تخطى إلى المحتوى

الربو: صعوبة التنفس جرّاء مسببات ومهيجات عدة

[frame="11 98"]

صحتنا مسؤوليتنا
الربو أحد الأمراض المزمنة، يعاني منه ملايين الأشخاص حول العالم، فلا يقتصر وجوده على منطقة دون أخرى، وحسب منظمة الصحة العالمية فهناك أكثر من 300 مليون شخص حول العالم يعانون منه، وهذا الرقم في ازدياد مستمر.
فما ط§ظ„ط±ط¨ظˆ الشعبي؟ وما الأسباب وراء ارتفاع أعداد المصابين به؟ وما سبل التخفيف من نوبات الربو؟
هذا ما سنجيب عليه في هذه الإطلالة السريعة على موضوع الربو.
الربو
أحد أمراض الجهاز التنفسي، وهو عبارة عن مرض مزمن تصاب به الرئتان، حيث تضيق فيه المجاري الهوائية أي شبكة أنابيب الشعيبات الهوائية التي تحمل الهواء من الرئة وإليها وبالتالي يصعب التنفس، فتظهر أعراض ط§ظ„ط±ط¨ظˆ على شكل نوبات من السعال وضيق في ط§ظ„طھظ†ظپط³ وصفير في الصدر.
وفي حال الإصابة بنوبة ط§ظ„ط±ط¨ظˆ نجد أن الشخص المصاب يجد طµط¹ظˆط¨ط© في ط§ظ„طھظ†ظپط³ لكون مجاري الهواء شديدة الحساسية لعوامل ظˆظ…ظ‡ظٹط¬ط§طھ معينة، وعند إثارتها بهذه المهيجات تلتهب مجاري الهواء وتنتفخ ويزيد إفرازها للمخاط وتنقبض عضلاتها، فيؤدي كل ذلك إلى إعاقة التدفق الطبيعي للهواء، وبالتالي تحصل نوبة الربو، وإذا ما استمرت النوبة فإن استفحال التشنج الشعبي والمخاط يحبس الهواء في الأكياس الهوائية، مما يعيق تبادل الهواء، وبالتالي يستخدم الشخص الذي يصاب بالنوبة عضلات الصدر بدرجة أكبر لكي تساعده في التنفس.
أنواع مرض الربو
لمرض ط§ظ„ط±ط¨ظˆ نوعان رئيسيان، وقد يصاب الشخص بأحدهما أو كليهما، وهذان النوعان هما:
1. ط§ظ„ط±ط¨ظˆ الخارجي المنشأ (من الحساسية):
هذا النوع من ط§ظ„ط±ط¨ظˆ ينتشر كثيرا بين فئتي الأطفال والمراهقين، وغالبا ما يختفي مع التقدم في العمر، وتجنب العوامل المثيرة والمهيجة له.
ويعاني المصاب في هذا النوع من ط§ظ„ط±ط¨ظˆ من حساسية مفرطة تجاه المهيجات، إذ يقوم الجهاز المناعي للمصاب بإنتاج كميات كبيرة من الأجسام المضادة؛ التي تسمى إميونوجلوبولين المناعة (آي جي إي)، وهي التي تسبب أعراض الحساسية، والوظيفة الأساسية لهذه الأجسام هي تمييز عوامل معينة مثيرة للحساسية مثل لقاح بعض النباتات، فتلتصق بالخلايا البدنية، وبالتالي تتراكم هذه الخلايا في أنسجة معرضة لعوامل البيئة مثل الأغشية المخاطية في الجهاز التنفسي، وإذا ما تعرض المصاب لعوامل الإثارة مرة ثانية فإن الأجسام المضادة تميزها، وتنبّه الخلايا البدنية لكي تطلق الهيستامين والوسائط الكيميائية التي تؤثر على أنابيب الشعب الهوائية، مما يؤدي إلى إفراز زائد للمخاط، وحدوث تشنج في الشعب الهوائية.
