تخطى إلى المحتوى

هل العلوم الدنيوية تقرب من الله؟ يجيب الدكتور سلمان بن فهد العودة

[align=center]باسم ط§ظ„ظ„ظ‡ ط§ظ„ط±ط­ظ…ط§ظ† الرحيم

هل ط§ظ„ط¹ظ„ظˆظ… ط§ظ„ط¯ظ†ظٹظˆظٹط© طھظ‚ط±ط¨ من الله..؟, مقال

كنت يوماً في حديث مع أحد ط§ظ„ط´ط¨ط§ط¨ عن قضايا التقنية والثورة المعلوماتية والصناعية، ففاجأني قائلاً: هل هذه ط§ظ„ط¹ظ„ظˆظ… الطبيعية والتقنية والصناعية (الدنيوية) واجبة، وهل طھظ‚ط±ط¨ من ط§ظ„ظ„ظ‡طں
وكأنه بهذه الأسئلة قد أعد إجابة مسبقة بأن هذه ط§ظ„ط¹ظ„ظˆظ… دنيوية، وتبعد عن ط§ظ„ظ„ظ‡ والدار الآخرة.
إن هذه ط§ظ„ط·ط±ظٹظ‚ط© في التعامل مع قضايا التقنية هي أكثر الأشياء ط¹ظ„ط§ظ‚ط© بتخلفنا التقني، وهي أبرزها مسئوليةً تجاه ذلك، فثقافة حصر العلم والفقه في التخصصات الشرعية بفروعها ومسائلها الدقيقة هي أكثر شيء بعداً عن روح الإسلام الذي نزل أول ما نزل بكلمته الخالدة العظيمة (اقرأ)، ط§ظ‚ط±ط£ ط£ظٹظ‡ط§ الإنسان الغارق بالوحل الروحي والمادي إلى الأذقان لتصل إلى المستوى الذي يليق بخليفة ط§ظ„ظ„ظ‡ الذي سيكل إليه –سبحانه وتعالى- عمارة هذه ط§ظ„ط£ط±ط¶ والقيام عليها وزرع جنباتها بالعطاء والقوة والصناعة والوعي والحب والإيمان.
إن كلمة (اقرأ) تصدح بقوة لتعيد للعقل الإنساني اهتمامه بالعلم، فيا عجباً لهذا ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† الذي نزلت أول كلمة فيه تقول: (اقرأ)، ويا عجباً للمسلمين الذين هم أبعد الناس ط§ظ„ظٹظˆظ… عن القراءة العميقة، فكل الإحصائيات والدراسات والاستبيانات تؤكد بأن أكثر نسبة للأمية هي عند المسلمين، وأقل نسبة قراءة واطلاع هي عند هم أيضاً.
إن ثقافة التقليل من أهمية علوم الحياة، وعلوم المادة واعتبارها أجنبية عن روح الدين ومقاصده عملت دافعاً رهيباً لبعد المسلمين ط§ظ„ظٹظˆظ… عن ركب الصناعة والتقنية والحضارة.
يقول ط§ظ„ظ„ظ‡ عز وجل في كتابه العظيم: " ألم ترن أن ط§ظ„ظ„ظ‡ أنزل من السماء ماءً فأخرجنا به ثمراتٍ مختلفاً ألوانها، ومن الجبال جدد بيض، وحمر مختلف ألوانها، وغرابيب سود. ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه، كذلك إنما يخشى ط§ظ„ظ„ظ‡ من عباده ط§ظ„ط¹ظ„ظ…ط§ط، إن ط§ظ„ظ„ظ‡ عزيز غفور".
إن هذه الآيات العظيمة تكشف بكل وضوح وشفافية أن ط§ظ„ط¹ظ„ظ…ط§ط، بالماء الذي أنزله ط§ظ„ظ„ظ‡ من السماء، وبالثمرات وألوانها، وبالجبال وألوانها، وبالناس والدواب والأنعام واختلاف ألوان كل هؤلاء، إن ط§ظ„ط¹ظ„ظ…ط§ط، بهذه يجدون ظپظٹظ‡ط§ دافعاً للإيمان ط¨ط§ظ„ظ„ظ‡ وخشيته ومعرفة عزته وعظمته سبحانه وتعالى، فأين الذين لا يجدون في هذه ط§ظ„ط¹ظ„ظˆظ… مجالاً للتقرب إلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ومعرفة آياته؟ إن المتأمل في الآيات السابقة يجد ظپظٹظ‡ط§ إشارة عميقة قوية إلى أغلب ط§ظ„ط¹ظ„ظˆظ… القديمة والحديثة ومباحثها من علوم الفلك والسماء، والجبال والأرض، والإنسان والناس، والأنعام والحيوان والثمرات والنبات، وكل ذلك أشبه ما يكون بـ(المادة الخام) لأكثر الصناعات التقنية، والأصل الأول لكل ذلك.
