تخطى إلى المحتوى

دور المرأة في تربية الأسرة للشيخ صالح الفوزان

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده ط§ظ„ظ„ظ‡ فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا ط§ظ„ظ„ظ‡ وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه، وعلى آله وصحبه وسلم.

وبعد: حديثنا يتعلق بالمرأة المسلمة، والحديث عنها أحسبه في هذا الوقت هامًّا؛ ذلك لأن ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© في مجتمعنا تتعرض لهجمة شرسة من أعداء هذا الدين حيث يطرح ما يسمى بقضية أو قضايا المرأة، ويقصدون به إخراج ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© عن الوضع الذي أراد ط§ظ„ظ„ظ‡ لها…

ونحن لا نعرف للمرأة قضية غير قضية أمتها، إن جهل الأمة بدينها، وضعفها في الأخذ به هو قضية الأمة والمرأة. وهو ما نحاول إيضاح شيء منه في هذه المحاضرة التي عنوانها (دور ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© في طھط±ط¨ظٹط© الأسرة) [أصل هذا الموضوع محاضرة عنوانها (دور ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© في طھط±ط¨ظٹط© ط§ظ„ط£ط³ط±ط© ألقيت ليلة الاثنين الموافق 6/11/1411هـ، وهي ضمن ندوة علمية بعنوان "فقه المرأة" أقامها مركز الدعوة والإرشاد بالرياض بجامع الذياب بحي النسيم]. ولنا مع هذا العنوان وقفات.

الأولى: حول مفهوم التربية، حيث نقصد بها المعنى الواسع للبناء وما يلزم له من تعهد ط§ظ„ط£ط³ط±ط© ورعايتها. حتى لا يظن البعض أن التربية مجرد تهذيب الأخلاق وتقويمها وهذا من مشمولات التربية، والتربية للأسرة أوسع مجالاً من هذا.

والثانية: أنه قد يفهم من العنوان أن للمرأة دورًا في طھط±ط¨ظٹط© ط§ظ„ط£ط³ط±ط© ولكنه عمل ثانوي لها، والحقيقة أن عمل ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© في طھط±ط¨ظٹط© ط§ظ„ط£ط³ط±ط© هو عملها الرئيس وما عداه فهو استثناء، ولو كان عنوان المحاضرة (دور ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© هو طھط±ط¨ظٹط© الأسرة) لكان جيدًا.

مكان المرأة:
وهذه المسألة بحاجة إلى توضيح وجلاء فنقول: إن مكان ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© الطبيعي هو البيت وهو مكان عملها، هذا هو الأصل، وهذا ما تدعمه أدلة الشرع، وهو منطق الفطرة التي فطرت ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© عليها.

أما دلالة الشرع على هذا فالنصوص والوقائع التي تشهد له كثيرة منها:

1 ـ قال تعالى مخاطبًا أمهات المؤمنين: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب: 33] يقول سيد قطب: (فيها إيماءة لطيفة إلى أن يكون البيت هو الأصل في حياتهن، وهو المقر، وما عداه استثناءً طارئًا لا يثقلن فيه ولا يستقررن إنما هي الحاجة تقضى وبقدرها) [في ظلال ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† 59، 28/5 (ط- العاشرة – الشروق)].

2 ـ ويقول تعالى: {لا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ} [الطلاق: 1] وهي وإن كانت في المعتدة فقد قال العلماء: إن الحكم لا يختص بها بل يتعداها. فدلالة الإضافة {بُيُوتِكُنَّ} {بُيُوتِهِنَّ} مع أنها في الغالب للأزواج فهي إضافة إسكان لا تمليك، كأن الأصل لها سكنًا.

3 ـ في قصص الأنبياء دروس وعبر. قصة موسى مع المرأتين {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ} إلى قوله: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ، قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ…} [القصص: 23: 27] لنتأمل هذه الدروس في الآية. فهذا موسى يجد الرعاة على الماء ومن دونهم امرأتين تذودان غنمهما لئلا تختلط بغنم الناس؟ يسألهما ما شأنكما؟ ظ„ظ…ط§ط°ط§ لا تسقيان غنمكما مع الناس؟

يأتي الجواب: لا نسقي حتى يصدر الرعاء. إن لديهما تقوى وورعًا يمنعانهما من الاختلاط بالرجال، فكأنه يأتي سؤال آخر، ما الذي أخرجكما؟ ثم يأتي الجواب مباشرة {وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ} فهي الضرورة والحاجة دعت لذلك، ولما اضطرتا للخروج لزمتا الخلق والأدب، فلم تختلطا بالرجال.

ثم يأتي درس آخر حيث تفكر إحدى المرأتين أن الوقت قد حان لتعود الأمور إلى طبيعتها {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ} واقتنع شعيب بالحل فعرض على موسى: {قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ…} ويقبل موسى العرض وتعود الأمور إلى نصابها فيعمل موسى بالرعي وتعود ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© ط²ظˆط¬ط© عاملة في بيتها. هكذا يقص علينا ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† وإن في قصصهم لعبرة.

4 ـ الصلاة في المسجد مشروعة في حق الرجال ومن ط£ظپط¶ظ„ الأعمال فكيف إذا كانت في مسجد رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ ـ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… ـ ومعه، ومع ذلك يحث رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ ـ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… ـ ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© على الصلاة في بيتها. عن امرأة أبي حميد الساعدي، أنها جاءت ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ ـ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… ـ فقالت: يا رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ إني أحب الصلاة معك. فقال: (قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي). فأمرت فنبي لها مسجدٌ في أقصى شيء من بيتها وأظلمه فكانت تصلي فيه حتى لقيت ط§ظ„ظ„ظ‡ عز وجل [الحديث أخرجه أحمد 6/371، وابن خزيمة في صحيحه 3/95، والحديث حسن انظر حاشية الأعظمي على صحيح ابن خزيمة].

وإيحاء الحديث واضح في أن الأصل قرار ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© في بيتها، حتى فضل الصلاة في بيتها على الصلاة في مسجده ـ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… ـ مع أنه أذن للمرأة في الذهاب للمسجد.

5 ـ واقع ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© في القرون المفضلة الأولى – التي هي مكان القدوة – يؤيد هذا، حيث نجد أن خروج ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© وقيامها بعمل خارج البيت يكاد يكون حوادث معدودة لها أسبابها الداعية لها، بل هذا هو فهم الصحابة. ورد أن ابن مسعود طلبته امرأته أن يكسوها جلبابًا فقال: أخشى أن تتركي جلباب ط§ظ„ظ„ظ‡ الذي جلببك، قالت: ما هو؟ قال: بيتك.

6 ـ ما جاء به الشرع هو الموافق للفطرة {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: 14] إن قرار ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© في بيتها هو منطق الفطرة الذي يوافق وظائفها وطبيعتها، ويقيها التشتت والتناقض ولقد أثبتت التجارب العلمية والنفسية ما يؤيد هذا، كما نادى بعض الباحثين المنصفين في الغرب لتلافي خطر تشغيل ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© بما يخالف فطرتها وطبيعتها، ولكن أصحاب الشهوات صم عن كل داع لذلك بل يتهمونه بأنه يدعو للعودة بالمرأة إلى عهود الرجعية والرق كذا زعموا! ويأتي مزيد بيان لهذا في ثنايا الموضوع.

