً، يطالبني بأدب) وأمرتني بحُسن الأداء. يا عمر: اذهب فأعطه حقَّه، وأعطه فوق حقِّه لقاء ما روَّعتَهُ». الآن الرجل قال: ((أشهد ألا إله إلا الله، وأشهد أنّ محمداً رسول الله)) إذاً لمّا يكون هناك وزاع ديني، ودافع ديني، ورادع ديني، يتحوَّل الموقف السلبي إلى إيمان (آمن الرجل كان كافراً فآمن)، أمَّا إذا لم يكن هناك وازع ديني، ولا دافع ديني، ولا رادع ديني، ممكن أن يتحول الموقف الإيجابي إلى موقف سلبي. فالدافع الديني هذا الذي يسمى النّية. فلا بأس الآن كل شاب قادم على الزواج، أن يجعل نيّته في زواجه من جملة الدوافع /سنأتي إلى دوافع أخرى/ أن يجعلها تقرُّباً إلى الله تعالى. والشاب المتزوِّج، إذا لم يكن مستحضراً لهذه النية- * العلماء قالوا: هناك شيء اسمه تصحيح النية. صحِّح نيتك الآن، وذكِّر زوجتك بتصحيح نيّتها الآن، حتى يكون الله بينكما. إذا كان الله بين الزوجين سَلِمَ المركب. أما إذا رُفِعَ الله من بين الزوجين – والعياذ بالله تعالى- فالمركب لابُد أن يغرق، إن لم يكن في الدنيا، فسيغرق في الآخرة. وهذا الدافع الأول من دوافع الزواج . 2- الدافع الاجتماعي: المجتمع السويّ، المجتمع الصحيح، المجتمع السليم، لا زال ينظر إلى الشاب غير المتزوِّج نظرةً برُتبةٍ أقل من نظرِهِ إلى الشاب المتزوج. يعني يستغربون، الآن إذا واحد مثلاً عمره (38)– (39)–(40)،غير متزوج؟ لماذا؟ في نظرة يعني، يُسأل لماذا؟ فتاة غير متزوِّجة وقد مرَّ عليها وقت الزواج الاعتيادي، يُنظر، يُسأل، لماذا هذه لم تتزوج؟ لذلك هذا الدافع الاجتماعي يجعل عدداً كبيراً أو لابأس به من الناس يُقبلون على الزواج. أنا لابد أن أتزوج، هذا الشيء الطبيعي في هذا المجتمع". وهذا دافعٌ صحيح. هذا يدعوك أيُّها الزوج إلى شيء. إذا أنت تزوّجتَ، ينبغي عليك ألا تقطع أواصِرَ الاجتماع عن زوجتك. يعني هناك زوج رُبَّما يخرج من البيت ويقفلُ الباب على زوجته، ولا يوجد هاتف في البيت، يمنعها من الاتصال بأهلها –يمنعها من الحديث (أي حديث) لا صغير ولا كبير مع جارتها- يمنعها من الخروج إلى بيت أهلها- كانت لها علاقة جيّدة مع خالتها، مع ابنة خالتها، يقطع هذه الأواصر. الإنسان اجتماعي بفطرته، فلا يليق بك أن تقطع أواصر المجتمع عن زوجتك. أو الزوجة تفعل هذا مثلاً مع زوجها لكن الغالب أنَّ الزوج يفعل. إذا فعل الزوج مع زوجته هذا الأمر فقد ظَلَمها. فهي أحد أمرين: 1- إما أن تتحمَّل هذا وهي صابرة طبعاً وهو محاسبٌ عند الله (الظلم ظلماتٌ يوم القيامة) 2- وإما ألا تتحمَّل فيصلُ الأمر إلى الطلاق فيما بعد، والسببُ أنَّ هذا الزوج منع أواصر اتصال هذه الفتاة مع أقرانها، مع صديقاتها، مع جاراتها، مع قريباتها. مالم يكن هناك سبب!! يعني نعم من الممكن إذا كانت هناك جارة سيّئةُ الخُلق، أن أتدارس مع زوجتي حتى لا تدخل هذه الجارة إلى بيتنا، أو ألا تذهب إليها زوجتي. إذا كانت قريبتها الفلانية مؤذية. هناك سبب. أما بدون سبب. لماذا؟ قال (الزوج): أنا أغار عليكِ جداً، لذلك أريد إقفال الأبواب عليكِ وألا تخرجين!!. وقد ذُكر لي مرةً عن عائلة، بأنَّ الزوج إذا خرج قطع الهاتف، وأقفل الأبواب /هذا مرض/ الدافع الاجتماعي دافعٌ يُعزِّز لك علاقتكَ مع زوجتكَ إذا كانت العلاقة الاجتماعية صحيحة وشرعية. يعني ليست من العلاقات الاجتماعية الصحيحة أن تستقبل الزوجة مثلاً أخ زوجها الرجل وهي وحدها في البيت. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الحمو الموت» الحمو: أخو الزوج. لا يجوز، كيف يدخل أخو الزوج على زوجة أخيه وهي وحدها هنا في البيت؟! يقال: هو معتاد أن يأتيهم بالأغراض في كل يوم، فيُدخل الأغراض إلى المطبخ في كل يوم، وربما هي سألته بعض الحاجات. /أخوه مشغول بالعمل- أخوه مسافر – / هو الذي يأتيه بالأغراض. قال صلى الله عليه وسلم: «الحمو الموت» وهناك عدد كبير من الحوادث مُرعب في هذا الشأن. ما دام لا يجوز خَلوة رجلٍ بامرأة تَحِلُّ له ، إذاً لا يجوز لا أخ ولا جار، أو الجار والله يدخل، أو بائع الغاز. يعني الرجل يتصل بمكتبه ببائع الغاز، يقول: خذ لي جرة غاز وأدخلها وركِّبها في البيت، فتفتح له الزوجة وهي وحدها في البيت، يدخل إلى المطبخ، يعني يعلِّق جرة الغاز. كيف فَعَلْتَ؟ يقول (الزوج): علاقات اجتماعية! هذه علاقات اجتماعية غير مشروعة هذه محرَّمة. والله ابن العم يدخلُ إلى زوجة ابن عمه. كيف؟ قال: نحن في العائلة مثل الأخوة! /غيرُ صحيح/. الله أيّها الأخوة عندما يُشرِّع أمراً، هو رب العالمين. قال الله تعالى : ألا يعلم من خلق، وهو اللطيف الخبيربلى، الله يعلم ويعرف حالة الإنسان. إذا كانت العلاقة الاجتماعية مشروعة. فأيُّها الزوج لا يجوز لك أن تمنع زوجتك من علاقاتها الاجتماعية – مع أمها- مثلاً أمها تريد أن تأخذها مثلاً إلى مناسبةٍ معينة. وهذه المناسبة مشروعة. والأمر مريح ليس يعني يومياً، لماذا تريد أن تقطع أواصرها مع أمها؟ لا يجوز لك في الشرع هذا الأمر. أنت تمنعها من البِر. هذا الأمر سيؤدّي فيما بعد إلى سوء في علاقتك مع زوجتك، سيؤدّي. هي لن تقول لك بأنّها خالفتك لهذا الأمر، لكن هذا سيورث في داخلها ضغائن، أو أنتِ أيّتها الزوجة، ربما أحياناًُ الزوج يقول لزوجته مثلاً: إنّ أُخته عندها مناسبة (ولادة مثلاً)، لو ذهبتِ فباركتِ لها. فتقول له مثلاً: هي لا تريد أن تفعل، لا تُحب هذه الأمور، ولعلَّها فعلاً لا تُحب. لكن قطع هذه العلاقات الاجتماعية، سيورث ضغينة في قلب زوجكِ لكِ. هو واحد من الأمور التي دفعه نحو الزواج بك الدافع الاجتماعي. يُحب أن يكوِّن أسرة، ويحب أن يعتزَّ بأُسرته (بزوجته وأولاده) أن يذهبوا معه إلى بيت أُخته مثلاً، فأنتِ إذا امتنعتِ فقد أغلقتِ واحد من الدوافع التي تزوّج من أجلها هذا الشاب، بالتالي فيما بعد سيكون هناك مشاكل في حياتكما الزوجية. 3_ دافع ( الأبوة والأمومة): دافع الأمومة أو دافع الأبوّة هو من أشد الدوافع عند الإنسان، وهو عند المرأة أقوى منه عند الرجل، أنَّها تُحبُّ أن تُنجب أولاداً. ولعلَّ بعض الفتيات تتزوَّجن ومقصودهن الأكبر إنجاب الولد. أن تحمل ولداً، أن يقول لها ولدها: يا ماما. دافع الأمومة من أقوى الدوافع عند الإنسان وهو عند النساء أقوى منه عند الرجال. لذلك الزوج الذي يمنع زوجته من هذا الحق، /يعني يقول نحن سنتزوج لكن أنا لا أريد أولاد لبعد (7) سنوات/، لعلَّها ترضى هي لسبب من الأسباب، لكن الحق أنَّ في قلبها شيء على هذا الأمر، ولعلّها بعد شهر أو شهرين، أو سنة أو سنتين، لا تطيق هذا الأمر، وإذا كان زوجها حديداً في هذه المسألة، فستصطنع مشاكل جانبيّة ليست حقيقية، لأجل أن تنتهي هذه الصلة بينها وبين زوجها. دافعُ الوالدية من أقوى الدوافع. كذلك الرجل يُحبّ أن يكون أباً. بعض الفتيات المسلمات، تقول: هي لا تحب الحمل. حتى لا يتغيّر شكلها، (يعني لم تعد تحافظ على رشاقتها إذا حملت) لذلك هي لا تحب الأولاد، أو لا تحب أو لا تريد أن تُضيِّع كثيراً من وقتها في البيت مع أولادها، هذا الأمر أيّتها الأخت سيؤدي عاجلاً أم آجلاً إلى مشكلة كبيرة في البيت، فلعلّ هذا الشاب تزوج، وأكبر دافعٍ يدفعه هو بحثه أن يكون أباً. من هنا أيُّها الأخوة الكرام في الشرع يَحْرُم تحديد النسل ،ما معنى تحديد النسل ؟ يعني أن يصدر قانون في دولة ما يقول: ممنوع أن تُنجب الأسرة إلا ولداً واحداً أو إلا ولدين أو إلا (5) أولاد. /تحديد/ أنّ نحدّد (5) ، (2) ، (1). في إحدى الدول الشرقية، الناس تعلُّقهم بالأبّوة والأمومة كبير. يعني الرجل الذي يُحبُّ أولاداً كُثر، المرأة التي تُحبُّ أولاداً كُثر ماذا تفعل؟ إذا أصدرنا قانون، سيلجأ الناس إلى أمور لا تُرضي. لعل رجلاً يُحبُّ ذكوراً وإناثاً، فحدَّدت الدولةُ مثلاً [ولدين اثنين] وجاء الولدان ذكور وهو يريد إناث، أو جاء الوَلَدان إناثاً وهو يريد ذكوراً ماذا يفعل؟ في إحدى الدول الشرقية حددوا أنّه ممنوع أن تُنجب الأسرة إلا ولدين، فكان بعض الناس الذين يحبُّون الذكور، إذا أنجب أول ولد بنت، وأنجب الثانية بنت، كان يقتلها ويرميها في الشارع. إذا أنجب الثالثة بنت، يقتلها ويرميها بالشارع. لماذا؟ لأنه يريد ذكراً والدولة تمنع، تحديد النسل مُحرَّم في الشرع. أما تنظيم النسل، جائزٌ في الشرع *ما معنى تنظيم النسل؟ أن تنصح الجهات الرسمية أنّه مثلاً لسبب ما نحن ننصح بأن لا يُكثر من الأولاد في العائلة –أن يكون بين الحمل والحمل مثلاً سنتين، /ننصح/ الآن إذا الزوج اتَّفق مع زوجته على هذا الأمر فلا بأس به. الصحابة رضوان الله عليهم قالوا: يا رسول الله /سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن العزل/ إنا نَعْزِلُ عن نسائنا، يعني يستخدمون طُرقاً لمنع الحمل – طبيعية- ما رأيك يا رسول الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اعزلوا أو لا تعزلوا، إنّه ما من نفسٍ منفوسةٍ كَتَبها الله تعالى إلا وهي كائنةٌ» إذا قدَّر الله أن يكون الولد سيكون. والشاهد أنّه أَذِنَ لهم في هذا الأمر «وكُنَّا نعزلُ (قول الصحابة) في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والقرآن ينزل» يعني نَعْزِلُ عن نسائنا. فالعزل – تنظيم النسل- طُرق منع الحمل الطبيعية جائزةٌ، أما طًرق تحديد النسل أو التعقيم (امرأةٌ ترفع الرحم) – سنأتي في درس كامل عن منع الحمل- مثلاً تستخدم طريقة تمتنع فيها عن الحمل نهائياً كاستئصال الرحم أو المبيضين أو البوقين بدون سببٍ طبّي مُلجئ، هذا مُحرَّم في الشرع. أمّا ما دام الأب والأم (الزوجان) اتفقا على صيغة معينة، وبدون إحراج. يعني أيّها الزوج لا أنصحُكَ أن تضغط على زوجتك أدبياً حتى لا تنجب الأولاد. لعلّها تُحبُّ الأولاد حُبّاً كبيراً. بهذا الشيء إذا ضغطتَ عليها وأدباً هي قالت: نعم، لكن سيؤدّي إلى شِجار داخل الأسرة. سببه الأساسي أنّها لم تُنجب لكنها هي تصطنع أموراً أبسط بكثير وكذلك الأب. دافع الوالدية هو دافع ثالث من دوافع الزواج. 4_ الدافع الجنسي: الدافع الجنسي (ميل الرجل نحو المرأة، وميل المرأة نحو الرجل) وحاجتهُ لها, وحاجتها له. هذا أمرٌ وضعه الله تعالى في الرجال وفي النساء. ومن لم يجد في نفسه هذا الأمر، فينبغي عليه أن يراجع الأطباء. والإسلام وضعه بهذا القالب الشرعي المشروع وهو الزواج. الآن إذا تخلفَّت الزوجة عن أداء حقِّ زوجها في هذا الأمر، مَقَتَها الله تعالى: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح » [متفق عليه] إذاً هذه مشكلة، الزوج أحياناً إذا أراد، وبينه وبين زوجته خصام، ليس من آداب الشرع أن يهجرها إلا كما قال الله تعالى واهجروهن في المضاجع ليس له أن يذهب إلى غرفة أخرى لينام، وليس له أن يذهب إلى سرير آخر لينام قال واهجروهن في المضاجع يعني في السرير نفسه، يتوَّجه كُل واحد إلى جهة. وهذه عقوبة شديدة لا تستخدمها أيها الزوج – سنأتي متى تستخدم هذه- لأنَّ الدافع الجنسي دافعٌ للزواج. الزوجة إذا لم تُحصِّن زوجها، لعلَّه يذهب يُمنة ويُسرى، والسبب في هذا الأمر إنما هو الزوجة. لعلَّ زوجةً تكون مشغولة بالعبادة: مرةً أُم الدرداء رضي الله عنها زوجة سيدنا أبي الدرداء، رُؤيت بحالةٍ يعني بالية الثياب ورثَّة الهيئة، فقيل لها: لِمَ؟ قالت: إنَّ أبا الدرداء لا حاجة لـه بالنساء. وصل الأمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فطلب منها صلى الله عليه وسلم أن تتجَّمل لزوجها، والنبي صلى الله عليه وسلم دعا أبا الدرداء لأن يكون قريباً من أهل بيته، لأن حاجة المرأة إلى الرجل حاجةٌ مفطورةٌ عليها وحاجة الرجل إلى المرأة. لعلَّ امرأةً تشتغل في الليل بالصلاة، أو بقيام الليل، أو بالدّعاء والاستغفار، خيرٌ لها من هذا الأمر، إذا كان زوجها محتاجاً إليها، أن تكون قريبةً منه. وقد سبق بأنَّ أسماء رضي الله عنها جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت يا رسول الله: إني وافدة النساء إليك، لقد غلبنا عليك الرجال، يحضرون الجُمع والجماعات، ويجاهدون في سبيل الله وينفقون (الرجال غلبونا، سبقونا بهذه الأعمال الصالحات). فقال صلى الله عليه وسلم: «يا أسماء، ارجعي فأخبري من ورائك من النساء، إنّ حُسن تبعُّل إحداكُنَّ لزوجها، يَعْدِلُ كُلَّ ما ذكرتِ» الجُمع، والجماعات، والصدقات في سبيل الله، والجهاد في سبيل الله. لذلك لا ينبغي على امرأةٍ صالحةٍ مؤمنةٍ ألا تلبّي حاجة زوجها في فراشه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا دعا إحداكُنَّ زوجها إلى فراشه، فلتجبه ولو كانت على التنّور». أحياناً امرأة تذهب إلى بيت أهلها، تغيب أسبوع، ثم تتَّصل بزوجها على الهاتف تقول له:هل ينقصك شيء؟ أُرسل لك طعاماً؟ الثياب مغسولة؟ – طبيب له مكانة جيّدة، وزوجته إنسانة لها مكانة جيّدة، طلّقها من جراء هذا الأمر!! هي كثيرة الانصراف خارج البيت، يأتي إلى بيته ولا يجد زوجة! كان لها عمل (هي تعمل): قال: لي بأنّه إذا جاء إلى بيته لم يشاهد زوجة، شاهد عاملة، شاهد موظفة، شاهد مهندسة، هو لا يريد مهندسة، هو يريد زوجة داخل البيت. يقول الإمام الغزالي: ((إن الزواج يساعد على التحصُّن -يُحصِّن الرجل نفسه، وتحصن المرأة نفسها- عن الشيطان، وكَسْرِ التوقان -يعني ميل النفس الشديد- ودفع غوائر الشهوة، وغَضَّ البصر، وحِفظ الفرج)) لذلك واحد من دوافع الزواج هذا الأمر. لكن أيُّها الأخوة ينبغي أن يوضع كل أمر موضعه. صحيح أن الله عز وجل وضع هذا الميل (من الرجل نحو المرأة أو من المرأة نحو الرجل) لكنَّهم لاحظوا أن الزواج القائم على هذا الدافع وحده (فقط الدافع الجنسي) وجدوا أن الزيجات غالباً ما تفشل. الزيجات التي تقوم فقط لأجل إرواء هذا الأمر دون تفكير بباقي الأمور – دون دافع ديني – دون دافع اجتماعي – دون حياة صحيحة – قال غالباً ما تنتهي هذه الزيجات بالفشل. وبالتالي تضخيم هذا الأمر في الجرائد أو في المجلات، أو في الأقنية الفضائية السافرة أو الماجنة، ودعوة الشباب أو الفتيات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إلى الاعتقاد كما يعتقد فرويد/ بأنَّ الأمر هو أن الإنسان يعيش ويموت فقط لقضاء شهوته الجنسية، هذا أمرٌ أدّى بكثير من البيوت إلى الدمار. لماذا؟ لأن الشاب الذي يختار زوجته على هذا الأساس فقط، /الزواج ليس هذا الأمر فقط، هذا جزء منه/، الحياة الأخلاقية جزء، الحياة التعاملية جزء (يريد زوجة تُحسن الكلام – تُحسن المنطق – تحسن التعامل مع الأحداث) فإذا جاءت الزوجة تُلبّي الدافع الجنسي ولا تُلبّي باقي الدوافع، في الغالب وجدوا بأنَّ هذه الزيجات تنتهي بالفشل. من لم يجد في نفسه هذا الأمر عليه أن يراجع طبيباً، وهو حق للزوج على زوجته وحق الزوجة على زوجها. 5_ الدافع النفسي: هناك أمورٌ نفسية تدعو الشاب للزواج، أو تدعو الفتاة للزواج. مثلاً : الحاجة إلى الحب….. الإنسان بحاجة إلى من يقول له : أنا أُحبُّك، حتى أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال ((إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه))[ الترمذي] (الإنسان يحتاج إلى هذا). والإنسان الممقوت، – يعني لو أنَّ إنساناً الآن مثلاً جلس بيننا وكُلّنا أظهرنا له المقت، أو أظهرنا له كُلّنا بأننا نُقَطِّب الحاجبين أمامه، الدرس القادم لن يأتي. الإنسان بحاجةٍ إلى من يُحبّه. وإن من أولى وأول