https://www.anaqamaghribia.com/vb/sho…179281-salamo-
3alaykom-wa-rahmatolah-wa-barakatoh
كل الموضيع تجدنها إنشاء ط§ظ„ظ„ظ‡ في هدا الرابط اللهم جعله نافع لكل مسلمة موحد إنشاء الله
hgsghl ugd;l ,vplm hggi ,fv;hji Hl uf] "o’,hj hgk[hp td pdhm hglvHm hglsglm" ;g hgl,qdu
ج1 : معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم .
س2 : من ربك ؟
ج2 : ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه وهو معبودي ليس لى معبود سواه والدليل قوله تعالى : (( الحمد لله رب العالمين )) وكل ما سوى الله عالم وأنا واحد من ذلك العالم .
س3 : ما معني الرب ؟
ج3 : المالك المعبود المتصرف وهو المستحق للعبادة .
س4 : بم عرفت ربك ؟
ج4 : آعرفه بآياته ومخلوقات ، ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر ، ومن مخلوقاته السماوات السبع ومن فيهن والأرضون السبع ومن فيهن وما بينهما ، والدليل قوله تعالى : (( ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون ))، وقوله تعالى : (( إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين )).
س5 : ما دينك ؟
ج5 : ديني الإسلام والإسلام هو الإستسلام والإنقياد لله وحده والدليل عليه قوله تعالى : (( إن الدين عند الله الإسلام )) ودليل آخر قوله تعالى : ((ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الأخرة من الخاسرين )) ، ودليل آخر قوله تعالى : (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )).
س6 : علي أي شيء بني هذا الدين ؟
ج6 : بني على خمسة أركان ، أولها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد – صلى الله عليه وسلم – عبده ورسوله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم شهر رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا .
س7 : ما هو الإيمان ؟
ج7 : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر وتؤمن بالقدر خيره وشره والدليل قوله تعالى : (( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل أمن بالله وملائكته وكتبه ورسله )).
س8 : وما الإحسان ؟
ج8 : هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، والدليل عليه قوله تعالى : (( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون )).
س9 : من نبيك ؟
ج9 : نبيي محمد صلى الله عليه وسلم بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم , وهاشم من قريش , وقريش من كنانه , وكنانه من العرب , والعرب من ذرية إسماعيل بن ابراهيم , وإسماعيل من نسل إبراهيم , وإبراهيم من من ذرية نوح , عليهم الصلاة والسلام
س10 : وبأي شيء نبئ ؟ وبأي شيء أرسل ؟
ج10 : نبئ باقرأ ، وأرسل بالمدثر .
س11 : وما هي معجزته ؟
ج11 : هذا القران الذي عجزت جميع الخلائق أن يأتوا بسورة من مثله ، فلم يستطيعوا ذلك مع فصاحتهم وشدة حذافتهم وعداوتهم له ولمن اتبعه ، والدليل قوله تعالى: (( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين )) وفي الأيه الأخري : قوله تعالى : (( قل لئن اجتمعت الإنس والجن علي أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا )).
س12 : ما الدليل على انه رسول الله ؟
ج12 : قوله تعالى : (( وما محمد إلا رسول الله قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين )).ودليل أخر قوله تعالى : (( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا )).
س13 : ما هو دليل نبوة محمد ؟
ج13 : الدليل على النبوة قوله تعالى : (( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبين )) ، وهذه الآيات تدل على أنه نبي وأنه خاتم الأنبياء .
س14 : ما الذي بعث الله به محمد صلى الله عليه وسلم ؟
ج14 : عبادة الله وحده لا شريك له ، وأن لا يتخذون مع الله إلها آخر ، ونهاهم عن عبادة المخلوقين من الملائكة والأنبياء والصالحين والحجر والشجر ، كما قال الله تعالى : (( وما ارسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إلية أنه لا إله إلا أنا فاعبدون )) وقوله تعالى : (( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )) وقوله تعالى : (( واسأل من أرسلنا منن قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون )) وقوله تعالى : (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) . فيعلم بذلك أن الله ما خلق الخلق إلا ليعبدوه ويوحدوه فأرسل الرسل إلى عباده يأمرونهم بذلك.
س15 : ما الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الإلهية ؟
ج15 : * توحيد الربوبيه : فعل الرب ، مثل الخلق والرزق والإحياء والإماته وإنزال المطر وإنبات النباتات وتدبير الأمور .
وتوحيد الإلـهية : فعل العبد ، مثل الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والإنابه والرغبه والرهبه والنذر والإستغاثه وغير ذلك من انواع العبادات .
س16 : ما هي أنواع العبادات التي لا تصلح إلا لله ؟
ج16 : من أنواعها : الدعاء والاستغاثة والإستعانه وذبح القربان والنذر والخوف والرجاء و التوكل و الإنابه و المحبة و الخشيه والرغبه والرهبه والتأله والركوع والسجود والخشوع والتذلل والتعظيم الذي هو من خصائص الألوهية .
س17 : فما أجل أمر أمر الله به ؟ وأعظم نهي نهى الله عنه ؟
ج17 : أجل أمر أمر الله به هو توحيده بالعبادة ، وأعظم نهي نهى الله عنه هو الشرك به ، وهو ان يدعو مع الله غيره أو يقصد بغير ذلك من أنواع العبادة ، فمن صرف شيئا من انواع العبادة لغير الله فقد اتخذه ربا وإلها وأشرك مع الله غيره أو يقصده بغير ذلك من أنواع العبادات .
س18 : ما المسائل الثلاث التي يجب تعلمها والعمل بها ؟
ج18 : الأولى : أن الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا بل أرسل إلينا رسولا فمن أطاعه دخل الجنه ومن عصاه دخل النار .
الثانيه : أن الله لا يرضى أن يشرك معه في عبادته أحد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل.الثانيه : أن الله لا يرضى أن يشرك معه في عبادته أحد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل.
الثالثة : أن من اطاع الرسول ووحد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب .
س19 : ما معني الله ؟
ج19 : معناه ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين .
س20 : لأي شيء الله خلقك ؟
ج20 : لعبادته .
س21 : ما هي عبادته ؟
ج21 : توحيده وطاعته .
س22 : ما الدليل على ذلك ؟
ج22 : قوله تعالى : (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )).
س23 : ما هو أول ما فرض الله علينا ؟
ج23 : الكفر بالطاغوت والإيمان بالله والدليل على ذلك قوله تعالى : (( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقي لا انفصام لها والله سميع عليم )).
س24 : ما هي العروة الوثقي ؟
ج24 : لا إله إلا الله ، ومعني لا إله : نفي ، وإلا الله : إثبات .
س25 : ما هو النفي والإثبات هنا ؟
ج25 : ناف جميع ما يعبد من دون الله . ومثبت العبادة لله وحده لا شريك له .
س26 : ما الدليل على ذلك ؟
ج26 : قوله تعالى : (( وإذ قال ابراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون )) هذا دليل نفي ، ودليل الإثبات : (( إلا الذي فطرني )).
س27 : كم الطواغيت ؟
ج27 : كثيرون ورؤوسهم خمسة : ابليس لعنه الله ، ومن عبد وهو راض ، ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه ، ومن ادعي شيئا من علم الغيب ، ومن حكم بغير ما انزل الله .
س28 : ما افضل الأعمال بعد الشهادتين ؟
ج28 : أفضلها الصلوات الخمسة ، ولها شروط واركان وواجبات ، فأعظمها شروطها الإسلام ، والعقل ، والتميز ، ورفع الحدث ، وازالة النجاسه ، وستر العورة ، واستقبال القبلة ، ودخول الوقت ، والنية .
واركانها اربعة عشر : القيام مع القدرة ، وتكبيرة الإحرام ، وقراءة الفاتحة ، والركوع ، والرفع منه ، والسجود على سبعة الأعضاء ، والإعتدال منه ، والجلسة بين السجدتين ، والطمأنينه في هذة الأركان ، والترتيب ، والتشهد الأخير ، والجلوس له ، والصلاة علي النبي – صلى الله علية وسلم ، والتسليم .
وواجباتها ثمانية : جميع التكبيرات غير تكبيرة الإحرام ، سبحان ربي العظيم في الركوع ، سمع الله لمن حمده للإمام والمنفرد ، ربنا ولك الحمد للإمام والمأموم والمنفرد ، سبحان ربي الأعلى في السجود ، رب اغفر لى بين السجدتين ، والتشهد الأول ، والجلوس له ، وما عدا هذا فسنن ؛ أقوال وأفعال .
س29 : هل يبعث الله الخلق بعد الموت ؟ ويحاسبهم على اعمالهم خيرها وشرها ؟ ويدخل من اطاعه الجنه ؟ ومن كفر به وأشرك به غيره فهو في النار ؟
ج29 : نعم والدليل قوله تعالى : (( زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير )) وقوله : (( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخري )) وفي القران ادلة على هذا ما لا تعد ولا تحصي .
س30 : ما حكم من ذبح لغير الله من هذه الاية ؟
ج30 : حكمة هو كافر مرتد لا تباح ذبيحته ، لأنه يجتمع فيه مانعان : الأول : أنها ذبيحة مرتد ، وذبيحة المرتد لا تباح بالإجماع
الثاني : أنها مما اهل لغير الله وقد حرم الله ذلك في قوله : (( قل لا أجد في ما اوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به )).
س31 : ما هي أنواع الشرك ؟
ج31 : أنواعة هي : طلب الحوائج من الموتي ، والإستغاثة بهم والتوجه إليهم . وهذا أصلا شرك العالم ، لان الميت قد انقطع عمله ، وهو لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرًا ، فضلا لمن استغاث به ، وسأله أن يشفع له إلي الله ، وهذا من جهله بالشافع والمشفوع عنده ، فإن الله تعالى لا يشفع احد عنده إلا بإذنه ، والله لم يجعل سؤال غيره سببا لاذنه ، وإنما السبب لإذنه كمال التوحيد فجاء هذا المشرك بسبب يمنع الإذن .
