كثيراً ما ننسى أشياء بسيطة فى حياتنا اليومية، مثل أماكن وضع بعض المتعلقات الخاصة فنقول إننا مصابون بمرض الزهايمر على سبيل المزاح.
فهل ندرك حقيقة هذا المرض وأنه يعدّ من أخطر الأمراض فى العالم وأكثرها غموضا على الإطلاق، وربما أكثر خطورة من السرطان والإيدز، فرغم التقدم العلمى فى مجال الأبحاث العلمية والطبية إلا أنه حتى الآن لم يتوصل إلى علاج فعال يسيطر على الزهايمر ويعيد للمريض ط§ظ„ط°ط§ظƒط±ط© الضائعة.
ويعرف مرض الزهايمر بهذا الاسم نسبة إلى العالم الألمانى لويس الزهايمر الذى اكتشفه عام 1906 ويوجد فى الولايات المتحدة الأمريكية وحدها ما يزيد على الخمسة ملايين مصاب بالزهايمر، ويعدّ السبب السابع من أسباب الوفاة هناك كما أن تكاليف العلاج السنوية له بلغت ما يقارب 172 مليار دولار سنوياً وقدّر عدد المرضى المصابين بالزهايمر على مستوى العالم فى عام 2024 بـ26 مليون مصاب ومن المتوقع أن يزيد هذا العدد إلى أربعة أضعاف بحلول عام 2050، ولا توجد إحصائيات دقيقة عن عدد المصابين بالمرض فى الوطن العربى وإن كانت بعض الإحصائيات تؤكد أنه تجاوز 2 مليون مريض ويعتبر الرئيس الامريكى الراحل رونالد ريحان والممثلة الأمريكية ريتاهيوارت ومكاتبة أجاثا كريست أشهر من أصيبوا بهذا المرض.
الدكتور حسام إبراهيم – أستاذ جراحة المخ والأعصاب بجامعه بنها – يصف مرض الزهايمر بأنه يندرج تحت أمراض ما تسمى «الديمنشة» والتى تعرف بخرف الشيخوخة، وتحدث نتيجة التقدم فى العمر وتؤدى إلى فقدان الوظائف العليا للمخ والتي من أهمها التذكر وفك الرموز والكتابة واللغة وقد تم التشخيص الدقيق للمرض على يد بعض العلماء الروس والذين قاموا بملاحظة تكون مادة بروتينية تسمى «البيتا أميوليد» تترسب فى بعض الخلايا العصبية بمخ الإنسان والمسؤولة عن عمليات مثل التذكّر واللغة والتفكير وتتسبب أيضاً فى حدوث انكماش فى حجم المخ.
ويتم تشخيص المرض عن طريق شكوى المريض نفسه فهذا المرض يتصف بأنه مرض تدريجى فى أعراضه أى أنه لا يصيب المريض بصورة مفاجئة وإنما تبدأ أعراضه تدريجياً.
حيث يفقد المريض القدرة على استدعاء المعلومات من ط§ظ„ط°ط§ظƒط±ط© ونسيان العديد من الأحداث القريبة، وهذا فى مراحله الأولى ويتطور المرض إلى أن يصل إلى فقدان المريض القدرة على تذكر كيفية القيام بمعظم المهام الأساسية مثل قدرته على المشى والأكل والتبول والكلام، إلى أن يصل إلى مرحلة عدم القدرة نهائيا على إتمام أى مهمة خاصة به ويكون العبء الأكبر هنا على الأشخاص المتعاملين معه والقائمين على رعايته.
ومرض الزهايمر يعتبر من أكثر الأمراض التى تجرى عليها أبحاث سنوية لطرق العلاج حيث وصل عدد الأبحاث التى أجريت على هذا المرض فى عام 2024 إلى أكثر من 500 بحث على مستوى العالم ورغم ذلك فإنه إلى هذه اللحظة لا يوجد علاج قادر على إيقاف هذا المرض أو السيطرة عليه، وإنما جميع العلاجات المتاحة تقوم فقط على إيقاف التدهور السريع لحالة المريض فإذا كان المريض سيصل إلى مرحلة معينة من المرض فى مدة 6 أشهر على سبيل المثال فإن العلاج يجعل هذه المدة تطول إلى عام أو عامين على أفضل تقدير ولكنه لا يستطيع منع الوصول إليها.
