تخطى إلى المحتوى

العلاقات الخاطئة للملتزمين

بسم الله الرحمان الرحيم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته الى من تطرح موضوعا عن علاقاتها الغر الشرعية وتطلب حلا الى كل كتزوجة زاغت عينها الى غير زوجها ….الى نفسي واليكِ واليكن بدون استثناء العلاقات ط§ظ„ط®ط§ط·ط¦ط© للملتزمين1 العلاقات الجنسية في مجتمع الملتزمين إعداد : صبحي مجاهد الشروق تتعدد المصائب وتمر مادامت هناك نوايا خالصة تعمل على إصلاح الأمور وإنهائها بالشكل الذي يرضي الله ورسوله، ومما لا شك فيه أن أصعب المصائب هو فعل المعصية مع محاولة الاقتناع بأنها مباحة، وهو الأمر الذي أصبح واقعا يعايشه شبابنا وفتياتنا في إطار ط§ظ„ط¹ظ„ط§ظ‚ط§طھ المشتركة. والخطورة في مسألة ط§ظ„ط¹ظ„ط§ظ‚ط§طھ الغير منضبطة بين الجنسين هو انتشارها يوما بعد يوم، وامتدادها من فئة الشباب والفتيات إلى فئة المتزوجين من الرجال والنساء الأمر الذي ينذر بخطر كبير على مجتمعاتنا، ولقد أظهرت العديد من الأسئلة الواقعة في هذا الشأن خطورة ذلك الأمر بوضوح. كما اعتبر العلماء وأساتذة علم الاجتماع أن ترك هذا الأمر بلا علاج سيؤدي في النهاية إلى انهيار المجتمع أخلاقيا، وضياع قيمة الأسرة، وانتشار الرذيلة تحت أقنعة خادعة في إطار ط§ظ„ط¹ظ„ط§ظ‚ط§طھ المنحرفة بين الجنسين. العلاقات المنحرفة بين الجنسين.. ظاهرة تهدد مجتمعاتنا صبحي مجاهد ** 07/03/2019 الشروق (الحب العذري- أعرفها كي أتزوجها- أريد التعرف عليه أكثر- إنه صديقي في الدراسة- صداقة بريئة- يعاونني في العمل…) مداخل يتخذها الشباب والفتيات.. بل قد يصل الأمر بالبعض إلى إقامة علاقات محرمة بين الجنسين مما يؤذن بخطر يهدد كيان المجتمع، ويدفعه إلى هاوية خطيرة تهدد مستقبله، حيث لم نعد نجد احتراما للشرف. وفي استعراض لبعض ما يحدث بين الشباب وجدنا تفاوتا كبيرا في التحكم في العواطف وتحكيم العقل والشرع.. فهذه فتاة جامعية في سن التاسعة عشرة، تقول: "أحب شابا كان زميلي في المدرسة وهو صاحب أخي وأكبر مني بسنة، وهو طالب في الفرقة الثالثة هندسة وهو إنسان حسن الخلق، وبداية علاقتي به بدأت عندما قالت أخته لي: إنه يحبني، وكنا وقتها في المرحلة الثانوية، وفي الحقيقة كنت معجبة به، لدرجة أني دعوت الله في صلاتي أن يجعله يحبني، وقد استجاب الله! ولما صارحني قال إنه يريد أن يخطبني فقلت له أن يخبر أخي، وفعلا قام بذلك وتقبل أخي الموضوع ولم ينزعج، ولكن قال لي: ما زال الوقت مبكرا ودعيها للظروف، وأخبر أبي بالأمر، الذي قال لي نفس الكلام بمنتهى الهدوء، وأنا تقبلت الكلام، ولكني كنت أحادثه في التليفون من ورائهما للسؤال عنه، لكن امتنعت عن هذا التصرف في ثالثة ثانوي وامتنعت عن كلامه إلى الآن. لكن أخته تكلمني من وقت لآخر وتحدثني عنه، وبصراحة طول فترة البعد جعلتني أحبه أكثر، مع أن علاقتي بالله علاقة قوية، وأطلب من الله أن يساعدني، ولكن ما هو المفروض عمله؟، وخاصة أنني أريد أن أتحدث معه لأعرف إلى أين وصل في تدينه؛ هل إلى الاعتدال أو التعصب؛ الأمر الذي سيساعدني في أن أحدد إذا كنا نستطيع أن نكون مع بعض أو لا". نحو الإباحية وتسأل أخرى مستغربة: "لماذا حرم الله علينا المعاشرة مع أي أحد؟ ولماذا التقيد بإطار الزوجية في هذا الأمر؟، فالزواج مسئولية.. والجنس فطرة فينا.. يعني لازم ننتظر حتى نتزوج"؟!. ويحكي شاب آخر فيقول: "تعلقت بفتاة منذ صغرنا، وهو حب عذري بمعنى الكلمة، فكنا نرسم مستقبلنا بعد أن يوفقنا الله ونتزوج، إلا أنه بعد مرور 5 سنوات شاء القدر أن تتزوج الفتاة من شخص آخر، فحزنت حزنا شديدا على فراقها، وبدلا من أن ألجأ إلى الله في حزني وألمي اتخذت طريق الشيطان وجعلته مسلكا لي حيث شربت الخمر وارتكبت الكثير من الفواحش محاولا نسيان الألم الذي في قلبي"!. علاقات محرمة بين المتزوجين وعن علاقات المتزوجين المنحرفة تقول سيدة عاملة: "أنا متزوجة، وأعمل بوظيفة محترمة، ومع أن لدي بنتين فقد وقعت في حب موظف معي في العمل، وذلك بعد 7 سنوات من الزمالة، أنا لا أعرف كيف أحببته، لكن هذا ما حصل، وقد وقعت معه في المحظور، أعرف أنني خائنة وزانية، لكني لا أعرف ماذا حدث؟، فقد انقلبت حياتي معه وأصبحت جميلة، وللعلم هو أيضا متزوج، وله ولدان، وهو يحبني أيضا، وقد وجدت فيه ما كنت أنشده في زوجي، وقد تعاهدنا ألا يؤثر حبنا على حياتنا العائلية، وأن نعيش لحبنا فقط، ولكنني -داخليا- أتألم بين المعصية التي ارتكبتها وبين الحب الذي كنت أفتقده في حياتي"!. وتتحدث فتاة عن علاقتها مع رجل متزوج تحت ستار الحب، فتروي تفاصيلها قائلة: "أحببت شخصا لمدة 3 سنوات ووقعت معه في المنكر، واكتشفنا أننا غلطنا غلطة كبيرة وعصينا رب العالمين وخنت أهلي، ونحن نريد أن نصلح هذه الغلطة، ولكنه إنسان متزوج وعنده أولاد ويريد أن يتقدم لي بشكل غير رسمي، فأخبرت أمي عن كل شيء لكنها رفضت ارتباطي به، وهو الآن يريد أن يخبر أبي بما فعلته وأنا أكيد سأخسر أبي وأمي وكل أهلي، لا أعرف ماذا أفعل، فهل أمنع هذا الشخص الذي أحببته من أن يخبر أبي، علما أنه يوجد شخص ثان متقدم لي ولا يعرف شيئا عني؟ فماذا أفعل حتى أرضي رب العالمين وأصلح غلطتي؟". أسباب ط§ظ„ط¹ظ„ط§ظ‚ط§طھ المنحرفة تحليل علماء الدين وأساتذة علم الاجتماع بين السبب الرئيسي في ط§ظ„ط¹ظ„ط§ظ‚ط§طھ المنحرفة بين الجنسين وهو أن هناك خللا في مفهوم ط§ظ„ط¹ظ„ط§ظ‚ط§طھ بين الجنسين سببه عدم التعرف الحقيقي على الدين، والميل إلى تقليد الثقافات الوافدة، فقد اتفق كل من الدكتور منيع عبد الحليم محمود عميد كلية أصول الدين، والدكتور محمد داود أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة قناة السويس، والدكتور عبد الصبور شاهين المفكر الإسلامي الكبير، والدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر على أن الإسلام لا يعترف بأي علاقة بين الرجل والمرأة إلا في إطار الزواج، وما دون ذلك في مسائل العمل والدراسة فلا ينبغي أن تكون هناك أي علاقة خارج إطار العمل أو الدراسة. ويحدد الدكتور أحمد المجدوب أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي المصري للبحوث الجنائية والاجتماعية عددا من العوامل الاجتماعية المؤدية إلى ظهور ط§ظ„ط¹ظ„ط§ظ‚ط§طھ المحرمة بين الجنسين، من أهمها غياب التوعية الحقيقية بالطبيعة التي يجب أن تكون عليها تلك العلاقة، والإفراط في مسألة الاختلاط بين الجنسين. التحليل الاجتماعي وحول وجهة النظر الاجتماعية في قضية ط§ظ„ط¹ظ„ط§ظ‚ط§طھ بين الجنسين وأسبابها يرى الدكتور أحمد المجدوب أن هناك أسبابا تؤدي بالشباب والفتيات إلى إقامة علاقات محرمة في إطار المجتمع، من أهمها عدم إنكار المجتمع بشكل عملي لهذه الظاهرة نتيجة لاقتحام الثقافات الوافدة التي تجعل من عملية الاختلاط بين الجنسين أمرا عاديا لمجتمعاتنا، هذا بالإضافة إلى وقوع كثير من الأسر في محاولة تخويف الفتاة منذ بلوغها من الشاب مما يؤدي في النهاية إلى أن تقوم الفتاة بدافع الفضول إلى التعرف على هذا الخطر. كما يتطرق الدكتور المجدوب إلى أسباب أخرى تؤدي إلى ط§ظ„ط¹ظ„ط§ظ‚ط§طھ المحرمة بين الجنسين منها التعليم المختلط، وتزايد تركيز الإعلام على الجانب العاطفي بين الجنسين، وخاصة أن الأسرة لم تعد كما كانت في الماضي حيث أصبح التلفزيون بشكل خاص مشاركا خطيرا لها، ومن ثم يكون لما يعرضه من أغاني الحب المصورة، والمشاهد الساخنة دور كبير في تحريك الشهوة الجنسية لدى الجنسين بشكل يدفعهم إلى إقامة علاقات تستهدف إشباع الرغبة لكل منهما، مؤكدا أن علاج انتشار مثل هذه ط§ظ„ط¹ظ„ط§ظ‚ط§طھ بين الشباب والفتيات يتطلب عدة أمور أهمها: تعديل منطق أساليب التربية في الأسرة، واستعادة المدرس دوره كمرب وليس معلما فقط، ومحاربة الاختلاط غير المنضبط بين الشباب والفتيات، بالإضافة إلى منع فرض الثقافات الوافدة التي تركز على الغريزة وإظهار مفاتن المرأة، ومواجهة الفساد الإعلامي الذي يصور المرأة كجسد، وكذلك نشر