ان ط§ظ„ط¥ط¬ظ‡ط§ط¶ ط§ظ„ظ…طھظƒط±ط± مشكلة تعاني منها نسبة 2 الى 3 في المئة من النساء. ويقال ان هناك إجهاضاً متكرراً في حال سقط الحمل قبل الاسبوع الرابع والعشرين لثلاث مرات متتالية أو أكثر. ولعمر المرأة دور في حصوله، إذ كلما توغلت في السن ارتفعت حوادث ط§ظ„ط¥ط¬ظ‡ط§ط¶ ط§ظ„ظ…طھظƒط±ط± عندها. وبالطبع هناك أسباب عدة للإجهاض ط§ظ„ظ…طھظƒط±ط± منها:
* الوراثة، التي تعتبر من أهم أسباب ط§ظ„ط¥ط¬ظ‡ط§ط¶ المتكرر، ويميل ط§ظ„ط¥ط¬ظ‡ط§ط¶ هنا الى الوقوع باكراً حتى خلال الأيام الأولى التي تلي انقطاع الدورة الشهرية الى درجة ان المرأة تعجز عن معرفة إن كان ما يحصل لها إجهاضاً أو تأخراً في موعد الدورة. ان وجود عيب وراثي لدى الجنين مثل خلل في عدد الصبغيات أو تركيب هذه الأخيرة، من شأنه ان يقوض عملية نمو الجنين أو تثبيته على جدار الرحم، الأمر الذي يقود الى الإجهاض. ان الخلل الوراثي قد يأتي من بويضة الأم أو من الحيوانات المنوية للأب، وقد يحصل الخلل الوراثي خلال عملية انقسام البويضة الملقحة وتكوّن الجنين.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يمكن كشف ط§ظ„ط¥ط¬ظ‡ط§ط¶ الناتج من عوامل وراثية؟ ان دراسة البطاقة الوراثية لكل من الأب والأم تسمح برصد امكانية انتقال صفات وراثية معيبة، وفي حال اكتشاف مثل هذه الصفات يمكن من طريق التقنيات الحديثة إجراء التلقيح المجهري للبويضة بالحيوانات المنوية خارج الرحم، وبعد الحصول على البويضة الملقحة يتم أخذ عينة منها وفحصها، فإذا كانت سليمة يتم ايداعها في جسم المرأة، أما اذا لم تكن كذلك فيتم استبعادها، وهذا ما يعزز من فرصة استمرار الحمل حتى النهاية.
> اسباب تشريحية في الرحم، إذ قد يصاب الرحم ببعض العيوب والتشوهات الخلقية (مثل وجود حاجز يفصل جوف الرحم الى قسمين) التي تحول دون اكمال الحمل لمسيرته فيحدث الإجهاض. ايضاً فإن أورام الرحم الليفية والالتصاقات داخل جوف الرحم في إمكانها ان تحول دون استقرار الحمل فيحصل الإسقاط. ومن ط§ظ„ط£ط³ط¨ط§ط¨ التشريحية للإجهاض ط§ظ„ظ…طھظƒط±ط± توسع عنق الرحم الذي يمكن أن يكون خلقياً أو مكتسباً نتيجة الولادات المتعسرة.
ان تصوير الرحم بالأمواج فوق الصوتية يسمح بكشف العيوب التشريحية، وفي حال وجودها يتم علاجها عادة باستعمال المنظار الرحمي الذي يعطي نتائج طيبة، أما في حال توسع عنق الرحم فيعمد الطبيب الى ربط العنق الى حين موعد الولادة.
> أسباب مناعية، وتعد هذه من أكثر ط§ظ„ط£ط³ط¨ط§ط¨ المؤدية الى تكرار حدوث الإجهاض، وتكون نتيجة نشوء مضادات أجسام مناعية تهاجم خلايا الأوردة الدموية لدى الأم تؤدي الى زيادة تجلط الدم وزيادة قابلية الأوعية الدموية المشيمية للانسداد، او قد يحصل ط§ظ„ط¥ط¬ظ‡ط§ط¶ بسبب عدم صنع مضادات أجسام مناعية.
> أسباب هورمونية، فأي نقص أو خلل طارئ على صعيد الهورمونات التي لها علاقة بالحمل يمكن أن يقود الى الإجهاض، خصوصاً نقص الهورمونات التي تساهم في آلية عملية نضوج البويضة أو بطانة الرحم أو في استمرارية بقاء الجسم الأصفر كي يزود الحمل بالهورمونات اللازمة ريثما تباشر المشيمة تولي هذه المهمة.
ان تكيس المبيضين يعد من ط§ظ„ط£ط³ط¨ط§ط¨ الشائعة للخلل الهورموني، اذ ينتج بويضة غير سليمة تساهم في تكوين جنين غير سليم فيحدث الإجهاض. والخلل الهورموني لا يحدث على صعيد المبيضين وحسب، بل قد يكون نتيجة الإصابة بأمراض غدية عامة مثل الغدة الدرقية والغدة النخامية.