والشرك شركان : شرك ينقل عن المله وهو الشرك الأكبر ، وشرك لا ينقل عن المله وهو الشرك الأصغر كشرك الرياء .
س32 : ما هي أنواع النفاق ومعناه ؟
ج32 : النفاق نفاقان : نفاق اعتقادي ، ونفاق عملي.
*النفاق الإعتقادي : مذكور في القران في غير موضع أوجب لهم تعالى به الدرك الأسفل من النار .
*النفاق العـملي : جاء في قوله – صلى الله عليه وسلم – : أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق ، حتي يدعها : إذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر ، وإذا اؤتمن خان . وكقوله – صلى الله عليه وسلم – : آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب وإذا وعد اخلف وإذا اؤتمن خان .
قال بعض الأفاضل : وهذا النفاق قد يجتمع مع أصل الإسلام ولكن إذا استحكم وكمل فقد ينسلخ صاحبه من الإسلام بالكلية وإن صلى وصام وزعم انه مسلم فإن الإيمان ينهى عن هذه الخلال فإذا كملت للعبد ولم يكن له ما ينهاه عن شيء منها فهذا لا يكون إلا منافقا خالصا .
قال بعض الأفاضل : وهذا النفاق قد يجتمع مع أصل الإسلام ولكن إذا استحكم وكمل فقد ينسلخ صاحبه من الإسلام بالكلية وإن صلى وصام وزعم انه مسلم فإن الإيمان ينهى عن هذه الخلال فإذا كملت للعبد ولم يكن له ما ينهاه عن شيء منها فهذا لا يكون إلا منافقا خالصا .
س33 : ما المرتبة الثانية من مراتب دين الإسلام ؟
ج33 : هي الإيمان .
س34 : كم شعب الإيمان ؟
ج34 : هي بضع وسبعون شعبة أعلاها قول (لا إله إلا الله ) وأدناها إماطة الأذي عن الطريق . والحياء شعبة من الإيمان .
س35 : كم أركان الإيمان ؟
ج35 : سته : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره.
س36 : ما المرتبه الثالثة من مراتب دين الإسلام ؟
ج36 : هي الإحسان ، وله ركن واحد . هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك .
س37 : هل الناس محاسبون ومجزيون بأعمالهم بعد البعث أم لا ؟
ج37 : نعم محاسبون ومجزيون بأعمالهم بدليل قوله تعالى : (( ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسني )).
س38 : ما حكم من كذب بالبعث ؟
ج38 : حكمه انه كافر بدليل قوله تعالى : (( زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك علي الله يسير )).
س39 : هل بقيت أمة لم يبعث الله لها رسولا يأمرهم بعبادة الله وحده واجتناب الطاغوت ؟
ج39 : لم تبق أمة إلا بعث إليها رسولا بدليل قوله تعالى : (( ولقد بعثنا في كل امة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )).
س40 : ما هي أنواع التوحيد ؟
ج40 :1- توحيد الربوبية : هو الذي اقر به الكفار كما في قوله تعالي : (( قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون )).
2- توحيد الألوهية : هو إخلاص العبادة لله وحده من جميع الخلق، لأن الإله في كلام العرب هو الذي يقصد للعبادة ، وكانوا يقولون أن الله هو إله الآلهة لكن يجعلون معه آلهة أخري مثل الصالحين والملائكة ، وغيرهم يقولون أن الله يرضي هذا ويشفعون لنا عنده .
3- توحيد الصفات : فلا يستقيم توحيد الربوبية ولا توحيد الألوهية إلا بالإقرار بالصفات لكن الكفار أعقل ممن أنكر الصفات .
س41 : ما الذي يجب علي إذا أمرني الله بأمر ؟
ج41 : وجب عليك سبع مراتب :
الأولى : العلم به ، الثانية : محبته ، الثالثة : العزم على الفعل ، الرابعة : العمل ، الخامسة : كونه يقع على المشروع خالصا صوابا ، السادسة : التحذير من فعل ما يحبطه ، السابعة : الثبات عليه .
س42 : إذا عرف الإنسان أن الله أمر بالتوحيد ونهى عن الشرك هل تنطبق هذه المراتب عليه ؟
ج42 : المرتبه الأولى : أكثر الناس علم أن التوحيد حق والشرك باطل ، ولكن أعرض عنه ولم يسأل ! وعرف أن الله حرم الربى وباع واشترى ولم يسأل ! وعرف تحريم أكل مال اليتيم وجواز الأكل بالمعروف ويتولى مال اليتيم ولم يسأل !
المرتبه الثانيه : محبة ما أنزل الله وكفر من كرهه ، فأكثر الناس لم يحب الرسول بل أبغضه وأبغض ما جاء به ، ولو عرف أن الله أنزله .
المرتبه الثالثة : العزم على الفعل ، وكثير من الناس عرف وأحب ولكن لم يعزم خوفا من تغير دنياه .
المرتبه الرابعة : العمل وكثير من الناس إذا عزم أو عمل وتبين عليه من يعظمه من شيوخ أو غيرهم ترك العمل .
المرتبه الخامسه : أن كثير ممن عمل لا يقع خالصا فإن وقع خالصا لم يقع صوابا .
المرتبة السادسة : أن الصالحين يخافون من حبوط العمل لقوله تعالى : (( أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون )) وهذا من أقل الأشياء في زماننا .
المرتبه السابعة : الثبات على الحق والخوف من سوء الخاتمة وهذا أيضا من أعظم ما يخاف منه الصالحون .
س43 : ما معني الكفر وأنواعة ؟
ج43 : الكفر كفران :
1- كفر يخرج صاحبه عن المله وهو خمسة أنواع :
* الأول : كفر التكذيب ، قال تعالى : (( ومن أعظم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين )).
* الثاني : كفر الإستكبار والإباء مع التصديق . قال تعالى : (( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا إلا ابليس أبى واستكبر وكان من الكافرين )).
* الثالث : كفر الشك ، وهو كفر الظن قال تعالى : (( ودخل جنته وهو ظالم نفسه ..)) إلى قوله (( ثم سواك رجلا )).
* الرابع : كفر الإعراض والدليل عليه قوله تعالى:((والذين كفروا عما أنذروا معرضون )).
* الخامس : كفر النفاق ودليله قوله تعالى : (( ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون )).
2- كفر أصغر لا يخرج عن الملة ، وهو كفر النعمة ، والدليل عليه قوله تعالى: (( وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون )) وقوله : (( إن الإنسان لظلوم كفار )).
س44 : ما هو الشرك وما أنواع الشرك ؟
ج44 :اعلم أن التوحيد ضد الشرك .
الشرك ثلاث أنواع : شرك أكبر ، وشرك أصغر ، وشرك خفي .
النوع الأول : الشرك الأكبر وهو أربعة أنواع :
الأول: شرك الدعوة ، قال تعالى:(( فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلي البر إذا هم يشركون )).
الثاني : شرك النية ، الإرادة والقصد ، قال تعالى: (( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الأخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون )).
الثالث :شرك الطاعة ، قال تعالى : (( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا منن دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون )).
الرابع :شرك المحبه ،
س45 : ما الفرق بين القدر والقضاء ؟
ج45 : القدر في الأصل مصدر قدر ، ثم استعمل في التقدير الذي هو التفصيل والتبيين واستعمل ايضا بعد الغلبة في تقدير الله للكائنات قبل حدوثها .
وأما القضاء : فقد استعمل في الحكم الكوني ، بجريان الأقدار وما كتب في الكتب الأولى وقد يطلق هذا على القدر الذي هو التفصيل والتميز .
ويطلق القدر أيضا على القضاء الذي هو الحكم الكوني بوقوع المقدرات .
ويطلق القضاء على الحكم الديني الشرعي ، قال الله تعالى : (( ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ))ويطلق القضاء على الفراغ والتمام كقوله تعالى : (( فإذا قضيت الصلاة )) ويطلق على نفس الفعل ، قال تعالى : (( فاقض ما انت قاض )).
ويطلق على الإعلان والتقدم بالخبر ، قال تعالى : (( وقضينا إلى بني اسرائيل )) ويطلق على الموت ومنه قولهم : قضى فلان ، اى مات ، قال تعالى : (( ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك )) ويطلق على وجود العذاب ، قال تعالى : (( وقضي الأمر )).
ويطلق على التمكن من الشيء وتمامه ، كقوله : (( ولا تعجل بالقراءن من قبل ان يقضى إليك وحيه )) ويطللق على الفصل والحكم ، كقوله تعالى : (( وقضى بينهم بالحق ))،ويطلق على الخلق كقوله تعالى : (( فقضاهن سبع سموات )).
ويطلق على الحتم كقوله تعالى : (( وكان أمر الله مقضيا ))ويطلق على الأمر الديني كقوله تعالى : (( أمر ألا تعبدوا إلا إياه )) ويطلق على بلوغ الحاجه ، ومنه : قضيت وطري ، ويطلق على إلزام الخصمين بالحكم ، ويطلق بمعنى الأداء كقوله تعالى : (( فإذا قضيتم مناسككم )).
والقضاء في الكل : مصدر ، واقتضي الأمر الوجوب ودل عليه ، والإقتضاء هو : العلم بكيفية نظم الصيغة وقولهم : لا اقضي منه العجب ، قال الأصمعي : يبقى ولا ينقضي .
س46 : هل القدر في الخير والشر على العموم جميعا من الله أم لا ؟
ج46 : القدر في الخير والشر على العموم فعن على رضي الله عنه قال : كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتي الرسول – صلي الله علية وسلم – فقعد فقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكس فجعل ينكت بمخصرته ثم قال : ( ما منكم من احد ، ما من نفس منفوسه إلا وقد كتب الله مكانها ففي الجنة والنار وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة ) قال : فقال رجل : أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل ؟ فقال : ( من كان من أهل االسعادة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة ) ثم قرأ (( فأما من أعطي واتقى * وصدق بالحسني * فسنيسره لليسري * وأما من بخل واستغني * وكذب بالحسني * فسنيسره للعسري )) وفي الحديث ( واعملوا فكل ميسر ، أما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة وأما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة ) ثم قرأ (( فأما من أعطي واتقى * وصدق بالحسنى ) الآيتان .
