وكارثة «ما زال صغيراً»!
جهل الوالدين بالتربية
يجهل ظƒط«ظٹط± من الآباء والأمهات ط§ظ„طھط±ط¨ظٹط© عامة والتربية الإسلامية خاصة، لذلك يلغون دور ط§ظ„طھط±ط¨ظٹط© تماماً، وينتظرون الصبي حتى البلوغ فيلزمونه بالصلاة، فإذا لم يصلَّ بدأت المشكلات بينه وبين والده، ويطلبون من البنت أن تحتجب عند بلوغها، وحين تمتعض الفتاة من الحجاب لا تجد أمامها سوى الضرب، مع أن التدرج والتربية من أكثر معالم السيرة النبوية والتربية الإسلامية وضوحاً. وأمر الأولاد بالصلاة لسبع قبل أن تفرض عليهم عند البلوغ، دليل واضح على أهمية والتربية والتدريب المبكر، من أجل ترسيخ السلوك الإسلامي عند الناشئة.
أهمية الطفولة المبكرة
تتجلى أهمية الطفولة المبكرة «مرحلة ما قبل التمييز، أو مرحلة ما قبل المدرسة» ، حين نعلم أن الطفولة الإنسانية أطول من أي طفولة في الكائنات الحية، كما تتميز الطفولة الإنسانية بالصفاء والمرونة والفطرية، وتمتد زمناً طويلاً يستطيع المربي خلاله أن يغرس في نفس ط§ظ„ط·ظپظ„ ما يريد، وأن يوجهه حسبما يرسم له من خطة، ويستطيع أن يتعرف بإمكاناته فيوجهه حسبما ينفعه، وكلما تدعم بنيان الطفولة بالرعاية والإشراف والتوجيه، كانت الشخصية أثبت وأرسخ أمام الهزات المستقبلية التي ستعترض الإنسان في حياته.
وما يتربى عليه ط§ظ„ط·ظپظ„ يثبت معه على مدى حياته، وما يحدث له في الطفولة المبكرة يرسم الملامح الأساسية لشخصيته المقبلة، فيصبح من الصعوبة إزاحة بعض هذه الملامح مستقبلاً سواء كانت سوية أو غير سوية، وتقول مارغريت ماهلر: «إن السنوات الثلاث الأولى من حياة كل إنسان تعتبر ميلاداً آخر. واتفق فرويد ويونغ وإدلر وألبورت «مدرسة التحليل النفسي» على أن السنوات الأولى هي مرحلة الصياغة الأساسية التي تشكل شخصية الطفل.
ولأن ط§ظ„ظ„ظ‡ جعل الوالدين مسؤولين عن عقيدة ط§ظ„ط·ظپظ„ فإنه جعل ط§ظ„ط·ظپظ„ يتلقى من والديه فقط طيلة طفولته المبكرة، وجعله يرى والديه مثلاً أعلى في كل شيء حسن فلا يصدق غيرهما، وذلك ليحصن ط§ظ„ظ„ظ‡ عز وجل ط§ظ„ط·ظپظ„ من التأثيرات القادمة من خارج الأسرة في الطفولة المبكرة، كما جعل ط§ظ„ظ„ظ‡ سبحانه وتعالى ط§ظ„ط·ظپظ„ يعتمد على والديه في كل شيء خلال هذه المرحلة، وهذا يساعدهما على تنفيذ المهمة الموكلة إليهما.
