حوار مع نوال السباعي
كتبهانوال السباعي ، في 21 أغسطس 2024 الساعة: 15:16 م
حوار أجراه موقع "الداعيات" مع الأديبة والصحفية نوال السباعي، وقد نشر الحوار بتصرف، وهذا نص الأجوبة كاملا كما حرر بتاريخ 21.8.2019
_____________________________
هل حقاً نعاني من أزمة مثقفين؟ وما سبب اغتراب كثير من المثقفين عن واقع أمتهم وقضاياها وتحولهم إلى أبواق للنظام؟
نعاني مشكلة حقيقية في تعريف كلمة "الثقافة"، فهي مقارنة بالحضارة والمدنية، مجموعة السلوكيات والافكار السائدة في جماعة من الجماعات البشرية تميزها عن غيرها وتشكل معالم هويتها، وهي كائن معرفي متغير ومتطور.
أما معنى الثقافة الوارد في السؤال فيشمل مجموعة المعارف والعلوم التي توجه التفكير لدى شخص من الأشخاص أو مجموعة "ما"،وامتلاك الآليات الضرورية لتحويل هذه المعلومات إلى سلوك، وفكر.
القدرة على إيصالها إلى الناس وتحويلها لدى صاحبها ولدى الآخرين إلى سلوك وتوجه فكري أو سياسي أو اجتماعي معين، يعني أن صاحبها هو "مثقف" بامتياز، والقدرة على تحويل المعارف إلى منتج ثقافي تعني "الإبداع"، والقدرة على هضمها ودعمها بالتجارب لإنتاج فكر جديد، تعني أن صاحبها "مفكر"، والقدرة على تسخيره للقضاء على الثقافة والإبداع والفكر تعني ان صاحبها "شبيح ثقافي"!!..إننا نعيش في أيام ثورة، والثورة ولدت لدينا كما كبيرا وهاما من المصطلحات، وعلينا أن نستثمرها ونستعملها ونتعلمها ونتعلم منها!.
ما هي مسؤولية المثقف تجاه قضايا أمته؟ وكيف تقوِّمين أداء النخبة المثقفة من ناحية بثّ الوعي في صفوف الشعوب في ظل الثورات التي تشهدها الدول العربية؟
المثقفون هم دماغ الأمة، لسان حالها، والمرآة التي نستطيع من خلالها معرفة وضعها الصحي، وتشخيص أمراضها ومعاناتها، لاأرى أن القضية قضية مسؤولية المثقف تجاه قضايا أمته، بل على العكس تماما، إنها حالة الأمة،هي التي تفرز هؤلاء المثقفين، لايمكن أن ندخل كل قضايانا من زاوية الالتزام، ولكن يجب أن تكون كل النوافذ والأبواب مفتوحة لكل إنسان ليعبر عن موقفه ورأيه، ومن خلال هذه الآراء وهذه المواقف يمكننا أن نفهم وضع الأمة.
هنا في اسبانيا يذكر بعض المواقع الالكترونية، أن اللوبي الصهيوني اشترى مايقارب من ثلاثين ألف قلم ناطق باللغة الاسبانية، لم يشتر "أقلاما" من محال القرطاسية!!، ولكنه اشترى أقلاما بأيدي أصحابها!!، لااعلم إن كان هذا الرقم مبالغ فيه، ولكنني أذكر لوائح المثقفين "العرب" الذين كان صدام حسين يمولهم، والذين لم يستحوا عندما كشف القناع عن هذه الكارثة الأخلاقية الثقافية في المنطقة العربية، بل إن بعضهم مازال يمارس الكتابة وفي أكبر المنابر ودون حياء لامن التاريخ ولامن الناس، وبعضهم، برر: من اين يعيش المثقف إذن؟! وأنهم كانوا يتقاضون مساعدات من النظام العراقي، ولكنهم كانوا يكتبون ماهم به مقتنعون.
