يقدم حليب الأم كمية تتراوح بين 700 – 900 مل / 24 ساعة ، أي ما يعادل 400 – 600 حريرة / 24 ساعة . وتبلغ الحاجة اليومية من الحريرات لدى الرضيع وسطياً ما يعادل 700 حريرة في نهاية الشهر الخامس من العمر ، مما يعلل قصور الحليب وحده عن تأمين الحاجات اللازمة له مع تقدم العمر ، وبالتالي ضرورة ط§ظ„طھط؛ط°ظٹط© ط§ظ„ظ…ط®طھظ„ط·ط© التدريجية لتأمين الحاجة اللازمة من الحريرات ويبقى الهدف من ط§ظ„طھط؛ط°ظٹط© ط§ظ„ظ…ط®طھظ„ط·ط© لدى الطفل :
2. معاوضة قصور الحليب عن تأمين الحاجات الحرورية مع تقدم العمر .
عمر البدء بالتغذية ط§ظ„ظ…ط®طھظ„ط·ط© :
لقد أظهرت الدراسات أن تأجيل إدخال العناصر الغذائية المختلفة بعد عمر 6 أشهر قد ترافق بحدوث فشل في النمو بسبب قصور الحليب عن تلبية حاجات الرضيع الحرورية بعد هذا العمر ، كما أنه يؤدي إلى اضطرابات أخرى مثل فقر الدم بعوز الحديد .
بالمقابل فقد أظهرت الدراسات أن إدخال الأغذية الباكر قبل أن يتم الطفل 17 أسبوعاً من العمر أي نهاية الشهر الرابع من العمر يترافق بتظاهرات مرضية مختلفة مثل الدراسة النيوزلندية على 1067 طفلاً دراسة على مدى 10 سنوات والتي أوضحت أن إدخال الأغذية الباكر قبل نهاية الشهر الرابع من العمر قد ضاعف من احتمال حدوث الأكزيما في عمر سنتين و10 سنوات بمقدار 2.9 مرة .
يترافق إدخال الأغذية الباكر قبل نهاية الشهر الرابع بالنقاط السلبية التالية :
1. نقص الوارد الحروري المؤمن بالحليب حتى هذا العمر إذا أعطي الطفل مواد فقيرة حرورياً .
2. زيادة الوارد البروتيني الذي يسبب اضطرابات استقلابية هامة ، حيث ثبت أن الوارد البروتيني لدى المباشرة بالتغذية المختلطة
يتجاوز 4 ملغ / كغ بينما تبلغ الحاجة اليومية 2 ملغ / كغ وهذه الزيادة مسؤولة عن اضطرابات استقلابية مختلفة .
3. الاستخدام الباكر لمشتقات القمح عند الأطفال قد يؤدي إلى اضطرابات هضمية متفرقة مثل الامساك وتطبل البطن .
4. زيادة نسب التأهب لحدوث التظاهرات التحسسية .
وقد أوضحت الدراسات أيضاً أن البدء بالتغذية ط§ظ„ظ…ط®طھظ„ط·ط© قبل نهاية الشهر الرابع يترافق بزيادة الكتلة الشحمية في الجسم وهو يعني التأهب لحدوث البدانة لاحقاً .
كما تجدر الاشارة أيضاً إلى أن الرضيع يرفض فيزيولوجياً إدخال المواد الصلبة إلى الفم قبل أن يتم شهره الرابع ولاتبدأ آلية المضغ بالظهور إلا في الشهر السادس أي عند بزوغ الأسنان وتبدأ علامات نضجها حوالي الشهر التاسع .
يستنتج من كل ماسبق أن الموعد المختار لإدخال الأغذية ط§ظ„ظ…ط®طھظ„ط·ط© يتراوح بين الشهر الرابع والشهر السادس من العمر ، ومن الجدير بالذكر أن المدرسة الأوربية تميل إلى المباشرة بالتغذية ط§ظ„ظ…ط®طھظ„ط·ط© منذ نهاية الشهر الرابع بينما الأمريكية تميل للبدء في الشهر السادس والسبب أن ذلك يؤدي لزوال الكثير من المشاكل التي يتعرض لها الرضيع مثل الآلام الماغصة أو الإمساك .