الموقف حول خروج المرأة:
بقي أن يفهم أن خروج ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© ليس ممنوعًا على إطلاقه، فقد وردت نصوص تدل على جواز خروج ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© وعملها خارج المنزل، لكن هذه الحالة ليست هي الأصل بل هي استثناء وضرورة.

ومما ورد في هذا إذن ط§ظ„ط±ط³ظˆظ„ ـ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… ـ للمرأة في الصلاة بالمسجد مع أنه فضّل الصلاة في بيتها.

ومن ذلك ما ورد من ظ…ط´ط§ط±ظƒط© بعض ط§ظ„ظ†ط³ط§ط، في بعض المعارك في السقي ومداواة الجرحى.

وقد تمسك بهذا دعاة تحرير المرأة، بل دعاة إفسادها من أصحاب الأهواء، كما استدل بها بعض الطيبين الذين انهزموا أمام ضغط الحضارة الوافدة دفاعًا عن الإسلام في ظنهم.

وللإجابة على هذا نقول: إن خروج ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© وعملها خارج البيت ليس ممنوعًا على الإطلاق، بل قد تدعو إليه الحاجة كما خرجت بنتا شعيب، وقد يكون ضرورة للأمة كتعليم ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© بنات جنسها وتطبيبهن وعليه تحمل أدلة خروج المرأة، وهي حالة استثناء وليست أصلاً، ولهذا نجد الإمام ابن حجر يقول: لعل خروج ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© مع الجيش قد نسخ، حيث أورد في "الإصابة" ترجمة أم كبشة القضاعية وقال: أخرج حديثها أبو بكر بن أبي شيبة والطبراني وغيرهما من طريق الأسود بن قيس عن سعيد بن عمرو القرشي أن أم كبشة امرأة من قضاعة قالت: يا رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ ائذن لي أن أخرج في جيش كذا وكذا. قال: لا، قالت: يا رسول الله: إني لست أريد أن أقاتل: إنما أريد أن أداوي الجرحى والمرضى وأسقي الماء. قال: (لولا أن تكون سنة، ويقال: فلانة خرجت لأذنت لك، ولكن اجلسي). وأخرجه ابن سعد، وفي آخره (اجلسي لا يتحدث الناس أن محمدًا يغزو بامرأة) ثم قال: يمكن الجمع بين هذا وبين ما تقدم في ترجمة أم سنان الأسلمي أن هذا ناسخ لذاك؛ لأن ذلك كان بخيبر وكان هذا بعد الفتح [الإصابة 4/463].

وعلى كل حال فالأدلة ثابتة في خروج بعض ط§ظ„ظ†ط³ط§ط، والمشاركة في مداواة الجرحى والسقي، ولكنها حالات محدودة تقدر بقدرها ولا تغلّب على الأصل، ومن المهم أن يتضح الفرق بين كون عمل ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© خارج البيت أصل، وبين كونه استثناء.

فإذا كان استثناء لحالات معينة فلن نعدم الحلول للسلبيات المتوقعة من الخروج.. وليس هذا مجال طرحها، أما إذا كان الخروج أصلاً كما يرى بعض المستغربين حيث يرى أن ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© ستبقى معطلة إذا عملت في البيت، وأن هذا شلل لنصف المجتمع. أقول: إن سرنا في هذا الاتجاه فستقع سلبيات الخروج وما يترتب عليه، كما حصل في المجتمعات الغربية.

ستقع مفاسد الاختلاط، ومفاسد خلو البيوت من الأم، مهما اتخذنا من إجراءات وكنا صادقين في ذلك، ولو حاول البعض أن يغطيها بالشعار الخادع: "خروج في ظل تعاليم شريعتنا، وحسب تقاليدنا". ثم لابد أن نفهم أنه إذا تقرر لدينا أن الأصل هو عمل ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© في بيتها، وأن عملها خارج البيت استثناء، وأن هذا مقتضى أدلة الشرع فلسنا بعد ذلك مخيرين بين الالتزام بهذا أو عدمه إن كنا مسلمين حقًّا. {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِينًا} [الأحزاب: 36] فالآية وإن نزلت في قضية معينة، فمفهومها عام. ثم هي جاءت بعد الآيات التي أمرت نساء ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ ـ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… ـ بالقرار في بيوتهن.

ولقد بيّن ط§ظ„ظ„ظ‡ أن ترك شريعته والإعراض عنها سبب حتمي – لا شك – للشقاء كحال أكثر أمم ط§ظ„ط£ط±ط¶ ط§ظ„ظٹظˆظ… {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} [ط: 125] وإن حال الأمة التي لديها المنهج القويم ثم تتركه وتبحث في زبالة ط£ظپظƒط§ط± الرجال كقول الشاعر:

كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ ** والماء فوق ظهورها محمول

ما هي الأسرة؟

الوقفة الثالثة مع العنوان عن "الأسرة": ما هي ط§ظ„ط£ط³ط±ط© التي هي مجال عمل المرأة، ما أهميتها؟

الأسرة أحد المؤسسات التربوية الدائمة التي لا تنفك أبدًا فلا نتصور مجتمعًا بدون أسرة.

وإن وجودها واستمرارها واستقرارها من مقاصد الشرع {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً} [النساء: 1].

توحي الآية أن أصل البشر أسرة واحدة (نفس واحدة وخلق منها زوجها) ومن الزوجين بث أسرًا كثيرة. ويقول: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا} [الفرقان: 54] نسبًا بالنسبة للذكور، وصهرًا بالنسبة للإناث. وقد حثّ الإسلام على تكوينها متى توفرت الإمكانات، قال ـ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… ـ: (يا معشر ط§ظ„ط´ط¨ط§ط¨ من استطاع منكم الباءة فليتزوج) [أخرجه البخاري في كتاب النكاح، باب قول ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ ـ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… ـ: من استطاع الباءة فليتزوج، ومسلم في كتاب النكاح، باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه ووجد مؤنة].

وقال ـ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… ـ: (تزوجوا الودود الولود) [أخرجه أبو داود في كتاب النكاح، باب النهي عن تزوج من لم يلد من النساء، والنسائي في كتاب النكاح، باب كراهية تزويج العقيم، والحديث حسن صحيح، انظر صحيح أبي داود. حديث 1805، وصحيح النسائي حديث 3026].

بيّن الإسلام دور ط§ظ„ط£ط³ط±ط© وأثرها العظيم إذ هي التي تحدد مسار حياته ودينه، قال ـ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… ـ: (كل ظ…ظˆظ„ظˆط¯ يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه..) [أخرجه البخاري في كتاب الجنائز، باب ما قيل في أولاد المشركين، وباب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه، ومسلم في كتاب القدر باب معنى كل ظ…ظˆظ„ظˆط¯ يولد على الفطرة].

جاءت تشريعات الإسلام كلها لتنظيم ط§ظ„ط£ط³ط±ط© وحمايتها من التفكك، ومن ذلك أحكام النكاح والطلاق والعدد وحقوق الآباء والأمهات، وغيرها كثير، كلها تدلّ على تلك المكانة التي أولاها الإسلام للأسرة، لأنها مكان نشوء الأجيال، وعلى قدر ما تكون ط§ظ„ط£ط³ط±ط© يكون مستقبل الأمة.