س47 : ما معنى لا إله إلا الله ؟
ج47 : معناها لا معبود بحق إلا الله والدليل قوله تعالى:(( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ))
فقوله (( ألا تعبدوا )) فيه معنى لا إله ، وقوله (( إلا إياه )) فيه معنى إلا الله .
س48 : ما هو التوحيد الذي فرضه الله على عباده قبل الصلاة والصوم؟
ج48 : هو توحيد العبادة ، فلا تدعو إلا الله وحده لا شريك له ، لا تدعوا النبي – صلى الله عليه وسلم – ولا غيره ، كما قال تعالى : (( وإن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا )).
س49 : أيهما أفضل : الفقير الصابر أم الغني الشاكر ؟ وما هو حد الصبر وحد الشكر ؟
ج49 : أما مسألة الغني والفقر فالصابر والشاكر كل منهما من أفضل المؤمنين وأفضلهما أتقاهما كما قال تعالى : (( إن أكرمكم عند الله اتقاكم )) .
وأما حد الصبر وحد الشكر : المشهور بين العلماء أن الصبر عدم الجزع ، والشكر أن تطيع الله بنعمته التي أعطاك .
س50 : ما الذي توصيني به ؟
ج50 : الذي أوصيك به وأحضك عليه : التفقه في التوحيد ، ومطالعة كتب التوحيد فإنها تبين لك حقيقة التوحيد الذي بعث الله به رسوله وحقيقة الشرك الذي حرمه الله ورسوله وأخبر أنه لا يغفره ، وأن الجنة على فاعله حرام ، وأن من فعله حبط عمله .
والشأن كل الشأن في معرفة حقيقة التوحيد الذي بعث الله به رسوله وبه يكون الرجل مسلما مفارقا للشرك وأهله .
اكتب لي كلاما ينفعني الله به !!
أول ما أوصيك به : الألتفات إلى ما جاء به محمد – صلى الله علية وسلم- من عند الله تبرك وتعالى فإنه جاء من عند الله بكل ما يحتاج إليه الناس ، فلم يترك شيئا يقربهم إلى الله وإلي جنته إلا أمرهم به ، ولا شيئا يبعدهم من الله ويقربهم إلى عذابه إلا نهاهم وحذرهم عنه . فأقام الله الحجة على خلقه إلى يوم القيامة ، فليس لاحد حجة علي الله بعد بعثة محمد – صلى الله علية وسلم .
قال الله عز وجل فيه وفي إخوانه من المرسلين : (( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلي نوح والنبين من بعده )) إلي قوله : (( لئلا يكون للناس على الله حجة بعد بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما )).
فأعظم ما جاء به من عند الله وأول ما امر الناس به توحيد الله بعبادته وحده لا شريك له وإخلاص الدين له وحده كم قال عز وجل : (( يا ايها المدثر * قم فأنذر * وربك فكبر )) ومعني قوله : (( وربك فكبر )) أي : عظم ربك بالتوحيد وإخلاص العبادة له وحده لا شريك له . وهذا قبل الأمر بالصلاة والزكاة والصوم والحج وغيرهن من شعائر الإسلام .
ومعني (( قم فأنذر )) أي : أنذر عن الشرك في عبادة الله وحده لا شريك له . وهذا قبل الإنذار عن الزنا والسرقة والربا وظلم الناس وغير ذلك من الذنوب الكبار .
وهذا الأصل هو أعظم أصول الدين وأفرضها ولاجله خلق الله الخلق ، كما قال تعالى : (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )).
و لآجله أرسل الله الرسل وأنزل الكتب كما قال تعالى : (( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )).
و لاجله تفرق الناس بين مسلم وكافر فمن وافى الله يوم القيامة وهو موحد لا يشرك به شيئا دخل الجنه ومن وافاه بالشرك دخل النار وإن كان من أعبد الناس وهذا معناه قولك : لا إله إلا الله ، فإن الإله هو الذي يدعى ويرجى لجلب الخير ودفع الشر ، ويخاف منه ويتوكل عليه .
تم بحمد الله.
صفات المرأة الصالحة
على المرأة المسلمة أن تنظر إلى ما يحبه زوجها فتأتيه، وما يبغضه فتتجنبه.
روي أن شريحا القاضي قابل الشعبي يوما، فسأله الشعبي عن حاله في بيته، فقال له: من عشرين عاما لم أر ما يغضبني من أهلي، قال له: وكيف ذلك؟ قال شريح: من أول ليلة دخلت على امرأتي، رأيت فيها حسنا فتانا، وجمالاً نادرا،- قلت في نفسي: فلأطهر وأصلي ركعتين شكرا لله، فلما سلمت وجدت زوجتي تصلي بصلاتي، وتسلم بسلامي، فلما خلا البيت من الأصحاب والأصدقاء؛ قمت إليها، فمددت يدي نحوها، فقالت: على رسلك يا أبا أمية، كما أنت، ثم قالت: الحمد لله أحمده وأستعينه، وأصلي على محمد وآله، إني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك، فبين لي ما تحب فآتيه، وما تكره فأتركه، وقالت: إنه كان في قومك من تتزوجه مني نسائكم، وفي قومي من الرجال من هو كفء لي، ولكن إذا قضى الله أمرا كان مفعولا، وقد ملكت؟ فاصنع ما أمرك به الله، إمساك بمعروف، أو تسريح بإحسان، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولك.
قال شريح: فأحوجتني- والله يا شعبي- إلى الخطبة في الموضع، فقلت: الحمد لله أحمده وأستعينه، وأصلي على النبي وآله وأسلم، وبعد… فإنك قلت كلاما إن ثبت عليه يكن ذلك حظك، وإن تدعيه يكن حجة عليك، أحب كذا وكذا، وأكره كذا وكذا، وما رأيت من حسنة فانشريها، وما رأيت من سيئة فاستريها.
فقالت: كيف محبتك لزيارة أهلي؟ قلت: ما أحب أن يملني أصهاري، فقالت: فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك فآذن له، ومن تكره فأكره؟ قلت: بنو فلان قوم صالحون، وبنو فلان قوم سوء.
قال شريح: فبت معها بأنعم ليلة، وعشت معها حولاً لا أرى إلا ما أحب، فلما كان رأس الحول جئت من مجلس القضاء، فإذا بفلانة في البيت، قلت: من هي؟ قالوا: ختنك- أي أم زوجة- فالتفتت إلي، وسألتني: كيف رأيت زوجتك؟- قلت: خير زوجة، قالت: يا أبا أمية إن المرأة لا تكون أسوأ حالاً منها في حالين: إذا ولدت غلاما، أو حظيت عند زوجها، فوالله ما حاز الرجال في بيوتهم شرا من المرأة المدللة، فأدب ما شئت أن تؤدب، وهذب ما شئت أن تهذب، فمكثت معي عشرين عاما لم أعقب عليها في شيء إلا مرة، وكنت لها ظالما.
وينبغي لأبوي المرأة- خصوصا الأم- أن يعرفاها حق الزوج، وتبالغ الأم في وصيتها، روي أن أسماء بن خارجة الفزاري قالت لابنته- عند التزوج-: إنك خرجت من العش الذي فيه درجت، فصرت إلى فراش لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فكوني له أرضا، يكن لك سماء، وكوني له مهادا، يكن لك عمادا، وكوني له أمة، يكن لك عبدا، لا تلحفي به فيقلاك، ولا تباعدي عنه فينساك، إن دنا منك فاقربي منه، وإن نأى عنك فابعدي عنه، واحفظي أنفه وسمعه وعينه، فلا يشمن منك إلا طيبا، ولا يسمع منك إلا حسنا، ولا ينظر إلا جميلاً.
وأوصى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ابنته فقال: إياك والغيرة، فإنها مفتاح الطلاق، وإياك وكثرة العتب، فإنه يورث البغضاء، وعليك بالكحل، فإنه أزين الزينة، وأطيب الطيب الماء.
وقال رجل لزوجته:
خذي العفو مني تستديمي مـودتي ولا تنطقي في ثورتي حين أغضب
ولا تـنقريـني نقرك الـدف مرة فإنك لا تدرين كيف الـمغيب
ولا تكثري الشكوى فتذهب بالهوى ويأباك قلبـي والـقلوب تقلب
فإني رأيت الـحب في القلب والأذى إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب
وقال بعض العرب: لا تنكحوا من النساء ستة: لا أنانة، ولا منانة، ولا حنانة، ولا تنحكوا حداقة، ولا براقة، ولا شداقة.
أما الأنانة: فهي التي تكثر الأنين والتشكي، وتعصب رأسها كل ساعة، فنكاح الممراضة، أو نكاح المتمارضة لا خير فيه.
والمنانة: التي تمن على زوجها فتقول: فعلت لأجلك كذا وكذا.
والحنانة: التي تحن إلى زوج آخر أو ولدها من زوج آخر، وهذا أيضا مما يجب اجتنابه.
والحداقة: التي ترمي إلى كل شيء بخدقتها فتشتهيه، وتكلف الزوج شراءه.
والبراقة: تحتمل معنيين: أحدهما: أن تكون طول النهار في تصقيل وجهها، وتزيينه، ليكون لوجهها بريق محصل بالصنع، والثاني: أن تغضب على الطعام، فلا تأكل إلا وحدها، وتستقل نصيبها من كل شيء، وهذه لغة يمانية، يقولون: برقت المرأة، وبرق الصبي الطعام، إذا غضب عنده.
والشداقة: المتشدقة الكثيرة الكلام.
