تخطى إلى المحتوى

المراهقة: خصائص المرحلة ومشكلاتها

ط§ظ„ظ…ط±ط§ظ‡ظ‚ط©: ط®طµط§ط¦طµ ط§ظ„ظ…ط±ط­ظ„ط© ظˆظ…ط´ظƒظ„ط§طھظ‡ط§

تعد ط§ظ„ظ…ط±ط§ظ‡ظ‚ط© من أخطر المراحل التي يمر بها الإنسان ضمن أطواره المختلفة التي تتسم بالتجدد المستمر، والترقي في معارج الصعود نحو الكمال الإنساني الرشيد، ومكمن الخطر في هذه ط§ظ„ظ…ط±ط­ظ„ط© التي تنتقل بالإنسان من الطفولة إلى الرشد، هي التغيرات في مظاهر النمو المختلفة (الجسمية والفسيولوجية والعقلية والاجتماعية والانفعالية والدينية والخلقية)، ولما يتعرض الإنسان ظپظٹظ‡ط§ إلى صراعات متعددة، داخلية وخارجية.

* مفهوم ط§ظ„ظ…ط±ط§ظ‡ظ‚ط©: ترجع كلمة "المراهقة" إلى الفعل العربي "راهق" الذي يعني الاقتراب من الشيء، فراهق الغلام فهو مراهق، أي: قارب الاحتلام، ورهقت الشيء رهقاً، أي: قربت منه. والمعنى هنا يشير إلى الاقتراب من النضج والرشد.
أما ط§ظ„ظ…ط±ط§ظ‡ظ‚ط© في علم النفس فتعني: "الاقتراب من النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي"، ولكنه ليس النضج نفسه؛ لأن الفرد في هذه ط§ظ„ظ…ط±ط­ظ„ط© يبدأ بالنضج العقلي والجسمي والنفسي والاجتماعي، ولكنه لا يصل إلى اكتمال النضج إلا بعد سنوات عديدة قد تصل إلى 10 سنوات.

وهناك فرق بين ط§ظ„ظ…ط±ط§ظ‡ظ‚ط© والبلوغ، فالبلوغ يعني "بلوغ المراهق القدرة على الإنسال، أي: اكتمال الوظائف الجنسية عنده، وذلك بنمو الغدد الجنسية، وقدرتها على أداء وظيفتها"، أما ط§ظ„ظ…ط±ط§ظ‡ظ‚ط© فتشير إلى "التدرج نحو النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي". وعلى ذلك فالبلوغ ما هو إلا جانب واحد من جوانب المراهقة، كما أنه من الناحية الزمنية يسبقها، فهو أول دلائل دخول الطفل مرحلة المراهقة.
ويشير ذلك إلى حقيقة مهمة، وهي أن النمو لا ينتقل من مرحلة إلى أخرى فجأة، ولكنه تدريجي ومستمر ومتصل، فالمراهق لا يترك عالم الطفولة ويصبح مراهقاً بين عشية وضحاها، ولكنه ينتقل انتقالاً تدريجياً، ويتخذ هذا الانتقال شكل نمو وتغير في جسمه وعقله ووجدانه.
وجدير بالذكر أن وصول الفرد إلى النضج الجنسي لا يعني بالضرورة أنه قد وصل إلى النضج العقلي، وإنما ط¹ظ„ظٹظ‡ أن يتعلم الكثير والكثير ليصبح راشداً ناضجاً.
و للمراهقة والمراهق نموه المتفجر في عقله وفكره وجسمه وإدراكه وانفعالاته، مما يمكن أن نلخصه بأنه نوع من النمو البركاني، حيث ينمو الجسم من الداخل فسيولوجياً وهرمونياً وكيماوياً وذهنياً وانفعالياً، ومن الخارج والداخل معاً عضوياً.

* مراحل ط§ظ„ظ…ط±ط§ظ‡ظ‚ط©:
والمدة الزمنية التي تسمى "مراهقة" تختلف من مجتمع إلى آخر، ففي بعض المجتمعات تكون قصيرة، وفي بعضها الآخر تكون طويلة، ولذلك فقد قسمها العلماء إلى ثلاث مراحل، هي:
1- مرحلة ط§ظ„ظ…ط±ط§ظ‡ظ‚ط© الأولى (11-14 عاما)، وتتميز بتغيرات بيولوجية سريعة.
2- مرحلة ط§ظ„ظ…ط±ط§ظ‡ظ‚ط© الوسطي (14-18 عاما)، وهي مرحلة اكتمال التغيرات البيولوجية.
3- مرحلة ط§ظ„ظ…ط±ط§ظ‡ظ‚ط© المتأخرة (18-21)، حيث يصبح الشاب أو الفتاة إنساناً راشداً بالمظهر والتصرفات.
ويتضح من هذا التقسيم أن مرحلة ط§ظ„ظ…ط±ط§ظ‡ظ‚ط© تمتد لتشمل أكثر من عشرة أعوام من عمر الفرد