الثقافة الواعية في العلاقة بين الجنسين، والقائمة على الأسس الإسلامية. ويصف الدكتور أحمد المجدوب ط§ظ„ط¹ظ„ط§ظ‚ط§طھ بين المتزوجين من الجنسين بأنها أمر بشع يهدد كيان المجتمعات الإسلامية، ولا يمكن تبريره ببعض السخافات الذي يطلقها بعض المنفلتين والمنفلتات كفقدان الحنان، ويحذر من ظهور ميل متزايد نحو الانفلات الخلقي لدى بعض النساء مما يدفع المتزوجين إلى التفكير بشكل منحرف، موضحا أن ط§ظ„ط¹ظ„ط§ظ‚ط§طھ المحرمة بين المتزوجين تنشأ في الأصل نتيجة انصراف الزوج عن زوجته، وقيام الزوجة بالبحث عن بديل لما تحتاجه من عطف خارج نطاق الزوجية، هذا بالإضافة إلى الخروج عن تعاليم الدين تحت مسمى حرية المرأة والتعبير عن الذات. ويشير الدكتور المجدوب إلى أن علاج ط§ظ„ط¹ظ„ط§ظ‚ط§طھ المحرمة بين المتزوجين من الجنسين يتطلب جهودا من الزوجين نفسيهما أهمها تأصيل مبدأ المصارحة بين الزوجين، وضبط السلوك مع النفس، واتقاء المرأة لله في تجميل نفسها المتزايد عند الخروج إلى العمل، وأخيرا ملء أوقات الفراغ بطاعة الله وممارسة الهوايات النافعة. المشاعر البناءة لا الهدامة من جانبه يؤكد الدكتور محمد داود أن الإسلام حرم كل ما يثير الشهوة والغريزة، وأمر بالمحافظة عليها وادخارها لوقتها، ولمن يستحقها ويقدرها ويحافظ عليها، بدلاً من إتاحتها للغادي والرائح يتلاعبون بها فيدمروا هذه المشاعر وتلك العواطف النبيلة. ولذلك رسم الإسلام حدودًا آمنة للشخصية الإسلامية ذكرًا كان أو أنثى، ومع هذا لم يصادر العواطف أو يمنع المشاعر؛ وإنما يهذبها بآداب ربانية تجعل هذه المشاعر والعواطف عنصرًا من عناصر البناء الإيماني للمسلم بدلاً من أن تكون عنصر هدم لحياة الإنسان حيث جعل الله الخالق العليم سبلاً آمنة لإرواء الغرائز، وإشباعها في حلال فشرع الزواج وأمر بتيسيره، ومهد لذلك بالخطبة صيانة ورعاية وحماية لعواطف ومشاعر الذكر والأنثى. ويشير الدكتور داود إلى عدد من الأمور التي حددها الإسلام كي يمنع بها ممهدات ط§ظ„ط¹ظ„ط§ظ‚ط§طھ المحرمة بين الجنسين حتى يحافظ على المشاعر الإنسانية خاصة لدى الفتاة، من أهمها تحريم التبرج، وغض البصر، وحفظ الفرج، والبعد عن الأسباب التي توقع في الفحشاء، وتحريم الخلوة بين غير المحارم، والنـهي عن الخضوع بالقول، وألوان الميوعة في اللفظ والحركة، مشيرا إلى أن الإسلام أوصى أيضا بمعايير اختيار الزوج والزوجة وجعل ذلك على أساس الدين، والخلق، والجمال الطاهر العفيف، وفي الوقت نفسه حذر من الجمال الرخيص الذي يتلاعب به أهل السوء، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلمالشروق إياكم وخضراءَ الدِِِِِِِّمن) وهي المرأة الحسناء في المنبت السوء، هذا بالإضافة إلى أنه حذر من صحبة السوء والشر؛ فالأصحاب في الشر تتحول صداقتهم إلى عداوة وبغضاء يوم القيامة حين يجنى كلٌ منهم أوزار ما قدَّم وأساء وطغى، ولذلك أوصى النبي باختيار الأصدقاء واصطفائهم من أهل الخير والفلاح وحذر من صحبة السوء وأهل الفساد. ويتناول الدكتور محمد داود عددا من الصور المرفوضة في ط§ظ„ط¹ظ„ط§ظ‚ط§طھ بين الجنسين من أهمها (الحب العذري) واصفا إياه بأنه الخيال المفرط في حب شاب لفتاة أو العكس، على الرغم من إدراكهما بكل تأكيد صعوبة أو استحالة الارتباط الحلال بينهما لموانع ظاهرة معلومة، هذا بالإضافة إلى ما تقدمه بعض الفتيات من تنازلات بكشف جزءٍٍٍٍٍٍٍٍٍ من جسدها بالتبرج والمبالغة في إظهار الزينة لبعض الشباب رغبةً في لفت انتباهه إليها، وترغيبه في الزواج منها، فهذه وسيلة غير مشروعة لا يبارك الله فيها، وفى الأعم الأغلب تأتى بعكس النتائج المرغوبة، حيث يقترب منها الشاب في قصة حب غرامية مزيفة ثم ينصرف عنها بعد خسارات وإساءات تحسب عليها. ويحذر الدكتور داود من الخلوة بين الجنسين بدعوى: (أنا عارف نفسي، ومتأكد جدا مما أفعله)، ويوضح أن ذلك كلام يناقض الفطرة التي خلق الله الناس عليها، فما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما، كما أخبر صاحب الشرع، أيضا ما يشيع عند بعض الفتيات من محاولة التقرب من بعض الشباب واقتحام خصوصياته كأن توقظه بالتليفون وتقوم بقضاء المهام والأمور الخاصة جدا به، ويطول الحديث بينهما ليلا في التليفون… ودرجة درجة وخطوة خطوة يصلا إلى المحرم وليس إلى الزواج. وحول انطلاق بعض الشباب في علاقتهم مع الفتيات من مشكلة أنهم لا يستطيعون الزواج، وعلاقاتهم هذه تساعدهم على مواجهة ما قد يشعرون به من ضيق اليد يرد الدكتور داود عن ذلك بقوله: الشارع لم ينس أن يوصي الشباب إذا ساءت الظروف واشتدت الأحوال ولم يتيسر لهم طريق الحلال في إشباع الغريزة والشهوة، وهو الزواج، يوصيهم بالصوم فإنه وقاية وعلاج أوصى به النبي، بهذا كله تتضح الصورة الإيمانية للعلاقة بين الجنسين، ويظهر واضحا زيف وسوء علاقات محدثة في حياتنا المعاصرة. العاطفة الدرامية ويرجع الدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر السبب في انتشار ط§ظ„ط¹ظ„ط§ظ‚ط§طھ المحرمة بين الجنسين إلى ما يعانيه المسلمون من تشكيل ثقافاتهم على أساس إعلامي فاسد، مما يسميه الناس "الدرامي" عن طريق الأفلام والمسلسلات، والصحيح في تشكيل فكر المسلم وتكوين وجدانه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مؤكدا أن الفتاة التي ليس لها ما يسمى بالعلاقات العاطفية في ضوء الكتاب والسنة هي أرقى وأجمل وأعظم فتاة؛ ذلك لأنها غضت بصرها وصانت فرجها والتزمت عفتها؛ فهي من الذين يحبهم الله ورسوله. ويصف الدكتور مبروك كل التجارب العاطفية على أنها طريق إلى الزنا، وإن زعم الناس المفسدون بأنها حب ووجدان، هي دعوة من الشيطان؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم حين نادى الشباب لم يقل من استطاع منكم الباءة فليحب وليخرج وليتنزه، إنما قال: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج" فسبيل المسلمين إلى الحب الزواج وليس غيره، مشيرا إلى أن ما يبالغ فيه بعض الناس في مسألة التعارف من أجل الزواج هو أمر خطير؛ لأن الدين أصول وقواعد، فلا توجد تسمية محترمة للقاء رجل وامرأة ليسا زوجين وليس بينهما حرمة تمنع الزواج كعمة وخالة إلا شيء واحد هو "خلوة" محرمة شرعًا، وقد قال صلى الله عليه وسلم فيما يروي الصحاح: "لا يخلون أحدكم بامرأة". فوضى جنسية ويلمح الدكتور منيع عبد الحليم محمود عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر إلى أن أي علاقة بين الجنسين يجب أن تكون محكومة في إطار محدد لا يخرج عنه، فإذا كانت العلاقة في مكان عمل فلا يجوز أن تتعدى إطار العمل، وهكذا في أماكن تلقي العلم، وذلك حتى لا تتفشى ظاهرة ط§ظ„ط¹ظ„ط§ظ‚ط§طھ المحرمة وتصبح أمرا عاديا في مجتمعنا؛ محذرا مما ينتشر هذه الأيام تحت مسمى المعرفة قبل الزواج، على اعتبار أن إقامة علاقة بين الشاب والفتاة قبل الزواج قد تؤدي في الغالب إلى الوصول للأمور المحرمة، كالكلام العاطفي الذي يؤدي إلى أفعال شائنة لا يقرها الإسلام، وقد يترتب عليها الهجران قبل الزواج والانفصال فيما بعد. ويشدد الدكتور منيع على مسألة الحب العذري التي يتبعها كثير من شبابنا هذه الأيام، ويؤكد أن الإسلام لا يعترف بشيء اسمه "حب عذري"، وأن أي شخص يقع في هذا الحب عليه أن يعلم أن مقاومة النفس بأجر كبير عند الله، موضحا أن ما يحدث اليوم من علاقات محرمة بين الجنسين يتطلب تدخل الأسرة بشكل سريع في معالجة هذا الأمر عن طريق تربية الأبناء تربية سليمة توضح طبيعة العلاقة بين الشاب والفتاة، مع المساعدة على الزواج المبكر وخاصة أنه ضرورة حيث إن الله خلق الرجل والمرأة وكل منهما بحاجة إلى الآخر من أجل بناء المجتمع واستمراره. وعن ط§ظ„ط¹ظ„ط§ظ‚ط§طھ المحرمة التي تنشأ بين المتزوجين يرى الدكتور منيع أن ذلك سببه أيضا الاختلاط المتزايد في مجال العمل، فمثلا زيادة الحديث عن الجانب الشخصي بين الجنسين تؤدي إلى الوصول إلى الجانب العاطفي، مؤكدا أن الإسلام وضع علاجا عمليا