2. ط§ظ„ط±ط¨ظˆ الداخلي المنشأ (غير المتأثر بالحساسية):
ينتشر بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات، والبالغين الذين تزيد أعمارهم على 30 سنة، وفي هذا النوع من ط§ظ„ط±ط¨ظˆ تكون الالتهابات الفيروسية التنفسية هي المهيجات الأساسية، والتي تؤثر على الأعصاب، أو على الخلايا قرب سطح أنابيب القصبة الهوائية، وقد يسبب ذلك تشنجا شعبيا أو إطلاق وسائط كيمياوية، مما يؤدي إلى حدوث نوبة الربو.
وقد يقسم ط§ظ„ط±ط¨ظˆ بالاعتماد على درجة حدة نوبة ط§ظ„ط±ط¨ظˆ وصوت الأزيز (الأزيز: هو صوت يحدث عندما يمر الهواء في المجاري التنفسية الضيقة بفعل الانتفاخ والمخاط والتشنج الشعبي) ومدى استجابته إلى الدواء إلى أربعة أقسام:
الربو الخفيف، والربو المتوسط، والربو الحاد، وربو توقف التنفس.
1. ط§ظ„ط±ط¨ظˆ الخفيف: أخف أنواع الربو، يصاحبه طµط¹ظˆط¨ط© طفيفة في ط§ظ„طھظ†ظپط³ وصوت أزيز، يستجيب للعلاج، ولكن إذا لم تتم السيطرة على مسبباته يمكن أن يتكرر مرتين في الأسبوع.
2. ط§ظ„ط±ط¨ظˆ المتوسط: تتكرر أعراضه لأكثر من ليلتين في الشهر وأكثر من مرتين في الأسبوع، تصاحبه طµط¹ظˆط¨ط© في ط§ظ„طھظ†ظپط³ أثناء فترة الراحة، ويستجيب للعلاج كذلك.
3. ط§ظ„ط±ط¨ظˆ الحاد: تحدث أعراضه كل يوم، أو أكثر من مرتين في الأسبوع، تصاحبها طµط¹ظˆط¨ط© واضحة في التنفس، وهو يستجيب للدواء.
4. توقف التنفس: وهذا أكثر أنواع مرض ط§ظ„ط±ط¨ظˆ حدة، وفيه يعاني المصاب من الأعراض طوال اليوم وفي معظم الأيام والليالي.
أعراض وعلامات الربو
تختلف الأعراض من شخص إلى آخر، إذ لا يشعر جميع المصابين بالأعراض نفسها وبالشكل نفسه، وقد تختلف الأعراض في كل أزمة عند المصاب نفسه، وقد تكون الأعراض بسيطة في أزمة شديدة في أزمة أخرى وتتطلب إسعافا طبيا سريعا.
ويمكن أن نجمل أهم الأعراض بما يلي:
• سعال جاف ومستمر خاصة أثناء الليل.
• أزيز (صوت صفير أثناء الزفير).
• ضيق وصعوبة في التنفس.
• انقباض أو ضغط في الصدر.
• زيادة إفراز المخاط.
• اتساع في فتحتي الأنف.
تشخيص مرض الربو
يتم تشخيص مرض ط§ظ„ط±ط¨ظˆ بالاطلاع على التاريخ المرضي للمصاب، كذلك بعمل فحص شامل للمصاب للتعرف على الحالة الصحية للرئة، وتشمل إجراءات التشخيص كذلك:
عمل صورة للرئة باستخدام الأشعة السينية، والقيام باختبار كفاءة الرئة، وهو اختبار يقوم بقياس كمية الهواء الذي يخرج من الرئة، واختبار آخر يقيس سرعة الهواء الخارج من الرئة (الزفير)، واختبارات أخرى مثل اختبارات الحساسية، واختبار الدم.