وإن ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© هي العمود الفقري لهذه الأسرة، وكما قيل: وراء كل عظيم امرأة تربى في حجرها.

ألا تستحق هذه ط§ظ„ط£ط³ط±ط© من ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© تفرغًا، وهل عمل ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© ظپظٹظ‡ط§ جهد ضائع؟ إن ط±ط³ط§ظ„ط© ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© هي الأمومة بما تحمله، وهي أوسع من مجرد الإنجاب، بل التربية التي تعد الفرد الصالح.

إن عمل ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© في بيتها إن ظنه البعض صغيرًا فهو كبير تلتقي فيه كثير من التخصصات ويحتاج لما تحتاج له دولة، يحتاج للعلم والفكر، يحتاج الدقة، يحتاج الإدارة، يحتاج الاقتصاد، يحتاج الرقة والإحساس، يحتاج لسمو المبادئ.

إن ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© التي تنظر لعمل البيت نظرة استصغار لدليل على أنها لم تفهمه حق الفهم، ومن ثم لن تقوم به، كذلك الذين يرون أنها معطلة في بيتها إما أنهم لا يفهمون هذا العمل، أو أنهم يفهمونه ولكن في قلوبهم مرض.

هل يصح أن نقول: إن ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© إذا تفرغت للعناية بالسرة تبقى معطلة ويخسر المجتمع نصف طاقاته.

من الضروري أن تفهم ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© هذا الدور الكبير في ظل العقيدة {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162] إنه عبادة، فليس عملاً قسريًا، أو عملاً روتينيًا، بل هو عمل فيه روح لمن أدركت أهداف ط§ظ„ط­ظٹط§ط© وسر وجود الإنسان. قال رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ ـ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… ـ: (إذا صلت ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© خمسها، وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت بعلها دخلت من أي أبواب الجنة شاءت) [رواه أحمد 1/191، والحديث في مجمع الزوائد 4/306، وقال: (وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح) وقال شاكر: (إسناده منقطع فيما أرى) المسند 3/128].

وبعد هذه الوقفات يأتي الحديث عن أعمال ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© داخل بيتها والتي تمثل دورها الرئيسي في هذه ط§ظ„ط­ظٹط§ط© لتساهم في بناء الأمة، وسوف يتضح لنا أنها أعمال كبيرة وعظيمة إذا أعطيت حقها فإنها تستغرق جل وقتها، وهذه الأعمال:

أعمال ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© في بيتها:
أولاً: عبادة الله:

لأن ذلك هو الغاية من وجود الإنسان ككل {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56].

لذا نجد التوجيه الإلهي لأمهات المؤمنين لما أمرن بالقرار في البيوت، قال ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ…} [الأحزاب: 33].

ومفهوم العبادة وإن كان أوسع من أداء الشعائر التعبدية، لكنها جزء كبير من العبادة، وأداء العبادة هو أكبر معين للمرأة على أداء دورها بإتقان في بيتها فالمرأة الصالحة هي التي تؤدي دورها على ط§ظ„ظˆط¬ظ‡ المطلوب، كما أن ذلك هو أساس التربية الصالحة بالقدوة، حيث إن قيام ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© بأداء العبادة بخشوع وطمأنينة له أكبر الأثر على من في البيت من ط§ظ„ط£ط·ظپط§ظ„ وغيرهم، فحينما تحسن ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© الوضوء، ثم تقف أمام ربها خاشعة خاضعة ستربى في ط§ظ„ط£ط·ظپط§ظ„ هذه المعاني بالقدوة إضافة للبيان والتوجيه بالكلام.

وهذا الجانب وإن كان معلومًا لكن لابد أن تتضح أهدافه وغاياته وأثره ويُفهم بعيدًا عن الروتين القاتل للمعاني السامية.

ثانيًا: ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© في البيت سكن واستقرار للزوج والبيت:

قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21].

التعبير بـ "سكن" وما يحمله من معنى. إن كلمة "سكن" تحمل معنى عظيمًا للاستقرار والراحة والطمأنينة في البيت، ولو حاولنا أن نوجد لفظًا يعبر عما تحمله ما استطعنا ولن نستطيع، ذلك كلام رب العالمين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. فالمرأة سكن للزوج، سكن للبيت. ثم وصف العلاقة بأنها "مودة ورحمة".

وقال: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} [الأعراف: 189] أي يأنس بها ويأوي إليها، ولنفهم سر التعبير "إليها" في الآيتين حيث أعاد السكن إلى ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© فهي مكانه وموطنه، فالزوج يسكن إليها، والبيت بمن فيه يسكن إليها (لتسكنوا إليها) ولا تكون ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© سكنًا لزوجها حتى تفهم حقه ومكانته، ثم تقوم بحقوقه عليها طائعة لربها فرحة راضية.

لذا يحرص الإسلام على تقرير مكانة الزوج لأنها الأساس، يقول ط§ظ„ط±ط³ظˆظ„ ـ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… ـ: (لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© أن تسجد لزوجها) [أخرجه الترمذي في أبواب الرضاع، باب في حق الزوج على المرأة، وابن ماجه في كتابه النكاح، باب حق الزوج على المرأة، والحديث صحيح انظر صحيح الترمذي حديث رقم 926].

بل الإشعار بمكانته حتى بعد وفاته (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم والآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشرًا…) [أخرجه البخاري في كتاب الجنائز، باب حد ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© على غير زوجها، ومسلم في كتاب الطلاق، باب وجوب الإحداد في عدة الوفاة].

وليفهم أن الإحداد أمر زائد على العدة، ففيه إشعار بحق الزوج على الزوجة. وقد شرع في الإسلام أحكام تكفل أداء حقوق الزوج، ومن ثم يكون البيت سكنًا ويصبح بيئة صالحة.

على أن هذه الأحكام والتشريعات ليست خاصة بالمرأة بل هي على الزوجين، لكن دور ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© ظپظٹظ‡ط§ أكبر لأنها العمود كما ذكرنا، وحيث مجال حديثنا عن ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© وعن دورها في طھط±ط¨ظٹط© الأسرة، لابد من الإشارة لبعض المسئوليات والوسائل اللازمة لها التي تجعل البيت سكنًا كما أراد الله، ومنها:

1 ـ الطاعة التامة للزوج فيما لا معصية فيه لله:

هذه الطاعة هي أساس الاستقرار، لأن القوامة للرجل {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ…} [النساء: 34] فلا نتصور قوامة بدون طاعة… والبيت مدرسة أو إدارة، فلو أن مديرًا في مؤسسة أو مدرسة لديه موظفون لا يطيعونه، هل يمكن أن يسير العمل، فالبيت كذلك. إن طاعة الزوج واجب شرعي تثاب ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© على فعله، بل نجد طاعة الزوج مقدمة على عبادة النفل، قال ـ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… ـ: )لا تصوم ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© وبعلها شاهد إلا بإذنه( متفق عليه [البخاري في كتاب النكاح، باب صوم ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© بإذن زوجها تطوعًا، ومسلم في كتاب الزكاة، باب ما أنفق العبد من مال مولاه]. وفيه إشارة إلى أهمية طاعة الزوج حتى قدمت على عبادة صيام النفل.