وأوصت أمامة بنت الحارث ابنتها حين زفت إلى زوجها، فقالت:
أي بنية إن الوصية لو كانت تترك لفضل أدب، أو لتقدم حسب، لزويت ذلك عنك، ولأبعدته منه، ولكنها تذكرة للغافل، ومعونة للعاقل.
أي بنية: لو أن المرأة استغنت عن زوج لغنى أبويها، وشدة حاجتهما إليها، كنت أغنى الناس عن ذلك، ولكن النساء للرجال خلقن، ولهن خلقوا.
أي بنية: إنك قد فارقت الحمى الذي منه خرجت، وخلفت العش الذي فيه درجت، إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فأصبح بملكه عليك مليكا، فكوني له أمة؛ يكن لك عبدا وشيكا، واحفظي له خصالاً عشرا، تكن لك ذخرا.
أما الأولى والثانية: فالصحبة بالقناعة، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة، فإن في القناعة راحة القلب، وفي حسن المعاشرة مرضاة للرب.
وأما الثالثة والرابعة: فالمعاهدة لموضع عينيه، والتفقد لموضع أنفه، فلا تقع عيناه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب ريح.
وأما الخامسة والسادسة: فالتعاهد لوقت طعامه، والتفقد لحين منامه، فإن حرارة الجوع ملهبه، وتنقيض النوم مغضبه.
أما السابعة والثامنة: فالاحتراس بماله، والإرعاء على حشمه وعياله، وملاك الأمر في المال حسن التقدير، وفي العيال حسن التدبير.
وأما التاسعة والعاشرة: فلا تفشين له سرا، ولا تعصين له أمرا، فإنك إن أفشيت سره، لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أوغرت صدره لا واتقي مع ذلك كله الفرح إذا كان ترخا، والاكتئاب إذا كان فرحا، فإن الأولى من التقصير، والثانية من التكدير، وأشد ما تكونين له إعظاما أشد ما يكون لك إكراما، وأشد ما تكونين له موافقة أطول ما يكون لك مرافقة، واعلمي يا بنية أنك لا تقدرين على ذلك حتى تؤثري رضاه على رضاك، وتقدمي هواه على هواك فيما أحببت أو كرهت، والله يضع لك الخير وأستودعك الله.
وعلى المرأة المسلمة أن تتزين لزوجها استجابة لله ورسوله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خير النساء- امرأة إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أمرتها أطاعتك، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالها”.
فعلى المرأة أن تتزين لزوجها، ومن حقه عليها أن تفعل، وإن تجاوزت الشطر الأعظم من عمرها، فذلك من أسباب الألفة والتودد، لكن لا تبالغ في ذلك حتى يضيع وقتها الثمين أمام المرآة، فهذا من ضعف العقل، وخلل التصور.
ومن الإشارات النبوية إلى أهمية التزين للأزواج وأثره في التواد والتحاب بين الزوجين: ما جاء في حديث جابر رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة، فلما قدمنا المدينة ذهبنا لندخل، فقال: “أمهلوا حتى تدخلوا ليلاً- يعني: عشاء- لكي تمتشط الشعثة، وتستحد المغيبة” (رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي)، وفي رواية للبخاري: “إذا أطال أحدكم الغيبة، فلا يطرق أهله ليلاً”. وفي هذا دليل على أنه يستحب التأني للقادم على أهله؛ حتى يشعروا بقدومه قبل وصوله بزمان يتسع لما ذكر من تحسين هيئات من غاب عنهن أزواجهن، وذلك لئلا يهجم على أهله، وهن في هيئة غير مناسبة، فيقع النفور عنهن، وفي هذا الحديث بيان أن المرأة مادام زوجها حاضرا مقيما فهي دائمة التزين، ولا تهجر هذه الخصلة إلا في غياب زوجها.
وكانت عُليه بنت المهدي كثيرة الصلاة، ملازمة للمحراب، وقراءة القرآن، وكانت تتزين، وتقول:. ما حرم الله شيئا إلا وقد جعل فيما أحل عوضا منه، فماذا يحتج العاصي؟ أهـ
وقال الأصمعي: رأيت في البادية امرأة عليها قميص أحمر، وهي مختضبة، وبيدها سبحة، فقلت: ما أبعد هذا من هذا! فقالت:
ولله مني جانب لا أضيعه وللهو مني والبطالة جانب
فعلمت أنها امرأة صالحة لها زوج تتزين له. أهـ
وقد راج بين العرب قديما مثل يقول: “أطيب الطيب الماء”؛ لأنه زينة المرأة عندهم هي: النظافة في الدرجة الأولى، ومن هنا فإن من واجب الزوجة أن تسعى إلى إرضاء زوجها، وإدخال السرور على قلبه إذ جاء بيته، فتستقبله متزينة متنظفة، لا تبدي تعبا من عمل، ولا نفورا. من أمر، متحرية إدخال السرور على قلبه، فتحمل متاعه، وتعينه على نزع ثيابه، وتقدم إليه ما يلبس في بيته، وذلك مدعاة لسروره وسعادته بامرأته.
ويؤكد صلى الله عليه وسلم هذا المعنى بقوله فيما رواه عنه عبد الله بن عمرو رضي الله عنه: “الدنيا كلها متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة” (رواه أحمد ومسلم والنسائي وابن ماجه والبيهقي). أي أن الدنيا متاع زائل، وخير ما فيها من هذا المتاع: المرأة الصالحة، لأنها تسعد صاحبها في الدنيا، وتعينه على أمر الآخرة، وهي خير وأبقى.
وقد روي أن أبا الأسود الدؤلي قال لبنيه:
يا بني! قد أحسنت إليكم صغارا، وكبارا، وقبل أن تولدوا.
قالوا: كيف أحسنت إلينا قبل أن نولد؟ قال: اخترت لكم من الأمهات من لا تسبون بها.
وشكا رجل لصديقه عقوق ولده له، وسوء معاملته، ودناءة طبعه، فقال: لا تلم أحدا، ولكن توجه باللوم إلى نفسك؟ لأنك لم تتخير أمه، وقديما قال الناس: كادت المرأة أن تلد أخاها.
وقال الأصمعي:
ما رفع أحد نفسه- بعد الإيمان بالله تعالى- بمثل منكح صدق، ولا وضع نفسه بعد الكفر بالله تعالى بمثل منكح سوء.
وقال الشاعر:
وليس النبت ينبت في جنان كمثل النبت ينبت في الفلاة
وهل يرجى لأطفال كمال إذا ارتضعوا ثدي الناقصات
وقال الإمام ابن عبد القوي في “منظومة الآداب “:
وخير النسا من سرت الزوج منظرا ومن حفظته في مغيب ومشهـد
قصـــيرة ألفاظ قصـيرة بيتها قصيرة طرف العين عن كل أبعد
عليك بذات الدين تظفر بالمني الـ ودود الولود الأصل ذات التعبد
ولله در من قال:
سعادة المرء في خمس إذا اجتمعت صلاح جيرانه والبر في ولده
وزوجة حسنت أخلاقها وكذا خل وفي ورزق المرء في بلده
وقد سئل إمام دار الهجرة مالك بن أنس- رحمه الله- عن امرأة تبالغ في إكرام زوجها، فتتلقاه، وتنزع ثيابه، وتقف حتى يجلس؟ فقال: أما التلقي فلا بأس به، وأما القيام حتى يجلس فلا، فإن هذا فعل الجبابرة، وقد أنكره عمر بن عبد العزيز. أهـ
ولكن أكثر الزوجات الآن تلقى زوجها مشغولة بطبخها الذي تأخرت فيه، بذلة الثياب، تعبة، ضيقة الصدر، كثيرة الشكوى والضجر، ولا تلبث إحداهن بعد الأشهر الأولى من الزواج أن تنهمك في مراعاة المطبخ والأثاث، وتبذل في ذلك غاية وسعها، حتى تنصرف من حيث لا تشعر عن الاحتفاء بزوجها في الملبس أو الزينة، وإن كانت لا تغفل عن هذا الاحتفاء، وتلك الزينة، لاستقبال أترابها، وزيارة جاراتها، مما يكون عاملاً أساسيا في نفرة الزوج وسخطه، فيدخل البيت مستعيذا من شرها، ويفر منه مستجيرا من ضرها، إذ يجد زوجه قد تحولت عنه، وتقمصت شخصية الخادم، التي تحسن أن واجبها منحصر في خدمة البيت، دون العناية بصاحب ذلك البيت، أعني: الزوج”.
وعلى الزوج كذلك أن يؤدي ما عليه تجاه زوجته، فإن المرأة تحب ما يحبه الرجل، وها هي كلمة طيبة عن الإمام الشافعي تجمع المعروف بين الزوجين.
قال الشافعي رضي الله عنه: وجماع المعروف بين الزوجين كف المكروه، وإعفاء صاحب الحق من المؤنة في طلبه، لا بإظهار الكراهية في تأديته، فأيهما مطل بتأخيره، فمطل الواجد القادر على الأداء ظلم بتأخيره. أهـ.
وقال بعض الشافعية: كف المكروه: هو أن لا يؤذي أحدهما الآخر بقول أو فعل، ولا يأكل أحدهما، ولا يشرب، ولا يلبس ما يؤذي الآخر. أهـ.
كتبه أبو الحسن بن محمد الفقيه
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه:
أمَّا بعد:
أختي المسلمة:
– هل لديك مشاكل عجزت عن حلِّها؟
– هل تشتكين من ضعف شخصيتك؟
– هل تشعرين بالضعف أمام نجاح الأخريات؟
– هل تريدين دليلاً يقودك نحو النجاح في حياتك؟
– هل أنت طموحة لكنك لا تنتجين؟
– هل تريدين أن يُحبَّك الجميع؟
إذا كان جوابك «نعم» على هذه الأسئلة أو معظمها فإنَّ هذا الكتاب يخصُّك كثيرًا.
