المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فإنّ مما يحزن القلب، ويدمي الفؤاد ويسيل منه قلب الغيور مرارة ما استشرى لدى بعض بناتنا بما يسمى " الإعجاب" هذا الداء العضال الذي سرى ويكاد ينتشر ليفتك بأغلى ثروة تمثل نصف المجتمع، وهي أيضاً تربي النصف الآخر فهي المجتمع كله، انتشر هذا الداء باسم الحب، ثم تطور حتى أصبح عشقاً، وغراماً، ورذيلة، وشركاً بالله، إنما هو " الإعجاب"
وأصل هذه الرسالة محاضرة ألقيت على جمع من الفتيات، وقد أشار بعض الأخوات أن يتم نشرها لإتماماً للفائدة.
هذا وأسأل الله العظيم أن يعم بها النفع وأن تكون خالصة لوجهه الكريم، وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.
الإعجاب ظˆط§ظ„ط´ظ‡ظˆط© المحرمة
أسباب ط§ظ„ط¥ط¹ط¬ط§ط¨ :
1- ضعف الوازع الديني :
ضعف الوازع الديني والفراغ الروحي وخلو النفس من التعلق بالله وكذلك من ذكر الله ومحبته. فمن ملأت قلبها بالله وتقواه وذكره ما وجد في قلبها مكان لمحبة غيره بل قلبها وكيانها كله لله تعالى ولسانها لا يذكر إلا الله وتفكيرها مشغول بالتأمل في عظيم صنع الله سبحانه.
يقول ابن القيم – رحمه الله -: (القلب إذا أخلص عمله لله لم يتمكن منه العشق فإنه يتمكن من القلب الفارغ).
فلا بد من شغل هذا الفراغ فيما يعود على الإنسان بالخير والمنفعة في الدنيا والآخرة.
2- الفراغ العاطفي الذي تدعيه الفتاة …
وتكون الفتاة لم تعرف العطف والرحمة وذلك لفقد الإنسان مثلاً كلا والديه فمن اتقت الله هيأ الله لها من يعطف عليها فالله سبحانه تكفّل برعاية الإنسان منذ ولادته حتى مماته ولكن المشكلة تكمن في حالة النهم العاطفي الذي قد يطالب به البعض منا بحيث تفكر في نفسها ولا تفكر في غيرها من الأخوة والأخوات لها والذين هم بحاجة إلى العطف والحنان مثلها فالأب مشغول عنهم بعمله ومتاعبه والأم أيضاً مسؤولة عن توفير الحب والحنان لأخيها وأختها وأبيها ومشغولة بأعمال المنزل وهموم الحياة وتريد أيضاً من يهتم ويعتني بها فلا تكوني أنانية واكتفي بالقليل فيكفيك حرصهما على راحتك وصحتك ومسكنك ومشربك وملبسك. وعندما لا تجد هذه الاستجابة تبحث عنها في مكان آخر غير المنزل فقد تخالل فتاة مثلها أو ذئب من ذئاب البشر فتهلك نفسها بنفسها نسأل الله السلامة والعافية.
3- النظر وإطلاق العنان له :
إن إطلاق العنان والفكر والتأمل فيحدث ما يخشى الوقوع فيه ولو أن الإنسان تأمل قوله تعالى : {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهنّ } لانحسرت مادة الشر. وهل النظر إلا مدخل من مداخل الشيطان لقلب الإنسان ليعبث به … قال ابن سعدي – رحمه الله – في تفسيره أي أرشد المؤمنين وقل لهم الذين معهم إيمان يمنعهم من الوقوع فيما يخل بالإيمان أن يغضوا من أبصارهم عن النظر للعورات وإلى النساء الأجنبيات { وقل للمؤمنات } ينتهين عن النظر إلى العورات والرجال بشهوة وغير ذلك من النظر الممنوع ويدخل في ذلك نظر المرأة إلى المرأة وشدة التأمل فيها فإن في ذلك وسيلة إلى الافتتان وتعلق القلب بها.
وكذلك النظر إلى الحرام من أفلام ساقطة ومسلسلات ماجنة أو النظر إلى المجلات التي تحمل هذا الطابع وكذلك سماع الحرام وقراءة الحرام من روايات وقصص .
4- الرفقة السيئة …
وما لها من اثر بارز للوقوع في المنكر بعد تحسينه والتمادي فيه ويكفي التحذير من الرفقة السيئة قول الحق تبارك وتعالى : { ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً [27] يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً [28] لقد أضلّني عن الذكر } (1).