* علامات بداية مرحلة ط§ظ„ظ…ط±ط§ظ‡ظ‚ط© وأبرز خصائصها وصورها الجسدية والنفسية:
بوجه عام تطرأ ثلاث علامات أو تحولات بيولوجية على المراهق، إشارة لبداية هذه ط§ظ„ظ…ط±ط­ظ„ط© عنده، وهي:
1 – النمو الجسدي: حيث تظهر قفزة سريعة في النمو، طولاً ووزناً، تختلف بين الذكور والإناث، فتبدو الفتاة أطول وأثقل من الشاب خلال مرحلة ط§ظ„ظ…ط±ط§ظ‡ظ‚ط© الأولى، وعند الذكور يتسع الكتفان بالنسبة إلى الوركين، وعند الإناث يتسع الوركان بالنسبة للكتفين والخصر، وعند الذكور تكون الساقان طويلتين بالنسبة لبقية الجسد، وتنمو العضلات.

2- النضوج الجنسي: يتحدد النضوج الجنسي عند الإناث بظهور الدورة الشهرية، ولكنه لا يعني بالضرورة ظهور الخصائص الجنسية الثانوية (مثل: نمو الثديين وظهور الشعر تحت الإبطين وعلى الأعضاء التناسلية)، أما عند الذكور، فالعلامة الأولى للنضوج الجنسي هي زيادة حجم الخصيتين، وظهور الشعر حول الأعضاء التناسلية لاحقاً، مع زيادة في حجم العضو التناسلي، وفي حين تظهر الدورة الشهرية عند الإناث في حدود العام الثالث عشر، يحصل القذف المنوي الأول عند الذكور في العام الخامس عشر تقريباً.

3- التغير النفسي: إن للتحولات الهرمونية والتغيرات الجسدية في مرحلة ط§ظ„ظ…ط±ط§ظ‡ظ‚ط© تأثيراً قوياً على الصورة الذاتية والمزاج والعلاقات الاجتماعية، فظهور الدورة الشهرية عند الإناث، يمكن أن يكون لها ردة فعل معقدة، تكون عبارة عن مزيج من الشعور بالمفاجأة والخوف والانزعاج، بل والابتهاج أحياناً، وذات الأمر قد يحدث عند الذكور عند حدوث القذف المنوي الأول، أي: مزيج من المشاعر السلبية والإيجايبة. ولكن المهم هنا، أن أكثرية الذكور يكون لديهم علم بالأمر قبل حدوثه، في حين أن معظم الإناث يتكلن على أمهاتهن للحصول على المعلومات أو يبحثن عنها في المصادر والمراجع المتوافرة.

المصدر موقع صيد الفوائد


hglvhirm: owhzw hglvpgm ,la;ghjih lh`h Hdih gvs,g Hr,n hglvhirm hgHvq hggi hgp]de hg]uhx hgd,l hgvplhk hgvs,g hgkfd fhggi vs,g shuhj schg w,vm ughrm ugn ugdi uk]d tdih ,sgl ;lh

*

مشاكل المراهقة:

يقول الدكتور عبد الرحمن العيسوي: "إن المراهقة تختلف من فرد إلى آخر، ومن بيئة جغرافية إلى أخرى، ومن سلالة إلى أخرى، كذلك تختلف باختلاف الأنماط الحضارية التي يتربى في وسطها المراهق، فهي في المجتمع البدائي تختلف عنها في المجتمع المتحضر، وكذلك تختلف في مجتمع المدينة عنها في المجتمع الريفي، كما تختلف من المجتمع المتزمت الذي يفرض كثيراً من القيود والأغلال على نشاط المراهق، عنها في المجتمع الحر الذي يتيح للمراهق فرص العمل والنشاط، وفرص إشباع الحاجات والدوافع المختلفة.
كذلك فإن مرحلة المراهقة ليست مستقلة بذاتها استقلالاً تاماً، وإنما هي تتأثر بما مر به الطفل من خبرات في المرحلة السابقة، والنمو عملية مستمرة ومتصلة".
ولأن النمو الجنسي الذي يحدث في المراهقة ليس من شأنه أن يؤدي بالضرورة إلى حدوث أزمات للمراهقين، فقد دلت التجارب على أن النظم الاجتماعية الحديثة التي يعيش فيها المراهق هي المسؤولة عن حدوث أزمة المراهقة، فمشاكل المراهقة في المجتمعات الغربية أكثر بكثير من نظيرتها في المجتمعات العربية والإسلامية، وهناك أشكال مختلفة للمراهقة، منها:
1- مراهقة سوية خالية من المشكلات والصعوبات.
2- مراهقة انسحابية، حيث ينسحب المراهق من مجتمع الأسرة، ومن مجتمع الأقران، ويفضل الانعزال والانفراد بنفسه، حيث يتأمل ذاته ومشكلاته.
3- مراهقة عدوانية، حيث يتسم سلوك المراهق فيها بالعدوان على نفسه وعلى غيره من الناس والأشياء.
والصراع لدى المراهق ينشأ من التغيرات البيولوجية، الجسدية والنفسية التي تطرأ عليه في هذه المرحلة، فجسدياً يشعر بنمو سريع في أعضاء جسمه قد يسبب له قلقاً وإرباكاً، وينتج عنه إحساسه بالخمول والكسل والتراخي، كذلك تؤدي سرعة النمو إلى جعل المهارات الحركية عند المراهق غير دقيقة، وقد يعتري المراهق حالات من اليأس والحزن والألم التي لا يعرف لها سبباً، ونفسيا يبدأ بالتحرر من سلطة الوالدين ليشعر بالاستقلالية والاعتماد على النفس، وبناء المسؤولية الاجتماعية، وهو في الوقت نفسه لا يستطيع أن يبتعد عن الوالدين؛ لأنهم مصدر الأمن والطمأنينة ومنبع الجانب المادي لديه، وهذا التعارض بين الحاجة إلى الاستقلال والتحرر والحاجة إلى الاعتماد على الوالدين، وعدم فهم الأهل لطبيعة المرحلة وكيفية التعامل مع سلوكيات المراهق، وهذه التغيرات تجعل المراهق طريد مجتمع الكبار والصغار، إذا تصرف كطفل سخر منه الكبار، وإذا تصرف كرجل انتقده الرجال، مما يؤدي إلى خلخلة التوازن النفسي للمراهق، ويزيد من حدة المرحلة ومشاكلها.

وفي بحث ميداني ولقاءات متعددة مع بعض المراهقين وآبائهم، أجرته الباحثة عزة تهامي مهدي (الحاصلة على الماجستير في مجال الإرشاد النفسي) تبين أن أهم ما يعاني الآباء منه خلال هذه المرحلة مع أبنائهم:

* الخوف الزائد على الأبناء من أصدقاء السوء.
* عدم قدرتهم على التميز بين الخطأ والصواب باعتبارهم قليلو الخبرة في الحياة ومتهورون.
* أنهم متمردون ويرفضون أي نوع من الوصايا أو حتى النصح.
* أنهم يطالبون بمزيد من الحرية والاستقلال.
* أنهم يعيشون في عالمهم الخاص، ويحاولون الانفصال عن الآباء بشتى الطرق.

* أبرز المشكلات والتحديات السلوكية في حياة المراهق:

1- الصراع الداخلي: حيث يعاني المراهق من جود عدة صراعات داخلية، ومنها: صراع بين الاستقلال عن الأسرة والاعتماد عليها، وصراع بين مخلفات الطفولة ومتطلبات الرجولة والأنوثة، وصراع بين طموحات المراهق الزائدة وبين تقصيره الواضح في التزاماته، وصراع بين غرائزه الداخلية وبين التقاليد الاجتماعية، والصراع الديني بين ما تعلمه من شعائر ومبادئ ومسلمات وهو صغير وبين تفكيره الناقد الجديد وفلسفته الخاصة للحياة، وصراعه الثقافي بين جيله الذي يعيش فيه بما له من آراء وأفكار والجيل السابق.

2- الاغتراب والتمرد: فالمراهق يشكو من أن والديه لا يفهمانه، ولذلك يحاول الانسلاخ عن مواقف وثوابت ورغبات الوالدين كوسيلة لتأكيد وإثبات تفرده وتمايزه، وهذا يستلزم معارضة سلطة الأهل؛ لأنه يعد أي سلطة فوقية أو أي توجيه إنما هو استخفاف لا يطاق بقدراته العقلية التي أصبحت موازية جوهرياً لقدرات الراشد، واستهانة بالروح النقدية المتيقظة لديه، والتي تدفعه إلى تمحيص الأمور كافة، وفقا لمقاييس المنطق، وبالتالي تظهر لديه سلوكيات التمرد والمكابرة والعناد والتعصب والعدوانية.