وما عليك إلا أن تسلكي خطوات النجاح خطوةً بخطوة ليكتمل بناؤك الشخصي، وتواكبين بطموحاتك الناجحات مِمَّن وفَّقهنَّ الله سبحانه وتعالى للسَّير على طريق السعادة والنجاح.
إنَّ رسم الأهداف التي نريد تحقيقها، وانتقاء الأكثر أهمية لنا في حياتنا من تلك الأهداف، وتنظيم أوقاتنا وطاقاتنا، واستمرارنا على التخطيط لأعمالنا اليومية، وحُسن إدارة أعمالنا في الحياة، وتقويم ذواتنا وإنتاجاتنا، ومحاسبة أنفسنا بصراحة كلّ وقتٍ وحين، وفقهنا لحلِّ مشاكلنا في إدارة شئوننا، وفقه تعاملنا مع الآخرين، وعلوِّ همَّتنا في الحياة، وثباتنا على كلِّ هذه المبادئ – هي الخطوات التي ينبغي أن نرسمها في مسيرنا نحو النجاح والسعادة.
وهذا الكتاب، على صغر حجمه، يُعرِّفك – أختي المسلمة – بتلك الخطوات، ويتناولها خطوةً خطوة وفق تصوُّرٍ إسلاميٍّ أصيل، نابعٌ من الكتاب والسُنة على فهم سلف هذه الأمَّة، ويحاول تسليط الأضواء على خطوات النجاح كما دلَّت عليها قواعد الدين وأصوله.
فهو يقودك – أختاه – نحو تكامل شخصيتك في الحياة، ويدلُّك على عناصر القوَّة في بناء شخصيةٍ إسلامية ناجحة.
فسيري على تلك الخطوات، والله يحفظك ونساء المسلمين من مخطّطات الأعداء وسهام السفهاء، ويجعلك نورًا تتبدَّد به ظُلَمُ الفساد في كلِّ البلاد .. والله من وراء القصد.
تحديد الهدف
أختي المسلمة:
لا بدَّ أن تُدركي أهمية هذه الخطوة في كلِّ حركةٍ تقومين بها في حياتك، وإدراكك لمدى أهمية هذه الخطوة، ثم ترجمة ذلك الإدراك إلى تنفيذٍ واقعيٍ عمليٍّ هو الذي يُؤهِّلك للانطلاقة السليمة نحو النجاح.
ولا بدَّ أن تعلمي أنَّ رسم الأهداف منهجٌ رباني، نهجه الأنبياء والمرسلون صلوات ربِّي وسلامه عليهم أجمعين، ولم يزل ينهجه الصالحون من الصحابة والتابعين، لأنه يقوِّي مبدأ الثبات والصبر والتحمُّل حين مواجهة العقبات في طريق النجاح.
وفي حياتنا تنقسم الأهداف إلى قسمين:
الأول- هدف كلِّي ثابت.
الثاني- هدف جزئي متغيِّر.
1- الهدف الكلي الثابت:
وهو هدفٌ فطريٌّ في أعماق النفس البشرية، وقد دلَّت عليه نصوص الوحي من الكتاب والسُنة، ودلَّت عليه العقول السليمة والفطر النقية الطاهرة .. ولتعلمي ذلك الهدف لا بدَّ أن تطرحي سؤالاً مباشرًا على نفسك.
○ لماذا خُلقت؟ ولماذا أموت؟ وماذا عن مصيري بعد الموت؟
وعلى قدر إجابتك على تلك الأسئلة تُحدِّدين هدفك من الوجود.
لقد خلقك الله – يا أَمَة الله – للعبادة، ولا شي غير العبادة .. قال تعالى: ]وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ[ [الذاريات : 56].
وقال تعالى: ]وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ[ [البينة : 5].
فتذكري – أختاه – أنَّ هدفك الأسمى في الحياة هو عبادة الله سبحانه، فهو الخالق الرازق، خلق الكون فأبدعه، وخلق الإنسان وصوَّره، وبثَّ آياته في الوجود؛ فليس في الكون شيءٌ إلاَّ ويدلُّ على وجوده وألوهيته .. ]خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ[ [آل عمران: 190، 191].
]أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ * فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ[ [الغاشية: 17-21].
فغاية وجودك على هذه البسيطة هو تحقيق العبودية لله جلَّ وعلا، وذلك بالاستقامة على أمره واجتناب نهيه، وقد بيَّن القرآن الكريم هذا الهدف بخطابٍ صريحٍ في آيات كثيرة .. من ذلك قول الله تعالى:
]يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ[ [البقرة : 21].
واعلمي – أختاه – أنَّ الرسل صلوات الله عليهم جميعًا، ما أُرسِلوا إلاَّ لهذا الهدف السامي .. يدلُّ على ذلك قول الله جلَّ وعلا:
]وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ[ [الأنبياء : 25].
وقوله سبحانه: ]وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ[ [النحل : 36].
وحينما تُحدِّدين هذا الهدف من الحياة، ينبغي أن تُدركي جيدًا أنَّ ذلك حقَّ الله سبحانه، نؤدِّيه إيمانًا بوجوده واعترافًا بنعمه وآلائه وحبًا فيه سبحانه وطمعًا في جنته وخوفًا من عذابه وعقابه .. فعن معاذ رضي الله عنه قال: كنت رديف النبي على حمارٍ فقال لي: «يا معاذ، أتدري ما حقُّ الله على العباد؟ وما حقُّ العباد على الله؟»..
قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «حقُّ الله على العباد أن يعبدوه ولا يُشركوا به شيئًا، وحقُّ العباد على الله ألاَّ يُعذِّب من لا يُشرك به شيئًا».
قلت: أفلا أُبشِّر الناس؟
قال: «لا تُبشِّرهم فيتَّكلوا»(رواه البخاري ومسلم).
فعبادة الله في هذه الدنيا هدف المسلم وغايته الثابتة، لا تتبدَّل ولا تتغيَّر حتى الموت، أمَّا لماذا نموت؟ فلأنَّ الموت مُنعطِفٌ بين مرحلتَين من الوجود:
مرحلة الحياة الدنيوية التي نُختَبر فيها بالأعمال، ومرحلة الحياة الأخروية التي نُجازَى فيها عن تلك الأعمال، إنْ خيرًا فخير وإن شرًّا فشر.
يدلُّ على ذلك قول الله جلَّ وعلا:
]الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا[ [الملك: 2].
وفي السُنة ما رُوي عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله قال:«يتبع الميت ثلاثة: أهله وماله وعمله، فيرجع اثنان ويبقى واحد: يرجع أهله وماله، ويبقى عمله»(رواه البخاري ومسلم).
فالدنيا دار ابتلاء والآخرة دار جزاء والموت فيصل بين الدارين..
ولكن هناك سؤالٌ يتبادر إلى ذهن كثيرٍ من الناس وهو: كيف تكون حياتنا كلّها عبادة؟
وإنما يطرح هذا السؤال من أشكل عليه العلم بمعنى «العبادة» في الإسلام، فالعبادة عند الإطلاق تتضمَّن كلَّ عملٍ يُرضي الله جلَّ وعلا، سواء كان من الفرائض والواجبات أو من المستحبَّات أو العادات المباحة، لذلك عرَّفها العلماء بأنها: «اسم جامعٌ لكلِّ ما يُحِبُّه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة»(العبودية لشيخ الإسلام ابن تيمية ص38)
فالصلاة عبادة، والصيام عبادة، والزكاة عبادة، والحجُّ عبادة، والنوم أيضًا عبادة، والأكل والشرب كذلك عبادة، وكلُّ ما يقوم به الإنسان من أعمالٍ ظاهرةٍ أو باطنةٍ هو عبادة ما دام يُرضي الله جلَّ وعلا، يدلُّ على ذلك ما رُوي عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن النبي قال: «إنك لن تُنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أثبتَ عليها، حتى اللقمة تجعلها في فِي امرأتك»(«في في امرأتك»: أي في فم امرأتك)(رواه البخاري ومسلم)
وقد كان السلف الصالح رضوان الله عليهم يتعبَّدون الله بكافة شئون حياتهم .. قال زيد الشامي: إنِّي لأحبُّ أن تكون لي نية في كلِّ شيءٍ حتى في الطعام والشراب.
وقال أيضًا: «انوِ في كلِّ شيءٍ تريد الخير منه، حتى خروجك إلى الكناسة».
• أختاه .. هل أدركتِ حقيقة العبادة في الحياة؟
إنها تشمل الحركات والأقوال والخاطر والأفكار، وتخصُّ جميع جزئيات الحياة وكلياتها وأنماطها وأشكالها، سواء في حال الجدِّ أو الهزل أو اليقظة أو النوم، أو العمل أو الراحة، كلها يمكن للإنسان المسلم أن يتعبَّد الله بها إذا حقَّق شروط العبادة كما يجب.
إنكِ متى حقَّقت العبادة في سلوكك كافة، فقد حقَّقت الهدف المنشود وبنيتِ للنجاح أساسه وقواعده وأركانه وأطائده .. لكن هل تعلمين كيف تحققين ذلك؟
إنَّ تحقيق العبادة لا يمكن أن يتمَّ إلا بشرطين اثنين:
الأول- أن تكون العبادة لله.
الثاني- أن تكون على مراد الله.
أليس الله سبحانه وتعالى هو القائل: ]لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ[ [الملك : 2]..
فإحسان العمل إنما يكون بموافقة الصواب فيه، وإخلاصه لله سبحانه وتعالى، يدلُّ على ذلك قول الله جلَّ وعلا: ]فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا[ [الكهف : 110].
ومن السُنة ما رُوي عن أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله : «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»(رواه البخاري ومسلم، وفي رواية لمسلم «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد»).