الناس الذين ينبغي أن يُحبّهم الرجل زوجته، والمرأة زوجها. والنبي صلى الله عليه وسلم مرةً سأله عمرو بن العاص قال: يا رسول الله من أحبُّ الناس إليك، فقال صلى الله عليه وسلم: «زوجتي عائشة أحبُّ الناس إليّ» . لا بأس أيّها الزوج المسلم أن تقول لزوجتك هذه الكلمة، أو ينبغي عليك أن تقول لها هذه الكلمة، والنبي صلى الله عليه وسلم قالها للرجل. الرجل قال: من أحبُّ الناس إليك، قال صلى الله عليه وسلم: «أنا زوجتي عائشة أحبُّ الناس إليّ» قال: من الرجال أنا لا أريد من النساء، قال صلى الله عليه وسلم: «أبوها أبو بكر». وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم من أحب الناس إليك؟ فقال: عائشة . الشاهد في الأمر أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يُظهر حُبَّه لزوجته، للسيدة عائشة. الزوجة بحاجةٍ إلى زوج يُظهر لها أنّه يُحبُّها – يتكلّم معها- يقول لها: أنَّه يُحبُّها، تفرح لأنها تشعر بأنّها موجودة داخل هذا البيت وهي خفيفةٌ على صاحبه، ماهي ثقيلة عليه ! يعني رجل يقول لزوجته (أنا أغلظ منكِ ما شفت؟!) لعلّه يقول (لا لا أنا أمزح معها، في مزح بيني وبينها) في الواقع، مع تكرار هذه الكلمات، ومع مرور الوقت سيصير هناك مشكلة داخل البيت. أو زوجة تقول لزوجها (إنّه لا يُطاق؟!!) كذلك الزوج إذا لم يشعر بأنَّ زوجته تحبُّه، تقدّره، تحترمه، يعني تُشعره بأنّه مهم – بأنّه سيّدُ هذا البيت، بأنّه صاحبُ مكانةٍ عندها- بأنّها تنتظره من حين إلى آخر حتى يأتي. إذا لم تُشعِر الزوجة زوجها بهذا الحب، أو الزوج زوجته بهذا الحب، فقد أخلا بهذا الدافع النفسي، مع الوقت سيصير هناك مشكلة. الحاجة إلى التقدير, فالرجل يحتاج إلى من يقدره ويحترمه ويسأل عنه بحب وحنان وكذلك المرأة.. أن تُقدَّر المرأة، يعني الرجل عندما يقول لزوجته: إنه ينوي مثلاً أن يشتري أثاثاً جديداً للبيت يقول لها: [ما رأيكِ؟ ما اللون الذي سأختاره؟] هذه المرأة، بغض النظر هو اشترى ما قالت أولم يشترِ، لكن شعرتْ بأنَّه يُقدِّرها، يأخذ رأيها. يريد يا سيدي مثلاً أن يُغِّير مكان عمله، [ما رأيكِ؟] لعل هي ما عندها هذه الخبرة، لكن هي تشعر بأنها إنسانةٌ تُسأل. أما إذا كان الزوج يقضي ويمضي، دون سؤال أبداً لزوجته ودون مُدارسة وكأنَّها غير موجودة. أو أن المرأة /بالعكس/ يعني يأتي الرجل الساعة (3) ظهراً إلى البيت فلا يجد المرأة! يقول لها مساءً أين كنتِ؟! تقول لـه: (والله رحت، طلعت مشوار ورجعت) يشعر هذا الزوج بأنَّه غير مقدَّر في هذا البيت . الآن لعلّه يسكت، لكن مع الأيام هناك مشكلة كبيرة ستقع داخل هذا البيت، لأنّه لا يشعرُ أن زوجته تُقدِّره، أن زوجته تحترمه. الزوج الذي يرى زوجته عند الصباح تودّعه إلى وراء الباب، هذا أبداً لا يستوي مع زوج تبقى زوجته نائمة في السرير، ويقول لها : أريد الفطور! تقول له: تناول سندويشة من البَّراد – اشتري من عند جارنا- ألا تُفِطرون في الوظيفة؟!- الأمر يتعدَّى موضوع الطعام، هو يشعر هل تقدّره؟ هل تحترمه؟ هل هو يشكِّل بالنسبة لها برنامجاً؟ أو أنّه مرمي! وهكذا أحياناً الزوجة تُعيد ترتيب البيت، يأتي الزوج عند الظهيرة أو عند المساء، هي غيّرت يعني غرفة الضيوف مع غرفة الجلوس، غيّرت مكان الأثاث، وهي مُتعبة من الصباح إلى المساء، حتى يُسَرُّ الزوج. يدخل الزوج فلا يُعلِّق بأيّة كلمة، يدخل يقول: أين العشاء؟ هي تسكت تقول: الآن ينتبه، بعدين يُحدِّثها عن العمل، والشغل، أو ما يتكلم ولا بكلمة! بعدين هي تقول له: ألم تنتبه بأنني غيّرت غرفة الضيوف إلى غرفة الجلوس أو بالعكس؟! يقول الزوج: إيه خير إن شاء الله !! أعيدهم أعيدهم غداً!!! هذه الزوجة تشعر بأنَّها غير محترمة، وغير مقدَّرة. الآن لن يحدث شيء، لكن مع الأيام والتراكمات ستصير مشاكل كبيرة في هذه الأسرة، لأنّها هي تزوجت وعندها هذا الدافع النفسي، بحاجة إلى من يقدِّرها، من يحترمها، من يراعي قراراتها ويراعي شأنها الهرب من الوحدة: فلا يستطيع الرجل أن يعيش بمفرده وكذلك المرأة. الهرب من الوحدة: يعني أحياناً تكون فتاة وحيدة في أسرتها أبوها يخرج إلى العمل، وأمها لها أقارب تذهب لعندهم، فتبقى الفتاة في البيت. الآن هي متضايقة جداً من الوحدة فتريد أن تتزوّج، لماذا؟ لتشعر بأنَّ هناك إنساناً يعني يجتمع معها، يجالسها، يذهب معها، يأتي معها، يُكلِّمها. الآن المشكلة، إذا جاءها زوج يخرجُ من الساعة السادسة صباحاً ويعود في العاشرة ليلاً!هذه حُكماً بعد حين ستطلب الطلاق، لأنّها هي هربت من الوحدة، فجاءها زوج سيُعيّشها في الوحدة 60 سنة أخرى، هذا دافعٌ نفسي، الإنسان يحبّ الاجتماع بالآخرين. فالدافع الخامس من دوافع الزواج إنما هو الدافع النفسي 6_الزواج لدوافع خاصة: هذه الأمور الآن التي ستُذكر هناك بعض أناس ينطلقون إلى الزواج منها دون تفكيرٍ بغيرها، وهذه فيها خطأ وخلل . وأرجو إذا أحد من الشباب أو من الفتيات اتّجه إلى الزواج لأجل واحد من هذا الذي سيُذكر الآن برقم (6) (الدافع السادس) أن يصحِّح من دوافعه / أن يصحِّح النية/. و من الأسباب الخاصة: الحصول على المال: الحصول على المال، يعني تزوّجت لأن فلاناً غنّي، تُريد أن يَكْثُر المال بين يديها، هذا أمر مخيف. أو زوّجها أبوها بفلان لأنّ المال بين يديه كثير، وبالتالي سيُنّعمها. * ذكر أحد العلماء يقول : بأنَّ رجلاً، تقدّم إلى خُطبة ابنته شابٌ، صاحبُ معمل، وبيت في حي ممتاز في الشام، وسيّارة فارهة. لكن هذا الشاب لا علاقة له بالدّين هذا الرجل (أبو الفتاة) له علاقة بالشيخ، قال له: لقد تقدّم لابنتي شاب لقطة يعني عنده هذه الأمور، بس لا علاقة له بالدين، ما رأيك؟ أزوِّجه؟ قال الشيخ: أنا سأنصحك بما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخُلقه فزوِّجوه» إذا اجتمع الدين والخُلق مع هذه الأمور، بها ونِعمت، بس راقب ما قال: قال له: لا علاقة له لا بالدّين ولا بالخُلق. قال الرجل: والله سمعت النصيحة. يبدو بأن هذا الأب (الأمر مُطمع بالحصول على المال) زوَّج ابنته. بعد (17) يوم الرجل طلقها /تزوَّجها 17 يوم ثم طلقها/ إذا كان الدافع من الزواج، فقط الحصول على المال مشكلة، بالعكس، زوجٌ يتزوّج امرأة غنيّة للحصول على مالها هذه مشكلة النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «تُنكح المرأة لأربع: لمالها، وحسبها، وجمالها، ودينها» إذا اجتمعت الأربعة بها ونعمت، ولكن إذا أردنا أن نُفاضل «فاظفر بذات الدين ترتبت يداك» اكسب الديّنة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من تزوج المرأة لِعزِّها لم يزده الله إلا ذُلاً، ومن تزوّجها لمالها لم يزده الله إلا فقراً، (يعني هذا فقط تزوجها لمالها فقط، ما عندها دين) ومن تزوّجها لحسبها لم يزده الله إلا دناءة ، (تزوجها لحسبها فقط ما عندها دين!) . أحد الفنادق الراقية خلال (6) أشهر، أُجري داخل هذا الفندق (16) عقد زواج. حفلة الزواج تُكلِّف ملايين، لا يقوم بها إلا أصحاب المال والحسب، لكن موضوع الدين مُختلف فيه، بعضهم فيه دين، وبعضهم بغير دين، لكن خلال (6) أشهر أجروا (16) عقد زواج.. بعد (6) أشهر اتّصلوا بأصحاب هذه العقود ليباركوا لهم، فوجدوا بأنّه (13) عائلة من هذه العوائل قد طُلِّقت. (13) حالة طلقت وبقي (3) حالات – من تزوجها لحسبها، يعني فقط لم يزده الله إلا دناءةً، أما إذا جمعَت مع هذه الأمور الدين- كانت دّينة- فقد نِلت خيراً إن شاء الله في الدنيا وفي الآخرة. أحد الأشخاص زوّج أختَهُ لرجلٍ ادعى أنّه يملك مجموعة فنادق في إحدى دول الخليج. شاب ابن عائلة جاء ليتقدَّم لهذه الفتاة وقال بأنَّ عنده مجموعة