5- ضعف شخصية الفتاة وضعف الهمة لديها :
وهذا ناتج عن خلل ما لدى الفتاة وبالتالي يجعلها فريسة سهلة لكل ناعق وناعقة وبالتالي تذوب شخصيتها في شخصية الأخرى دون وعي وإدراك منها وبالتالي تكون تبعاً لها دون تمييز منها أو تفكير.ودانية الهمّة لا قيمة لها ولا قدر لأنها ميّالة للدعة قاعدة عن المكارم مكلفة بالصغائر مولعة بمحقرات الأمور همّها خاصة نفسها وفكرها محصور في قوت يومها.
6- ضعف القدوة :
بعض فتياتنا اليوم تعيش مرحلة عصبية فهي تهتم بالموضة والأزياء والموديلات فترى أن أفضل قدوة لديها هي الفتاة التي تملك كل مقومات الأناقة في آخر صيحاتها فهي محط الأنظار وموضع الاحترام ومن ثم تسعى لتقليدها للوصول لمكانتها ولابد من القرب منها فتجعل التعبير لها عن ط§ظ„ط¥ط¹ط¬ط§ط¨ بها ستار يوصلها إليها ومن هنا نرى القدوة الحسنة اضمحلت.
7- عدم فهم الطالبة لمعاملة بعض المعلمات :
نجد بعضاً من المعلمات قد تزيد من اهتمامها ببعض الطالبات كأن تطلب منها تنفيذ عمل ما أو تخصّها بنوع من الرعاية أو نحو ذلك فينتج عن ذلك خطأ تعلق الطالبة بها.
إنّ المعلّمة هي أم ثانية في المدرسة انظري إلى معاملة الأم مع أبنائها تختلف على حسب بر وطاعة الابن فإن كان مطيع وجد العناية والمحبة أكثر من غيره.
أساليب التعبير عن مرض الإعجاب
1- الرسائل الغرامية :
وانظري إلى مدى التدني الذي وصل ببناتنا في هذا الزمن نجد من الرسائل مزخرفة مزركشة معطرة ملأى بالعبارات البذيئة من غزل وهيمان.
2- أسلوب الوسطاء والملاحقة :
وقد تعمي الفتنة بصرها فلا تستطيع محادثة من تحب فتظل تلاحقها في الممرات والغرف والساحات أو ترسل إليها من ينقل إليها مشاعرها.
3- المكالمات الهاتفية :
التي قد تمتد بالساعات الطوال وقد يصل الأمر لحد المكالمات المتأخرة.
4- الملامسات الجسدية والصور التذكارية وكتابة الاسم على الأشياء :
وأرجو أن لا يصل الأمر إلى هذا الحد فتلك طاقة تجر وراءها من الويلات والخزي كذلك كتابة اسم من أعجبت بها على الجدران والكتب والدفاتر أو اللباس التي نهايتها الشذوذ والعياذ بالله فالسحاق نتيجة حتمية من نتائج هذه الفتنة نسأل الله السلامة.
أضرار ط§ظ„ط¥ط¹ط¬ط§ط¨ من وجه كونه معصية :
1- حرمان العلم.
2- حرمان الرزق لقوله صلى الله عليه وسلّم : " إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه.
3- وحشة وظلمة يجدها العاصب في قلبه بينه وبين الله تعالى ووحشة يجدها بينه وبين عباد الله.
4- حرمان الطاعة وتعسير الأمور.
5- تقصر العمر بسبب محق البركة.
6- أنها توهن القلب والبدن.
أضرار ط§ظ„ط¥ط¹ط¬ط§ط¨ من حيث هو :
1- عدم كمال الإخلاص والوقوع في أعظم ذنب عصي الله به على وجه الأرض وهو الشرك وهو من أكبر الكبائر وأشد أنواع الظلم.
2- إضاعة الوقت : فيما لا طائل منه ولا فائدة فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك والنفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل فنجد أن كثيراً من الفتيات تقضي الساعات الطوال ملازمة لسماعة الهاتف فتتحدث عن كلام لا طائل منه واقل أحواله أن يكون من كلام المباحات وكما قال ابن حجر– رحمه الله- : (إن الإكثار من المباحات طريق إلى المكروهات والإكثار من المكروهات طريق إلى المحرمات) والوقت مهم جداً فهو سريع الانقضاء ما مضى منه لا يعود ولا يعوض وطريق إضاعة الوقت في داء ط§ظ„ط¥ط¹ط¬ط§ط¨ وكثرة المكالمات تؤدي إلى كثرة التفكير في المعجب بها وكثرة العكوف على كتابة الرسائل وكثرة الاهتمام بالنفس والتزين.