أختي المسلمة:
لكي تكوني شخصيةً هادفةً في الحياة، بعيدة النظر في تناول القضايا والأحداث، حكيمة التصرُّف في تحديد المواقف والآراء، قوية المبدأ في التعامل مع تطوُّرات الحياة ومشاكلها .. لكي تكوني كذلك لا بدَّ أن تستحضري في كلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ في حياتك هذا الهدف الكبير الذي يرسم لك طبيعة الأشياء على حقيقتها: طبيعة الوجود، وطبيعة الكون، وطبيعة المخلوقات، وطبيعة نفسك، وصفات الخالق لكلِّ هذا المحيط الفسيح من حولك، وطبيعة العلاقة التي ينبغي أن تربطك مع خالقك سبحانه ومع مفردات المخلوقات من حولك.
إنَّ خطوة تحديد الهدف الكلِّي الثابت في الحياة شرطٌ للنجاح، ليس النجاح في الدنيا فقط، وإنما النجاح في الآخرة أيضًا .. ومتى فُقد ذلك الشرط فُقد جنس النجاح في الدنيا والآخرة، وحتى لو نجح الإنسان في تحصيل متاع الدنيا فإنَّ نجاحه خسارة في حقيقتها، قال تعالى: ]وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ[ [العصر : 1-3].
2- الهدف الجزئي المتغير:
فإذا انتهت من تحديد الهدف الثابت فاعلمي أنَّ جميع الأهداف في الحياة – سواء كانت طموحات مادية أو تطلعات علمية أو غايات شخصية – كلُّها تندرج تحت الهدف الأم، وهو العبادة.
فأهدافك مهما تشكَّلت وتنوَّعت، فهي في النهاية يجب أن تنضوي تحت ظلال عبودية الله سبحانه، ومن هنا نستخلص قاعدة مهمة في رسم أهدافنا في الحياة:
○ «شرعية الهدف شرط في التعبد» ○
فكلُّ هدف لا يُحبُّه الله ولا يرضاه، لا نُحدِّده ولا نرسمه، بل نلغيه من برامجنا مهما كانت نتائجه ومحصوله؛ ذلك لأنه يصطدم مع مبدأنا في الحياة وهدفنا في الوجود، ويناقض غايتنا التي خُلقنا من أجلها، وعليها مدار سعادتنا ونجاحنا في الدارين.
لا بدَّ أن تكوني – أختاه – صارمة في تحديد أهدافك، وكلَّما أصبتِ في تحديد الهدف الشرعي وأخلصت في ذلك لله فقد أصبت مرَّتين:
• مرَّة في الهدف الدنيوي القريب.
• ومرَّة في الهدف الأسمى، وهو «عبادة الله».
فتأمَّلي في هذا الكلام؛ فإنه أنفس ما ينبغي حفظه في طريق الحياة الناجحة.
والأهداف الجزئية في الحياة، متنوِّعة وكثيرة، تختلف بحسب الطاقات والهمم، وكيفما كان طبيعة عملك فلا بدَّ أن تأخذي خطوة تحديد الهدف كأول خطوة واجبة، فمثلاً: إذا كانت طالبة في بداية العمل الدراسي، أو حتى خلال العام الدراسي، فلا بدَّ أن تطرحي على نفسك سؤالاً مباشرًا وصريحًا: لماذا أدرس؟!
وبعد ذلك لا بدَّ أن تجيبي على ذلك السؤال بصدقٍ وصراحة؛ فإنَّ العقل السليم أنما يدلُّ على أنَّ الهدف من الدراسة هو طلب العلم وتحصيله، فهدفك إذًن هو اكتساب العلم وحفظه، فإن نويت بذلك الأجر والمثوبة فقد حقَّقت الخطوة الأولى على طريق النجاح فعلاً ويلزمك بقية الخطوات.
وإن كنت ربَّة بيت، فاطرحي سؤالاً صريحًا لتحديد الهدف:
لماذا تزوجت وأنجبت وما دوري في البيت؟
ولا يجهل أحدٌ أنَّ هدف المرأة في بيتها هو خدمته وصيانته، خدمته: بطاعة الزوج وحفظه وخدمته، وتربية الأبناء وإرشادهم، وصون البيت من الشرور بترك المعاصي والمحرَّمات وحفظ الزوج في غيبته .. وكلَّما استحضرت المرأة هدفها من العشرة الزوجية، كلَّما كانت أنشط للقيام بدورها في بيتها.
وهكذا في كلِّ مجالات الحياة، سواء في التجارة أو الإدارة أو غيرها من الأعمال، لا بدَّ من خطوة تحديد الهدف وتأطيره بدقَّة وحكمة ليسهل الإنجاز ويزول الإعجاز، وتتَّضح معالم الطريق نحو الغاية المنشودة؛ فتحديد الهدف شرطٌ في مسيرة النجاح، لا بدَّ من إنجازه قبل المسير.
ولَمَّا كانت الأهداف متفاوتة في قيمتها ووزنها، كان لزامًا علينا أن نلتفت إلى هذا التفاوت، فنخطو خطوة ثانية نحو تحسين الهدف وانتقائه، فما هي هذه الخطوة؟
التنظيم
لا بديل عن التنظيم إلاَّ الفوضى، والفوضى لا يمكن أبدًا أن تكون طريق النجاح، لذلك كان تنظيم الفكر والذات وتنظيم العمل والوقت أهم خطوة بعد تحديد الأهداف واختيار مهماتها، وحينما نتكلَّم عن التنظيم فإننا نعني بذلك ترتيب عناصر الإنتاج في الذات وخارج الذات.
فالمرأة المسلمة الناجحة لا تؤمن بالعشوائية في العمل، بل تُنظم أعمالها وترتب أوراقها وتحافظ على وقتها.
والتنظيم الناجح للأعمال يقوم على أساس الترابط الصحيح بين عنصرين:
○ العنصر الأول: الطاقة الذاتية.
○ العنصر الثاني: الطاقة الزمنية.
فالطاقة الذاتية: هي الجهد البشري الذي يبذله الإنسان لتحقيق أهدافه في الحياة.
والطاقة الزمنية: هي الزمن الذي نعيشه بساعاته ودقائقه وثوانيه.
ومتى أحسنت – أختاه – إتقان الربط بين طاقة الذات والوقت، فقد خطوت خطوةً بعيدةً في اتجاه النجاح، وأنت بذلك في أعلى مراتب عبادة الله سبحانه.
ومن هنا تظهر لنا أهمية الوقت، ودور التحكُّم فيه في صياغة عنصر النجاح.
ومن هنا ندرك أيضًا أنَّ تحقيق الأهداف المرسومة لا بدَّ فيه من الربط بين هذين العنصرين، وإنما يقوي حافز الربط بينهما عنصر علمي هام وهو:
«الإيمان بأهمية الوقت»
فوقت المرأة المسلمة أمانة في عنقها، ومسئولية تُحاسَب عليها يوم القيامة، فلا ينبغي تضييعه في سفاسف الأمور التي ليس وراءها نفع ولا نتاج .. يدلُّ على ذلك ما رُوي عن أبي برزة نضله بن عبيد الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «لا تزول قدما عبدٍ حتى يُسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيما فعل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه»(رواه الترمذي وغيره وإسناده صحيح)
فالزمن الذي نعيشه هو مجال إنجازاتنا، سواء فيما يتعلَّق بنتاج الدنيا أو ثواب الآخرة، فهو نعمة وفرصة لكلِّ مريدٍ للنجاح إذا أحسن استغلاله وأحكم تدبيره.
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : «نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة والفراغ»(رواه البخاري)
فهذا الحديث جمع أصلين لا بدَّ منهما في تنظيم الأعمال: عنصر الصحَّة، وهو متعلِّقٌ بالذات، وعنصر الوقت، وهو خارج عن الذات.
فدل ذلك على أنَّ حُسن الاستفادة من القدرات الذاتية وحُسن الاستفادة من الوقت خطوة جبارة نحو الفلاح في الدارين .. فتأملي!
وقد كان السلف – رضوان الله عليهم – حريصين على أوقاتهم، فهذا الخطيب البغدادي – أحد السلف – كان لا يُرى إلا وكتابٌ في يده يطَّلع عليه أو يراجعه.
وهذا أبو الوفاء بن عقيل الحنبلي رحمه الله يقول: وأنا أبذل غاية جهدي لكي أكسب الأوقات حتى جعلت أكلي أن أسفَّ الكعك وأن أتحسَّ عليه الماء لأنَّ ذلك أسهل علي، وأحفظ عليَّ في الوقت، من أن آكل لينًا فأمضغه!
وهذا ابن الجوزي يقول: يحرجني بعض الزوار، فيأتوني فيضيعون عليّ الوقت والعمر، لكني فطنت لهم، فأعددت لهم الكاغد، فإذا جاءوا أعطيت كلَّ واحد منهم لغَّه، حتى إذا مضوا كان لديَّ شيء أستطيع أن أكتب به وعليه فقرة طويلة، فكأن الوقت ما مضى وما ضاع مع هؤلاء الزوار.
أختاه..
هناك «86400» ثانية في اليوم الواحد، وهناك من الناس من يكفيه هذا الوقت لإنجاز أعمال ضخمة وإدارة مؤسسات جبارة، وربما تدبير شئون دولة بأكملها، بينما قد لا يستطيع أحدنا القيام بأبسط المهمات وأسهلها، رغم أنَّ المجال الزمني واحد!
فهذا سؤال مطروح أمامنا:
لِماذا نعجز عن النجاح وينجح غيرنا في استثمار وقته وطاقته؟
اعلمي يا أخية أنَّ السر في ذلك هو الإصابة والإتقان في تنظيم الوقت واستغلال الجهد، فلا بدَّ من رسم أهداف أوَّلية، ولا بد أيضًا من تأطير تلك الأهداف ووضعها في مجالها الزمني المناسب، دون استجابة للعواطف أو انهزام أمام الآخرين..
إنها نعمة في الدنيا ومسئولية نُحاسَب عليها، فلم التباطؤ في إنجازها؟!