الخضار :
تتميز الخضار بأنها تؤدي عند الرضيع إلى تطور حاسة التذوق كما أنها مصدر أساسي للأملاح المعدنية والفيتامينات الذوابة في الماء ، كما أنها تقدم كمية كبيرة من الألياف الغذائية التي تتميز بقدرتها على تنظيم الحركة الحوية وامتصاص الأغذية المختلفة ، يبدأ بإدخال الخضار كأول غذاء لدى الرضيع اعتباراً من نهاية الشهر الرابع من العمر ويراعى التدرج في الكمية المعطاة حيث تعطى على وجبة الغداء بمقدار ملعقة كبيرة فملعقتان فثلاثة بفاصل خمسة أيام بين كل مرحلتين .
ولايجوز خلط أكثر من نوع واحد من الخضار في وجبة واحدة قبل الشهر السابع بسبب إمكانية حدوث رفض أو عدم تحمل لدى الرضيع إذا أعطي الأصناف مخلوطة قبل هذا العمر .
يتم تحضير الخضار بسلقها في الماء بدون إضافة مواد دسمة إليها ثم تخلط جيداً حتى تصبح متجانسة القوام .
ويمكن إعطاء أي نوع من الخضار مع مراعاة ما يلي :
السبانخ والجزر : يحويان كمية كبيرة من النترات الذي يتحول إلى نتريت مشكلاً الميتهيموغلوبين المعاكس لنقل الأوكسجين ، لهذا يفضل أن لايعطى هذان الصنفان بصورة متكررة جداً كما أن إعطاء الجزر بصورة متكررة يؤدي لتلون الجلد باللون البرتقالي .
لا تعطى الخضار المجففة قبل أن يتم الطفل 12 شهراً بسبب إمكانية حدوث استنشاق بها .
استخدام المعلبات الجاهزة : تقدم هذه الخضار للأم سهولة التحضير إلا أنها تفقد جزءاً من الفيتامين C ، كما أن إمكانية التجرثم فيها واردة إذا لم تراع الأم الشروط الصحية اللازمة لحفظها .
الفواكه :
تستخدم الفواكه في أعمار باكرة حيث يتم إدخالها كأول غذاء مختلط هي والخضار في نهاية الشهر الرابع من العمر حيث أنها سهلة التقبل لدى الرضيع كما أن تنوع أصنافها يسمح بإعطاء الرضيع أنواع مختلفة منها .
تحمل الفواكه معها مجموعة من السكريات مثل السكر النشوي الذي يحمله الموز والفركتوز والغلوكوز والسكروز التي تحمل بقية أصناف الفواكه نسباً متفاوتة منها .
وتتميز الفواكه بأنها لاتحمل معها أي وارد من اللاكتوز مما يجعلها ممكنة الإعطاء في حالات عوز اللاكتاز كما يتميز الفركتوز الذي تحويه أغلب الفواكه بأنه لايؤدي إلى تغير مفاجيء في مستوى سكر الدم ، كما أن الفواكه تحمل بعض أصناف البروتينات كما أنها غنية بالفيتامينات C , A .
إن احتواء الفواكه على كمية من الألياف الغذائية يجعلها تلعب دوراً هاماً في تنظيم حركة الأمعاء وتنظيم امتصاص المواد الغذائية المختلفة وجعل نسب امتصاص السكر ثابتة عبر جهاز الهضم .
إن عصير الفواكه مثل عصير البرتقال والكريفون والعنب يتميز بسهولة امتصاصه وبأنه يعطي فائدة سريرية كبيرة في تحريض الحركة الحوية وبالتالي في علاج الإمساك ولكن يبقى تقبل الرضيع للعصير قليلاً إذا ما قورن بتقبله للفواكه المطبوخة أو الطازجة نظراً للطعم الحامضي الذي يحمله العصير معه ولهذا فمن الأفضل البدء في البداية بإدخال الفواكه المطبوخة لأن الطبخ يؤدي إلى إنقاص درجة الحموضة بصورة ملحوظة كما أن احتواء الفواكه المسلوقة على الألياف الغذائية ميزة إضافية لها على العصير ، كما يمكن أيضاً إعطاء الفواكه الطازجة السهلة البلع بدون سلق مثل الموز المهروس أو الدراق المهروس .
تنصح الأم بالمباشرة في نهاية الشهر الرابع من العمر بالفواكه على وجبة العصر بمقدار تدريجي يبدأ بملعقة كبيرة فملعقتين فثلاثة ملاعق بفاصل خمسة ايام بين كل مرحلتين .
يجب مراعاة عدم خلط أكثر من نوع واحد من الفواكه في الوجبة الواحدة قبل أن يصبح عمر الطفل سبعة أشهر كما هو الحال في الخضار لأن خلطها قبل الوصول لهذا العمر قد يؤدي لعدم تقبل الطفل لها .