التربية بالعادة
يقول الشيخ محمد قطب: ومن وسائل ط§ظ„طھط±ط¨ظٹط© التربية بالعادة أي تعويد ط§ظ„ط·ظپظ„ على أشياء معينة حتى تصبح عادة ذاتية له، يقوم بها من دون حاجة إلى توجيه، ومن أبرز أمثلة العادة في منهج ط§ظ„طھط±ط¨ظٹط© الإسلامية شعائر العبادة وفي مقدمتها الصلاة، فهي تتحول بالتعويد إلى عادة لصيقة بالإنسان لا يستريح حتى يؤديها. وليست الشعائر التعبدية وحدها هي العادات التي ينشئها منهج ط§ظ„طھط±ط¨ظٹط© الإسلامية، ففي الواقع كل أنماط السلوك الإسلامي، «مثل حجاب المرأة المسلمة، وعدم اختلاط الرجال بالنساء غير المحارم» ، وكل الآداب والأخلاق الإسلامية آداب ط§ظ„ط·ط¹ط§ظ… والشراب ينشئها منهج ط§ظ„طھط±ط¨ظٹط© الإسلامية. وقد كانت كلها أموراً جديدة على المسلمين فعودهم رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم إياها ورباهم ط¹ظ„ظٹظ‡ط§ بالقدوة والتلقين والمتابعة والتوجيه حتى صارت عادات متأصلة في نفوسهم، وطابعاً مميزاً لهم.. وتكوين العادة في الصغر أيسر بكثير من تكوينها في الكبر، ذلك أن الجهاز العصبي الغض ظ„ظ„ط·ظپظ„ أكثر قابلية للتشكيل، أما في الكبر فإن الجهاز العصبي يفقد كثيراً من مرونته الأولى… ومن أجل هذه السهولة في تكوين العادة في الصغر يأمر الرسول صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم بتعويد الأطفال على الصلاة قبل موعد التكليف بزمن كاف حتى إذا جاء وقت التكليف تكون قد أصبحت عادة بالفعل. يقول الرسول صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم ط¹ظ„ظٹظ‡ط§ وهم أبناء عشر» فمنذ السابعة يبدأ تعويد الأطفال على الصلاة، فإن لم يكن تعودها من تلقاء نفسه خلال سنوات التعويد الثلاث، فلابد من إجراء حاسم «وهو الضرب» ، يضمن إنشاء هذه العادة وترسيخها.
تدريب البنات على الحجاب
أُمرنا أن ندرب أولادنا على العبادات قبل أن تفرض عليهم ببضع سنين حتى يعتادوها، وقد لاحظنا أن مدة التدريب تراوح بين (7-10) سنوات، لذلك فإن التدريب على الحجاب وهو عبادة يجب أن يسبق التكليف بالحجاب ببضع سنين حتى تعتاده الفتاة، فيصعب ط¹ظ„ظٹظ‡ط§ نزعه بعد ذلك.
ولكن متى يفرض الحجاب على الصبية؟
هناك إجابتان إحداهما تقول: تحجب الصبية عندما تشتهى، والسن التي تشتهى فيها الصبية تختلف من واحدة إلى أخرى وفقاً لطولها وجمالها وبنيتها، وغالباً لا تقل عن الثامنة ولا تزيد عن الثانية عشرة.
وتقول الثانية: تحجب إذا حاضت وسن الحيض تراوح بين 11-14 عاماً في بلادنا.
وفي الحالتين لابد من فترة تدريب سابقة على سن التكليف، فالصبية التي تشتهى في الثامنة من عمرها يجب أن تدرب على الحجاب منذ السادسة، وهكذا فعل العلامة الشيخ محمد الحامد يرحمه ط§ظ„ظ„ظ‡ مع بناته، إذ كان يحجبهن حجاباً شرعياً كاملاً في السادسة تقريباً، والفتاة التي تشتهى قبل المحيض ولا تحتجب، فتفتن الرجال بالنظر إليها يأثم والدها (ولي أمرها)، ولا تأثم لأنها غير مكلفة، أما بعد البلوغ فإن لم تحتجب تأثم هي كما يأثم والدها لأنه مسؤول عنها والله أعلم.
أما التي لا تشتهى في الثامنة فينبغي تدريبها على الحجاب منذ السابعة قياساً على الأمر بالصلاة، فقد قاس الشافعية الصوم على الصلاة، وقالوا: «يؤمر به الصبي لسبع ويضرب عليه لعشر» ، وكذلك الحجاب فإن الصبية تؤمر به لسبع وتضرب عليه لعشر.
