تخطى إلى المحتوى

الإعلام وقضية المرأة

  • بواسطة

الإعلام ظˆظ‚ط¶ظٹط© المرأة


دأب ط§ظ„ط¥ط¹ظ„ط§ظ… بوسائله المختلفة على تصوير المفاهيم الإسلامية الخاصة بالمرأة تصويراً يحط من قدرها ، وينتقص من صلاحيتها ، ويشكك في قدرتها على الاستجابة لمتطلبات ط§ظ„ط­ظٹط§ط© العصرية ، ويحقر من شأنها حتى في نظر أبنائها المنتسبين إليها .. فضلاً عن أعدائها ! !
وبداية فإن هذا الدأب المستمر يُفترض ألا يبدو أمراً مستغرباً في نظر المسلم الذي يدرك ما تنطوي ط¹ظ„ظٹظ‡ صدور الأعداء من ضغائن وأحقاد ] يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ واللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ ولَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ [ . [الصف : 8] .
كما يُفترض أمام هذه المحاولة أو الحملة الإعلامية المحمومة .. ألا يكون ظ…ظˆظ‚ط¹ المسلم المعاصر منها هو ظ…ظˆظ‚ط¹ المشتكي المغلوب على أمره ! بل لا بد أن ينتقل بنفسه ورغم تحديات الواقع الرديء إلى ظ…ظˆظ‚ط¹ المشخِّص للداء ، الباحث عن رؤى عملية واقعية تواجه هذه الحملة وتتصدى لها .
ولأن طھط§ط±ظٹط® ط§ظ„ط¥ط¹ظ„ط§ظ… في هذا المجال ممتد ومتشعب ولا يسعنا استعراضه كله أو الإفاضة فيه ، فسنكتفي بالتذكير بأن ط§ظ„ط¥ط¹ظ„ط§ظ… قد سلك مسالك كثيرة ومتنوعة تصب كلها في النهاية في قالب واحد وهو أن ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ…ط© مهضومة الحقوق مهيضة الجناح !
ليتظاهر ط§ظ„ط¥ط¹ظ„ط§ظ… بكل قنواته بالدفاع عنها والبحث عن حقوقها .. وإثارة قضايا مفتعلة كضرورة تحريرها من القيود ومساواتها بالرجال ! ! بالإضافة إلى إلقاء شبهات حول أحكام إسلامية معينة تُزرع في حس ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© لتراها عبئاً ثقيلاً تتمنى الخلاص منه !

ففي تعليم ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© وعملها :
اضطلع ط§ظ„ط¥ط¹ظ„ط§ظ… بدوره في بناء مفهوم خاطئ عن قرار ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© في بيتها ؛ إذ جُعِلَ هذا القرار مُبعِداً لها عن دائرة القوى العاملة أو الكوادر المنتجة ! !
فالمرأة المتفرغة لشؤون بيتها والحدب على أطفالها رعايةً وتعليماً بكل ما يمثله هذا الدور المنزلي من حضور ديناميكي فاعل ومؤثر .. لا يُعترف به إعلامياً !

وهذا يضع اليد على إشكالية الأولويات التي يفترض أن تحدد :