2 ـ القيام بأعمال البيت التي هي قوام حياة ط§ظ„ط£ط³ط±ط© من طبخ ونظافة وغسيل وغير ذلك:

وحتى يؤدي هذا العمل ثمرته لابد أن يكون بإتقان جيد، وبراحة نفس ورضى وشعور بأن ذلك عبادة.

وإليك ط£ظٹظ‡ط§ الأخت نماذج من السيرة ومن سلف هذه الأمة. أخرج الإمام أحمد بسنده عن ابن أعبد قال: قال لي علي بن أبي طالب رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه: ألا أخبرك عني وعن فاطمة رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنها كانت ابنة رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ ـ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… ـ وكانت من أكرم أهله عليه، وكانت زوجتي، فجرَّت بالرحى حتى أثّر الرحى بيدها، وأسقت بالقربة حتى أثرت القربة بنحرها وقمّت البيت حتى اغبرت ثيابها، وأوقدت تحت القدر حتى دنست ثيابها، فأصابها من ذلك ضرر، فقدم على رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ ـ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… ـ بسبي أو خدم، قال: فقلت لها: انطلقي إلى رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ ـ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… ـ فاسأليه خادمًا يقيك حر ما أنت فيه، فانطلقت إلى رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ ـ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… ـ فوجدت عنده خدمًا أو خدامًا فرجعت ولم تسأله فذكر الحديث فقال: (ألا أدلكِ على ما هو خير لكِ من خادم إذا أويتِ إلى فراشكِ سبحي ثلاثًا وثلاثين واحمدي ثلاثًا وثلاثين وكبري أربعًا وثلاثين) فأخرجت رأسها فقالت: رضيت عن ط§ظ„ظ„ظ‡ ورسوله مرتين.. [مسند الإمام أحمد 1/153، وهو في البخاري أخصر من هذا في كتاب فرض الخمس، باب الدليل على أن الخمس لنوائب رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ ـ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… ـ والمساكين. وفي مسلم كتاب الذكر والدعاء، باب التسبيح أول النهار وعند النوم، وأبو داود في أبواب النوم باب في التسبيح عند النوم، والترمذي في أبواب الدعوات باب في التسبيح والتكبير والتحميد عند المنام]. فلم ينكر قيامها بهذا المجهود، ومن هي في فضلها وشرفها، بل أقرها وأرشدها إلى عبادة تستعين بها على ذلك، وأن ذلك خير لها من خادم.

روى ابن إسحاق بسنده عن أسماء بنت عميس قالت: لما أصيب جعفر وأصحابه دخل عليَّ رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ ـ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… ـ وقد دبغت أربعين منا، وعجنت عجيني وغسلت بنّى ودهنتهم ونظفتهم. قالت: فقال لي رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ ـ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… ـ: (اتيني ببني جعفر) قالت: فأتيته بهم، فتشممهم وذرفت عيناه، فقلت: يا رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ بأبي أنت وأمي، ما يبكيك؟ أبلغك عن جعفر وأصحابه شيء؟ قال: (نعم، أصيبوا هذا اليوم)… الحديث [سيرة ابن هشام 3/380].

3 ـ استجابتها لزوجها فيما أحل ط§ظ„ظ„ظ‡ له:

قال ـ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… ـ: (إذا دعا ط§ظ„ط±ط¬ظ„ امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح) [البخاري، كتاب بدء الخلق، باب إذا قال أحدكم "آمين". ومسلم، كتاب النكاح، باب تحريم امتناعها من فراش زوجها]. بل الأولى في حقها أن تتقرب إليه دون الطلب، وأن تتهيأ لذلك وتتجمل. وإنه لمن المؤسف أن بعض ط§ظ„ظ†ط³ط§ط، تتجمل لخروجها – وقد نُهيت عن ذلك – أكثر مما تتجمل لزوجها – وقد أُمرت به – وكل ذلك يدل على جهل بالمسؤولية، أو عدم اتباع لشرع الله.

إن لقيام ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© بهذا الأمر، وحسن الأخذ به أثرًا كبيرًا على استقرار البيت، حيث عفة الزوج ورضاه بما عنده وعدم شعوره بالإحباط والحرمان، ومن ثم الاستقرار النفسي.

ما أكثر الرجال الذين يعيشون حياة غير مستقرة بسبب شعورهم بالحرمان، لأن ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© لم تعر هذا الجانب اهتمامًا، أو لم تعرف كيف تقوم به حق القيام، فلتدرك ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© دورها في ذلك، ثم لتفكر وتبحث كيف تؤديه.

4 ـ حفظ سره وعرضه:

فلا تتعرض للفتنة ولا للتبرج، ولا تتساهل في التعرض للرجال في باب المنزل أو النافذة أو خارج البيت، ولتكن محتشمة عند خروجها.

قال ـ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… ـ: (فأما حقكم على نسائكم فلا يوطين فرشكم من تكرهون ولا يأذنَّ في بيوتكم لمن تكرهون) [بهذا اللفظ أخرجه الترمذي في أبواب الرضاع، باب ما جاء في حق ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© على زوجها. وهو حديث حسن، انظر صحيح سنن الترمذي 1/341، أخرجه مسلم من حديث جابر في صفة حج ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ ـ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… ـ في كتاب الحج، باب حجة ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ ـ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… ـ، دون – قوله: (ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون)].

إن هذا يعطي صيانة أخلاقية للبيت، وثقة للزوج، وتربية للأبناء على العفة، وأن البيت الذي يحصل فيه شيء من التساهل في أي أمر من هذه الأمور لن يكون سكنًا مريحًا، ولا مكان استقرار.

5 ـ حفظ المال:

يقول ـ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… ـ: (والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها) [أخرجه البخاري في كتاب الجمعة، باب الجمعة في القرى والمدن، ومسلم في كتاب الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل]. وقال ـ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… ـ: (خير نساء ركبن الإبل طµط§ظ„ط­ نساء قريش. أحناه على ولد في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده) [البخاري في كتاب النكاح، باب إلى من ينكح، وأي ط§ظ„ظ†ط³ط§ط، خير ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل نساء قريش].

وقضية المال قضية هامة يتعلق بها أمور منها:

1 ـ الإصلاح في البيوت بحفظ ما فيه.

2 ـ عدم التبذير والإسراف.

3 ـ عدم تحميل الزوج ما لا يطيق من النفقات.

والأمور المالية ط§ظ„ظٹظˆظ… أصبح لها نظام وحساب فكم من الوسائل والطرق توفر للأسرة عيشًا هنيئًا مع عدم التكلفة المالية، وقد أصبحت فنًّا يدرس، فهل تعي الزوجة دورها في ذلك.

6 ـ المعاملة الحسنة:

فالزوج له القوامة فلابد من أن تكون المعاملة تنطلق من هذا ومن صور حسن المعاملة.

ـ تحمل خطئه إذا أخطأ.

ـ استرضاؤه إذا غضب.

ـ إشعاره بالحب والتقدير.