والمدهش بعد هذا الاهتمام الجلي من الإسلام بأشكال ط§ظ„ط¹ظ„ظˆظ… أن أكثر المجتمعات المعاصرة بعداً عن أجواء المنافسة الحضارية والتقنية والصناعية هي المجتمعات الإسلامية، ومما يبعث على خيبة الأمل أن هذه الأمة ط§ظ„طھظٹ تملك تراثاً إسلامياً هائلاً يحتوي كل أدوات التحضر والقوة والمعرفة هي أبعد الأمم ط§ظ„ظٹظˆظ… عن مستوى اللحوق بركب القطار المعاصر وثورته وثروته ط§ظ„طھظٹ لا تنتظر أحداً، ولا ترحم أحداً.
إن الدين الإسلامي جاء منحازاً لجانب المعرفة والعلم بكل أنواعه وأصنافه، ففي ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† الكريم ط¥ط´ط§ط±ط§طھ جليّة إلى الحث على طلب العلم والمعرفة والتأمل والتفكير والنظر والقراءة المدعومة باسم ط§ظ„ظ„ظ‡ لتضمن هذه المعرفة والقراءة البعد عن الانحراف الأخلاقي والعلمي المادي الذي قد ينجرف إليه الإنسان بفعل أهوائه وأدوائه.
ويبرز التساؤل الملح: ظ„ظ…ط§ط°ط§ كان ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ…ظˆظ† المعاصرون بهذا القدر من البعد عن قضايا التقنية والعلم ؟
ولماذا لم يلتقطوا هذا الخيط الباعث على الإبداع والعمل الصناعي والحضاري في كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم، مع قراءتهم للقرآن والحديث في كل المجالات ط§ظ„ط¹ظ„ظ…ظٹط© والعملية من زراعة، وصناعة، وطب وعلوم الإنسان، وعلوم الحياة وغيرها؟
لا شك بأن ثمة خللاً كبيراً وشرخاً واسعاً في الابتعاد عن الهدي الرباني والعلم الإسلامي.
لقد خلق ط§ظ„ظ„ظ‡ الإنسان وجعل له كل ما في الأرض، " الذي جعل لكم ما في ط§ظ„ط£ط±ط¶ جميعاً "، واستعمره فيها، "هو أنشأكم من ط§ظ„ط£ط±ط¶ واستعمركم فيها"، وجعل هذا الإنسان بعقله وعلمه مسلطاً على هذا الشأن الأرضي بصناعتها وزراعتها ورعايتها وبعثها، وحثّ الإنسان على النظر إلى ملكوت ط§ظ„ظ„ظ‡ وإلى أرضه ليكتشف ظپظٹظ‡ط§ القوانين الإلهية في قيام الحضارات وانهيارها كأسباب رقيها وتمدنها، وجعل ذلك كله باعثاً له للعمل على سقي الحياة وبعثها ورعايتها بالروح والقوة والمادة، فالله أنزل ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† والميزان للدين والدنيا، والحياة الأولى والآخرة، وكما أنزل ط§ظ„ظ„ظ‡ آيات التشريع والأحكام أنزل آيات التفكير والنظر والاعتبار، بل وأنزل الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس في إشارة عظيمة إلى عمق انتفاع الناس بهذا الحديد الذي صنع الكثير من الأدوات والآلات والصناعات التقنية المعاصرة.