مهيجات ط§ظ„ط±ط¨ظˆ
مهيجات ط§ظ„ط±ط¨ظˆ هي العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بأعراض نوبة الربو، وتتفاوت هذه المهيجات بين المصابين، ومن أهم هذه المهيجات:
• العوامل المثيرة للحساسية: مثل ريش أو شعر الحيوانات، أو غبار السجاد.
أغذية معينة مثل الفول السوداني أو السمك أو البيض.
المثيرات الموجودة في الهواء مثل دخان السجائر أو دخان الشوي على الفحم، أو رائحة الطلاء والوقود، أو مداخن المصانع.
• تغيرات الطقس: مثل الهواء البارد والجاف أو الرطوبة العالية، أو اختلاف درجات الحرارة، أو الرياح بنقلها للمواد المثيرة للحساسية.
• الإصابة بالمرض: مثل الالتهابات الفيروسية كالرشح والزكام والتهابات الحلق والجيوب الأنفية، وتعتبر هذه من أهم المهيجات عند الأطفال.
• الأدوية: بعض الأدوية مهيجة للربو مثل: الأسبرين، العقاقير المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم، أو الصداع النصفي أو المياه الزرقاء.
• التمارين الرياضية: تظهر نوبات ط§ظ„ط±ط¨ظˆ بعد أداء تمارين رياضية عنيفة لمدة 5 دقائق على الأقل، ومن هذه التمارين الركض لمسافات طويلة أو كرة القدم.
• التغيرات العاطفية: فقد يؤدي الضحك والبكاء والخوف والصراخ إلى حصول نوبة الربو.
العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بمرض الربو
يصاب معظم الناس بالربو نتيجة اجتماع عدة أسباب مختلطة؛ أي عوامل مثيرة للحساسية وأخرى غير مثيرة للحساسية، وترتبط أزمة ط§ظ„ط±ط¨ظˆ بحدوث مشكلة في الممرات الهوائية، لكن السبب الرئيسي لحدوث هذه المشكلة غير معروف، لكن من أهم العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بالربو:
• العيش في المدن الكبيرة.
• التعرض للمواد الكيماوية بمختلف أنواعها؛ كتلك المستخدمة في الزراعة والمواد التجميلية.
• عوامل وراثية: فقد يكون ط§ظ„ط±ط¨ظˆ بسبب عامل وراثي.
• قلة وزن الجنين عند الولادة.
• البدانة.
الإسعافات الأولية لأزمة الربو
يمكن إسعاف الشخص المصاب بنوبة ط§ظ„ط±ط¨ظˆ باتباع الطرق التالية:
• تهدئة المريض.
• مساعدته بالدواء إذا لزم الأمر.
• قياس علاماته الحيوية (النبض، الضغط، التنفس، درجة الحرارة).
• إمداده بالسوائل على الدوام.
• إعطائه الأكسجين.
كيف يمكن السيطرة على الربو؟
يعد ط§ظ„ط±ط¨ظˆ من الأمراض التي يمكن السيطرة عليها، وهذه بعض النصائح المساعدة:
• مسح الغبار بقطعة قماش مبللة أثناء التنظيف.
• عدم ترك مخلفات الطعام مكشوفة.
• تجنب الأماكن الرطبة والعفنة التي تسبب نمو الفطريات والطفيليات.
• تجنب الحجرات التي بها دخان أو طفايات السجائر أو الأماكن التي بها معطرات الجو أو الدهان أو مساحيق الغسيل.
• تناول الدواء طبقا للتعليمات.
• التهوية الجيدة وفتح الشبابيك أثناء الطبخ أو الاستحمام.
• تجنب الخروج إلى المتنزهات أثناء فصل الربيع وخاصة خلال فترة إزهار الأشجار.
• التحكم في المشاعر سواء عند الإثارة أو الإحباط.
• تجنب الاقتراب من الحيوانات وريشها وشعرها وخاصة في المنزل.