ما هو دور ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© الأهم ؟ وهل هناك مجال مقارنة للعائد ط§ظ„ط§ط¬طھظ…ط§ط¹ظٹ الذي يحصده المجتمع من تأدية ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© دوراً رئيساً في بيتها ، والعائد ط§ظ„ط§ط¬طھظ…ط§ط¹ظٹ من أدوار أخرى ثانوية وهامشية تمارسها ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© خارج بيتها : مضيفة طيران ، أو سكرتيرة ؟
وثمة إشكالية أخرى :
تتمثل هذه الإشكالية في النظرة السائدة لعمل ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© على أنه يكون خارج منزلها لا داخله !
وهذا الاعتقاد قد يكون منشؤه (تضخم النموذج الغربي) في العقلية العربية في ظل تقليد الضعيف للقوي والتبعية المطلقة له .
ومثلما صوَّر ط§ظ„ط¥ط¹ظ„ط§ظ… قرار ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© في بيتها بأنه أداة تعطيل لطاقات ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© وعزل لها عن المجتمع والفعل ط§ظ„ط§ط¬طھظ…ط§ط¹ظٹ كله .. دعا أيضاً إلى ضرورة التعليم المطلق للمرأة ومنحها فرص التعليم حتى في مجالات لا تتناسب مع طبيعتها الأنثوية ! ومن ثَمَّ إيجاد سيل هائل من الخريجات اللاتي يطالبن بفرص عمل ! !
وأُظهرت هذه الدعوة من خلال ط§ظ„ط¥ط¹ظ„ط§ظ… على أنها الحل الأمثل للقضاء على الأمية النسوية التي تحرم ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© من فرص الالتقاء بالسياق ط§ظ„ط§ط¬طھظ…ط§ط¹ظٹ الطبيعي المناسب لها ، والذي لن تصل إليه إلا بما يمنحه لها (التعليم بكل ألوانه وتخصصاته وفنونه) من كفاءة وثقة وأهلية لتكوين رأيها الذاتي المستقل عن ط§ظ„ط±ط¬ظ„ وعن قيود قوامته !
ولا يخفى أن روح الاستقلال قد حرص الإسلام على إنمائها في شخصية ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© دونما حاجة لإلغاء حكم القرار في بيتها أو دعوة ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© للانسحاب من أدوارها المنزلية الرئيسة ، ودونما حاجة أيضاً لتعليمها علوماً لا تتناسب مع طبيعتها الأنثوية !
فالخطاب القرآني نادى ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© على أنها كائن له حريته واستقلاله ؛ إذ منحها مثلاً حرية الدخول في الإسلام دون اشتراط رضا ذويها !
بل وقَبِلَ النبيُّ بأمر من ربه مبايعة ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© له على اعتبار أنها كائن مستقل عن ط§ظ„ط±ط¬ظ„ وليست ملحقاً له : ] يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إذَا جَاءَكَ المُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لاَّ يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً ولا يَسْرِقْنَ ولا يَزْنِينَ ولا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ ولا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وأَرْجُلِهِنَّ ولا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ واسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [ [الممتحنة : 12] .
ولو تأملت في حقيقة مطالبة ط§ظ„ط¥ط¹ظ„ط§ظ… بمنح ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© فرص التعليم بأنواعه أو ما يسمى بحركة التنوير فستجد أن ط§ظ„ظ†ط³ط§ط، الرائدات اللاتي أبرزهنّ ط§ظ„ط¥ط¹ظ„ط§ظ… ورفع راية المطالبة بحقهنّ في التعليم .. يعانين من تخلُّف وجهل شديدين حتى بعموميات الإسلام ومجمل أحكامه !
وكأن دائرة التعليم تضيق عن أحكام الدين في الوقت الذي تتسع عند نزعة العُري والرغبة في الاسترجال والتخلص من معالم الأنوثة والفطرة ! والانسياق الغبي وراء قيم ومفاهيم ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© الغربية بكل ما ظپظٹظ‡ط§ من انحرافات ومفاسد وأوبئة ! !
مما حرم هؤلاء النسوة من العلم الشامل والتحرر الحقيقي ، وأوقعهنّ وبشكل أسوأ في جهل ورِقٍّ مختلفين ! !
فالحجاب مثلاً أغفل الإعلامُ الجانبَ النصيَّ (الشرعي) منه ، وصوَّره على أنه عادة شعبية يتوارثها الأجيال فيؤكدون بذلك دونيتها ، ورغبة المجتمع الذي تعيش فيه في عزلها عنه نفسياً وجسدياً ! وهو بذلك معضلة حقيقية تقف عائقاً في طريق هذه ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© نحو النهوض والتعلُّم والارتقاء ، ونحوه !
ولم يقف دور ط§ظ„ط¥ط¹ظ„ط§ظ… عند تصوير الحجاب بهذه الصورة الخلفية الرجعية !
وإنما تعدى ذلك إلى إيذاء ط§ظ„ظ…ط­ط¬ط¨ط§طھ تصريحاً أو تلميحاً !
ففي الوقت الذي يدندن ط§ظ„ط¥ط¹ظ„ط§ظ… حول إعطاء ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© حريتها المسلوبة تتلون هذه الدندنة وتصبح هجمة شرسة يمارسها ط§ظ„ط¥ط¹ظ„ط§ظ… ضد كثير من ط§ظ„ظ…ط­ط¬ط¨ط§طھ ؛ كما هو الحال مع فئة التائبات اللاتي أعطى ط§ظ„ط¥ط¹ظ„ط§ظ… نفسه حق التحدث حتى عن نواياهن وما تنطوي ط¹ظ„ظٹظ‡ قلوبهنّ ! كما تولى كبر الهجوم على الحجاب بتأييده ومناصرته لبعض الحكومات التي منعت ط§ظ„ظ…ط­ط¬ط¨ط§طھ من دخول الجامعات ودور العلم ليمارسن حقهنّ المشروع في ط§ظ„ط­ظٹط§ط© !

