تخطى إلى المحتوى

التحرش الجنسي في عالمنا العربي المعاصر

[align=center]باسم ط§ظ„ظ„ظ‡ ط§ظ„ط±ط­ظ…ط§ظ† الرحيم

التحرش ط§ظ„ط¬ظ†ط³ظٹ في ط¹ط§ظ„ظ…ظ†ط§ ط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹ المعاصر

قضايا ط§ظ„طھط­ط±ط´ ط§ظ„ط¬ظ†ط³ظٹ في العالم ط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹ من القضايا المثيرة للإهتمام ولكن لم تأخذ حظها من التغطية الإعلامية أو أبحاث الدارسين وكذلك لم تجد لها صدى عند بعض الأطباء النفسيون وغيرهم من الجهات ذات العلاقة للتعرف على أسبابها وإقتراح ط§ظ„ط¹ظ„ط§ط¬ المناسب لها , إلا أن مثل تلك القضايا تحظى بالإهتمام من قبل الجهات الأمنية في عموم العالم ط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹ لردع المجرمين وحفظ الأمن ولكن ليس لعلاج أسباب المشكلة ومثل تلك القضايا التي تهم الجنسين ينبغي أن تجد طريقها الى الحل وإن كان من شبه المستحيل علاجها بالكامل , وقبل فترة وجيزة تم إلقاء القبض على أربعة شبان في قضية تحرش جنسي بفتاتين في أحد الأنفاق على طريق النهضة في مدينة الرياض .

وكعادة العالم ط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹ الذي يهيج ويثور ثم مايلبث أن يهدأ وكأن شيئاً لم يكن فتلك القضية كانت مثار جدل وحديث المجالس والتي تطغى عليها هذه الأيام ط§ظ„ط­ط¯ظٹط« عن الأسهم صعوداً وهبوطاً تاركين أبناءهم وبناتهم يهيمون في عالم الضياع والمعاكسات بشتى ط§ظ„ط·ط±ظ‚ وخصوصاً بعد إنتشار تقنيات البلوتوث في الهواتف المحمولة والتي قد أستخدمت أكثر من مرة في تبادل ط§ظ„طµظˆط± الفيديو لتفضح الجناة من ط§ظ„ط´ط¨ط§ط¨ الذين يستخدمون تلك التقنيات للتعبير عن تصرفاتهم المتهورة بالفخر والإعتزاز ولكنها غير محمودة العواقب .

وغالباً ماتتحول تلك المحاولات إلى قضية رأي عام بعد إتمام النشر وتبادل المقاطع المخزية والتي تعبر عن سوء في الأخلاق التي يتمتع بها بعض شباب ط§ظ„ظٹظˆظ… والمفترض أن يكونوا رجال الغد , فهل نحن أمام غدٍ مشرق أم أمام تفسخ إجتماعي رهيب ؟.

والحمد لله أن العيون الساهرة قد تمكنت من القبض على الجناة خلال فترة وجيزة وهو ما يجعلنا نفخر بإعتزاز بقدرات رجال الأمن ممثلين بوزارة الداخلية التي تحارب الإرهاب بشتى أنواعه وهم درع الوطن الواقي ولكن الجهود المشكورة التي تقوم بها هذه الوزاره بحاجة الى مساندة ودعم على كافة الأصعدة بالتساوي والتوازي لرفع المستوى الأخلاقي لجيل المستقبل وإن كانت مثل تلك الحالات يقوم بها نفر قليل إلا إنها تدق ناقوس الخطر الداهم بعد إنتشار الفضائيات التي تنشر الرذيلة والإستخدام غير الأخلاقي لتقنيات دخلت كل بيت.

وفي هذا المقام ينبغي الإشادة بالتوجيهات السامية الواضحة والسريعة والمتفاعلة مع الأحداث سواء كانت داخلية أو خارجية سواء على الصعيد الإجتماعي أو الإقتصادي أو غيرها من الصعد , إلا أننا ينبغي أن نعترف ببعض القصور من بعض مؤسسات المجتمع المدني وبعض أفراد المجتمع الذي يترك ظ…ظ‡ظ…ط© تربية أبنائه الى الدولة وكأن الدولة هي المسؤولة عن الأخطاء التي يرتكبها بعض أفراد المجمتع كما أنحى البعض باللائمة على بعض الجهات الحكومية في قضية هبوط أسعار الأسهم وكأنهم غير مسؤولين عن تصرفاتهم في مضاربات الأسهم العشوائية التي أضرت بالسوق وتعاني الدولة لإصلاح هذا الخلل والذي أشير بأصابع الإتهام الى المضاربين في تلك الأسواق .

وعودة الى ذات الموضوع نجد أن أهم الأسباب التي تفضي لمثل تلك ط§ظ„ط­ظˆط§ط¯ط« هو نقص في التربية ونقص في الإيمان والوازع الديني ونوع من الكبت الداخلي الذي يخرج بين الفينة والأخرى ط¹ظ†ط¯ظ…ط§ تقع أعينهم على مشاهد لم يعتادوا عليها في ط¸ط±ظˆظپ المكان و الزمان والتي كانت مهيئة لهم لتحركهم غرائزهم البهيمية على التعدي , وهي مشكلة سوء تصرف يكون التعبير عنها بأعمال مخلة بالشرف والآداب العامة أو أعمال مخلة بالأمن العام بتبني أعمال إرهابية كنوع من التعبير عن الذات غير الواعية.