البيض :
يتميز البيض بغناه بالبروتينات ، حيث البيضة الكاملة الواحدة 6 غ من البروتينات أي مايقدمه 250 مل من الحليب كما أنه يقدم كمية جيدة من الحديد والفيتامين B12 .
لا يجوز إعطاء بياض البيض قبل بلوغ الطفل شهره الثاني عشر من العمر لأن إعطاءه قبل هذا العمر قد يؤدي إلى حدوث حوادث تحسسية بسبب احتوائه على مادة أوفالبومين Ovalbumine المثيرة للتحسس .
يفضل إعطاء البيض مسلوقاً سلقاً كاملاً لأن من شأن السلق قتل جراثيم السالمونيلا التي قد تتواجد فيه ولهذا فإنه لايعطى نيئاً أو مسلوقاً سلقاً جزئياً ، يمكن إعطاء نصف صفار مرة كل يومين وذلك اعتباراً من الشهر الخامس ثم يمكن الانتقال إلى بيضة كاملة كل يومين اعتباراً من نهاية السنة الأولى .
اللحوم :
تعطى اللحوم عادةً اعتباراً من نهاية الشهر السادس من العمر بمقدار 1 – 2 ملعقة صغيرة كل يومين ويفضل مزجها بالخضار على وجبة الغداء .
تتميز اللحوم بأنها المصدر الأساسي للكثير من العناصر الغذائية فهي أغنى الأغذية بالحديد ولهذا يفضل المباشرة بها اعتباراً من العمر الذي ينفذ فيه مخزون الحديد من الجسم ألا وهو الشهر السادس من العمر كما أن اللحوم هي أغنى الأغذية المعتادة بالزنك ولايخفى ماللزنك من أهمية في الأدوار الفيزيولوجية ( من الجدير بالذكر أن أغنى الأغذية بالزنك هي المحار والقواقع والتي تسمى فواكه البحر والتي تحوي 4 أضعاف ماتحويه اللحوم ولكنها غير شائعة أبداً في بلادنا ) ، حيث أنه يتدخل في عمل 300 أنزيماً مختلفاً عدا عن دوره المثبت في نمو الطفل كما تقدم اللحوم البروتينات الحيوانية ذات القيمة الغذائية البنيوية العالية كما هو معلوم ، يمكن إعطاء أي صنف من أصناف اللحوم ( لحم أبيض أو أحمر ) اعتباراً من الشهر السادس من العمر إلا أن بعض الدراسات تؤجل إدخال السمك على غذاء الطفل ذي التربة التحسسية حتى نهاية السنة الأولى من العمر
المواد الدسمة :
لايمكن إدخال المواد الدسمة قبل أن يتم الطفل شهره الثامن من العمر نظراً لأن نضج الإفرازات الصفراوية لايتم إلا في هذا العمر حيث تبلغ الإفرازات الصفراوية في هذا العمر 85 % من المستوى النهائي .
وتشمل المواد الدسمة التي يمكن إضافتها الجبن والزيت والزبدة وغيرها على أن تتم إضافتها بالتدريج الشديد .
الذرة :
يمكن إعطاء مشتقات الذرة بكل أمان اعتباراً من نهاية الشهر الرابع من العمر وهي تتميز كمشتقات القمح بأنها تؤمن وارداً حرورياً ممتازاً حيث يعطي كل 100 غ منها 355 كالوري أي مايعادل ما يقدمه 550 مل من الحليب كما أن سهولة هضمها تضفي عليها ميزة إضافية أخرى يجعل من المستحب إدخالها على ط§ظ„طھط؛ط°ظٹط© .
مشتقات القمح :
يطرح إدخال مشتقات القمح على ط§ظ„طھط؛ط°ظٹط© ط§ظ„ظ…ط®طھظ„ط·ط© مسألة هامة جداً ألا وهي علاقة عمر إدخال القمح بزيادة نسبة حدوث الداء الزلاقي ، لقد أصبح دور الغليادين الداخل في تركيب القمح في حدوث الداء الزلاقي أمراً مؤكداً والغليادين هو مادة بروتينية يحويها القمح بنسبة 6 – 7 % من وزنه تعطي منتجاته ليونتها المعهودة ويلعب الغليادين دوره في إحداث الداء الزلاقي بثلاث آليات :
سمية مباشرة للغليادين ، وآلية تشكل معقد بين الغليادين ومستقبلات خاصة ، وآلية عوز ببتيداز هاضمة للغليادين .