3- الخجل والانطواء: فالتدليل الزائد والقسوة الزائدة يؤديان إلى شعور المراهق بالاعتماد على الآخرين في حل مشكلاته، لكن طبيعة المرحلة تتطلب منه أن يستقل عن الأسرة ويعتمد على نفسه، فتزداد حدة الصراع لديه، ويلجأ إلى الانسحاب من العالم الاجتماعي والانطواء والخجل.

4- السلوك المزعج: والذي يسببه رغبة المراهق في تحقيق مقاصده الخاصة دون اعتبار للمصلحة العامة، وبالتالي قد يصرخ، يشتم، يسرق، يركل الصغار ويتصارع مع الكبار، يتلف الممتلكات، يجادل في أمور تافهة، يتورط في المشاكل، يخرق حق الاستئذان، ولا يهتم بمشاعر غيره.

5- العصبية وحدة الطباع: فالمراهق يتصرف من خلال عصبيته وعناده، يريد أن يحقق مطالبه بالقوة والعنف الزائد، ويكون متوتراً بشكل يسبب إزعاجاً كبيراً للمحيطين به.
وتجدر الإشارة إلى أن كثيراًَ من الدراسات العلمية تشير إلى وجود علاقة قوية بين وظيفة الهرمونات الجنسية والتفاعل العاطفي عند المراهقين، بمعنى أن المستويات الهرمونية المرتفعة خلال هذه المرحلة تؤدي إلى تفاعلات مزاجية كبيرة على شكل غضب وإثارة وحدة طبع عند الذكور، وغضب واكتئاب عند الإناث.
ويوضح الدكتور أحمد المجدوب الخبير بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية مظاهر وخصائص مرحلة المراهقة، فيقول هي:" الغرق في الخيالات، وقراءة القصص الجنسية والروايات البوليسية وقصص العنف والإجرام، كما يميل إلى أحلام اليقظة، والحب من أول نظرة، كذلك يمتاز المراهق بحب المغامرات، وارتكاب الأخطار، والميل إلى التقليد، كما يكون عرضة للإصابة بأمراض النمو، مثل: فقر الدم، وتقوس الظهر، وقصر النظر".

وفي حديثه مع موقع المسلم، يذكر الدكتور المجدوب من مظاهر وسلوكيات الفتاة المراهقة: " الاندفاع، ومحاولة إثبات الذات، والخجل من التغيرات التي حدثت في شكلها، و جنوحها لتقليد أمها في سلوكياتها، وتذبذب وتردد عواطفها، فهي تغضب بسرعة وتصفو بسرعة، وتميل لتكوين صداقات مع الجنس الآخر، وشعورها بالقلق والرهبة عند حدوث أول دورة من دورات الطمث، فهي لا تستطيع أن تناقش ما تحس به من مشكلات مع أفراد الأسرة، كما أنها لا تفهم طبيعة هذه العملية".
ويشير الخبير الاجتماعي الدكتور المجدوب إلى أن هناك بعض المشاكل التي تظهر في مرحلة المراهقة، مثل: " الانحرافات الجنسية، والميل الجنسي لأفراد من نفس الجنس، والجنوح، وعدم التوافق مع البيئة، وكذا انحرافات الأحداث من اعتداء، وسرقة، وهروب"، موضحاً "أن هذه الانحرافات تحدث نتيجة حرمان المراهق في المنزل والمدرسة من العطف والحنان والرعاية والإشراف، وعدم إشباع رغباته، وأيضاً لضعف التوجيه الديني".

ويوضح المجدوب أن مرحلة المراهقة بخصائصها ومعطياتها هي أخطر منعطف يمر به الشباب، وأكبر منزلق يمكن أن تزل فيه قدمه؛ إذا عدم التوجيه والعناية، مشيراً إلى أن أبرز المخاطر التي يعيشها المراهقون في تلك المرحلة:" فقدان الهوية والانتماء، وافتقاد الهدف الذي يسعون إليه، وتناقض القيم التي يعيشونها، فضلاً عن مشكلة الفراغ ".
كما يوضح أن الدراسات التي أجريت في أمريكا على الشواذ جنسياً أظهرت أن دور الأب كان معدوماً في الأسرة، وأن الأم كانت تقوم بالدورين معاً، وأنهم عند بلوغهم كانوا يميلون إلى مخالطة النساء ( أمهاتهم – أخواتهم -….. ) أكثر من الرجال، و هو ما كان له أبلغ الأثر في شذوذه جنسياً ".