ومن الصعوبة بمكان الدعوة الى الإحتشام في الوقت الذي ينتشر عبر الأثير ومن خلال الفضائيات الكثير من ط§ظ„طµظˆط± الإباحية وغير الأخلاقية وصور الدماء والأشلاء وحتى ط§ظ„ظٹظˆظ… لانجد في البرامج التي تبثها قنوات ط¹ط±ط¨ظٹط© التحذيرات التي يتبعها الغرب عند نشر مواد لفئة البالغين.

الغريب في الأمر أننا لازلنا نتكلم عن مجتمعاتنا بأنها "مجتمعات محافظة ولها خصوصيتها" ولايرغب كتابنا الأفاضل وأساتذتنا الخوض ظپظٹظ‡ط§ بالشرح والتوضيح والتحليل وطرح مثل هذا النوع من مشاكل المجتمع وكأننا مجتمع بلا مشاكل طالما نعيش في رغد من العيش وأن وضعنا الإقتصادي جيد أما ط§ظ„ط­ط¯ظٹط« عن وضعنا الإجتماعي السيء فلا أحد يجرؤ على الكلام على الرغم من وجود مساحة كافية للتعبير عن الرأي وحرية الصحافة أصبحت الى حد ما مكفولة في ط¹ط§ظ„ظ…ظ†ط§ ط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹ المعاصر.

والحديث عن تلك الجريمة النكراء تعيد إلى الأذهان قضية "برجس" الذي أدين بالمشاركة في إغتصاب فتاة وتم الحكم بسجنه،وذلك بعد أن قام برفقة إثنين من رفاقه بإغتصاب فتاة وتصويرها بكاميرا ط§ظ„ظ‡ط§طھظپ المحمول والتي عرفت بقضية "جوال الباندا" التي تباينت الآراء حول الحادثتين مابين مطالب بعقوبات رادعة تشمل التشهير بالفاعلين ومابين تحميل الجنس الآخر المسؤولية هم وذويهم أما أصحاب الرأي الوسط فقد حمل الطرفين من الجنسين وأولياء أمورهم وزر ماحدث.

ودائماً مانسمع عبارات إن مثل تلك ط§ظ„ط­ظˆط§ط¯ط« ط؛ط±ظٹط¨ط© على مجتمعنا المحافظ سواء كانت تلك ط§ظ„ط­ظˆط§ط¯ط« تحرش جنسي أو عمل إرهابي وإن كنت أعتقد أن هذا التزاوج بين هذه الأعمال المشينة من تحرش وإرهاب هما وليدين لإهمال الأسرة التي تنجب وتترك ط§ظ„ط£ط·ظپط§ظ„ للشارع أو للدولة ليعملا على تربيتهم , أما الكتاب المفلسون فهم اللذين يزجون بالوافدين كسبب رئيسي وراء جميع المشاكل الإجتماعية التي نعاني منها كالإرهاب والتحرش ط§ظ„ط¬ظ†ط³ظٹ والبطالة وغيرها بدعوى الوطنية وهي ليست من الوطنية في شيء.

وعند الرجوع الى الإحصاءات والتقارير الحكومية فإن الذهول ينتابنا ط¹ظ†ط¯ظ…ط§ نقرأ أن حوادث ط§ظ„طھط­ط±ط´ ط§ظ„ط¬ظ†ط³ظٹ تأتي في المرتبة الثالثة من حوادث الاعتداء الأخلاقي في ط§ظ„ط³ط¹ظˆط¯ظٹط© من حيث العدد , وكشفت تقارير رسمية عن ضبطها 1012 متهما في 832 حادثة تحرش عام 1445هـ ، بتهمة معاكسة النساء، 892 من المتهمين من البالغين و104 من الأحداث , ورغم وجود ط§ظ„طھط­ط±ط´ ط§ظ„ط¬ظ†ط³ظٹ كواقع إلا أن بعض علماء المجتمع لا يرون أن الأمر يشكل ظاهرة.

وتعد مواقف المدارس والشوارع المحيطة بها من أكثر المناطق التي تكثر ظپظٹظ‡ط§ حوادث ط§ظ„طھط­ط±ط´ غير الأخلاقي بالفتيات، عن طريق إطلاق الكلمات الساقطة عليهن وتصويرهن بكاميرا الجوال لمحاولة استفزازهن من مجموعة من ط§ظ„ط´ط¨ط§ط¨ الذين يستقلون السيارات, وتتكرر هذه المواقف بشكل يومي الأمر الذي يكسر في نفس الفتاة أو ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© الإحساس بالأمان، حيث لا يستطعن ذكر ذلك لأهاليهن لئلا يتعرضن للملامة والشك في أخلاقهن , وكأنما الفتاة أو ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© أصبحت المسؤولة الأولى والأخيرة عن أخطائها وأخطاء غيرها وفي ذلك ظلم لها .

ومن المشاهدات المألوفة تجمع ط§ظ„ط´ط¨ط§ط¨ أمام مدارس الفتيات بشكل لافت وجريء أكثر من ذي قبل, لدرجة أن ط§ظ„ط´ط¨ط§ط¨ يطاردونهن بشكل يومي , ويتعدى ط§ظ„طھط­ط±ط´ ط§ظ„ط¬ظ†ط³ظٹ الشوارع والمرافق العامة إلى الساحات الإلكترونية حيث تتعرض المشاركات في المنتديات بأسمائهن الصريحة إلى مضايقات من خلال إرسال ط§ظ„طµظˆط± الإباحية على بريدهن الإلكتروني, مما يسبب لهن حرجاً بالغاً خصوصاً إذا كن يكتبن في المنتديات بإسمائهن الصريحة .