3- خلو القلب من خشية الله عز وجل ومحبته وتحوله إلى محبة وخشية من أعجبت بها حيث تحاول دائماً إرضاء من أعجبت بها حتى ولو بالكذب والنفاق وهي أمور محرمة شرعاً لكن نتيجة لوقوعها في هذا الداء أرضت الناس بسخط الله تعالى وبالتالي خلا قلبها من خشية الله والخوف منه وتقديم رضاه.
4- انسياق من وقعت في ط§ظ„ط¥ط¹ط¬ط§ط¨ وراء من أعجبت بها وقد تكون من أهل الفسق والمعاصي فتتأثر بها وتكون في أقل أحوالها قد ألفت المعاصي ورضيت بفعلها.
من أضرار جليسة السوء :
• أنها تشكك في معتقدات صديقتها.
• أنها تؤثر في سلوك صديقتها.
• أنها تحرم بسببها مجالسة الصالحات.
• أنها سوف تقلدها يوماً ما.
العلاج :
1- تحقيق التوحيد بأنواعه – التعلق – الكامل بالله وحده لا شريك له وهذا هو المخرج من هموم الدنيا وحسرة الآخرة وهو الهدف الذي خلق الله الخلق لأجله وبذلك أرسل رسله وأنزل كتبه وعبادته تتضمن كمال الذل والحب له وذلك يتضمن كمال طاعته والانقياد له.
ولا يرضى الله من عباده إلا هذا قال تعالى : { وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون } (2)، ومن عبادة القلوب المحبة الكاملة لله تعالى فمن صرفت ذلك لغير الله كفرت، قال تعالى : { ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطنّ عملك ولتكوننّ من الخاسرين } (3)، والجنة عليه حرام، قال تعالى : { إنه من يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنّة }(4)، ولقوله صلى الله عليه وسلّم : "من تعلق شيئاً وكل إليه" (5)، يا من بليت بهذا الداء وتأصل في نفسك لك قدوة في نبي كريم بلي بأعظم مما بليت به ابتلاه بحرمانه من الذرية ولهذا لما سأل ربه الولد فأعطيه وتعلق حبه بقلبه فأخذ منه شعبه غار الحبيب على خليله أن يكون في قلبه موضع الغيرة فأمره بذبحه وكان الأمر في المنام ليكون تنفيذ المأمور به أعظم ابتلاء وامتحان ولم يكن المقصود ذبح الولد ولكن المقصود ذبح محبته من قلبه ليخلص القلب للرب فلما بادر الخليل إلى الامتثال وقدم محبة ربه على محبة ولده حصل على المقصود فرفع الذبح وفدى الولد بذبح عظيم قال تعالى: { قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك }.
وإليك يا من بليت بملاحقة المعجبات المفتونات. لك قدوة في نبي كريم تأملي في قصة فضل التوحيد والإخلاص.
فهذا نبي الله يوسف عليه السلام تعرض لفتنة من أعظم الفتن الجمال والمال والمنصب حيث دعته امرأة العزيز إلى الفاحشة بعد أن هيأت كل السبل ووفرت الحماية والرعاية. انظري إلى فضل الإخلاص قال تعالى : { ولقد همّت به وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين } (6).
همّ هنا هو ما ألقاه الشيطان في نفسه من الوساوس فانظري إلى الإخلاص كيف يمثل طوق نجاه حيث اجتباه الله وطهره واصطفاه واختاره عليه السلام وتأملي انبساط يد يوسف الصديق عليه السلام ولسانه وقدمه بعد خروجه من السجن لما قبض نفسه عن الحرام.
وهكذا من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، فأمسك نفسك عما حرم، يرزقك الله خيراً من ذلك زوجاً صالحاً وذرية صالحة تسعدين بها دنيا وآخره.
ومن أحبت مع الله تعالى فقد جعلت من أحبته شريكاً لله عن أبي هريرة-رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم :" يخرج عنق من النار يوم القيامة له عينان تبصران وله أذنان تسمعان ولسان ينطق يقول إني وكلت بثلاثة بمن جعل مع الله إلهاً آخر وبكل جبار عنيد وبالمصورين " (7).