أما التعدد :
فليس بوسعنا تجاهل طرح ط§ظ„ط¥ط¹ظ„ط§ظ… له بصورة متشنجة وعدائية تزرع في حس ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© شعوراً بأن التعدد حكمٌ شُرع عليها لا لها ؛ وذلك بعرضه المستمر للمشاكل والآثار الاجتماعية السيئة للتعدد بدءاً بكمٍّ هائل من قصص النزاع بين الزوجات وضرائرهنّ وأزواجهنّ ، وانتهاءاً بحالات التيه والضياع التي يتعرض لها أبناء الأزواج المعدِّدين والذين ينشؤون بين عواصف مهيبة من الشقاء العائلي !
وهذا كله لم يكن الهدف الإعلامي منه هو احتواء المشكلة وإيجاد حلول لها وإنما الهدف كما ظٹط¸ظ‡ط± إقصاء الحكم الشرعي كله وإظهار عدم تناسبه وتواؤمه مع روح العصر ومعطياته ! !
وإلا فإن الإيمان بما للتعدد من آثار اجتماعية سيئة قد تنتج عنه في حالات وظروف معينة لا يجعلنا نلقي بلائمة على الحكم ذاته ، وإنما ثمة ط£ط³ط¨ط§ط¨ حقيقية منها : فساد أخلاق المرء ، وضعف دينه ، وتجاوزه وعدم انضباطه بالآداب الإسلامية المشروعة التي تُلزِم الشخص المعدِّد بضوابط وحدود معينة تتواءم مع الحركة الطبيعية لبنية المجتمع الذي يعيش فيه . وهذا الشخص المعدِّد لم يكن ط§ظ„ط¥ط¹ظ„ط§ظ… منصفاً في تشكيل ملامح صورته ؛ إذ أظهره على أنه شخص مغرِق بنزوات ورغبات جنسية ملحة .
بينما يمارس ط§ظ„ط¥ط¹ظ„ط§ظ… تجميل حالة أولئك الذين يتبعون رغباتهم بطرق حيوانية وتحسينها ؛ على الرغم من أن نتيجتها غالباً ما تكون جملة من انحرافات ورذائل وجمهوراً من أطفال غير شرعيين !

الآثار الملموسة لإفساد ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© ظاهراً وباطناً بفعل ط§ظ„ط¥ط¹ظ„ط§ظ… الموجَّه :