وهذا الكلام ينطبق على معظم المجتمعات العربية أما في المجتمعات الغربية فهناك ماهو أدهى وأمر وتحت عنوان "تلميذات ضباط تعرضن لتحرشات جنسية" كشفت بعض التقارير التي نشرتها وزارة الدفاع الأمريكية أن أكثر من 300 حالة تحرش جنسي ضد نساء بينها 64 حالة إغتصاب و34 حالة لواط، سجلت في ثلاث أكاديميات عسكرية أمريكية عام 2024م , وجاء في التقرير أن النساء يمثلن بين 15 و17% من تلميذات الضباط في أسلحة البر والبحر والجو وأن "عددا كبيرا" من حالات ط§ظ„طھط­ط±ط´ ط§ظ„ط¬ظ†ط³ظٹ لم يعلن عنها.

أما في جمهورية التشيك وتحت عنوان "ربع التشيك تعرضوا للتحرش الجنسي" أظهر أحدث استطلاع للرأي أجري في تشيكيا أن ربع عدد التشيك والتشيكيات قد تعرضوا في حياتهم للتحرش ط§ظ„ط¬ظ†ط³ظٹ أثناء ممارستهم أعمالهم المختلفة وان اغلب حالات ط§ظ„طھط­ط±ط´ طالت النساء , وأكد الاستطلاع الذي قام به المعهد الاجتماعي التابع لأكاديمية العلوم التشيكية بناء على طلب من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية أن التصرفات ذات الإيحاء ط§ظ„ط¬ظ†ط³ظٹ تقع في تشيكيا بشكل كبير .

وفي نهاية مقالنا نود أن نوضح أن مثل تلك القضايا لاينبغي أن يسكت عنها في ثقافتنا الشعبية العربية لأنها تمس المجتمع بشكل مباشر وخصوصاً العنصر النسائي من هذا المجتمع , وينبغي أن نعترف بأن هناك نساء عربيات يتعرضن لتحرش جنسي في معظم المدن العربية , وأن معظمهن آثرن السكوت لأسباب مجتمعية يجب أن ننفض الغبار عنها وأن لايكون السكوت عنها علامة من ط¹ظ„ط§ظ…ط§طھ الرضا الأمر الذي يزيد من حجم المشكلة حتى أصبح الكثير من النساء يحجمن عن أداء الكثير من الأعمال والخدمات تلقائياً ، ط¨ط³ط¨ط¨ ما يتعرضن له من تحرش ومعاكسات ومضايقات.

وهذا الأمر يؤصل في المجتمع ط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹ ما يسمى بالسيادة الذكورية حتى إنتقل هذا المفهوم للسياسة ومؤسسات المجتمع المدني، حيث تتجنب ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© الناشطة في المجالات المختلفة الشارع ما أمكن، درءا لما أستوطن في أذهاننا من تجارب سلبية وممارسات شائنة بحق ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© في أحيان كثيرة حتى بات الإعتقاد السائد عند البعض بأن ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© لم تخلق إلا لإسعاد ط§ظ„ط±ط¬ظ„ ولايحق لها كذا وكذا من الأنشطة .

وإذا كانت مؤسسات المجتمع المدني هي ملك للجميع فلماذا نجد السيادة للذكور ؟ بينما ينتقص حق ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© في كل شيء حتى المشي في الشارع دون أن تتعرض لتحرش جنسي غير أخلاقي وماحدث مؤخراً في إحدى الدول العربية بحق بعض الصحفيات والناشطات من إنتهاكات وتحرشات غير أخلاقية بثت على جميع القنوات الفضائية ط¯ظ„ظٹظ„ على مدى أزمة الأخلاق التي نعيشها في ط¹ط§ظ„ظ…ظ†ط§ ط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹ المعاصر.
بقلم :مصطفى الغريب [/align]


hgjpva hg[ksd td uhglkh hguvfd hgluhwv lilm hglvHm hggi hgH’thg hgp]de hgd,l hgp,h]e hgv[g hgvplhk hgafhf hgsu,]dm hgw,v hgugh[ hgihjt hg’vr fsff ]gdg ughlhj ugn uvfdm yvdfm /v,t uk]lh tdih ;lh

[align=center]التحرش الجنسي في العمل.. على من يقع اللوم؟!

كان ذلك رغماً عني، كنت أعاني، أتألم، أشعر بعذاب الضمير، أقلق وأخاف في كل مرة عزمت فيها على الذهاب إلى العمل..

كان ينتظرني كل صباح آملاً أن يكون بابه هو أول ما أدقه وآخر ما أخرج منه عند انتهاء وقت الدوام.

لا أعرف ماذا أقول أو بماذا أبرر فعلتي هذه.. أهو الخوف على مصدر رزقي الوحيد، أهي الخشية من مديري الذي جعله التسلسل الإداري يتحكم بي؟ كل ما أعرفه أني لست راضية عما أقوم به لكني أفعل…

كلمات قصّتها علينا صديقة صاحبة تلك المعاناة، تقول أم صالح: كثيراً ما نصحتها أن تترك عملها هذا، هي غير مضطرة أن تعمل في مكان فيه اختلاط وبلادنا الكريمة قد وفرت لنا الكثير من الوظائف التي تحفظ للمرأة خصوصيتها وكرامتها، أنا أعلم مدى حاجتها للوظيفة فهي أم لأيتام تعمل على النفقة عليهم، لكني ضد أن تعيش وتعمل بهذه الطريقة، إنها تتعرض لمضايقات في عملها.. ألا يكفيها ما هي فيه والظروف التي تعيشها.

التحرش الجنسي في السعودية
عند الحديث عن مثل هذه الأمور، نجد شحاً في المعلومات وتكتماً على حقائق كثيرة، حيث لا يتم بحثها بشفافية، وقد نجد فرقاً بين مجتمع وآخر في طرح هذه القضية على الملأ وتناولها بالأرقام والإحصاءات.