لمواجهة ذلك وهو التزام الزوجة بطاعة زوجها، وحرص الرجل على اللجوء إلى زوجته عند الشهوة، والعكس كذلك. من جانبه يصف الدكتور عبد الصبور شاهين المفكر الإسلامي الكبير ما يحدث في مسألة ط§ظ„ط¹ظ„ط§ظ‚ط§طھ المحرمة بين الجنسين بأنها فوضى جنسية لا يمكن الخروج منها إلا بالعودة إلى التربية الإسلامية للأبناء؛ لأن الإسلام هو الذي يتصدى لخلق ط§ظ„ط¹ظ„ط§ظ‚ط§طھ الصحية بين الجنسين حيث يقصر العلاقة الجنسية على الزواج دون غيره، ولا يقبل أن تكون هناك علاقة بين الرجل والمرأة إلا في إطار الزواج، ويوضح أن مسميات الصحبة والصداقة والحب، وما شابهها هي طريق للمعصية والفساد الأخلاقي، حيث تحدث العلاقة بين زميلين في العمل، أو بين طالبين يقع بينهما استلطاف ثم استخفاف بالقيم ثم تورط في ط§ظ„ط¹ظ„ط§ظ‚ط§طھ المحرمة التي توصل في النهاية إلى هدف جنسي غير مشروع. وختاما.. أصبح المجتمع يواجه بحق مشكلة خطيرة في تزايد الاختلاط بين الجنسين بشكل لا يراعي الخلق القويم، وهو أمر اتفق علماء الدين وأساتذة علم الاجتماع على أن من أهم أسبابه البعد عن الدين، والانبهار بكل ما هو وافد، وأن العلاج يتلخص في تطبيق تعاليم الإسلام في العلاقة بين الجنسين، وحصر علاقة المشاعر في إطار الزوجية التي ينبغي أن تقوم على أساس من المصارحة، بالإضافة إلى أن تستعيد الأسرة دورها الحقيقي في تحصين الأبناء من مثل هذه ط§ظ„ط¹ظ„ط§ظ‚ط§طھ التي يرفضها الإسلام، بشكل فيه توعية وليس تخويفا. إن من الجيد والمفيد اشتراك علماء الاجتماع والنفس، مع علماء الدين، في وضع تصور لطبيعة العلاقة بين الجنسين: مساحات الحظر، ومساحات السماح، وطبيعة العلاقة كيف تكون؟ وقد يكون من الجيد كذلك طرح فكرة مؤتمر اجتماعي شرعي، يدرس فيه طبيعة العلاقة، ويقدم لنا ضوابط هامة، وبرامج عملية، بشكل تحليلي، بعيدا عن التخوف الذي قد يعكس نتائج سلبية، كما أنه يكون بعيدا عن الانحلال، ويراعي قواعد الدين، وطبيعة المجتمع، ونحن نطرح هذه الأفكار في هذا التحقيق، وما نحسبه إلا خطوة إرشادية، وشهادة على طريق الإصلاح في موضوع التحقيق. يتبع

hgughrhj hgoh’zm gglgj.ldk

العلاقات الخاطئة للملتزمين2 د. محمد داود** 16/03/2019 الشروق للمجتمع الجديد أصداؤه، ولا نغالي إذا قلنا إن المجتمع بصورته المعاصرة التي نحياها – مجتمع جديد سريع التغير، تتلاحق فيه الأحداث وتتنوع بسرعة رهيبة.. مجتمع ضاقت فيه مساحة الخصوصية حتى كادت تختفي فيه الحدود؛ فتداخلت الأمور واهتزت كثير من القيم. إن المجتمع العالمي يعيش اليوم حالة إعصار مادي جارف يجتاح كل شيء، فعلى الرغم من تحقق الإشباع المادي، فإن جوعة القلب والروح زادت واشتدت وطأتها، واهتزت القيم النبيلة، فتباعدت المسافات بين القلوب، وأصبح لكل قيمة خلقية ثمن، وكل هذا ترك أصداءه على إنسان العصر. وعلى الرغم من أن الملتزمين يحاولون الثبات والصمود والتمسك بالقيم الأصيلة، والمحافظة على الثوابت الدينية، فإنهم لم يسلموا من الإعصار المادي الذي يعولم كل شيء ويكتسح في طريقه كل شيء، حتى المشاعر فأصابهم منه شظايا. ولعلّ أقوى أسباب التغير والتحول الذي أصاب المجتمع الإنساني في عصرنا هذا – مستحدثات التكنولوجيا، وبخاصة وسائل الاتصالات المختلفة من المحمول والكمبيوتر والفضائيات وشبكات المعلومات… إلخ، ذلك النسيج العنكبوتي الذي أحال العالم إلى قرية صغيرة، واختزل المسافات، وأوجد بعدًا جديدًا لتلاقي المشاعر والأفكار.. وما أدراك ما رسائل المحمول والحوارات المفتوحة في "غرف الدردشة"!.****محذوف********محذوف* *******محذوف********محذوف**** الغواية القديمة في الماضي كانت وسائل الغواية والانحراف بسيطة ومباشرة وبطيئة، وكانت خطوات إبليس في إغواء بني آدم بطيئة تأتي على مراحل وتأخذ في استدراج الإنسان إلى شراك الغواية خطوة خطوة، كما تروي لنا كتب التفسير والحديث في سبب نزول قوله تعالى: "كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ" (الحشر: 16). وتقول الروايات: إن رجلين خرجا للجهاد وكانت لهما أخت ليس له من يرعاها سواهما، فلم يجدا من يُؤمَن على أختهما سوى راهب يتعبد في صومعته، فتركا أختهما عنده.. وكان الراهب يضع لها الطعام بجوار الباب ثم يعود إلى صومعته، فأتاه الشيطان ووسوس له أن صنيعه هذا من فعل المتكبرين، فلماذا لا يقدم إليها الطعام بنفسه؟! وفعل الراهب، ثم أتاه إبليس فوسوس إليه أن يعلِّم هذه المرأة قواعد الدين، وهذا أمر لا غبار عليه.. واستطاع إبليس بهذه الحيلة أن يستدرجه إلى طول المجالسة والخلوة، وما يتبع ذلك من نظرات وهمسات، تطورت بعد ذلك إلى الوقوع في الفاحشة، وحملت المرأة منه، فلمَّا جاءها المخاض أمر إبليس الراهب أن يقتل الطفل كي يستر فضيحته عن الناس، ففعل!. ولما عاد الأخوان ذهب الشيطان إلى أحدهما في المنام وأخبره بشأن أخته مع الراهب، ودلَّه على مكان دفن الطفل.. ثم ذهب الرجلان إلى القاضي ليحكم في قضية أختهما مع ذلك الراهب الفاسق… ولم يترك إبليس الفرصة تفر من يده، فها هي الضحية بين أصابعه يعبث بها كيف يشاء، ذهب إبليس إلى الراهب وأوهمه أن بإمكانه أن يخلصه من محنته في مقابل أن يسجد له سجدة واحدة.. ومرة أخرى قَبِلَ الراهب إغواء إبليس ودعوته للكفر، فسجد للشيطان، وعندها قال له الشيطان: "إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ"! هكذا كانت طرق الغواية بسيطة لا تعقيد فيها، ومرحلية تتدرج خطوة فخطوة حتى يتحقق لإبليس غرضه الأكبر، وهو دعوة الإنسان إلى الكفر والعياذ بالله. وسائل عصرية ومع التقنيات الحديثة نجد أن الأمر اختلف، حيث اختصرت المسافات أمام إبليس ومهدت له سبل الغواية، ويسرت له مهمته كي يؤديها في أسرع وقت وعلى أكفأ درجة في الأداء!، فإبليس -في إطار تقنيات العصر- يستطيع أن يستدرج ضحاياه إلى السقوط في حبائله بطرقٍ متعددة ومعقدة وغير مباشرة وبسرعة خاطفة، وهو ما نراه واضحًا في كثير من الحالات بين شبابنا وفتياتنا التي تبدأ بأمور عادية ليس فيها شائنة ثم تنتهي بالوقوع في الفخ الشيطاني، فهذا شاب ملتزم بدينه مطيع لربه، توقظه صديقته لصلاة الفجر، برسالة أو رنة من المحمول، ويتعاهدان على ذكر الله وإقام الصلاة! وتبدو هذه خطوة نحو تعميق الإيمان بالله والإخلاص في عبادته.. وشيئًا فشيئًا تضيق مساحة الذكر والطاعة، وتنمو مساحة الخصوصية في العلاقة، وتزداد خطوات إبليس في غوايتهما، وتنتهي المسألة بقصة غرام وعلاقة غير شرعية، ولا يبقى أمام الشابين سوى أحد طريقين: الأول: السقوط في فاحشة الزنى. الثاني: أن يلبِّس الشيطان عليهما الأمر، وتنتهي المسألة بزواج عرفي ووثيقة سرية ليس فيها ركن من أركان عقد النكاح الشرعي. فهذه صورة يعتقد فيها الطرفان أنهما يصنعان ما يشبه عملية غسيل الأموال، فهما يحاولان تبرير علاقتهما غير الشرعية بغطاء وهمي، مع أن الأصل باطل، وما بُنِي على باطل فهو باطل. استيقاظ الضمير وكثير من شبابنا قد تصحو ضمائرهم وتفيق من الغواية، فيشعر كلٌّ من الطرفين بالندم والرغبة في الرجوع إلى الله، ولكن قد يأتي الأمر بعد فوات الأوان، حيث يكونان قد أدمنا الأمر فلا يستطيعان الإقلاع عنه، وكلما حاول أحدهما أن ينهض من كبوته، راح إبليس يستدرجه لإسقاطه في شركه. أيضًا مع كساد سوق الزواج رأينا سعيًا من حواء وراء آدم تلاحقه باقتحام خصوصياته وتقديم خدمات خاصة، أملاً في لفت انتباهه ليتزوجها، وربما انتهت المسألة بعلاقة غير مشروعة يغلق معها باب الزواج حتى إشعار آخر. كل هذه الصور من اختلال العلاقات والقيم تدعونا إلى التساؤل: أين الخلل؟!، ويدفعنا إلى طرح العديد من الاستفسارات: – هل الآداب الإسلامية في العلاقة بين الجنسين أصبحت غير واضحة للشباب في إطار التقنية الحديثة؟! – أهو نقص في الوعي بالقيم الدينية التي تحمي الإنسان من السقوط في مهاوي الرذيلة وحبائل الغواية؟ – أم هو الفراغ؟ – أم هو عسر الحال وضيق ذات اليد؟! – أم أن الخلل كامن في صميم هذه الحضارة الماديَّة التي لا يهمها سوى إشباع النزوات والشهوات دون أن تلقي بالاً لحاجات الإنسان الروحية؟! والإجابة عن كل هذه التساؤلات تكمن في كلمة واحدة: الله، كما قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم: "قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ" (الأنعام: 91). فلننتبه إلى خطورة الأمر؛ لأنه يتعلق بمصير الإنسان، ولتسأل نفسك أيها الشاب ولتسأل كل فتاة نفسها قبل أن يسقطا في حبائل الغواية والانحراف عن طريق العلاقة المشتركة مجموعة من الأسئلة أهمها: – ما موضوع الحوار بينكما؟ هل هو نقاش علمي، أم هو نقاش حول قضية اجتماعية؟ – وما حظ العقل فيه؟! وما حجم العواطف والمشاعر فيه؟! – هل هناك فارق بين الكلام وجهًا لوجه، والكلام عبر الهاتف أو النت؟! – هل اختفت حدود الوقت المناسب هنا وأصبحت بلا حدود في الليل والنهار؟! – هل هو مفتوح أم محدود كما أن الزيارات لها مواعيد، أم أن لها مواعيد مثل اللقاءات الجسدية؟ – هل استكملت عُدَّتك لتحقيق حياة مستقرة لا يشوبها قلق ولا إحساس بالإثم، كي لا تنقلب اللذة العاجلة إلى عذاب في الدنيا والآخرة؟! – هل تشغل وقتك وتملأ حياتك بأعمال نافعة لك ولغيرك؟ لأن من لم يشغله عملُه شغله الشيطان!. – هل تدرك الفجوة القائمة بين القديم والجديد؟ وهل تحاول تحقيق معادلة التوفيق بين مطالب الدين والدنيا؛ فلا تفقد آخرتك ودنياك، ولا تحرم رضا الله -عز وجل- وتوفيقه؟ نصيحة واجبة فعلى كل فتاة وشاب أن يسأل نفسه هذه الأسئلة، وأقول لكل واحد منهما: لا تخدع نفسك، ولا تدع لشياطين الغواية عليك سبيلاً، وتأكد أن الشيطان يجرك إلى الغواية خطوة خطوة، فانتبه واحذر فإن الشيطان يأتي الملتزم من باب الطاعة، والإنسان ضعيف حين يترك لهواه وشهواته ونزواته وشيطانه، قال الله عز وجل: "وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفاً" (النساء: 28). ولا حول ولا قوة إلا بالله، فبحول الله وقوته يعود الضعف قوة، وينقلب العجز عزيمة وإرادة إذا ما تحلى الإنسان بالإيمان واستجاب لهدى ربه وتأتت له الأوصاف الإيمانية، قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ" (الأنفال: 24). ويجب أن تعلم كل فتاة، ويعلم كل شاب أن التقنيات الحديثة سلاح ذو حدين، يمكن استعمالها في الخير، كما يمكن أن تكون وسائل للشر وحبائل للشيطان. والله تعالى أرشدنا إلى الخير، قال عز من قائل: "وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ" (البقرة: 148). فليتخير كل إنسان لنفسه ما يحب أن يراه الله تعالى عليه، وآخر قولي: "وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ" (البقرة: 281). يتابع

العلاقات الخاطئة للملتزمين3 غريقة المعاصي على شاطئ التوبة مسعود صبري** الشروق سيدي أكتب إليك، وأنا أموت كمدا، بل أعتبر أن الأموات في راحة عني؛ فالناس يموتون مرة واحدة، ولكني أموت كل يوم، قد تتعجب يا سيدي حين تعرف قصتي، وتقول لي: أنت كاذبة، ومخادعة، أو تحاولين إيهام نفسك بالصلاح، لكن صدقني يا سيدي أني أكتب لك من كل قلبي. لا أعرف من أين أبدأ حكايتي؟! فأنا فتاة لم تهنأ بين أبوين كأية فتاة، تحتاج إلى الأمومة في صغرها، وليت أمي وحدها هي التي ضاعت مني، فأبي معي جسدا بلا روح، فقد غادرت أمي بيتنا بعد طلاقها من أبي وتزوجت بغيره، كنت ساعتها قد تجاوزت السنة بقليل، فنشأت في بيت أبي، تفتحت عيناي على والدي الذي كنت أرى معه امرأة كل سنة، فقد كان رجلا مزواجا، وساعده في ذلك أن الله تعالى وهبه مالا وفيرا، لك أن تتخيل أنه في كل سنة يتزوج امرأة!! وأنا الباحثة عن أمي، فلا أجدها بين هؤلاء النساء، ولكن مرت هذه السنون عليّ، حتى كبرت وتزوجت، وكان هذا غاية أمي أن أستقر مع رجل بعد هذا الانهيار الاجتماعي الذي أعيشه مع أبي، ولكني طلقت!، ثم تزوجت، ثم طلقت!، ثم تزوجت ثم طلقت!، وأقسم لك أني لم أكن السبب في الطلاق، في كل المرات، والله يشهد على هذا. ولا أحب أن أطيل عليكم، وأدخل لك في تفاصيل حكايتي؛ فأنا فتاة "مشيي بطال" إلى أبعد الحدود، وسيئ للغاية، فالحرام يغرقني، فكل حياتي حرام في حرام، مسكني حرام، وزادي حرام، وملبسي حرام، بل قد تتعجب حين تعرف أني آخذ رزقي من حرام، فهو السبيل الوحيد لكسب لقمة العيش!!. لكن الذي يذبحني هو أن ضميري حي ويؤنبني في كل كبيرة وصغيرة، ولا تسخر من كلامي، ففي قلبي إيمان كبير وعميق، لدرجة أن الأذان يبكيني، كما أن كلمة الله تؤلمني كثيرا، وذكر الله على لساني يهز كياني، ولا أكاد أتمالك نفسي، كما أنني حلمت بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام وهو يقرأ عليّ، ووجهه أمام عيني كل ساعة وكل دقيقة؛ وهو ما أعاد شيئا من الطمأنينة في نفسي. أنا باختصار أملك إيمانا غير طبيعي بمعنى الكلمة، وأقسم أن سيري البطال يؤنبني، لكن رزقي معتمد عليه، ولولاه أموت من الجوع، ومع ذلك أدعو ربي باستمرار بأن أتزوج إنسانا صالحا، يحفظني، ولكن دون جدوى، وعندما حاولت الذهاب إلى الحج لم أستطع؛ لأنه ليس لدي محرم، فوالدي يشرب الخمر، ويزني، وهو لا يفكر في الحج. وصدقني يا سيدي، فقد حاولت أن أتوب مرات ومرات، ولكن تفاجئني دائما الفواتير والديون، وأرجع مرة ثانية للحرام، فلقد دعوت الله كثيرا من غير جدوى، وحاولت بالشهور والسنين من غير فائدة، وكلما أجمع مالا كي أنشئ مشروعا للعيش منه يذهب هباء في سداد الإيجار والفواتير والديون، فماذا أفعل إنني غريقة؟ إنني أشعر بحاجتي للتوبة وأتعذب كثيرا، وقلبي يموت ألف مرة ومرة من أجل هذه التوبة التي أتمناها. أقسم أني أكتب هذه الرسالة وأنا أموت من البكاء؛ فقلبي يبكي بحرقة، وأشعر أن الله سبحانه يحبني، ويراني بخلاف رؤية الناس، ولذلك أريد التوبة لدرجة أني أريد الذهاب للصحراء كي أعيش فيها، وأعبد ربي من غير إيجار أو مصاريف تثقل كاهلي، ولكني أفكر: كيف أؤمن طعامي وشرابي؟. وتطرح على بالي ألف فكرة وفكرة لدرجة أنني في أوقات كثيرة أفكر بالانتحار، ولكن حين كلمت بعض أصدقائي أخبروني أن الانتحار حرام، أنا أعلم ذلك جيدا، لم يغب عني، لكني أفكر في ذلك حتى لا تزيد ذنوبي، وحين حاولت طرق باب التوبة، وتحدثت مع أحد الأشخاص في الأوقاف وشرحت له قصتي، وكيف أنني بحاجة لمساعدة قال لي: (يا عاصية.. يا فاجرة اللعنة عليك)، وتساءلت: لماذا أغلق طريق التوبة في وجهي؟! لقد عدت وقد هدم هذا الشيخ كل آمالي في التوبة والرجوع إلى الله، لقد أغلق الأبواب في وجهي!! إنني يا سيدي أعاني كثيرا، فدلني على طريق النجاة، أرشدني إلى طوق النجاة… أقول لكم جميعا: أرجوكم لا تهملوا رسالتي، وساعدوني، إن ذنبي في رقبتكم لأنكم آخر أمل ليّ في طريق التوبة، فليس لي أب ولا أم ولا صديق به خير..، دلوني ولكم الثواب من الله، فالله يجعلكم من أهل الجنة، ويبارك فيكم، ويرضى عنكم.. لا تهملوا رسالتي.. أنتظر الرد بفارغ الصبر. إليك يا سيدتي أقول أبدا رسالتي إليك بأني أومن أن كل إنسان وهبه الله تعالى قدرا من الإيمان، مهما كانت ذنوبه، فكل إنسان فيه شيء من فطرة الله تعالى التي فطر الناس عليها، ولهذا أنا لا أتعجب إن وجدت في كلامك خوفا من العذاب، وسعيا للتوبة الصادقة، أو أنك ترزقين رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم، مع كون كثير من الناس من يظنون أنفسهم صالحين قد حرموا من هذه النعمة، وإن لم تكن رؤيا الرسول وحدها دليل صلاح، ولكني سعيد جدا بهذه الحالة الشعورية التي تعيشنها، فهذه بداية الأمل، ولكن اسمحي لي أن الطريق لا بد فيه من بذل حتى نصل إليه، فلا نكتفي بمجرد الأمنية؛ فالأمنية وحدها غير كافية؛ ولذا جاء في الأثر: "ليس الإيمان بالتمني، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل"، ولا يعني عدم العمل نفي الإيمان بالكلية، ولكنه ليس إيمانا صادقا، لقد كان القرآن الكريم دائم الربط بين الإيمان والعمل الصالح، لأنه دليل صدقه. من حقك يا سيدتي أن تموتي كمدا، ومن حقك أن تموتي كل يوم؛ لأن الذنب هو في حقيقة موت، موت