أوضحت الدراسات أن الاستعداد الوراثي يلعب الدور الأهم في حدوث الداء الزلاقي وأما تأجيل إدخال مشتقات القمح فلا يؤدي إلا إلى تأجيل ظهور الأعراض فقط ولا يؤدي إلى منع ظهور المرض ، وهو المعتمد حالياً ، وقد نوه عن ذلك Roy . Silveran من الولايات المتحدة الأمريكية عام 1995 حيث يقول في كتابه :
يبدو أن العلاقة بين نسبة حدوث الداء الزلاقي وبين عمر إدخال مشتقات القمح غير مثبتة ، وقد كان هذا الموضوع مجالاً لدراسات كثيرة منها الدراسة المجراة في إيطاليا والتي تبين منها أن العامل الأهم في إنقاص نسبة حدوث المرض هو الاستمرار على حليب الأم خلال التسعين يوماً الأولى من العمر أما عمر إدخال مشتقات القمح فلا علاقة له بزيادة إمكانية حدوث المرض .
وأما J.Shmitz من فرنسا عام 1996 فيقول :
إن تأخير إدخال مشتقات القمح على ط§ظ„طھط؛ط°ظٹط© لا يؤدي إلا إلى تأخير ظهور أعراض المرض عند ذوي الاستعداد ، و لا دور له في الوقاية من حدوث الداء الزلاقي .
أما الدراسة التي أجراها H . Ascher على 165 طفلاً فقد تبين فيها أنه لا علاقة بين كمية الغلوتين المستهلكة وظهور الداء الزلاقي ، أي أن التقليل من كمية مشتقات القمح المستهلكة لا يؤدي إلى الوقاية من حدوث المرض .
تؤمن مشتقات القمح وارداً ممتازاً من الحريرات حيث يعطي كل 100 غ منها 363 كالوري يحتاجها الطفل في نموه حين يصبح الحليب قاصراً وحده عن تأمين الحاجات الحرورية للطفل ، وعلى هذا ، فهي تعد عنصراً أساسياً في ط§ظ„طھط؛ط°ظٹط© ، كما يتميز القمح أيضاً أنه يؤمن وارداً ممتازاً من السكريات المعقدة بطيئة الامتصاص كما أنها مصدر مهم وغني بالفيتامين B .
وتجدر الإشارة أخيراً إلى أن تأخير إدخال مشتقات القمح عن 4 أشهر لا يشكل عاملاً وقائياً لمنع حدوث الداء الزلاقي ، أما تأخيرها عن عمر 6 أشهر فيؤدي إلى نقص الوارد الحروري عند الطفل وبالتالي حدوث فشل في النمو إذا لم يحو الغذاء عناصر أخرى غنية بالحريرات مثل الرز أو الذرة لمعاوضة قصور الحليب عن تأمين الوارد الحروري .
الرز :
يقدم الرز عنصراً إضافياً غنياً بالطاقة ، حيث أن كل 100 غراماً منه يقدم 360 كالوري ، وكل 100 غراماً منه تحوي 77.7 غ من السكريات النشوية بطيئة الامتصاص ، و 7.5 غ من البروتينات و 1.7 غ من الدسم .
إن سهولة هضم الرز يجعله ممكن التقديم إلى الطفل منذ نهاية الشهر الرابع من العمر ، وتتأكد أهمية إدخاله على ط§ظ„طھط؛ط°ظٹط© في هذا العمر حينما يبدأ الحليب بأن يصبح وحده قاصراً على تلبية الحاجات الحرورية للطفل .
يقدم الرز على وجبة الغذاء بعد سلقه جيداً وطحنه ممزوجاً مع الخضار .
العسل :
يطرح العسل مشكلة هامة في تغذية الأطفال خلال السنة الأولى من العمر ، ألا وهي خطر حدوث الإصابة بالمطثيات الحاطمة المؤدية إلى التسمم الوشيقي حيث يسجل في الولايات المتحدة سنوياً 75 – 100 حالة من المرض ، وقد بينت الإحصائيات أن 1145 طفلاً في أمريكا قد أصيبوا به ما بين عامي 1976 – 1992 وكانت ولاية كاليفورنيا قد سجلت نصف هذه الحالات وحدها وقد ربطت هذه الحالات بتناول العسل المجرثم بالمطثيات الحاطمة قبل نهاية السنة الأولى من العمر علماً بأن 95 % من الحالات المسجلة عالمياً حدثت في الولايات المتحدة .