من جهة أخرى فإن كثيراً من اللاتي مررن بهذه التجربة لا يتحدثن عنها، والقليلات جداً من يتجرأن بالكشف عنها لأسباب عدة كالخوف من الفضيحة، وحساسية وضع المرأة في المجتمع العربي، وعدم إمكانية إثبات حدوث التحرش.

ولا نعجب أن تصمت مجتمعاتنا العربية عن الحديث في مثل هذه القضية، إذا كانت نساء الغرب تعمد إلى ذلك ففي دراسة صادرة عن معهد المرأة في العاصمة الاسبانية مدريد تقول إن عدد اللاتي يتجرأن على التقدم بشكوى لا يتجاوز الــ 25% من مجموع حالات التحرش.

وتأتي حوادث التحرش الجنسي في المرتبة الثالثة من حوادث الاعتداء الأخلاقي في السعودية من حيث العدد, حيث كشفت تقارير رسمية عن ضبطها 1012 متهما في 832 حادثة تحرش عام 1445هـ، بتهمة معاكسة النساء، 892 من المتهمين من البالغين و104 من الأحداث.

وتعد مواقف المدارس والشوارع المحيطة بها من أكثر المناطق التي تكثر فيها حوادث التحرش غير الأخلاقي بالفتيات، عن طريق إطلاق الكلمات الساقطة عليهن وتصويرهن بكاميرا الجوال لمحاولة استفزازهن من مجموعة من الشباب الذين يستقلون السيارات, وتتكرر هذه المواقف بشكل يومي، الأمر الذي يكسر في نفس الفتاة أو المرأة الإحساس بالأمان، حيث لا يستطعن ذكر ذلك لأهاليهن لئلا يتعرضن للملامة والشك في أخلاقهن, وكأنما الفتاة أو المرأة أصبحت المسؤولة الأولى والأخيرة عن أخطائها وأخطاء غيرها.. وفي ذلك ظلم لها.

بين فكي كماشة
التحرش الجنسي في العمل مشكلة بدأت تتحول في مجتمعات كثيرة إلى ظاهرة تبعث على القلق، حيث تجد المرأة نفسها بين فكي كماشة؛ الحاجة إلى العمل من جهة ووجود رجال ضعاف النفوس في محيطها الوظيفي يقفون في طريق عملها وعفتها ويضغطون على أعصابها..

وتقف آنذاك حائرة، ما الخطوات التي يمكن أن تتخذها لتتخلص من مثل هذه المشكلة؟.. هل تترك العمل؟ هل تشتكي المتحرش سواء كان مديراً أو زميلاً؟ وإلى من وكيف ستثبت صحة شكواها؟! أم تستمر وتتهرب قدر الإمكان؟ أم تستسلم وللأسف فإن هناك نماذج من الفتيات تستسلم للتحرش لتحافظ على وظيفتها وفي ذهنها مبررات غير معذورة بها حتى من قبل نفسها!!

موقع (لها أون لاين) أجرى تحقيقاً حول هذه القضية المهمة ملقياً الضوء على المشكلات الحاصلة والظروف المحيطة بها، والأسباب المؤدية لها وصولاً إلى الحلول التي نأمل أن تسهم في حل ولو جزء يسير من هذه المشكلة الآخذة بالاستفحال.

صداقة.. هكذا يسمونها!
هـ. أ. ع تقول: عالم المستشفيات مليء بمثل هذه القصص، عملت منذ مدة في أحد المستشفيات، دخلت عالماً مختلفاً عن ذلك الذي أعرفه أو كنت أعتقد أني أعرفه، لم يعجبني طريقة تعامل البعض أو الصداقة – كما يريدون أن يسموها- التي تنشأ بين الأطباء والطبيبات أو بين الممرضات والأطباء، حتى المريضات لم يسلمن من ذلك، كنت أسمع بأذني التعليقات التي كان يتبادلها الأطباء بعد خروج المريضات من عيادة أحدهم، ورغم أن تخصصي لا يمكن العمل فيه إلا بالمستشفيات التي يفرض العمل فيها جو الاختلاط إلا أني مؤخراً أفكر جدياً بالبحث عن عمل آخر وإن كان بعيداً عن تخصصي ولكن الأهم أن يوفر لي جواً من الراحة والشعور بالاطمئنان.

مها لها وجهة نظر أخرى تقول: "نعم يحدث مثل ذلك وقد رأيت حالات عدة، ولكن برأيي أن الحل في مثل هذه القضايا مرتبط بالمرأة، فإن كانت قوية واستطاعت وضع الرجل عند حده لا يمكن أن يتمادى معها". وهي ترفض أن تترك المرأة عملها وتضحي بوظيفتها من أجل رجل سيئ الخلق وإن كان مديرها فلا بد من وجود سلطة أعلى تردعه عن القيام بذلك، وهي تستشهد بنفسها وتقول إنها تعمل في مؤسسة فيها اختلاط لكنها أبداً لا تسمح بتجاوز الحد معها، ولا تسمح بأن يدور أي حديث بينها وبين زميلها الرجل خارج إطار العمل، بل إنها إن لم تكن مضطرة جداً فإنها تتجنب الحديث معه حتى في مجال العمل.