لا شك أن وسائل ط§ظ„ط¥ط¹ظ„ط§ظ… المختلفة بكل ما تمثله من هيمنة وسيطرة وانتشار قد تركت آثاراً سيئة وبالغة الخطورة على شخصية ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ…ط© المعاصرة !
وهذه الآثار تبدو بدرجات متفاوتة كمّاً ونوعاً ؛ إذ تختلف من مجتمع لآخر ومن امرأة لأخرى . كما أن أساليب ط§ظ„ط¥ط¹ظ„ط§ظ… في التأثير والتوجيه مختلفة ومتنوعة ؛ إذ قد يكون قصير المدى ظٹط¸ظ‡ط± نتاجه مباشرة . وقد يحدث التأثير في ظل عملية تراكمية تحتاج فترة زمنية ممتدة وطويلة ليتم التغيير الكامل في المواقف والمعتقدات والقناعات .
ولذلك فقد يطول بنا المقام لو أردنا عرض كل نماذج آثار ط§ظ„ط¥ط¹ظ„ط§ظ… في إفساد ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ…ط© ؛ لكننا سنكتفي بذكر بعضها اختصاراً :
أولاً : ولعله أبرزها وضوحاً وأشدها خطراً وهو فقدان ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ…ط© لهويتها الإسلامية وتميز شخصيتها وسحب قدر كبير من انتمائها لدينها وتراثها ! وهذا نتيجة حتمية للظاهرة المرضية المتمثلة في التقليد والتبعية (للآخر) !
فالصحافة النسائية أو البرامج المرئية الموجهة للمرأة ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ…ط© في أهدافها وطبيعة مضامينها لا تعكس قيم المجتمع المسلم الذي تظهر فيه وتروَّج ؛ بل تكرس نموذج ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© الغربية وتظهره بصورة ترسخ في الأذهان على أنه هو النموذج القدوة ! !
وهذا التكريس كان سبباً طبيعياً ومباشراً لضمور الفارق في الاهتمامات والممارسات بين ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ…ط© المعاصرة في بعض البلدان الإسلامية وواقع ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© الغربية !
ثانياً : الفراغ الفكري والإغراق في الهامشية الذي تعاني منه ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ…ط© المعاصرة :
ومع أنه يُفترض أن يكون للإعلام النسائي ظ…ظ‡ظ…ط© بنائية وتربوية تهدف إلى الارتقاء بفكر ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© نحو آفاق أشمل وأبعد ؛ بحيث يكون دوره معها حلقة مستمرة من التعليم والتربية والتثقيف .
إلا أن واقع ط§ظ„ط¥ط¹ظ„ط§ظ… الموجَّه للمرأة يؤكد أنه قد مارس تهميش فكرها وتعامل معها على أنها جسد وحسب !
فطغيان البرامج الترفيهية التافهة وإشغال جزء من ط³ط§ط¹ط§طھ البث ، وصفحات الصحف بالغث من الموضوعات التي تحصر اهتمامات ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© بدائرة ضيقة تنطلق بالاهتمام بالشكل وتنتهي إليه ! بدءاً بالموضة والأزياء ، الإكسسوار ، وبرامج التخسيس وعمليات ط§ظ„طھط¬ظ…ظٹظ„ ! وانتهاءاً بكيفية استغلال ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© إمكاناتها الشكلية (المظهرية) للفت انتباه (الآخر) !
وحقيقة فإن طغيان مثل هذه المواد واحتلالها مساحة كبيرة من البث الإعلامي يعكس نظرة ط§ظ„ط¥ط¹ظ„ط§ظ… للمرأة ؛ إذ يراها وجهاً وجسداً جميلين مع إلغاءٍ وإماتةٍ مستهدفة لروح العقل والفكر والفهم !
وهذا كله جعل ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© نفسها تعيش خواءاً فكرياً وفراغاً روحياً وخلطاً عجيباً بين الغايات والوسائل ! واختلالاً ظاهراً وعدم توازن في النظرة لكثير من الأمور ؛ ففي الوقت الذي يتبلور المفهوم الإسلامي المعتدل للجمال على أنه وسيلة تأخذ منه ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© قدراً معيناً تُحقق به أنوثتها يزرع ط§ظ„ط¥ط¹ظ„ط§ظ… في حس ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© أن (الجمال المظهري) غاية تستحق أن تبدد ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© جهدها ووقتها ومالها بل وربما تعيش لأجله ! !
وبهذه الهمة الدنيوية والاهتمامات السطحية التي أصبحت تشغل ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© وتسيطر على تفكيرها أخرج ط§ظ„ط¥ط¹ظ„ط§ظ… ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© وحرمها المشاركة الفعلية التي ينادي بها .

دور ط§ظ„ط¥ط¹ظ„ط§ظ… الإسلامي في التصدي للهجمة :