لهذه العلاقة الطاهرة بين العبد وربه، وهو قتل لآثار نفخة الله من روحه في الإنسان، والإنسان الصادق هو الذي يتأثر بهذا ويشعر بالموت في نفسه، أما الإنسان الميت، فهو لا يدري ولا يشعر، وموتك الذي عبرت عنه هو دليل الحياة، فإن الحي دائما يشعر، والميت كما قيل: ما يضير الشاة سلخها بعد ذبحها، فمن الناس من ذبح نفسه بسكاكين المعاصي، وخناجر الآثام، بل منهم من أودى بحياته بقذائف الرذائل، وقنابل الحرام، وصواريخ الشرك والكفر، فأصبح كالأرض البور، لا يصلح فيها نبت ولا زرع، ولكن دعيني أصحح لك أني في حالة مرض، وليس في حالة وفاة، وإن كان مرضك مستعصيا، ولكن العلاج منه غير مستحيل. لا أريد أن أوقع اللوم على البيئة غير الصالحة التي نشأت فيها، ولن ألوم أبا لم يعرف إلا شهوته، ولم يفهم من الزواج إلا قضاء الوطر، فهو لم يفهم من الزواج إلا ما يحب، فهو عنده متعة لغريزته، ولكنه نسي واجبه، إنه نسي أن وضع الوالد في الأسرة ليس وضع الفرد، ولكنه وضع القائد الذي إن هزم فمن اليسير أن ينهزم جيشه، ولن أتحدث عن تلك الأم التي تركت وأنت في السنة الأولى من عمرك، وإن كان يجب عليها شرعا وقانونا أن تأخذك معها، فحضانتك واجب عليها، ولكن ما نفعل لآباء وأمهات نسوا واجباتهم تجاه أبنائهم، فكان ما حدث معك ومع غيرك ممن يهملون تربية أولادهم، إن المجتمع ينسى ما ربى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم الرعيل الأول:" كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته؛ فالوالد راع في بيته، وهو مسئول عن رعيته، والأم في بيتها راعية، وهي مسئولة عن رعيتها"، ولكن ربما يكون في قصة عبرة لعشرات ومئات من الآباء والأمهات أن يتقوا الله في أولادهم. لكني لن أعذرك فيما وقعت فيه، فإن كان الإنسان ابن بيئته، يعني أنه يتأثر بها، ويؤثر فيها، ولكن الإسلام لم يجعل الإنسان مقلدا في الخير والشر، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك حين قال: "لا يكن أحدكم إمعة، يقول: إن أحسن الناس أحسنت وإن أساؤوا أسأت، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا ألا تظلموا"، ويقول ابن مسعود، وهو من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يتبعن أحدكم دينه رجلا، إن آمن آمن، وإن كفر كفر، فإنه لا أسوة في الشر". والإنسان هو الذي يحدد لنفسه طبيعة حياته، أن يكون صالحا، أو يكون فاسدا، فهذه له هو، والله تعالى ترك له حرية الاختيار "وهديناه النجدين"، ولكني أتعجب كيف تبيعين عرضك لأجل لقمة العيش؟ إن أفضل ما في المرأة حياؤها، وامرأة بلا حياء، جسد بلا روح، إن طبيعة الخطأ يجب أن يكون لها حدود، فإن زينت المعصية للإنسان، فليبتعد عن الكبائر، لأن الصغيرة تمحى بيسير الأعمال "والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم"، وكون الإنسان دائما لا يقرب الكبائر فيكون في مأمن منها، بل الأصل أن يسعى المسلم إلى مرضاة ربه، وأن يبتعد عما نهى عنه، وفي الحديث: "إن الله تعالى يغار، وغيرة الله أن يأتي العبد ما حرم الله". إن إتيان الفاحشة الكبرى أمر مذهل، فانكشاف المرأة على غير زوجها، وممارستها الرذيلة شيء تستحي منه الفطر السليمة، وقد أنكرت هند بنت عتبة، وكانت على جاهليتها لم تسلم بعد، حين أتت تبايع الرسول على الإسلام، فاشترط الرسول صلى الله عليه وسلم على النساء عدم الزنى، فتعجبت المرأة العربية الجاهلية، وقالت: "أو تزني الحرة يا رسول الله؟!"، فكأن النفوس مفطورة على البعد عن الفاحشة، ولهذا فقد حذر القرآن منها أشد التحذير، وحرم الأسباب المفضية لها قبل أن يحرمها، فقال تعالى: "ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا". ولو كنت تقولين: إنني فكرت في التوبة من الفاحشة ولكن كنت تخشين الفقر، فقد نسيت أن الزنى طريق الفقر؛ فهو من الأسباب التي تجعل الإنسان فقيرا في ماله، وفقيرا في دينه، بل نفى النبي صلى الله عليه وسلم وصف الإيمان عن الزاني حين قال: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن"، فالإيمان يخلع حين ممارسة الفاحشة، وهذا يعني أنك وقعت فريسة الهوى والشيطان، وزين لك الشيطان فعلك، وأوهمك أن ارتكاب الحرام طريق الغنى. وقد قال تعالى: "ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين. إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون"، وقال أيضا: "الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" فالواجب عليك أن تأخذي قرارا حاسما من الآن، وليس بعد ساعة أن تقطعي عن نفسك الحرام، وأن تصدقي الله تعالى حتى يصدقك، فليس قبل اتخاذ قرار عن البعد الحرام من حل. يا سيدتي أكبري في نفسك ما تشعرين به من حب الله تعالى لك؛ فهل جزاء حب الله معصيته؟ أقول لك كما قال الشاعر: تعصي الله وأنت تظهر حبه … هذا لعمري في القياس شنيع لو كان حبك صادقا لأطعته … إن المحب لمن يحب مطيع في كل يوم يبتديك بنعمة … منه وأنت لشكر ذاك مضيع فالتمسي في حب الله تعالى لك عونا على ترك معصيته، واللجوء إليه، فإنه سبحانه يحب التائبين إليه، العائدين إليه، مهما كانت ذنوبهم، وهو القائل "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم"، انظري "إن الله يغفر الذنوب جميعا"، فليس بينك وبين التوبة حائل مهما عظم، فإن كان ذنبك عظيما، فعفو الله أعظم. واسمعي إلى ربك حين يبلغ عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: "ياابن آدم! إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولاأبالي، يا ابن آدم! لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم! لو انك أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئالأتيتك بقرابها مغفرة". إن الله تعالى يفتح لك أبواب التوبة، لكنك أنت التي تغلقينها، إنه جعلك ترين الرسول صلى الله عليه وسلم يرقيك في الرؤيا، وهذا دليل خير؛ فالرقية تعني شفاء من المرض، إن الله رزقك الخوف منه حين ذكره، فاجعلي هذا حاجزا لك عن المعصية ساعتها، استجيبي لنداء الحق حين تسمعينه ويقشعر جسدك، لا تجعلي هذا إحساسا فحسب، بل أتبعي الإحساس بالعمل، حتى يؤتي ثمرته، إن الله تعالى لن يجبرنا على ترك المعصية، ولن يجبرنا على فعل الطاعة؛ لأنه سبحانه سيحاسب الناس على أعمالهم، كل بما عمل، وكل امرئ يختار لنفسه ما يحب. دعي عن من لا يفهم دين الله حق الفهم مهما لبس من زي الصالحين؛ فالذي يقنط الناس من رحمة الله جاهل بحقيقة التوبة، وحب الله لعباده، إن الله يفرح بتوبة التائبين، ويسعد بعودة العصاة الآثمين، وقد جاء في الأثر: "إني لأجدني أستحي من عبدي يرفع إليّ يديه يقول يا رب يا رب فأردهما؛ فتقول الملائكة إلهنا إنه ليس أهلا لتغفر له فأقول ولكني أهل التقوى وأهل المغفرة أشهدكم أني قد غفرت لعبدي". وجاء في بعض الكتب: "أوحى الله لداود، يا داود لو يعلم المدبرون عني شوقي لعودتهم ورغبتي في توبتهم لذابــوا شوقا إليّ، يا داود هذه رغبتي في المدبرين عني فكيف محبتي في المقبلين عليّ، وفي الأثر: إنه إذا رفع العبد يديه للسماء وهو عاص فيقول يا رب فتحجب الملائكة صوته فيكررها يا رب فتحجب الملائكة صوته فيكررها يا رب فتحجب الملائكة صوته فيكررها في الرابعة فيقول الله عز وجل إلى متى تحجبون صوت عبدي عنى؟؟؟ لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبديلبيك عبدي. وفي الحديث القدسي: ابن آدم خلقتك بيدي وربيتك بنعمتي وأنت تخالفني وتعصاني فإذا رجعت إلى تبت عليك فمن أين تجد إلها مثلي وأنا الغفور الرحيم. وقال أحد الصالحين: "ولا تقطع الاعتذار ولو رددت، فإن فتح الباب للمقبولين فادخل دخول المتطفلين ومد إليه يدك، وقل له مسكين فتصدق عليه فإنما الصدقات للفقراء والمساكين". أما عن التفكير في خلوتك، فهو شيء محمود، ولكن اجعليها خلوة عن العصاة المذنبين، واجعلي خلطتك لعباد الله الصالحين، الذين يعينونك على طاعة الله تعالى وما أكثرهم لو نويت خيرا. أما ما يخص موضوع عيشك، فاعلمي أن كل ما أخذته من مال من حرام، هو جزء من رزقك، كان سيأتيك بالحلال لو طلبته بالحلال، فقد جاء في الحديث "إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أربعين يوما، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد". ويحكي أن عليا طلب من رجل أن يمسك له ناقته حتى يصلي ركعتين في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما خرج وجد الرجل قد سرق خطام الناقة، فطلب من غلامه أن يذهب للسوق ليشتري له خطاما لناقته بدرهمين، فاشترى الغلام الخطام المسروق بعد أن باعه اللص، فقال علي: سبحان الله، تعجله من حرام، كنت قد نويته أن أعطيه درهمين مكافأة. فرزقك مكفول عند الله. وأقول لك: يمكن لك أن تقبلي الصدقة، أو أموال الزكاة ما دمت محتاجة أو فقيرة، ويمكن لك أن تطلبي من أهل الخير أن يجدوا لك عملا، ربما لن يعطيك مثل المال الذي كنت تأخذينه من الحرام، لكن استشعري حلاوة الحلال، وإياك والرجوع أختي إلى الحرام مرة ثانية. ونحن معك، تابعينا بأخبارك، وأسعدينا ببشرى توبتك. يتبع