هناك فرق
سناء جربت العمل في مؤسسة مختلطة وأخرى مخصصة للنساء، تقول: أي فرق ذلك بين العمل في مكان مخصص للنساء وبين العمل في مكان مختلط، لقد جربت الاثنين بحكم أني عملت في بلدي حيث أجواء العمل كلها مختلطة، تعرضت للتحرش الجنسي من قبل مديري في العمل.. كانت تلك تجربتي الأولى في العمل، تخرجت من الجامعة، تعبت حتى وجدت وظيفة في قطاع خاص، ذلك ما توفر لي.. كان مديري بعمر والدي ورغم ذلك فقد كنت أجد منه تصرفات غريبة، كان يحاول لمسي بأي شكل، يتعمد أن يجلسني إلى جانبه، يأخذ القلم أو الورقة من يدي وهو يضغط عليها، كنت في حيرة من أمري!! ماذا يريد هذا العجوز مني.. أتعبتني نظراته وحركاته.. عرفت فيما بعد من زميلاتي اللاتي يعملن في المكتب ذاته أنه كهل مراهق وأنه يفعل الأمر ذاته معهن، صدمني استمرارهن في العمل معه، وصدمني أكثر ترددي في ترك هذا العمل.. ربما كانت التبريرات واهية وربما مقنعة، لكنهن حتماً أخطأن باستمرارهن بهذا العمل، وأخطأت بترددي أيضاً، تركت العمل غير آسفة.. وعوضني الله بزوج تقي وخلوق، تزوجنا وسافرت معه السعودية حيث مقر عمله، وهنا توفرت لي فرصة العمل والحمد لله في إحدى المؤسسات النسائية، لا يمكن أن أصف الفرق بين عملي هذا وعملي ذاك..

وبعيداً عن وجود مثل هؤلاء الرجال فإن المكان المخصص للعمل النسائي فقط يشعرك بخصوصيتك وبراحتك لأنه بإمكانك أن تلبسي وتتزيني وتعملي التسريحة التي تريدين، بإمكانك أن تضحكي.. تأكلي وتتحركي دون أن تشعري بألف قيد وقيد يكبل تحركاتك، عكس حالك في المؤسسات التي يكون العمل فيها مختلطاً حيث إنك لن تتجملي وستبقين في حجابك، وتكونين حذرة من كل كلمة أو أي ضحكة أو تصرف.. ورغم كل هذا الحذر فإنك لا تسلمين.

التحرش اللفظي
ر. ح تعمل في مؤسسة نسائية لكنها تضطر إلى التعامل مع الرجال، تقول: "أعمل في مؤسسة نسائية وهي مستقلة في المبنى عن الرجال ولكنها ليست مستقلة في العمل عنهم، عملي يفرض علي الاتصال الهاتفي المستمر مع موظفي الأقسام الرجالية، تعرضت لما يسمى بالتحرش اللفظي من مدير قسمي الذي أعمل فيه، بدأ الأمر بالاتصال بي خارج أوقات العمل وبحجج لا داعي لها ثم تطور ذلك إلى الأحاديث الخاصة، كنت حقيقة في البداية أجامله ولا أرده عن أسئلته وإن كانت لا علاقة لها بالعمل، لكن الأمر تطور وأصبحت اتصالاته على الجوال تزعجني، كلمات العمل تطورت إلى كلمات الحب والشكوى من زوجته الحالية بأنها تهمله وأن صوتها لا يحمل الرقة التي في صوتي وأن أفكارها ليست كأفكاري، وكلام كثير من هذا.. صرت في حيرة من أمري، كيف أستطيع التخلص من ملاحقته وبخاصة أنه مديري وأنا مضطرة للإجابة على اتصالاته لأسباب تتعلق بظروف عملي..

الخادمات والتحرش
هـ.ي فتاة هندية التقيت بها في السجن النسائي في الرياض كانت حاملا في شهرها الرابع تقول: "كنت أكنس قرب باب المنزل عندما جاء رجل لا أعرفه وسأل عن صاحب المنزل، أخبرته أنه لا أحد في الداخل فدفعني إلى البيت وأغلق خلفي الباب واعتدى علي، ثم هرب، لم أتجرأ أن أخبر كفيلي بما حصل، وعندما اكتشفوا أني حامل أبلغوا الشرطة وأتوا بي إلى هنا ولا ذنب لي فيما حصل".

قصص الخادمات وما يتعرضن له من تحرشات أو اغتصاب كثيرة جداً.. ولعلها الأسوأ على مستوى التحرش الجنسي في العمل، حيث يلعب الدور الاقتصادي والاجتماعي بشكل يؤثر سلباً على تصدي ومقاومة الخادمة لما تتعرض له، إلا أن الواقع يأتي لنا بقصص أخرى استطاعت الخادمات رغم الفقر والحالة المادية والاجتماعية المذرية لهن أن يقاومن مثل هذه الاعتداءات ويحتفظن بعفتهن وشرفهن.

في سوريا نساء وفتيات يتعرضن للتحرش الجنسي في عملهن
في سوريا حيث بات عمل المرأة في كثير من الدوائر وبخاصة القطاع الخاص محفوف بالمخاطر.. تقف الفتاة حائرة بين طموح.. وربما حاجة مادية، تدفعها للاستمرار بالعمل، ومنغصات تجعلها تفكر وربما تقرر ترك هذا العمل دون أسف عليه.

تحكي بشرى قصتها: "بعد انتهاء سنوات الجامعة الأربع بدأت بالبحث عن وظيفة، وكان العمل في القطاع الحكومي صعباً للغاية يحتاج إلى واسطة ومعارك وكنت بحاجة ماسة إلى العمل فبدأت أطرق أبواب القطاع الخاص لعلّي أجد عملاً مناسباً لي.. وكانت فرحتي كبيرة حين وجدت عملاً يناسب تخصصي وباشرت العمل فعلاً.. بدأت الأمور على خير ما يرام.. دوامي كان عبارة عن فترتين صباحية ومسائية، بدأت معاناتي في الفترة الثانية حيث يتواجد مديري في المكتب، كنت أدخل مكتبه لأطلعه على ما تم إنجازه من أعمال.