2- مراقبة الله سبحانه وتعالى وأنه سبحانه يمهل ولا يهمل والحذر من غيرة الرب سبحانه وتعالى ففي الحديث عن المغيرة بن شعبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : " لا أغير من الله تعالى " (8).الحديث صححه الألباني، وفي الحديث الآخر : " إن الله ليغار وإن غيرته أن تؤتى محارمه" (9) أو كما قال.
وقال عليه الصلاة والسلام : " أتعجبون من غيرة سعد !! والله لأنا أغير منه والله أغير مني ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن …" الحديث.
وانظري إلى عقوبة الله تعالى الأليمة لمن عصاه وأتى ما حرم الله عليه، قال تعالى: { ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر [37] ولقد صبّحهم بكرة عذاب مستقر } (10)، لذلك تقدم الملائكة إلى لوط عليه السلام آمرين له بأن يسري هو وأهله آخر الليل ولا يلتفت منهم أحد عند سماع صوت العذاب إذا حلّ بقومه. قال تعالى : { فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود [82] مسوّمة عند ربّك وما هي من الظّالمين ببعيد } (11).
ذكر ابن كثير-رحمه الله- أن جبريل اقتلعهن بطرف جناحه وكنّ سبع مدن بما فيها من الأمم والحيوانات ولاحظي شؤم المعصية وما يتبع ذلك المدن من الأراضي والإماكن فرفع الجميع حتى بلغ بها عنان السماء حتى سمعت الملائكة صياح ديكتهم ونباح كلابهم ثم قلبها فجعل عاليها سافلها قال مجاهد فكان أول ما سقط منها شرفاتها ثم بعد ذلك أمطر الله عليهم حجارة من سجيل متتابع مكتوب على كل حجر اسم صاحبه الذي يهبط عليه فيدمغه وجعل الله مكان تلك البلاد بحيرة منتنة لا ينتفع بمائها ولا بما حولها من الأراضي المتاخمة لردائتها ودناءتها فلا ينمو فيها نبات ولا يعيش فيها حيوان ولا تسير فيها سفينة فصارت عبرة وعظة وآية على قدرة الله وشدة انتقامه ممن عصاه.
كذلك من عقوبات الله لمن عصاه وفعل ما حرم عليه من الفواحش انتشار الأوبئة والأمراض التي لم تكن مضت من قبل ففي الحديث عن ابن عمر-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : "خمس خصال إن ابتليتم بهم ونزلت بكم وأعوذ بالله أن تدركوهنّ لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم … " الحديث وذكر ابن كثير-رحمه الله- في تفسيره عن أبي بن كعب قال: " قيل لنا أشياء تكون في آخر هذه الأمة عند اقتراب الساعة … منها نكاح المرأة المرأة وذلك مما حرم الله ورسوله ويمقت الله عليه ورسوله وليس لهؤلاء صلاة ما أقاموا على هذا حتى يتوبوا إلى الله توبة نصوحة … " انتهى.
3- الانشغال بالأعمال الصالحة : ومن السبل لعلاج هذا المرض الاشتغال بالهدف الذي خلقنا الله لأجله بفعل الطاعات وترك المنهيات.
قال تعالى : { والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين } (12).
وقال تعالى : { واعبد ربّك حتّى يأتيك اليقين } (13).
وعن أنس – رضي الله عنه – عن النبيّ صلى الله عليه وسلّم فيما يرويه عن ربه عز وجل قال : " إذا تقرب إليّ عبدي شبراً تقربت إليه ذراعاً وإذا تقرب إليّ ذراعاً تقربت منه باعاً وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة " (14).
وعن أنس-رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال " يتبع الميت ثلاثة أهله وماله وعمله فيرجع اثنان ويبقى واحد يرجع أهله وماله ويبقى عمله " (15).
وأفضل شيء بعد التوحيد الصلاة قال تعالى : { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى } (16)، { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} (17).
وعن ابن مسعود-رضي الله عنه- قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلّم أي الأعمال أفضل ؟ قال : "الصلاة على وقتها" (18).
وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلّم أنه قال : " عليك بكثرة السجود فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك خطيئة " (19) وليكن لك حظاً من قيام الليل فالله سبحانه وتعالى يقول : { تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربّهم خوفاً وطمعاً } (20)، وقال تعالى : { كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون } (21).
وعن عبد الله بن سلام-رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال "ياأيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام" حديث حسن صحيح، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل" (22).