ـ الكلمة الطيبة والبسمة الصادقة، قال ـ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… ـ: (تبسمك في وجه أخيك صدقة) [أخرجه الترمذي في أبواب ط§ظ„ط¨ط± والصلة، باب ما جاء في صنائع المعروف، والحديث صحيح انظر صحيح سنن الترمذي 2/186].

فكيف إذا كانت من ط²ظˆط¬ط© لزوجها.

ـ الانتباه لأموره الخاصة من طعام وشراب ولباس من ناحية النوع والوقت. ولتعلم ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© أنها حين تقوم بهذه الأمور ليس فيه اعتداء على شخصيتها أو حطّ من مكانتها بل هذا هو طريق السعادة، ولن تكون السعادة إلا في ظل زوج تحسن معاملته وذلك تقدير العزيز العليم {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ…} [النساء: 34] يقول ـ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… ـ: (لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© أن تسجد لزوجها) [أخرجه أبو داود في كتاب النكاح باب في حق ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© على زوجها والترمذي في أبواب الرضاع، باب في حق الزوج على ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© والحديث صحيح انظر صحيح سنن أبي داود 2/402].

فلتفهمي مقاصد الشرع ولا تغتري بالدعاية الكاذبة وليكن شعارك سمعنا وأطعنا.

{فَإِمَّا يَأتِيَنَّكُم مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى} [طه: 123].

7 ـ تنظيم الوقت:

احرصي على تنظيم وقتك حتى يكون عملك متعة، واجعلي البيت دائمًا كالروضة نظافة وترتيبًا، فالبيت دليل على صاحبته، وبالنظافة والترتيب يكون البيت بأجمل صورة، ولو كان الأثاث متواضعًا والعكس بالعكس.

إن الزوج والأولاد حينما يعودون من أعمالهم ودراستهم متعبين فيجدون بيتًا منظمًا نظيفًا يخف عنهم العناء والإرهاق، والعكس بالعكس؛ فنظافة السكن ونظامه من أهم الأسباب لكونه سكنًا وراحة.

8 ـ قفي مع زوجك:

في الأحداث والأزمات وما أكثرها في هذه الدنيا! أمدِّيه بالصبر والرأي، اجعليه عند الأزمات يهرب لبيته، لزوجته، لسكنه، لا يهرب عنها، فذلك من أكبر الأسباب للوئام، وبهذا يكون البيت سكنًا.

كوني صادقة معه في كل شيء وخصوصًا فيما يحدث وهو خارج البيت، وابتعدي عن الكذب والتمويه، فإن الأمر إن انطلى مرة فلن يستمر ثم تفقد الثقة، فإذا فقدت الثقة فلن يكون البيت سكنًا مريحًا، ولا مكانًا للتربية الصالحة.

10 ـ كيف تتصرفين عند حصول الخلاف؟
وأخيرًا اعلمي أننا بشر، فلا بد من الضعف، ولابد من وقوع اختلاف حول بعض الأمور، لكن المهم كيف تعالج الخلافات فإذا كان من الطبيعي حصول بعض الخلاف، فليس من الجائز أن يتحول كل خلاف إلى مشكلة قد تقوض كيان البيت، وإليك بعض التوصيات التي ينبغي الانتباه لها عند حصول خلاف.


],v hglvHm td jvfdm hgHsvm ggado whgp hgt,.hk glh`h Hdih lahv;m Htqg Ht;hv l,g,] hgHvq hggi hgH’thg hgfv hgpdhm hgd,l hgv[g hgvplk hgvs,g hgafhf hgw]r hgkfd hg,[i hgkshx hgrvNk jvjdf vshgm shld .,[m tdih ,sgl

1 ـ تجنبي الاستمرار في النقاش حالة الغضب والانسحاب حتى تهدأ الأعصاب.

2 ـ استعملي أسلوب البحث لا الجدال والتعرف على المشكلة وأسبابها.

3 ـ البعد عن المقاطعة والاستماع الجيد.

4 ـ لابد من إعطاء المشاعر الطيبة، وبيان أن كل طرف يحب الآخر، ولكن يريد حل المشكلة.

5 ـ لابد من الاستعداد للتنازل، فإن إصرار كل طرف على ما هو عليه يؤدي إلى تأزم الموقف، وقد ينتهي إلى الطلاق.

هذا بعض ما ينبغي للمرأة أن تسلكه في بيتها حتى تكون قد شاركت في إيجاد السكن الحقيقي، البيت الذي يعيش فيه الزوج هادئًا آمنًا مستقرًا فينتج لأمته، وفيه يتربى الأولاد التربية السليمة فتصلح الأمة بصلاح الأجيال، والزوجان هما أساس الأسرة فإذا كانت العلاقة بينهما سيئة فلا استقرار للبيت.

ثالثًا: جعل الأسرة في إطارها الواسع سكنًا:

من الأعمال التي تقوم بها المرأة في بيتها لتؤدي دورها في تربية الأسرة حرصها على جعل الأسرة سكنًا واستقرارًا في إطار الأسرة الواسع، إن الحديث في الفقرة السابقة يمسّ الأسرة في إطارها الضيق الزوج والزوجة والأولاد، لكن هناك إطار للأسرة أوسع من ذلك يشمل الأم والأب والأخوة والأخوات، ولهم حقوق سواء كانوا مع الزوج في البيت أو ليسوا معه. ولابد أن يلتئم شملهم وتصلح العلاقات بينهم، حيث يتعلق بذلك أحكام كثيرة، منها بر الوالدين وصلة الأرحام.

وللمرأة دور خطير في ذلك، فكم من امرأة بوعيها بهذا الجانب وخوفها من الله، كانت سببًا للصلة بين زوجها وأمه وأبيه وإخوته وأرحامه، فأصبحت أداة خير تجمع الأسرة على الخير، وكم من امرأة جاهلة بواجبها في هذا الجانب، أو تعرفه لكنها لا تخاف الله فسببت فرقة الأسرة فكان عقوق الآباء والأمهات، وكان قطيعة الرحم كل ذلك بسبب جهل المرأة بدورها في هذا الجانب وعدم القيام به.

رابعًا: تربية الأولاد:

من المجالات التي يظهر فيها دور المرأة في تربية الأسرة (تربية الطفل) وهذا من أهم المجالات وأخطرها لسببين:

الأول: لأنه موجه للطفل ومن الطفل تتكون الأمة، وعلى أي حال كان واقع الطفل وتربيته اليوم سيكون وضع الأمة في المستقبل كذلك، ومن هنا ندرك أنه سيمر عبر مدرسة الأم أفراد الأمة كلهم.

الثاني: ولأن الطفل كثير المجاهيل ينطبق عليه أنه واضح غامض، سهل صعب، لذا فرعايته وتربيته تحتاج لجهد ليس سهلاً، وهذا ما سوف نوضحه فيما يأتي.

إن رعاية الطفل مسؤولية الأبوين معًا، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، والرجل راع في بيته ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها) [البخاري في كتاب الجمعة، باب الجمعة في القرى والمدن، ومسلم في كتاب الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل].

ويقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: 6].