الأمر بدأ بكلمات الإطراء على عملي ثم انتقل الموضوع لإطراء على شكلي وطريقة لبسي واختياري للألوان مع أني كنت حريصة على ألا آتي إلى الدوام إلا وأنا محتشمة في لباسي ومظهري

وفي أحد الأيام فوجئت به وقد حمل لي فستان سهرة قصيرا كهدية وطلب مني ارتداءه في المكتب ليطمئن بأنه مناسب ومقاسي حسب قوله، رفضت طلبه وأعدت له هديته.. لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد إذ بدأ يلح علي بالخروج معه إلى العشاء بعد انتهاء الدوام؛ معللاً بأن هذا من ضمن مهامي حيث إنه عشاء عمل.. دخلت في مشاكل عدة معه بين صد ورد وبالنهاية فضلت تقديم استقالتي وترك العمل رغم الراتب المغري الذي حدده لي لأني لا يمكن أن أقبل بهذا الوضع، جربت بعدها عملاً آخر في شركة أخرى وتعرضت فيها لبعض المضايقات أيضاً ففضلت العودة إلى كنف أسرتي باحثة عن فرصة عمل تخلو من هذه المضايقات.

فتاة في العمل.. مشروع جيد لعلاقة جديدة!
وئام فتاة تقول: شاب شعري من كثرة ما رأيت وشاهدت من استغلال للفتاة وحاجتها أو رغبتها في العمل..

وظائف كثيرة كانت تناسب طموحاتي لكن أجواءها جعلتني أفر هاربة منها تاركة طموحاتي خلفي..

فتاة في العمل يعني ذلك لدى الكثيرين أنها مشروع جيد لعلاقة جديدة؛ هذا يدعوها لشرب فنجان من القهوة والآخر للغداء وغيره للعشاء، ناهيك عن كلمات الغزل والنظرات التي لا تعرف كيف تهرب منها.

حصلت مؤخراً على وظيفة في قطاع حكومي، الحال غدا أفضل بكثير، لكن لا يخلو الأمر من بعض المضايقات والتلميحات.. لكن رئيسي في القطاع الحكومي لا يستطيع التحكم بمرؤوسيه كما هو الحال في القطاع الخاص حيث إن الجميع في القطاع الحكومي موظفون عند الدولة.

تتابع وئام: "لا أعرف كيف تستطيع الفتاة أن توازن بين رغبتها في الاستمرار في العمل الذي تطمح أن تحقق من خلاله مستقبلها العلمي والمهني وكيف تتجنب هذه التحرشات التي تدفع بها في كثير من الأحيان إلى الاستقالة.

كان يصرّ على أنه بمثابة أبينا

تروى رنا قصتها وقصة صديقاتها اللاتي عملن في إحدى المؤسسات، تقول: كنا سعيدات عندما تم قبولنا في العمل وباشرنا وكلنا نشاط وحيوية، أردنا أن نحقق جزءا من طموحاتنا واندفاع الشباب يسبقنا.

مديرنا رجل كبير في العمل.. كنا ندرك ذلك إلا أنه كان يصر على تقبيل الموظفات وضمهن عند دخوله وقبل خروجه من المكتب أو في المناسبات والأعياد الرسمية وغير الرسمية.

كان يتحين الفرصة ليعانق هذه ويقبل تلك وهو يردد أنا مثل أبيكم.. هذه الكلمة كانت تجعلنا نحرج منه، إلا أننا ضقنا ذرعاً بفعله لأن إحدانا لم تشعر أبداً بأن القبلة كانت أبوية.. كنت شخصياً أتهرب منها فاختبئ أحياناً كثيرة في الحمام عندما أعلم بأنه يهم بالخروج حتى لا تنالني قبلاته!!

المشكلة أننا لم نأخذ قرارنا بترك العمل نتيجة تصرفاته لأنه لم يكن كثير التردد على العمل، ولكن في الأيام التي يأتي بها أعاني وصديقاتي الكثير، وللأسف فإنه لم تتجرأ أي منا على مصارحته بمشاعرنا، وإن كان قد شعر بها من خلال تعاملنا معه.

التدرج أسلوبهم
تقول ريما انتقلت من مؤسسة لأخرى… والأسلوب واحد، بمجرد أن يروا فتاة يبدءون بالملاطفات الكلامية معها والتي تتدرج إلى دعوات للغداء ومن ثم العشاء أو السهرة، ثم يتطور الحال من دعوة عامة إلى دعوة خاصة.. كل هذه الأمور وما مررت به من تجارب شجعتني على ترك العمل سواء الخاص أو الحكومي وأنا أستعد حالياً للبدء في مشروع خاص بي أكون أنا مالكة أمر نفسي، أحقق طموحي من خلاله، ويكون مصدر رزق مناسبا لي، وفي الوقت ذاته أكون بعيداً عن التعرض لمثل ذلك النوع من المضايقات.

على من يقع اللوم في قضية التحرش الجنسي في العمل؟

تقول الأستاذة هدى الجاسم "الأخصائية الاجتماعية والتربوية: "إن الكثير من حالات التحرش الجنسي ضد المرأة في العمل تنتج من رؤسائها الرجال لما يتمتعون به من سلطة ونفوذ وانعدام الرقابة.