فعن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : " ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً ".
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص-رضي الله عنهما- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : "صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله" (23).
وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: " من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشراً ومن همّ بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيء فإن عملها كتبت عليه سيئة واحدة " (24).
وعنه صلى الله عليه وسلّم قال : "من آذى لي ولياً فقد استحل محاربتي وما تقرب إليّ عبدي بمثل أداء فرائضي وإن عبدي ليتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أجبته كنت عينه التي يبصر بها ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وفؤاده الذي عقل به ولسانه الذي يتكلم به وإن دعاني أجبته وإن سألني أعطيته وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن موته وذلك أنه يكره الموت وأنا أكره مساءته " فتأملي بارك الله فيك فضل التقرب إلى الله بالواجبات ثم النوافل فهذه القربات جنة من دخلها في الدنيا دخل برحمة الله جنة الخلد.
وتلاوة القرآن والذكر. قال تعالى : { قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء } وقال تعالى : { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسـاراً }، وعـن أبي أمـامـة-رضـي الله عنـه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه".
وعن النواس بن سمعان-رضي الله عنه- قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبها" (25).
وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلّم أنه أخبر عن أعظم سورة من القرآن فقال :" الحمد لله رب العالمين الفاتحة وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته" (26).
وعن عقبة بن عامر – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ألم تر آيات أنزلت هذه الليلة لم ير مثلهنّ قط ؟ { قل أعوذ برب الفلق } و { قل أعوذ برب الناس } " (27).
وعن أبي مسعود البدري – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال : " من قرأ آيتين من آخر سورة البقرة كفتاه " (28) قيل كفتاه المكروه تلك الليلة وقيل كفتاه من قيام الليل.
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: " لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة وأخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة " (29).
وكذلك ينبغي عليك إشغال وقتك بذكر الله تعالى الذي هو السبب الرئيسي في طرد الشيطان فهذا المرض الذي تعانين منه ليس إلا بسبب تسلط الشيطان عليك نتيجة غفلة عن ذكر الله تعالى فلا يطرد الشيطان إلا ذكر الله والقرآن قال تعالى : { ولذكر الله أكبر } وقال تعالى { فاذكروني أذكركم }.
وعن أبي هريرة –رضي الله- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : "من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسى ولم يأت أحد بأفضل مما جاء إلا رجل عمل أكثر منه " (30).
4- حفظ الحواس عما حرم الله تعالى : قال تعالى : { حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون [20] وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء } (31)، وقال تعالى : { ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسئولاً } (32)،وقال تعالى : { وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهنّ ويحفظن فروجهنّ }(33).
ولا شك أن السبب الرئيسي في هذه العلة التي تعانين منها هو السمع والبصر الذي ينتج عنه مرض القلب ثم الفتنة والعياذ بالله فالاستماع إلى الحرام من أغاني وأشعار ماجنة وكلام بذيء تمرض القلب وتجعله فريسة لأي تعلق محرم.
يقول ابن القيم-رحمة الله- : (ومن مكائد عدو الله ومصائده التي كاد بها من قل نصيبه من العلم والعقل والدين وصاد بها قلوب الجاهلين والمبطلين سماع المكاء والتصدية والغناء بالآلآت المحرمة ليصد القلوب عن القرآن ويجعلها عاكفة على الفسوق والعصيان فهو قرآن الشيطان والحجاب الكثيف من القرآن وهو رقية اللواط والزنا … " [إغاثة اللهفان]
وارجعي إلى كتاب : الأدلة من الكتاب والسنة التي تدل على تحريم الأغاني والملاهي للشيخ عبد العزيز ابن باز -رحمه الله-مما لا يتسع المقام لذكره وتوضيحه كذلك يجب حفظ البصر من النظر إلى الحرام أياً كانت الصورة ففي الحديث عن أبي هريرة-رضي الله عنه-أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال : " كتب على ابن أدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة العينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام " (34).
يتبع
hgYu[hf ,hgai,m hglpvlm:lil []N ggfkhj Hgfkhj hglpvlmlil ]og
اللهم ثبتنا وجميع بنات المسلمين
موضوع في غاية الأهمية
جزيت الجنة اختي latifa2019
أسأل الله تعالى لبناتنا الثبات والخلق القويم وأن يبعد الله عنهن الفتن ما ظهر منها وما بطن
مشكوووووورة