وعلى هذا تجري التوصيات الأمريكية الحالية بمنع تناول العسل خلال السنة الأولى من العمر نظراً لتزايد خطر تجرثمه بالمطثيات الحاطمة وبالتالي إمكانية إصابة الطفل بالتسمم الوشيقي .
إلا أن دراسات أميركية أخرى قد عقبت على هذه النتائج مثل دراسة SPIKA . J . S . من مركز مراقبة الآفات في أتلانتا والذي بين في دراسته المجراة على 68 حالة تسمم وشيقي لدى أطفال تحت عمر سنة أن نسبة 16 % منهم فقط قد ارتبط لديهم المرض بتناول العسل أما النسبة الباقية والتي تبلغ 84 % فلا يوجد فيها علاقة ارتباط بين تناول العسل وبين ظهور المرض ، بل أظهر في دراسته أن عوامل أخرى هامة تلعب دوراً هاماً في حدوث المرض مثل تباطؤ الحركة المعوية أقل من تبرز واحد يومياً وطبيعة الفلورا المعوية لدى المصاب ، والحياة في الأرياف والمزارع ، وقد قام Centorbi من الأرجنتين بدراسة على قدر كبير من الأهمية في هذا المجال حيث درس 177 عينة من العسل من مختلف المصادر فبلغت نسبة حمل العسل في مختلف العينات 1.1 % فقط من العينات المدروسة .
أما خارج أمريكا وفي أوربا ، فمرض الانسمام الوشيقي نادر جداً كما أكد عليه Balslevt ، حيث لم تسجل سوى حالتين فقط ، واحدة في إيطاليا عام 1990 وواحدة في الدنمارك عام 1997 وقد ربطا بتناول العسل الملوث بالمطثيات الحاطمة ولايحدث هذا المرض خارج الولايات المتحدة إلا بنسبة 5 % فقط من الحالات المسجلة عالمياً .
إن التوصيات الأوربية الفرنسية الحالية على ضوء ماتقدم ذكره تسمح بتناول العسل خلال السنة الأولى من العمر نظراً لعدم وجود المشكلة أصلاً من الناحية العملية في أوربا كما أكد عليه البروفسور J . C . Rolland ، الذي يقول :
يمكن إدخال العسل على غذاء الطفل منذ الشهر السادس من العمر ، أما المطثيات الحاطمة فلاتشكل في فرنسا مانعاً من ذلك لعدم وجود المشكلة أصلاً .
وعلى هذا يمكن الخلوص إلى أن الإصابة بالإنسمام الوشيقي يرتبط بالعسل وبمجموعة أخرى من العوامل المحيطية والشخصية التابعة للطفل ولايمكن القياس على حكم الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الشأن لأن لكل بلد ظروفه المحيطية الخاصة به ، وهذا مايؤكد عليه أن 95 % من الحالات المسجلة عالمياً كانت في الولايات المتحدة وأن نصف الحالات المسجلة كانت في كاليفورنيا وأن المشكلة لم توجد أصلاً في أوربا وتبعاً لذلك تتبنى المدرسة الفرنسية إدخال العسل اعتباراً من الشهر السادس ولاتتبع في حكمها التوصيات الأمريكية لأن هذه التوصيات صادرة في ضوء واقع المشكلة في الولايات المتحدة ولايقاس عليها في باقي أنحاء العالم .
فلا بد إذاً لكل بلد من إجراء دراسته الخاصة به عن نسبة حمل العسل للمطثيات الحاطمة وعن عدد الإصابات الظاهرة فيه سنوياً وعن إمكانية ارتباطها أصلاً بتناول العسل قبل إصدار الحكم على هذه القضية .
أما أغذية ط§ظ„ط±ط¶ط¹ الصناعية الحاوية على العسل فتعالج بالبسترة مما يؤدي إلى القضاء على كافة الجراثيم الموجودة فيها ويزيد في أمان إعطائها اعتباراً من الشهر السادس .
يؤمن كل 100 غراماً من العسل 312 كالوري ، ويميز بغناه الشديد بالسكريات ( كل 100 غ تحوي 77.2 غ سكريات و 0.4 غ بروتينات ، و 0.1 غ مواد دسمة و 20 غ من الماء كما أنه يحوي 5 ملغ من الكالسيوم و 5 ملغ من الصوديوم و 3 ملغ من الفيتامين C ) .