ولكننا إذا نظرنا إلى واقع الأمر وجدنا أن الرجل لا يقضي في بيته ومع أطفاله إلا جزءًا يسيرًا من الوقت هذا من حيث الكم، ومن حيث الكيف فهذا الوقت يكون فيه منهكًا من العمل، يطلب الراحة، وليس لديه قدرة على التفكير في شأن أولاده. لذا يظهر لنا أن الدور الأكبر في هذا هو دور المرأة ومسؤوليتها، أخرج البخاري عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – قال: هلك أبي وترك سبع بنات، أو تسع بنات، فتزوجت امرأة ثيبًا فقال لي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: )تزوجت يا جابر( فقلت: نعم، فقال: )بكرًا أم ثيبًا( قلت: بل ثيبًا. قال: )فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك، وتضاحكها وتضاحكك( قال: قلت له: إن عبد الله هلك وترك بنات وإني كرهت أن أجيئَهُنَّ بمثلهن فتزوجت امرأة تقوم عليهن وتصلحهن، فقال: )بارك الله لك، أو قال: خيرًا( [البخاري كتاب النفقات، باب عون المرأة زوجها في ولده].

الحديث دلّ على مشاركة المرأة زوجها في تربية الأولاد بل إن الدور الأول هو دورها: (تقوم عليهن وتصلحهن).

أيتها الأخت:

إن قيامك بهذه المهمة العظيمة يتطلب فهمك التام لها حتى تؤديها على وجهها المطلوب، إن رعاية الطفل وتربيته التربية الجيدة لابد له من معرفة بعض الجوانب التي تتعلق بالطفل، وأعرض لبعض منها:

أولاً الجانب الصحي: إن الطفل المريض أو المعوق لن يكون فردًا تامًّا مفيدًا للأمة.

لذا فأول أمر تعمله المرأة وتوليه عناية، صحة طفلها، ولقد كتبت في هذا الموضوع كتابات متعددة ومن ذلك كتاب (رعاية الطفل الصحية) للدكتور "نبيه الغبرة" فهو يعرض رعاية الطفل الصحية بأسلوب سهل ميسر تفهمه كل امرأة لديها قدر يسير من الاطلاع، ومن الملاحظات التي تتعلق بصحة الطفل:

1 ـ المرأة الحامل وعنايتها بصحتها، حيث صحتها صحة للجنين، ولابد من عمل اللازم لذلك.

2 ـ ما بعد الولادة يمر الطفل بأدوار، لكل دور حالة خاصة ورعاية صحية خاصة، ونجملها فيما يلي.

ـ الوليد في شهره الأول حيث دقة حساسيته في هذا السن، لابد أن تعرف الأم: ما هي المظاهر الصحية وغير الصحية في تلك الفترة، كيف تعامله، مكان نومه المناسب، الرضاع السليم، اللباس.. إلى غير ذلك.

ـ المرحلة الثانية: ما بعد الوليد وهي الرضيع وفيها يحصل المشي، والنطق وما يلزم لها من رعاية صحية، فعند محاولة الطفل المشي لا يكلف فوق طاقته ولا داعي لإعانته بحاجة يمشي عليها بل يترك لقدرته.

النطق: ألا تعلمين أن اضطرابات النطق سببها تشخيص الأهل لها، أي: قولهم بوجودها واتخاذ الوسائل لمعالجتها.

ـ المرحلة الثالثة: سن ما قبل المدرسة، وفيها يتم إعداده للمدرسة، يراعى قدرة الطفل، جعل المدرسة والقراءة محببة إليه.

ـ ثم تأتي مرحلة الطفولة المتوسطة والمراهقة والتي يكون الجهد التربوي فيها صعبًا.

ثم تذكري بعض القضايا الصحية التي يجب أن يكون لديك خبرة بها.

1 ـ لقاحات الطفل ما هي، أوقاتها.

2 ـ النمو السليم للطفل.

3 ـ مجارات ملكات الطفل.

4 ـ لِعب الطفل ولُعبه.

أهمية اللعب في حياة الطفل ليس مجرد تسلية بل وسيلة للتعليم وتنمية المواهب.

لكل سنّ لُعب معيّنة تناسبه، لو أعطي لعبة أقل من مستواه الذهني لم يحفل بها، ولو أعطي لعبة فوق مستواه يحتاج لجهد أكبر من طاقته، وقد يفسدها وهناك لعب ضارة يحذر منها.

السلس أو التبول الليلي أسبابه كيف يعالج بصورة صحيحة.

ـ الطفل الأعسر: البيئة والتوجيه. لهما دور كبير.

ـ الحوادث: السقوط، الابتلاع، التسمم، الحروق، الدهس.. إلخ لكل سن حوادث خطرة كيف تقين طفلك؟ [انظر كتاب "رعاية الطفل الصحية" للدكتور نبيه الغبرة].

هذا جانب من جوانب العناية بالطفل، هل لديك فيه الخبرة الكافية؟ لم يكن القصد من ذكرها التفصيل وإعطاء منهج صحي فليس هذا موضعه، وإنما إشارة إلى أن الأمر ليس بالسهولة المتوقعة.

إذا انتقلنا إلى الجانب الآخر وهو جانب تربية الطفل خلقيًّا وبنائه بناءً صالحًا وغرس العادات الطيبة وإبعاده عن العادات السيئة حتى ينشأ ولدًا صالحًا يكون قرّة عين لوالديه، إن هذا الجانب يحتاج لمحاضرات متعددة؛ لأنه موضوع ذو تشعب. إن من يقوم على تربية الطفل لابد أن يعرف ما هي خصائص الطفل حتى يتعامل معه على بيّنة، ثم ما هي الوسائل الجيدة والمجدية للتربية، ولابد أن تدركي أيتها الأخت أن لكل سن في حياة الطفل طبيعة خاصة ولها وسائلها التربوية الخاصة والكتابات في هذا الجانب كثيرة، وإذا كنت تؤمنين بأن هذا جزء هام من دورك العظيم في تربية الأسرة فلا بد أن يكون لديك فيه الإلمام الذي يمكنك من القيام برسالتك العظيمة [مما أنصح به في هذا الجانب سماع محاضرة مسجلة للدكتور عبد العزيز النغيمشي بعنوان (واقع الطفل المسلم)]. وأنا أذكر إشارات بسيطة في هذا:

خصائص الطفل:

وهذه الخصائص لابد أن يعرفها من أراد أن يربي الطفل على منهج تربوي وسليم ومنها:

1 ـ القابلية، فالطفل صفحة بيضاء لم يتعمق لديه أي سلوك أو أفكار، قابل للتعديل والتوجيه. مثل الغصن اللين قابل للتشكيل على أي شكل تريد، إذن فلا بد أن تعي المرأة دورها في هذا الأمر.

2 ـ مادية في التفكير، فلا تقلق الأم إذا لم يفهم بعض الأمور؛ لأنه يربط ما أمامه بالتفكير المادي، فلو قلت له ثلاثة زائد ثلاثة لم يفهم، لكن ضع أمامه ثلاثة أقلام، وثلاثة، يقول: ستة وهكذا.

من أجل هذا فهو لا يكلف إلا بعد البلوغ ولتربيته على الصفات الحميدة لابد أن تربط بآثارها العملية المحسوسة له.