باسم الله الرحمان الرحيم
سؤال والد وجواب دكتور عن المراهقة
الأخ د.أحمد ، عندي ابن عمره 14 سنة، بحمد الله هو ذكي، ويحفظ القرآن، وموفق في دراسته، ولكنه يغضب بسرعة منذ صغره، وكان كثير البكاء على الصغيرة والكبيرة، وفي نفس الوقت صعب التعامل، لا ينفّذ إلا ما في ذهنه، ويجادل دفاعًا عنه بالباطل منذ صغره … والمشكلة زادت الآن، وهو طبعًا في سن المراهقة لدرجة أني لا أستطيع مجرد الحوار معه .. أنا أعرف أن ذلك من طبيعة مرحلة المراهقة، وأصبر وأتلطف معه؛ ولكنه لا يقبل الحوار الهادئ وبسرعة يثور، فالأمور عنده متطرفة جدًّا، ومتناقضة في نفس الوقت .. هو يعرف الصح من الخطأ، والحلال من الحرام، ويطالب الغير بذلك وبدقة .. ولكنه يقع في عقوق والديه، ويكذب بسهوله ليخرج _ في نظره _ من مطب قد وقع فيه … كان في صغره وحتى الآن يوفر الكثير من المال لمدة طويلة، ثم في خلال ساعات يفقده كله أمام الألعاب الإلكترونية .. إذا كلّمه مَن أثق به في أي أمر ناصحًا له يثور؛ لظنه أني الذي قد طلبت منه القيام بذلك. أطالب أمه بمزيد من إظهار الحب له، وأحاول دائمًا أنا كذلك، ولكن لا يعطينا الفرصة.. نصبر عليه كثيرًا، ولكن لم نستطع حتى الآن أن نتحاور معه بهدوء … أرشدنا جزاك الله خيرًا ونفع بك.
اسم الخبير د. أحمد عبدالله / د. عمرو أبو خليل
الحل
[frame="1 80"]أخي العزيز، تأثرنا- أنا ود.عمرو- بمشكلتك مع ولدك، ورأينا فيها مشكلة الكثيرين من الآباء الحريصين على أبنائهم، العاجزين في الوقت نفسه عن التواصل معهم.
دعني أولاً أشير إلى عدة ملاحظات بعدها أتركك مع د. عمرو.
1- عناد ابنك معك يحدث محاولة منه لتحديك، وإثبات ذاته، وليس ناتجًا عن قلة أدب أو احترام، أو حتى اقتناع بما يعاند من أجله.
2- ابنك يعيش – بحكم عمره، وبحكم تنشئته – في جدال وصراع دائم بين المعايير التي تربى عليها، وتتمسك أنت بها، وبين بعض التمرد الذي يريده كمراهق بما يعني حرية قد تؤدي إلى خطأ، يبدو أنك تخشى دائمًا من وقوعه، وربما لذلك تحاصره بالنصائح المباشرة، وغير المباشرة "عبر آخرين"
3- ربما نشأ ولدك على أن يحصل على ما يريد بالبكاء، ويبدو أنه كان – وما يزال- يلعب لعبة النفس الطويل في الجدال بالحق أو بالباطل، ولا يصلح مع هذا النوع إلا نفس أطول مع تفويض بالتصرف في بعض الأشياء بحرية كاملة ليرى بنفسه أن اختياره الحر " الذي لم يكن عليه أي قيد" كان اختيارًا خاطئًا وسفيهًا "دعه يكتشف هذا بنفسه، ومن خلال العواقب لا من خلال النصائح"
4- وصفت ولدك بالعقوق، وهذه تهمة شنيعة إما أن تقدم عليها دليلاً ساطعًا، وإما أن تتراجع عنها فورًا؛ لأنك إذا تعاملت معه كولد عاق فإن نفسك لن تتسع لشقاوته وحماقاته الصغيرة أبدًا، علمًا بأنك ألقيت التهمة "هكذا" دون تدليل كافٍ، بل دون أدلة على الإطلاق "اتق الله".
5- الحوار بغرض الإقناع، أي التفاوض بين طرفين ليحمل أحدهما الآخر على النزول إلى رأيه لا يسمى تفاوضًا أو حوارًا من الأصل، يمكن أن تسميه وعظًا أو إقناعًا أو غير ذلك، لكنه يا سيدي، ليس حوارًا، الحوار يصل غالبًا إلى حلول وسط، وقد يصل إلى نقطة "أنا أرفض هذا، ولكن لك الحرية أن تتصرف كما ترى، أو صيغة أنا أرفض، وبالتالي لن أتعاون أو أشارك" .. إلخ.
وضع في ذهنك أن الحوار بينكما "غير متكافئ"؛ لأن هناك طرفًا يملك المال، والسلطة "إذا صح التعبير" وطرفًا لا يملك سوى رأي مستند إلى خبرة بسيطة في الحياة، فلا تشعر ولدك بهذه الفجوة حتى يكون الحوار حوارًا.
السلطان الأكبر على النفوس جميعًا هو سلطان الإحسان والفضل "تفضل على من شئت تكن أميره"، وأفضل الفضل هو ما لا مِنَّة فيه، ولا معايرة. وأحكم الآباء هم الذين ينصحون بقليل الكلام، وحكيم الأسلوب، ولسان حالهم يقول: يا بني، لقد قلت ما عندي، وأنا هنا إن راق لك أن تعود خلال التجربة أو بعدها، وستجد عندي دومًا السند والدعم قبل العتاب واللوم.
7- لست مستريحًا من قولك: "هو يعرف الصح من الخطأ، والحلال والحرام، ويطالب الغير بذلك وبدقة" فمن هو ومن أنت ومن أنا حتى نقف رقباء محاسبين للناس نتابع تنفيذهم للحلال والحرام "بدقة"؟؟ وتقمصنا لدور القضاة خروج عن روح الإسلام ومقاصده، فنحن في أحسن الأحوال مجرد "دعاة" نرفق بالناس وبأنفسنا، علينا النصح والأمر بالمعروف بمعروف، ولهذا الأمر آداب وضوابط شرحها يطول.
أرجو ألا تعامل ولدك بوصفك إلهاً أو قاضياً، يحكم ويعاقب "فلست كذلك" وإنما – كما هي الحقيقة – كأخ أكبر، وصديق أنضج يشفق، ويغضب – أحياناً – غضب الشقيق الشفيق الصديق، وأرجو أن تصل نفس الرسالة بالتالي لولدك؛ فيكف عن مطالبة الآخرين، ويطالب نفسه فحسب.