ولكن كيف ننظِّم أوقاتنا؟.. وما هي ثمرة ذلك؟
منهجية تنظيم الوقت
فمادة الوقت هو الزمن الذي نعيشه من أعمارنا بساعاته ودقائقه وثوانيه، والمنهج الناجح في تنظيمه هو تحديد الأعمال في ساعاتها ودقائقها وثوانيها المناسبة.، والتمييز في ذلك بين ما هو ثابت وما هو متغيِّر.
ولقد سبق أن بيَّنا أنَّ الأولوية في الأعمال شرطٌ للنجاح، وأنَّ أهدافنا في الحياة كلَّها عبادة، ولازم هذَين الشرطين هو أن نجعل من وقتنا عبادةً لله جلَّ وعلا، وأن نُقدِّم الفرائض والواجبات التي أمرنا الله سبحانه بأدائها، وأن نجعل أوقاتها ثابتة لا تقبل التغيير ولا يحلُّ فيها التبديل .. ومن هذا المنطلق نبدأ في تنظيم أوقاتنا وتحديد مجالات إنجازاتنا.
وفيما يلي اقترح عليك منهجية لتنظيم الوقت:
1- اعتبار أوقات العبادة – كالصلاة والأذكار والنوافل – ثابتة، قال تعالى: ]إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا[ [النساء : 103]..
ولأنَّ في القيام بهذه العبادة على الوجه الصحيح تقوية للعزم وتثبيت للقلب وتبصير للذهن على تحقيق المراد.
2- تخصيص مدَّة زمنية معيَّنة للمهام المطلوب إنجازها بحسب موقع المرأة في الحياة، فإذا كانت ربَّة بيت فرَّغَتْ نفسها لاحتياجات البيت، وأعطت من وقتها لأبنائها بالتربية والتوجيه، وعملت على تنفيذ أوامر زوجها بالشكل المطلوب في المجال الزمني الذي تحدِّده مسبقًا.
وإذا كانت طالبة في المدرسة أو الجامعة أو غيرها قسَّمت وقتها أيضًا إلى مجالات زمنية بحسب مهامها المطلوبة، فوقتٌ للمذاكرة، ووقتٌ للمطالعة، ووقتٌ لمساعدة الوالدة على أشغال البيت، ووقتٌ لتفقُّد أحوال الأسرة .. وهكذا تمرُّ أوقاتها وفق جدولٍ زمنيٍّ محدَّد.
3- اجتناب أسباب ضياع الوقت، واتخاذ القرار الصارم في تجاوز كلِّ ما يعيق عملية التنظيم المسبق .. ولا ينبغي التساهُل في السماح للآخرين بهدر أوقاتنا؛ لأن ذلك سيُفقِدنا السيطرة على ذواتنا، وسيجعلنا بعواطفنا في اتجاه الفشل .. فلا بدَّ من الثقة بالنفس أثناء تنفيذ مخطّطاتنا وإلا فسوف تبقَى حبرًا على ورق.
أختي المسلمة..
وخطوة التنظيم هذه هي خطوة نظرية تحتاج إلى ترجمة مفرداتها في الواقع المحسوس في الحياة، فكيف نُجسِّد تنظيم طاقاتنا وأوقاتنا على أرض الواقع؟ وكيف نتخلَّص من معوِّقات تنفيذ ما نقوم بإنجازه بعد التنظيم؟
إنها الخطوة الرابعة .. وهي التخطيط اليومي المحكم.
التخطيط اليومي
في الخطوات الثلاث السابقة كنا نتحدَّث عن الجانب النظري من خطوات النجاح في حياة المرأة المسلمة، فعملية تحديد الأهداف وانتقائها وتنظيم الجهد والوقت كلّها خطوات سابقة لعملية التنفيذ الفعلي، وأمَّا خطوة «التخطيط اليومي المحكم» فهي مزج بين عنصري التنظير والتطبيق..
ومكانة التخطيط اليومي في حياة المرأة المسلمة مكانة عظيمة مهمة، ولها ثمار كبيرة الفائدة في صياغة نسيج السعادة في الحياة، ذلك لأنَّ الفراغ سمٌّ قاتل يسيح بالعقول في فضاءات ومتاهات لا حدود لها، ويوقع في شباك فتاكة بالمرأة المسلمة، ويحدث في النفس الوساوس والهواجس، ويضعف قوَّة الإرادة وصلابة العزيمة في القلوب، ويعوِّد الكسل والتأرض(التأرض: اللصوق بالأرض)، ويُكرِّه للنفس العمل والاجتهاد، وكلُّها عوامل تُضعِف بشخصية المرأة المسلمة، وتلغي دورها العظيم في الحياة والمجتمع .. من هنا تظهر أهمية التخطيط اليومي في الحياة.
1- معنى التخطيط اليومي:
هو حصر الأعمال التي نُريد إنجازها في اليوم الواحد وتقسيمها على عدد ساعاته بدقَّةٍ وموضوعية .. أو بعبارة أخرى: هو وضع جدول زمني لليوم الذي نعيشه وتوزيع الأعمال المطلوبة على عناصر ذلك الجدول.
وإليك أختاه نموذجًا حيًّا للتخطيط اليومي.
نموذج للتخطيط اليومي:
الساعة
العمل
المدة المطلوبة
5 صباحًا
○ صلاة الصبح مع أذكار الصباح.
معدل ساعة أو نحوها حسب الاستطاعة.
6 صباحًا
○ المذاكرة بالنسبة للطالبة وغيرها، أو مساعدة الوالدة في المطبخ، أو تحضير الفطور أو خدمة الزوج والأولاد لاستئناف مهامهم.
معدل ساعة تقريبًا
7 صباحًا
○ تناول الفطور مع الأسرة
30 دقيقة
7.30 صباحًا
○ توزيع أعمال الصباح حسب موقع المرأة، فإن كانت طالبة توجَّهت إلى المدرسة أو الجامعة، وإن كانت ربَّة بيت وزَّعت أعمالها بين خِدمة البيت، والاعتناء بأبنائها، وما بقي من وقتها جعلته للمطالعة والحفظ وسماع الأشرطة المفيدة حسب ميولها العلمي وقدرتها على التحصيل، ويُستحسن لها حضور حلقات التحفيظ والعلم ما لم يتعارض ذلك مع طاعة الزوج.
ومعدل ذلك 5 ساعات
12.30 ظهرًا
○ صلاة الظهر مع الأذكار
30 دقيقة
تناول الغذاء، وأخذ قسط من الراحة حسب الرغبة.
معدل 3 ساعات على الأكثر
4 عصرًا
○ أداء صلاة العصر مع الأذكار:
– وبالنسبة للطالبة العناية بواجباتها المدرسية والجامعية أولاً بأول، وعدم إهمالها واحتساب الأجر في ذلك.
– وبالنسبة لربَّة البيت: يُستحسن حضور حلقات تحفيظ القرآن أو بعض الدروس والمحاضرات المفيدة، أو تعلم الأشياء المفيدة في الحياة كالخياطة وغيرها، أو زيارة هادفة للأقرباء والأخوات.
معدل ساعة
7 مساءً
○ العودة إلى البيت وأداء صلاة المغرب والاهتمام بأمور الزوج والأبناء، وإذا كانت المرأة طالبة يُستحسن الإكثار من المطالعة أو خدمة البيت والإخوان ومساعدة الوالدة في أعمالها.
معدل ساعة
9 مساءً
أداء صلاة العشاء (حسب توقيتها)، وتناول العشاء، ثم تفقُّد أحوال الزوج والأبناء والانصراف للنوم
معدل ساعة
9.15 مساءً
قبل النوم – يُستحسن وضع تخطيط لجدول الغد ورسم الأهداف المراد إنجازها ومحاسبة النفس على مدى تطبيق المخطط اليومي، واكتشاف مواضع الضعف والقوة بتقويم الذات والعلم.
النوم – ويستحب اقتطاع جزء من الليل للقيام وتلاوة القرآن والاستغفار والدعاء – حسب الجهد – فإنه من أعظم أسباب النجاح
معدل 15 دقيقة أو 30 دقيقة
2- ثمرات التخطيط اليومي:
إنَّ وضع برنامج ثابت لأعمالنا اليومية له فوائد كبيرة في حياتنا، من تلك الفوائد:
ا- إنه يساعدنا على أداء ما افترضه الله علينا كما يجب.
ب- إننا نحافظ على أوقاتنا فلا نضيعها هدرًا.
جـ- أننا نُحقِّق نتائج أفضل على مستوى تنفيذ مسئولياتنا الدينية والتربوية والعلمية.
د- أننا نُقلِّل من أخطائنا التي تُفرزها حالة الفوضى والعشوائية في إنجاز مهماتنا.
هـ- إننا نقوم بأعمالنا بسرعةٍ ويُسرٍ وسهولة، لأننا لا ندع تراكم المهام على كاهلنا.
و- نُوفِّر راحة لأجسادنا ونفوسنا.
ز- نُحسِّن نوعية أعمالنا بتقويم نتائجها كلّ يوم، فنستمرُّ على ما ينفع ونترك ما لا جدوى منه.
ح- نكون أبناء يومنا، ونتدرَّج في تجاوز العقبات في طريقنا، لاسيَّما الفراغ الرّوحي والنفسي؛ فإن أخطر سلاح لمعالجة هموم الفراغ هو إشغال النفس بما ينفعها في الدنيا والآخرة.
* * *
أخية..
إنَّ هذه الخطوات الأربع في حياتك معالم هادية إلى تحقيق السعادة والنجاح، فلا بدَّ من الاهتداء بها في الحياة، ولا بدَّ لك أيضًا من إتقان عملية التنفيذ وإدارة العمل، بالثقة بالنفس والصمود والمحاولة وتجاوز العوائق والعقبات أمام إنجاز ما تضيِّعينه من المهام، فكيف تكون عملية التنفيذ؟
وكيف نستطيع إدارة مخططنا اليومي بنجاح؟
هذه هي الخطوة الخامسة.