3 ـ الفردية، والأنانية، كل شيء له، دور المربي إخراجه منها حتى يحترم الآخرين.

4 ـ الطفل له حاجات لابد منها إذا لم توفر له تعرقل نموه، أو تنشئ عنده سلوكيات سيئة، منها:

أ ـ الحب والأمن من أبويه.

ب ـ التقدير والثقة فإنه إذا لم يحترم ويعطى الثقة ينشأ عنده عدم الثقة بالنفس.

جـ ـ الرفقة، لابد له من صحبة، فينبغي اختيار الرفقة الذين اعتني بتربيتهم حتى لا يقع التناقض.

كيف نربي الطفل؟
كل ما نعمله من وسائل لتربية الطفل يرجع إلى أحد الطرق الآتية:

1 ـ التلقين وهذا يعتمد فيه على مجرد الأمر وهو غير مجد كثيرًا، وللأسف أنه المستعمل لدى كثير من الناس.

2 ـ يضاف مع التلقين أمر آخر كالنصح أو الترغيب والترهيب، وهذا أجدى من سابقه.

3 ـ بالملاحظة والتقليد، وهذا أهمها وأخطرها وهنا دور القدوة والسلوكيات في البيت وسلوك الأم كيف يكون حال الطفل، فل تستطيع تعليمه الصدق ونهيه عن الكذب وهي تكذب أمامه.

بعد هذا هناك ملحوظات عامة حول تربية الطفل ومنها:

ـ الضرب وسوء استعماله، لا شك أن الضرب وسيلة تربوية لكن كيف ومتى يستعمل؟ هذا أمر مهم.

ـ تخويف الطفل بالبعبع وآثاره على نفسية الطفل.

ـ التربية بين التدليل والقسوة.

ـ إبعاد الطفل عن الأطفال غير المهذبين.

ـ متابعة الطفل في دراسته.

ـ تربية البنت على الحياء.

ـ التربية بالنظرة وتعويد الطفل على ذلك.

ـ عدم التناقض بين الزوجين في التوجيه فهذا يأمر وهذا ينهى عن نفس الفعل.

ـ عدم التناقض بين القول والفعل.

ـ مراقبة الأطفال في البيت من حيث لا يشعرون.

ـ الدعاء واستعمال الكلمات النابية.

ولا شك أن كل نقطة مما سبق بحاجة إلى شرح وإفاضة، وليس المجال شرح وسائل التربية وطرقها، وإنما ذكرت ذلك لأبيّن أن عمل المرأة في تربية الطفل ليس عملاً يسيرًا بل هو عمل يحتاج للعلم، ويحتاج جهدًا في المتابعة.

خامسًا: أعمال أخرى:

تلك المجالات الأربعة السابقة هي أهم مجالات عمل المرأة في بيتها والتي من خلالها تشارك في إعداد الأسرة إعدادًا سليمًا، ولكن هناك أعمال أخرى فيها نفع للأسرة مادّيًّا أو تربويًّا إن بقي لدى المرأة متسع من الوقت – بعد قيامها بالأعمال الرئيسة السابقة – وهذه الأعمال كثيرة لا تنحصر، وهي متجددة حسب الظروف المادية والاجتماعية للأسرة وحسب جهد المرأة وتفكيرها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

خياطة الملابس، كم تنفق الأسرة من المال في هذا الجانب، إضافة إلى آثارها السلبية الأخرى، حيث تقضي المرأة وقتًا طويلاً أمام هذا الخياط الأجنبي وهي تحاول أن تشرح له ما تريد وهو أعجمي في الغالب يفهم بعض الكلام ولا يدرك أكثره، إضافة لما يجلب للبيوت من الموديلات والموضات المخالفة للشرع وللأخلاق والذوق الاجتماعي.

إنه من العجيب أن تخرج المرأة للعمل خارج المنزل لاكتساب بعض الريالات، ثم يصرف هذا الراتب على الخياط، وعلى المربية التي تقوم على الأطفال، ترى لو تفرغت المرأة لتربية أطفالها وما بقي لديها من وقت قضته في خياطة ملابسها كم ستوفر للأمة، ليس مبلغًا من المال إنما حفظ أجيال الأمة وحفظ أخلاقها، وهذا ليس على العموم، فقد مر بنا أن الأمة بحاجة للمرأة العاملة في بعض المجالات التي لا يقوم بها غيرها، لكن فرق أن يكون هذا استثناءً أو هو الحالة العامة.

ـ من الأعمال التي يمكن أن تقوم بها المرأة في البيت صناعة بعض التحف والأشكال الجمالية. إن طلب الجمال أمر مركوز في الفطرة، فحب الإنسان للمناظر الجميلة والأشكال الرائعة أمر مباح، وللإنسان أن يطلبها ويعملها إذا لم يكن فيها إسراف، ولا محذور شرعي كوجود الصور. وإن كثيرًا من تلك الأشكال قد تعملها المرأة. إن بعض الناس مولع بتلك التحف ويبذل كثيرًا من المال لاقتنائها، ماذا لو استغلت المرأة بعض وقتها وعملت شيئًا من تلك التحف ووفرت هذا المال. هذا الجانب من الأعمال ليس ذا أهمية كبيرة، لكن ذكرته لأبين أن أمام المرأة مجالاً للتفكير في استغلال فاضل وقتها فيما ينفعها وينفع أسرتها.

وبعد أن استعرضنا تلك الأعمال الهامة التي تقوم بها المرأة في بيتها وتشارك من خلالها في تربية الأسرة. هل يصح أن نقول: إن المرأة إذا جلست في بيتها وتفرغت لتلك المهمات تبقى معطلة، وهل تصح مقولة الذين يقولون: إن بقاء المرأة في بيتها يجعل نصف المجتمع عاطلاً عن العمل؟

ما هي المقاييس الصحيحة للبطالة؟ تخرج المرأة لتترك أقدس وظيفة وأخطرها لتؤدي دور كاتب صادر أو وارد، أو ناسخ آلة يؤديها أي شاب من الشباب العاطلين! وتترك المرأة بخروجها رعاية أطفالها وتربيتهم للخادمة والحاضنة! ثم تعود لتنفق هذا المال الذي تركت وظيفتها الأساسية من أجله تعود لتنفق هذا المال على تلك الخادمة وعلى السائق وعلى أماكن الخياطة! ولكن مرض النفوس وانتكاس الفطرة.

إنها انتكاسات البشر حين يحيدون عن منهج الله {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 125] قد يقول بعض من فرض عليهم الواقع ضغوطه وأصبحوا لا يفكرون إلا من خلال أوضاع اجتماعية معينة يقول هؤلاء: إن هذا كلام عاطفي بعيد عن الواقع العملي.