يحوي العسل 4 أصناف من السكريات : 6 % من وزنه سكروز ، 35 % غلوكوز ، 35 % فروكتوز ، 0.7 % ديكسترين . كما يملك العسل قدرة على التحلية أكبر من سكر القصب بسبب احتوائه على الفركتوز ( تبلغ قدرته على التحلية 120 – 135 % بالمقارنة مع السكروز ) .
الملح والسكر :
يجب لفت الانتباه إلى أن حاسة التذوق تتشكل عند الطفل في السنة الأولى من العمر ، ولهذا فمن الواجب عدم تعويد الطفل على الإفراط في المذاقات السكرية أو المملحة نظراً لما يسببه التعود والاستمرار على الإفراط فيها فيما بعد من أضرار على عضوية الطفل مثل حدوث البدانة عند الافراط بالسكريات والتأهب لحدوث فرط التوتر الشرياني لاحقاً عند الإفراط بالملح .
الماء :
لا يؤمن الحليب لدى الرضيع كل حاجته من الماء ولايمكن تأمين الحاجة المتبقية إلا عن طريق شرب الماء بين الرضعات ولاتوجد كمية محددة من الماء لعرضها على الطفل بل يترك كي يأخذ مايشاء من الماء بين الرضعات .
إن ارتفاع درجة حرارة الجو بمقدار درجة مئوية واحدة تسبب زيادة في الحاجة للماء بنسبة 12 % من الحاجة ، وعندما تتجاوز درجة حرارة الجو المحيط بالطفل 30 درجة مئوية فإنه سوف يحتاج إلى 30 مل إضافية لكل كغ من وزنه
كل ذلك يؤكد ضرورة شرب الماء بين الوجبات لتأمين الحاجة اللازمة ويتأكد ذلك في البلاد التي يميل فيها الجو إلى الحرارة بسبب زيادة الضياع بالتعرق وخصوصاً في الفصول الحارة .
يعرض الماء المعقم بالغلي على الطفل بين الوجبات بزجاجة الرضاعة ، فقد بينت الدراسة الفرنسية التي نشرت عام 1997 في مؤتمر الأطفال في باريس JPP والتي أجراها Pacoret أن ط§ظ„ط±ط¶ط¹ الذين يتناولون الماء بالزجاجة يتناولون مقدار 13 % إضافية من الماء بالمقارنة مع ط§ظ„ط±ط¶ط¹ الذين يتناولون الماء سقايةً بالوسائل الأخرى ؛ لذلك يعرض الماء على الرضيع بالزجاجة وليس بالملعقة أو الكأس .
التطبيق العملي في ط§ظ„طھط؛ط°ظٹط© ط§ظ„ظ…ط®طھظ„ط·ط© :
ترتيب الوجبات :
يمكن على ضوء ماتقدم من قواعد ط§ظ„طھط؛ط°ظٹط© الأساسية السير بتغذية الطفل خلال السنة الأولى تدريجياً وفي هذه الأثناء على الأم مراعاة وجوب تنظيم الطفل على وجبات محددة يومياً متواقتة مع واجباتها المنزلية حيث تكون الوجبة الأولى على الافطار والثانية هي التي تفصل بين الافطار والغداء والثالثة هي وجبة الغداء أما الرابعة فهي التي تفصل بين الغداء والعشاء والخامسة هي وجبة العشاء والسادسة هي وجبة ما قبل النوم .
إن من شأن الترتيب المذكور تنظيم الوارد الحروري لدى الطفل على وجبات محددة ، مما يسهل على الأم تطبيق البرنامج الغذائي لدى الطفل ، فبإمكانها مثلاً تقديم المقترح على مدار اليوم أياً كان الترتيب حسب ظروف وإمكانية الأم في ذلك ، ولكن يفضل الانتظام في طبيعة الوجبة الواحدة اليومية لإكساب الطفل التعود عليها .
إضافة غذاء جديد :
وعند رغبة الأم بإضافة غذاء جديد يجب عرضه على وجبة محددة بشكل متكرر وبكميات تدريجية ، فلا يجوز إعطاء كميات كبيرة منذ البداية ، كما لايجوز تغيير النوع في بداية إدخاله قبل مرور عدة أيام على البدء به .
ترتيب إدخال الأغذية :
على الرغم من كون بعض الأغذية مسموحة منذ الشهر الرابع من العمر فإنه يتم تأخيرها بهدف التدرج في ط§ظ„طھط؛ط°ظٹط© مثل الرز ومشتقات القمح والذرة المسموحة منذ الشهر الرابع ولكن يمكن تأخيرها إلى مابعد هذا الموعد لأن الترقي التدريجي هو المبدأ الأساسي في ط§ظ„طھط؛ط°ظٹط© ط§ظ„ظ…ط®طھظ„ط·ط© وكذلك الخضار والفواكه ، فيمكن تأخيرها إلى الشهر السابع إذا مابدأت ط§ظ„طھط؛ط°ظٹط© ط§ظ„ظ…ط®طھظ„ط·ط© بالز أو مشتقات القمح أو الذرة في الشهر الرابع .