والتحرش لا يكون فقط بالاعتداء المباشر ولكنه يمكن أن يكون عن طريق اللفظ أو النظرة أو الحركة وحتى عن طريق الإغواء.. فالتحرش الجنسي تتلون مظاهره بين التحرش الشفهي من إطلاق النكات والتعليقات المشينة، والتلميحات الجسدية، والإلحاح في طلب لقاء، وطرح أسئلة جنسية، ونظرات موحية إلى ذلك، ثم تتصاعد حتى تصل إلى اللمس والتحسس والقرص، بل يكون حتى بوضع الشروط على المرأة في العمل بأن تكون صغيرة وأحياناً جميلة وغير محجبة إذا كانت ستعمل في وظائف بها تعامل مع الجمهور؛ مثل هذه الرسائل المسبقة، يجب على المرأة أن تحذرها لأن المكتوب ظاهر من عنوانه ولا داعي للخوض في تجربة نتائجها واضحة.

أسباب انتشار مشكلة التحرش الجنسي بالعمل
عزت الأستاذة الجاسم أسباب انتشار هذه المشكلة إلى عدة عوامل منها:

1- المشكلة عند الرجل: ويتعلق الأمر بعوامل التنشئة الاجتماعية للرجال في علاقاتهم بالنساء، ونظرتهم إلى المرأة على أنها مصدر للمتعة فقط وليست كيانا وفكرا، ما يجعلهم يتعاملون معها في مكان العمل بشكل مختلف عما يتعاملون به معها في البيت، هذا بالإضافة إلى نقص في الوازع الديني.

2- الأسرة: وما تزرعه من عادات ثقافية واجتماعية منذ الصغر حيث إن الأسرة لا تقوم بتعليم وتربية أبنائها كيفية التعامل مع المرأة أو كيفية تعامل المرأة مع الرجل.

3- ثقافة المجتمع: للأسف في عالمنا العربي هناك أزمة في تصديق المرأة، المجتمع دائماً يلقي اللوم عليها، ويعتبرها هي المذنبة وأنها هي التي دفعت الرجل للتحرش بها نظراً لسلوكها ولذلك فإن المرأة تجنح إلى الصمت عندما تتعرض لمثل هذه التحرشات، خشية أن تصبح منبوذة اجتماعياً.

4- الإعلام: يعد الإعلام العربي من العوامل المهمة لتفشي ظاهرة التحرش الجنسي عموماً سواء بالنساء أو الأطفال، حيث إنه يستغل جسد المرأة بصورة مثيرة للاشمئزاز.

وكيف يمكن أن ندعو إلى الاحتشام في الوقت الذي ينتشر عبر الأثير ومن خلال الفضائيات الكثير من الصور الإباحية وغير الأخلاقية، وللأسف – وحتى اليوم- لا نجد في البرامج التي تبثها قنوات عربية التحذيرات التي يتبعها الغرب عند نشر مواد لفئة البالغين.

5- المرأة: أحياناً يكون للمرأة دور؛ حيث تسهم في التحرش ضدها بسبب ارتدائها للملابس الفاضحة أو طريقة كلامها التي تفسح المجال لضعاف النفوس للتمادي معها.

أبرز الآثار التي يتركها التحرش بالمرأة:

الترهيب النفسي.

القلق والتوتر.

الشعور بالذنب.

السهر وصعوبات في النوم.

تكرار الكوابيس الليلية.

اللامبالاة.

عدم التركيز.

الخوف.

ترك العمل رغم الحاجة إلى المال.

ترك العمل رغم أنه في مجال التخصص.

العصبية التي تنعكس على العمل والبيت.

قلة الإنتاج في العمل.

الانهيار العصبي.
آثار نفسية سلبية على صحة المتحرش.

تأثير سلبي على حياتهن العاطفية والاجتماعية والعائلية والجسمية.

الطلاق إن كانت متزوجة.

تكوين صورة سلبية عن الرجل ورفض الارتباط والزواج إن كانت فتاة.

كيف نتجنب هذه المشكلة؟

ترى هدى الجاسم أنه بالإمكان تجنب ذلك عن طريق التوعية الجيدة والتنشئة السليمة منذ الطفولة هذا من جهة، ومن ناحية أخرى يجب الرجوع إلى تراثنا الثقافي والقيمي والديني لنستخرج منه الضوابط ونحسن توظيفها.

وتشدد الجاسم أن على المرأة أو الفتاة أن تكون صريحة مع أهلها أو زوجها فيما يتعلق بهذه الأمور وألا تسكت عما تتعرض له من تحرش وأن تفصح بمشكلتها لمن ترى رجاحة عقله وحسن تصرفه من عائلتها.

ومن جهة أخرى يجب على الأهل أن يتفهموا مشكلة ابنتهم وألا يأخذوا الموضوع على أنها المسببة أو المدانة ويتصرفوا بحكمة.

وتتابع: "نحتاج لأن تقوم المؤسسات والهيئات التي تعنى بهذا الأمر بإطلاق حملات للحد من التحرش الجنسي بمختلف أشكاله وبكل الأماكن التي يمارس بها سواء في العمل أو الجامعات أو الشوارع وأن تعمل على تشجيع الحوار حول الموضوع لزيادة الوعي من خلال هذه الحملات الإعلامية والدعائية، ودراسة تجارب من مررن بهذه المشكلة".

وترى الجاسم أنه يجب أن تتولى مؤسسات معينة محاربة التحرش الجنسي وأن تقوم بالدراسات وتبني الدفاع عن المتحرشات بهن وتأمين الحماية القانونية لهن، لتمنحهن الجرأة في تقديم شكوى ضد من يتحرش بهن، لأن ذلك من شأنه أن يردع الطرف الآخر الذي يستمد قوته وجرأته في التمادي في ظل غياب مؤسسة أو جهة رادعة له.