> اسباب ميكروبية، فالالتهابات الميكروبية سواء كانت فيروسية أم جرثومية أم طفيلية أم فطرية، يمكنها ان تقود الى ط§ظ„ط¥ط¬ظ‡ط§ط¶ ط§ظ„ظ…طھظƒط±ط± في شكل أو في آخر. ومن بين الإصابات التي تسبب ط§ظ„ط¥ط¬ظ‡ط§ط¶ ط§ظ„ظ…طھظƒط±ط±:
– العدوى المتكررة بالتوكسوبلاسموز.
– العدوى المتكررة الحادة بفيروس الهربس.
– العدوى المتكررة بفيروس الحصبة الألمانية.
– العدوى ببعض الميكروبات المهبلية.
> أسباب عامة، مثل الإصابة بأمراض مزمنة في القلب أو في الكلية أو في الدم أو في الرئتين أو في الجهاز المناعي.
> أسباب بيئية، مثل التدخين والمشروبات الروحية والتسمم ببعض المواد الكيماوية، وهي أسباب يمكنها ان تسبب ط§ظ„ط¥ط¬ظ‡ط§ط¶ المتكرر. وطبعاً يجب ألا ننسى دور التدخين السلبي الذي لا يقل خطراً عن تأثير التدخين الفعال.
> أسباب دوائية، فهناك أدوية كثيرة مسؤولة عن ط§ظ„ط¥ط¬ظ‡ط§ط¶ ط§ظ„ظ…طھظƒط±ط± من أهمها الأدوية الكابحة للمنظومة المناعية.
> أسباب مجهولة، ان نسبة لا بأس بها من ط§ظ„ط¥ط¬ظ‡ط§ط¶ ط§ظ„ظ…طھظƒط±ط± تقدر بحوالى 40 في المئة، لا يمكن معرفة أسبابها على رغم عمل كل التحريات والفحوص الطبية اللازمة.
يتبين مما تقدم ان ط§ظ„ط£ط³ط¨ط§ط¨ التي تقف وراء ط§ظ„ط¥ط¬ظ‡ط§ط¶ ط§ظ„ظ…طھظƒط±ط± متعددة ومتنوعة، من هنا لا بد من إجراء كل ما هو مناسب من أجل الوقوف على السبب وبالتالي تدبيره بالوسيلة الناجعة التي تضمن بقاء الحمل واستمراره الى النهاية. فبعد أخذ القصة السريرية للحمول السابقة وما رافقها من عوارض وملابسات، وبعد إجراء الفحص السريري، يقوم الطبيب بإجراء سلسلة من التحريات المخبرية والشعاعية والنسيجية التي تشمل عادة:
1- فحص البطاقة الوراثية لكل من الزوج والزوجة من أجل معرفة ان كان هناك عامل جيني معيب يمكن ان ينتقل الى الجنين له دوره في التحريض على الإصابة بالإجهاض، وحبذا لو تم إجراء الفحص الجيني للأجنة التي سقطت في حمول سابقة.
2- إجراء التحريات الهورمونية والمناعية المناسبة لقياس الهورمونات وكمية الأجسام المضادة التي لها علاقة بالحمل.
3- تقويم شامل للرحم وعنقه سواء بالفحص الشعاعي أو بالأمواج فوق الصوتية وذلك خلال النصف الثاني من الدورة الشهرية من أجل تشخيص وجود عيوب تشريحية أو خلقية.
4- فحص الرحم والحوض بالمنظار.
5- أخذ عينات من المهبل والرحم وعنق الرحم والحوض من أجل كشف الالتهابات التي يمكن أن تقف خلف ط§ظ„ط¥ط¬ظ‡ط§ط¶ المتكرر.
6- إجراء الفحوص المفصلة المتعلقة بالتخثر الدموي والعوامل المؤثرة فيه من قريب أو من بعيد.
تبقى الملاحظات الآتية:
– ط§ظ„ط¥ط¬ظ‡ط§ط¶ ط§ظ„ظ…طھظƒط±ط± ليس مشكلة المرأة وحدها بل تخص الرجل أيضاً، من هنا يجب ان يتم تدبيره بوجود الزوجين معاً.
– ان حالات كثيرة من ط§ظ„ط¥ط¬ظ‡ط§ط¶ ط§ظ„ظ…طھظƒط±ط± المجهول السبب يتم علاجها بالدعم النفسي من دون الحاجة الى استعمال أي دواء.
– ان غالبية المصابات بالإجهاض ط§ظ„ظ…طھظƒط±ط± يستطعن ان يحملن وينجبن، والمهم في هذا الموضوع الصبر وعدم التسرع في التنقل من طبيب الى آخر، لأنه كثيراً ما يكون هدراً للوقت والجهد والمال.
– صحيح ان ط§ظ„ط¥ط¬ظ‡ط§ط¶ يعتبر من أكثر مضاعفات الحمل حدوثاً، إلا أنه قد يكون نعمة لأنه وسيلة تسمح بالتخلص من جنين مصاب بعيوب وتشوهات خلقية تلقي بثقلها على الطفل والأهل والمجتمع.
hgY[ihq hglj;vv: hgHsfhf ,hgpg,g hglj;vv