أما د. عمرو فيقول لك: إنك تصف ابنك الذي على أعتاب المراهقة وصفاً دقيقاً.. ونحن لم نتعجب مما تصفه أو نجد فيه شيئاً شاذًّا أو غريباً.. إنها مرحلة المراهقة أيها الأب الكريم التي يعبر فيها ابنك عن ذاته ويريد أن يثبتها؛ فترى منه الأمور التي تصفها بالتطرف والتناقض.. إنه في بداية مرحلة من الحيرة لم يثبت فيها على شيء. فيفعل الشيء ونقيضه ويرفض السيطرة في صورة ما تصفه في رسالتك لحقوق الوالدين وما هو بحقوق، ولكنها الرغبة في أن يعلن: إنني هنا صاحب رأي وذات مستقلة.. وهو في نفس الوقت غير قادر على ذلك؛ لأن تجاربه وقدراته لا تسعفه. والأب الماهر هو الذي يعطي الفرصة لهذا المراهق في أن يبدي رأيه ويثبت ذاته ولا يشعره بعجزه بل بالعكس يقدم له العون بطريق غير مباشر، وإليك هذه المحطات التي تعينك في تعاملك مع ابنك.
1- ستجده مهتماً بمظهره وبشكل جسمه وربما يميل للبس الغريب من الثياب أو التقاليع، فلا تصطدم به وحاول أن تفهم دوافعه، ولا تصطدم به، وتجاوز معه الحديث عن علاقة مظهر الإنسان بجوهره، وقدم له الأمثلة عن أهمية جوهر الإنسان، وما يقوم به من جهد وعمل في ظهور صورته أمام الناس، وليكن ذلك بدون ربط مباشر بمسألة ملابسه.. ولا يكن نقدك حادًّا وساخراً لمظهره.. ولكن افتح حواراً مفتوحاً؛ تكن فيه متسلحاً بالحجج والبراهين.
2- ستجده شديد النقد لكل ما حوله رافضاً لكل شيء، فلا تتحداه بقولك: أرني ماذا فعلت؟ ولكن قل له: نعم أنا معك فيما تنقده فما رأيك في كيفية صلاحه؟ وحاول معاونته بتقديم البدائل له؛ حتى يبدو وكأنه هو الذي وصل إلى الحل الصحيح ، ثم تعاون معه في تنفيذ التغيير المطلوب، وقدم له الشكر والحفز في كل خطوة حتى يشعر بالثقة بنفسه وفيك؛ فيزداد اقترابه منك.
3- إن المدخل العاطفي هو أقوى المداخل في هذه السن؛ فأظهر له الحب والتقدير والاحترام؛ تحصل منه على كل ما تريد، ويكون ذلك بأن تشعره بأنك تعتمد عليه في بعض المهام الصعبة، وأن ذلك نتيجة لثقتك به وبقدراته؛ فيشعر بالانتماء، وتصرفك معه دليل على الحب؛ فتتحرك عواطفه ويذعن إلى ما تقول من باب الحب؛ لأنه لا يريد أن يفقد من يحب، وهذه من أعظم صور النجاح التي يستطيع الأب والأم أن يصلا بها مع ابنهما وابنتهما المراهقة.
4- أعطه حرية الاختيار في أمور حياته المختلفة، وبالذات في أموره الدينية والعبادية؛ فيشعر أنه ينتمي إلى هذا الدين باختياره وبمحض إرادته وليس تابعاً لأحد أو خضوعاً لتوجيه صورة السيطرة الممثلة في أمه وأبيه، بل هو أمر اختاره بنفسه، ويتحرك فيه بإرادته؛ فتقوى همته في الطريق إلى الله.