ماذا تفعل المرأة إذا تعرضت للتحرش الجنسي في مكان عملها؟
تقول الجاسم: قصص التحرش الجنسي في العمل كثيرة، والخوف من الفضائح يجعل الصمت أكثر ما تلجأ له المرأة في تعاملها مع هذه المشكلة فإذا كانت متزوجة خشية أن يصل هذا الأمر إلى زوجها، وإن كانت فتاة تصمت خشية على سمعتها وما يمكن أن يؤثر ذلك على فرص الزواج لديها، الأمر الذي يجعل المتحرش يتمادى في فعلته وتجرئه عليها.. ومن النساء من تفضل ترك العمل بعد تعرضها للتحرش.

بعض الرجال يرتدع بالتهديد بإخبار الأهل أو رئيسه بالعمل أو زوجته مثلاً بتصرفه، وعادة يتطلب هذا الموضوع جرأة من الفتاة قد لا تمتلكها، هنا على المرأة أن تشعر الرجل بنديتها له في العمل، وكلما كان التهديد جدياً كلما وقع في نفسه أكثر.

وبعضهم الآخر قد يفيد معه الحوار والصراحة بأن الأسلوب الذي يتبعه يسبب لها الأذى، تحاول إظهار نخوته فكل منا فيه جانب من الخير بحاجة إلى من يمسح عنه الغبار، يمكن أيضاً أن تقدم له هدية، شريطا أو مطوية فيها من الخير والهداية ما يمكن أن يضعه على الطريق القويم، فمن تبتغي الخير يساعدها الله على الوصول إليه.

وتشدد الجاسم أن على المرأة أو الفتاة إذا لم يرتدع بالطرق السابقة أن تكون صريحة مع أهلها أو زوجها فيما يتعلق بهذه الأمور وألا تسكت عما تتعرض له من تحرش وأن تفصح بمشكلتها لمن ترى رجاحة عقله وحسن تصرفه من عائلتها.

ومن جهة أخرى يجب على الأهل أن يتفهموا مشكلة ابنتهم وألا يأخذوا الموضوع على أنها المسببة أو المدانة ويتصرفوا بحكمة.

أ. سلام نجم الدين الشرابي [/align]

باسم الله الرحمان الرحيم

للرفع

شكرا جزيلا لك موضوع متميز

mchkoura okhti 3la lmawde3

جزاك الله خير اخيتي على هذا الطرح اقيم الممتاز لقد وضعتي طرح مهمآ لحياتنا زنراه يحدث كل يوم و في اي مكان من اماكن تواجد النساء فيه بارك الله فيك اخيتي

السلام عليكم …اشكرك اخيتي أم سارة على طرحك للموضوع

من وجهة نظري القاصره..أعتقد الخوف..هو السبب الرأيسي وراء ذلك..

لأن بعض الآباء و الأمهات لا يتفهمون شكوى البنت وبعض الأزواج للأسف كذالك لا يتفهمون شكوى الزوجه فيوقعوا الوم عالبنت او الزوجه ..وهذا ما يجعلهم الى عدم قول شيء عندما يتعرضون لمثل تلك المواقف

السبب الثاني الخوف من المشاكل خصوصا لو كان الطرف المتحرش واحد من نفس البيت..يعني

ما راح تتكلم…

أما بالنسبه لو كان المتحرش بها متزوجه..يمكن يصير موقفها أقوى شوي..

يعني تمتلك جرأ لإخبار زوجها بهذا الأمر خصوصا لو كانو متفاهمين

أما لو ما فيه تفاهم..فتلك مصيبه أخرى..

وأعتقد الحل ….وهوتعزيز الثقه في نفس البنت حتى تستطيع ان تتكلم عن اي شي يحدث لها

بالإضافه للتفاهم وخلق جو الصداقه بين المربين وأبنائهم ..حتى يشعروا بجو الأمان

تقبلي مروري أخيتي …….مع فائق الإحترام

[align=center]

لاينبغي أن يسكت عنها في ثقافتنا الشعبية العربية لأنها تمس المجتمع بشكل مباشر وخصوصاً العنصر النسائي من هذا المجتمع , وينبغي أن نعترف بأن هناك نساء عربيات يتعرضن لتحرش جنسي في معظم المدن العربية , وأن معظمهن آثرن السكوت لأسباب مجتمعية يجب أن ننفض الغبار عنها وأن لايكون السكوت عنها علامة من علامات الرضا الأمر الذي يزيد من حجم المشكلة حتى أصبح الكثير من النساء يحجمن عن أداء الكثير من الأعمال والخدمات تلقائياً ، بسبب ما يتعرضن له من تحرش ومعاكسات ومضايقات.

تعددت الأسباب والموت واحد
التحرش الجنسي موجود في مختلف الميادين وعلى مختلف الأصعدة وويتمظهر في الأقوال والأفعال المشينة وينتهي بالاغتصاب ..

لذلك وجب تعزيز الوازع الديني في نفوس النشء لتفادي هذا الانفجار الجنسي ..
وإلا إذا وقع المحذور فاستيعاب وتفهم للبنت والمرأة ضحيتا هذا الشذوذ..
و ما ضاع حق وراءه طالب ..

شكرا حبيبتي أم سارة على إثارة الموضوع الهام
[/align]

بسم الله الرحمن الرحيم

شكرا أختي أم بيان على الرد الجميل
لكن حبيبتي ما يبنيه الاباء من وازع ديني يهدمه الاعلام والشارع

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.