ينبغي التنويه أيضاً إلى ضرورة المرونة في وصف الجدول الغذائي ، حيث يمكن تغييره حسب مقتضيات الحاجة الشخصية لدى الطفل ، فالطفل المصاب بالإمساك مثلاً يتطلب تغذية مركزة بالخضار والفواكه ، أما الطفل المصاب بنقص في الوارد الحروري فينبغي التركيز في غذائه على المواد الغنية حرورياً مثل مشتقات القمح والذرة والرز ، كل ذلك بشرط التقيد بالقواعد الأساسية المذكورة سابقاً .
تقبل الطفل للغذاء :
كما يجب التنويه أيضاً إلى الاستعداد الشخصي للطفل لتقبل أو رفض بعض الأنواع المحددة من الأغذية ، حيث أن بعض الأطفال يقبلون على أغذية لا يقبل عليها البعض الآخر ، وأما رفض الأطفال لأصناف معينة من الغذاء فيكون عابراً ومؤقتاً ويزول تلقائياً .
إن عدم تحمل بعض أصناف الغذاء في بداية إدخالها أمر مألوف ، خصوصاً فيما يتعلق بالفواكه ، حيث قد تحدث إقياءات أو آلام بطنية ماغصة في بداية إدخالها ، ويكمن علاج عدم التحمل في تأجيل إدخال الغذاء المسبب لعدم التحمل بعض الوقت ثم إعادة إدخاله مجدداً .
معيار كفاية ط§ظ„طھط؛ط°ظٹط© :
إن المعيار الأساسي لكفاية ط§ظ„طھط؛ط°ظٹط© للطفل هو النمو المتوازن ، فزيادة الوزن فوق الحد الطبيعي مؤشر على الإفراط في ط§ظ„طھط؛ط°ظٹط© ، وعدم كفاية كسب الوزن مؤشر على عدم كفاية الغذاء ، أما انطباع الأم الشخصي عن عدم كفاية الغذاء للطفل فهو أمر شخصي لاينبغي أن يؤثر على الطبيب طالما أن نمو الطفل طبيعي .
الطعام بالملعقة :
تتفاوت قابلية الأطفال للأكل بالملعقة من طفل لآخر ، فبعض الأطفال يكتسبونه خلال النصف الأول من السنة الأولى ، بينما لايكتسبه البعض الآخر حتى نهاية الشهر الثاني عشر ، وفي كل الأحوال فإنه لاتوجد ضرورة ملحة للإسراع في تعليم الطفل الأكل بالملعقة حيث أن ذلك أمر فيزيولوجي يكتسبه الطفل مع مرور الوقت تلقائياً ، وبالتالي ، فلا ضرورة لأن تجبر الأم الرضيع على الإسراع فيه .
الامتناع عن أصناف غذاء معينة بسبب تغير طبيعة التبرز :
إن أخذ العلم واجب بأن طبيعة التبرز تختلف من يوم لآخر عند الرضيع حسب الطعام الذي يتناوله ، فالألياف الواردة مع الخضار والفواكه تؤدي إلى تسريع الحركة المعوية وإعطاء البراز قواماً ليناً ، أما النشويات فتعطيها قواماً أكثر تماسكاً ، وأما تغير لون البراز من يوم لآخر ، فلا يدل على حالة مرضية لأنه يتغير تلقائياً حسب ط§ظ„طھط؛ط°ظٹط© المعطاة للطفل ، وعلى هذا فإن طبيعة البراز عموماً ليست دليلاً على حدوث عدم تحمل هضمي لمادة غذائية معينة مالم يحدث إسهال حقيقي أو عدم كسب وزن ، ( حيث يبقى الوزن هو المعيار الأساسي الذي يدل الطبيب على وجود إسهال حقيقي أو عدم وجوده ) .