هذا المشهد يضعنا أمام حقيقة خطيرة فيم يتعلق بعلاقة المثقف بأمته، أي امة كانت، ويطرح علينا سؤالا بالغ الأهمية: هل يقود المثقف عمليات التغيير في المجتمع، أم أن المجتمع هو الذي يفرز مثقفيه؟!.
وسؤال آخر على هامش سؤالكم هذا الخطير: "دور المثقف التاجر" في عمليات الترويج الفكري والثقافي، وصياغة العقلية الجماعية لأمة ما ومجتمع ما، ودور "المثقف الحر" في قيادة المجتمع والأمة!.
ليس إلا أن نراجع المنظومة الفكرية التي تقف وراء اندلاع هذه الثورة العظيمة الإنسانية السلمية التي تشهدها المنطقة العربية، والتي انطلقت من تونس بحادثة احتراق البوعزيزي.
لقد قاد "المثقفون الأحرار"عملية إعادة صياغة كثير جدا من عقول شبابنا المثقف في طول المنطقة وعرضها، قضية "سلمية الثورة"، موضوع "لا للطائفية ولا للفسيفسائية الإثنية والدينية"، موضوع "التغيير من الداخل"، من أنفسنا، سلوكيات شباب الثورة في تونس مع الجيش وقوى الأمن، تصرفات شباب الثورة المصرية في ساحة التحرير …..إذا أجرينا مسحا عاما لكل ماكتب خلال الثلاثين عاما الأخيرة، من قبل المثقفين الأحرار، لما استغربنا ولادة هذه الثورة، بالشكل الذي ولدت فيه.
وأشدد على المثقفين الأحرار، من هم هؤلاء المثقفون الأحرار؟! إنهم أولئك الذين لايباعون ولايشترون! يعني لايمكن بيعهم ولاشراؤهم! طبعا لكل إنسان ثمن! ولكن هنالك فرقا كبيرا بين أن يكون ثمنك أجرا مقبوضة أو دارا أو وسام "شرف"، وبين أن يكون ثمنك تكريما واعترافا بالفضل والجميل.
سأضرب مثالا واحدا عل هؤلاء المثقفين: الفيلسوف "عابد الجابري " رحمه الله، البحاثة، صاحب "نحن والتراث"، مات في بيت متواضع، وفوق مكتبه بللورة واحدة، مدها بسلك يخترق فضاء الغرفة، وهو الذي رفض استلام جوائز فكرية وفلسفية هائلة بمئات الآلاف من الدولارات من هذا النظام أو ذاك.
هناك نخبة من أمثال "خالص جلبي "، " جودت سعيد"، "عبد الوهاب المسيري"، "عمر عبيد حسنة"، "مطاع الصفدي"، "طه عبد الرحمن"، وغيرهم المئات، ولاأقول العشرات، من كل الأقطار في المنطقة العربية، من كل الانتماآت الدينية والقومية والسياسية والفكرية، مئات من الأقلام الحرة التي كان همّّ ط§ظ„ط£ظ…ط© يؤرقها، وقد عملت هذه الفئة ليلا ونهارا للتمهيد لهذه الفترة التاريخية، وهذه الثورة العظيمة المذهلة التي نعيشها، والتي قام بها الشباب ولكنها ثورة أمة!.
erhtm >>lert,k >>,rqhdh hgHlm lert,k hgglm ,rqhdh
بالفعل هناك حاجة ملحة وماسة لاعادة صياغة مفهوم الثقافة التي اندثرت مع انتشار العولمة وتفشي ظواهر عديدة سلبية
عيدك مبارك سعيد
هناك موضوع بانتظارك في ركننا التشاوري أختي
اختلطت المعاني والمفاهيم
وحتى التعاريف…
نتمنى أن نستوعب المعنى جيدا
نتمنى من الأنيقات قراءة المقال واستيعابه جيدا
وهناك مقالات كثيرة وخاصة للمنجرة حول مفهوم القافة
بوركت أختي أمينة
تحياتي نجمة وأمينة