ولكن إذا قسنا الحجاب على الصلاة فلماذا لا تؤمر الصبية في السابعة بدلاً من العاشرة؟
وثمة سؤال يخطر في الذهن وهو ما الفرق بين الصبية قبل بلوغها ببضعة شهور وبينها وهي تدخل البلوغ، من حيث جمالها ولفت نظر الرجال إليها؟ وبعبارة أخرى ما الفرق بين الصبية في الحادية عشرة (حين لم تبلغ بعد) وبين الصبية نفسها في الثانية عشرة عندما تبلغ؟!
لذلك فإن حجب الصبية عندما تشتهى أقرب إلى الصواب، وكثير من الصبايا في العاشرة من عمرهن يفتنّ الرجال بقامتهن وشعورهن، لذا ينبغي على آبائهن حجبهن عن عيون الرجال كي لا يقع هؤلاء الآباء في الإثم والله أعلم.
لماذا في السابعة؟
في السابعة من العمر يبدأ الإنسان المرحلة الثالثة من نموه، وهي الطفولة المتأخرة، أو سن التمييز ولهذه المرحلة خصائص منها:
* اتساع الآفاق العقلية (المعرفية) للطفل، واتساع بيئته الاجتماعية عندما يدخل المدرسة، ويبدأ في تعلم المهارات.
* يحب ط§ظ„ط·ظپظ„ في هذه المرحلة المدح والثناء، ويسعى لإرضاء الكبار (كالوالدين والمدرس) كي ينال منهم المدح والثناء، وهذه الصفة تجعل الصبي في هذه المرحلة ليناً في يد المربي، غير معاند في الغالب، بل ينفذ ما يؤمر به بجد واهتمام.
* يتعلم الصبي في هذه المرحلة المهارات اللازمة للحياة، كما يتعلم القيم الاجتماعية والمعايير الخلقية، وتكوين الاتجاهات والاستعداد لتحمل المسؤولية، وضبط الانفعالات، لذلك تعتبر هذه المرحلة أنسب المراحل للتطبيع الاجتماعي.
* يحصر ط§ظ„ط·ظپظ„ قدوته وتلقيه في والديه حتى نهاية السابعة، ويقبل من أمه وأبيه إذا كانا مهتمين به أكثر من مدرس الصف الأول، ثم يبدأ بالتدرج في الخروج من دائرة التأثر القوي بالوالدين، وفي الثامنة والتاسعة يكاد يتساوى تأثير المدرس مع تأثير الوالدين، أما في بداية البلوغ فيصبح التحرر من سلطة الوالدين دليلاً على أن ط§ظ„ط·ظپظ„ صار شاباً.
* في السابعة يكون الصبي مميزاً (يفهم)، ويسعى لإرضاء والديه من أجل كلمة مدح أو ثناء من أحدهما أو كليهما، فإذا أمر بالصلاة تجده ينشط إلى أدائها بنفس طيبة وهمة عالية، وإذا أمرت الصبية بالحجاب فإنها ترتديه بسرور وفخر لأنها صارت كبيرة.
أما في الحادية عشرة وما بعد، فيرى الصبي أن تنفيذ أوامر والديه من دون مناقشتهما منه دليل على طفولته، التي يرغب في مغادرتها، وبعد البلوغ يرى بعض الأولاد معارضة والديهم دليلاً على شبابهم ونموهم.