العلاقات الخاطئة للملتزمين4 ارتكاب الفاحشة تحت ستار الزواج الكاذب. السلام عليك ورحمة الله و بركاته أنا فتاة أبلغ من العمر 23 سنة، ارتبطت بشخص يكبرني بـ 14 عاما، متزوج ولدية ثلاث أطفال، أحببته بجنون، وهو أيضا يحبني، تقدم لخطبتي ولكن طلبه لقي رفضا منقطع النظير من أهلي، طبعا لأنه متزوج، ومن يومها ونحن نمارس الحياة الزوجية ممارسة كاملة، كما يمارسها الأزواج، وقد كتبنا ورقة بيني وبينه، يقر فيها أنني زوجته أمام الله، وهو خير الشاهدين، ولم نشهد أحدا من البشر. فهل تشفع لنا هذه الورقة أمام الله أم أن هذا الزواج غير صحيح ؟، أرجو إفادتي بأقصى سرعة لأني حائرة جدا في هذا الأمر، أشكركم علي تعاونكم، وأعانكم الله علي الجهد الذي تبذلونه …السؤال20/02/2019التاريخ الأستاذ مسعود صبري ا لمستشار الشروقالشروقالشروقالردالشروق الشروقالشروق بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: الأخت الفاضلة : اسمحي لي أن أناقش الأحداث قبل وقوعها، مع أنه قد يكون لا فائدة منه في النظرة العجلى، لكنه في ظني مهم جدا، ثم أتحدث عن الوضع الحالي، حتى يكون الكلام متوائما، بين التنظير والواقع. لقد أخبرت في رسالتك أنك ارتبط بهذا الرجل، ولم تخبري عن كيفية الارتباط، فكثيرا ما يكون البناء على خطأ، تأتي نتائجه متعسرة، أو لا تتحقق بشكل صحيح، ومن هنا فإن الرسول صلى الله عليه وسلم ربط بين العمل والقصد حين قال: " إنما الأعمال بالنية"، وهذه الصيغة هي أكثر الروايات الواردة، فلابد من القصد الحسن بداية، كما يجب أن يتبعه موافقة الشرع، وأنت لم تخبرينا في أي ظروف تعرفت على هذا الرجل، وبأي شكل كان هذا التعارف، وهذا الارتباط الذي وصفته بأنه "حب الجنون"، وما تحمله الكلمة من معاني ودلالات تعبر عن الشحنة الشعورية، والثورة العاطفية التي أحدثت انقلابا عكسيا في حياتك، حولك من فتاة تنظر مستقبلا جميلا مع زوج – أيا كان الزوج- إلى أن وصلت للمعاشرة الحرام، باسم الحب تحت ستار الزواج الكاذب، نعم إنه "زواج كاذب"، وهذا أقل ما يمكن أن يوصف به. لقد أذبلت زهرة متفتحة بشهوة ما استطعت كبح جماحها ، وخُدعت وخَدعت بما وصلت إليه من نتيجة، يا أختي أنت تعيشين في حرام ، ولو كنت تخافين الله تعالى حقا ، فعليك ترك هذا الرجل فورا ، أو الزواج منه زواجا شرعيا، وعودي إلى ربك، واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين، عسى الله تعالى أن يمن عليك بتوبة صادقة ، وأن تنشلي نفسك من هذا الوحل الذي ستغرقين فيه ، وتنجين من لجاج الشهوة إلى بر الأمان ، عسى الله أن يبدل سيئاتك حسنات ، وما ذلك على الله بعزيز . إن المسلم منضبط بأوامر الشرع، لأنه عبد لله، فقد يكون للإنسان تطلعات، لكن التطلعات لو لم يحصل عليها بطريق مشروع لا يسعى إليها، ولن تقف دنياه عند هذا التطلع، لأن المسلم ليس عبدا لشيء، وإنما هو عبد لله فحسب، وإن كان هذا التطلع قد وصل إلى حد "الجنون" كما وصفت، فليكن مثابرا مصابرا على طرق الأبواب المشروعة, وليتحل بالصبر، فإن لم يفتح له الباب الآن، فعسى أن يكون له غدا أو بعد غد، لكن الالتزام بحدود الله أمر واجب" ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه". لقد ظلمتما نفسيكما، وإني لأكاد أبكي لفعليكما، يا أختي ، أين ضميرك؟ أين حياؤك؟ أين دينك؟ أين أنت من الله؟؟، ما الذي حدث في الدنيا يا ناس؟ لماذا نتجرأ على الحرام بهذا الشكل؟، والمصيبة أننا نلبسه زي زور ونسميه حلالا؟؟ إن المكان الذي تعيشيان فيه يشكوكما إلى الله، فقد سئم الحرام، وكان يمكن لكما أن تجتمعا على الحلال، انظري أختي إلى نفسك بصدق، اخلعي عنك ثوب الزور الذي تلبسينه، واكشفي عن حقيقة نفسك بين نفسك، الحظي هذا في نفسك، وفي قلبك، حدثي نفسك الصادقة، واسمعي منها، تذكري ما قاله ابن عباس رضي الله عنهما: إن للحسنة نوراً في القلب، وزيناً في الوجه، وقوة في البدن، وسعة في الرزق، ومحبة في قلوب الخلق. وإن للسيئة ظلمة في القلب، وشينا في الوجه، ووهنا في البدن، ونقصا في الرزق، وبغضة في قلوب الناس. أختي أحسن الظن بك، وأقول لك : لقد خدعك صاحبك، ولو كان يحبك فعلا ما رضي أن تجتمعا في حرام، ولا تظني أنه لا يعرف أن الذي فعلتماه خطأ، فرجل له ثلاثة أبناء يعني أن له دراية بالحياة، وأنت صغيرة، غرر بك، وإن لم يكن هذا معافيك من الإثم عند الله، لكن يا أختي زواجكما ليس بزواج، فهو باطل باطل باطل، وعيشتكما حرام في حرام في حرام، فالزواج لابد فيه من الإيجاب والقبول والمهر وموافقة الولي والشهود والإشهار والتوثيق، لماذا حرمت أهلك أن يفرحوا بك عروسا في زينتها يوم زفافها؟، لماذا أغضبت ربك وأنت أمته التي خلقك وأنعم عليك بنعمه الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى؟، كيف بك وأنت تقفين أمام ربك فيسألك عن شرفك ودينك ،فماذا أنت قائلة له؟ أختي .. أتلمس فيك الحيرة، وسآخذ بحسن الظن، فأدركي نفسك يا أختي، فأنت على خطر عظيم، أنت على حافة الهاوية، إن ربك يناديك وينادينا جميعا:" وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون"، فهل ستقبلين على ربك أختي، وتتركين هذا الجنون الذي قد يودي بك إلى ما يحمد عقباه، واحمدي الله على أن سترك حتى الآن، فلربما لأنك صغيرة السن لا تدركين، وتعلمي من هذا الدرس في حياتك، عيشي أختي كأية فتاة، يفرح بها أهلها بعرسها، يأتي من يطلبها من أبيك، وتتم الموافقة عليه، وتدخلي السرور على قلوب أهلك، وتفرحي بمن يحبك فعلا ولا يخدعك، فكم من الرجال يخدعون الفتيات باسم الحب، ولو كان بينهما حب صادق ، ما رضوا إلا أن تكون الفتاة مصونة عرضها ، كريمة تطلب في بيتها ، وما دنس الرجل شرفه، وأوحل دينه، بل حماه من كل شائبة. لو كان ما حدث صغائر لكان الأمر هينا، ولكن الذي حدث كبيرة من الكبائر، بل هي من أعظم الكبائر، فاستري على نفسك أولا، ولا تحدثي أحدا عن هذا، وأرى أن تشهدي اثنين على هذا العقد، وأن ترفعي قضية إثبات في المحكمة، ثم يتم الطلاق بينكما، وانظري آخر يعيش معك، والأولى أن يتم حل الموضوع بالتراضي بينكما ، على نحو تظهر فيه النية للإصلاح بينكما ، ولو بالانفصال التام . إنني لا أحرم ما أحل الله، ولا أحل ما حرم الله، وليس من العيب أن تتزوج فتاة رجلا متزوجا، فهذا شرع الله، وهو فوق الرأس، وليس عندنا عورة في الإسلام نخفيها، ولكن بالطريقة التي شرعها الله تعالى، لا بالخداع والغش، إن صاحبك في مأمن الآن، فليس لك الحق في أي شيء، فلو أنجبت لكان ولدك من أبناء الشوارع؟، إن الزواج يا أختي ليس مجرد إفراغ شهوة، ولكنه بناء مؤسسة اجتماعية من الزوجين والأولاد، ليقوم الجميع بدورهم، فإن استطعت أن تصلحي ما بينك وبين الرجل بطريق مشروع، أو افعلي ما أخبرتك به حتى تثبتي علاقتك به بطريق قانوني، لييسر لك أمر زواجك بآخر، فلأن تتزوجي آخر وتخبرينه بأنك كنت متزوجة، خير لك من أن تتزوجيه وهو يعلم أنك كنت "زانية". حفظك الله من شر الحرام، وأعادك إلى طريقه، وعندي ثقة كبيرة فيك أختي أنك ستنهين هذه العلاقة، وتعودين إلى الله، وأبشري، فإن من ترك شيئا لله أبدله الله تعالى خيرا منه، ولأن يضيع منك حب في حرام، خير من أن يضيع منك جنة الله ونعيمه، ومن سار في طريق الله، جمع الله تعالى له بين خيري الدنيا والآخرة. أختي .. لا تحرمينا من الاطمئنان عليك، فإن كنت أنت حائرة، وتريدين الإجابة بشكل سريع، فإننا على شوق أن تدخلي السرور على قلوبنا بتوبتك إلى الله تعالى، وإصلاح هذا الفساد. ويمكن لك الاطلاع على : شروط عقد الزواج يتبع

