تخطى إلى المحتوى

احذرن اقفال التفكير يا أخوات

  • بواسطة

أرى ط§ظ„طھظپظƒظٹط± أدركه خمول *** ولم تعد العزائم في اشتعال
وأصبح وعظكم من غير سحر *** ولا نور يطل من المقال
وعند الناس فلسفة وعلم *** ولكن أين تفكير الغزالي
وجلجلة الأذان بكل صوت *** ولكن أين صوت من بلال
مآذنكم علت في كل حي *** ومسجدكم من العباد خالي

هكذا قال الشاعر الإسلامي الكبير: محمد إقبال رحمه الله.
لقد وقفت أقفال ط§ظ„طھظپظƒظٹط± لتحول دون تصحيح المفاهيم، وصنعت أكبرعائق عن تفهم كتاب الله وشرعه، وعن إدراك الواقع والمشاركة فيه، وعن التقدم العلمي والتكنولوجي والحضاري.
ومن أشرس أقفال التفكير: التقليد، ولقد نقل ابن عبدالبر الإجماع على أن المقلد لا يعد من جملة العلماء، هذا في التقليد الفقهي، أماالتقليد العام في ط§ظ„طھظپظƒظٹط± والدين والعمل فقد كان أداة رئيسة لصد المشركين عن دين الله عز وجل، يقول الله سبحانه وتعالى: "وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا"، فيقول الله رادا عليهم: "أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون".
فتقليد الناس وتقليد الآباء والأجداد يعني الانقيادللآخرين بدون وعي ولا رشد، ومعناه وقف عملية ط§ظ„طھظپظƒظٹط± تماماً كما يقول العربي الأول دريد بن الصمة:
أمرتهم أمري بمنعرج اللوى *** فلم يستبينوا النصح إلا ضحىالغد
وهل أنا إلا من غزية إن غوت *** غويت وإن ترشد غزيت أرشد
فيصبح التقليد واتباع الناس عملاً حيوانياً يصد عن سبيل الله وعن سبيلالإصلاح والعمل والنهضة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تكونوا إمعة، تقولون: إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنواوإن أساءوا فلا تظلموا)، وفي المثل العامي البئيس: "الموت مع القوم رحمة!".
ومن أقفال التفكير: سلطة المجتمع وضغطه، والأنا الجماعية التي تجرف الإنسان وتمنعه من ط§ظ„طھظپظƒظٹط± السليم، ولذلك أمر الله المشركين ووعظهم على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يتخلصوا من هذه السلطة الضاغطة؛ ليفكروا في صدق رسالته، يقول تعالى: "قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة"،فهم مثنى وفرادى أقرب إلى الصدق مع الذات، وأكثر تجردا من المساحيق والأصباغ التي يتجملون بها عند قومهم، فتمنعهم من رؤية الناس والأشياء والحق كما هي لتصنع الحجاب والران الذي تحدث الله عز وجل عنه في القرآن الكريم، يقول الله جل وعلا: "كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون"، "ومن بيننا وبينك حجاب"، فهذه المراكز الاجتماعيةتمنع من الانقياد للحق والمصداقية في العمل، فتجاوزها وترك اعتبارها شرط رئيس للتفكير السليم الذي يبحث عن الحقيقة دون مواربة أو خجل أو خوف من المجتمع أوالناس، وكان بعض علماء ط§ظ„طھظپظƒظٹط± الغربيين يقول: إن المجتمع قد يصبح صنماً شرساً يحجب عن ط§ظ„طھظپظƒظٹط± والعقل.
ومن أقفال التفكير: الخرافة، فقد أكد أحد الباحثين أن قوة التدين وشدته تكون متصلة ومرتبطة بضعف التفكير، والمقصود بالتدين عموم التدين،حتى التدين البدعي باختراع سلوكيات دينية لم يشرعها الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد جعل الله عز وجل هذا النوع من زيادة التكاليف والبدع نظيراً للتكذيب بآيات الله، وشريكاً له في الصد عن سبيل الله فقال سبحانه: "ومن أظلم ممن افترى علىالله كذبا أو كذب بآياته"، فهذه الخرافة تحجب العقل عن ط§ظ„طھظپظƒظٹط± العقلاني المنطقي،وتربطه بالروحانيات والسحر والشعوذة، وتعلق الإنسان بالخوارق، على حين أن الدينالإسلامي يعلق الناس بالسنن الربانية الجارية التي وضعها الله نواميس للكون وعلامات للناس.
والتفكير هو عبارة عن مجموعة من العمليات الذهنية المترابطةواستخدام العقل، فإذا جاءت الخرافة أوقفت كل ذلك؛ لتختصر المشوار العقلي السليم بنتائج جاهزة للأشياء، مثل الساحر الذي يدعي علم الغيب وبواطن الأشياء بطريقة لامدركة، فهو يختصر على بعض السذج والأغبياء بهذا الأسلوب الخرافي عمليات التفكيرالسليمة التي هي أصح عملية يمارسها الإنسان وأخص خصائصه يقول الله جل وتعالى: "لهم قلوب لا يعقلون بها ولهم آذان لا يسمعون بها ولهم أعين لا يبصرون بها إنهم إلاكالأنعام بل هم أضل".
ومن أقفال التفكير: القطعية والحدية وغياب المنطقةالرمادية للأشياء والحلول الوسط، فيتعود العقل على أن يأخذ كل شيء أو لا يأخذشيئاً، يحب جميعاً ويكره جميعاً حتى في العلاقات العاطفية، وفي المأثور عن علي رضيالله عنه: أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماًَ ما، وأبغض بغيضك هوناً ماعسى أن يكون حبيبك يوماً ما.
فالقطْعِيِّة تبعث نفس الوثوق بالكلام وعدم القابلية للمراجعة أو التصحيح أو التفاهم والحوار، فهو حينما يستعمل القطعية تجده يتلو كلامه بدل أن يقوله ويحاور فيه، ومن أدق ما نقل لنا التاريخ الإسلامي كلمةجميلة شهيرة للإمام الشافعي تصلح أن تكون قاعدة تفكيرية، هي قوله: كلامي صواب يحتمل الخطأ، وكلام غيري خطأ يحتمل الصواب.
فهو يقول بأن كلامه صواب؛ لأنه نتيجةبحث وتفكير طويل وعناء وجهد، وهو يضع الاحتمال لفتح مجال المعاودة في الرأي،والمحاورة فيه، وإعادة النظر والنقد والتقويم والمراجعة منه ومن غيره.
ومن أقفال التفكير: الانفعال، فالتفكير الانفعالي سواء كان ردة فعل غير متزنة تجاه حدث،أو كان نتيجة عوامل انفعالية في نفس الإنسان، كالغضب والكره وغيره، يقول النبي صلىالله عليه وسلم: (لا يقضي القاضي حين يقضي وهو غضبان)، والغضب صورة من صور الانفعال الذي يغلق التفكير؛ ولذلك قاس العلماء عليه الحاقن والجائع ونحوه، فتلك العوارض الانفعالية تحجب عن ط§ظ„طھظپظƒظٹط± السليم، وتغلق على العقل مواطن التفكير، ولذلك سُمي إغلاقاً كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا طلاق ولا عتاق في إغلاق(
وأخيراً: فهذه أقفال ط§ظ„طھظپظƒظٹط± التي ينبغي أن يكون المسلم أبعد الناس عنها بعد أن تحدث عنها القرآن بكل صراحة ووضوح ذاماً ومحذراً منها، "أم على قلوب أقفالها"، نعوذ بالله من أقفال التفكير.
الشروق