صور من واقع المرأة في الغرب:

أقول لمثل هؤلاء تعالوا واسمعوا إلى صيحات بعض الغربيين الذين هالهم ما وصلت إليه مجتمعاتهم عندما خرجت المرأة وتركت البيت، إن الغرب وإن تقدّم مادّيًّا لكنه تأخّر اجتماعيًّا وخلقيًّا وأصبحت حضارته معرضة للسقوط، وبدأ المفكرون الغربيون ينذرون بالخطر ويحذرون مما وصلت إليه حالة الأسرة، وحالة المرأة بعد نزولها لميدان العمل خارج المنزل، يقول (أجوست كونت مؤسس علم الاجتاع): (يجب أن يغذي الرجل المرأة، هذا هو القانون الطبيعي لنوعنا الإنساني، وهو قانون يلائم الحياة الأصلية المنزلية للجنس المحب (النساء)، وهذا الإجبار يشبه ذلك الإجبار الذي يقضي على الطبقة العاملة من الناس بأن تغذي الطبقة المفكرة منهم، لتستطيع هذه أن تتفرغ باستعداد تام لأداء وظيفتها الأصلية، غير أن واجبات الجنس العامل من الجهة المادية (الرجل) نحو الجنس المحب (المرأة) هي أقدس من تلك تبعًا لكون الوظيفة النسوية تقتضي الحياة المنزلية) [المرأة بين الفقه والقانون ص22].

وهذه كاتبة غربية شهيرة تقول في مقال نشر في جريدة (الاسترن ميل) في 10 مايو 1901 تقول: (لأن يشتغل بناتنا في البيوت خوادم أو كالخوادم خير وأخف بلاء من اشتغالهن في المعامل، حيث تصبح البنت ملوثة بأدران تذهب برونق حياتها إلى الأبد، ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين، فيها الحشمة والعفاف والطهارة رداء، الخادمة والرقيق يتنعمان بأرغد عيش، ويعاملان كما يعامل أولاد البيت ولا تمس الأعراض بسوء. نعم إنه لعار على بلاد الإنجليز أن تجعل بناتها مثلاً للرذائل بكثرة مخالطة الرجال. فما بالنا لا نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل بما يوافق فطرتها الطبيعية من القيام في البيت وترك أعمال الرجال للرجال سلامة لشرفها) [المرأة بين الفقه والقانون للسباعي ص178، عن مجلة المنار لرشيد رضا].

انظر إلى كلام هذه المرأة في أوائل هذه القرن، وقد زاد حال المرأة الغربية سوءًا بعد ذلك، فأين عقول دعاة التحرير أم ران عليها مرض الشهوة.

ويقول جول سيمون: (المرأة التي تشتغل خارج بيتها تؤدي عمل عامل بسيط ولكنها لا تؤدي عمل امرأة) [المرأة بين الفقه والقانون ص179].

وهذه امرأة تدعى "كاتلين ليند" زوجة رائد الفضاء الأمريكي "د. دون ليزي ليند" فليست أسرة أمية، بل هي أسرة غربية في قمة التقدم العلمي، تقول هذه المرأة: (كربة بيت فإنني أقضي معظم وقتي في البيت. وكامرأة فإنني أرى أن المرأة يجب أن تعطي كل وقتها لبيتها وزوجها وأولادها.. ولازلت أذكر حديثًا لأحد رجال الدين ردًّا على سؤال: إذا كان مصير المرأة بيتها فلماذا إذن تتعلم؟ لقد قال يومها لصاحبة السؤال: إذا علمت رجلاً فإنك تعلم فردًا، وإذا علمت امرأة فأنت تعلم جيلاً أو أمة..

ثم تقول: (وأنا مسرورة جدًّا من بقائي في البيت إلى جانب زوجي وأطفالي حتى في الأيام العصيبة – وأقصد الأيام التي كنا في حاجة فيها إلى المال – لم يطلب مني زوجي أن أعمل وكانت فلسفته أننا نستطيع أن نوفر احتياجاتنا الضرورية لكننا لا نستطيع أن نربي أولادنا إذا أفلت الزمام من بين أيدينا…) [رسالة إلى حواء ص2/61، نقلاً عن جريدة الأنباء الكويتية].

إن هذه النصوص واضحة، وليست بحاجة إلى تعليق، بل لسنا بحاجة إليها فإننا نؤمن بأن ما اختار الله للبشر هو الصلاح، وهو ما جاء به دين الإسلام {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِينًا} [الأحزاب: 36].

سؤال أخير:

وبعد هذا يأتي سؤال أخير وهو مهم جدًّا، هل كل امرأة تستطيع القيام بهذه الوظيفة الكبيرة، وهل مجرد جلوس المرأة في بيتها كاف لتتم هذه الوظيفة؟

وجوابًا على هذا السؤال نقول: إن الشرط الأساسي في المرأة التي تستطيع القيام بهذه المهمة هو أن تكون امرأة صالحة كما أرشد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لهذا بقوله: )تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك( [الحديث أخرجه البخاري عن أبي هريرة، كتاب النكاح/ باب (الأكفاء في الدين) ومسلم كتاب الرضاع، باب (استحباب نكاح ذات الدين)].

بيّن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المعايير التي يقوّم الناس عليها شريكة الحياة، ثم أمر بتقديم معيار الدين. إن بعض الناس يجعل الميزان هو الجمال ويتفنن الناس في رسمه، وبعضهم يجعل المال هو المعيار سواء كان موجودًا أو مكتسبًا.

وبعضهم يجعل الحسب والنسب معيارًا، ولكن معيار الشرع هو الدين. والمرأة الصالحة هي المؤتمنة للقيام بهذه المهمة العظيمة.

إن الذي يختار المرأة الدينة يكون قد وفر على نفسه جهدًا عظيمًا.

وإذا توفرت المرأة الصالحة فلابد أن يكون لديها قدر من العلم الذي يجعلها مؤهلة للقيام بعملها خير قيام، تعرف ما يجب عليها، واعية ومدركة لرسالتها في الحياة، وبهذا ندرك أن المقصود بالعلم هنا ليس الشهادة والمؤهل، وإنما العلم بوظائفها التي يحب أن تقوم بها والعلم بالوسائل التي تعينها على ذلك.

فيلزم المرأة بعد تعلّم دينها أن تعلم كل ما يلزم لها مما يعينها لتقوم بوظيفتها في البيت، تقوم بمتابعة كل ما يستجد مما يكتب حول الموضوعات التي تهمها كالموضوعات المتعلقة بالطفل سواء ما كان حول صحته أو عن تربيته، والموضوعات المتعلقة بالبيت والتدبير المنزلي، والموضوعات المتعلقة ببعض المواضيع الاجتماعية، والمواضيع التي تكتب حول المرأة وغيرها مما يهم المرأة.

إن وجود المرأة الصالحة مع العلم هو المؤشر على إمكانية أداء المرأة لوظيفتها.

وإن جهل المرأة وعدم صلاحها سبب للضياع حتى ولو كانت المرأة متفرغة غير عاملة فإنها سوف تضيع الوقت في الزيارات الفارغة والقيل والقال وتتبع الموضات، ومثل هذه لا يرجى منها أن تقوم بدور مهم ولا أن تخرج جيلاً صالحًا. والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

[align=center]
بسم الله الرحمان الرحيم

ملف رائع حبيبتي حسناء ،يفيدنا ويفيد كل زوجة
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول ويعملون أحسنه
[/align]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اختي ام سارة على المرور الطيب

مشكوة اختي حسناء على هذا الملف المتكامل بوركت وبوركت جهودك

قمة في الروعة ملف كامل ومنكامل تطرق لمعضم الجوانب بصراحة استفدت منه الكتير تبار ك الله عليك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.