العلاقات الخاطئة للملتزمين5 محتارة بين حلاوة الحب وألم المعصية أرجو منكم، جزاكم الله كل خير، أن تفيدوني، أنا امرأة متزوجة، وأعمل بوظيفة محترمة، ومع أني متزوجة ولدي بنتين إلا أنني وقعت في حب موظف معي في العمل، وذلك بعد سبع سنوات من الزمالة، أنا لا اعرف كيف أحببته، لكن هذا ما حصل، ووقد وقعت معه في المحظور، أعرف أنني خائنة وزانية، لكني لا أعرف ماذا حدث؟، فقد انقلبت حياتي معه وأصبحت جميلة ، وللعلم فهو أيضا متزوج، وله ولدان، وهو يحبني أيضا، وقد وجدت فيه ما كنت أنشده في زوجي، وقد تعاهدنا ألا يؤثر حبنا على حياتنا العائلية، وأن نعيش لحبنا فقط. ولكنني – داخليا- أتألم بين المعصية التي ارتكبتها و بين الحب الذي كنت افتقده في حياتي، أرجوكم أفيدوني، ولكم جزيل الشكر. الأستاذ مسعود صبري المستشار الشروقالشروقالشروقالردالشروق الشروقالشروق بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد : أوقن ويزداد يقيني كل يوم برحمة الله تعالى لنا، وكيف أنه سبحانه يرى تلك المعاصي التي تأباها البهائم قبل بني آدم من نتن وعفن ما يقع فيه الناس من المعاصي، ولو كشف الحجاب لما استطعنا أن نعيش على وجه الأرض، فمن رحمة الله تعالى ستره على عباده ، وأنه لا يفضحهم ، ولكن العجب يأتي من هذا الإنسان الكفور الذي لا يستحي من الله تعالى ، وخاصة إذا كان يأتي الكبائر، وخاصة إن كانت الكبيرة هي الزنى، التي أوجب الإسلام فيها للمحصن والمحصنة الرجم حتى الموت ، ومع غياب تطبيق شرع الله تعالى جاءت لنا البلايا من كل جانب، وظهر فينا ما لم يكن يظهر من قبل، وتحقق صدق تطبيق الشريعة بما فيها من حدود. وحسب إحصائيات بعض الدول العربية أن حالات التحرش الجنسي من الموظفين لزميلاتهم بلغت الآلاف ، وهناك آلاف القضايا أمام المحاكم بسبب هذا ، هذا إن كانت المرأة عفيفة لا عاهرة ، شريفة لا وضيعة ، مؤمنة لا فاسقة ، عندها نوع من الكرامة التي تحافظ على الأقل على شرفها الذي هو أغلى ما تملك المرأة ، وحين تبيع المرأة كرامتها فقد حولت نفسها إلى حيوان. وقديما قالت هند بنت عتبة حين جاءت لتبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام، ومن ضمن شروط البيعة ألا تزني، فردت هند على رسول الله صلى الله عليه وسلم مندهشة متعجبة مستاءة: "أوَ تزني الحرة"؟؟؟!!!!، ليس مقبولا في فطرتها "الجاهلية" أن الحرة تقع في هذا المستنقع العفن بأن تخدش كرامتها وإنسانيتها وتهتك شرفها، وقديما قال العربي الجاهلي: وأغض طرفي إن بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها. لم يكن الإسلام قاسيا حين أوجب الحد على من أتى الزنى، لما فيه من الأضرار التي يمكن الرجوع إليها في كتب علم النفس والاجتماع ، وكذلك الأضرار العلمية التي أثبتها الطب الحديث، وقبل كل هذا وبعده فسوق الإنسان عن أمر ربه سبحانه وتعالى ، وعصيانه له بالكبائر لا الصغائر، واستمراره في هذا الحرام العفن إلى أن يكون حلوا في عينه ، وهذا يعني أن هناك انتكاسا في الفطرة حين يتحول الجميل قبيحا، والقبيح جميلا. إن الزنى ينزع الإيمان ، فيبقى الإنسان بلا إيمان صادق، وقد قال تعالى الشروق سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ)،اقرئي هذه الآيات بقلبك وعقلك، وانظري خطاب الله تعالى لمن أتى الزنى مرة واحدة، واشتهر أمره، مع كون الله تعالى يستر على العبد، فما البال بزان وزانية يعيشان في الحرام ، ويستحلا ما حرم الله تعالى ؟؟ وبعد هذه المقدمة دعيني أناقشك أيتها الموظفة كما وصفت نفسك (وأعمل بوظيفة محترمة)، هل أخرجك زوجك للعمل لتقيمي علاقة محرمة مع غيره؟، وأين حرمة هذا الرجل الذي خنته يا من رضيت لنفسك أن تكوني خائنة؟، كيف استحللت لنفسك أن تعري نفسك من ملابسك أمام رجل آخر، ولا أدري كيف تعيشين مع زوجك وتمارسين معه حياتك الزوجية؟، وهل وظيفتك في هذا مكان عملك هو إقامة علاقات مع الغير، أم لك وظيفة تقومين بها، تحاسبين عليها في الدنيا والآخرة؟ يا أختي الفاضلة؛ مثلك يحرم عليه العمل، بل المكث في البيت هو ما يجب عليك أنت ، ولا أقول بأن عمل المرأة حرام ، ولكنه بالنسبة لك أنت حرام حرام حرام. أما ادعاؤك بأن الحب جرى بينكما فهذا وهم وتزيين من الشيطان لكما ، ومن أنفسكما ، فالعلاقة بين الزملاء في العمل يجب أن تكون موضع تقدير واحترام ، قد يكون هناك إعجاب داخلي بشخصية الزميل أو الزميلة أو عقليته، غير أن هذا لا يتعدى حدود الله ، ولا يعرف لقلب الإنسان طريقا. أما الزعم بأن هذا حب ، فهو كذب وافتراء ، لأن ما حدث هو إشباع للشهوة الحيوانية ليس إلا، وعلى لغة أهل الحب هناك ما يعرف بالحب العذري، ولكنه أيضا في حقك حرام ، لأنك متزوجة، وسبيل الحب في الإسلام بين رجل وامرأة هو الزواج وحده لا غيره ، وما سواه من الحب فهو حرام وضرر ومفسد ودمار وخراب وإفساد وإهلاك ، فلا يكذب الزناة ويدعون أن بينهما حبا، بل هو جنس وشهوة . أما أن حياتك قد انقلبت جميلة بعد الزنى فلا أدري بأي عقل تفكرين ، أبالحرام تصبح الحياة سعيدة؟ إنك يا أيتها المتزوجة لم تعيشي مع هذا الرجل كزوجة له ، بينكما مسئوليات وواجبات ، وتراجعينه فيما لم يفعل، وتغضبين منه حين لا يؤدي واجبه ، ويرى منك وأنت تغسلين وتطبخين ، وتقومين بتغيير الملابس للأولاد ، وتقومين بنظافة البيت ، هل رأى منك هذا من أحبك ، ولو رأيت منه هذا ما ملت إليه ، ولكنها الصورة الشيطانية المزينة، كلام معسول على المكاتب، واتصالات هاتفية بالحب والغرام ، وتفنن في الكلمات، وحين اللقاء إنما هو لقاء جنسي يتمتع كل منكما بصاحبه في الحرام . وكنت أحب لك لو رأيت فيه الرجل المناسب أن تطلبي من زوجك الطلاق ، أو تختلعي منه ، ثم تتزوجينه ، وتعيشان حياتكما بشكل شرعي مقبول، وشكل اجتماعي مرضي عنه ، ولن تكوني أول امرأة تطلب إنهاء الحياة مع زوجها ، فقبلك كرهت امرأة ثابت بن قيس رضي الله عنهما زوجها، فطلبت فسخ الحياة ، وفي ذلك روى ابن عباس ‏أن ‏ ‏امرأة ‏ ‏ثابت بن قيس ‏ ‏أتت النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقالت: يا رسول الله ‏ ‏ثابت بن قيس ‏ ‏ما أعتب عليه في خلق ولا دين، ولكني أكره الكفر في الإسلام فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم :" ‏ ‏أتردين عليه حديقته؟" قالت: نعم . قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏له :" ‏اقبل الحديقة وطلقها تطليقة ." ربما تقولين: إن النظرة الاجتماعية ترفض أن تطلق امرأة متزوجة لتتزوج متزوجا ، أقول لك: وهل النظرة الاجتماعية تقبل أن تكوني زانية.. خائنة.. فاسقة؟ وهل تقدم عندنا النظرة الاجتماعية على شرع الله تعالى ، إن امرأة ثابت بن قيس كانت صادقة ، وقالت: إني أكره الكفر في الإسلام ، ومع هذا أزعم أنك تائهة ، مخدوعة مع هذا الغاش الخائن للأمانة، والذي ستبدي لك الأيام حقيقته ، وساعتها تندمين ساعة لا ينفع الندم. يا أختي إن على عينك غشاوة، ازيليها، وأدركي بيتك، وانظري زوجك الذي يحبك ويثق فيك، انظري إلى أولادك، ودعك من هذه العيشة المحرمة، فإنها وابل عليك في الدنيا والآخرة. ودعك أختي من هذا الوهم أن تعيشا لحبكما (يا سلاااااااااااااااام)، بل كوني صريحة مع نفسك لتعيشا للجنس المحرم ، لتعيشا لأجل معصية الله تعالى . أيتها السائلة: يمكن لك أن تغيري مكان عملك، إما بطلب نقلك على الأقل، أو بمكثك في بيتك ، فمثلك لا يصلح له الخروج . ودعيني أسألك: ماذا لو مت أنت وهو وأنتما في حالة الزنى، هل ترضين لنفسك الفضيحة أمام الخلائق كلها؟ أتعرفين أن الإنسان يبعث على حالته يوم القيامة ؟ نسأل الله تعالى أن يحسن ختاما، وأن يغفر لنا وأن يعفو عنا، وأن يمن علينا دائما بالستر. ولكني مع كل هذا أقول لك: ابدئي بهذا الخيط الباقي فيك من الخير أنك تشعرين بتأنيب الضمير ، أمسكي هذا الخيط ، وإياك أن تتركيه، فهو الذي سيوصلك إلى بر الأمان، إن صدقت النية مع الله ، وقطعت علاقتك بالكلية مع هذا الخائن، فعسى الله تعالى أن يعفو عنكما ، سبحانه هو الغفور الرحيم. فاستدركي أختي ما فاتك ، فإن الله سبحانه وتعالى هو غافر الذنب ، بقدرته أن يكشف لك الحقيقة ، ولكن اسعي أن تكوني أهلا لتوبة الله تعالى ، وعوضي زوجك وبناتك من نفسك ، واعلمي أن مبيت الرجل غاضبا من زوجته يوجب لعنة الله ، فما بالك بخيانتك له ، فانتبهي واستفيقي حتى لا يعاجلك الموت ، فتحاسبين على كل صغيرة وكبيرة ، فالفرصة أمامك ، فإن الله تعالى كما أخبر عنه المعصوم صلى الله عليه وسلم :"يبسط يده بالليل ، ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ". نسأل الله تعالى أن يشرح قلبك للتوبة ، وأن يحفظك من شر نفسك ومن شر الخائنين ، إنه قريب الدعاء. يتبع

العلاقات الخاطئة للملتزمين6 خطيبي زنا مرة واحدة فهل أتزوجه!؟ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أشكركم أولاً على الموقع والفرصة التي أتحتموها لنا للاستفسار عما يعن لنا من أمور إيمانية خاصة .. وأود الاستفسار على موضوع في غاية الأهمية و أتمنى سرعة الرد، وموضوعي هو : تقدم لخطبتي إنسان قريب جدا لي، و أعزه جدا، ولكن علمت بعد فترة انه كان زانيا، و أنها كانت مرة واحدة قبل تعارفنا، و أنه قد تاب وندم. سؤالي هو : هل أخبر أهلي بهذا الأمر؟ علما بأنه تاب الى الله وعزم على عدم تكرار المعصية، وأنا غفرت له هذا لأنه تاب وطلب من الله المغفرة، ولكنني لا أدري إن كان صادقا معي في أنها "مرة واحدة"، أو إن كان قد تاب بالفعل أم لا ؟ وأود أن أوضح أنه من أسرة مؤمنه و أنني أثق به، غير أني أخاف أن أخبر أهلي فلا يسامحونه فأكون خائنه للسر الذي ائتمنني عليه، كما أنني أخشى عدم مصارحة أهلي بالأمر فأكون خائنه لأمانتهم، وربما تحدث بيننا مشاكل فيما بعد فلا استطيع أن أشكو لأهلي . أفيدوني فأنا حيرانة !! و جزاكم الله خيرا . فريق الاستشارات الإيمانية المستشار الشروقالشروقالشروقالردالشروق الشروقالشروق يقول الشيخ سمير حشيش الواعظ بالأزهر الشريف : الحمد لله، والصلاة والسلام على خير خلق الله سيدنا محمد ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: فمن رحمة الله بالعباد أنه يقبل التوبة منهم مادامت صادقة وخالصة من قلوبهم "وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات" (الشورى). بل وأعظم من ذلك أن يبدل الله هذه السيئات إلى حسنات(إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا )(الفرقان). ولقد تاب- يا أختي- خطيبك المذكور، وعزم على عدم تكرار المعصية مرة أخرى، وأسأل الله أن يقبل توبته وأن يغفر لنا وله. ولقد أحسن إذ رجع إلى الله وبادر بالتوبة، ولكني لا أؤيده أبدا في إخباره إياك بذنبه الذي وقع فيه؛ فما دام قد ستره الله، وهو قد تاب وأناب، فكان الأجدر به أن يستر نفسه أيضا أمامك، وذلك لأن الله تعالى يعفو ويصح أما الإنسان فقليلا ما ينسى وقليلا ما يتجاوز. وألاحظ في رسالتك أمران: الأول: أنك مازلت تشُكّين في صدق توبته وتشُكّين فيما إذا كان الخطأ وقع مرة واحدة -كما أخبرك- أم أكثر. وهذا يؤيد ما قلته آنفا من أنه أخطأ إذ أخبرك بذنبه هذا، مع الإشارة إلى أن شعورك هذا هو شعور معظم البشر للأسف الشديد، فالله يغفر ويسامح أما البشر فلا. وأنت تزعمين أنك واثقة به، ولكن يبدو أن هذا الزعم غير صحيح، فمن أين تثقين به وأنت تقولين بأنك لا تدرين "إن كان صادقا في أنها مرة واحدة أو أنه تاب بالفعل؟".. ألا ترين مثلي أنك مازلت قلقة من ناحيته؟. أختي الفاضلة، أجيبيني على السؤال التالي: ما هو الدافع الذي جعل خطيبك يخبرك بذنبه؟. ألست معي في أن الدافع لذلك هو حبه وإخلاصه لك وإخلاصه في توبته أيضا؟ وإلا فما الذي يجبره على إخبارك؟ ولكنك للأسف وضعته في دائرة الاتهام والشك، وهذا خطؤه إذ أخبرك، وليس خطؤك فأنت مثل كل البشر. الأمر الثاني: في قولك (كما أخشى ألا أصارح أهلي فأكون خائنة لأمانتهم، وأن تحدث مشاكل فيما بعد ولا أستطيع أن أشكو لأهلي)… أي أمانة يا أختي تخونينها حين لا تخبرين أهلك بذنب خطيبك، وما دخلهم أصلا برجل وقع في الفاحشة ثم تاب منها، وماذا لو لم يخبرك أصلا بذنبه؟.. ولا أدري ما علاقة أهلك بهذا الموضوع؟!، أنت يا أختي ستتزوجين مسلما، نعم قد وقع في الفاحشة، لكن من منا بلا خطأ أو ذنب. وهل أنت تأمنين على نفسك من الوقوع في المعاصي طول حياتك، إن أحدا لا يستطيع أن يدعي ذلك. أختي، كلنا ذوو خطأ وكلنا لا يأمن على نفسه إلا أن يحفظنا الله ويدركنا برحمته. ثم ما علاقة حدوث مشاكل بينك وبينه فيما بعد بهذا الذنب الذي وقع فيه؟ أم أنك تعزمين على أن تذكريه بذنبه هذا عند كل مشكلة، على حد قول المصريين "تمسكيها له ذلة". أختي، عند حدوث مشكلة فالأفضل ألا تشكي لأهلك، وإن كان لا بد من الشكوى فلتكن على قدر المشكلة، فما علاقة المشكلة التي قد تحدث فيما بعد بأنه وقع في الفاحشة منذ سنين؟ إنه أمر عجيب. فإياك أن تخبري أهلك بهذا الأمر، فنحن مأمورون لو رأينا الفاحشة رأي العين بأن نسترها، فما بالك بإنسان دفعه ندمه وثقل المعصية على قلبه إلى أن يبوح بها لمن يحبه ويثق فيه، وهو بذلك يرجو من يذكره برحمة الله ويعينه على التوبة الصادقة، ما بالك لو وجد منك الفضيحة والشك والاتهام؟ إنها صدمة على النفس والقلب أشد من ضرب السيوف، فاتقي الله في الرجل ولا تفضحي أمره ولا تخوني سره. أختي، أرى الشك في خطيبك يؤرق فكرك، وخوفك منه في المستقبل يخطر لك من آن لآخر، وأقول لك: إن كنت مستعدة لنسيان ما أخبرك به خطيبك كأنه لم يكن أصلا، ومستعدة لأن تعامليه على أنه إنسان طبيعي وليس مجرما فتوكلي على الله، وأتمنى لك زواجا مباركا. أما إن كنت ترين الشك والقلق يسيطران عليك وسينغصان عليك حياتك وأنك لن تنسي له ذنبه هذا وأنك عند كل مشكلة ستربطينها بهذا الذنب فأنصحك بمراجعة قرار الزواج من الأصل. والخير – من وجهة نظري- هو أن تنسي وتسامحي وتغفري فالله غفور رحيم. وفقك الله وهداك وشرح صدرك وسترك في الدنيا والآخرة، وغفر الله لخطيبك، وشملنا معكما بهذا الدعاء اللهم آمين. وتابعينا بأخباركما، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد. مجموعة من التجارب مقترنة بردود…تحمل بين طياتها عبرة وفائدة لكل من دخلت في تجربة شبيهة نسال الله الثبات على الطريق السوي

تسلمي اختي على الموضوع الاكثر من رائع

اللهم بارك فيك ..ورزقك الله التقي النقي الذي يصونك ويجعلك تشعرين بالامن والمان يارب انت وكل غير متزوجة بمنتدانا.حبيبتي فانا جد شاكرة وجد ممتنة لان الموضوع فهو جاء في وقته علما اننا تاخرنا عن الرد فانت بالطبع تلتمسين لنا العذر.. ..مع حبي في الله. فالردود هنا في هذه الصفحات جد غنية لكل من دخلت وارادت ان تستفسر ..عفوا حبيبتي فالموضع وجب تثبيته لانه ثري بكل ما في الكلمة من معاني..جزاك الله خيرا.وانت هنا ببيتك ومعك كل الاذن لتكتبي وتفيدينا وتفيدين كل من تحتاج لتوضيحات مهمة كهته…اللهم جازيك عنا خير الجزاء.

زادك الله ايمانا ونورا وتبثك على الحق سبحان الله الموضوع في وقته. حياك الله و رزقك الزوج الصالح.

تقرير وجب ان يكون ْ.. وعن جدارة .. استحقَّ التثبيتْ .. // جزيتِ غاليتي نبع وجعل الله هذا العمل بموازين حسناتك ان شاء الله // دمتِ .. ودام عطاؤكِ.. // أختك المحبة .. صفـ ح ـة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.