5- نختم بأن مسألة المراهقة والتعامل معها أمر طويل وكبير، ولكننا نوجزه في كلمة واحدة هي: "الصداقة"، وإنها مصداق لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي يجعل السبعة الثالثة من سن الرابعة عشرة هي سبعة المؤاخاة والمصاحبة، ونختم بحديث لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يذكره في المراهقة، ولكنه ينطبق على حال الآباء والأمهات في تعاملهم مع أبنائهم في هذه السن الخطيرة، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "مثلي ومثلكم مثل رجل انسلت منه دابته؛ فجعل الناس يسعون وراءها، وهي تسعى، فجاء صاحب الدابة وقال: خلوا بيني وبين دابتي، وجاء بشيء من خشاش الأرض فقدمه إليها فجاءت طائعة مختارة" أو كما قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم. إننا أصحاب الدابة في هذا الحديث لو سعينا وراء أبنائنا بالرفض والهجوم والنقد الدائم لتصرفاتهم لانصرفوا عنا وهربوا من أمامنا، في حين أننا نستطيع أن نملك قلوبهم ونفوسهم بالشيء الهين القليل من خشاش الأرض بالحب والتقدير والمصاحبة؛ فنجدهم وقد أصبحوا طوع أيدينا بسلطان الحب وليس بسلطان القهر.. بالمحاورة الذكية الصبورة.
وأيضاً في هذا المقام نذكر هذا الذي جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يواجهه بطلب أظننا لا نتخيل أن أحداً من أبنائنا اليوم يستطيع أن يواجهنا به، لقد جاء هذا الشاب إلى الرسول الكريم وقال له: ائذن لي في الزنا يا رسول الله! فماذا فعل الرسول؟ لقد فعل ما يجب أن يفعله كل أب مع ابنه المراهق .. قال له رسول الله –صلى الله عليه وسلم: ادنُ أي اقترب… فقربه إليه أولاً، وهذا ما يجب أن يفعله كل أب وأم، أن يقتربا من ابنهما المراهق وأن يعبرا على ذلك ولا يفقدا الأمل بسرعة، ثم أدار النبي –صلى الله عليه وسلم- حواراً يعتمد على المنطق مع هذا الشاب، ولم يزجره ويسخر منه أو يطرده ويقول له كلمة مقتضبة بل أطال معه الحديث، وهو يقول له: أترضاه لأمك؟ والشاب يقول: لا ، بأبي وأمي أنت يا رسول الله. أترضاه لأختك؟ أترضاه لعمتك؟ والرسول يقول: وكذلك الناس لا يرضونه. وبعد الحوار تأتي المرحلة الأخيرة والرسول يضع يده على صدر هذا الشاب يدعو له بأن يطهر قلبه.
وهذا سلاحنا الأهم في تربيتنا لأولادنا بصورة عامة وفي تعاملنا مع أبنائنا المراهقين بصفة خاصة، يجب ألا ننسى الدعاء لهم، والاستعانة بالله في ذلك، وليكن لساننا ولسان حالنا دائماً يقول: "واجعل لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إمامًا".
أعانك الله، واعلم أن التربية عملية صعبة طويلة مستمرة فاصبر واستمر وخطط لما تريد تحصل على أحسن النتائج.
[/frame]