إدارة العمل
ونعني بإدارة العمل، فنية تنفيذ بنود المخطط اليومي، وتحري الدقة والانضباط في مزاولة عناصر البرنامج المرسوم لأعمال اليوم كله توجد تلك الفنية وذاك التحري لا بد من اتباع النقاط التالية:
1- الاستعانة بالله جلَّ وعلا:
أختاه..
تذكرَّي أنك مؤمنة بالله، وأنك أحوج إلى الله وعونه في كلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ في الحياة .. قال تعالى: ]يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ[ [فاطر: 15].
فأظهري لله فقرك وضعفك، واجمعي قلبك على الإنابة إليه والتوكُّل عليه وطلب التوفيق والسداد منه .. قال سبحانه: ]وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ[ [هود : 88].
وقال جلَّ وعلا: ]وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ[ [الطلاق : 3]. ومعنى «حسبه» أي كافيه عن كلِّ الأمور.
وقال تعالى: ]فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ[ [آل عمران : 159].
وقال جلَّ وعلا: ]إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ[ [الأنفال : 2].
وقال سبحانه ]وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ[ [إبراهيم : 11].
فقبل البدء بعملية تنفيذ أعمالك لا بد أن تستحضري توكُّلك على الله في كافة أمورك سائر اليوم، فهذا من أعظم الأسباب على نجاح أعمالك وأدائك لواجباتك اليومية، ولقد كان من دعاء رسول الله : «اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكَّلت وإليك أنبت وبك خاصمت، اللهم إني أعوذ بعزَّتك، لا إله إلا أنت أن تضلَّني، أنت الحيُّ الذي لا يموت، والجنُّ والإنس يموتون»(رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم)
2- التدرُّج في العمل:
والتدرُّج سُنةٌ في الحياة، لا بدَّ من الأخذ بها في كلِّ شيء، لكن ليس معنى ذلك الخلود إلى الكسل وتوهُّم الاعتذارات الواهية عن أداء المهمَّات، فلا بدَّ من تعويد النفس على العمل والتعود على إنجاز مهمات الأمور، واستصغار الأهداف الكبيرة للتوازي معه مستوى الجهد الذي نستطيعه ونداوم على القيام به.
فهنا مسألتان:
الأولى مسألة الطموح، والثانية مسألة الموازنة بين الجهد والهدف.
فلا بدَّ أن تكون أهدافنا على قدر جهدنا الذي نستطيعه، وهذا ما يجعلنا نُجزِّئ الطموحات الكبيرة إلى أهداف جزئيَّة، ونتدرَّج في تنفيذها يومًا بعد يوم، فإذا لم نستطع مثلاً قراءة كتابَين في اليوم كان من المقرَّر قراءتهما، فلنقرأ كتابًا واحدًا فقط.
وهكذا إذا لم نستطع حفظ صفحتين من القرآن، فلنحفظ صفحة واحدة، أو نصف صفحة، أو أقلّ من ذلك، حسب القدرات المتاحة لنا، وهكذا في الكتابة والعمل والتجارة وكلّ إنجازاتنا المقرَّرة في حياتنا.
3- ترويض النفس على الالتزام بالتنفيذ:
وعملية «الترويض» هي مغالبة النفس على تجاوز عاداتها السيئة في العمل، ومحاولة محو العادات التي تُعيق سير العمل وتنفيذ جدول الأعمال .. فإذا كان الغالب على النفس هو الميل إلى الراحة والكسل أو النوم، فلا بدَّ من اجتثات هذا الطبع وترويض النفس على النشاط، والعمل بالمجاهدة والمصابرة والصبر.
واعلمي أختاه أنَّ الإخلاص لله في مجاهدة النفس لنَيل الأغراض الشريفة وتحقيق الأهداف الشرعية له الأثر الكبير في التوفيق، يدلُّ على ذلك قول الله جلَّ وعلا: ]وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ[ [العنكبوت: 69].
فتكرار محاولاتك لإنجاز أعمالك – سواء كانت عملية أو مادية أو اجتماعية – هو مجاهدةٌ في حدِّ ذاته، وإصرارك على اتِّخاذ الأسباب للوصول إلى طموحك وتحقيق أمانيك النبيلة هو جهاد يأجر الله عليه، ويُوفِّقك إليه.
فحتَّى لو فشلت مرَّةً ومرَّتَين وثلاث في تنفيذ مخطِّطك اليومي، لا ينبغي لك أبدًا الاستسلام للفوضى؛ فإن ذلك يأسٌ وقنوطٌ وطريقٌ لا نجاح معه، وإنما يكفي أن تتخلَّصي من أسباب الفشل شيئًا فشيئًا؛ لأنَّ النفس تستثقل أعمال الخير وتكرهها .. قال رسول الله : «حُجِِبت النار بالشهوات وحُجِبَت الجنة بالمكاره»(رواه البخاري ومسلم، وفي رواية أخرى «حُفَّت النار بالشهوات وحفَّت الجنة بالمكاره»)
وهنا مسألتان هامتان:
○ الأولى- عمل: وطريقه الصبر والمجاهدة، ونتاجه النجاح والسعادة.
○ الثانية- عجز: وطريقه الخمول والتقصير، ونتيجته فشل وهم وتعاسة.
فلا بدَّ إذن من دفع الضريبة: إمَّا ضريبة الصبر، أو ضريبة الذلِّ والفشل.
والعقول السليمة تنحو منحى الصبر والمجاهدة؛ لأنه أنسب لذوي الطموح والهمم العالية، ولأن نتائجه في أعمال الدنيا مشاهدة، وأجره في الآخرة أكبر .. قال تعالى: ]إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ[ [الزمر:10].
وكما أنَّ العلم بالتعلُّم والحلم بالتحلُّم فإنَّ الصبر بالتصبُّر؛ فقد قال : «ومن يتصبَّر يُصبِّره الله، وما أُعطِي أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر»(جزء من حديث رواه البخاري ومسلم)
أخية..
فليكن عملك على وفق هذه المبادئ؛ فهي أركان التنفيذ والتطبيق، ولا يمكن للنجاح أن يتحقَّق إلا بها، واعلمي أنه لا بدَّ لك من التقصير في إدارة العمل، وإنما يُخلِّصك من ذلك التقصير خطوة سادسة مهمة وهي: تقويم الذات والنتاج.
تقويم الذات والنتاج
وهذه الخطوة تُمكِّن الإنسان من كشف مواضع الخلل في ذاته وأعماله، وتوضِّح أسباب العجز في تنفيذ المخطَّط اليومي وإدارة العمل، وهي أسباب تعود إلى أمرَين:
الأول: أسباب ذاتية، تتعلَّق بالشخص نفسه.
الثاني: أسباب موضوعية، تتعلَّق بأشياء خارجة عن الذات، لكنَّ مردَّها إلى الذات نفسها.
أختي المسلمة:
ولكي تضمني عدم تكرار فشل مخططاتك اليومية لا بدَّ من وضع أسئلة مباشرة على نفسك تكون بمثابة اختبار تقويمي لصفاتك الذاتية اتجاه العمل، ويكون هذا الاختيار على النحو التالي:
السؤال
نعم
لا
1- هل أُقصِّر في أداء الصلاة في وقتها؟
2- هل أستثقل أداء الواجبات؟
3- هل أحتاج إلى من يُلاحقني لكي أعمل؟
4- هل أتعلَّق بالأشياء التي ينبغي تأجيلها؟
5- هل أسمح للآخرين بالتأثير علي في تنفيذ مخططي؟
6- هل أبدأ في التنفيذ بنشاط لكني لا أستمر؟
7- هل أنا دائمًا أعمل لكنني لا أنتج؟
8- هل عملية التنظيم تضايقني؟
9- هل أحتار في ترتيب أعمالي؟
10- هل أخصِّص وقتًا معينًا في اليوم لوضع المخطط اليومي؟
11- هل أخصِّص وقتًا معينًا لتقويم نتائج تنفيذ المخطط اليومي؟
ومن خلال الجواب على تلك الأسئلة بصدقٍ وصراحةٍ تعرفين طبيعة شخصيتك ويلزمك وقتئذ تحديد أسباب العجز الذاتي ومحاولة اجتناب الوقوع في الأخطاء نفسها مرَّةً أخرى.
وأمَّا الأسباب الموضوعية لفشل عملية التنفيذ فهي، وإن كانت خارجة عن الذات من حيث الصورة إلا أنها مرتبطة في العمق بالاختيار الذاتي، فالاجتماعات “البيزنطية” التي لا جدوى من ورائها والمجالس المطوَّلة التي يفرضها علينا الآخرون بزياراتهم وربما بمكالماتهم الهاتفية، من الأسباب الموضوعية التي تُعيق إدارة العمل، ولكن إذا تعاملنا بصرامة مع مثل هذه الحالات وعرفنا كيف نتخلَّص من سلبياتها بلباقةٍ وحكمةٍ فسوف نتجاوز أضرارها في المستقبل.
أخيَّة..
تأكَّدي أنَّ مثل هذا العمل الهادف ينفعك في الدنيا والآخرة، فهو يعوِّدك محاسبة النفس على أخطائها وتفريطها في جنب الله، ويُمكِّنك من الإنابة إلى الله سبحانه والتوبة النصوح وتدارك الأخطاء ومحوها بالاستغفار والندم والإقلاع، وكذلك يُسهِّل لك الطريق نحو إزالة العوائق والعقبات التي تقف في طريقك نحو النجاح.
لذا ينبغي ملازمة هذه الخطوة، وجعلها أساسية في يومك، وذلك بتخصيص ولو عشر دقائق لمزاولتها والقيام بها.
ولا بدَّ أنه ستعتريك مشاكل أثناء التقويم، وستجدين نفسك أمام خيارات صعبة لتنفيذ ما تريدينه من الأهداف، ولذا لا بدَّ من فقه خطوة سابقة تساعدك على تسهيل الأمور، وهي: «فقه حلِّ المشاكل