كفاية ط§ظ„طھط؛ط°ظٹط© ط§ظ„ظ…ط®طھظ„ط·ط© لتأمين الحاجة من الفيتامينات :
تؤمن ط§ظ„طھط؛ط°ظٹط© ط§ظ„ظ…ط®طھظ„ط·ط© الحاجة لأغلب أصناف الفيتامينات ، حيث أن الغذاء المتوازن يحوي خليطاً متوازناً من الفيتامينات ماعدا الفيتامين D الذي ينصح بإعطائه وقائياً ،
الفروق بين المدرسة الأوربية و الأمريكية في ط§ظ„طھط؛ط°ظٹط© ط§ظ„ظ…ط®طھظ„ط·ط© :
تتطابق المدرستان عموماً في الخطوط العريضة للتغذية ، ولاتختلفان إلا في بعض الأمور الثانوية التي يمكن التوفيق فيها بين المدرستين .
عمر إدخال الأغذية :
كلتا المدرستين متفقتان تماماً على عدم جواز إعطاء أي غذاء غير الحليب قبل نهاية الشهر الرابع ، وكلتاهما تعتمدان عمر 4 – 6 أشهر كتاريخ للمباشرة بالتغذية ط§ظ„ظ…ط®طھظ„ط·ط© ، وإن كانت المدرسة الأمريكية تميل للتأخير حتى الستة أشهر أما الأوربية فتميل للمباشرة اعتباراً من نهاية الشهر الرابع ، ووجهة النظر الأوربية للأمر أن المباشرة بالتغذية من نهاية الشهر الرابع لا يحمل معه أية أضرار بل يحمل معه حلاً للكثير من المشاكل الصحية مثل الآلام الماغصة ، وعلى كل فكليهما تعطيان هامشاً واسعاً بين الشهر الرابع والشهر السادس ، وفي كل حال ، فإن المدرسة الأمريكية تسمح بالمباشرة بالتغذية اعتباراً من الشهر الرابع عموماً ولاتمنعها .
المواد التي يباشر بها في النغذية ط§ظ„ظ…ط®طھظ„ط·ط© :
أما المواد التي يباشر بها في البداية ، فهي الفواكه والخضار في المدرسة الأوربية ، وهي الرز في المدرسة الأمريكية وهذا الاختلاف غير جوهري كما تقدم لأن كلتي المدرستين لاتقدمان الرز إلا عندما يبدأ الحليب بأن يصبح غير كاف لتأمين الحاجة الحرورية .
وتميل المدرسة الأمريكية إلى تأجيل إدخال الخضار حتى الشهر السابع وذلك معلل في ضوء الميل إلى المباشرة في عمر ستة أشهر بالتغذية ط§ظ„ظ…ط®طھظ„ط·ط© ، لأن حاجة الطفل في هذا العمر هي للأغذية الغنية حرورياً كالرز ، وبالتالي يمكن تأجيل الخضار إلى الشهر السابع حسب المدرسة الأمريكية .
أما المدرسة الأوربية فتعتمد على المباشرة بالفواكه والخضار أولاً منذ الشهر الرابع لأن الطفل لايحتاج لوارد حروري إضافي في ذلك العمر .
أما تواريخ إدخال اللحوم وصفار البيض وبياضه وغير ذلك فهو متطابق بينهما ،
والخلاصة فإن الباحث يرى أن الفروقات بين المدرستين غير جوهرية ، ويمكن الأخذ بأي منهما للوصول لنفس الهدف وغاية المطاف ، إن كل ذلك يدور حول محور واحد وهو تأمين الوارد الحروري اللازم مع مراعاة تطور جهاز الهضم والجسم عموماً لتقبل الأغذية المختلفة ، هذان هما الأصل في ط§ظ„طھط؛ط°ظٹط© ط§ظ„ظ…ط®طھظ„ط·ط© ، فالأصل واحد والتطبيق العملي فروع منه ، وهي فروع مختلفة وليست متضادة .
إن تبني إحدى المدرستين لأفكار تطبيقية معينة لايعني أنها تفرض أن الأفكار المطبقة في المدرسة الأخرى خاطئة ، فالخطأ متفق عليه في المدرستين معاً ، أما المسائل الاحتمالية الأخرى فموافق عليها من كلتي المدرستين وللصواب احتمالات كثيرة ، ويمكن اختيار الاحتمال أياً كان طالما أنه ضمن إطار الصواب كما ترى .
المرجع :
قواعد ط§ظ„طھط؛ط°ظٹط© في السنة الأولى من العمر .
المؤلف : الدكتور محمود بوظو ،
حائز على شهادة DIS في أمراض الأطفال والرضع ، وشهادة DU في أمراض الهضم عند الأطفال من فرنسا .
hgjy`dm hglojg’m uk] hgvqu hgvqy