العلاج
خطة العلاج الناجحة تستلزم بداية معرفة وتحديد العوامل والمهيجات التي تزيد من حدة المرض، وذلك لتجنب الإصابة بنوبة ط§ظ„ط±ط¨ظˆ المتكررة، من هنا يمكن لمريض ط§ظ„ط±ط¨ظˆ أن يدون العوامل التي تتسبب في إصابته بالنوبة، وبالتالي يحددها تماما ويتجنبها.
أما بالنسبة للأدوية المستخدمة في علاج ط§ظ„ط±ط¨ظˆ فللأسف لا يوجد علاج يقضي عليه تماما، ولكن الأدوية المستخدمة تفيد في تخفيض مدى تكرار النوبة، ودرجة حدتها وطول فترتها.
ونظرا لوجود عوامل مختلفة تتعلق بإصابة الفرد بمرض الربو، لذا فلكل شخص علاج خاص ومناسب له، يكون مزيجا من الأدوية الكيماوية، وطريقة للسيطرة عليه تتناسب مع الشخص المصاب، ومن الأدوية المستخدمة في العلاج:
• موسعات الرئة: (كالثيوفيلين Theophylline ) التي تقلل التقلصات الرئوية، وهي تستعمل كثيرا للسيطرة علي النوبة الربوية المفاجئة نتيجة لبذل جهد جسماني رياضي، وتعمل على مواقع تسمي مستقبلات بيتا beta-receptors التي تتصل بالأربطة العضلية حول القصيبات الهوائية.
• مضادات الالتهابات Anti-inflammatory: كالكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids) التي تتدخل في نشاط وكيماوية الخلاية المناعية، وتساعد على ارتخاء جدران الممرات الهوائية، ومنع تقلصات العضلات التي تضيقها بسبب التقلصات الرئوية، ومع الوقت تقلل حساسية الشعب الهوائية للمواد التي تسبب الحساسية الشعبية.
لكن الآثار السيئة للإستيرويدات (كالكورتيزونات) تحصل مع طول مدة الاستعمال لعدة سنوات، ولا تحدث من الاستعمال على المدى القصير، ولهذا يفضل استنشاقها مع موسعات الشعب لتقليل آثارها السيئة.
ومن بين هذه الآثار بصفة عامة ـ بعد استعمالها لعدة سنوات ـ ظهور حب الشباب، وزيادة الوزن، وشعور بالضيق في المعدة، ووهن العظام، وظهور الكتاراكت (أو ما يسمى بالمياه البيضاء) بالعينين (أي عتامة في عدسة العين)، وتقليل معدل نمو الجسم.
• أجهزة الاستنشاق (البخاخات): تحتوي هذه الأجهزة على غاز، يدفع هذا الجهاز الغاز المحمل بالكمية المطلوبة من العلاج عند الضغط عليه، بحيث يتم استنشاق الجرعة المناسبة من الدواء لتنتقل إلى القصبات الهوائية.
• أداة الربط: يساعد هذا الجهاز المصابين على استخدام أجهزة الاستنشاق بالشكل الصحيح، وهو عبارة عن أنبوب طويل يتصل أحد طرفيه بجهاز الاستنشاق وطرفه الآخر مخصص ليضعه المريض على فمه لاستنشاق جرعة العلاج المطلوبة.
• مذرات/ مرذات: وهو عبارة عن جهاز رذاذ يحتوي على الماء والدواء الخاص بالربو ليستنشقه المريض، ويستخدم هذا النوع من العلاج للحالات الحادة أو عند توقف التنفس، وفي معظم الوقت تستخدمه المستشفيات لعلاج مرضاها.
وختاما نذكر أن ط§ظ„ط±ط¨ظˆ مرض مزمن يجب عليك الاهتمام بنفسك للوقاية منه ابتداء والتعافي منه انتهاء، وليس فقط أثناء نوبة الربو.

[/frame]


hgvf,: wu,fm hgjkts [v~hx lsffhj ,lid[hj u]m hgvf, ov’hg

الشروق
الشروق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.