hp`vk hrthg hgjt;dv dh Ho,hj

موضوع ممتاز و مهم جدا
و يستحق الاطلاع عليه و الاستفادة منه
جزاك الله الف خير اختي ومضات

شكرا جزيلا على هذا الموضوع المفيد

في منتهى الروعة ..لي عودة لإتمام القراءة

أرى التفكير أدركه خمول *** ولم تعد العزائم في اشتعال
وأصبح وعظكم من غير سحر *** ولا نور يطل من المقال
وعند الناس فلسفة وعلم *** ولكن أين تفكير الغزالي
وجلجلة الأذان بكل صوت *** ولكن أين صوت من بلال
مآذنكم علت في كل حي *** ومسجدكم من العباد خالي

جزاك الله خيرا اخيتي ومضات
مواضيعك صراحه كلها رائعة
بارك الله فيك

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل الشكر والتقدير والود لك اختي


#ff0000على تفكيرك النير والعقلاني
وتدكيرك لنا جميعا ان الله اول ما خاطب فينا واول ما ميزنا به هو العقل في
تدبير كل امورنا من اصغرها لأجلها
شكرأ على توخي الدقة في البرهان لدحض كل اشكال الضبابية في القراءة والتاويل لبعض
ما يكتب وينشر والتي تعيق فهمنا واستيعابنا للعلم/النور بتصنيفه خطآ حتى قبل قراءته القراءة التحليلية
التي كانت اول امر خاطبنا به خالقنا جل جلاله
شكرآ على المتعة التي أهديتني إياها اليوم بنشرك مثل هدا الموضوع
ومزيدآ من التالق باركك الله

عدت لقراءة الموضوع الشيق ..وأكاد أجزم أنه إن أدركنا فحواه وعملنا بنصف ما جاء فيه لحلت معظم المشاكل في حياتنا الاجتماعية وعلى صعيد منتدانا أيضا ..
عدت للقراءة ولم أطق أن أمر عليه دون تسجيل حضوري بهذا الكلام الرائع الذي جاء فيه ::

ومن أقفال التفكير: القطعية والحدية وغياب المنطقة الرمادية للأشياء والحلول الوسط، فيتعود العقل على أن يأخذ كل شيء أو لا يأخذشيئاً، يحب جميعاً ويكره جميعاً حتى في العلاقات العاطفية، وفي المأثور عن علي رضي الله عنه: أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماًَ ما، وأبغض بغيضك هوناً ماعسى أن يكون حبيبك يوماً ما.
فالقطْعِيِّة تبعث نفس الوثوق بالكلام وعدم القابلية للمراجعة أو التصحيح أو التفاهم والحوار، فهو حينما يستعمل القطعية تجده يتلو كلامه بدل أن يقوله ويحاور فيه، ومن أدق ما نقل لنا التاريخ الإسلامي كلمةجميلة شهيرة للإمام الشافعي تصلح أن تكون قاعدة تفكيرية، هي قوله: كلامي صواب يحتمل الخطأ، وكلام غيري خطأ يحتمل الصواب.
فهو يقول بأن كلامه صواب؛ لأنه نتيجة بحث وتفكير طويل وعناء وجهد، وهو يضع الاحتمال لفتح مجال المعاودة في الرأي،والمحاورة فيه، وإعادة النظر والنقد والتقويم والمراجعة منه ومن غيره.

اللهم نجنا من القطعية الا اذا فرضت علينا
أشكركن على انسجامكن مع محتوى الموضوع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.