فالعلم الذي يقرب إلى ط§ظ„ظ„ظ‡ هو كل علم صالح نافع يقوم على عمارة الدنيا وسياستها وإقامة الدين بها ، أو كما يقول ط§ظ„ط¥ظ…ط§ظ… الماوردي: ما أدى الفرض وعمر الأرض.
سواء كان هذا العلم فقهاً أو أصولاً، أو طباً أو صناعة أو طھط¬ط§ط±ط© أو حرفة أو علماً آلياً أو تقنياً أو معرفياً أو فكرياً أو ثقافياً عاماً .. فكلها علوم تفيد الإنسان وتساهم في نمائه وقوة معرفته وتسانده في عمارة ط§ظ„ط£ط±ط¶ وخلافتها على ط§ظ„ظˆط¬ظ‡ الذي أراده ط§ظ„ظ„ظ‡ وأمر به.
وإننا إزاء هذه المفاهيم الإسلامية ط§ظ„طھظٹ تدفع إلى العمل التقني والصناعي والآلي المعاصر نطالب بإنشاء الوعي الإسلامي أولاً بضرورة التقنية وبضرورة دعم الإبداع التقني والمعرفي روحياً بالثناء والإطراء، ومادياً بالجوائز والمحفزات، وعملياً بالتطوير والرعاية وإحضار المستلزمات، وبكل أشكال الدعم والاهتمام، ونطالب بإنشاء عمل مؤسسي وإداري جاد لحمل هذه الجذوات الإبداعية والثمرات ط§ظ„ط¬ط¯ظٹط¯ط© اليانعة من أشتات العالم الإسلامي على المواصلة والعطاء وتحفيز كل القدرات والطاقات لمزيد من الإبداع والاختراع.
ونطالب بتقديم دور ومراكز للإبداع التقني ومراكز للبحث والمعرفة وأخرى للدراسات ط§ظ„ط¹ظ„ظ…ظٹط© والثقافية والإستراتيجية والسياسية والحضارية وغيرها؛ لأجل أن نكون يداً فعلية في محاربة التخلف التقني والعلمي والصناعي والمعرفي الذي يهدد مجتمعات العالم الإسلامي بكل أشكاله وألوانه.
ونطالب بتنظيم الأحكام الصارمة في حماية الإبداع الفكري والعلمي وحفظ حقوق الملكية، وتسهيل الحصول على براءات الاختراع للمبدعين والتنافس في تقديم العون والخدمات لهم.
وإن تهيئة الجو الثقافي والمعرفي والسياسي وإتاحة مزيد من الحرية والشفافية يعمل على اقترابٍ حقيقي من الفكر التقني والتعامل مع أجوائه والمساعدة على تحويل المجتمع الإسلامي من الاستهلاك والشراء إلى الإنتاج والبيع والتصدير، وعسى ط§ظ„ظ„ظ‡ أن يأتي بالفتح المعرفي والتقني والحضاري الذي يجعل المسلمين أكثر تواصلاً مع مفاهيم الإسلام، وأكثر تواصلاً مع آليات التقنية المعاصرة وأشكال الصناعات الحديثة.

د. ط³ظ„ظ…ط§ظ† بن فهد ط§ظ„ط¹ظˆط¯ط©

[/align]


ig hgug,l hg]kd,dm jrvf lk hggi? d[df hg];j,v sglhk fk ti] hgu,]m glh`h Hdih hgHvq hglsgl,k hggi hgjd hg[]d]m hgd,l hgvplhk hgafhf hguglhx hgugldm hgykdm hgYlhl hg,[i hg’vdrm hgrvNk hrvH fhggi j[hvm frvm wku ughrm ugn tdih Yahvhj

باسم الله الرحمان الرحيم

للرفع

شكرا لك اختي

باسم الله الرحمان الرحيم

سررت بمرورك الطيب أختي فاطمة
جزاك الله خيرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.