فنادق في دول الخليج. طَمِعَ الأهلُ، والفتاة مدرّسة في الجامعة /لها مكانة/ لكن طمعوا، هم يقولون أنّه لا يوجد عنده دين، لكن الوضع المادي ممتاز، المهم تزوّج هذه الفتاة، وذهب بها إلى تلك البلاد. وإذا به يعمل في فندق من الفنادق! /هو قال بأنَّه يملك مجموعة فنادق طلع يعمل في فندق/ ثم أراد أن يؤذيها بأشياءٍ لا ترضي الله ولا ترضي الشرف. فعجز أهلها عجزاً حتى يُطلِّقوا هذه المرأة من زوجها، وبعد صعوبة في الأمر استطاعوا أن يطلّقوها. إذاً إذا كنت قادماً على الزوّاج، أو كنتِ قادمةٍ على الزواج من أجل فقط الناحية المادية هذا مشكلة. كذلك من الأسباب الخاصة في الزواج: طلب الشهرة. رجلٌ مشهور. فقط إذا كُنتِ تذهبين للزواج لأجلِ هذا الأمر، هناك مشكلة. هناك زواج لأجل النكاية الزواج للنكاية . يعني سيتزوج على زوجته لا لشيء، فقط إضراراً بها، وهذه الزوجة الثانية تعلم هذا الأمر. إذا علمتِ بأنَّ دافعه فقط هو النكاية بزوجته الأولى، اعلمي أنّه سيُطلِّقُكِ بعد أشهر (عندما تنتهي هذه النِكاية) وأنا أعرِفُ شاباً زوجته أَرْهَقتْهُ، فأراد أن يؤدّبها فيما يرى فتزوّج عليها، فهي كأنّها يعني قبِلَتْ أو خضعت، فطلَّق المرأة الثانية. لا ترضي أيّتها المرأة أن يكون زواجُكِ نِكايةً بغيركِ، هذه الأسباب الخاصة أيّها الأخوة هي دوافع عند بعض الناس للزواج. إذا كان الدافع فقط لأجل هذه الأمور، هناك مشكلة كبيرة في الزواج. هذه أيها الأخوة ستُة دوافع للزواج يتزوّج الناس من أجلها. الغالب أنَّ كُلَّ شابٍّ يتزوج أو كل فتاة عنده أكثر من دافع، يعني يمتزج عنده دافعين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة مع بعضها البعض، لكن يُرجَّح واحدٌ على آخر. كُلُّ هذه الدوافع مشروعة إلا الأسباب الخاصة رقم (6) إذا كانت بمفردها. نسأل الله عز وجل أن يوفِّقنا لما يحبّه ويرضاه، وأن يباعدنا عمّا يكرهه ويأباه وصلى الله على سيدنا محمد وآله، والحمد لله ربّ العالمين.
الدورة التأهيلية للحياة الزوجية 4- ((التأهيل النفسي للمقبلين على الزواج)) بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا، اللهم انفعنا بما علمتنا، اللهم زدنا علماً وعملاً متقبلا يا أكرم الأكرمين، أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، نسألك علم الخائفين منك، وخوف العالمين بك . وبــعـد: فنحن أيها الإخوة في الدرس الرابع من دروس الدورة التأهيلية للحياة الزوجية ودرس اليوم ((التأهيل النفسي للمقبلين على الزواج)) في العادة الذاهب إلى رحلة سياحية يتهيأ نفسياً و معنوياً لهذه الرحلة لا سيما إذا كانت هذه الرحلة طويلة. ( رائد الفضاء السوري محمد فارس في لقاء صحفي قال: الرحلة كانت ثلاثة عشر يوماً, أما الاستعداد لها فقد استغرق عامين تقريباً). وكذلك الـذاهب إلى مـعركة فـإنه يتهيأ نفسياً لما سيواجهه في المعركة. إذاً: فالذاهب إلى الزواج أيضاً لا بد له من أن يستعد لهذه الرحلة الطويلة و يتهيأ نفسياً لما سيقابله ويواجهه بعد الزواج. والتأهيل النفسي للزواج يكون من خلال نقاط ثلاث: (( الزواج مسؤولية – الزواج تضحية – الزواج قبول للاختلاف)) أولاً:الزواج مسؤولية. ينبغي للمقبل على الزواج أن يعلم بأن أعباءً جديدة ستلقى على عاتقه، فهو سيصير مسؤولاً عن أسرة (زوجة – أولاد- بيت ..الخ ) فالحالة العاطفية وحدها لا تكفي , بل لا بد من أن يكون قادراً على تحمل المسؤولية, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته..))[ متفق عليه] وكذلك الفتاة لا بد من أن تتهيأ لتحمل المسؤولية, فالحب والغرام وحده لا يكفي , فالحب جزء من خمس وثلاثين جزءاً فإذا وجد الحب فابحث عن الأجزاء الباقية. وليس صحيحاً ما يقال: أنه إذا وجُد الحب وإذا أحببت ستكون الأمور بعده سهلة, في الحقيقة الحب يظهر بعد الزواج. عندما يقع الزوج في إعسار وفقر ماذا سيكون موقف هذه الزوجة ؟ فإذا كانت من أهل المسؤولية ستصبر, وكذلك إذا مرضت الزوجة ماذا سيصنع الزوج؟ هل سيراعي ظرفها أم سيطلقها فيتهدم الحب. والمسؤولية تتحدد في ثلاثة أمور للرجل وثلاثة أمور للمرأة حددتها الآية في سورة النساء, قال الله تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّه..[النساء:34] فمسؤولية الرجل: القوامة. النفقة. التربية. ومسؤولية المرأة: أن تحفظ حق زوجها وتطيعه. أن تحفظ بيت زوجها وعرضه. أن تعتني بالأولاد وتساعد زوجها على تربيتهم التربية الصالحة. ثانياً: الزواج تضحية. لا زواج بدون تضحية ولن يستمر زواج بلا تضحية. الزواج تضحية: لن يستمر زواج بغير تضحية. كلكم بلا استثناء. أسألوا آباءكم وأمهاتكم، بلا استثناء. لا يوجد أم استمرت في زواجها مع الأب إلا وقد ضجت. مراراً ما أسيء إليها وصبرت. لا يوجد أب استمر في زواجه إلى أخر حياته إلا وهو مضحي. الزواج يقوم على التضحية. لا زواج بغير تضحية. تتزوج اليوم وتطلق بعد 6 أشهر إذا لم ترد أن تضحي، استعّد للتضحية بنت عم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ؛أم هانئ أخت سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، مات زوجها فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم , فاعتذرت إليه وقالت يا رسول الله: إني امرأة مؤتمة ولدي أولاد أخشى إن تزوجت وأديت حق زوجي قصرت في حق أولادي وإن اعتنيت بأولادي قصرت في حق زوجي , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خير نساء ركبن الإبل نساء قريش أحناه على ولده في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده))[ متفق عليه] سيدنا جابر رضي الله عنه استشهد والده في بدر, فترك له ست بنات, فتزوج ثيباً لتساعده في شأن البنات, فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة. عند الله لا يضيع شيء من هذا الأمر، لذلك حدث سيدنا محمد r عن امرأة يوم القيامة تسابقه إلى الجنة، هناك امرأة يوم القيامة ستسابق سيدنا محمد r على الجنة، فيقول r: من هذه؟ فيقال: هذه امرأة مات زوجها، وخلف لها صبية صغار، فحبست نفسها عليهم لرعايتهم حتى ماتت،تسابق رسول الله r إلى الجنة الزواج تضحية. أيتها الأخت الكريمة، أيّها الأخ الكريم، الأزواج أو القادمين على الزواج، لابد أن تؤهل نفسك للتضحية، أنت ذاهب لتضحي. ثالثاً: الزواج قبول للاختلاف. لا حياة بدون اختلاف, فإذا انتفى كل فارق انتفت الإثنينية. لا بد لك أن تتهيّأ نفسياً لتقبل زوجتك كما هي، لابد لك أن تتهيئي نفسياً لقبول زوجك كما هو. هو مختلفٌ عنك كثيراً. لا تصدقوا أبداً أن هناك زوجان متفاهمان في كل شيء، ليس صحيحاً أبداً، هذا تمويه، هو يظن أنه هو وزوجته سيتفقان في كل شيء. ليس صحيحاً أن يكون الزوج والزوجة متفقان مئة بالمئة، يعني إذا وجدت زوجة بينك وبينها اتفاق 60% فهذا أمر جيد! جيد جداً جداً! أيضاً إذا كانت النسبة 50% جيد، إذا 65% أنت ملك في هذه الأرض، وهذا صعب، وأنتِ إذا وجدت زوج بينك وبينه توافق 60% فهذا شيء جيد أما أن يخبرك أحد أن زوج وزوجته مئة بالمئة متفقان فهذا غير صحيح.[ إذا انتفى كل فارقٍ انتفت الاثنينية ]. إذا كنت أنت وزوجك بنفس الأفكار ونفس الميول، ونفس الرغبات، ونفس…. فأنتما لستما اثنين، أنتما واحد ! والله خلق الناس مختلفين( سيظلوا مختلفين ) وأنا أقول: أحسن زوجين في الكرة الأرضية. أحسن زوجين يوجد بينهما(100) اختلاف في السنة, وهذا طبيعي ؛لذلك ينبغي أن يتهيأ الزوجان نفسياً لقبول الاختلاف , وكل ميسر لما خلق له. والحمد لله رب العالمين
نتمنى تستافدو من هاد الدروس فهي جد مهمة لي المقبلين على الزواج لي الزوج والزوجة من بعد غادي نحط ليكم تتمة الدروس نتمنى يعجبوكم