ويضيف الدكتور حسام إبراهيم أن الدواء يعمل على تحسين قدرة المريض على استدعاء المعلومات من ط§ظ„ط°ط§ظƒط±ط© والتى تتم عن طريق نوعين من التفاعلات هى تفاعلات كيميائية وتفاعلات كهربائية وتعمل العقاقير على تحسين التفاعلات الكيميائية فقط ولفترة محدودة.
ومن المتوقع أن يكون هناك أمل جديد فى علاج مرض الزهايمر وهو العلاج بالخلايا الجذعية وذلك عن طريق زرعها فى الأماكن المصابة بهذا التكتل البروتينى فى المخ مما يعمل على نمو خلايا جديدة وسليمة ولكن هذا العلاج لا يزال تحت البحث ولم يتم اعتماده عالمياً بشكل نهائى.
وعلى الرغم من أنه لم تثبت حتى الآن الأسباب الحقيقية وراء هذا المرض إلا أن هناك بعض العوامل التى تساعد على سرعة الإصابة به لبعض الأشخاص خاصة مرضى القلب وتصلب الشرايين والمرضى الذين يعانون من زيادة نسبة الكوليسترول والضغط العصبى والأشخاص الذين تعرضوا لصدمات متكررة فى الرأس مثل لاعبي الملاكمة والمرضى أصحاب المشاكل فى الجهاز التنفسى والتى تتسبب فى عدم قدرة الأكسجين للوصول للمخ كذلك التعرض إلى الملوثات البيئية مثل الرصاص والعوادم والبنزين.
وبالنسبة لمعدلات انتشار المرض فتصل لحوالى 40 % للأشخاص فوق السبعين عاما وتصل إلى نسبه تتراوح بين 60 % إلى 70 % للأشخاص فوق الـ85 عاما، وعلى الرغم من أن هذا المرض مرتبط بتقدم السن إلا أنه بدأ ينتشر فى سن مبكرة للغاية، فى سن الثلاثين، خاصة فى حالة وجود بعض الحالات الوراثية فى عائلة المريض.
وعن الطرق التي من الممكن أن تساعد على الوقاية من الزهايمر فإنه يجب تجنب الإصابة بالأمراض السابق ذكرها والاهتمام بعلاجها بصورة سريعة كما يجب تجنب التعرض للصدمات في الرأس بقدر الإمكان والبعد قدر الإمكان عن الملوثات البيئية والاهتمام بنوعية الغذاء التي تحتوى على الخضار والفاكهة والتى تعزز الجهاز المناعي للجسم.
وعن الحالة النفسية لمريض الزهايمر وكيفية التعامل معه تقول الدكتورة هالة حماد، استشارى الطب النفسى: إن مريض الزهايمر يحتاج إلى درجة كبيرة من الحرص فى التعامل معه فهذا المرض يجعله فى حالة نفسية غير مستقرة بين نوبات اكتئاب وعصبية شديدة خاصة فى مراحله الأولى. لذا يجب على المتعاملين معه أن يكونوا على درجة كبيرة من الوعي بالأبعاد النفسية للمرض ومتطلبات المريض واحتياجاته والتعامل معه بكثير من الصبر والرحمة والاحترام وعدم الدخول معه فى مناقشات جدلية لتصحيح معلوماته الخاطئة، لذا يفضل دائماً أن يكون القائمون على رعايته أفراد عائلته وألا نوكل مهمة رعايته لشخص واحد فقط وإنما لعدة أفراد يقومون بالتناوب على رعايته وأخذ فترات للراحة لتمكنهم من العودة للاهتمام به مرة أخرى.
«hg.ihdlv»>> ,pa dgjil hg`h;vm ,o. «hg.ihdlv»