العنف الاسري سبب اكتئاب المراهقين

أظهرت دراسة نفسية حديثة أن المراهقين الذين يشهدون عنفا منزليا بين ابآئهم وامهاتهم هم اكثر عرضة للاصابة بالاكتئاب فيما بعد.
وقالت الدراسة ان اكثر من نصف المراهقين بين سن 11 الى 19 عاما , من الذين خضعوا لاختبارات نفسية شهدوا عنفا منزليا بين ا هليهم.
واعرب واحد من الذكور , وواحدة من كل خمس من الاناث عن رغبتهم في الموت معظم الوقت خلال الاسابيع الاربعة التي سبقت الدراسة.
وهذه الدراسة هي الاولى من نوعها في العالم النامي لمعرفة مدى تأثير العنف المنزلي على الصحة النفسية للاطفال

[frame="3 80"]جزاك الله خيرا اختي ام سارة على الاضافة القيمة للموضوع [/frame]

chokran laki okhti nab3 lkaoutare 3ala hadihi lma3lomat al9ayima allah yijzik kol kher

الشروق المشاركة الأصلية كتبت بواسطة salam
chokran laki okhti nab3 lkaoutare 3ala hadihi lma3lomat al9ayima allah yijzik kol kher

جزاك الله خيرا اختي سلام على مروك بالموضوع

يجب ان نرعى ونحتضن المراهقين ونتفهم مشاعرهم ونرشدهم بالحوار والاحترام

لكن السؤال الذي يطرح نفسه عندمانحاور المراهق ونحترمه ولكنه يتخطى حدوده ويخطىء بحق أقرب الناس له امه ابيه اخواتهااقربائه

كيف يكون العقاب في هكذا حاله
وانا اريد ان اوضح للاباء والامهات في هذه المقاله الصغيره ما عليهم فعله اتجاهاابنائهم المراهقين الذين يتجاوزوا الحدود المسموحة لهم
مع الاهل على شكل روشته بسيطه

1.الهدوء والرويه والتفكير
2.اغضب من حقك الغضب ولكن مع تفسيرانك غضبان وانك تمارس حقك الطبيعي وهذا حق لجميع البشر بقولك انا الان غضبان وفي حالة هياج ابتعد عني
3.التوضيح دائما انك تحبه مهما بذر منه تصرفات او كلام يجرح وتتمنا لهالتوفيق والسعاده
4.عدم التكلم معه الا بأمور الحياه الضرورية(قاطعه كلاميا)واوضح له انك غير راضي عن سلوكه وليس عنه شخصيا
5.اخبره انه لا يمكنه الخروج عن طاعتك وانك تستخدم اساليب اخرى لا يحبذها هو في حال عصيانه ولانه لا يمكن الخروج عن القوانين المتفق عليهافان العالم كله محكوم بقوانين من خرج عنها عوقب على ذلك
6.اخبره بحقوقك وواجباتك عليه والعكس صحيح
7.اخبره ان هذه السلوكيات تتنافى مع الدين وما شرعه الله وغير لائق به كأنسان مسلم
8.اذا قدم واعتذر اقبله منه ولكن من حقك ان يظهرلك تغيرا في سلوكه حتى يتم الرضى الكامل عنه

وتذكر دائما ان العلاقة بينك وبينه اهم من كل الخلافات او المشاجرات فلا تفرط بالعلاقة او تتخلى عنها
1.بطرده من المنزل مثلا2
2.بشتمه او سبه
3.او ضربه واهانته

هذا كله لا يفيدوان بذر منك اخي الاب اختي الام اوضح له انك كنت في حالة غضب منه وان حقك عليه ان يعتذر لك على ما بذر منه
وهو عليه ان يقبل اعتذارك له على كل كلمه جرحته مثلا وان لا يطلب ان تتاسف له بتاتا
وذلك لقول الرسول عليه السلام
(ليس منامن لا يحترم كبيرناولا يرحم صغيرنا)

مرسي على النصائح
المرجو على كل امهات المنتدى قرائتها
تحياتي لك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.