لعل ما ذكر سلفاً يوقفنا وجهاً ظ„ظˆط¬ظ‡ أمام القضية الأهم التي اقتضت هذا التناول المتواضع وهي دور ط§ظ„ط¥ط¹ظ„ط§ظ… الإسلامي للتصدي للهجمة الإعلامية تجاه ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ…ط© .
وبداية فإن ثمة حقيقة يُفترض أن نعترف بها ونعتني بجوانبها وهي افتقار الصحوة الإسلامية ذات الرصيد الجماهيري الكبير إلى ط§ظ„ط¥ط¹ظ„ط§ظ… الشامل والفاعل .
وهذه الحقيقة (المرة) ستظل معضلة حقيقية نعاني منها حتى إيجاد ط§ظ„ط¥ط¹ظ„ط§ظ… الإسلامي القادر على المنافسة !
ونحسب أن هذا الإيجاد لن يكون إلا إذا تنامى الوعي ط§ظ„ط¬ظ…ط§ط¹ظٹ بأهمية ط§ظ„ط¥ط¹ظ„ط§ظ… في حياتنا وبمسيس حاجتنا إليه ، وإذا تخلص أبناء الصحوة من سيطرة العقلية النكوصية المتشوقة للماضي والتي تحفز لدى أصحابها أحاسيس العزلة والانسحاب والخوف من ط§ظ„ط¬ط¯ظٹط¯ سواء كان رأياً أو ثقافة أو مشروعاً حضارياً !
فالواقع أن المسلم المعاصر ليس راضياً عن الأوضاع القائمة في ط§ظ„ط¥ط¹ظ„ط§ظ… المعاصر ويرفض كل الاتجاهات والقيم والأسس السائدة المنبثقة منه .
وتنحصر رؤيته تجاه ط§ظ„ط¥ط¹ظ„ط§ظ… بأنه عدو آخر يجب بغضه والحذر منه وإدارة الظهر له وحسب ! ! دون محاولة إيجاد بدائل « مسموعة ، مرئية ، مقروءة »
واتخاذها خطوة أولى في طريق الحل الطويل !
فالخطوة وإن كانت متأخرة عن مسيرة ط§ظ„ط¥ط¹ظ„ط§ظ… (الآخر) وضئيلة مقارنة بحجم قدراته وآلياته إلا أنها ستزرع الأمل بنقلة نوعية تتجاوز ظپظٹظ‡ط§ ردة الفعل إلى الفعل نفسه ، وتتخطى الندب والتشاكي إلى العمل الجاد .
فقد مضى على الصحوة زمن طويل مارست فيه التحذير من جملة المجلات والصحف والبرامج المرئية الموجهة للمرأة وذكر قائمة طويلة من مضارها ومخاطرها ، وتقديم حل إسلامي جاهز للعرض وهو مقاطعتها وإغلاق الأبواب دونها وحسب !
بمعنى أن موقفها الإعلامي بدأ بالرفض وانتهى إليه .. وهو الموقف الأسهل دائماً !
وكان يفترض أن يثمر هذا الموقف على الأقل عن أوراق عمل ودراسات ومشاريع إعلامية مستقبلية مقترحة تساهم في إزالة الرهبة من خوض التجربة الإعلامية لدى الإسلاميين وتشعرهم بأن هذا الكم الهائل والاهتمام الكبير بالمرأة المعاصرة من قِبَل ط§ظ„ط¥ط¹ظ„ط§ظ… (الآخر) والذي يغمرنا بقوالب متنوعة ما بين برامج مرئية وصحف ومجلات متخصصة إنما هو تحكُّم في مستقبل هذه ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© ، وتشكيل لفكرها وعقليتها ، وصياغة ط¬ط¯ظٹط¯ط© لممارساتها واهتماماتها على غير ما نريد ! !
ومن ثَمَّ فإن المقاطعة ستبقى حلاً مؤقتاً لو ناسب مرحلة زمنية معنية افتراضاً فلن يُناسب المراحل التي ستليها يقيناً .
فالاختراق الثقافي الذي تتسع دائرته يوماً بعد آخر سيتيح للجيل إلغاء الحدود والسدود وعنصري الزمان والمكان ثم امتلاك القدرة للوصول إلى جميع أنحاء العالم ؛ وربما يكون ذلك ط¨ط·ط±ظٹظ‚ط© أقل تكلفة وأسهل استعمالاً من الضغط على الريموت ! ! لذا فليس من الواقع المنطقي والعملي ونحن أمام ثورة تقنية ضخمة لوسائل الاتصال أن نربي الجماهير على المقاطعة والانعزال ونحرمها من التكيف الإيجابي بإيجاد البديل الهادف الذي يحفظ خصوصيتنا العقائدية والثقافية ، وفي الوقت ذاته يكون عوضاً لنا عن مرارة الشكوى وسلبية الانعزال .