* يعيش ط§ظ„ط·ظپظ„ مرحلة الطفولة (المبكرة والمتأخرة)، فيتطلع إلى تقليد الكبار ليرى نفسه كبيراً مثلهم، ويؤلمه أن يقال عنه صغير، لذلك تراه حريصاً على الذهاب إلى المدرسة مع إخوانه، وإلى المسجد ليصلي مثل الكبار، وعلى المربي استثمار هذه الرغبة الموجودة لدى ط§ظ„ط·ظپظ„ في تطبيعه وتعويده على العبادات، فإذا قال له والده أنت كبير ويجب أن تصلي، يطرب الصبي، وعندما يقال للصبية أنت شابة وجميلة ويجب أن ترتدي الحجاب مثل أمك وأختك الكبيرة، تطرب الطفلة. لهذا الأمر؛ لأنها ترغب في أن تكون كبيرة، ولكن الآباء، يضيعون هذه الفرصة ط§ظ„ط°ظ‡ط¨ظٹط© بحجة واهية هي أن ط§ظ„ط·ظپظ„ والطفلة ما زالا صغيرين!!
* توحد ط§ظ„ط·ظپظ„ مع دوره الجنسي. ويلاحظ في هذه المرحلة أن الأولاد يلعبون مع الأولاد فقط، وتنحصر لعبهم حول دورهم بصفة رجال في المستقبل، وإذا جاءت بنت لتلعب معهم طردوها وقالوا لها أنت بنت فكيف تلعبين مع الصبيان؟ وتلعب البنات مع بعضهن ألعاباً تمثل دورهن في المستقبل بصفة أمهات غالباً، وإذا جاء صبي ليلعب معهن قلن له كيف تلعب معنا؟ هل أنت بنت؟ وبناء على هذا الأساس النفسي تظلم الجاهلية الحديثة الناشئة عندما تجعل التعليم الابتدائي مختلطاً لا يفصل بين الجنسين.
ومن أخطاء الجاهلية المعاصرة أنها تعامل البنات والصبيان معاملة واحدة، فهم في مدرسة واحدة، ولباس واحد تقريباً، ومنهج دراسي واحد، بحيث تعد الذكر والأنثى إعداداً واحداً تماماً، هذا كله مناقض لمعطيات علم النفس الذي يدعي الغرب أنه وفيّ لمعطياته ومبادئه، ونتيجة ذلك تخنث ظƒط«ظٹط± من الرجال واسترجل ظƒط«ظٹط± من النساء حتى صرت تتأمل بعض الناس في شوارع أوروبا وتقول لنفسك أهو رجل أم امرأة؟!
وحين يتعرف الآباء بهذه الخصائص، يستفيدون منها في تنشئة أولادهم وبناتهم، وتدلهم على الطريقة الصحيحة في التعامل معهم، وتساعدهم على تطبيق وسائل ط§ظ„طھط±ط¨ظٹط© ومنها ط§ظ„طھط±ط¨ظٹط© بالعادة من أجل زرع السلوك المرغوب فيه عند أولادهم وبناتهم.
مجلة المستقبل الإسلامي العدد 175
lvhpg hgjvfdm hg`ifdm gg’tg lukn hggi hgl,q,u hgjvjdf hgvplhk hgwpdm hga]d] hg’uhl hg’tg center hojdhv fdk jvfdm hg’tg fsl j,tdv pfdfjd ]dkkh pskhx ugn ugdih tugh ,ydvih ,;g qv,vd ;edv
أحسنت حبيبتي حسناء اختيار الموضوع
فعلا التدرج في تربية الطفل أمر ضروري
وللأسف الشديد كثير من الأباء بل أغلبهم لا يعرفون معنى التربية ،ويخلطون بين التربية والرعاية
\ فالرعاية هى توفير الطعام والشراب والملبس والمسكن والرعاية الصحية وغيرها للطفل .
\ اما التربية فهى الاهتمام بتنشئة الطفل على العادات السليمة والاخلاق الحميدة وكل ما ينص عليها ديننا الحنيف
جزاك الله خير عزيزتي بارك الله فيك
سعدت بتواجدك ومرورك
لكن للاسف الاخوات الانيقات مااهتمو به مع انه مفيد وضروري يطالعو على مثل هذه المواضيع