وثمة ملامح أولية لهذا التكيف أوجزها فيما يلي :

1- ضرورة توعية الأمة بأهمية ط§ظ„ط¥ط¹ظ„ط§ظ… ، والتذكير بأننا أمة قام تاريخها المجيد من خلال وسائل إعلام إما مقروءة مثلها الكتاب ، أو مسموعة من محاريب يرتفع صوتها بالقرآن ثلاث مرات يومياً ، ومن منابر ارتفع منها صوت ط§ظ„ط®ظٹط± والنصر والإرشاد منذ مرحلة التأسيس وإلى قيام الساعة .
2- أهـمية الاحتفاء بالبحوث والدراسات والممارسات الإعلامية على اختلاف هويتها وتوجهاتها ومحاولة استيعابها والإفادة منها ، مع تحريض النخب من الإسلاميين من ذوي الخبرة المهنية والميدانية لتقديم رؤاهم ومعالجاتهم للاتكاء عليها في بداية التجربة ؛ فقد تلفت النظر لمسارات واتجاهات إعلامية غائبة نحن بحاجة إليها .
3 – صناعة البدائل الإسلامية في مجال ط§ظ„ط¥ط¹ظ„ط§ظ… بمختلف فنونه وضروبه وألوانه ؛ على أن تكون هذه البدائل ملتزمة بالرؤية الإسلامية ومؤطَّرة بالمرجعية الشرعية ، مع تذكير المتلقي المعاصر إلى أن صياغة هذه البدائل صياغة إسلامية إنما هو صورة من صور التحدي الحضاري الذي يواجه الأمة في الحاضر والمستقبل ، ويتطلب من أبنائها مزيداً من سعة الأفق والمرونة والإنصاف والتخلص من الأحكام الجاهزة (ومبدأ : إما صفر أو مائة بالمائة) ! ! إذ إن وجود خلل أو خطأ أو تجاوز هو من طبيعة العملية الإعلامية ولا شك .
4 – الرؤية الشاملة للإعلام الإسلامي المنتظر وعدم حصره بالإعلام الديني البحت ؛ حيث لا يُنتظر منه التركيز على إيضاح الجانب العبادي ، كما هو الحال مع نتاج الصحافة الإسلامية الذي يغلب عليها ما يتعلق بالعبادات ، وكما هو الحال أيضاً مع البرامج المرئية الدينية التي لا يعدو نتاجها عن فتاوى وأحكام وتوجيهات وعظية مباشرة وتلاوات قرآنية مكررة .
5 – الإلمام بالواقع الذي ينبثق منه الخطاب الإعلامي الإسلامي ويوجه إليه ؛ بحيث يستند في مضامينه إلى تصور موضوعي لواقع متلقيه والمستفيدين منه واحتياجاتهم الحقيقية ؛ ففي قضية ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© مثلاً : لا بد أن نحدد أولاً من هي ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© التي نتحدث إليها ؟ واستيعاب كامل مراحلها العمرية واهتماماتها وقابليتها ، ومن ثَمَّ : ظ…ط§ط°ط§ نُريد منها ؟ وماذا نُريد لها ؟
بمعنى أن يكون لإعلامنا مع ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ…ط© هدف رئيس ينشد تحقيقه ؛ بحيث لا يكون جل نتاجه ردود أفعال لأطروحات الآخر أو تفنيداً لآرائه وهجماته وحسب ؛ فالأصل تقديم مادة ذات ظ…ظ‡ظ…ط© وقائية بنائية معاً ؛ بحيث طھط¨ظ†ظٹ شخصية ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© المتلقية المتزنة والمستقلة القادرة فيما بعد على تفنيد ما تسمعه أو تراه أو تقرؤه !

وبعد :
فهذه الكتابة لا تعدو عن كونها ومضات أمل بأن ترفع الأمة راية جهادها الإعلامي فتخوض معركة الكلمة والمعتقد في زمن تجوبه الأقمار الصناعية ، وتسود فيه الذبذبات الإذاعية ليل نهار .

منقول


hgYughl ,rqdm hglvHm lh`h Hsfhf lilm g,[i l,ru hglp[fhj hglsglm hgh[jlhud hgj[ldg hg[lhud hgpdhm hg[]d] hgodv hgv[g hgkshx jhvdo jfkd f’vdrm []d]m d/iv shuhj ugn ugdi tdih

رعاك المولى جل وعلا أختي على الموضوع الهادف وجعله الله في ميزانك المقبول
ولي عودة للمزيد من القراءة والاستفادة
في أمان الله

بارك الله فيكِ وحفظكِ ربي وسلمكِ

وجمعني وإياكِ في الفردوس الأعلى

سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.